البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0    قيّم
التقييم :
( من قبل 10 أعضاء )

رأي الوراق :

 عبدالرؤوف النويهى 
30 - أبريل - 2007
عبر سنوات طويلة ،شاركت المرأة العربية المثقفة  بإبداعاتها المتميزة الرصينة الراقية  فى مسيرةالفن والأدب والفكر العربى ،ولم تقف مكتوفة الأيدى ، بل كانت شاعرة وناقدة وقاصة وباحثة فى مجالات العلوم المتنوعة ومناضلة فى المعترك  السياسى وناشطة فى الميدان الإجتماعى ، وبرعن براعة، تأخذ بالألباب وتسكر العقول 0فى أحضانهن ترعرعنا ،وعلى أيديهن تعلمنا ،وإليهن كل التقدير والإحترام 0
لن أنسى مارى زيادة وبنت الشاطىء ونازك الملائكة وفدوى طوقان وجميلة بوحريد ولطيفة الزيات وأم كلثوم وفيروز ومئات الأسماء المشرقات فى سماء وطننا العربى الكبير 0
 فليكن هذا الملف تذكارا  لإبداعهن ، وتقديرا  لدورهن ، وعرفانا بفضلهن على مدى الأجيال0
 7  8  9 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
حنان الشيخ : بريد بيروت     كن أول من يقيّم
 
 
" بيروت كأنها مدموغة في ذهني ، إبان الحرب فقط . عندها تأخذ حجماً ، شكلاً . أستطيع أن امسك به . بينما إبان السلم كانت الحياة مرآباً لا أستطيع أن أمد حتى أظافر أناملي إليه . تبدو لي بيروت الآن وكأنها حفرة كبيرة فيها الأخاديد والتجاويف الصغيرة والحفر الأصغر ، جرداء إلا من أعشاب صغيرة خضراء ثابتة على اطراف الحفرة . بدأت رسائلي بأني مخطوفة ، وانا الآن أحاول أن أرى هذه الأعشاب الصغيرة ، فهي كل ما تنتجه أرضي . هنا حياتي ولكل بلد حياته .
 
" بتعرفي ، أنتِ صرتِ مدمنة على الحرب " ......
 
حنان الشيخ : " بريد بيروت " ، دار الآداب ، بيروت 1996 .
 
*ضياء
1 - ديسمبر - 2007
عزيزتي جدتي : حنان الشيخ    كن أول من يقيّم
 
 
فقرات من رواية حنان الشيخ " بريد بيروت " الصادرة عن دار الآداب ببيروت العام 1996 . هذه الفقرات من رسالتها إلى جدتها التي تحمل عنوان : " عزيزتي جدتي " :
 
تنهضين متلذذة في الصباح ، فأسمعك تخاطبين الشمس أو الغيوم من نافذتك . ثم تحدقين في المرآة وتتمتمين لنفسك : " ربما لم أنم جيداً . اجفاني منتفخة " . تأتين بقنينة ماء الورد تصبين منها على شاشة نظيفة ثم تضعينها على كلتا عينيك وتتمددين وانت تبسملين : " اللهم صل على روح النبي وآل النبي ، ماء الورد كرائحة الجنات " . ثم تدورين في البيت كأنك تسيرين فوق البيض ، بل كأنك تتمايلين . تنصتين إلى الأخبار وإلى الأغاني التي تروق لك . تقرأين الكتب المترجمة أو الأحاديث الشيقة ، تتمشين بعد ظهر كل يوم في الحديقة . تستقبلين النساء الوافدات من القرية أو من اللواتي يسكن بيروت . بعد وقت تشعرين وكأنهن عطَّلن عليك خلوتك فانت بقدر ما تستمعين بكل إصغاء بقدر ما كنت تشعرين بالضجر . إذا كانت الأحاديث عادية .تفضلين حديثك وأحاديث الذين لم يزالوا يتلقون العلم أو من أنهوا تخصصهم من الشباب . تفضلين الأكل وحيدة معللة في كل مرة : " حاشا الذي يراني أمضغ الطعام كالبقرة " . تجلسين كأنك تترفعين عن الصحن . تمدين يدك بتأن حتى إلى أكلتك المفضلة . تمضغين بصمت وبشرود كأنك توهمين الذي يراك أنك لا تأكلين بل تفكرين بمسائل في غاية الأهمية . تختارين الوقت الذي ينشغل به الجميع لتدخلي إلى المرحاض إذا لم نكن نسمع حتى صوت السيفون . فقط عندما كنت تتوضئين كنت تتشهدين وتبسملين بصوت عال . تستعدين لليل . لفراشك المرتب من جديد ، فتقومين بقطف فلة أو غصن عوشيقة وتضعينها في فنجان قهوة فوق الطاولة الصغيرة قرب سريرك . تنادين زمزم لتغلي الشاي الأخضر . فترشفين منه كانه اكسير الحياة متمتمة : " رائحته فرح القلب " . ثم تبدلين فستانك الأبيض الطويل بقميص النوم ، وتجلسين في غرفتك تنصتين إلى المذياع بعد أن تتركي التلفزيون لزمزم في غرفة الجلوس . فضجيجه كان لا يتماشى مع ذبذبات هدوئك حتى وإن خفضت الصوت . كان شكل الناس لا ينال رضاك ، كنت تطلقين على المذيعة الكثيرة التبرج : " شو مفكرة حالها علاقة ثياب ؟ " .............
 
......... وكان الربيع قد أتى . وقلت للبرعم : " ما تاخذني يا صغير " ثم فتحت وريقاتها ، وقبل أن تصلي إلى الزر ، أشرتِ إلى لون البودرة ، الزهري والرماني والدراقي وحتى الأبيض . وأذكر أنك أريتني نبتة " المستحية " وقلت لي أن لا أدع أحداً يرى هذا السر وإلا قصفوا لها ظهرها كل لحظة ، وكانت " المستحية " خجولة ما أن تلمسها اليد حتى تنشل شروشها وتلتصق بالتراب ، تضربينها برفق وكأنك تداعبينها قائلة : " يلللا استحي " بعد قليل تنتصب كما كانت فتعلقين : " بأن المرأة عليها أن تخجل عند اللزوم " . ألم أقل لك إني لم أرك قط تخجلين بل رأيتك تخشعين وأنت تقرأين في كتاب الأدعية وتصلين وتبتهلين دائماً .
 
*ضياء
1 - ديسمبر - 2007
باب الساحة : سحر خليفة    كن أول من يقيّم
 
 
النص من رواية لسحر خليفة بعنوان : " باب الساحة " صادرة عن دار الآداب ببيروت العام 1990 .
 
امتلأ الزقاق بالمعزين والمتظاهرين حتى لم يبق فيه زاوية لم تتكدس . واتجهت نحو الدار حشود . الدار المشبوهة ما عادت تنأى عن الحي . انفتحت مصاريع الأبواب والشبابيك وامتلأت الحاكورة بالفتيات عن آخرها , وعلى داير ما يدور الدار ، وقف الشبيبة والشباب على حفف السور . أعلام ترفرف وسعف نخيل وورود وزنابق وأكاليل . وصور الشهداء الملصوقة انزرعت على كل الجدران .
 
وانطلقت أنغام واناشيد تحيي الصمود وأهل البلد ، وصفقات تعلو فوق الأذان .وخرج المصلون من الجامع متجهين نحو بيت العزاء . واصطف الشباب على الصفين بالكوفيات ولباس الضرب يشيرون لطريق المنزل بالإيماء .
 
وكأنما الساحة انخسفت ، خلت من الأنس والجن وما عاد يسمع فيها نأمة . حتى الجنود اختفوا فجأة وما عادوا يدورون الأزقة بحثاً عن صيد جديد . اجتمعوا فوق سطوح النقطة مباشرة فوق العلم يرقبون الجو بالمناظير .
 
وهبَّت أنسام الخريف في الزواريب محملة بعبير القهوة وما تبقى من روائح شتى ظلت تتكدس حتى الظهر ، حتى الإغلاق . فلافل وزلابية وتعمالق وخضار الموسم وتوابل وشومر وبصل ولحوم طرية لذبائح معلقة فوق الرؤوس على الأرصفة . وخلا أيضاً خان التجار من البسطات والكاسيتات وملابس ملونة ومناديل وأصوات الباعة وراغب علامة وام الخال وأناشيد الثورة وجبل النار وجبل النصر .
 
ولم يبق من العفش المستعمل في باب الساحة إلا كنبات مهترئة يخجل السارق الصاحي من سرقتها . وقبعت بجوار الحيطان أكوام زبالة وكرتونات وأسلاك مطعوجة وشرايط وبقايا خضار .
 
ومشت الحجة تتمايل نحو دار العزاء تحمل شنطتها وتبسمل وترى الأزقة وقد فرغت تمتلىء بخيالات الجنّ . ورن آذان العصر الصافي فارتجت أنحاء السوق ، ورفعت عينيها فتماوج بين الكوات والفوانيس شعشبون طويل غليظ قديم يشير إلى بدايات الزمن ، والعنكبوت بحجم الضفدع يتهادى في ثنيات السقف . نابلس القديمة ، قديمة قديمة بعمر الزمن والتاريخ . خافت ومشت على الحافة بعيدة عنه . وحين صعدت درج الساحة رأت العساكر والنقطة وأفراد الجيش والمناظير والعلم الأزرق يتدلى . والساحة فارغة إلا منها ، وكذا الأزقة والحارات . وهناك في فوهة الزقاق أطنان الصخر تسد الطريق إلى الحارة ، فدارت الدورة الملتوية لتصل الدار والمعزين .
 
سألها شاب :
 
ــ " يا ست زكية شفت الجيش ؟ "
 
هزت رأسها :
 
ــ " شفته ، شفته "
 
ــ " والنواضير ؟ "
 
ــ " والنواضير "
 
ــ " وحاملين سلاح ؟ "
 
ــ " متل دايماً "
 
ــ " عددهم كبير ؟ "
 
ــ " الله أعلم ، يمكن عشرين ، يمكن خمسين ، يمكن مية ، ما قدرتش أعد " .
 
واستدار الشاب وعاد لصحبه ورأتهم يصعدون السور .
 
رأت الشابات والشباب وأكاليل الورد والزنبق وسغف النخيل وصورة أحمد تتوسط كل الباقات . مشت الحاكورة وأرض الممر والدرج والردهة والبسطة المكتظة عن آخرها . دخلت الصالون وهذه المرة لم تسمع بلورات السقف . توجهت فوراً إلى صدر المكان ، وكانت النسوة يحطن بنزهة وقد غطى قامتها السواد . لم تكن نزهة طبيعية ، أو هكذا رأتها الحجة . لم تكن تبكي ، لم تكن تنظر إلى النسوة والناس . كانت عيناها معلقتين في أعلى نقطة في الحائط .
 
جلست الحجة وأكلت حبة ملبس ع لوز تيمناً بزفاف عريس جديد ، واستمعت لأناشيد الثورة والتحرير . وتذكرت عزاء آخر يوم جاء حسام وعاتبها ، يوم خافت عليه فنهرها : " خايفة على الدار والا علي ؟ " يوم تذكرت قصص النسوان والأراجيل وامرأة الوالد والتاريخ وطفولتها . سبحان الله ! حتى هي ، حتى زكية ، الحجة الكبيرة أم الشباب لها طفولة ولهل تاريخ ! خطر لها هذا الخاطر حين أطل الرأس الجديد على الدنيا صباح هذا اليوم ؟ كان يصيح بملء فمه وملأ الغرفة بالإزعاج . إهدأ يا ابني رعاك الله ، اليوم أسحبك من رحم الأم وغداً يسحبك رحم الأرض . اهدأ يا ابني ولا تصرخ ، بل اصرخ ولا تهدأ خوفاً مما يحمله الغد . أهناك أسوأ من هذا ؟ ومسحت وجهها بطرف اليانس واستدارت بنظرتها بعيداً : لو عرف الطفل ما ينتطره لارتدَّ فوراً للداخل ! لو عرف ، لو عرف ، من حسن الطالع لا يعرف !
 
 
*ضياء
3 - ديسمبر - 2007
عناية جابر : يدي العمياء    كن أول من يقيّم
 
هذا النص هو للأديبة والصحافية اللبنانية عناية جابر نشرته في جريد السفير ( هذا الصباح ) ، الصفحة الثقافية ، وضمن سلسلة مقالات تنشرها هناك تحت عنوان : أشكال .
 
يدي العمياء
عناية جابر
وقعت وكسرت يدي. خمسون كيلو من اللحم والعظم وخلافه ـ المشاعر لا تُقاس بالكيلوات ـ رَبَخَت كلها على يدي الصغيرة وطحنتها طحناً أو هذا ما خُيّل لي . كان كل ما يتعلّق بسقطتي خارجا عن السيطرة . قشرة موز ضخمة موز صـــومالي كبير) رمتـــني أرضاً. طارت حقيبتي، وطار الســيلولـير وحـــّل الألم الرهيب الــذي لا يعــادله سوى ألم الولادة، وأنا خبرته جيداً . شحب جوفي كلّه ، وتقلصت معدتي وتشنجت، فيما تقاطرت حبّات العرق البارد على وجهي ، جبيني ، صدري وظهري .

لم يسبق لي أن شهدت سقطة على هذا النحو . امرأة مُمدّدة على كامل طولها أو قصرها لا فرق ، بشكل جانبي ، ومُرتكز ثقلها على كف واحدة كلاعبي السيرك .

لم يرَ سقطتي أحد . خفت من أحد يرى سقطتي في صباح المدينة الباكر، في وضعية الخفة والشطارة والبهلوانية لجسد نحيل مسكينبلا طول سيرة، تصّرف جسمي وهو ينهض، على نحو ما فعل وهويسقط. يعني قمت قومة جانبية، لملمت أغراضي، ولوحت بيديالسليمة للرجل الوحيد الموجود في حيّنا صباحاً ـ عامل سوكلين ـ أعانني في الوصول إلى باب الأسانسير، متعاطفاً مع أنيني الخافت، لاعناً الناس الوسخين والزبالة وقشر الموز. 

في قسم طوارئ مستشفى الجامعة الأميركية، أخذت راحتي في النواح والعويل، ظناً منّي أنه مكانهما الطبيعي، فالكلّ يولول هنا. السيدة الجالسة تنتظر أمراً ما، قالت لي حين سمعتني أصرخ: آخ يا أمي، بأننا لا نعرف أمهاتنا إلاً وقت الشدَة. لعل السيدة تعاني عقوقاً في خلفتها، لكن ما ذنبي أنا؟ وما الذي تعرفه عن علاقتي بأميّ. رغبت في أن «أدبّ خناقة» معها، غير أنني عدلت، وتلهيت بوجعي .

بعد العملية والتجـــبير والجفصنة، مع أبر المـــورفين، يلوح لي وقــد مضت على الحادثة ستة أيام، أن جسمي كله لم يُستخدم منذ وقت طويل، بحيث أنني أتعلّم الحركات من جديد، وكل حركة هي عملية واعــــية يتمّ تفتيتها إلى تفاصيل مكوّنة لها، الأمر الذي نجــم عنه فقدان العفوية، تمـــاماً كما أفعل الآن عاكفة على الطـــباعة بإصــبع وحيدة من أصابع يدي اليسرى .

يدي معطّلة كما لو أصبحتُ عمياء ، فأنا لا أرى سوى من خلال الكتابة ، كتابة أيّ شيء .
*ضياء
5 - ديسمبر - 2007
هدى بركات : سيدي وحبيبي (1)    كن أول من يقيّم
 
 
النص مأخوذ من رواية للكاتبة اللبنانية هدى بركات بعنوان : " سيدي وحبيبي " صدرت عن دار النهار للنشر في العام 2004 :
 
المال .... المال ، أي هراء هذا .
 
من ذا الذي سيعلمني درساً حفظته عن ظهر قلب . قضيت حياتي أتلقنه ، أشربه شرباً . من عذَّبه المال ونقصان المال في كل يوم من أيام عمره أكثر
 مني ؟
 
لكن سره انكشف الآن لي . لم أعد ذلك الرومنطيقي . أعرف كيف يفسد المال البشر ، كيف يمنحهم شعوراً كاذباً بالقوة والقدرة ، أعرف ذلك جيداً لأن الحصول على المال ، على الكثير منه ، على المزيد منه ، أمر سهل . أمره سهل وطريقه مفتوحة مضاءة سالكة ، كل الأصابع تشير إليها .
 
الخارطة بسيطة واضحة والخط إلى المال ملوَّن على حدة . خارطة توزع مجاناً ، على الجميع . القوي القادر والنذل الجبان يستطيعان أن يغرفا من عدول الذهب الأصفر .
 
أنا و" الروديو " نغرف أيضاً . يعرف " الروديو " أن بإمكاننا غرف المزيد ، بإمكاننا بلورة الخطط وتوسيع النشاط ، ولا يبدو أنه يفهم لماذا لا أفعل . يعرف أنه لا تنقصني الشجاعة لأقدم على أخطار أو رهانات محسوبة . يعرف أن بإمكاني أن أكون زعيماً حقيقياً ، لأكثر من شخص واحد ، لأكثر من مئة ... بإمكاني أن أفتح حزباً أو ميليشيا أو ... عصابة . و" الروديو " ينتظر . يعتقد أنها مسألة وقت وأني أتحضر وأتجهز لذلك اليوم الآتي لا بد . ويراني في أحلامه وزيراً وصاحب شركة كبيرة .... وهو نائب أو مدير الشركة . يحتار " الروديو " الرومنطيقي في رهانه عليّ .... وأتركه يحتار ... وينتظر .
 
سيأتي ذلك اليوم ، وسأدخل حلم " الروديو " لكن من مكان آخر ، وبتعديلات طفيفة . تعديلات طفيفة على شكل تدرّج وارتقاء ، كما يحصل لمن يصعد سلالم المعرفة ، في الاطلاع والتدرب والدرس . كما يفعل أصحاب الاختصاصات العلمية .
 
لن أدخل كالمتسلل . لن أدخل قبل أن أكون جاهزاً متمكناً عالماً . لن أعبر عبوراً سريعاً أو أقيم كضيف ثقيل دخيل ، فيخرجني أصحاب البيت ويلقون بي في تراب الأزقة .
 
أريد أن أجلس إلى المائدة . لن أبقى ذلك اليتيم الفرحان الممتن للفتات . أريد أن أكون لئيماً محترفاً بين اللئام دون أن أفقد روحي .
 
بل وأريد في نهاية المطاف ، أن أكون على رأس الطاولة وأن أكسر أنا نفسي الخبز وأوزعه عليهم .
 
لست بعيداً عن ذلك ، لقد بدأت صعودي .... وملكوت أبي ليس بعيداً ...
 
غريب ... لا أطمئن إلا لنفسي . حين أحادث نفسي هكذا وأخطط في رأسي يصبح كل شيء قابلاً للتحقق .
 
لست حالماً أو طموحاً أرعن . لكن بي أشواقاً ورغبات كبيرة لا أعتقد أنها مستحيلة . ليست مستحيلة . وأنا لا أخلط بين الواقع والخيال . أعرف تماماً حدود الفاصلة بين الحلم واليقظة ، لكني لا أستسلم لبؤس العالم .
 
لا يمكن أن يكون العالم كامداً هكذا ، أن تكون الحياة على هذه الضآلة ، على هذا الفقر في الخيال . إنها تبدو أحياناً ضيقة ، تبطىء النَّفَس ، وتضغط على الرئتين . تبدو مشروطة بسخافات كثيرة كأن من خارجها ، مثقلة بقوانين مختلفة يستسلم لها الجميع دون تفحص ، دون امتحان ودون مساءلة ...
 
غير معقول . أجمل من هذا هي الحياة ، لا بدَ . وأكبر . أكثر اتساعاً وليناً وطواعية وخفة .
 
أم تراها تبدو كذلك حين أكثر من تدخين الحشيش ؟
 
 
*ضياء
11 - ديسمبر - 2007
هدى بركات : سيدي وحبيبي (2)    كن أول من يقيّم
 
 
النص مأخوذ من رواية للكاتبة اللبنانية هدى بركات بعنوان : " سيدي وحبيبي " صدرت عن دار النهار للنشر في العام 2004 :
 
أحببته حباً لا يوصف ، ليس بسبب أنني لا أحسن الوصف ، أو بسبب عدم قدرتي على الكلام والاستفاضة فيه حين يتعلق الأمر بي ، بداخلي ومشاعري ، بل لأن ذلك الحب يبقى غامضاً ، لم أسمع أحداً يتحدث بمثله .
 
حين أفكر فيه ويحضرني وجهه الأسمر الجميل أشعر بسعادة غامرة . أشعر بالعرفان الكبير لأن الله وضعه على طريقي في اللحظة التي كنت فيها يائساً . يائساً من الحياة والبشر . هذا الرجل اشتراني ، أقول في نفسي ، وأنا أتذكر أمي التي ، حين كان يشتد عليها المرض ، كانت تنظر إلى أبي وإلى من كان حاضراً من الجيران لإعانته في حملها إلى السيارة التي ستقلها إلى المستشفى ، أمي التي كانت تقول بعين كسيرة : " دخيل الله اشتروني يا جماعة ... اشتريني يا أبو وديع " .
 
 
*ضياء
11 - ديسمبر - 2007
عزيزة بناني ..    كن أول من يقيّم
 

قالت عزيزة بناني، المرشحة السابقة لرئاسة منظمة اليونسكو، إن قرار سحب ترشيحها لصالح المرشح المصري تم بتوافق بـــين كل الأطراف المعنية، وأوضحت أن أصــواتا ارتفـــعت في العالم العربي، منذ الإعلان عن وجــــود مرشحين من المـــغرب ومصر، تدعو إلى تقديم مرشح واحد تقـــوية للموقف العربي.
ونفـــت بـــناني في المقابل أن يكون الانسحاب أتى بـــعد استــشعار ضعف حظوظ المغرب، معتــــبرة أنه من السابق لأوانــــه الحديث عن حظوظ المرشحين. مضيــــفة أن العلاقات الدولية تــعرف أخذا وعطاء مستمرين وأن العلاقات المـــغربية المصرية متميزة. وحول الدعم الذي لقيته خلال المدة السابقة، قالت بـــناني إنها تلقت دعما رسميا كاملا، فيما علقت على مستوى الدعم الشعبي والمدني بكون أسلوب البلدان والأشـــخاص يختلف من حـــالة إلى أخرى، وقالت إنها كانت قد توصلت مع رئيـــس اتحاد كتاب المغرب إلى خـــطة لدعم ترشـــيحها بعد إعــــلانه رسميا.
 
*ملاحظة :
لعل المرشح المصري هو السيد فاروق حسني .
*abdelhafid
27 - سبتمبر - 2008
الأمواج    كن أول من يقيّم
 
هذا نص جميل جداً ، يتميز بحساسيته النسائية الخاصة ، مأخوذ من رواية «الأمواج» للبريطانية فرجينيا وولف (1882 – 1941) التي صدرت في العام 1931. ترجمها الى العربية مراد الزمر ونشرت في القاهرة عن «دار الكاتب العربي» في 1968.
لا أستطيع أن أحيا حياة متناثرة، أو أن أعيش في عزلة. لقد بعث بي الى المدرسة، بعث بي الى سويسرا لاستكمال دراستي. اني أكره كساء الأرض، أكره أشجار الموسكي، وأكره الجبال. فلأستلق الآن فوق هذه الأرض المنبسطة تحت سماء شاحبة تسير فيها السحب مبطئة. العربة تزداد وضوحاً وهي مقبلة على طول الطريق. الأغنام تتجمع وسط الحقل، الأطيار تتكتل في منتصف الطريق، لا حاجة بها الى أن تطير. دخان الخشب يتصاعد. بدأت خشونة الفجر تتلاشى. النهار يحبو. انه يسترجع لونه. المحاصيل تكسو النهار بلونها الأصفر. الأرض عالقة في ثقل تحت قدمي.
لكن من أكون؟ أنا التي أستند الى الباب وأرقب ظل أنفي محاطاً بدائرة من النور؟ يطوف بفكري في بعض الأحايين (لم أبلغ العشرين بعد) أني لست امرأة، وأني لست إلا ذلك الضوء المتساقط على هذا الباب، على هذه الأرض. يخيل إليّ أحياناً أني فصول السنة، أني يناير، مايو، نوفمبر، أني الرغام، الضباب، السحر. لا أستطيع أن يدفع بي الى جانب، أو أن أسير بهوادة، أو أن يقوم بيني وبين الناس ألفة، لكني الآن وأنا مستندة هنا الى الباب حتى كاد يترك أثراً على ذراعي، أشعر بالثقل الجاثم بين جوانحي. لقد كنت أحمل بين أعطافي شيئاً صلباً ثقيلاً في المدرسة، في سويسرا. لم يكن هذا الشيء زفرات وضحكات، ولا عبارات عميقة تدل على الحذق، أو الخيالات الغريبة التي تمر بذهن رودا عندها تنظر عبرنا من فوق أكتافنا، أو دوران جيني حول نفسها في كتلة واحدة أطرافاً وجسداً. ان ما أهبه شيء قاسٍ. لا أستطيع أن أسير هنا وأقيم بيني وبين الآخرين ألفة، أني أؤثر حملقة الرعاة عندما يلتقون في الطريق، ونظرات الغجريات وهن الى جوار عربة في أخدود يرضعن أطفالهن كما سأرضع أطفالي، سرعان ما سيأتي من أحب وقت الظهيرة الحارة. عندما يطن النحل حول الأزاهير. سيقف تحت شجرة الأرز. سأجيبه بكلمة واحدة على الكلمة الوحيدة التي تصدر عنه. سأهبه مكنون نفسي. سأنجب أطفالاً. سوف يكون لي خادمات يرتدين المبدعات، وخدم يحملون المذراة، ومطبخ يجلبون اليه الحملان المريضة في سلال لتدفأ... سأكون مثل أمي، أغلق الصناديق وأنا صامتة.
اني الآن جوعي، سوف أتحدث الى طيفي، اني أفكر في الخبز المقدد والزبد والصحاف البيضاء في حجرة مشمسة. سأعود ثانية عبر الحقول. سأمضي على طريق الحشائش هذا بخطوات قوية رتيبة، انحرف حيناً لأتجنب بركة ماء خلفها المطر، وأقفز حيناً آخر برشاقة الى كتلة من الخشب(...)
* عن الحياة بتاريخ 07/10/2008
*ضياء
7 - أكتوبر - 2008
سوزان عليوان.. شاعرة المودات المفقودة..    كن أول من يقيّم
 
سوزان عليوان

تكتب سوزان عليوان بألق خاص وبرؤية غائرة في الانعزالية، أو في العزلة المفكر فيها، تلك العزلة التي يضربها الشعراء، عن عمد، حول أنفسهم، من أجل تأمل أكبر في الأشياء والوجود، تقول في حوار أجراه معها إسكندر حبش في سنة 2002 «تلاحق إصداراتي يأتي من إيماني بمشروعٍ شعري وليس بقصيدة أو بديوان. فسؤالي الشعري يُطرح من خلال هذه الإصدارات، إذ إنَّها النشاط الوحيد الذي أقوم به ثقافيا. فأنا لا أشارك في أمسيات أو ندوات، ولا أحضر مهرجانات شعرية، ونادرا ما أنشر قصائدي في الصحافة. أكتب في عزلة، وكلما اكتملت لديّ مجموعة، أخرج بها إلى النور. عموما، مجموعاتي تصدر في طبعات خاصة ومحدودة، أي إنّ المجموعة تخرج من عندي إلى المطبعة إلى الأصدقاء والصديقات. لا أنشرها أو أوزِّعها بالشكل التقليدي.
أما بالنسبة إلى المجموعات الثلاث الأولى، فأنا لا أنكرها. هي تحمل بذور تجربتي الشعرية. لكنني لست راضية عنها شعريا».
ورغم تأكيدها على أن المكان غائب في شعرها، إلا أنه حاضر كطقس يومي، أو كإحساس، لا يمكن الهروب منه، تقول «شعري متأثر بالشعر المصري، وذلك لتأثري بالقاهرة، مكانا وحالة. القاهرة مدينة تتسلل إلى الروح، عبر نورها وغبارها. هي مدينة ساحرة، مدينة لها سحرها الخاص. بحكم إقامتي فترة طويلة من حياتي في القاهرة، كنت أكثر اطلاعا على نصوص وتجارب الشعراء المصريين، وتلامست تجربتي في الشكل واللغة مع تجاربهم أحيانا. يسعدني ذلك، ولست مؤرقة بهويّتي اللبنانية على الإطلاق. أنا صوت إنساني، لا لبناني ولا مصري ولا ينتمي إلى جماعة معيّنة أو إلى مكان محدَّد.
عموما، لا يؤرقني المكان، حاضرا كان أم غائبا، وهو دائما في حياتي كما في شعري (الغائب). أؤمن بأن الروح هي الوطن، وليس الوطن مكانا جغرافيا رسم حدوده آخرون، وأسموه الوطن».
في ديوانها الأخير الذي يحمل عنوانا دالا « كل الطرق تؤدي إلى صلاح سالم»، يتقاطع مع المثل الشائع «كل الطرق تؤدي إلى روما»، نتعرف على الفضاء الشعري الذي تمتح منه الشاعرة، فضاء سوريالي، عامر بالكوابيس والأحلام، وفيه جاذبية خاصة:
كُلَّما ابتعدتُ
أعادتْني الكوابيسُ
كتبتُها
كما كان الوعدُ
البترُ لا يُجدي
حزنٌ بكثافةِ حاجبيْنِ مَعْقُودَيْنِ
عينانِ مُغْمَضَتانِ على غُصَّةٍ
نصفُ ابتسامةٍ
طَوْقُ ذراعٍ
أقواسٌ بأقطابِها أقاومُ
جاذبيَّةَ فوهةٍ سوداء
وتخلص سوزان إلى النتيجة الرياضية التالية، فللشعر رياضياته الخاصة:
انكسرتُ مرَّةً
انكسرتُ مرَّتيْن
كُلُّ موتٍ يتكرَّرُ
كُلُّ الطُرُق تؤدِّي إلى صلاح سالم
وفي مقام آخر من الديوان بنفس النبرة الفجائعية الحادة تكتب، وكأنها تهدد العالم:
لو كنتُ أعلمُ
إلى أيِّ خرابٍ ستقودُنا الطُّرُقُ
لما قَطَعْتُها
لَقَطَعْتُ قبلَ أعناقِها شراييني
إنها شاعرة أدركتها الفلسفة مبكرا، أوارتطمت روحها في زمن التكون بحجر ما، لذلك تأتي جملتها الشعرية مليئة بإحساس قوي بالخواء وبفراغ العالم، في رؤية بيضاء قريبة من رؤى المتصوفة.
الأشياءُ أماكنُها
مرآةٌ مرتَّبةٌ
الروحُ أصْلٌ وصورة
لغتها الطفولية لم تتخل على أن تكون كذلك، ويخال لمن يقرأها أن العالم لم يكبر بين يديها أو لم يكبر بالأحرى في عينيها. إنها الطفلة الأبدية التي تكتب الشعر، كمن يلعب لعبته المفضلة.
طفلةٌ مبتلَّةُ الثوبِ
تركضُ
من ضفَّةِ النهرِ
إلى عينيَّ
في ديوانها «بيت من سكر» الذي صدر سنة 2007، تكتب الشاعرة سوزان عليوان كمن يرسم، كما أنها تحرص على أن تكون جملتها الشعرية صافية وفي غاية الأناقة، لكنها أناقة متوهمة أو خادعة، لأن الداخل مجروح ومشروخ. تكتب بديلها الكوني أو بديلها الشعري، سيان:
كانَ علينا أن نكونَ أكثرَ صلابةً وبياضًا
كأنَّنا الحوائطُ التي تُكَوِّنُ الزوايا
وتسندُ السقفَ والظلال
كانَ على أصابعِنا ألاَّ ترتعشْ
وعلى الوقتِ
أن يمهلْنا قليلاً
كي نمنحَ اللحظةَ ألوانَ لوحةٍ أخرى
غيرَ البغيضةِ
غيرَ قتامةِ ملابسِنا».
في نفس الديوان تكتب في جملة نثرية طويلة، وكأنها تلاحق مسافات طويلة:» شارعُ المطر بينَ نافذتِكَ وشبَّاكي. العصافيرُ ذاتُها على شرفتيْنا. الشمسُ نفسُها والنجوم. جارتُنا، تلكَ المدرسة. أطفالُها الجميلونَ كظلالِ الملائكة. الشجرةُ. الشرطيُّ. إشارةُ المرور. مقعدُكَ في المقهى. فنجانُك. نظَّارتُك. قميصُك. فضاءُ الفرحِ في ضحكتِك. الرسائلُ القليلةُ التي بيننا. محبَّتُنا بأبوابِها الكثيرة.
المدينةُ الأخرى.
مكانُنا».
هذا هو العالم الشعري لشاعرة شابة أنتجت في ظرف قياسي بالمقارنة مع عمرها الحيي 8 مجموعات شعرية، قاطعة بذلك شوطا مهما في اتجاه تكريس صوتها كشاعرة تنتمي إلى الهامش الشعري، وكأنها مقيمة لا تبارح مكانها في مدونة القلق الكوني الذي يكتبه اليوم شعراء التجربة الشعرية الجديدة، دون أن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هول ما يقع في عالم اليوم.
 
* حكيم عنكر ******** ج. المساء المغربية .
 
 
*abdelhafid
15 - أكتوبر - 2008
مهاجرات ومهاجرون يحكمون ..    كن أول من يقيّم
 
أنيسة التمسماني ورشيدة داتي وأحمد بوطالب
فاطمة هدى بيبانفضيلة لعنان

المهاجرون المغاربة في الخارج ليسوا جميعا أياد عاملة في الحقول والمناجم وأوراش البناء والمعامل، بل إن منهم من بلغ مراكز سياسية سامية، على مستوى التدبير المحلي للمدن والبلديات وحتى الحكومات المركزية. فئة من المغاربة أعادها إلى الواجهة انتخاب المغربي أحمد أبو طالب عمدة لمدينة روتردام الهولندية، هذا الأخير جاء ليجمع بين المسؤوليتين، حيث أضاف إلى منصب حكومي تقلده السنة الماضية، بصفته كاتبا للدولة في الشؤون الاجتماعية؛ عمادة مدينة روتردام، ثاني أكبر مدينة هولندية بعد أمستردام. رغم ما تعرف به مدينة روتردام من وجود قوي لليمين الهولندي، ومكانتها الاقتصادية الحيوية.
أحمد أبو طالب ليس من الجيل الثالث لأبناء المغاربة الذين رأوا النور في القارة العجوز، بل إن مسقط رأسه كان بإحدى القرى بمنطقة الريف، حيث كان والده يعمل إماما لأحد المساجد؛ قبل أن يقرر الهجرة رفقة أسرته مانحا ابنه ذي السادسة عشرة فرصة التكوين في مجال الاتصالات ليتخرج مهندسا سرعان ما تسلق سلم المسؤوليات السياسية بصفته عضوا في الحزب العمالي.
غير بعيد عن هولندا، تواصل وزيرة العدل الفرنسية من أصل مغربي، رشيدة داتي، استئثارها بالجزء الأكبر من الاهتمام الإعلامي الداخلي والخارجي فهي أول فرنسية من أصل مغربي تصل إلى موقع حساس في فرنسا وهي ثانيا محطة اهتمام الصحافة بسبب حملها خارج مؤسسة الزواج.
قصب السبق في بلوغ منصب المسؤولية السياسية في بلد أوربي حققته المغربية أنيسة التمسماني، المزدادة بمدينة طنجة عام 1966، والتي حملتها أسرتها إلى الديار البلجيكية قبل أن تكمل سنتها الأولى. فكانت، عام 2003، أول بلجيكية من أصل غير أوربي تعين في منصب حكومي، كاتبة للدولة لدى وزير التشغيل. لكنها لم تمكث في منصبها سوى بضعة أشهر، حيث أُجبرت على الاستقالة تحت ضغط إعلامي، بدعوى تضمينها سيرتها الشخصية معلومات خاطئة حول تكوينها الجامعي، وعدم تجاوزها مستوى الشهادة الثانوية.
أما بلجيكا عرفت تجربة أخرى خاضتها فضيلة لعنان، التي حملت عام 2004 حقيبة الثقافة والإعلام السمعي البصري والشباب. متحملة بذلك مهمة عسيرة تمثلت في حماية التعدد الثقافي ومعالجة المشاكل التي تواجه المنحدرين من أصول غير بلجيكية. فضيلة تنحدر من ذات المنطقة التي خرج منها أحمد أبو طالب بالريف المغربي، ظلت، رغم خوضها غمار الصراع السياسي في بلجيكا، مصرة على الاحتفاظ بجنسيتها المغربية وترددها الدائم على مسقط رأسها. وفي نموذج مختلف، ظل بعض الإسرائيليين المنحدرين من أصل مغربي يتقلدون مناصب حساسة في الدولة العبرية، أبرزهم وزير الدفاع السابق عمير بيريتس، المزداد بمدينة بجعد عام 1952، والذي يظل بناء على ذلك حاملا للجنسية المغربية. وهو ما ارتكز عليه البعض في محاولة متابعته قضائيا عما ارتكبه الجيش الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، أمام القضاء المغربي. وفي الجزء الشمالي لأمريكا الشمالية، وجد الوزير الأول عباس الفاسي قبل أيام المغربية فاطمة هدى بيبان في استقباله بعد حلوله في كندا قبل أيام، بصفتها نائبة لرئيس الجمعية الوطنية لإقليم الكيبيك.
الباحث المتخصص في شؤون الهجرة، عبد الكريم بلكندوز، اعتبر أن نماذج المغاربة الذين بلغوا مواقع المسؤولية في دول أوربية، على قلتهم، تطرح عدة تساؤلات على المستوى الداخلي بالمغرب؛ تتعلق بالحقوق السياسية وفرص المشاركة في العمليات الانتخابية بالمغرب، رغم أن قرارا ملكيا صدر في 06 نونبر 2005 وأعلن عن تمكين أفراد الجالية المغربية من المشاركة في الانتخابات، عبر إحداث دوائر انتخابية في بلدان الإقامة. «لكن شعورا بأن هذه الجالية لن تصوت لصالح أحزاب الأغلبية الحالية أدى إلى التراجع عن هذا القرار، تفاديا لمنح جهات أخرى هدية تناهز عشرة مقاعد برلمانية» يوضح بلكندوز.
عبد الكريم بلكندوز أوضح أن بعض الدول مثل الدنمارك وهولندا وبلجيكا سمحت في وقت مبكر للمنحدرين من أصول أجنبية بخوض الانتخابات المحلية، وتبقى الانتخابات التشريعية حكرا على حاملي الجنسية، ما أفضى إلى لائحة طويلة بأسماء المغاربة الذين بلغوا البرلمانات الجهوية، مثل صفية بوعرفة ومحمد الضعيف ومحمود الرمضاني وفؤاد الحسيني... الذين انتخبوا في برلمان منطقة والوني البلجيكية. فيما تظل بعض البلدان التي تحتضن أعدادا كبيرة من المغاربة، مثل فرنسا وإسبانيا، متمسكة بحرمانهم من حق المشاركة في الانتخابات البلدية. «فالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وجد خلال حملته الانتخابية تخريجة استلهمها من إسبانيا، والتي ينص دستورها على منح حق الانتخاب للمنحدرين من أصل أجنبي، على أساس المعاملة بالمثل، أي لمواطني الدول التي تسمح للإسبان بالمشاركة في انتخاباتها».

> أحمد أبو طالب: ولد بضواحي مدينة الناظور سنة 1961، وهاجر رفقة أسرته إلى هولندا عن سن 16 سنة، تابع دراسته في تخصص الاتصالات وتخرج منها مهندسا. ارتبط مساره السياسي بالحزب العمالي الهولندي.
> رشيدة داتي: ولدت عام 1965 شرق فرنسا، لأب مغربي وأم جزائرية. نشأت في حي فقير وعملت كمساعدة ممرضة لتمويل دراستها. عندما أصبحت قاضية، لم تخف رغبتها في العمل إلى جانب ساركوزي منذ توليه حقيبة الداخلية.
> أنيسة التمسماني: أول من تقلد منصبا حكوميا بلجيكيا من أصل أجنبي ككاتبة دولة لدى وزير التشغيل، لكنها لم تحتفظ بهذا المنصب طويلا، بعد حملة إعلامية ضدها.
> فضيلة لعنان: تنحدر من منطقة الريف بالمغرب، وتحتفظ بجنسيتها المغربية وتصر على زيارة المغرب بانتظام. كُلفت عام 2004 بوزارة الثقافة والشباب والإعلام السمعي البصري.
> فاطمة هدى بيبان: تشغل منصب نائب رئيس برلمان إقليم الكبيك، استقبلت عباس الفاسي في زيارته الأخيرة لكندا؛ عرفت بتوليها تدبير ملفات المهاجرين والأقليات الأجنبية.
> عمير بيريتس: وزير
الدفاع السابق لإسرائيل، المزداد بمدينة بجعد هاجر من المغرب سنة 1956 وعمره 6 سنوات.
                                               
يونس مسكين ( ج.المساء المغربية )
*abdelhafid
23 - أكتوبر - 2008
 7  8  9