فوائد العلامة عبد الله كنون رحمه الله.     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
بين يدي كتاب: ( الأربعين الطبية المستخرجة من سنن ابن ماجه ) وشرحها للعلامة الحكيم عبد اللطيف البغدادي، عمل تلميذه الحافظ محمد بن يوسف البرزالي. تحقيق العلامة عبد الله كنون رحمه الله. طبع: مطبعة فضالة ـ المحمدية ـ (1979م) وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية. أعجبتني كلمات لهذا العلامة وردت في مقدمة الكتاب وفي حواشيه، أحببت أن أتحف بها إخواني من محبي الشيخ، منها هذه الفوائد: . وصف العلمية، وكيف يستحقه مُستحقه: قال رحمه الله: " هذا شرح علمي لأربعين حديثا في الطبابة وتدبير الصحة مستخرجة من سنن ابن ماجه، جرده محمد بن يوسف البرزالي من شرح عبد اللطيف البغدادي عل كتاب السنن. وقولنا إنه شرح علمي لأن كاتبه هو أحد علماء الإسلام المعروفين بمشاركتهم في تحقيق العلوم العقلية والنقلية، وكان له في علم الطب خاصة باع طويل، وله فيه مؤلفات عديدة، فكتابته على أحاديث الطب لا بد أن تكون لها صفة علمية على خلاف ما يكتبه عليها غيره ممن ليس لهم مساس بهذا العلم، وذلك هو الذي دعا البرزالي لتجريدها من سائر شرح السنن وإفرادها في كتاب مستقل " ص: (3). . لفظ الإنسانية وقدمه من حيث الاستعمال: قال رحمه الله: " ...وهو يعبر في هذا السياق بالإنسانية والأنفية ويعد عديمها ساقط الهمة مهين النفس، ونستفيد منه قدم استعمال لفظ الإنسانية خلافا لمن زعم أن استعمالها حديث، وأن أجدادنا لم يعنوا ببحث هذه الصفة في الإنسان ولذلك لم يضعوا لها لفظا " ص: (4 - 5). . فائدة كتب الطب النبوي: قال رحمه الله في معرض حديثه عن الكتب المؤلفة في الطب النبوي: " على أن فائدة هذه الكتب في الموضوع إن كانت محدودة ولا تساير من الناحية العلمية الطب الحديث في تقدمه وفتوحاته، فإنها من الناحية التاريخية عظيمة الأهمية، إذ إنها تبين لنا العوامل الأولى في نهضة العرب العلمية والقواعد الأصلية التي بنيت عليها حضارتهم الزاهرة، تلك العوامل والقواعد التي لا ينبغي أن نهمل اعتبارها في التأريخ لوثبتنا الكبرى وما كان لها من قوة دفع لأمتنا العربية في ميدان المعرفة بالذات قبل عهد الترجمة والنقل عن الأمم والشعوب القديمة " ص: (5). ملاحظة: انظر كيف يتشبث هذا العلامة بعروبته، رحمه الله رحمة واسعة. . أهمية الصلاة في الوقاية من الأمراض: قال رحمه الله تعقيبا على ما جاء في الأصل: " وقد رأيت جماعة من أرباب العبالة والترف محفوظي الصحة، فبحثت عن سبب ذلك فألفيتهم كثيري الصلاة والتهجد " . قال: " كان عندنا بطنجة طبيب يهودي ماهر، لبناني الأصل، وكان كثيرا ما يصف للسيدات المتقدمات في السن وللعاجزات مطلقا، الصلاة، فيقول لهن: صلين كثيرا بالليل والنهار، فإنكن لا تخرجن إلا قليلا ولا تستعملن رياضة المشي، وإن الصلاة تنوب عن ذلك " ص: (44) هامش – 101 – هذه الفوائد نقطة من بحر، أسأل الله أن يرحم الشيخ ويجعل ما قدمه للعلم وأهله في ميزان حسناته. آمين. وتحيتي للجميع. |