البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0    قيّم
التقييم :
( من قبل 10 أعضاء )

رأي الوراق :

 عبدالرؤوف النويهى 
30 - أبريل - 2007
عبر سنوات طويلة ،شاركت المرأة العربية المثقفة  بإبداعاتها المتميزة الرصينة الراقية  فى مسيرةالفن والأدب والفكر العربى ،ولم تقف مكتوفة الأيدى ، بل كانت شاعرة وناقدة وقاصة وباحثة فى مجالات العلوم المتنوعة ومناضلة فى المعترك  السياسى وناشطة فى الميدان الإجتماعى ، وبرعن براعة، تأخذ بالألباب وتسكر العقول 0فى أحضانهن ترعرعنا ،وعلى أيديهن تعلمنا ،وإليهن كل التقدير والإحترام 0
لن أنسى مارى زيادة وبنت الشاطىء ونازك الملائكة وفدوى طوقان وجميلة بوحريد ولطيفة الزيات وأم كلثوم وفيروز ومئات الأسماء المشرقات فى سماء وطننا العربى الكبير 0
 فليكن هذا الملف تذكارا  لإبداعهن ، وتقديرا  لدورهن ، وعرفانا بفضلهن على مدى الأجيال0
 4  5  6  7  8 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
هكذا تكلمت النساء............!!!    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
لو قُدر لكثير من نسائنا أن يتحدثن بصراحة لشاب لسماعهن الولدان ..
بقلم : أمل زاهد*
 
هكذا تكلمت النساء...!!
حدثتني بصوت مرتعش ، يتقطع ما بين آونة وأخرى كي تلتقط أنفاسها وتستجمع شجاعتها وتنفض عنها كبريائها الجريح ، لتتدثر بدفء البوح وتلوذ بحميمة جدرانه . لم تكن حكايتها بالغريبة أو المتفردة ، بل هي حكاية تعيد ثقافتنا انتاجها كل يوم بصور مختلفة وأشكال متباينة ، وهو ما أطلق عليه : إعادة تكرير القمع الذكوري للمرأة في حقبة ما بعد التحديثات في المملكة .. تلك التحديثات التي كان أهمها بالنسبة للمرأة هو التعليم الرسمي الذي فرضه الملك فيصل رحمه الله رغم الممانعة الاجتماعية منذ نيف وأربعين سنة .
 
إنها حكاية المرأة التي حباها الله بقدر من الفطنة والذكاء والتميز ، ولم يستطع الذكر الذي يقوم عليها أن يبتلعه أو يتعايش معه ، في نفس الوقت الذي تمنعه فيه ظروفه الاقتصادية وشباك ضروريات الحياة وكمالياتها الملتفة حول عنقه من أن يطبق على أنفاس ذلك التميز ، فيقرر أن يمنحها بعض الأنفاس مع التحفظ الشديد على كل مايمكن أن يساهم في بروزها أو تفوقها ، لتبقى آلة تساعده على اعباء الحياة ، دون أن تملك حق اتخاذ أي قرار مصيري يتعلق بمستقبلها المهني دون استجداء وإذلال وإراقة لماء الوجه حتى تحصل على ما يفترض أنه حق مشروع لها !! هذا إذا لم يتم منذ البدء وأد طلبها في مهده وقتله قبل أن يتنفس !!
 
ولو قدر لكثير من النساء المقهورات في بلادنا أن يتكلمن عما يثقل كواهلهن لشاب من هول حكاويهن الولدان ..
 
ولأننا لا نستطيع أن نفصل الرجل والمرأة عن الثقافة السائدة في المجتمع فلا نستطيع أن نحمّل الرجل فقط وزر ذلك الظلم ، فالقضية قضية ثقافة توغل في تأطير نرجسية الرجل وابرازاها ونفخها في نفس الوقت الذي تغرق في إشعار المرأة بنقصها و دونيتها وعدم أهليتها ومن ثم تمرير ذلك الشعور لها وغرسه في عقلها اللاواعي !!
 
ورغم ما جلبه تعليم المرأة في معيته من امتيازات للمرأة ومن متغيرات اجتماعية مكنت المرأة من امتلاك زمام الاستقلال الاقتصادي الذي يشكل دون شك احدى الوسائل الناجعة التي تحارب بها الظلم الذي يقع عليها ، فلا تزال مكانة المرأة الاجتماعية تراوح مكانها ، ولاتزال تلك النظرة الدونية البعيدة تماما عن روح الإسلام تلتف بها لتجعل أحيانا من مجرد معرفة اسم الأم أو الأخت احدى الأسلحة التي يشهرها الفتى في وجه زميل له أوقعه سوء حظه في ذلك المأزق !!

القدرة على الحكي والسرد كان احدى الحيل التي تخلص المرأة من الظلم والاضطهاد ، فشهرزاد ( المرأة الأشهر في المخيلة العربية ) تحايلت على حبل الموت الملتف حول عنقها عبر مهارتها في سرد الحكايا ، واستخدمت ذكاءها وفطنتها كي تطوع رجل هوى سفك الدماء وقتل الإناث اللواتي رأى فيهن رمزا للزوجة الخائنة . وتتساءل فاطمة المرنيسي في كتابها ( شهرزاد ليست مغربية ) ألم تكن ثقافة شهرزاد التي أتيحت لها عبر انتمائها الطبقي هي المنقذ الحقيقي لشهرزاد?! ولذلك ترى المرنيسي أن قصة شهرزاد لا تزال معاصرة لأنها تطرح مسألة المعرفة كسلاح للإستمرار ومقاومة الظلم ،
فقضية المرأة ترمز لقضية الإنسان المقهوروالمقموع الذي يقع عليه طغيان الجبابرة واستبداد العتاة ، وأهم ما تطرحه قصة شهرزاد هو الاستراتجيات التي يستخدمها الضعيف والمغلوب على أمره كي يتحدى الظلم . وأهم تلك الاستراتجيات هو التمكن من سلاح العلم والثقافة والوعي الذي يمكنه - حتى لو عبر التحايل- إلى التملص من شباك الظلم والقهر . والمرنيسي أيضا تطرح قضية أخرى وهي أن عصور الانحطاط والتخلف في تاريخنا العربي هي تلك التي يبحث فيها الرجل عن المرأة الجاهلة التي يخشى على تألقه من بروزها ، وأن الرجل العربي في العصور الذهبية لم يرى في نموذج المرأة المثقفة والعالمة تهديدا لمكانته أو انتقاصا من قدره ، فالمرأة تعكس المستوى الثقافي لشريكها واهتماماته وهي مرآة المجتمع التي تتمثل فيها أحواله ، وينعكس من خلال صورتها ومكانتها في المجتمع النسق الثقافي السائد والمسيطر في محيطها.

ولعل الإشكالية الأكثر تعقيدا في وقتنا الحالي والتي تجعل من الحديث عن قضية المرأة احدى القضايا الشائكة في مجتمعنا ، هي أن الموقف من هذه القضية يأخذ بعد رمزيا لعلاقة الحداثة بالتقليد وهي قضية لا تزال تتأجج في مجتمعاتنا ولم يتم حسمها لحد الآن ، فالحداثة غالبا ما تصور على أنها مناهضة للأصالة والهوية والخصوصية المجيدة وليست تأسيسا معرفيا لتحديثات شرع فيها مجتمعنا منذ زمن دون أن يكون هناك عمادا ترتكز عليه وتعتمد على قوته !! فتأخذ قضية المرأة هذا البعد الذي يجعل من مجرد الاقتراب منها معبرا لتمرير تهم التغريب والعلمنة وإفساد المجتمع والسعي إلى تفكك الأسرة ، وإطلاق الأحكام على عواهنها التي تتجاوز الظاهر زاعمة معرفة النوايا والبواطن !! مما يجعل أي متحدث أو متحدثة عن حقوق المرأة هدفا تصوب إليه الطلقات والهجمات ، حتى لو انطلق من منطلقات دينية مع الاغفال التام أن الإسلام جاء ليحرر الإنسان من ربقة العبودية بكافة أشكالها وأنه سعى إلى تحرير المرأة بصفتها شقيقة للرجل وشريكة له .

تعي المرأة الآن أن الحكي أو الكلام ليست فقط وسيلة للتنفيس ولكنه سلاحا ماضيا تستطيع المرأة أن تتمنطق به كي تغير أوضاعها السيئة ، وأن تسليط الضوء على الظلم الذي يمارس عليها وعرض مشكلاتها على رؤوس الأشهاد قادر على تحريك المياه الراكدة . ولذلك سردت رانيا الباز قصتها في كتاب ( المشوهة ) الذي كُتب بالفرنسية وتمت ترجمته إلى العربية ، ووضعت فيه تفاصيل حياتها تحت مجهر العرض والفرجة بشجاعة وشفافية غير مبالية بما قد يجره عليها ذلك العرض من اتهامات وإدانات ، إيمانا منها أن التوجه إلى العالم سيساهم في تحجيم تلك الممارسات مع تأكيدها أن تلك الممارسات الظالمة لايقرها الإسلام ولا توافق عليها الشريعة .

رغم انفتاح اعلامنا في الوقت الحالي على عرض ما ظل مسكوتا عنه لمدة طويلة ، ورغم حكايا العنف الأسري والاضطهاد وإعضال المرأة عن الزواج بمن تريده .. ورغم إساءة استخدام حق القوامة الذي يتم بواسطته فتح قنوات متعددة يعبر من خلالها الظلم الاجتماعي مع التجاهل التام لكون القوامة تكليف أكثر منها تشريف !! إلا أننا نجد من يرفع أصابع الاتهام في وجوهنا . وسأختم بعبارة وجهها لي قاريء يعترض على طرحي في احدى المقالات قائلا :
فلتغمدي يراعك وليطمئن قلبك وثقي في كلامي فجميع من يتغنى بظلم المرأه والحاجة لانتشالها من براثن الذكورية المقيتة ما هم الا من شر اثنين:

اما صرعى "الدون كيشوتيه" في اسوأ صورها أم أنهم أصحاب "أجندات خفاشيه" وغايات أخرى ولا تنسي أن الذئب لا يأكل من الغنم الا القاصية!!

---------------------
*إعلامية سعودية .متعاونة مع "ضفاف الإبداع"
******************
بصراحة وطول عمرى أحاول رفع الظلم الصارخ عن المرأة ،هذا الإنسان الثانى الذى أطلقه عليه عباس محمود العقاد !!!!
موقفى من العقاد لم يتغير ولن يتغير ،من جرآء موقفه العدوانى من المرأة.............
موقفى من العقاد أنه ظلم المرأة ظلماً مبيناً واستغل ثقافته الموسوعية فى النيل منها والحط من شأنها والتعالى عليها ،وما من مقالة أو دراسة له إلا وموقفه العدوانى من المرأة  ،يتأكد مرة بعد الأخرى ........
أخشى أن أكون أحد الإثنين الذين أوردتهما الأستاذة /أمل الزاهد........
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
                               عبدالرؤوف النويهى
*عبدالرؤوف النويهى
27 - سبتمبر - 2007
النساء ومخاض الحداثة ..    كن أول من يقيّم
 
 
   
 
الحداثة مبدئيا، فعل ذكوري بامتياز لأن المساهمات الأساسية في بناء الحداثة في صيغتها الكونية هي، على العموم، مساهمات ذكورية من طرف علماء ومستكشفين وفلاسفة... ولكن الحداثة - التي هي فعل ذكوري إلى حد كبير - هي مع ذلك أكثر الأفعال الذكورية أنثوية. هذا الفعل الحداثي الذي هو فعل ذكوري، هو أولا فعل تحرير، وطاقة تحريرية، لأن القيمة الأساسية للحداثة هي الحرية والفردية، قيمة الفرد وقيمة الفكر الحر الشخصي. أولا الحرية، ثانيا قيمة الفرد: هذه هي الأقانيم الأساسية للحداثة الأم.
الحداثة هي إسهام بشري في تحرير الإنسان، بالكشف عن أسرار الطبيعية، ومحاولة الحد من مخاطرها، ومحاولة تطوير قدرات الإنسان ما يزيد من حرية الأفراد والمجتمعات ومن قدرتها على الفعل. والحداثة هي أيضا تحرير للشعوب (حق السيادة والمشاركة السياسية)، وللأفراد وللفئات اقتصاديا وسياسيا وفكريا. في هذا الإطار تندرج قضية المرأة بمعنى أن المفهوم النسائي مرتبط بتحرير فئات اجتماعية معينة كالنساء. لقد ساهمت الحداثة في تحرير فئات اجتماعية بعينها كفئة العبيد، كما ساهمت في تبلور كيانات وفئات اجتماعية معينة من بينها النساء والأطفال.
إذا كانت الحداثة أولا طاقة تحررية ومشروعا تحرريا للأفراد والشعوب والفئات (العبيد، النساء...) فهي ثانيا طاقة استكشافية ومعرفية. فالحداثة مرتبطة بتطور العلم وبتطور المعرفة أي باستكشاف الطبيعة والفهم الموضوعي لنظامها وقوانينها، أي الفهم غير الأسطوري وغير الخرافي لها، أي تطهيرها من زوائدها لمعرفة آلياتها والتعرف عليها كما هي، والانتقال من الفهم الغائي أو السحري للطبيعة إلى فهم القوانين التي تحكمها ووصف التفاعلات التي تحدث فيها. هذا الجانب المعرفي للحداثة هو جانب استكشافي أي محاولة فهم آليات الطبيعة لتسخيرها لصالح الإنسان.
ثالثا: الحداثة طاقة تعبوية بمعنى أنها تعبئة الموارد البشرية وتحرير الناس وتحويلهم من كم مهمل ومن أفراد لاقيمة ولا فاعلية لهم إلى أفراد لهم أولا كامل الحق الإنساني بمعنى الاعتراف بالمساواة الصورية المطلقة، المساواة القانونية المطلقة بما يعني إلغاء الاستثناءات، أي استثناء فئات بشرية بعينها إما عرقية او لغوية او دينية، واعتبار كل البشر متساوين وبالتالي التعبئة القصوى للموارد البشرية ثم تعبئة للطاقات والإمكانات والقدرات التي يتوفر عليها الناس، من حيث هم كائنات متساوية القيمة بغض النظر عن الدين أو العرق أو النوع.
إذاً هناك خصوصية في علاقة الحداثة بالمسألة النسائية. لا جدال في أن تاريخنا مليء بسلوكات وبتقاليد ثقافية تحط من قيمة المرأة سواء في تاريخنا المحلي أو القومي أو الديني. لكننا نجد كذلك في تراثنا الإسلامي العديد من النقاط المضيئة سواء في القرآن الكريم أو السيرة النبوية أو حتى في بعض الاجتهادات التي قدمها العديد من الفقهاء. ولكن ما حدث مع الأسف أن هذه الطاقة التحريرية التي جاء بها الإسلام في إشعاعه الأول في اعتبار النساء شقائق الرجال، وفي الحد من تعدد الزوجات، هذه الإشراقات التحررية بدأت تخبو مع الزمان، بخاصة في عصور الانحطاط التي تغلبت فيها ثقافات الضواحي وثقافات المناطق الصحراوية المتخلفة في العالم الإسلامي. وربما كانت الوليمة النفطية هي ذروة اشعاع هذه الرؤى التي تعود إلى عصور الانحطاط حيث اندغم نوع من الفكر الأسيوي أو التقاليد البدائية الأسيوية مع فكر بدوي أو صحراوي... يحط من قيمة المرأة.
وهكذا وجدنا أنفسنا في العقود الأخيرة أمام عودة وحضور قوي وكاسح لذلك الجانب القدحي والتنقيصي في تصور المرأة ومعاملتها سواء باعتبارها كائنا ناقصا نقصا بيولوجيا، أو عقديا، أو معرفيا أو أي شكل من أشكال النقص، حيث عادت هذه الثقافة التحقيرية للمرأة لتنتشر في العقود الأخيرة على نطاق واسع وذلك بتوازٍ وتلازمٍ مع شيوع "الفكر" التحريمي الذي يتخذ مواقف متشددة ومحافظة تجاه كل مظاهر التحديث، ويفهم التراث الروحي والدين فهما متحجرا مضادا للتطور.
كمثال على ذلك، هنا أورد كتابا مشهورا لابن باز، بعنوان "من منكرات الأفراح والأعراس" وفيه الكثير من المواقف المتشددة تجاه المرأة التي تشكل دستورا للفكر التحريمي.
وهذا الكتاب ليس مجرد كتاب عادي لأن صاحبه كان مفتيا ومؤثرا وكان من صناع السياسة الدينية في المملكة العربية السعودية لعقود عدة والتي كانت تضخ بملايين الكتب وآلاف الجرائد والمجلات وعشرات القنوات الفضائية.
لابن باز هذا الكثير من الفتاوي التحريمية من أشهرها فتوى تحريم التلفاز. وهذا الكتاب نموذج للفكر التحريمي، إذ فيه يحرم على المرأة: السفر وحيدة أو بدون محرم ـ وزيارة الطبيب الذكر ـ وارتداء الملابس العصرية ـ استعمال موانع الحمل ـ رفع الصوت أمام الرجل ـ السلام باليد على الرجال ـ قيادة السيارة ـ تصوير الوجه ـ الاختلاط ـ شهر العسل ـ رؤية الخطيب ـ خاتم الخطوبة ـ الجلوس مع الخطيب على المنصة أو الهودج (العمارية) ـ الوقوف في الشرفة ـ المشي وسط الطريق ـ الالتفات إلى الوراء ـ إظهار القدم أو الظفر...إلخ.
لكي نفهم الدور التحريري للحداثة يجب أن ننتبه إلى رسوخ هذا الفكر وقوته وهو الفكر المتشدد التحريمي الذي أقل ما يقال عنه أنه يطمس صورة أخرى مضيئة موجودة في تراثنا وفي تاريخنا الإسلامي وحتى في بعض ممارساتنا الاجتماعية في هذا القطر أو ذاك.
إذاً الحداثة كطاقة تحريرية للعديد من الفئات الاجتماعية وللنساء بخاصة، تقدم للمرأة مجموعة هدايا. فكر الحداثة يعيد للمرأة قيمتها ككائن إنساني مساوٍ للرجل، ويعيد لها كرامتها وحقها الكامل في الإنسانية، ويمنحها حق المساواة في المواطنة، ويحولها من موضوع إلى ذات فاعلة مسؤولة وحرة.
ولكي لا أذهب بعيدا في التحليل أقف عند نموذج التحرر الذي تعيشه المرأة في المغرب اليوم، الذي هو المدونة التي تمثل إلى حد ما قدرة توفيقية كبرى بين ما في تراثنا من تحرر كامن ومن قدرة على التطور وبين الأفكار الحداثية وذلك عندما تتوفر الإرادة السياسية التي هي تعبير عن إرادة المجتمع وإصغاء لرغبة المجتمع في التطور. فمع توفر الإرادة السياسية يصبح التعارض بين الحداثة والتقليد مسألة قابلة للتجاوز.
عندما يريد مجتمع ما أن يتطور فإن بالإمكان القيام بذلك إذا ما توافر شرط تهيؤ نخب قانونية وسياسية ومثقفة وفكرية... بغض النظر عن رمزية المدونة كتعبير عن قدرة المجتمع على تخطي إشكال التعارض الممكن والمتخيل، الواقعي والمفتعل بين التراث والحداثة فإن بالإمكان القيام بذلك شريطة توفر إرادة التطور لدى كل الأطراف الفاعلة في المجتمع. "مدونة الأسرة" الجديدة إذاً نموذج لإعادة استرجاع حقوق المرأة (الولاية والطلاق والنفقة والملكية العائلية المشتركة...). المدونة التي هي توفيق إيجابي ونموذج لنص قانوني تتفاعل فيه بشكل قوي مقومات مستنيرة في تراثنا وروح التحديث والتجديد، بل لها في العمق ثورة ثقافية صامتة.
وفي الفترة الأخيرة بدأنا نشاهد نوعا من التباري في القضية النسائية. بدأنا نسمع في العالم العربي اجتهادات حيث تتوسع في حقوق المرأة وحريتها فقد صرح الدكتور حسن الترابي اخيرا أنه من الضروري أن نفكر في إطار إسلامي بالتخلص من الثقافة التقليدية للفقهاء التي أغلقت الباب على التطور ودعا إلى التفكير بجد في مسألة حق المسلمة في التزوج من الكتابيين والدفع بمساواة المرأة مع الرجل في الإمامة والإرث وغيرها. هذا يدل على أنه في العقود الأخيرة ظهرت هنا وهناك في العالم العربي دينامية فكرية لتحديث المرأة كانت المدونة المغربية إحدى أبرز معالمها.
الفكر التحديثي هو فكر تحريري للمرأة في العديد من المجالات وإقرار لحقوقها هو فكر حقوق وفكر حريات، ولكنه أيضا فكر لتحرير الرجل ولتحرير المجتمع من النظرة الاختزالية للمرأة في قضية الجنس أو في قضية الإنجاب إلى غير ذلك، وبالتالي فهو دعوة للانتقال بالمرأة إلى درجة الإنسانية. مسألة تحرر المرأة ليست عملا تلقائيا بسيطا وميكانيكيا بل هو مخاض عسير يضرب بجذوره في المجتمع لأنه يتعلق بنظام الأسرة والنظام الاجتماعي والنظام السياسي. مسألة تحرر أو تحرير النساء هي مسألة سهلة على مستوى الخطاب والكلام لأن الأمر لا يتعلق بأفكار وتصورات فقط بل ببنيات اجتماعية راسخة منذ قرون عدة. ونحن نتحدث عن بنيات اجتماعية بالمعنى السوسيولوجي، أي عن قوالب وقواعد متوارثة عبر قرون وستستمر قرونا. وهذه البنيات قوية ومتينة وراسخة ولها ميكانيزمات للدفاع عن نفسها. إنها بنيات موضوعية مترسخة ومتجذرة في البناء الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية والتقاليد الثقافية.
إن الحداثة النسائية مخاض عسير لأن النظام الاجتماعي التقليدي ليس شاشة سلبية تتلقى التأثير من الخارج وتتقبله، بل إن التغيير يمر عبر شبكات التراث الفكري والاجتماعي والعائلي... وهذا التراث الفكري والاجتماعي يفرز مقاومات وآليات مضادة لا على مستوى الرأي والفكر واللغة بل أيضا على مستوى الميكانيزمات الاجتماعية، والعادات والتقاليد والقيم التي تكرر نفسها عبر الأجيال والقرون.
هناك مستوى آخر من مستويات مناهضة التحديث ويتمثل في تعبئة النساء أنفسهن ضد الحداثة. وهذا مستوى آخر من مستويات مقاومة الحداثة قد يكون أخطر شكل من أشكال مقاومة تحديث المرأة، لأن العبودية الطوعية أكثر مشروعية وحلاوة من العبودية الإكراهية.
وهذه المسألة صعبة التحليل لأنها ترجع إلى رسوخ هذه البنيات وتجذر ثقافة الدونية وتحقير المرأة. وهكذا يحصل نوع من التماهي اللاشعوري مع الصورة السلبية، أو التوحد اللاواعي مع الغريم. هذه المقاومات هي جزء من الصراع بين آليات التحديث التي هي آلية موضوعية بالدرجة الأولى وبين الإفرازات التي يفرزها المجتمع في مقاومة التحديث الكاسح. وربما كانت مسألة تعبئة النساء ضد تحررهن أو ضد ثقافة التحرر هي أخطر أنواع التبعية أو الدونية لأنها تكرس الدونية الطوعية التي يراد لها أن تنبثق تلقائيا من نفس الجسم الاجتماعي المروَّض.
مخاض الحداثة طويل وعسير لأن الحداثة ليست فعلا تلقائيا وسهلا بل هي مخاض صراع وجدل وأخد ورد بين مكونات المجتمع المختلفة. وهذا المخاض العسير يتطلب مجموعة شروط حتى يؤدي إلى نتائج محددة، أولها ضرورة تبلور وعي ذاتي نسائي: وعي ذاتي منبثق من النساء أنفسهن من حيث أنهن المعنيات والمعانيات للاحتقار والدونية... في الشارع في البيت وفي كل الأماكن. إذاً شرط المعاناة شرط أساسي. هناك قناعات فكرية لدى نخب مثقفة تحديثية ربما كان لها الفضل في إثارة مسألة تحرير المرأة ولكن إذا قارناه بالوعي التلقائي النسائي المنبثق من رحم المعاناة يتبين أن الوعي الذاتي يعكس معاناة وجودية مفعمة بالألم.
فمسألة التحرر تتطلب وعيا نسائيا ذاتيا وتحالفا مع الفئات المستنيرة في المجتمع والمتطلعة للمستقبل، والمؤمنة بضرورة تحرير المرأة. مسألة الوعي هي مسألة معرفة ومسألة ضمير نسوي. إن الوعي بمسألة تحرير المرأة لا يمكن أن يتم فقط من خلال نضالات المرأة ولكن بالتنسيق مع القوى الاجتماعية والقوى السياسية التي تؤمن بهذا التحرر سواء تعلق الأمر بالدولة أو الأحزاب. إذاً لابد من اندراج النضال النسائي في إطار هذه الفئات والإرادات السياسية التحررية.
لكن لابد من إثارة الانتباه هنا إلى أن مسألة تحرير المرأة قد تعرضت ـ مثلها في ذلك مثل جل القضايا السياسية ـ لتكييف فكري وفئوي قانوني وحقوقي. بل إن الوعي النسائي اتخذ في كثير من الأحيان صورة وعي قانوني وحقوقي. وهذا أمر ضروري كما أن الحقبة القانونية أساسية لكن الوعي الثقافي أعمق، وهو ضروري ولا محيد عنه لأن المسألة النسائية مرتبطة بإيديولوجيا المجتمع، بوعيه وبلا وعيه وبثقافته العميقة.
نعم إن الوعي الحقوقي ضروري لكن إذا لم تكن لديه مرتكزات ورؤية ثقافية فسيكون نضالا سطحيا ووعيا سطحيا لأن هناك ضرورة ارتباط النضال النسائي بمسألة المناخ الثقافي والبعد الثقافي. الشرط الثقافي شرط أساسي في مسألة تحرر المرأة.
لقد أصبحت مسألة تحرر المرأة اليوم رهاناً أساسيا في تطور المجتمع، في عصر العولمة أي في عالم هو حلبة تباري بين الأمم من أجل التحديث وتحقيق التقدم. والمسألة النسائية تقع كميا وكيفيا في صلب التحديث. مسألة التحدي والتباري الحضاري تجعل المسألة النسائية ضرورة تاريخية لإمكان نجاح المجتمع في استدراك التأخر التاريخي العميق والطويل. إذا كان هذا المجتمع يريد أن يتطور، ويواكب عصره، وينفض عنه غبار التاريخ.
 *******************************************************
محمد سبيلا
طباعة أضف تعليق جميع التعليقات
موقع: تنوير
*abdelhafid
29 - سبتمبر - 2007
الشمس ما علمتني ..... والقمر جاحد    كن أول من يقيّم
 
 
 النص لميرال الطحاوي منقول من رواية " الخباء " الصادرة عن دار الآداب ـ بيروت 1999
 
باهتة رغم كل الأساطير عنها ، لم أحبها ، ولم أكرهها ، فقط تعلقت بها لأنها كانت النافذة الوحيدة . منذ وقعت عيناها على العرف الأسود في البياض الصافي وهي تصيح بهذه الكلمة : " بيوتي فل " .
 
قال أبي :
 
ــ " إنها مهرة فاطم حبيبة أبيها .. لا .. لا أستطيع .. اختاري ما شئت دونها " ، فتشعلقت بعنق " خيرة " الذي انحنى علي وهي تمد عرفها وتتلحسني وأنا في الأرض أحبو ، قلت :
 
ــ " خيرة مهرتي " .
 
فابتسمت والتفتت إلى ساقي واللفائف ، اكتشفت وجودي أخيراً رغم أنها دخلت كل الغرف ، وجالت حول كل شيء بهاتين العبنين الزرقاوين الحادتين وأخرجت من حقيبتها عقدين من الؤلؤ الأبيض وضحكت وهي تلثغ : " للعروسة .. الحلوة .. " وبدت لكنتها مضحكة فأخفت " سردوب " وجهها. أغلقت " صافية " الباب على أمي ونظرت باتجاهها نظرة حازمة فلم تقترح أن تراها ، انحنت علي وكشفت بأصابع نحيلة وخشنة عن جرحي .. ثم تأوهت صارخة :
 
ــ لا لا يا شيخ العرب .. تحتاج علاجاً .. ساقها موجوعة .. موجوعة " .
 
قالت موجوعة بفصاحة غير متوقعة فضحكتُ ورنَّت ضحكتي في الفضاء ، وجذبت ضفيرتي قائلة :
 
ــ " أرسلها لي .. سأداويها " .
 
ثم التفتت إلي : " ها ..  يا صغيرة ألا تهدين لي مهرتك الجميلة لأدربها " !
 
ــ قلت بتحد : " لا .. إنها مهرتي " .
 
فأعجبه عنادي وضحك من قلبه وهو يكمل :
 
ــ " فاطم يا صغيرة أبيك أنا لا أستطيع أن أغضبك " .
 
والتفت لها وأكمل : " فاطم ستصبح أميرة .. أميرة مثل الجراكسة الحمر . إنها عدنانية أصيلة ، أليست أحق منهن وهي بنت الأجاود " .
 
هزت رأسها كناية عن فهمها لدواعي حماسه ، لإمارتي ، وربما لم تكن تفهم أكثر من أنها أرادت أن تحوز على شيء من نسل هذه السلالة " محجل " كما تقول .. " مهرة محجلة أصيلة " تمسك خياشيمها وتراقب فقرات ظهرها وتعدها وتتفقد ساقيها ثم تمسح عرقها بإعجاب فأرمقها بتحد ، وعناد أكثر " خيرة مهرتي " .
 
*ضياء
29 - سبتمبر - 2007
والله زمان .....    كن أول من يقيّم
 
 
النص لميرال الطحاوي منقول من رواية " الخباء " الصادرة عن دار الآداب ـ بيروت 1999
 
والله زمان ما قلت بوشان... ولا حام طير المنايا
ولا تقطعت روس فرسان .. قدام جَمَل الصبايا
 
في الصباح ليلة جديدة نترك فيها " فوز " و " صافية " يرتبان حوائجهما في الصناديق وتحزمان ما لهما من مطالب ، وتترك بابها الموارب يزداد نحيباً ، وشهيق نشيجها يعلو كأنه يؤنس صمت البيت الموحش رغم كل مظاهر العرس ، حتى ليلة الحناء ، لم تخرج ، دخلت " صافية " إليها وخرجت باكية ثم قالت للجدة :
 
ــ ليس لي في العرس ولا الخضاب ... اتركوني معها " فنخزتها الجدة في صدرها بالعصا وقالت : " صرت ملك رجلك يا خلفة السوء .. منذ متى صار لك لسان يا بعر المطايا ، مالك خيرة في شيء يا بغيضة " .
 
بكت " صافية " بمرارة ثم ابتلعت دموعها ومدت كفيها وساقيها للخضاب ، ولم تحوم " فوز " ناحية بابها الموارب ، حتى وهي تركب في " شبرية " عرسها .
 
رائحة الحناء كانت تتسرب في كل ركن ممزوجة بالمستكة والبان وخليط الدهون النفاذة على الجدائل ، والأثواب الزاهية تطوى مضمخة بالعطور .
 
ولمع البرق ورنت الأساور والخلاخيل والنبايل وكرادين الصدر . انكفأ ظهر " فوز " النحيل من كثرة ما حملت من مزاين تصلصل في صدرها ووسطها ، وبدت " صافية " جميلة وحزينة وكأنها كبرت دهراً ، وجاءت " آن " ترتدي فوق سروالها عباءة كعباءة الجدة مطرزة بالألوان المتداخلة ، وأرسلت شعرها المذهب ، وكان وجهها بلا ندوب مطلياً باللون الوردي ، كانت مشرقة وجميلة وخفتت عيون النسوة ، وتبادلن مصمصة الشفاه والهمس كلما قامت أو جلست ، عيناها تروحان وتجيئان بين كل التفاصيل كأنها تمتصها .
 
جاءت الجمال و" الشباري " منذ طلوع الشمس وجاء أبي فحمل جسد ابنة بعد أخرى ، ثم دخل غرفته وأغلقها عليه ، وتحرك ركب الفرسان بالخيول فالجمال والشباري ثم بقية الركائب وكان الحداء مبهجاً .
 
ــ " وإن زغردت لي لأغني .. واشرح قلوب الحزينة ، وأنا عارف اللي قتلني .. أبيض ورقيبته طويلة " .
 
خبط الأكف وصفير الشباب في المقدمة ، والزغاريد من وراء المطايا والعبيد يجرون خلف الموكب :
 
ــ " عقدك من التارة للتارة .. مزيكة في ايدين نصارى " .
 
يصفقون والخرطوش يهدر في السماء ، حتى نساء الفلاحين بصدورهن المفتوحة ووجوههن السمراء المكشوفة خرجن ومن خلفهن صغارهن ، يفتحون أفواههن بدهشة ور ينطقون ، والصوت كلما اقتربنا صار أكثر جلجلة .
 
ــ " يوم أن قلتم فَرَحنا .. لاجي والرِّجل حافية ، لفوا البكرج على اليمين .. وحيوا ضيوف وحَلِّية " .
 
يرمح الشباب يتسابقون بخيولهم ، يسبقون الموكب ويعودون ، والصبايا يرمقنهم من تحت البراقع ويتعالى الهمس المعتاد ، والصفير يعلو من كل جانب .
 
ــ " يا ستار النار كلتنا .. والعين السودة قتلتنا " والزغاريد تفلق سكون الأرض الرملية ونصل السور الطيني والبوابات المفتوحة التي تتلقاها بمزيد من الزغاريد والخرطوش ، معركة حامية في السماء والأرض .
 
كان البيتان متواجهين ، غرف طينية مسقوفة بالخشب وعلى جانبيها الشرفات الواسعو والسلمات ، وبعيد تسكن غرف الخبيز والطبيخ بطينها الذي أكله الرماد ، والأحواش الواسعة بمرابطها وشجرة مستكة وحيدة تظلل فسحة البيت والبقية خلاء موحش منضود به خيمات متباعدة ، كل خيمة تعطي ظهرها للبيت وتواجه خلاء أكثر وحشة . قالت النسوة وهن يلتهمن اللحم المكدس فوق " أناجر " الخبز المفتوت :
 
ــ " سند وونس ، أختان في بيت واحد " .
 
ــ وقالت الأخرى " سترة البنت هم والله " .
 
وتطوعت الجدة بمواعظها : " والله جلبة شوم .. وقنايتهم حرام ، بضاعة تربيها لغيرك ، إن تركتها بارت وإن بعتها عليك الخسارة " .
 
ــ " صدقت يا خالة " حاكمة " نربي ونهنن ومسيرهن لحجر غيرك " .
 
ــ " يكفينا الله شر بلاياهن .. والله ما عاشت لي بنت ، قالوا يا " حاكمة " أين تذهب بناتك ? ! قلت الله يكفيني شرهن ، مصلية والله مصلية وداعية " .
 
ــ " صدقت يا جدة ، صدقت ، لكن بيموتوا كده .. قدر الله يا جدة ، قدر الله أم ? ! " .
 
ــ " قدر الله يا بنت ، داعية ومصلية ما يبقى لي منهن شيء ، مسافة ما البنية توأوأ يأتيها ستار الصبايا ، يحمل ويشيل ، لكن وليدي الله ابتلاه وهو صابر " .
 
يمصمصن شفاههن بتأثر ويتقاسمن قطع اللحم المسلوق ويتلمظن بالحكايا ، وحين ينفضن أيديهن من بقايا الوليمة يلملمن حوائجهن ويبدأ الركب في التفرق ، كل جماعة بواد ، ونعود ، أقل كثيراً مما ذهبنا ، ندلي رؤوسنا بحزن ، والجدة تتنفس بتأفف ، خلصت من نصف البضاعة وبقي هم النصف الآخر ، و" سردوب " تنهنه بالدموع والبقية كل في ملكوته ، والبيت ساكن وهي في غرفتها غارقة في دمعها .
 
 
*ضياء
29 - سبتمبر - 2007
فرق بين المراة العربية والمراة المسلمة    كن أول من يقيّم
 
كتيرا مايختلط علينا الامر ونتهم الاسلام بكونه عقبة وضعت في وجه المراة تمنعها من ممارسة حياتها وقيدايحد من قدراتها الفكرية والابداعية. ولعل هدا راجع الى الواقع الدي تعيشه المراة المسلمة داخل مجتمعاتها وعدم قدرتنا على التفريق بين ما هو من قبيل العادات والتقاليد و الاعراف الفاسدة وماهو من قبيل النصوص الشرعية الاسلامية. مع ان القليل من اعمال االعقل يجعل الصورة الضبابية التي رسمت للمراة  المسلمة اكتر وضوحا .فلو نضرنا الى امهات المؤمنين والادوار التي لعبتها النساء مند دلك الزمن -  انضر نساء حول الرسول او كتب السيرة- نعلم تمام العلم ان الاسلام لم ينزل بمنزلة المراة في يوم من الايام بل رفعها من حضيض الجاهلية الى نور الاسلام وعزته. ولم يجعل الله فرقا بين عباده مهما اختلفة الاجناس والالوان وهانحن اليوم نعود بلاوعي الى ضلمة الجاهلية.ونخوض في قضايا عالجها الاسلام مند زمن بعيد .اتمنى ونحن نتكلم  عن ابداعاة المراة المسلمة او العربية سواء بالتحليل او النقض ان نتحدت  عنهن ككيان انساني لا كجنس فالعمل الابداعي الفكري لاجنس له ولاوطن .                
amal
30 - سبتمبر - 2007
.فاقد الشيء لا يعطيه    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
قال تعالى : " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا رجالاً ونساءً فللذكر مِثْلُ حظ الأنثيين يبيّن لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم " ( النساء4/176 ) .
1- أشَقّ من الواضح توضيح الواضح . خذوا فكرة عن ميراث الأنثى : في حالةٍ ترث النصف ، وفي أخرى ... أنا أسالكم : أليستا ترثان الثلثين ? الجواب : بلى
2- لما ذا  تأخذ الانثى نصف حصة الذكر ? الجواب : مات أبي ، وأنا أعزب ، وأختي عزباء . كانت حصتي من الميراث مئة ألف درهم ، على حين كانت حصة أختي من الميراث خمسين ألفاً . تزوّجت أنا ، فدفعتُ  ( مهراً ) خمسين ألفاً ، ثم جهّزت بيت الزواج من آجار سكن وأثاث ومفروشات ومراسم ليلة الزفاف ...أصبحتُ عريساً ... والآن تزوّجت أختي فأعطاها زوجها المهر فانضاف إلى حصتها في الميراث  فغدتْ سيدة متزو جة ... هذا المثال كنتُ قلته أمامها وغيره من الأجوبة المنطقية ...فدخلتْ في دين الله .
3- هذا هو الزواج الإسلامي : المرأة هي أمي وأختي وزوجتي وأم أولادي وألادها : أمك ؛ لأنها حملتْني ، ثم أمك ؛ لأنها ذاقت ألم المخاض والولادة ، ثم أمك ؛لأنها أرضعتني ، وسهرت من أجلي ونظفتني . ما معنى : " الصلاة وما ملكت أيمانكم " ? ما معنى : " استوصوا بالنساء خيراً " ?
4- لا يطير طائر بغير جناحين . أليس كذلك ? بلى . والطائرهو الطفل البريء ، وجناحاه هما : الأب والأم . ما معنى : " يا أخت هارون ما كان أبوكِ امرَأ سوء وما كانت أمكِ بغياً " : يا مريم العابدة التقية ، يا شبيهة هارون في العبادة والتقوى . أنى لكِ هذا المولود ? إنّ أباك شهم شريف ، وإن أمكِ شريفة طاهرة . إنّ بيئتكِ الداخلية نظيفة ....نَعَم . عندما يتعاون الأبوان على تربية أكبادهم ، ويكونان أسوة ، ويحببان أفلاذهم ومهجهم وأفئدتهم حب الله وحب رسوله وصلة الأرحام ، ويزرعون فيهم القيم الإسلامية ، فإنهم فائزون هنا وفي الآخرة " ...وقِفوهم إنهم مسؤولون " .
5- لا فلسفة ولا فخامات ولا اجتهادات في مورد النص ( في ما يتعلق بالعقيدة والفرائض )، وأما الفروع فأمامكم " ففهَمناها سليمان وكلاً آتيناه حُكْماً وعِلْماً ". ولا تنسَوْا قوله تعالى : " أأنتم أعلم أم الله " ? قد تراه مثقفاً واعياً مرموقاً ذائع الصيت يحضر المؤتمرات ، ولكنه لا يصلي وربما لا يصوم وربما لا يزكّي وربما لم يحج حجة الفريضة وهي مرة واحدة ليس غير . لا يسال عن أمه ولا هن أبيه وربما كان عاقاً . يهتم بالمظهر ويمقت المَخبَر ويعتز بأبنائه وهم حضاريون يجيدون لغات متعددة ولا يأبهون بلغة جدودهم ، ...
              فقل لمن يدّعي في العلم فلسفة ** حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء
مَنْ قائل هذا البيت ? أليس ابا نُوَاس ? بلى إنه أبو نُوَاس الذي استحيا من الله تعالى ، فكان عاقلاً بحق ، ورجع عن غيّه وتاب إلى الله وأناب :
              إلهي عبدك العاصي اتاكا ** مُقِرّاً بالذنوب وقد دعاكا
6- " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق لِيُظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً " . اقرأ وتدبّر واسال . وإذا أردت أن تكتب بأ سلوب بعيد من المهازل الأسلوبية فاقرأ كتب أجدادك من الأدباء والشعراء والنقاد والفقهاء والمفسرين . واجعل ديدنك وروحك وقلبك كلام رب العالمين والحديث الصحيح من سيد الخلق أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .
 
*د يحيى
1 - أكتوبر - 2007
"حقوق" الواقع ، و"حقوق "الغيب .    كن أول من يقيّم
 
تقول لك "حقوق الغيب" ، أيها الاسم - الإثم ، إنك تنتمي إلى" أمة الكتاب " تنتمي إلى" الكتاب " .
لكن/ هل أنت "قارئ "، أم أنك "لست بقارئ " ? إن كنت " قارئا " كما يفترض ، فهذا يعني أن
كونك "سامعا " أمر يجيء في المرتبة الثانية ، يعني كذلك أنك " تقرأ "أنت نفسك بنفسك  لا
بشخص آخر حولك أو وراءك أو أمامك : شخص يهمس في أذنيك - يلقن / أو يعلم ، أو يبشر..
 
                               *أدونيس .
*abdelhafid
3 - أكتوبر - 2007
مسكين الدارمى وتحرير المرأة (1)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
قل للمليحة فى الخمار الأسود مـاذا صـنعت بناسك iiمتعبد
قـد كـان شمر للصلاة ثيابه حتى  بدوت له بباب iiالمسجد
 
 
من حجرة ابنتى بسمة ،ترامى إلى سمعى المطرب / صباح فخرى  وهو يشدو بصوته القوى الحنون ،وهذا دأب ابنتى التى تعودت أذناها على شدو فيروز وصباح فخرى ومارسيل خليفة .
 
عدت بذاكرتى إلى قصة هذين البيتين ،فقد جاء تاجر إلى المدينة المنورة يحمل خُمراً سوداً لبيعها فيها ،فكسدت بضاعته  فشكا أمره إلى مسكين الدارمى ،فقال الشاعر أبياتا منها ،هذان البيتان ،فلم تبق جارية فى المدينة إلا اشترت خمارا أسود ونفقت بضاعة التاجر فى أيام معدودة .
 
ها هو الشاعر/  مسكين الدارمى وقد قرأت بعض قصائده المتناثرة فى بعض كتب التراث وقد أعجبتنى بعض قصائده الرائعة العملاقة من وجهة نظرى المتواضعة ولكم أحببت وشاطرته الرأى فيما يذهب إليه من نظرة جادة ومتعمقة وسابقة فى التاريخ  ويقول صاحب الأغانى عنه:
 
((مسكين لقبٌ غلب عليه، واسمه ربيعة بن عامر بن أنيف بن شريح بن عمرو بن زيد بن عبد الله بن عدس بن دارم بن مالك بن زيد مناة بن تميم.))
ومن روائعه هذه القصيدة :
ألا أيـهـا الغائر iiالمستشيط عـلام تـغـار إذا لم تغرْ ?
فـمـا خير عرس إذا iiخفتها ومـا  خير بيت إذا لم iiيزر?
تغار  على الناس أن iiينظروا وهل يفتن الصالحات النظر?
فـإنـى  سـأخلي لها iiبيتها فـتـحفظ في نفسها أو iiتذر
إذا الله لـم يـعـطـه iiودها فـلن  يعطيَ الودَّ سوط ٌiiمُمَر
يـكـاد  يـقـطع iiأضلاعه إذا مـا رأى زائـراً أو iiنفر
فـمن  ذا يراعي له iiعرسَه إذا ضـمَّه والمطيَّ السفر ?!
*عبدالرؤوف النويهى
5 - أكتوبر - 2007
مسكين الدرامى وتحرير المرأة (2)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
بالقراءة المتأنية بعض الشيىء ،لأبيات قصيدة  الدارمى ،أجد فيها ميثاق الشرف للتعامل بين الرجل وزوجته ،وحقوق المرأة المفروضة لها ،وهى على أرقى مستوى من التعامل الإنسانى الحضارى الذى ما زلنا نتعثر فى الوصول إليه .
نظرة تقدمية ثورية تحررية  من أعماق التاريخ ،ينادى بها الدارمى ،فى القرن الأول الهجرى  أى القرن الثامن الميلادى ، ضلّت الطريق وتكأكأ الرجعيون عليها قتلاً وتمزيقاً،لكنها تظل استشراف النفوس الفاضلة وهدف العقول المستنيرة وأرباب الأقلام الشريفة .
ماذا يقول الدارمى فى أبياته السبعة،  أقصد  دراته السبع?
1- أيها الرجل الغضبان والممتلأ غيرة ،ماالذى يدعوك للغيرة ولا يوجد سبباً لذلك.
2-ما الخير الذى يعود عليك من زوجة تخاف منها،ومن بيت لايزورك فيه أحد.
3-تغار على زوجتك إذا نظر إليها الناس ،وهل نظرات الناس تُفسد الصالحات من النساء.
4-أما أنا فأترك لها الحرية الكافية فى بيتها ،لتصون نفسها أو لاتصونها.
5-إذا كان الله عز وجل ،لم يهبك حبها ولم يعطك ودها ،فلن ينفع ضربك  لها بالسوط المفتول،لاستعادة حبها وودها.
6- ماالذى يحدث لهذا الرجل المنفجر غضباً وتنشق ضلوعه ثورة وجحيماً إذا رأى زائراً أو زائرين يدخلون بيته???!!!
7-وإذا كنتُ أراقبها  أثناء وجودى معها ،إذن من الذى  يراقبها أثناء سفرى ?!
 
*عبدالرؤوف النويهى
5 - أكتوبر - 2007
غادة السمان : ليل الغرباء    كن أول من يقيّم
 
 
النص لغادة السمان من كتابها " ليل الغرباء " الصادر في بيروت العام 1966 عن منشورات غادة السمان وهو مجموعة قصص قصيرة .
 
الفقرة مأخوذة من قصة " ليلى والذئب " كما ترويها الكاتبة :
 
ــ إبكِ . قولي أي شيء ...
 
ظللت صامتة . كنت أعرف أن ذلك سوف يحدث . كنت أعرف ان لا مفر من أن يحدث . ظللت جامدة . تمنيت شيئاً واحداً : أن أروي لك ذلك الحلم الذي يلازمني منذ طفولتي ، منذ عرفت طعم الزجاج المسحوق بالدم .
 
أنا طفلة أركض باكية في غابة مخيفة الأصوات . جائعة . جائعة لأنني خائفة . لأنني هربت من كوخ جدتي التي تتمدد دائماً في فراش لا تنهض منه ولا يبدو منها سوى رأسها عائماً فوق الدانتيل والتنتناه ، ويدها التي تمسك ( بز ) سيجارة من العاج المنقوش وتدخن ، أو تمد يدها للرجال الداخلين والخارجين باستمرار فينحنون لتقبيلها .
 
فقد حدث أن أحسست بالجوع لأنني أحسست بالخوف .. ولما دببت على فراشها بحثاً عن صدرها لأرضع بنفسي بعد أن شاهدت إحدى الخادمات ترضع طفلها دفعتني بقسوة لأنها مشغولة ولا وقت لديها .
 
هجمت عليها بأنيابي الصغيرة ، ومزقت ثوبها لأنني جائعة ، لأنني خائفة ، لأنني سأموت رعباً إذا لم أرضع .. ولما طردتني من الغرفة هربت إلى الغابة بحثاً عن الذئب لأرضع .. كنت أعرف أنه هناك ، ولم أكن خائفة منه كبقية الأطفال .. كنت أعرف أنه يحبهم بطريقته الخاصة ، وكنت أعرف أنه ليس شريراً ، وأنه ربما سيروي لي قصته .. وينتهي الحلم دائماً وأنا في الغابة أبحث بلهفة عن الذئب .. تمنيت أن أقول أنني لست آسفة على شيء ولست نادمة وأنني أفيض امتناناً ومحبة .. وأنني إذا رويت قصة ليلى والذئب لأولادي فسأخبرهم بأنه كان شاباً رقيقاً شفاف العينين ، وفي احتضانه الشرس لليلى تخدير يشبه الحنان ، يشبه اغتصاب موت عنيف كاليقظة وكالفرح .. وأنه لم يعذب ليلى ، وأنه أراد أن يقبلها ، لكن أسنانه ركبت بطريقة جعلت قبلته عضة مميتة .. وأنه حاول في البداية أن ينسيها خوفها بعناقه الدافىء المنعش ، فلما ابتسمت بنشوة طفل فرغ للتو من امتصاص ثدي أمه ، تمنى أن يمنحها كل ما يملك ..
 
لما سرى سمه في جسدها لم يستطع أن يصدق .. كان يظن أنه يمنحها عسلاً ورحيقاً .. من شوّهه هكذا دون أن يدري ? .. فصار حينما يظن أنه يبتسم ، يستحيل مرعباً مخيفاً كأصوات الغابة ? ? .. كأنه صورة حسية للأصوات البائسة ..
 
وحينما قتل الخوف ليلى لم يدرك أحد أن ليلى كانت هي الذئب لأنها أتعسته بحبه لها ، وجعلته يدرك كم هو عاجز وضعيف ووحيد .
 
*ضياء
6 - أكتوبر - 2007
 4  5  6  7  8