البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : العمارة و الفنون

 موضوع النقاش : المسكوكات    قيّم
التقييم :
( من قبل 10 أعضاء )

رأي الوراق :

 زياد  
27 - أبريل - 2007
    تعتبر المسكوكات من أهم الأمور الحياتية التي يتعامل بها الإنسان وبشكل دائم، وقد يتبادر للذهن أحياناً الكثير من الأسئلة التي تتعلق بماضيها..
     من أول من استعمل المسكوكات ?
     كيف تطورت صناعتها وتنوعت وظائفها عبر العصور المختلفة ?
     لماذا تراجع دورها اليوم عما كان عليه في ماضي الأيام ?
     وغير ذلك من التساؤلات التي نحاول الإجابة عليها من خلال هذا الموضوع الذي يتطرق لدراسة المسكوكات منذ أقدم العصور حتى وقتنا الحاضر باختصار شديد، لأنني لاحظت أن كل عصر من العصور يحتاج لبحث مستقل يشمل على استقراء كامل لكافة الظروف (السياسية والاجتماعية والاقتصادية ...) التي كانت سائدة في فترة معينة من الزمن.
   
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
النقود المعينية    كن أول من يقيّم
 
     لقد قامت مملكة معين في الجزيرة العربية، في بلاد اليمن حالياً، ومن آثارها يمكن الاستدلال على أنها ظهرت حوالي القرن الرابع قبل الميلاد.
     لقد تعامل المعينيون بالمقايضة في أول الأمر، ثم عرفوا المسكوكات وسكوها في مدنهم، وتميزت مسكوكاتهم بوجود صورة للملك جالساً على عرشه وشعره يتدلى على شكل ضفائر وهو حليق اللحية، وقد أمسك بيده اليمنى شيئاً يشبه الطير وباليسرى عصا طويلة،وهناك نصوص مكتوبة بالخط المسند تذكر اسم الملك ( اب يثع ) وهو الملك المعيني الخامس، وكان حكمه في حدود سنة 343 ق.م.
     من هذه المسكوكة يمكننا القول إنها كانت قد سكت على طراز مسكوكات الاسكندر الأكبر، ولكنها امتازت بنصوصها ذات الخط المسند، ويبدو أن درهم الملك ( اب يثع ) قد سك سكاً متقناً، وحروفه واضحة مما يؤكد أنه لم يكن الأول وربما سبقته مسكوكات أخرى.
     وقد تداول العرب قبل الإسلام المسكوكات الساسانية، وأطلقوا عليها تسمية المسكوكات الكسروية نسبة إلى كسرى، وتداول الناس هذه المسكوكات بعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس كما سنرى لاحقاً.
*زياد
28 - أبريل - 2007
النقود في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم    كن أول من يقيّم
 
      عندما ظهر الإسلام في الجزيرة العربية، لم تكن للمسلمين مسكوكات خاصة بهم، وذلك لانشغال الرسول الكريم r وأصحابه بتوطيد أركان الدين الإسلامي ومقاومة المشركين، لذلك أقر الرسول محمد r المسكوكات البيزنطية والساسانية التي كانت متداولة قبل الإسلام، ولتنظيم جباية أموال الزكاة أقر الرسول r قبول المسكوكات غير العربية، على الرغم من أنها تحمل شعارات وصور تتعارض مع روح الإسلام وتعاليمه.
     وقد كانت المسكوكات الفضية المتداولة في صدر الإسلام على نوعين، السود الوافية ( البغلية ) والطبرية العتق، وكانت الأولى تزن ثمانية دوانق والثانية أربعة دوانق، مما أوجد مشكلة في دفع الزكاة، ثم اتفق الفقهاء فيما بينهم على أن ينزل من وزن السود الوافية دانقان وتضاف على وزن دراهم الطبرية ليصبح كلا النوعين من الدراهم ستة دوانق. كما قسم الرسول r الدنانير البيزنطية التي أرسلها إليه قيصر الروم بين أصحابه.
     مما سبق نجد أن الرسول الكريم r أقر تداول الدنانير الذهبية البيزنطية والمسكوكات الفضية الساسانية بعد أن غير في أوزان الأخيرة.
     وقد كانت الدنانير المتداولة أيام الرسول r عبارة عن قطعة مستديرة من الذهب، نقش على الوجه صورة هرقل وحده ( أو مع ولديه هرقليوناس وقسطنطين ) وقد قبض كل منهم على صليب طويل وتوج رأس الصليب بصليب آخر، أما الوجه الآخر للدينار فقد حمل نقش الصليب قائماً على مدرجات أربعة تحيط بها عبارات الأدعية ونصوص تذكر مكان السك بالحروف اللاتينية.
      أما الدراهم التي كانت متداولة أيام الفتح الإسلامي فقد كانت من النقود الساسانية الفضية التي حملت على أحد الوجهين صورة نصفية بوضع جانبي للملك الساساني الحاكم وعلى رأسه التاج ونصوص مكتوبة باللغة الفهلوية تذكر اسم الملك وأدعية، أما الوجه الآخر فقد حمل دكة النار المجوسية ويقف على جانبيها حارسان مدججان بالسلاح ونصوص بالفهلوية تذكر مكان السك، وقد توزعت على طوق المسكوكة رسومات لهلال ونجمة على الجهات الأربع.
     أما الفلوس النحاسية البيزنطية فقد حملت على الوجه صورة للإمبراطور البيزنطي الحاكم، وعلى الظهر الحرفM  الذي يرمز لقيمة الفلس، وقد أقر الرسول r هذه الفلوس، وأضاف عليها الخليفة عمر بن الخطاب t اسمه بالحروف العربية وذلك سنة 17 للهجرة .
*زياد
28 - أبريل - 2007
النقود في عصر الخلفاء الراشدين    كن أول من يقيّم
 
     بعد وفاة الرسول r وخلال خلافة أبي بكر t التي دامت سنتين وثلاثة أشهر استمر تداول المسكوكات الأجنبية، وقد كان السبب في ذلك هو انشغال الخليفة أبي بكر t بإخماد الفتن وتوطيد أركان الدولة الإسلامية.
     وفي أيام حكم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب t فُتحت العديد من البلاد مثل دمشق وطبرية فلسطين والجزيرة ونصيبين، وفي خلافته انتصر المسلمون على الفرس في معركة القادسية، ووصل الفتح العربي الإسلامي في أيامه إلى نهاوند وأصبهان وأذربيجان، وفتحت مصر أيضاً في عهده سنة 20 ﻫ.
     وعلى الرغم من توسع رقعة الدولة الإسلامية، فقد استمرت المسكوكات الأجنبية ( الدنانير البيزنطية والدراهم الساسانية ) في التداول، إلا أ ن الخليفة عمر بن الخطاب t أحدث بعض التغييرات على المسكوكات التي كانت تسك في المدن الإسلامية، ففي سنة 18 ﻫ أضاف عبارات بالخط العربي على المسكوكات الفضية الساسانية مثل " بسم الله " و " جيد " لتمييز المسكوكات الإسلامية عن غيرها، وقد اغتيل الخليفة عمر بن الخطاب t على يد أبي لؤلؤة فيروز الفارسي سنة 23 ﻫ .
     وقد خلفه عثمان بن عفان t الذي توسعت رقعة العالم الإسلامي في بداية خلافته، ففتحت تونس وكرمان وسجستان وغيرها، وتميزت مسكوكاته بزيادة العبارات العربية على المسكوكات الفضية التي كانت تضرب على الطراز الساساني،ومن العبارات العربية التي نقشها الخليفة عثمان t على النقود عبارة " بسم الله – ربي " و " بسم الله – الملك " و " الله " و " بركة"، وقد قتل t سنة 35 ﻫ.
     واستمرت المسكوكات الإسلامية التي سكت في خلافة الخليفة الرابع علي بن أبي طالب t على ما كانت عليه أيام من سبقه من الخلفاء، وزاد على تلك العبارات لقب جديد هو " ولي الله " على بعض النقود الفضية.
     وتعتبر فترة الخلفاء الراشدين منذ زمن الخليفة الثاني  عمر بن الخطاب t فترة مهمة في تاريخ المسكوكات العربية الإسلامية، حيث إن وجود كلمات أو جمل عربية على النقود المضروبة على الطراز الساساني له دلالة هامة في الاستقلال السياسي والاقتصادي عن الدولة الساسانية التي كانت مهيمنة على بعض الأقاليم العربية قبل الإسلام.
*زياد
28 - أبريل - 2007
العصر الأموي .. وتعريب النقود    كن أول من يقيّم
 
       في سنة 41 ﻫ /661م قامت الدولة الأموية، وكان معاوية بن أبي سفيان أول خلفائها ( 41 – 60 ﻫ / 661 – 679 م )، وقد أولى المسكوكات أهمية كبيرة باعتبارها رمز القوة والسلطة، وقد سك الخليفة الأموي معاوية نوعين من المسكوكات.
      النوع الأول كان على نمط مسكوكات الخلفاء الراشدين أي أنها كانت على نمط المسكوكات الساسانية مضافاً إليها كلمات وعبارات بالعربية، وقد زاد الخليفة الأموي معاوية على مسكوكاته الفضية عبارة " بسم الله – ربي " و " الحمد لله – بركة ".
     أما النوع الثاني من مسكوكات معاوية الفضية فكان على الطراز الساساني، وكتبت عليها بالحروف الفهلوية " معاوية أمير أورشنكان " بمعنى معاوية أمير المؤمنين، وقد سكت في السنة الأولى من حكمه41 ﻫ / 661 م ونصوص هذه المسكوكة الفضية كالتالي :
?   الوجه: صورة نصفية للملك الساساني متجه بوجهه نحو اليمين وهو يلبس التاج المجنح، نُقش الاسم على الفراغ الأيمن من رأس الملك الساساني بالفهلوية ونصها " معاوية أمير أورشنكان " ، وعلى الجانب الأيسر لرأس الملك الساساني عبارات الدعاء بالفهلوية ونصها " أفزوت غدة " بمعنى دامت المملكة نامية، وعلى طوق المسكوكة نقشت البسملة بالخط العربي " بسم الله " وتوزعت النجمة والهلال على الجهات الأربعة للمسكوكة.
?   الظهر: أما الجانب الآخر لهذه المسكوكة، ففي الوسط معبد النار يقف إلى جانبيه الحارسان المدججان بالسلاح، وكتبت مدينة الضرب "داربجرد" في الفراغ الأيمن من معبد النار، أما الجانب الأيسر فكتب فيه سنة الضرب 41 هـ بالإضافة لأشكال موزعة للهلال والنجمة.
وقد كانت دمشق عاصمة الخلافة الأموية ومقر الخليفة، واستمر السك فيها على هذه الطريقة حتى خلافة عبد الملك بن مروان، وقد كانت مدن أخرى غير دمشق تسك فيها الدراهم، ومنها في العراق التي سك أميرها مصعب بن الزبير والي العراق من قبل أخيه عبد الله بن الزبير أمير الحجاز بين سنتي ( 61 – 73 ﻫ / 680 – 692 م )دنانير ودراهم بأمر من أخيه عبد الله، حيث كان الأخوان قد أعلنا انفصالهما عن الدولة الأموية، وقد سك عبد الله بن الزبير المسكوكات الفضية وعليها لقب أمير المؤمنين.
     وعندما تولى الخلافة الأموية عبد الملك بن مروان سنة ( 65 – 86 ﻫ / 684 – 705 م ) نجح في توحيد الدولة العربية الإسلامية التي كانت مجزأة، بعدها تمركزت الخلافة والسلطة بيد عبد الملك، فكان عصره عصر توحيد الأمة، بالإضافة إلى انتشار اللغة العربية في بلاد فارس ومصر والشام في جميع مجالات الدولة كالدواوين والأمور المالية، ولإتمام هذه السياسة كان لابد من تعريب السكة الإسلامية تعريباً كاملاً وتخليصها من التبعية الأجنبية، كالفارسية بالنسبة للدراهم والبيزنطية بالنسبة للدنانير، وقد أراد الخليفة عبد الملك بن مروان إتماما استقلاله الكامل فسار بهذا المجال منذ سنة 73 ﻫ بالنسبة للدراهم و 74ﻫ  بالنسبة للدنانير.
     لقد بدأ عبد الملك بمحاولات تعريبه منذ سنة 74 ﻫ / 693 م ووصلت هذه المحاولات إلى ذروتها سنة 77 ﻫ / 696 م بتعريب الدينار تعريباً كاملاً.
.   ففي سنة 74 ﻫ / 693 م أبدل الخليفة عبد الملك وضع الحرفين I.B الموجودان على ظهر الدينار البيزنطي إلى B.I، يعتقد بعض المختصين أن هذين الحرفين يرمزان للرقم 12 وحين أبدلهم أصبح الرقم 21، ومهما يكن من تفسيرات حول ما يعنيه هذان الحرفان، إلا أن الغاية من إبدال وضعهم كان لمجرد تمييز الدنانير الإسلامية عن البيزنطية.
.   وشمل التغيير الثاني شكل الصليب الموجود على جانب الظهر، فحذف الجزء الأعلى منه ليصبح على شكل حرف T تحيط به عبارات التوحيد بالخط العربي.
.   وفي سنة 76 ﻫ / 695 م سك الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان دنانير نقش عليها صورته بدلاً من صورة الإمبراطور البيزنطي هرقل، وكتبت عليها البسملة وتاريخ الضرب بالعربية، ولكنه أبقى على الشارات المسيحية، حيث يظهر الخليفة عبد الملك واقفاً وبيده السيف الذي هو دليل الإمامة ورمز الجهاد في سبيل الله وعلى رأسه كوفية تتدلى على كتفيه وله لحية طويلة، وتحيط به الكتابة العربية التالية: " بسم الله لا إله إلا الله وحده محمد رسول الله".
.   وكانت الخطوة الأخيرة لتعريب الدنانير هي تخليصها من كافة الشارات والتأثيرات الأجنبية، وذلك عندما سكت سنة 77 ﻫ / 696 م بنصوص عربية خالصة وبدون أي صورة للخليفة عبد الملك أو الإمبراطور البيزنطي هرقل.
ونصوص الدينار العربي الإسلامي المضروب سنة 77 ﻫ كما يلي :
 
                لا إله إلا
مركز الوجه:  الله وحده
                لا شريك له
الطوق:        محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق
               ليظهره على الدين كله . الله أحد الله              
 مركز الظهر: الصمد لم يلد
               ولم يولد
 الطوق:      بسم الله ضرب هذا الدينر في سنة سبع وسبعين
 
     ويزن هذا الدينار العربي الإسلامي مثقالاً واحداً.
     ونلاحظ من نصوص هذا الدينار بأنها لم تحمل اسم مدينة الضرب، على أساس أنها كانت تسك بالعاصمة ومكان إقامة الخليفة وبإشرافه المباشر عليها، وقد كانت هذه القاعدة متبعة حتى مع الدنانير البيزنطية قبل الإسلام، لكن ما هي الأسباب التي دعت الخليفة عبد الملك بن مروان لاتخاذ هذه الخطوة، أي تعريب المسكوكات الإسلامية وتخليصها من التبعية الأجنبية.
     لقد ذكرت المصادر التاريخية أن سببها يعود إلى اعتراض ملك الروم جستنيان الثاني على أوراق البردي التي كانت تصل بيزنطة من مصر وهي تحمل عبارات التوحيد بدلاً من عقيدة الإيمان المسيحية " باسم الأب والابن وروح القدس" مما أغضب جستنيان وهدد بكتابة عبارات تسيء للمسلمين على الدنانير البيزنطية، مما دفع بالخليفة عبد الملك بن مروان إلى استشارة الفقهاء وأهل الرأي بذلك، فأشاروا عليه بسك مسكوكات عربية وترك دنانيرهم، ويذكر أن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أشار على الخليفة عبد الملك بقوله:"يا أمير المؤمنين إن العلماء من أهل الكتاب الأول يذكرون أنهم يجدون في كتبهم أن أطول الخلفاء عمراً من قدس الله تعالى في درهمه.
     ويرى البعض الآخر من المؤرخين أن السبب الذي أدى إلى تعريب المسكوكات هو نقض المعاهدة التي كانت معقودة بين الخليفة عبد الملك وملك الروم جستنيان الثاني سنة 67 ﻫ / 686 م التي يدفع بموجبها الخليفة الإسلامي ولمدة عشر سنوات مبلغاً من المال قدره ألف دينار ذهبي إتاوة أسبوعية، ولكن هذه الاتفاقية نقضت سنة 73 ﻫ / 690 م .
     ومهما كانت الدوافع المارة الذكر فإن السبب الحقيقي الذي دفع الملك عبد الملك لتعريب السكة هو إتمام استقلال الدولة العربية الإسلامية.
*زياد
28 - أبريل - 2007
النقود الأموية في المغرب العربي    كن أول من يقيّم
 
      عند الفتح الإسلامي لمناطق المغرب العربي ومنها شمال إفريقية، أقر قادة الأمويين التعامل بالمسكوكات الجرجيرية من دنانير وفلوس، وقبلوها في الجزية.
     وقد استطاع حسان بن النعمان قائد الجيش الأموي في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان من حصار قرطاجنة عاصمة الروم ودخلها قسراً، وأبقى دواوينها تعمل للعرب .
     وقد خلفه على حكم إفريقية القائد موسى بن نصير سنة 85 ﻫ / 704 م، وقد استمرت المسكوكات على وضعها أول الأمر، غير أن موسى بن نصير بدأ بخطوات التغيير  للمسكوكات، وأهم هذه الخطوات:
1-     حذف الخط الأفقي الصغير القاطع للصليب، بحيث أصبح مجرد عمود منصوب، وبذلك فقد الرمز المسيحي المقصود به في الأصل.
2-     استبدال العبارات اللاتينية التي كانت تشير إلى اسم القيصر وألقابه بعبارات إسلامية تعلن وحدانية الخالق وتمجيده، فقد نقش بالخط اللاتيني على وجه الدينار "لا إله إلا الله وحده لا شريك له"، وعلى الظهر "بسم الله الرحمن الرحيم ضرب هذا الدينار بإفريقية".
3-             ابتدأ موسى بضرب هذه الدنانير سنة 85 ﻫ / 704 م وهي السنة الأولى لولايته على إفريقية.
4-     وضع موسى على مسكوكاته تاريخاً مشابهاً لما كان عند الرومان والبيزنطيين، الذين كانوا يستعملون تاريخاً اصطلاحياً يتجدد كل خمس عشرة سنة ويسمى بالعقد "indiction" فيذكر السنة الأولى أو الثانية من العقد الفلاني، وقد يرسمون حروفاً ( IND ) اختصار كلمة عقد، ويضعون بعد هذا الاختصار رقماً من واحد وحتى خمسة عشر، وهذه الطريقة اتبعها موسى بن نصير أولاً، ولكنه تحول عنها عندما ذكر التاريخ الهجري فيما بعد.
5-     وقد سك موسى دنانير ومسكوكات نحاسية حذف منها صورة قيصر الروم، ولكنه أبقى على بعض الشارات المسيحية.
6-     حذف النصوص اللاتينية من الوسط، وكتب العبارات باللغة العربية وهي "لا إله إلا الله" على جانب، و"محمد رسول الله" على الجانب الآخر،وأبقى على الكتابات اللاتينية في الطوق  ومنها "ضرب هذا الدينار بإفريقية سنة خمس وتسعين".
7-     في سنة مئة للهجرة سك الوالي اسماعيل بن أبي المهاجر الذي خلف موسى بن نصير دنانير عربية خالصة من أي تبعية، وذلك بمدينة القيروان.
     وقد استخدم الأمراء العرب في إفريقية الصنج، وهي عبارة عن قطعة مدورة بقدر الدرهم، وينقش عليها كتابة تذكر وزنها وهو الوزن الشرعي للدينار أو الدرهم.
      وقد استعمل هذا الصنج البيزنطيين قبل الإسلام، وأول من استعمل الصنوج في إفريقية هو الأمير الأموي عبد الله بن الحجاب (116 – 123 ﻫ / 734 – 740 م)، وكذلك استخدمها الأمير حنظلة بن صفوان ونقش عليها "مما أمر به حنظلة بن صفوان .. مثقال درهم واحد".
     وعموماً فنصوص الدنانير العربية في شمال إفريقية والأندلس كانت كما يلي:
 
                لا إله
مركز الوجه:   إلا الله
                وحده
الطوق :       محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق
                بسم الله
مركز الظهر:  الرحمن
                الرحيم
الطوق :       ضرب هذا الدينار سنة
     أما نصوص الدراهم العربية المضروبة بالأندلس، ومنها درهم مضروب سنة 105 ﻫ، ونصوصه هي:
 
                لا إله إلا
مركز الوجه:   الله وحده
                لا شريك له
الطوق :       بسم الله ضرب هذا الدرهم
                بالأندلس سنة خمس ومئة
                الله أحد الله           
مركز الظهر:  الصمد لم يلد و
                لم يولد ولم يكن
                له كفواً أحد
الطوق :       محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين
               الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون
 
     وقد استمر الطراز الأموي للمسكوكات في الأندلس حتى بعد سقوط الدولة الأموية في الشام سنة 132 ﻫ / 749 م.
*زياد
28 - أبريل - 2007
النقود العباسية في المشرق    كن أول من يقيّم
 
    لقد سك قادة الدعوة العباسية الدراهم منذ سنة 127 ﻫ / 745 م، علماً بأن الدعوة العباسية لم تعلن رسمياً إلا في 25 رمضان سنة 129 ﻫ / 747 م، وذلك عندما سقطت عدة مدن تحت سيطرتهم مثل مرو وهرات وبلخ.
     لقد تميزت دراهم الدعوة العباسية بإضافة طوق جديد حول مركز الوجه، نقشت فيه الآية الكريمة " قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة والقربى"، وقد كان الدرهم الأول المعروف من هذا النوع من الدراهم كان قد سك في جي سنة 127 ﻫ، وقد سكت مثل هذه الدراهم في العديد من المدن منها جي، الري، رامهرمز، الكوفة، ماهي...وغيرها.
     وقد كانت الغاية الرئيسية من تلك الدراهم هي استقطاب الأنصار حول الدعوة العباسية، وقد ساهمت فعلاً بالقضاء على الحكم الأموي في سنة 132 ﻫ / 749 م، وفي هذه السنة ظهر أول دينار عباسي في نصوصه، وقد كانت مغايرة لنصوص الدينار الأموي، حيث أبدلت سورة التوحيد "الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد" بالعبارة الجديدة "محمد رسول الله"، لكن الدينار العباسي لم يحمل اسم مدينة الضرب كالدينار الأموي، كما أن وزنه كان مثقالاً واحداً وهو الوزن الشرعي، أي ما يعادل 25/4 غرام.
     بانتصار العباسيين على الأمويين نقلت العاصمة من دمشق إلى بغداد، وقد فكر قادة العباسيين بهذا الموضوع حتى قبل انتصارهم، وقد ذكر المؤرخ أبو زكريا الأزدي بأن المنصور كان قد أشار على أخيه السفاح وهما في طريقهما إلى الكوفة بأنه لو قُدِّر لهم النجاح فإنهم سينقلون مركز حكمهم وأتباعهم وأنصارهم إلى العراق.
     لم تحمل الدنانير العباسية الأولى اسم مدينة الضرب أو اسم خليفة أو اسم أي شخص آخر، وبذلك تكون مشابهة لما كانت عليه الدنانير الشامية عدا استبدال سورة التوحيد كما ذكرنا سابقاً، واستمر هذا الطراز من الدنانير في خلافة السفاح ( 132 – 136 ﻫ ) وأبي جعفر المنصور (136 – 158 ﻫ )، وكذلك في خلافة ابنه المهدي ( 158 – 169 ﻫ )، وكذلك الحال بالنسبة للخليفة العباسي الرابع الهادي بن المهدي (169 – 170 ﻫ )، وقد سك الخليفة هارون الرشيد ( 170 – 193 ﻫ)فيما بعد دنانير نقش عليها اسمه ولقبه "أمير المؤمنين" ونصوصها  كالتالي :ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
 
                لا إله إلا
مركز الوجه:  الله وحده
                لا شريك له
الطوق:        محمد رسول الله أرسله
               بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله
                محمد رسول الله
 مركز الظهر:  مما أمر به عبد الله
                هرون أمير المؤمنين
 الطوق:       بسم الله ضرب هذا الدينر في سنة سبعين ومئة
 
     وكذلك نقش الرشيد اسمه ولقبه على الدراهم الفضية أيضاً، التي كانت تحمل من قبل اسم الخليفة المهدي منذ سنة 158 .
    ولقد ورد في المصادر التاريخية أن يحيى البرمكي كان يشرف على تربية الرشيد، لذلك احتل يحيى البرمكي حظوة كبيرة عنده أول الأمر، وأولاد الفضل وجعفر كانا أقرب المقربين للرشيد، حتى أنه تنازل لجعفر بحق ضرب اسمه على النقود في الفترة ( 176 – 186 ﻫ ) وهي الفترة التي كان بها جعفر البرمكي وزيراً للرشيد ومشرفاً على دور السك.
     هذا وقد ظهرت أسماء أخرى أيضاً على الدنانير العباسية قبل جعفر سنة 170 ﻫ، مثل "علي"، "موسى"، "عمر"، "داود" ...، ويعتقد الباحثون أن هذه النقود قد سكت بمصر لأنها أسماء أمراء مصر في تلك الفترة، وهناك آراء أخرى تنفي هذا الاعتقاد وتؤكد أنها مسكوكة في العراق مركز الخلافة العباسية.
     أما دنانير الخليفة الأمين ( 193 – 198 ﻫ ) فقد حملت اسم "العباس"، وهو العباس بن الفضل بن الربيع المشرف على دور الضرب، كما حملت الدنانير اسمه ولقبه "الخليفة الأمين" بين عامي ( 195 –   197 ﻫ ).
     وبالنسبة لدنانير المأمون ( 198 – 218 ﻫ ) فقد حملت لقب وزيره الفضل بن سهل "ذو الرياستين"، ويبدو بأن المأمون قد سمح بسك الدنانير في الأقاليم بعد أن كانت مقتصرة على العاصمة بغداد.
     وقد ظهر لأول مرة اسم "مدينة السلام" وهي بغداد أسفل نصوص مركز الوجه سنة 198 ﻫ، كما ظهرت دنانير أخرى نقش عليها "بالمغرب" والمقصود بها القيروان والأندلس، أو "بالمشرق" والمقصود بها المدن الشرقية للعالم الإسلامي، مثل مرو، أو "بمصر".
     واستمرت الدنانير العباسية تحمل أسماء الخلفاء المتعاقبين، حيث أصبح من مستلزمات الخلافة تثبيت اسم الخليفة على الدنانير إضافة إلى ألقابه وكناه وكنى ولاة العهد والأمراء، حتى أن ديناراً سك بمدينة السلام سنة 334 ﻫ ضم 62 كلمة على وجهيه، وحدث ذلك بعد سيطرة العنصر الأجنبي من بويهيين وسلاجقة على الخلافة العباسية.
*زياد
28 - أبريل - 2007
النقود في الأندلس    كن أول من يقيّم
 
     إن جميع المناطق التي حكمها العرب المسلمون في أسبانيا والبرتغال كانت مشمولة بكلمة "الأندلس"، وقد وجه القائد موسى بن نصير عامل الأمويين على إفريقية مولى له يدعى طريف في حملة عسكرية سيطرت على جزيرة سميت فيما بعد باسمه "طريف"، ثم أكمل القائد طارق بن زياد فتح بلدان الأندلس مثل قرطبة وطليطلة واشبيلية وذلك سنة 93 ﻫ.
     وتولى الأندلس الحر بن عبد الرحمن الثقفي سنة 97 ﻫ، وقد حملت المسكوكات العربية في عهده اسم "الأندلس" لأول مرة سنة 98 ﻫ، وكان لولاة إفريقية حرية التصرف في إصدار المسكوكات بطراز خاص، حتى أصبحت مسكوكات الأندلس لها شخصية مستقلة عن مسكوكات المشرق.
     وقد كانت الأندلس تتداول المسكوكات البيزنطية ( الدنانير ) ذات النصوص اللاتينية والشارات المسيحية، واستمرت على هذا النمط حتى تم تعريبها في العاصمة قرطبة سنة 102 ﻫ / 720 م، وقد عربت الدراهم سنة 104 ﻫ، والفلوس سنة 108 ﻫ.
     وقد توالى عدد من الولاة على الأندلس ما بين سنة ( 92 – 132 ﻫ)، ثم تلتها فترة الإمارة ( 138 – 300 ﻫ )، بعدها أصبحت الأندلس مركزاً للخلافة التي أعلنها عبد الرحمن الناصر ( 300 – 350 ﻫ )، ثم قامت دول الطوائف بعد سقوط الخلافة ( 350 – 488 ﻫ )، ثم جاء حكم المرابطين ( 488 – 540 ﻫ )، ودولة الموحدين ( 524 – 624 ﻫ )، ثم دولة غرناطة التي أسسها بنو الأحمر ( 624 – 898 ﻫ )، وبسقوط غرناطة سنة 898 ﻫ / 1492 م زال الحكم العربي الإسلامي من الأندلس.
   ومن نصوص المسكوكات العربية المضروبة بالأندلس:
 
الوجه :      بسم الله
               الرحمن
               الرحيم
الطوق :      ضرب هذا الدينر بالأندلس سنة اثنتين ومية
               لا إله
الظهر :       إلا الله
               وحده
الطوق :      محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق
*زياد
28 - أبريل - 2007
النقود البويهية    كن أول من يقيّم
 
      قامت السلطة البويهية في العراق بعد غزو أحمد بن بويه لبغداد عاصمة الخلافة العباسية في سنة 334 ﻫ، وقد اضطر الخليفة العباسي على منح الأمراء البويهيين الألقاب، فلقب الأمير البويهي الكبير علي أبو الحسن "عماد الدولة"، والأمير الأوسط حسن أبو علي "ركن الدولة"، والأمير البويهي الثالث أحدم بن بويه "معز الدولة"، وقد ظهرت هذه الألقاب على الدنانير والدراهم.
     ونصوص الدنانير البويهية المضروبة بمدينة السلام سنة 334 ﻫ / 945 م كما يلي:
            لا إله إلا الله
مركز الوجه :      وحده لا شريك له
                    معز الدولة
                    أبو الحسين
                    بويه
الطوق الداخلي:   بسم الله ضرب هذا الدينر بمدينة السلام
                    سنة أربع وثلاثين وثلثمائة
الطوق الخارجي:  لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ
                    يفرح المؤمنون بنصر الله
                    لله
مركز الظهر:       محمد رسول الله
                    صلى الله عليه وسلم
                    المطيع لله
                    عماد الدولة
                    أبو الحسن
                    بويه
الطوق:            محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق
                    ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون
 
    وقد أضاف الأمير البويهي بهاء الدولة ( 379 - 403ﻫ / 989 – 1012 م ) العديد من الألقاب في نصوص دنانيره ومنها: "الملك العادل شاهنشاه بهاء الدولة وضياء الملة وغياث الأمة أبو نصر".
    ومهما يكن من أمر فإن ألقاب الأمراء البويهيين التي سطروها في نصوص المسكوكات قد فقدت قيمتها، وأخذ الخلفاء يسبغونها عليهم دونما استحقاق، وإنما أصبح ذلك من باب التقليد، فقد كتب أحدهم بهذا المعنى: "لا جرم أن الرتب قد نزلت لمّا تساوت، وسقطت لما توازت، ولم يبقَ لها طلاوة يشار إليها، ولا حلاوة يحافظ عليها، حتى بلغني عن مولانا القائم بأمر الله – أطال الله بقاءه – أنه قال: لم تبقَ رتبة لمستحق".
     أما الدراهم البويهية المضروبة بمدينة السلام فقد عكست المكر والخداع الذي اتبعه الأمير البويهي أحمد بن بويه لتثبيت أركان حكمه، فقد كان المجتمع آنذاك يتكون من ثلاث عناصر رئيسية، العرب وهم الأكثرية، الأتراك والفرس وكانوا أقلية، فقد منح للخليفة العباسي المستكفي بالله وابنه ولي العهد الألقاب والكنى، حيث سك خلال فترة أربعين يوماً ثلاثة أنواع من الدراهم متباينة النصوص، ومنها الطراز التالي:
 
                  لا إله إلا الله
مركز الوجه :   وحده لا شريك له
                  أبو الحسن محمد
                  ابن أمير المؤمنين
الطوق الداخلي: بسم الله ضرب هذا الدرهم بمدينة السلام
                  سنة أربع وثلاثين وثلثمائة
الطوق الخارجي: لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح
                   المؤمنون بنصر الله
                   محمد رسول الله
مركز الظهر:     صلى الله عليه وسلم
                  إمام الحق
                  المستكفي بالله
                  عماد الدولة
                  أبو الحسن
الطوق:          محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق
                 ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون
 
*زياد
28 - أبريل - 2007
النقود الفاطمية    كن أول من يقيّم
 
       لقد كان الفاطميون ويسكنون في المغرب الأوسط والأدنى، وقد تمكن عبيد الله المهدي أول خلفائهم من القضاء على حكم دولة الأغالبة في شمال إفريقية سنة 296 ﻫ / 909 م، ثم استطاع توسيع نفوذه على كامل بلاد المغرب، وقد أراد الفاطميون توسيع رقعة دولتهم فوجهوا أنظارهم إلى مصر لما كانت تمتاز به من ثروات ولضعف حكومتها الإخشيدية.
     وقد تمكن الخليفة الفاطمي الرابع "المعز لدين الله" من فتح مصر وإخضاعها على يد قائد جيوشه جوهر الصقلي سنة 358 ﻫ / 969 م.
ويبدو أن الفاطميين كانوا قد سكوا دنانيرهم في مصر قبل فتحها، وكانت بمنزلة الشعارات الدعائية لهم لاستقطاب الأنصار حول خلافتهم، ومن هذه الدنانير الدينار المضروب بمصر سنة 341 ﻫ / 956 م، ونصوصه كما يلي:
 
الوجه
الطوق الخارجي:   محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق
                    ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون
الطوق الأوسط:   وعلي أفضل الوصيين ووزير خير المرسلين
الطوق الداخلي:   لا إله إلا الله محمد رسول الله
الظهر
الطوق الخارجي:   بسم الله ضرب هذا الدينار بمصر
                     سنة احدى وأربعين وثلثمائة
الطوق الأوسط:    دعا الإمام معد لتوحيد الإله الصمد
الطوق الداخلي:   المعز لدين الله أمير المؤمنين
 
     إن هذا الدينار كان قد سك قبل دخول الفاطميين للقاهرة بسبعة عشر عاماً، حيث كانوا يشعرون بأن استيلاءهم على مصر كان قريب الوقوع.
     وبعد سقوط مصر بيدهم 358 ﻫ، نقل الخليفة الفاطمي المعز لدين الله مقر حكمه من المغرب إلى القاهرة، وقد سك جوهر الصقلي الدنانير المعزيّة منذ السنة الأولى لدخوله مصر باعتبار أن المسكوكات أهم مظهر من مظاهر سيادة الدولة.
     ومن دنانير الفاطميين:
الوجه
الطوق الخارجي:   محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق
                     ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون
الطوق الأوسط:    وعلي أفضل الوصيين ووزير خير المرسلين
الطوق الداخلي:    لا إله إلا الله محمد رسول الله
الظهر
الطوق الخارجي:    بسم الله ضرب هذا الدينار بمصر
                     سنة ثمان وخمسين وثلثمائة
الطوق الأوسط:    دعا الإمام معد لتوحيد الإله الصمد
الطوق الداخلي:   المعز لدين الله أمير المؤمنين
 
     وقد سميت هذه الدنانير بالمعزيّة نسبة للخليفة الفاطمي المعز لدين الله، وقد كانت الدنانير الإخشيدية ودنانير الخليفة العباسي "الراضي بالله"متداولة في مصر عند دخول الفاطميين لها، ويبدو أن جوهر الصقلي قد نجح في امتصاص النقود غير الفاطمية من الأسواق المحلية، علماً أن الدنانير العباسية كانت أكثر وزناً من الفاطمية، لكنهم حملوا الناس على التعامل بدنانيرهم الجديدة بشتى الطرق، ومنها أن الدنانير الفاطمية قد غمرت الأسواق بوفرتها، مع تخفيض سعر الدينار العباسي إلى خمسة عشر درهماً في الوقت الذي حدد فيه سعر الدينار الفاطمي بخمسة عشر درهماً ونصف، كما أصدر الخليفة المعز لدين الله تعليماته إلى عمال الخراج بأن لا يتسلموا الخراج إلا بالدنانير المعزية الفاطمية، وقد يكون هذا التشديد من قبل الفاطميين في فرض نقودهم بسبب رغبتهم بالقضاء  على كل مظهر من مظاهر السيادة العباسية التي كانت سائدة في مصر.
     وقد اعتمد الفاطميون الدنانير الذهبية، وسكوا القليل من الدراهم الفضية في بدايات خلافتهم، ولكم منذ عهد "الحاكم بأمر الله" نلاحظ أنهم قد اعتمدوا في نظامهم النقدي المعدنين ( الذهب والفضة )، ولم يعثر على ما يدل على أنهم استخدموا الفلوس النحاسية، وقد تكون موجودة ولكن بنسبة ضئيلة.
*زياد
28 - أبريل - 2007
النقود المغولية    كن أول من يقيّم
 
أ- لمحة تاريخية:
     جاء في المصادر التاريخية أن المغول هم مجموعة من القبائل المتنقلة التي كانت تسكن هضبة منغوليا، التي تمتد من شمال التبت وجنوبي سيبيريا وغربي منشوريا وشرقي تركستان، وكانت تلك القبائل تجوب تلك المناطق لتحصيل عيشها اعتماداً على الغزو والصيد والنهب.
     ويعتبر جنكيز خان من أوائل ملوكهم، وقد سعى لتوحيد شتات هذه القبائل المتنافرة فيما بينها، وباعتبار أن هذه المملكة كانت واسعة الأرجاء، وبعد وفاة جنكيز خان عام 624 ﻫ / 1227 م اقتسم أولاده المملكة الواسعة، ولم يحصل أي منهم على مكانة أبيهم.
     وقد طغت سمعة هولاكو حفيد جنكيز خان، وصار اسمه رمزاً للرعب والطغيان والدمار، وعُرفت دولته بالدولة الإيلخانية ( مغول الفرس ) وتوسعت هذه الدولة بعد أن ضم إليها بلاد فارس.
     في سنة 656 ﻫ / 1258 م دخل هولاكو بغداد حاملاً معه المصائب والدمار لها، وكذلك فعل بالشهباء حلب عند دخولها.
 
 ب- النقود الإيلخانية:
     سك سلاطين المغول مسكوكات ذهبية وفضية ونحاسية، ويمكن تقسيمها وفق ما يلي:
1-             الدنانير الذهبية.
2-             ادراهم الفضية: وهي ثلاثة أنواع:
أ�-                 الدراهم المنقوشة نصوصها داخل دائرة.
ب�-           الدراهم المنقوشة نصوصها داخل مثلث.
ج -   الدراهم المنقوشة نصوصها بصورة عادية.
3 – الفلوس النحاسية: وهي أربعة أنواع:
أ- الفلوس المنقوش عليها صورة إنسان بوضع جانبي.
ب- الفلوس المنقوش عليها صورة حيوان.
ج- الفلوس المنقوش عليها زخارف هندسية.
د- الفلوس التي كانت تحمل نصوصاً عادية.
وقد تميزت الدنانير الإيلخانية المضروبة ببغداد بما يلي:
1-             نقل اسم مدينة السك من طوق الوجه إلى طوق الظهر.
2-             لأول مرة يظهر اسم بغداد بدلاً من مدينة السلام التي كانت مستعملة من قبل.
3-     نصوص هذه الدنانير حملت اسم هولاكو مع اسم أخيه موناكو قاآن، وذلك منذ السنة الأولى لدخولهم بغداد سنة 656 ﻫ.
    4-  تميزت نصوص هذه الدنانير بوجود طوق واحد في الوجه وواحد في الظهر.
*زياد
28 - أبريل - 2007
 1  2  3  4