سمة النثر الأندلسي كن أول من يقيّم
قد نرى الكاتبين في موضوع النثر الأندلسي يعقدون موازنة بينه وبين نثر المشارقة ، من حيث النشأة والتطور ، ومن حيث التقليد الجامد والابتكار في الموضوعات ، ومن حيث الأساليب والنماذج المشرقية المتأثرة بالترجمة أحيانا . ولكني أرى في النثر الأندلسي - في بعض مراحله - سمة تجعلني أعده أشبه بما نسميه اليوم : الشعر المنثور وجريان الخيال في إشراقاته وإبداعاته ، وهذه السمة بدت واضحة في القرن الخامس وما تلاه حتى عصر لسان الدين ابن الخطيب ، فتلمس الرقة والعذوبة والسلاسة ولولا فقد الوزن لظنناه شعرا ، واقرأ إن شئت ( رسائل ابن أبي الخصال ) - تحقيق الدكتور محمد رضوان الداية ، ورسائل ابن زيدون ، وابن شهيد ، ثم قل لي : هل أصبت بظني شيئا من الحقيقة ? |