البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0    قيّم
التقييم :
( من قبل 10 أعضاء )

رأي الوراق :

 عبدالرؤوف النويهى 
30 - أبريل - 2007
عبر سنوات طويلة ،شاركت المرأة العربية المثقفة  بإبداعاتها المتميزة الرصينة الراقية  فى مسيرةالفن والأدب والفكر العربى ،ولم تقف مكتوفة الأيدى ، بل كانت شاعرة وناقدة وقاصة وباحثة فى مجالات العلوم المتنوعة ومناضلة فى المعترك  السياسى وناشطة فى الميدان الإجتماعى ، وبرعن براعة، تأخذ بالألباب وتسكر العقول 0فى أحضانهن ترعرعنا ،وعلى أيديهن تعلمنا ،وإليهن كل التقدير والإحترام 0
لن أنسى مارى زيادة وبنت الشاطىء ونازك الملائكة وفدوى طوقان وجميلة بوحريد ولطيفة الزيات وأم كلثوم وفيروز ومئات الأسماء المشرقات فى سماء وطننا العربى الكبير 0
 فليكن هذا الملف تذكارا  لإبداعهن ، وتقديرا  لدورهن ، وعرفانا بفضلهن على مدى الأجيال0
 1  2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لبنان الأخضر لبنان 00مىّ زيادة (2)    كن أول من يقيّم
 
ولدت ماري زيادة (ميّ) في مدينة الناصرة بفلسطين العام 1886 م ،ابنةً وحيدةً لأب من لبنان وأم سورية الأصل فلسطينية المولد.
 
 تلقت دراستها الابتدائية في الناصرة, والثانوية في عينطورة بلبنان.
 وفي العام 1907, انتقلت ميّ مع أسرتها للإقامة في القاهرة. وعملت بتدريس اللغتين الفرنسية والإنكليزية,وتابعت دراستها للألمانية والإسبانية والإيطالية. وفي الوقت ذاته, عكفت على إتقان اللغة العربية وتجويد التعبير بها.وفيما بعد, تلقت  ميّ دراسات في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة. وخالطت ميّ الكتاب والصحفيين, وأخذ نجمها يتألق كاتبة مقال اجتماعي وأدبي ونقدي, وباحثة وخطيبة. وأسست ميّ ندوة أسبوعية عرفت باسم (ندوة الثلاثاء), جمعت فيها - لعشرين عامًا - صفوة المثقفين والرواد الكبار,كان من أبرزهم: أحمد لطفي السيد, مصطفى عبدالرازق, عباس العقاد, طه حسين, شبلي شميل, يعقوب صروف, أنطون الجميل, مصطفى صادق الرافعي, خليل مطران, إسماعيل صبري, وأحمد شوقي.
 وقد أحبّ أغلب هؤلاء الأعلام (ميّ )حبًّا روحيًّا ألهم بعضهم روائع من كتاباته.أما قلب ميّ, فقد ظل مأخوذًا طوال حياتها بجبران خليل جبران وحده, رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة. ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا: من 1911 وحتى وفاة جبران بنيويورك عام 1931م ،ولست أدرى هل هذه المراسلات موجودة أم فُقدت ??
فهى ثروة أدبية وفكرية لاتُقدر 0
نشرت ميّ مقالات وأبحاثا في كبريات الصحف والمجلات المصرية: (المقطم), (الأهرام), (الزهور), (المحروسة), (الهلال), و(المقتطف). أما الكتب, فقد كان باكورة إنتاجها العام 1911 ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية, ثم صدرت لها ثلاث روايات نقلتها إلى العربية من اللغات الألمانية والفرنسية والإنكليزية.
 وفيما بعد صدر لها:
 (باحثة البادية) (1920)
 (كلمات وإشارات) (1922)
 (المساواة) (1923)
 (ظلمات وأشعة) (1923)
 ( بين الجزر والمد ) ( 1924)
 و(الصحائف) (1924).
 وفى أعقاب رحيل والديها ووفاة جبران تعرضت ميّ لمحنة عام 1938, إذ حيكت ضدها مؤامرة دنيئة,وأوقعت إحدى المحاكم عليها الحجْر, وأودعت مصحة الأمراض العقلية ببيروت. وهبّ المفكر اللبناني أمين الريحاني وشخصيات عربية مرموقة إلى إنقاذها, ورفع الحجْر عنها.
 وعادت ميّ إلى مصر ،وفى 19نوفمبر 1954.صعدت روحها إلى بارئها  ،ويضمها ثرى مصر المحروسة ،طيّب اللهُ ثراها 0
 
ومنذ مدة لاأدريها ،قرأتُ خبرا غريبا أن هناك من اللبنانيين  من يريد نقل رفات مىَ زيادة إلى لبنان ،لكن هناك ثمة عراقيل ،فلم تنجح المحاولة ،وتظل مصر المحروسة تضم مىّ بين جنباتها  حية ً وميتةً0
*عبدالرؤوف النويهى
8 - مايو - 2007
لبنان الأخضر لبنان 00مىّ زيادة (3)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
أيها السادة والسيدات, لنا على الماضي امتيازات كثيرة. إننا لا نستطيع أكل المعارف في نصف تفاحة كما فعل آباؤنا الأولون. ولكنا نمتاز على الأقدمين بأمور جوهرية كثيرة. إننا نعرف الآن قيمة العلم, وإن المعرفة صلة الإنسان بالأشياء والسلك الكهربائي الجامع بين ذكاء الفرد وبين المعنَى الحيوى المبعثر في أجزاء الوجود; وإنّ على هذا السلك العجيب تفيض معاني الإنسانية العظمى ألا وهي الإعجاب والحبُّ والعمل. نعلم أنّ الجاهل سجين نفسه, أسير أنانيته, مستقل بإدراكه المحدود, مكتف بدعواه, لا يستقبل جديدًا إلاّ بالطرد, ولا يذكر حديثًا إلاّ بالتهكم وسوء الظن, ولئن تألمنا من احتكاكنا المحتم به فإنا نشفق عليه لضيق الدائرة الحيوية التي رضي بها, كأنّ كل ما لدينا من الجمال والصلاح والثروة المعنوية لم يخلق له, بل هو كائن لسواه!
إنما امتياز عصرنا الأعظم هو فكرة التقدم, والاندفاع في سبيل الارتقاء, وتوافُر المعارف وسهولة نيلها لمن طمح إليها, بعد أنْ كانت محصورة في أفراد معدودين. لستُ من القائلين إن عصرنا هو العصر الذهبي الذي يحقق الآمال, غير أنه عصر عظيم وابن عصور عظيمة بتفكيرها وجهادها; عصر مملوء خيرًا لطالب الخير, وفيه من أسباب الراحة وسهولة المعيشة ما يجعل اللذات المادية والمسرات المعنوية, واقتباس العلم متوافرًا لدى الفقير توافره لدى الغنى. لقد اتسعت العلوم وتعددت فروعها, فاتسعت بذلك سطوة الإنسان على الطبيعة, وتعددت سبل العمل أمامه.
الفلسفة تنبش أعمال العقول, والشِّعر يلمس أسرار النفوس, والموسيقى توقّع همس الوجدان, والتصوير ينسج العواطف نسجًا ويرسم أدق خطوطها, فاليوم تتحقق أمنية الحكيم القائل: أيها الإنسان اعرف نفسك! لقد ارتقت الأخلاق, ولطفت الشعائر, ودقت الملاحظة, وأفسحت فكرة الحرية المجال, فتيسر لكلٍّ أنْ يهذب شخصيتهُ كما يريد بعد أنْ كان مكرهًا على سبكها في قالب جيرانه ومعارفه. كان وأْد النساء حلالاً, وقتل الأبناء جائزًا, وفن الاستعطاء مقدّسًا, أمّا الآن فسلطة الأب والزوج محدودة, والنفوس عزيزة عاملة تنال ما تنال بالكدّ والسهر.
بالأمس كان الناس اثنين: سيّدًا مستبدًّا, وعبدًا ذليلاً يباعُ ويشرى كالأنعام على غير علم منه, أمّا اليوم فمبدأ العدل يُضعف قيود العبودية, وصوت الحرية ينادي بالإخاء والمساواة. لقد اتسعت دوائر التجارة وارتقت الصنائع, وتبودلت منافع الاقتصاد, فحلَّ السلام والأمان - مبدئيًا! - إِذْ لا غزو يفاخر به ولا اغتصاب يسامح عليه. والسياسة تحاول تسكين الخواطر والإقلال من الحروب ما استطاعت, فما أبعد أيام نيرون وماركس أوريليس والإسكندر والحروب الصليبية! حتى أيامك يا نابوليون, حتى أيامك القريبة بعيدةٌ عن هذا العصر الذي يمنع الإنسان إيلام الحيوان ويعلمه الإشفاق عليه.
يدعي الماديون أنّ العلوم وحدها سبب التقدم وعنوان الحضارة; فمتى كانت الكيمياء والهندسة أساس المدنية?! ولماذا لا نعتبر الصين أعظم بلاد العالم على الإطلاق لأنها مكتشفة البوصلة ومخترعة آلة الطباعة والبارود?!
ليس في استطاعة العلم إلاّ تحسين أحوالنا المادية. إنه يعلم الإنسان استخدام الطبيعة, وينمي ذكاءه نموّا شديدًا, ولكن لا سطوة له على الأخلاق. وأنتم تعلمون أنّ العلم نصف الارتقاء, والأخلاق النصف الآخر, وأنّ شرف المرء قائم بحسن أخلاقه وسمو مداركه أكثر منه بتعدد علومه وكثرة أطماعه.
أيها السادة والسيدات,
إن معنى المدنية عظيم مطلق, آت من أقاصي الأجيال متنقلاً بين أشور وبابل وفينيقيا والصين والهند ومصر وأثينا وروما. إنه مجموعة العناصر العلمية والأخلاقية والحسية والعملية, كذا يجب أنْ يكون الإنسان فيجمع في شخصه معاني الإنسانية بأسرها. ليست الإنسانية عالمة أو طبيبة أو محامية أو تاجرة فقط, بل هي فاضلة مهذبة, مجاهدة فرحة, حزينة فيلسوفة, أديبة شاعرة, باحثة فنية.
هي قيثارة ذات ألوف الأوتار توقع عليها أصابع الحياة الألحان الرائعة من تشبيب وتأوه وتهليل ونوح وهتاف.
لذلك نرى دوامًا في النوابغ ذوى الشخصيات الغنية مزيجًا من عناصر الإنسانية جميعاً. نرى الفيلسوف شاعرًا أحيانًا, وقد نجد عند الفني والشاعر من الحكمة وإِصابة الرأي ما لا نجده عند الحكماء أنفسهم; ذلك لأن الشِّعر والعِلم والفلسفة والأدب والعمل ليست أمورًا منفردة في ذاتها, بل هي تتلامس وتتجاذب لأنها أساليب مختلفة تعبر بها النفس عن أحوالها المتتابعة. عناصر عظيمة كلُّها كامن في عقولنا, مترجرج بين ثنايا مشاعرنا, متدفِّق في أحلامنا وآمالنا, مكوّن ثروتنا الحيوية التي تفيض ساكبة حولنا نورًا وسناءً.
قال لا يبنتز: إنّ النفس مرآة يجب أنْ تنعكس على مياهها الصافية صُوَرُ الإنسانية الراقية ومعانيها لتكون صورة مصغرة لها في الجمال والغاية. لقد عرفنا جمال الإنسانية فما هي غايتها? هي أنْ ترمي إلى مثلٍ أعلى يلمع هنالك في أقاصي الأيام والأماني, مثلٍ أعلى ترى كل عسير في سبيله هينًا, وينهارُ في طريقها إليه كلُّ حاجز. غاية الإنسانية المثل الأعلى الذي يعطي الحياة معنى لذيذًا, ويكسبها رونقًا جديدًا, ويضرم في النفس ناراً تحرق الفاسد من ميولها, ويؤهلها لأنْ تكون هيكل الأفكار السامية والمقاصد الشريفة.
إذن فالحياة الإنسانية خطوات ثلاث: خطوة من الجهل إلى المعرفة. وخطوة من المعرفة إلى الارتقاء. وخطوة إلى ذاك اللامع هنالك في أقاصي الأيام والآمال, إلى المثل الأعلى الذي نجهله ويحيينا جميعًا 0
   من كتاب "كلمات واشارات "
*عبدالرؤوف النويهى
8 - مايو - 2007
مي زيادة ورواد الأدب والفكر العربي    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
بداية أتوجه بشكري الجزيل للأستاذ الكبير عبد الرؤف النويهي على تشجيعه وشهادته التي أعتز بها ، وكونك يا أستاذ عبد الرؤوف أشرت إلى عدد من رواد الأدب والفكر العربي الذين أحبوا مي زيادة  فيسعدني أن أضيف بهذا الصدد  بعض من حكاية هؤلاء مع مي وعسى الوقت يسعفني لأضيف بعض من آرائهم التي ظلمت مي منهم أنفسهم ، وبعض الشهادات النسائية أيضاً.
 
مي والشاعر الكبير اسماعيل صبري :
كان الشاعر الكبير اسماعيل صبري من أكثر روّاد صالون مي مثابرة وحرصاً على حضور كل أمسياته ، وفي إحدى الأمسيات مرض ، ولم يستطيع الحضور ، فنظم أبياتاً تدل على ولعه بمي معبراً عن حزنه لتغيبه عن صالونها لأمسية واحدة ، ومما كتب :
   روحي على بعض الحي حائمة
                                  كظامىء الطير حواماً على الماء
إن لم أمتع بمي ناظري غداً     
                           أنكرت صبحك يا يوم الثلاثاء
 
مي وعميد الأدب العربي طه حسين :  
في احتفال لتكريم الأديب الكبير خليل مطران برعاية الخديوي عباس ألقت مي زيادة كلمة بعث بها جبران خليل جبران من المهجر لهذه المناسبة وذلك عام 1913، وقد قرأت مي كلمة جبران بأسلوب حرّك مشاعر مستمعيها ، وبعد انتهائها من الكلمة أضافت تعليقاً شخصياً على ما قرأت ، وقد انبهر الحضور بأسلوبها الرفيع وأناقة الكلمات التي أفصحت عن ثقافة متميزة ومشاعر إنسانية راقية ، وكان الأديب طه حسين يجلس بين الحضور مأخوذاً بما استمع إليه ويتساءل بينه وبين نفسه من هذه الفتاة ? وكتب بعد ذلك يصف مشاعره عن هذه الأمسية فقال:
( كان شقيق الأمير محمد علي  رئيساً للاحتفال وقد آثر الفتى - أي طه حسين – شهود ذلك الحفل ، وقد سمع فيه الكثير من الشعر والكثير من الخطب ، فلم يحفل بشيء مما سمع ، لم يعجبه حافظ في ذلك المقام ، ولم تعجبه قصيدة مطران ، ولم يرضى الفتى عن شيء مما سمع إلا صوتاً واحداً فاضطرب اضطراباً شديداً ، و أرق ليلته تلك ، كان الصوت نحيلاً ضئيلاً ، عذباً رائعاً ، لا يبلغ السمع حتى ينفذ في خفة إلى القلب فيفعل به الأفاعيل ... ).
بعد ذلك توطدت علاقة طه حسين بمي وكان من أشد المعجبين بأدبها وثقافتها ، وعندما اعتزلت مي في أواخر أيام حياتها وقبل وفاتها بفترة بسيطة اتصل بها طه حسين تلفونياً ، وطلب أن يلقاها ، وقال : سأزورك اليوم ... فقالت : لا ..
قال : سأزورك غداً
قالت : لا ...
قال : إذن متى أزورك ?
قالت : لا تزرني أبداً
قال : لماذا سيدتي ?!
قالت : هل تريد أن تعرف السبب ?
قال : نعم
قالت : قررت ألا أقابل أحداً من الناس إلا رجال الدين .. إذا أردت أن تراني فكن قسيساً .
فضحك طه حسين وقال :  سيدتي .. يعز علي ألا أراك ، ويستحيل أن أصبح قسيساً !
 
 
 
 
 
*خولة
8 - مايو - 2007
لبنان الأخضر لبنان 00مىّ زيادة (4)    كن أول من يقيّم
 
 
 
عندما ذاعت أسماء الوطنيات,  كتبت اسم وطني ووضعت عليه شفتيّ أقبّلهُ;  وأحصيت آلامه مفاخرة بأن لي كذوي الأوطان وطنًا;  ثم جاء دور الشرح والتفصيل فألممت بالمشاكل التي لا تحلّ;  وحنيت جبهتي وأنشأت أفكر;  وما لبث أن أنقلب التفكر فىَّ شعورًا;  فشعرت بانسحاق عميق يُذِلّني;  لأنى, دون سواي, تلك التي لا وطن لها. 
وإذ تمرُّ مواكب الأمم المظلومة منكّسة أعلامها وراء نعوش الشهداء; وهتاف الحرية والاستقلال يتغلب على أنين الثكل والتفجّع منها, أعتز لأني ابنة شعب في حالة التكون والارتفاع, لا تابعة شعب تكوّن وارتفع ولم يبق أمامه سوى الانحدار.
ولكنّ الشعوب تهمس همسًا يطرق مسمعي: فهؤلاء يقولون (أنتِ لستِ منّا لأنك من طائفة أخرى).. ويقول أولئك: (أنتِ لستِ منا لأنك من جنس آخر).
فلماذا أكون, دون سواي, تلك التي لا وطن لها?
***
ولدتُ في بلد, وأبي من بلد, وأمي من بلد, وسكني في بلد, وأشباح نفسي تنتقل من بلد إلى بلد, فلأي هذه البلدان أنتمي? وعن أي هذه البلدان أدافع?
كل أمة تحدّث عن عظمتها وفضلها على المدنية ونبلها في صيانة حقوق الضعفاء; فبأي الأمم أعجب?
وكل أمة - دون سواها - تحمي ذمار الحرية وتذود عن العدل والمساواة والإخاء; فعلى أي الأمم أتكل?
وكل دين - دون سواه - احتكر لأتباعه الشرف والفضيلة في الحياة, والسماء والألوهية بعد الممات; فأي الأديان أعتنق?
وكل حزب يدّعي الصدق والعصمة, وكل فرد صائب الرأي يضحِّي الخير الخاص للخير العام; فأي الأحزاب أصدِّق وأي الأفراد أتبع?
ما سمعت وصف بلاد إلاّ سعى إليها اشتياقي.
ولا حدّثت عن بسالة أمة وسؤددها إلا تمنيتها أمتي.
بنسيم وطني امتزج الوحي والنبوءات, ومع أشعة الشمس فيه انتشرت صور الجمال,
فكانت له حياة وهّاجة متلظيّة وراء مظاهر الجمود والهجران وخيالات الآلهة تسيرُ أبدًا فيه متمهلة متأملة, من القمم والأودية, من الصخور والينابيع, من الأحراج والمروج تتعالى معاني بلادي في الضحى, وعند الشفق تتكاملُ أرواحُ الأشياء وتتجمهر كأنها تتداول في إنشاء عوالم جديدة.
أحبُّّ عطور تربة الجدود ورائحة الأرض التي دغدغها المحراث منذ حين. أحب الحصى والأعشاب, وقطرات الماء الملتجئة إلى شقوق الأصلاد.
وأحب الأشجار ذات الظل الوارف أكانت محجوبة في أحشاء الوادي أم أسفرت مشرقة على البحر البعيد.
وأحب الطرق الوعرة المتوارية في قلب الغاب, وتلك المتلوية على أكتاف الجبال كالأفاعي البيضاء, وتلك السبل الطويلة الممتدة, الممتدة وكأن الغبار الذهبي منها ينتهي إلى قرص الشمس.
ولكن أيكفي أن نحب شيئًا ليصير لنا? وهكذا رغم حبي الأفيح أنا في وطني تلك الشريدة الطريدة لا وطن لها.
جرّبتُ من الوطنيات صنوفًا: وطنية الأفكار والأذواق والميول,
وتلك الوطنية القدسية المثلى: وطنية القلوب,
فوجدتُ في عالم المعنَى ما عرفته في عالم الحس.
إلاّ بقعة بعيدة تفرّدت فيها الصور وتسامت المعاني.
ثقّفنى أبناءُ وطنى, وأدبني أبناء الأوطان الأخرى, وأسعدنى أبناء وطني وأسعدني الغرباءُ أيضًا, ولا ميزة لأبناء وطني في أنهم أوسعوني إيلامًا,
فقد نالني من الغرباء أذى كثير:
فبأي الأقيسة أقيس أبناء الوطن?
ولماذا أكون أنا وحدي تلك التي لا تدري أين وطنها?
***
أيها السعداء ذوي الأهل والأوطان, عرّفوا لي سعادتكم وأشركوني فيها!
رضيتُ حينًا بأنه ليس للعلم والفلسفة والشعر والفن من وطن, أما اليوم فصرت أعلم أن للعالم والفيلسوف والشاعر والفنان وطنًا. صرت أعرف ضعف الإِنسان الذي إذا مال إلى النوم والراحة طلب مضجعًا ناعمًا لجسمه المضني لا مرجًا واسعًا يتناوله منه الحر والبرد, ولا بحرًا عرمرمًا تبتلعه منه اللجج.
إنى أعبد تفطّرك الصامت, أيها الفيلسوف القديم, أنت الذي بعد أن اكتشفت آيات الفكر وعجائبه, أرسلت زفرة كأنها شكوي الدهور فقلت: إنما أريد صديقًا لأموت لأجله.
وأنا أجثو الآن خاشعة أمام ذكرك مردّدة ما يشبه قولك: إنما أريد وطنًا لأموت لأجله - أو لأحيا به!
-------------------
من كتاب ( ظلمات وأشعة ) , 1923 
 
*عبدالرؤوف النويهى
8 - مايو - 2007
تحرير المرأة من أغلال الماضى0    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أستاذتنا الجليلة / خولة
 
             شُكرى الصادق لكلماتك الرقيقة ،فهذا كثيرُ00كثيرُ0
 
عندما عزمتُ على فتح ملف (نون النسوة ) دفعنى تقديرى واعزازى  بأُمى وأُختى وزوجتى وابنتى ونساء قريتى ونساء وطنى ونساء وطننا العربى بل النساء فى كل زمان ومكان ،أن أردَ ديناً عظيماً ،عشتُ أتمتع فيه ،طفلاً وشاباً وشيخاًعجوزاً، فكم من الأيادى البيضاء اللواتى من كبوتى  أخرجننى ،وهدأّن فزعى ،وثقفن عقلى ،حكايات جدتى  التى أطربتنى طفلاً غريراً،واسعدتنى  شاباً مراهقاً،وفى مسيرة العُمر، زاداً تقافياً لاينفد ،ودروس مُدرساتى الجميلات _خلقاً وخُلقاً _عبر مراحل تعليمى المختلفة ،وكتابات الرائدات النابغات فى مختلف العلوم والتخصصات ،والتى تفوق قُدرات الآخرين ،علماً وعمقاً وابداعاً وفكراً ونضجاً ،فكان لزاماً علىّ الاعتراف بالفضل والتأكيد عليه ،فأنا حتى اللحظة ،أنهلُ من معينهن الذى لاينضب ،فكراً وعلماً وأدباً وفلسفةً وشعراً وابداعاً راقياً0
 
 
 
 (المرأة  تاريخ طويلُ من التهميش )  صرخةُ نازفةُ أقضت مضجعى و طعنةُ نجلاءُ، أدمت العقل وطرحت التساؤلات الكثيرة بداخلى ،وأعادتنى إلى وراء الوراء ،وعباس محمود العقاد  يكتب عن الإنسان الثانى!!!?? ، ويتهم المرأة بكل المثالب والعيوب والنقائص ويلصق بها العجز والعىّ  وضيق العقل ،وترهل العواطف ،وقلة الإدراك 0000000إلخ ،لم أجدْ مُبرارًا مُقنعاً لكتاباته سوى النقمة على المرأة والحط من شأنها ،والنيل منها حقاً وباطلاً0
 
فالله 00الله   00فى عونك  _أستاذتنا الفاضلة _ فى إماطة الأذى  المتكاثف فى ليل المرأة الطويل ،وكشف المستور وبقوة ،عن سنوات التهميش التى تدثرت فيها المرأة بفعل  فاعل قٌدّ قلبه من حجر، وعقله من غباء 0
(إن العقلية التي حكمت على ضياع جزء هام من التراث العربي والإنساني والتي تتمثل مقولة الفرزدق)إذا صاحت الدجاجة صياح الديك فاذبحوها) ما زالت وللأسف هي العقلية التي تحكم معظم النقاد المعاصرين والذين يعتبرون أنفسهم أحياناً مناصرين للمرأة، وموضوعيين في تناولهم لإبداعها،000)  خولة  1/5/2007
 
أمّا  أستاذتنا  / إيناس  000والصارخة وبقوة وبدهشة عن الذى أصاب المرأة  ،باسم التقاليد والعادات والدين ، فأهلا  بها ومرحباً  ، صوتاً جريئاً  وعقلاً متفتحاً ، ونتمنى مُشاركتها المتميزة  فى جامعة الوراق، والحق  أنّ خوف الرجل العاجز من سطوة المرأة ،كان سبباً للإقصاء ومدعاةً للإغفال ،وارتكن لتبرير ضعفه وتخاذله ،وأكادُ  أُنكر هذا الخوف المتنامى تجاه المرأة ،فالركون إلى العادات والتقاليد والدين  شيىءُ مرفوض عقلاً ومنطقاً،فالنساءُ  شقائقُ الرجال0
 
أمّا ما يُنسب من سجود المرأة للرجل ،ولست على يقينٍ من صحته ،فهذا يخص علاقة الزواج ،ولابد من قوامة داخل الأسرة والمشاركة فى تأسيس حياة جادة ،وكون المرأة تُقدر الرجل أو يتفانى الرجل فى حب زوجته  ،فهذا ومن وجهة نظرى ،لايقف عثرة كأداء فى الحياة العامة  ومشاركة المرأة الفعّالة مع الرجل فى بناء المجتمع ، جنباً بجنبٍ،ورأسًاً برأسٍ ،وعقلاً بعقلٍ،وفكراً بفكرٍ 0
 
فمن أُولى مهام الإسلام  ،تحرير المرأة من أغلال الماضى ،ووضعها فى الصدارة ،والتقدير لها ، والحض عليه 0
 
*عبدالرؤوف النويهى
8 - مايو - 2007
الكتابة بين الذكورة والأنوثة وهوية النص (1)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
القيم الموروثة القاصرة :

أحب دائما أن أكتب من تجاربى فى الحياة وليس من الكتب ,
صدرت مقالات وكتب بأقلام النقاد الرجا ل فى بلادنا , تبحث بالحاح شديد عن هوية النص , ذكورية أو أنوثية , بل أذكر أن أحد كبار النقاد العرب , ( جورج طرابيشى ) نشر كتابا كاملا ينقد فيه بعض رواياتى الأدبية , وأعطاه عنوان : " أنثى ضد الأنوثة "
فى بيروت باللغة العربية , ثم نشره فى لندن باللغة الانجليزية , وطلب منى الناشر أن أسهم برأيى فى الموضوع , وفعلا كتبت رأيى حينئذ ونشر ,اختلفت مع رؤية المؤلف فى الكثير من مفاهيمه عن الأنوثة والذكورة فى مجال النقد الأدبى , الذى يعتمد على نظريات سيجموند فرويد , فى التحليل النفسى والجنسى للأعما ل الأدبية , وقد مارست الطب النفسى والجسدى سنين طويلة , ولى كتابات متعددة نشرت على مدى نصف القرن الماضى , أعارض فيها المفاهيم السائدة للمرأة منذ نشوء العبودية ( النظام الطبقى الأبوى ) , وكيف تغلغلت هذه الأفكار والصور الخاطئة فى عقول ونفوس الكثيرين من كبار العلماء والأطباء والأدباء والنقاد فى العالم , فى المجتمعات المسيحية واليهودية والاسلامية وغيرها , وفى النظريات العلمية أو الأدبية أو الاجتماعية أو السياسية أو الجنسية , والتى تنبع عادة من التأثر منذ الطفولة بالموروث السياسى الدينى الثقافى العام , مع التربية فى البيت والمدرسة , و تجاربهم مع النساء داخل الزواج وخارجه , ومشاكلهم الجنسية والنفسية الناتجة عن عدم الفهم أوالعجز عن التعامل مع المرأة كانسان كامل , أو الفشل فى اقامة علاقة انسانية أو عاطفية أو جنسية مع امرأة مساوية لهم , عقلا وجسدا وروحا وطموحا , ما هى الكتابة ?
تلح على فكرة الكتابة من حين الى حين , قد أكون نائمة والدنيا ظلام , وقد أكون سائرة على قدمى والنهار ساطع , قد أكون فى طائرة محلقة فوق السحب , وقد أكون فى زنزانة سجن تحت الأرض , قد أكون فى حالة حب مشبوب , وقد أكون فى حالة كره وغضب مجنون , أفكر كثيرا كيف أكتب , ولماذا تلح على الكتابة وتوقظنى من عز النوم لأفتح عينيى فى الظلمة الحالكة , أو تدفعنى الى اغلاق جفونى وأنا أمشى تحت الضوء الساطع ,أنا أدعى أننى امرأة حرة تكتب ما تشاء أنى شاءت , لا أحد يجبرنى على الكتابة الا ذلك الالحاح العنيف أو الاجبار النابع من بؤرة عميقة ,البئر, فى أعماق الروح والجسد والعقل القابع فى كيانى الكلى , فى الماضى والحاضر والمستقبل , تجرى الكتابة فى خيالى وأحلامى قبل أن تجرى على الورق , تشبه فى حرارتها سخونة الدم الجارى فى عروقى , ثم يسألوننى بعد ذلك عن هوية الكتابة أو هوية النص , وأقول بحكم خبرتى الطبية ودراستى للتشريح وتحاليل الدم , مع تجربتى فى الحياة , أن عقل المرأة ودمها وعروقها وكبدها وطحالها ورئتيها وقلبها وغددها وخلاياها وأحلامها وخيالها وقلمها وأفكارها , كل ما فى كيان المرأة يؤكد أنها انسانة كاملة لا ينقصها شىء عن الرجل , وقد تتفوق عليه حسب الفرص المتاحة والبيئة والتربية والتعليم , هناك اختلاف بيولوجى فرعى بين الرجل والمرأة , فى بعض الأعضاء الجنسية , ونسب الهرمونات التى تفرزها بعض الغدد , تزيد فى الرجا ل نسبة هرمون التستيرون المسئول عن مظاهر بيولوجية معينة مثل غزارة الشعر فوق الوجه , وخشونة الصوت عند البلوغ والاحتلام , وتزيد فى النساء نسبة هرمون الاستروجين المسئول عن مظاهر بيولوجية معينة مثل كبر حجم الثديين عند البلوغ وظهور الحيض مرة كل شهر , هذه الفروقات البيولوجية بين الرجا ل والنساء تختص بعملية فسيولوجية واحدة محدودة هى انجاب الأطفا ل , وهناك رجا ل ونساء لا ينجبون, أو يمتنعون عن الانجاب بارادتهم , لأسباب مختلفة , ويمارسون حياتهم العامة والخاصة مثل غيرهم ممن ينجبون , ان وظيفة الأبوة أو الأمومة ليست الا أحد وظائف الانسان والانسانة , وتتحدد قيمة الانسان أو الانسانة بما يسهم أو تسهم فى الرقى الانسانى فكرا وسلوكا , وليس بولادة الأطفا ل , هذه الفروقات البيولوجية لا تجعل المرأة سلبية , أو تميل للخضوع والتبعية لأبيها أو تفخر لأنها تحمل اسم زوجها , أو ان أطفالها يحملون اسم الأب وليس اسمها , وغير ذلك من القيم السياسية أو الاجتماعية , التى جعلت الطفل الذى يحمل اسم أبيه يحظى بالشرف والشرعية وحقوق الانسان , أما الطفل الذى يحمل اسم أمه فهو طفل غير شرعى , ابن العار , لا يحظى بحقوق الأطفال الآخرين , ان القيود الجنسية على المرأة دون الرجل قد أدت الى اختلاف القيم الاخلاقية والاجتماعية , التى تحكم كل جنس , كما جعلت المرأة أدنى جسدا وعقلا وروحا , ومن حق زوجها أن يحكمها ويتحكم فيها , حتى يتأكد من أنها لها وحده , وأطفالها من صلبه , وليس من صلب رجل آخر , أصبح قانون النسب الأبوى , منذ نشوء النظام السياسى العبودى , هو منبع القيود على المرأة فى جميع المجالات الفكرية والأدبية والاجتماعية والثقافية , وليس فقط فى الحياةالجنسية , ومن هنا التقسيم الصارم بين النساء والرجا ل , والفروق الكبيرة المصنوعة بين الأنوثة والذكورة , لتبرير وتشريع الفروق الاجتماعية والأخلاقية والسياسية والدينية والحجاب على عقول النساء والرجا ل :هناك بالطبع كتابات يمكن أن نصفها بأنها ذكورية ( وأخرى أنثوية ) , تندرج أغلب كتابات الرجا ل والنساء فى بلادنا العربية تحت هذا التصنيف الجنسى , ويمكن العودة الى بعض كتبى التى اشتملت على نقد لكتابات بعض أعلام الأدباء منهم عباس العقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وغيرهم , ممن عجزوا بدرجات متفاوتة عن تجاوز الموروث الطبقى الأبوى , الذى يصور المرأة على أنها ناقصة العقل وأنها صنعت من ضلع أعوج لزوجها آدم
*عبدالرؤوف النويهى
9 - مايو - 2007
القضاء المغربي بصيغة المؤنث ..    كن أول من يقيّم
 
: القاضيات المغربيات•• القضاء على الأبارتايد العربي!
قبل أزيد من أربعين سنة، كان القضاء المغربي شأنا ذكوريا، حيث ظلت المرأة المتطلعة إلى هذا المنصب رهينة الفتاوى الشرعية والسعي المزعج بين الحلال والحرام ومايجوز وما لا يجوز• ولم تكن المرأة المغربية استثناء، فالإعاقة في ذلك الوقت كانت تنسحب على الفضاء العربي برمته، وكان السجال على أشده بين ثقافة التجديد التي كان ينادي بها الفقهاء المتنورون وثقافة الانغلاق التي كان يمثلها المحافظون أصحاب المرجعية النصية المكتفية بذاتها• وحسب تقرير في الموضوع، فإن الكفة كانت تميل (غالبا) نحو المحافظين الذين يشهرون النص الديني وأقوال السلف وفتاوى الشيوخ (العلماء) لدحض أي تطلع للمرأة لمنافسة الرجل على منصب القضاء• وظل الأمر على ما هو عليه إلى أن أُبطل السحر، واستطاعت- بعد صبر وإصرار- أن تنتزع صفة قاضية• وقد استطاعت المرأة أن تتبوأ هذا المنصب في عدد من الدول العربية مثل المغرب والجزائر والأردن ولبنان وفلسطين والسودان وسورية وتونس ومصر واليمن، لكن بنسب مختلفة• ففي المغرب، بلغت النسبة 20 في المائة من القضاة، بينما بلغت في تونس 33 في المائة• ولا تتجاوز في اليمن 14 في المائة• أما التجربة المصرية، فما زالت تعيش مرحلة البدايات، خاصة مع تعيين 30 أمرأة مصرية مؤخرا في سلك القضاء• ولم تتمكن أول قاضية في العراق (نضال ناصر جريو ) من تسلم منصبها حتى الآن لاشتداد الطوق الرجعي المتخلف الذي يقول باحتكار الرجل لـالاجتهاد، وهو الشرط الذي لا يمكن تولي القضاء بدونه• وتشير الأرقام في العالم العربي إلى أن عدد القاضيات لا يتعدى 15 في المائة• وبينما يرى باحثون جامعيون (وهذا ما نقلته أشغال مائدة مستديرة حول إصلاح القضاء نظمها منتدى المواطنة في مستهل الشهر الماضي بالدار البيضاء) أن المرأة المغربية مازالت تتعرض للتمييز والاستثناء من بعض المناصب القضائية الحساسة (أو الكبرى)، يرى آخرون- وهم نشطاء حقوقيون أو محامون- أن العكس هو الصحيح وأن التجربة المغربية رائدة في هذا المجال، وذلك باعتراف من المراصد العربية• وأشار المتحاورون (خالد السفياني- البقالي- جلال الطاهر••إلخ) بقوة إلى الندوة المغربية- المصرية التي احتضنتها القاهرة، حيث أفادت التقارير التي تم اختيارها لتقديم التجربة المغربية أن المرأة تحتل الآن في 20 في المائة من مناصب المسؤولية في الميدان القضائي، وأن 590 إمرأة تعمل حاليا في السلك القضائي في المغرب، أي ما يمثل 19 في المائة من العدد الإجمالي للقضاة الذين يمارسون في مختلف المحاكم وعلى مختلف المستويات (3114 قاضيا وقاضية)• هذا ما أكدته فاطمة الحلاق، الوكيل العام الأول لدى المجلس الأعلى للقضاء في عرضها الذي قدمته بالقاهرة- حسب ما أوردته (إيلاف)• وأضافت أن التزايد الملحوظ في عدد النساء المنتميات إلى الأسلاك القضائية باختلاف درجاتها في المغرب انعكس بشكل إيجابي على النظام القضائي المغربي، وعلى احترام حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل• وأبرزت أن عدد النساء في المجلس الأعلى، الذي توجد فيه سبع رئيسات غرف ومحامية عامة أولى واحدة و32 مستشارة وثلاث محاميات عامات، تمثل 22 في المئة من مجموع المستشارين في المجلس وبخصوص توزيع المستشارات على غرف المجلس، ذكرت أن المرأة تحتل المرتبة الأولى في الغرفة الجنائية بنسبة 44.17 في المائة، تليها الغرفة التجارية بنسبة 26.10 في المئة، ثم الغرفة المدنية بنسبة 15.6 في المائة والغرفة الإدارية وغرفة الأحوال الشخصية والغرفة الإجتماعية بنسبة 5.2 في المائة• وتعمل في الهيئة القضائية في المحاكم الإبتدائية، حسب الأرقام المقدمة، 387 سيدة، كنائبات للرئيس أو لوكلاء الملك أو في الإدارة المركزية لوزارة العدل أو ملحقات بإدارات أخرى• وإذا كانت المرأة في المغرب أو تونس (التي يفضل فيها المتقاضون أن تفصل في قضاياهم امرأة!) تعتلي منصة القاضي بدون مشاكل أو احتجاج، فإنها في دول أخرى مثل مصر تعيش في نقطة ساخنة• ذلك أن صوت المحافظين الذي ارتفع يرتاب في قدرتها على الفصل والحسم في بعض القضايا الدقيقة والملتبسة...
 
*http://www.alittihad.press.ma/affdetail.asp?codelangue=6&info=52584
*abdelhafid
9 - مايو - 2007
الكتابة بين الذكورة والأنوثة وهوية النص (2)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
ولتوفيق الحكيم قصة معروفة بعنوان : حواء والضلع المكسوروكان مثل غيره من الأدباء والنقاد يرى أن المرأة الذكية المفكرة أو المنشغلة بأمور السياسة هى امرأة قبيحة أو ناقصةالأنوثة , لم تجد رجلا تمنحه حياتها , لا يختلف سيجموند فرويد كثيرا عن ذلك , وقد رأى أن الأنا العليا عند المرأة أقل من الرجل , ولذلك تهتم المرأة بنفسها وبيتها وأسرتها عن اهتمامهابالسياسة والثقافة والفكر , الا أن حياة النساء اليوم فى الشرق والغرب , تكشف عن خطأ هذه الأفكار , وهناك السيدةكوندا ليزا رايس المنشغلة بالسياسة والاقتصاد والحرب فى بلاد العالم , وكل ما يشغل عقل الرجا ل من أمثا ل جورج بوش , بل أن عقلها أصبح ذكوريا رأسماليا استعماريا لا يقل بطشا أو تعطشا للدماء من عقل رئيسها جورج بوش , وهناك نص ذكورى أنثوى نشر فى جميع الصحف عن السيدة كوندا ليزا رايس , تشبه فيه مذابح اسرائيل للشعب اللبنانى بمخاض الولادة , " ولادة شرق أوسط " جديد , كيف نصف هذا النص الذى يجمع بين ذكورة الحرب وأنوثة آلام الولادة ? فى الأدب العربى نماذج كثيرة من كتابات نساء خضعن للقيم الذكورية الطبقية السائدة , وعجزن عن التمرد عليها أو تجاوزها فى كتاباتهن العاطفية أو الجنسية أو الاجتماعية أو غيرها ,وبمثل ما يفرض الحجاب على جسد المرأة تحت اسم الدين أو الأخلاق , يفرض على عقلها حجاب غير مرئى لا يظهر الا فى كتاباتها , يصور لها أن الرجولة تعنى الفعل والاقتحام , والأنوثة تعنى المفعول به والاستسلام , ويفرض الحجاب على عقول الرجا ل والنساء بدرجات مختلفة , ولأهداف سياسية واجتماعية تختلف باختلاف الوظيفة المخصصة لأى منهم , استبدال السياسى البشرى بالطبيعى والدينى ،نشأت فكرة : " أن الرجل هو الفاعل والمرأة هى المفعول به " منذ نشوء النظام الطبقى الأبوى الفائم على تقسيم العمل والوظائف فى الحياة العامة والخاصة على أساس جنسى وطبقى , وهو نظام سياسى واجتماعى تم تدعيمه بالقانون الدينى أو بالقانون البيولوجى أى قانون الطبيعة , بمعنى أن الرجل مخلوق بطبيعته الذكورية ليكون سيد المرأة ومالكها جسدا وعقلا وروحا , وأن المرأة مخلوقة بطبيعتها الأنثوية لتكون محكومة بالرجل خاضعة له ,
حدث التزييف الخطير فى التاريخ , وهو استبدال القانون البشرى السياسى الاجتماعى الاقتصادى المتغير بقانون مقدس دينى ثابت , أو قانون الطبيعة الذى لا يمكن تغييره , ونتج عن هذا التزييف التاريخى أن الحقائق البديهية طمست , وأن عقل الرجل وعقل المرأة أصبح عاجزا عن غربلة القيم والقوانين والأعراف السائدة , وفرزها وتحليلها أو تفكيكها أو اعادتها الى جذورها الطبقية الأبوية السياسية والاقتصادية والاجتماعية , ومن ثم القدرة على تغييرها الى قيم وقوانين أخرى أكثر عدلا وحرية للنساء والفقراء .
نبعت كتابات النساء العربيات عبر النضا ل الطويل ضد هذا التزييف التاريخى , وتم كشف النقاب عن حقيقة قهر المرأة , ظهرت بوادر قيم جديدة وأدب ونقد بأقلام نساء أكثر وعيا , وأكثر قدرة فى تعرية هذا المخبوء , المسكوت عنه , المحاط بالمحرمات والممنوعات دفعت الكاتبة العربية ثمنا باهظا من حياتها العامة والخاصة , ومن جسدها وروحها وعقلها وأمومتها وأنوثتها وشبابها وطفولتها وكهولتها , دفعت الكاتبة العربية ثمن ابداعها , ومنها السمعة الطيبة أو كونها أنثى مرغوبة , وخرجت من سجن الموروث الذكورى , وأخرجت معها عددا من النساء
بل و من الرجا ل أيضا , و ساهمت مع زميلاتها فى البلاد الأخرى , فى تحليل وتفكيك مفا صل الموروث الثقافى والفكرى الطبقى الأبوى, ورموزه فى اللغة الذكورية السائدة ,


*عبدالرؤوف النويهى
9 - مايو - 2007
الكتابة بين الذكورة والأنوثة وهوية النص (3)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
ليست كتابات النساء العربيات الا امتدادا لمقاومة أمهاتهن وجداتهن على مر العصور الماضية , وليست هى تقليدا لكتابات النساء فى الغرب كما هو شائع ,لأنها تنبع من واقعهن وحاضرهن وماضيهن , و من المقاومة الفردية والجماعية لجميع أشكا ل الظلم و الاستبداد الداخلى والاستعمار الخارجى , وسلطة الآباء والأزواج داخل الأسرة , تحاول المرأة العربية عبر كتاباتها تشكيل حياة خاصة بها , ومحاولة تشكيل عقلها وخيالها وذاكرتها بعيدا عن الثقافة الذكورية السائدة والموروث الدينى والسياسى ,
وليس معنى ذلك الانفصال عن الواقع , أو القطيعة بين ما يسمى كتابة الرجا ل وكتابة النساء , فالجديد يولد من القديم , ثم ينضج ويستقل عنه , ويصبح له حياته الخاصة المميزة , انه طريق طويل وشاق لكنه ضرورى للنضج والاستقلال , داخل الزمان والمكان , وليس خارجهما , اذ أن الماضى لا ينفصل عن الحاضر أو المستقبل , والتاريخ البشرى حلقات متصلة , تتداخل فيه التجارب الانسانية للنساء والرجا ل وكافة الأجناس , ليست الثقافات والحضارات الا مزيجا لا نهائيا , شاركت فى صنعه كل الشعوب على اختلافها , لا توجد ثقافة ولا حضارة نقية , لا توجد هوية أحادية بل الدماء البشرية كلها مختلطة , منصهرة , ذكورا واناثا , بيضا وسودا وصفرا وحمرا وخضرا , شمالا وجنوبا وشرقا وغربا , من كل الأديان والعقائد , ذائبة كلها فى نسيجها الانسانى المتطور الى الأرقى الأكثر عدالة وحرية ومساواة ,الردة والتراجع عن الحقوق المكتسبة التقيت خلال السنين الماضية بعدد من الكاتبات والناقدات فى بلاد العالم , ولاحظت أن بعضهن أو أغلبهن قد تراجعن عن أفكارهن النسوية الثورية السابقة , أن الردة السياسية الدينية قد تركت آثارها عليهن شكلا وفكرا وسلوكا , بل ان بعضهن قد لجأن الى جراحات التجميل لشد جلد الوجه واخفاء التجاعيد , والى شفط الدهون وتركيب رموش أو أثداء صناعية أو شفتان مكتنزتان , والى ارتداء الحلقان الضخمة التى تتدلى من الأذنين , والى الكعوب العالية يتأرجحن عليها , و أثواب شفافة لها فتحات واسعة تكشف عن جزء من الثديين أو الفخذين , فى بلادنا العربية ظهرت الردة على شكل ارتداء النقاب أو الحجاب أو البونيه الذى تخفى به شعرها , وآيات القرآن التى ترددها وتستشهد بها , وكلمات مثل الهوية الدينية والخصوصة الثقافية أصبحت تجرى على الألسنة , لا شك أن التغطية والتعرية لجسم المرأة يعلنان عن فكرة واحدة , هى أن المرأة ليست الا جسدا يغطى لأسباب دينية قمعية أو يعرى لأسباب تجارية قمعية أيضا ,
كلاهما " القمع الدينى والتجارى" يتبعان النظام الذكورى الرأسمالى الذى يسود عالميا ومحليا , ولا يهمه الا الربح والمكاسب الاقتصادية , وان أدى ذلك الى اراقة الدماء فى الحروب , أو تشجيع التيارات الدينية والمذاهب الاثنية , وتقسيم الشعوب طائفيا كما يحدث اليوم فى العراق وفلسطين وغيرها من البلاد , ان جسد المرأة هو الأرض التى يتقاتل عليها الذكور سياسيا واقتصاديا ودينيا , والملابس التى نرتديها سواء كانت حجابا أو ثوبا كاشفا , ليست اختيارا حرا كما يردد البعض , بل هى نوع من الاجبار المتخفى تحت كلمات براقة جديدة مثل الحريات الدينية , التعددية الثقافية , الاختلافات المحلية وغيرها , تحت اسم الهوية والخصوصية الثقافية اندرجت بعض عمليات القمع الجنسى والسياسى للنساء , وأصبحت عمليات مثل ختان الاناث وتحجيبهن جزءا من هويتهن ,
*عبدالرؤوف النويهى
9 - مايو - 2007
الكتابة بين الذكورة والأنوثة وهوية النص (4)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وأصبح من الممكن لبعض الكاتبات والناقدات النسويات فى الغرب , وفى الشرق , الدفاع عن حق المرأة , فى الختان والحجاب , حفاظا على هويتها الأنثوية , لغة الأم ولبن الأم :تشكل لغة الأم مع صوتها مع كلماتها مع جسدها وثديها ولبنها عقل الأطفال الوعى واللاوعى , وذاكرتهم الارادية واللاارادية , وخيالهم الواقعى والخرافى ,
لكن هذه العناصر جميعا التى تصنع " الأم المرأة الأنثى " قد أصبحت كلها عناصر ذكورية أبوية طبقية , لهذا يرضع الأطفا ل مع لبن الأم ومن خلال كلامها وأنفاسها القيم التى تمجد الذكورة والأبوة والسلطة والما ل , والتى تحقر الفقر والأنوثة وكل ما يرتبط بهما من صفات , لهذا فان فكرة بعض الناقدات النسويات فى السنين الأخيرة , التى تدعو الى الكتابة بلبن الأم , بأمل الانسلاخ عن الثقافة الذكورية والتحرر منها , هى فكرة غير صحيحة أو غير ممكنة , لأن أغلب الأمهات قد تشبعن بالقيم الذكورية الى حد أن ثديهن و لبنهن أصبح ذكوريا وليس عقلهن فقط أو كلامهن ولغتهن
أصبحت بعض الأمهات ( أو أغلبهن ) أكثر قمعا لبناتهن من الأب , تحت تأثير التيارات السياسية الدينية المتطرفة و النعرات المتشدقة بشعارات الهويات الدينية والهويات القومية والسياسية وأيضا الهويات الجنسية ذكورية وأنوثية , هل هناك نص ذكورى ونص أنوثى ?
تتميز الكتابة الابداعية ( للرجا ل والنساء ) بقدرتها على الجمع بين العمل الابداعى والعمل السياسى الفكرى أو الايديولوجى , لأن الابداع يعنى اعادة التفكير فى كل شىء موروث وان كان مقدسا , والى اعادة تفكيك القيم والافكار والمقدسات التى تلعب دورا فى تشكيل القوانين السياسية والاقتصادية والأخلاقية فى حياة الرجا ل والنساء ,الا أن هناك فرق بين الرجل المبدع وزوجته المبدعة , لسبب واضح , أن سلطة الرجل الموروثة ومفهومه لمعنى الرجولة ومصلحته فى الحفاظ على امتيازاته يفرض عليه الحفاظ على هذه الميزات , وبالتالى تقييد حرية زوجته الفكرية والجسدية معا , قد ينجح الرجل المبدع فى الثورة على الرأسمالية أو العولمة أو الاستعمار أو القهر الطبقى الواقع على العمال والفلاحين أو السود وشعوب العالم الثالث , الا أنه يعجز عن تغيير خياله أو مفهومه عن معنى الشرف وارتباطه باسم الأب للأطفا ل , أو معنى رجولته كرجل يزهو بغزواته الجنسية للنساء , أو معنى أنوثة المرأة من حيث الخضوع له , وطاعته , ودورها فى الحياة بالنسبة له كزوجة أو حبيبة أو عشيقة أو مومس , أو أم أو ابنة أو أخت أو غيرها , ربما تميزت كتابات بعض النساء فى بلادنا بالقدرة على اعادة النظر فى هذه القيم الذكورية وربطها بالقيم الطبقية , أصبحت بعض الكاتبات المبدعات أكثر قدرة على تفكيك القيم الأبوية الطبقية , والغاء الفواصل الموروثة بين القهر الاقتصادى والقهر الجنسى , كشفت بعض كتابات النساء المبدعة عن التناقضات التى تسود الفكر الذكورى الموروث هناك نماذج من هذه الكتابات بدرجات مختلفة , فى بعض أعما ل عائشة التيمورية , وكوكب حفنى ناصف , وباحثة البادية , ومى زيادة , وأمينة السعيد , ولطيفة الزيات , وكوليت خورى , ونوا ل السعداوى , وفاطمة الميرنيسى , ونهاد صليحة , وسلوى بكر , ويسرى المقدم , وعلوية صبح , ومنى حلمى , وسمر يزبك , وأمنية أمين , وغيرهن كثيرات )
أن يكون للمرأة الكاتبة نص أنثوى ? كأنما تكتب بالهرمونات المؤنثة ,
كأنما ليس هناك ما يشغل عقل الكاتبة الا ما يتعلق بالجسد والجنس وحب الرجل والتضحية من أجله , والخضوع له ,
وان تناولت الكاتبة أمور الفكر والسياسة والاقتصاد والفلسفة فهل يكون نصها ذكوريا ?
ا يمكن أن ننكر أثر الهرمونات على المزاج والتفكير , لكن هرمون الاستروجين الأنثوى ليس مصدر صفات الأنوثة السائدة اجتماعيا من حيث الخضوع والضعف , كما أن هرمون الذكورة البريجستون لبس السبب وراء العنف الذى يميز الرجولة ,
ان هذه الصفات التى تشتمل على العنف والاقدام أو على الضعف والاستسلام فد تصيب الرجا ل أو النساء حسب التربية والبيئة والقيم السائدة , وبالمثل فى الكتابة , تتأثر كتابات الرجا ل والنساء بالبيئة والمجتمع وليس بكونهم ذكورا أو اناثا ,النص الشجاع المحرض على الصدق والحرية والعد ل : فى رأيى أننا نهرب من الأسئلة الصعبة الى الأسئلة السهلة , مثل
هل هناك نص ذكورى ونص أنثوى ?
 هل هناك طبيعة للأنثى وأخرى للذكر ?
 هل هناك أخلاق للرجل وأخرى للمرأة ?
هل الحجاب يدل على أخلاق المرأة ?
وكم نستهلك من الوقت والجهد فى الجد ل حول الحجاب أو النقاب أو زى النساء ولا نتكلم عن جوهر الأخلاق , لأن جوهر الأخلاق لا يفرق بين ملابس الرجا ل والنساء , ولا بين شرف الرجل وشرف المرأة , فالشرف الحقيقى هو الصدق والعدل والحرية وغيرها من المبادىء الانسانية العليا , وكذلك أيضا بالنسبة لجوهر الابداع والنقد الأدبى , ان النص الصادق المحرض على الصدق هو النص المطلوب , بصرف النظر من يكتبه ? رجل , امرأة , أسود , أبيض , شرقى , غربى , بوذى , مسيحى , اسلامى , يهودى , هندوكى , أسيوى , افريقى , أمريكى , جنوبى , شمالى , مصرى , سورى , حبشى , صومالى , الخ ,,,
علينا أن نفرق بين النص الصادق والنص المصطنع , بين النص المستسلم المحرض على الاستسلام للقهر والظلم , والنص المحرض على المقاومة والتحدى والعدل والحرية , والاستقلال للنساء والرجا ل وجميع شعوب العالم ,
علينا أن نفرق بين نص دعائى اعلانى تجارى يشبه السلع الاستهلاكية , ونص آخر انتاجى خلاق متمرد على آليات السوق الحرة المزيفة , واللغة السيا سية أو الدينية والثقافية المزيفة للواقع والحقيقة التى يعيشها الناس كل يوم ,
علينا أن نفرق بين نص يرفع الحجاب عن العقول لترى الظلم والقهر والاستبداد الداخلى والخارجى وتتمرد وتثور , وبين نص يحجب العقول والوجوه ويمنع عنها الرؤية الواضحة والضوء ,
ان الانشغا ل بجنس النص الأدبى والنقدى , ذكرا أو أنثى , يدل على أن أمور الجنس لا تزا ل تشغلنا , كما يشغلنا جسد المرأة أو نهدها أو وجهها أو ساقيها عن فكرها وعقلها وسلوكها ونضالها من أجل العدل والحرية ,
ان هذا الحماس الكبير فى بلادنا لحجاب المرأة لا يدل على حماس لجوهر الاخلاق بل يكشف عن ضعف الاخلاق , الى حد سقوط الرجا ل فى الرذيلة ان كشفت امرأة عن وجهها أو رأسها , وبالمثل ان النقاد الذين يسعون لمعرفة ذكورة أو أنثوية النصوص الأدبية والنقدية
هم مشغولون بالجنس أو يعانون الحرمان الجنسى الى حد التلصص من شقوق الشيش على حمام الكاتبة للتأكد من كونها أنثى وليس ذ
كرا !
 
دكتورة /نوال السعداوى ،موقع الحوار المتمدن،العدد 1910 فى 9/5/2007
*عبدالرؤوف النويهى
9 - مايو - 2007
 1  2  3  4  5