 | تعليقات | الكاتب | تاريخ النشر |  | مبتدئ في الأدب القصصي كن أول من يقيّم
بعد التحية ... أجزل الكلمات عبيرا وأجلُ الشكر تعبيراً لكم أنتم , قد أكون مبتدئا في قراءة القصة القصيرة لكنني استفدت كثيراً منكم فأنتم عمالقة في حسن اختياركم وتأليفكم وأهتمامكم الجلي لهكذا أدب وثقافه... لفترة طويلة لم أنشر موضوعا أو اكتب رداً في بستانكم الأدبي لأنني أردت أن أستفيد قبل الافاده ووجدت نفسي بين أدباء وأُناس مشوارهم الأدبي أكبر مني سناً ..! تحياتي: أخوكم الأصغر ودمتم بود | عيد الفارس | 25 - نوفمبر - 2007 |  | الهــذيان..     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
الهــذيان الراحلة: ملكية مستظرف (المغـرب) | قبلني فوق شفتي المتشققتين وقال: قبلة أبوية ... انت مثل ابنتي. مررت بلساني على شفتي, شيء لزج يسيل منهما ...دم ..لعاب؟ لاأعرف. نور قوي مسلط على عيني...أحاول أن أفتحهما...لاأستطيع. رأسي مثقلة...أحاول ثانية...أعاود اغلاقهما...أين أنا بالضبط؟ الرجل قال لي بعد أن قضم شفتي: قبلة أبوية ...أنت مثل ابنتي. لكن أبي لا يقبلني في فمي...بل لم يقبلني أبدا, ربما فعل ذلك عندما كنت رضيعة.هل أبي يقبل أمي؟ أغمض عيني, أضغط عليهما بقوة, أتخيله...جلابية رمادية...بلغة صفراء معفرة بالتراب, وعمامة ضخمة كصحن هوائي...أمي تقف قبالته.أحاول أن أتخيلها نحيفة ترتدي قفطانا قرمزيا ومنديلا صغيرا تطل منه خصلات شعرها الأسود, تتخلله شعيرات بيضاء. كانت والدتي عندما تغضب تصرخ فينا"شيبتوني قبل الوقت". ينحني والدي بقامته الفارعة, يضع يديه حول خصر أمي...و تختفي الصورة, كما تختفي الصور من تلفازنا القديم.يتجمع غضب والدي في قبضة يده ويلكم الجهاز فتعود الصورة...يضحك بانتصار"العصا لمن عصى". أين أنا؟هل أنا هناك؟ و من يكون هذا الذي قضم شفتي و ندما ضبطته قال :قبلة أبوية. مررت بلساني على شفتي,علق به مذاق كالبلاستيك المحروق. صلاح عندما يقبلني, أتمنى أن يفعل ذلك الى ما لانهاية.كنت أحب طعم قبلاته..مذاق السجائر والخمرة الرديئة. عندما أقلع عن التدخين والشرب, لم أعد أستسيغ قبلاته, أشمه ,أبحث عن تلك الرائحة التي أدمنتها و لاأجدها... تنزوي الرغبة بعيدا, أنفلت من بين يديه يغضب و يصرخ في وجهي: - لقد تغيرت. هل تحبين شخصا غيري؟ -هل لديك سيجارة و خمرة رديئة؟ بهت: -هل أصبحت تد...خنين؟ -لا بل أنت...ستدخن كل يوم قبل موعد الحب...وستمضمض بهذه الخمرة ...لقد أدمنت هذه الرائحة.. ضحك حتى دمعت عيناه: - صدري أصبح كقفص يسكنه طائر الجاوش... انك تقودينني رأسا الى مستشفى الأمراض السرطانية.. أين أنا؟ هل يمكن أن أكون هناك؟ هل سيأتي من يسألني من هو ربك؟ ما هو دينك؟ من هو نبيك؟ من يملك الاجابة السحرية سيقضي بقية حياته/مماته في... أحد البرامج التي تبثها احدى القنوات اليتيمة تقول اذا كنت تملك الاجابة على أسئلتنا... اتصل الان وقد يحالفك الحظ وتفوز بسفر الى... أين أنا؟ مسجاة على ظهري...احدى يدي بها ابر كثيرة, لا أستطيع الحركة, رأسي تؤلمني, أنجح في تحريك يدي اليمنى, لا انها اليسرى...أتحسس جسمي تحت الغطاء ,هل هو الكفن؟ ألمس نهدي, أجفل...تبدو كفلفلة مقلية مرتخية بشكل مقزز.عندما مر شهر على لقائي بصلاح, شهر أو اسبوع...ربما هي ساعات فقط, قال لي: -أريد أن ألمس نهديك. فاجأني بطلبه. -أحس أن نهديك غير حقيقيين...انهما منتفختان بشكل غريب, هل هما نهداك أم ان السوتيان محشو بقطعة اسفنج؟ هل يمكنني ان ألمسهما؟ ضحكت يومها و تمنعت قليلا و قلت له: -اليوم تريد ان تتاكد من نهدي...غدا من فخذي..وماذا بعد؟لن ننتهي أبدا. أحب جسده الذي يشبه قطعة خشب متفحم,ألتصق به أكثر, أذوب في حرارة شفتيه, يكسر ضلوعي بذراعيه...هل صحيح أن لديه ضلعة زائدة؟ عندما قلت لزوجي :أشتهيك. قال:أنت عديمة التربية...ألا تخجلين؟ في الغد قا لي زوجي: أشتهيك. قلت له :انت عديم التربية ...ألا تخجل؟ ضحك ببلادة وقال :هذا حقي000منحني اياه ديني و أجدادي. عندما أرغمني على الحب ,استسلمت و أنا متخشبة.صرخ في وجهي :هل انا متزوج من صنم؟ عندما تأوهت بين ذراعيه و تلويت وتمتمت بكلمات ساخنة, صرخ في وجهي:من علمك هذا؟ من لمسك قبلي؟ صلاح لم يكن يهتم بطرح اسئلة بليدة,لم يكن يجيز أشياء و يحرم أخرى حسب مزاجه. صرخت,صرخت, و صرخت...خرجت من المنزل وأنا أصرخ...كنت أجري في الطرقات و أنا أصرخ ...سمعت صرير عجلة..وجسمي يرتطم بعنف على الاسفلت,لم أعد أصرخ. أين أنا؟ جاءت والدتي, وضعت يدها على رأسي , وأخذت تتمتم ببعض السور القرآنية. -أين أنا؟ -أنت هنا في المستشفى. -أمي, لقد قبلني, كانت عيناه بلون الكبد المريض, وعندما ضبطته قال أنت مثل ابنتي.كان يرتدي لباسا أبيض.ممرض؟ طبيب؟ أم جزار؟ هل نحن في محل جزارة يا أمي؟ - نامي يا ابنتي انك تهذين.
| ....................................... | *abdelhafid | 16 - ديسمبر - 2007 |  | سؤال للأستاذ عبد الحفيظ كن أول من يقيّم
أستاذ عبد الحفيظ : أين عثرت على صندوقك السحري الذي تخرج لنا منه ألماساتك النادرة , فتبقينا في انبهار مستمر ؟؟ قصة قصيرة رائعة لو تُتحفنا بمثيلاتها دائما ولك الشكر على حسك الأدبي والفني العالي | *محمد هشام | 16 - ديسمبر - 2007 |  | توقيــع.. (قصة إسبانية ) كن أول من يقيّم
في هذه اللحظات يخط الكاتب بعض السطور على ورقة بلون الكريمة؛ البطاقة سترافق الكتاب الذي سيبعثه إلى أحد أهم نقاد المدينة. عندما ينتهى من الكتابة، يرفع رأسه عن الورقة ويفكر قبل أن يوقع. إنه على وعي أن التوقيع يعني الكثير، وأنه، في الواقع، أمر بالغ الأهمية عند الانتهاء من الكتابة بشكل صحيح. لهذا، عندما تحين هذه اللحظة، يفعل ذلك بخطوط بارزة، لأن توقيعه من ذلك النوع الذي يجعل المرء يحس به نظرا لطابعه الفاخر والمبالغ فيه، ويجعل المتأمل فيه يدرك أن الأمر يتعلق بفنان ذي شخصية عظيمة. مثلا، الآن، يمزق الكاتب ورقة تلو الأخرى فلا توقيع يقنعه، كلها تبدو له ضعيفة، .. وقليلة الدلالة على إبداعه. إلى أن وجد أخيرا، وعلى حين غفلة، توقيعا قويا، جديرا باسمه وأعماله. إنه توقيع في غاية الكمال بحيث سيبعثه وحده، شاغلا المساحة الفارغة للورقة. لن تكون هناك بطاقة، لن يكتب أي شيء إطلاقا، وحده التوقيع سيكون كافيا، إذ أن أي ناقد سينتبه إلى أنه أمام فنان كبير أشهر من نار على علم. وحده عبقري يستطيع أن يوقع بهذا الشكل الجامح والتلقائي. ربما ـ فكر ـ لن يكون ضروريا أن أرسل الكتاب الآن، لأن الناقد، عندما سيتسلم التوقيع، سيتصل بي مهتما، وطالبا معلومات عن صاحب التوقيع. هكذا، مغتبطا أشد الغبطة، خطر له أنه لن يكون من السيء إرسال التوقيع إلى نقاد آخرين بالمدينة أيضا. نسخ الخربشة الضخمة في عدة أوراق بلون الكريمة ووضعها في أظرفة بنفس اللون وأودعها في صندوق البريد. ثم انتظر الرد بصبر قرابة خمسة أسابيع، لكن ولا ناقد اتصل به أو راسله. رغم ذلك، وعوض أن يحزن، قرأ الكاتب هذا الصمت بطريقة إيجابية: مما لا شك فيه أن التوقيع قد ترك كل النقاد مندهشين، لا ينبسون بكلمة. وهم الآن عاجزون عن فعل أي شيء آخر، يتأملون ويتأملون توقيعه العبقري. لا يساوره أدنى شك، لن يتأخروا في إبداء الاهتمام به، وحينئذ سيكون من الرائع أن يبعث لهم ديوانه الشعري مع الإهداء، بعد ذلك ستأتي الشهرة المستحقة التي لا يمكن إيقافها. في ظل هذا الأمل مرت الشهور والسنوات، ولم يصل الرد. لكن فنانا من طينته لا ييأس، بل، على العكس من ذلك، يتفرد بحماسة قوية لمهنته الوحيدة والحصرية. يجرب ليل نهار توقيعات جديدة، لديه من كل الفئات: المشعة، المتطايرة، المقوسة، ذات جناح الذبابة، الحلزونية، وغيرها. تدريجيا، كان يبعث بها إلى كل نقاد المدينة. مع مرور الوقت، أصبح مختصا في التوقيعات النادرة. شاع الخبر فلجأ إليه بقية الكتاب ليضع أكثر التوقيعات غرابة على رسائلهم الموجهة للنقاد. هكذا مرت حياته في ضرب من الجنون، ودوامة من التوقيعات الخاصة به وبغيره، إلى حد أنه، بعدما صار عجوزا، بات يجهل تماما، في الواقع، توقيعه الحقيقي. يحدث أنه في الأيام التي يكون فيها مجبرا على توقيع وثيقة أو توصيل ما، يبقى لثوان مندهشا كالأبله، يفكر في أي خربشة من آلاف الخربشات التي تتقافز مشاغبة داخل رأسه هي المناسبة. وبما أنه لا يعرف ذلك، يشكل، في غير مبالاة، أي توقيع. إنه سعيد، يعتبر نفسه كاتبا استثنائيا، وشاعرا عالميا. عندما مات، اقترح كل أدباء البلدة على كنيسة روما أن تنظم، في ذكراه، احتفالا بالقديس الموقع كحام لكل الفنانين. للأسف، لا يعلم أحد إن كانت الكنيسة قد وافقت على الأمر.
* خوليا أوتشوا، إرسالية غريبة، منشورات مينوس كوارطو، بالنسيا، 2006.
*خوليا أوتشوا ترجمة: ليلى منصور ج. الاتحاد الاشتراكي . | *abdelhafid | 11 - مايو - 2008 |  | قصة كتبتها انا كن أول من يقيّم
الاربعينى الخمسينى أهداء إلى/ قهوة البورصة التجارية – المنشية – الإسكندرية لأنى أحب هذا المكان, لأنى أحب ذلك الزمن الأربعينى الخمسينى, قررت أن أنزوى فى ركن هذا المكان الذى يتميز بجفرافية تاريخية فريدة, يجعلنى أعيش كما عاش السابقون فى تلك الأزمنة الماضية , اليوم استشعر ذلك الماضى بكل معطياته و قد تجلى كل ذلك فى الزى الرسمى للقهوجية , أعمدة المكان,أبواب القهوة الضخمة و المتعددة ذات المساحات الزجاجية الكثيرة و الكبيرة, يختلط مع ذلك الجو القديم رائحة اليود المنبعثة من البحر القابع على بعد أمتار تفصله عن القهوة و المساحة الضيقة التى يجلس فيها صاحب القهوة المحصورة بين عمودين ضخمين . أتعرف على ذلك التاريخ و أعيشه بكل تفاصيله على تلك الموائد الرخامية و بين ادخنة الشيشة المنتمية لكل مفردات ذلك الزمن , أنا ابن الثمانينات و زمن الواقع الرقمى الذى لم يتنفس رحيق ذلك الزمن و لو من بعيد, التى لم يراها ألا فى المسلسلات و عرفها إلى حد ما بين صفحات الكتب من روايات و تاريخ , أدعى اليوم و بكل سعادة أنى استطعت اليوم أن أشم رائحة ذلك الزمن الماضى. و لأنى ابن الواقع الرقمى فانى طوعت برامج الرسم الاليكترونى لهواجسى الشخصية و اعدت تشكيل ملامح وجهى من جديد لتنتمى إلى ذلك الزمن بالتحديد فلبست الطربوش و الصقت شارب تخين فوق شفتى مستدير الاطراف إلى اعلى و أضفت بعض الشيب إلى رأسى و التجاعيد دقيقة التصميم أسفل عينى و حولها و لمسات أخرى رقمية على وجهى احالتنى إلى ذلك الزمن لرجل فى الستين من عمره , منحت نفسى بذلك حق الانتماء إلى ذلك الماضى بكل سخافته و حلاوته و سذاجته, ذلك الزمن الغبى المعقول الرائع الباهت!! و لأنى اعلم أن هذا الأنتقال الزمكانى ذو محدودية زمنية مكانية تنتهى بمجرد ان اخطو خارج مساحة القهوة متحولا مرة أخرى إلى واقعى الرقمى ألا أننى اعلم ان الاجيال القادمة ستحمل نفس الشعور بالاشتياق إلى الواقع الرقمى الذى احياه حاليا باعتباره ماضى جميل و غبى و رائع و باهت و واقع بكل الألوان و ماضى يعتز بلونين الأبيض و الأسود. مروان محمد 22 / 12 / 2005 | marawan | 27 - ديسمبر - 2008 |  | ممتاز كن أول من يقيّم قصص رائعة | marawan | 27 - ديسمبر - 2008 |  | الطفولـة المبعثـرة ...     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
كلما رأيت لوناً ضاحكاً في عين طفل ... تتفتح الأزاهير في سواد قميصي
"في حلكة ظلام هذا الوقت المتأخر من الليل، و في هذا المكان الذي يبدو له غريباً و موبوءاً، لم يكن من السهل عليه أن يهرب من خيال يدفع به إلى عالم الأساطير و الجان و الضمائر الشيطانية . لقد أمضى معظم نهار أمس و الشق الأول من الليل جارياً أمام خطر لا يفهمه و لا يعي سببه ، خطر يتعقبه بدهاء و عزم حيوان متوحش يريد الفتك بفريسته . خائف و حائر ، توقف عند تخوم الغابة التي قطعها وثباً ، ليلتقط أنفاسه و يريح رجليه التي بدأت الآلام تنخر عظامها اليافعة . يلهث تعباً و رعباُ ، أجال نظره في السكون الممتد أمامه و ارتعش .... بحر من الآعشاب تتماوج تحت وميض قمر امتص خضرتها و صبغها بوشاح فضي لامع و بارد . مرج مكشوف لا يستطيع أن يُخفيه عن انظار مطارديه الذين لن يكفوا عن ملاحقته الى أن يسكتوه كما أسكتوا اخوته و والدته .... لا يجب أن يدع هول ما رأى يسيطر على مشاعره ، هناك وقت طويل لذلك . الآن عليه ان يصل إلى مكان آمن ، عليه ان يُخبر عما جرى ، عليه أن يكشف عن الجرائم التي أبادت عائلته و العوائل الأخرى في قريته ...."
| *سلوى | 12 - سبتمبر - 2009 |  | الكنزة الوردية ( مونيك جانويست)     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
أحببت أن أشارك بهذه القصة ( العقد الوردي وليس البنفسجي ) وقد أعجبتني وأمل أن تنال إعجابكم ألقى فرانز نظرة مليئة بالخيبة على الصفوف المتجهمة للسراويل والقمصان الداكنة. لا شيء فيها يجذبه. هرب خلسة من رقابة جدته التي رافقته للتبضع بمناسبة عيد ميلاده. ركض نحو قسم ملابس البنات حيث الألوان المبهجة. داعب بإصبعه الأقمشة الناعمة، مسح خده على كنزة صوف وردية بلون مائل لتوت العليق جعله يتلمض. إنه فعلا يحب المثلجات بنكهة توت العليق والشكلاطة التي يتناولها عند جدته.
- فراز أين أنت؟ أين تختفي؟ نادته جدته مذعورة. فمع كل الحكايات القذرة التي تطالعها هذه الأيام في الصحف أصبحت تقلق كلما ابتعد عن ناظريها حفيدها الذي يندس في كل مكان ويجيد الاختفاء حتى لو كان بجوارها.
ظهر فرانز من بين صفوف الفساتين الملونة التي تصدر حفيفا بشعره الأشقر ووجهه اللطيف وابتسامته الخبيثة. وجذب جدته بعيدا عن ألبسة الأولاد المملة الباهتة التي تسد الشهية. ودفعها باصرار نحو الكنزة بلون توت العليق ذات نعومة الرخلة*.
- ميما*، انظري كم هي جميلة! - أجل، ولكن هذا الصف هو للبنات!
يعتقد فرانز بأن البنات محظوظات لأن لهن حق الاختيار بين هذه التشكيلة من الألوان الحيوية في حين يحس وكأنه محكوم عليه بالرمادي والبني والأزرق الغامق. أصر فرانز:
- أجل، ميما، إنه ما أريد! وكان قد لبس الكنزة.
أضاء اللون الزاهي بشرته الشاحبة، لقد ناسبته الكنزة جدا. ترددت جدته. لكن فرانز كان ينط في ممر الملابس، وقد احمر وجهه من السرور. وحينها، وكالعادة، قبلت الجدة وقررت أن تشتري له الكنزة. ووجدت صعوبة في اقناع فرانز بنزعها حتى تسدد ثمنها.
عمر فرانز أربع سنوات. عندما وصل إلى روضة الأطفال صباح يوم الاثنين، وهو يبرز بتفاخر كنزته الجديدة التي لم ينزعها منذ يوم السبت، سريعا ما جائته صديقتاه شانتال وبايلي. أمسكته كل واحدة من يده ورافقتاه إلى المروضة حتى تراه. وسعيدا بفوزه لبس فرانز كنزته الوردية كامل فصل الشتاء. حتى أن أمه بالكاد تجد فرصة لتغسلها وتجففها حتى يطلبها من جديد.
كبر فرانز. أصبح له من العمر خمس سنوات ونصف الآن. إنه يمشي بتهذيب إلى جانب جدته. وفجأة سأل: - هل هو صعب، ميما، أن تحيكي لي كنزة؟ - لا، ليس صعبا جدا. لماذا تسأل، هل تريد أن أحيك لك واحدة؟ بأي لون تريدها؟ - وردية، وردية بلون توت العليق، لا يهم إن كان هذا اللون للبنات! أنا أحب اللون الوردي وتوت العليق. صمت فرانز برهة. تردد قليلا، ثم أضاف: - آه، بامكانك أن تحيكي لي واحدا باللون الأزرق الغامق إذا أردت! مونيك جانويست كندية من أصل فرنسي. أستاذة الآداب والحضارة. نشرت العديد من الكتب والدراسات و7 روايات أحدثها بعنوان جذور الرمال سنة 2000.
| *أحمد | 18 - سبتمبر - 2009 |  | الطفل x المدينة كن أول من يقيّم بارك الله بك أستاذ أحمد الريحاني على ذوقك الأدبي الجميل , استمتعتُ كثيراً بفكرة هذه القصة , و ( نزعة التميز ) , أو ( التمرد ) عند الأولاد تُعتبر موضوعاً ثرياً لكتاب القصة القصيرة , وأذكرُ أنني قرأتُ منذُ زمنٍ بعيد قصة قصيرة نُشرت في ملحق الثورة الثقافي التي كانت تصدر بسوريا ويكتب فيها معظم أدباء سوريا , قرأتُ قصة قصيرة بعنوان (( الطفل x المدينة )) , وهي للكاتب محمود عبد الواحد , وتتناول هذه القصة أفكار وسلوك طفل هرب من مدرسته ليقضي يومه حراً في البرية , وهي من أجمل القصص القصيرة التي قرأتها في تلك الفترة , وقد شاءت الصدف أن أقابل الكاتب في مقهى الروضة بدمشق على طاولة الشطرنجيين , وأخبرني أنه ترك الكتابة وتوظف في التلفزيون السوري مترجماً , وتعجب من كون قصته قد أعجبتْ قارئاً مثلي ! | *محمد هشام | 19 - سبتمبر - 2009 |  | أهلاً بالأستاذة سلوى كن أول من يقيّم أرحب بعودة الكاتبة المتميزة سلوى لمجالس الوراق , وأتمنى أن تُسعدنا بأفكارها المتميزة , وإبداعاتها العميقة , وأتمنى للأستاذ عبد الرؤوف النويهي الذي طالما كلمني عن الأستاذة سلوى أن يعود أيضاً , وهذه العودة ستكون بمثابة العيدية لنا في عيد الفطر المبارك . | *محمد هشام | 19 - سبتمبر - 2009 |
|