البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : وزن الدوبيت (اقتراح تأصيلي):    كن أول من يقيّم
 عمر خلوف 
16 - يناير - 2007
أحبتي الأفاضل..
لسائل أن يقول: لم أفردتَ هذا الجزء عن موضوعه؛ الدوبيت، الموجود أصلاً في هذه الدوحة.
وأجيب: لقد رأيتُ في هذا الجزء شيئاً جديداً أحببت أن يأخذ حقه من الجدل والمناقشة، ومن ثم يمكن نقله ليأخذ مكانه من الموضوع الأصلي.
ثمّ إنني أحسست بطول الموضوع، بعد أن اختصرتُ منه ما أمكنني الاختصار، فكان الاجتهاد أن أضعه منفصلاً. ولا بأس أن يُنقل إلى موضعه، فيما لو رأى المشرف ذلك.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
وزن الدوبيت (اقتراح تأصيلي)    كن أول من يقيّم
 
وزن الدوبيت (اقتراح تأصيلي):
 
        تُبيِّن الدراسة المتأنيّة لهذا الوزن، وزحافاته الفعلية في مواقعها المختلفة، أن لها أشكالاً عديدةً، لم يذكرها العروضيون، تجعل منه وزناً غنيّاً، ثرّاً، يتيحُ للشاعر سعَةً وحريةً في الحركة، تساعده على النظْم، وتُعينه على الاختيار.
* ففي بداية الوزن؛ كثيراً ما يرد أحد الأشكال الستّة التالية:
1) أربعة أسباب متتالية (/ه/ه/ه/ه):
وهو شكل كثير الاستخدام، ومع ذلك؛ قَلَّ من أشار إليه. يقول الدّووي:
يا مَنْ أدْعو ؛ فيستجيبَ الدّعْوى
أنْتَ المُبْلي، فكُنْ مُزيلَ الشكْوى
2) سببان ففاصلة (/ه/ه ///ه):
وهو أكثر الأشكال استخداماً، وعليه اعتمدوا في تفعيل الدوبيت. فمن الدوبيت المغنّى قوله:
يا غُصْنَ نَقَاً مُكلَّلاً بالذهَبِ
أفْديكَ منَ الرّدى بأمَي وأبي
3) فاصلة فسببان (///ه /ه/ه):
لمْ يُشِرْ إليه أحد. وهو -على الرغم من جماله- قليلُ الاستخدام.
يقول الخليلي:
عَبَقَتْ بالطّيبِ -في الدّجى- نفْحَتُهُ
وأَضَاءَتْ لِيْ -في حَضْرتي- بهْجَتُهُ
4) فاصلتان متتاليتان (///ه ///ه):
وهو -على الرغم من جماله أيضاً-تشكيل قليلُ الورود، اعتبره بعضُهم خللاً وزنيّاً!! يقول ابن خلّكان:
عَرَباً لَهُمُ دونَ ظُبى الهندِ عيونْ
ويقول الخليلي:
فَلَعَلَّهُمُ أنْ ينظُروا -صاحِ- إليْكْ
5) فاصلة بين سببين (/ه ///ه /ه):
لم يُشِرْ إليه أحدٌ أيضاً، ووجدتُ عليه عدداً لا بأس به من الشواهد. يقول شهاب الدين المصري:
لَيْلَةُ أنْسٍ بَدا سَناها ولَمَعْ ** -لَمَّ بِها الدّهْرُ شَمْلَ حظّي وجَمَعْ
قالَ بَشيرُ الْسّرورِ إذَْ أرّخَها:** -تَمَّ حُصُولُ الْمُرادِ والقَصْدُ وقَعْ
6) سبب ففاصلة خماسية (/ه /////ه):
لم يُشرْ إليه أحد أيضاً، ولم أجد له غير شاهدٍ وحيد في قول ابن العرندس:
 
هذا وَرَقُ الشقائقِ النّعْماني ** -بالخَمْرِ سُقي
أمْ هُوَ أَثَرٌ على نزيهِ[!] القاني ** -بالخَدِّ بَقي
ونمثل له بقولنا:
 لا تَكُ أبَداً لفضْلِنا بالنّاسي
 
        ويتضح من كلّ ذلك؛ أنّ التشكيل المستخدمَ هنا ليسَ إلاّ جزءاً خبَبِيّاً، يساوي تفعيلةَ بحر الخبب مكررةً (فعْلن فعْلن)، وهي تفعيلة سببية لاوتدية، قبِلت في الأشكال الستة السابقة، زحافات الخبب ذاتها هكذا:
1- فَعْلن فَعْلن (/ه/ه  /ه/ه)
2- فَعْلن فَعِلن (/ه/ه ///ه)
3- فَعِلن فَعْلن (///ه /ه/ه)
4- فَعِلن فَعِلن (///ه ///ه)
5- فاعِلُ فَعْلن (/ه// /ه/ه)
6- فاعِلُ فَعِلُن (/ه// ///ه)
ولذلك يمكننا أنْ نُضيفَ إليها تشكيلانِ خببيان آخران ممكنا الورود هما:
1- فَعِلَتُ فَعْلن (//// /ه/ه): ونمثل له بقولنا أيضاً:
نَظَرَ بِعَيْنٍ على الأذَى مفْطورَهْ
2- فعِلَتُ فَعِلن (//// ///ه):
كقولنا كذلك:
رَفَعَكَ أدَبي بينَ الورى والناسِ
*عمر خلوف
20 - يناير - 2007
تأخر واختزال    كن أول من يقيّم
 
أعتذر للأخوة الأفاضل عن تأخري في نشر هذا الموضوع، فلقد حاولت ذلك مرات عديدة دون جدوى، ثم عرض لي سفر مفاجئ، اضطررت معه إلى تأخير النشر، وها أنذا أضعه بين ايديكم بعد أن اضطرني طوله إلى اختزاله والاجتزاء منه.
*عمر خلوف
20 - يناير - 2007
وزن الدوبيت (اقتراح تأصيلي):2    كن أول من يقيّم
 
*وفي وسط الوزن؛ كثيراً ما يقع أحد الأشكال الأربعة التالية:
1) سببان فوتد (/ه/ه//ه):
وهو كثيرٌ جدّاً. ومع ذلك فقد اعتبرَه بعضُهم خَللاً وزنيّاً كذلك!! يقول ابن الفارض:
 
بالشِّعْبِ كَذا عَنْ يُمْنَةِ الْحيِّ قِفِ ** واذْكُرْ جُمَلاً منْ شَرْحِ حالي وصِفِ
2) وتدان متتاليان (//ه//ه):
        وهو أكثر الأشكال استخداماً، وأطيبها في الذوق، ولذلك فقد تُوُهِّمَ أنه الأصْل، فاعتمدوا عليه في تفعيل الدوبيت. يقول صفي الدين الحلي:
لا تَحْسَبْ زَوْرَةَ الكَرَى أجْفاني ** مِنْ بَعْدِكَ منْ شَواهِدِ النسْيانِ
ما أرسَلَتِ الرّقادَ إلاّ شَرَكاً ** تصـطادُ بهِ شَوارِدَ الغزْلانِ
3) سبب ففاصلة (/ه///ه):
        وهو كثير جدّاً أيضاً، ومع ذلك اعتبره بعضهم -خطلاً- من الخلل الوزني في الدوبيت!! يقول العماد الأصفهاني:
لا راحَةَ في العَيْشِ سِوَى أنْ أغْزو
في قتْلِ ذوي الكُفْرِ يَكُونُ العِزُّ
والقُدْرَةُ في غَيْرِ جِهادٍ عَجْزُ
4) فاضلة (////ه):
        وهو شكلٌ قليل، فيه ثقل، وقد وجدنا عليه بعض الشواهد المتفرقة. يقول نظام الدين الأصفهاني:
لا وارِدَ غَيْرَ فَمِها في نَظَري
/ه/ه ///ه  ////ه   /ه ///ه
ويقول بهاء الدين العاملي:
قد ماتَ بَهاؤُكَ مِنَ الشَّوْقِ إليكْ
/ه /ه  ///ه   ////ه    /ه ///ه ه
ولشهاب الدين المصري:
ما قُدِّرَ كانَ وَبِمَا دِنْتَ تُدانْ
/ه/ه ///ه ////ه   /ه ///ه ه
        وواضح أن التشكيلات الأربعة السابقة؛ تؤلّفُ معاً التفعيلةَ الرجزية (مستفعلن /ه/ه//ه)، وزحافاتها الثلاثة المعتمدة؛ (متفْعِلن //ه//ه)، و(مسْتعِلن /ه///ه)، و(مُتَعِلن ////ه).
        وهذا ما يجعل (مستفعلن) هي التفعيلة المختارة هنا، على الرغم من أن البديل (متفعلن) أطيب في الذوق من الأصل.
        وليس الدوبيت في هذا بِدْعاً من البحور؛ ففي الخفيف: يعتبر البديل (متفعلن) أيضاً، أطيب في الذوق من الأصل (مستفعلن). وفي المقتضب والمنسرح والمخلّع: يعتبر البديل (فاعِلاتُ) أطيبَ في الذوق من الأصل (مفْعولاتُ). بل لا يرد في المضارع إلاّ البديل (مفاعيلُ) بدلاً عن الأصل (مفاعيلن).
*عمر خلوف
20 - يناير - 2007
وزن الدوبيت (اقتراح تأصيلي):3    كن أول من يقيّم
 
* أما آخرُ التشكيل، فيَرِد بأحد الأشكال الخببية الأربعة التالية:
1) فعْلن فعْ = مفْعولن (/ه/ه/ه):
        أمثلته كثيرة جدّاً، منها قول نجم الدين بن إسرائيل في رباعية (مدوّرة) نادرة:
يا ألطَفَ مِنْ سُلافةِ الصّهْباءِ
خَلْـقاً، وأرَقَّ منْ زلالِ الْماءِ
جسْماً، وأعزَّ مَنْ على الغَبْراءِ
قَدْراً، ولقدْ حُكِّمْتَ في مَعْنائي
2) فاعِلُ فعْ = مفتعِلن (/ه///ه):
        وهو كثيرٌ جدّاً، حتى أن بعضهم اعتبره أصْلاً. يقول ابن الخلّ:
هذا ولَهي، وقد كتمْتُ الوَلَهَا
صَوْناً لحديثِ مَنْ هَوى النّفْسِ لَها
يا آخرَ مِحْنتي، ويا أوَّلَـهَا
أيّامُ عَنائي فيكَ مَنْ أوَّلَـهَا
3) فَعِلن فَعْ = فعِلاتن (///ه/ه):
        شكلٌ جميل، قليل الأمثلة. لم يُشِرْ إليه أحد، كنت وضعتُ له المثال قياساً، ولكنني وجدت له عدداً من الأمثلة فيما بعد. يقول الحلاّج:
كَمْ ينشرُني الهوى وكمْ يطويني
يا مالِكَ دُنْيايَ ومالِكَ ديني
/ه /ه ///ه /ه ///ه ///ه /ه
ويقول الخليلي:
يا مَنْ بالحسْنِ في هَواهُ سَبَاني
أضْنى حالِيْ بينَ الوَرَى وَكَوَاني
بالنارِ، وفي الغَرامِ ثَمَّ رَمَاني
ويقول علي القادري الكيلاني الحموي:
الدمعُ منَ العيونِ أجْرَيْتُ بِحَارْ
والمغْرَمُ مِنْ عشْقِ جمالِكَ قدْ حارْ
/ه/ه  ///ه  /ه ///ه  ///ه /ه ه
4) فعِلَتُ فعْ (//// /ه):
        شكلٌ نادرٌ، لم يُشرْ إليه أحدٌ أيضاً، ووجدت له عدداً من الأمثلة. يقول ابن عربشاه:
لا رِجْلَ لَهُ، والتّخْتُ مَوْطِئُ قَدَمِهْ
/ه /ه  ///ه  /ه /ه //ه   //// /ه
ويقول ابن حجة الحموي:
والخَلْقُ رَوَى عنِ الموَطَّأِ وَلَنَا
/ه /ه ///ه  //ه //ه //// /ه
ويقول الخليلي:
العشْقُ قديماً في فؤادِيَ غُرِسَا
والحِبُّ لقدْ جَفا المُتَيَّمَ وَقَسَا
وهكذا؛ يصبح التفعيل المُقتَرَح لوزن الدوبيت هو: فعْلُنْ فعْلُنْ مسْتَفْعِلُنْ مَفْعولُنْ
ومفتاحه
الذي وضعْناه له هو:
 
((هذا لَحْنٌ عنِ الدّبيتي، قولوا: ** فعْلن فعْلن مستفعِلن مَفْعولُ))

وما ورَد على هذا الأصل كثيرٌ. يقول المنصور؛ صاحب حماة:
 
قالوا مَهْلاً، ما في البُكا مِنْ نفْعِ
ويقول العتّابي:
لا تمزِجْ أقْداحي رَعاكَ اللّهُ
ويقول ابن الفارض:
يا حاديْ قِفْ بِيْ ساعَةً في الرَّبْعِ
ويقول الهادي اليمني:
 
فاذْكرْ لُبْنى والسّفْحَ مِنْ لُبْنانا
/ه/ه /ه/ه  /ه /ه //ه  /ه/ه/ه
        ويتضح من التشكيل المقترح لوزن الدوبيت، أنه أقرب ما يكون إلى بحر الخبب، لولا ذلك الوتد الوحيد في وسطه. بل إنّ الدوبيت كثيراً ما يتداخل مع بحر الخبب، وذلك كلما زوحفت (مستفعلن) إلى (مُسْتَعِلن)، كما في قول المحار الحلبي:
 
أهْوى قَمَراً حُلْوَ مَذاقِ القُبَلِ
/ه /ه  ///ه  /ه ///ه  /ه///ه
فهو بتفعيلات الدوبيت = فَعْلن    فَعِلن   مُسْتَعِلن  مسْتَعِلن
وهو بتفعيلات الخبب =   فَعْلن   فَعِلن   فاعِلُ  فَعْلن  فَعِلن
 
        فإذا كان الخبب هو البحر السبَبِي (اللا وتدي) الوحيد بين بحور الشعر العربي، فلعلّنا نعُدّ الدوبيت الخطوةَ الأولى إلى دخول الوتد فيها، حيث يضم أصل الدوبيت وتداً وحيداً، يمكن أن يتجاور -بعد الزحاف- مع وتدٍ ثانٍ لا غير، أو أن يذوبَ بالكلّيّة، فيتداخل بذلك مع الخبب ذاته.
*عمر خلوف
20 - يناير - 2007
شواهد دوبيتية 1    كن أول من يقيّم
 
في تأصيلنا السابق لوزن الدوبيت، اقتصرنا في الجزء الخببي الأخير من الوزن على الشكل المألوف، وهو ثلاثة أسباب متتالية (/ه/ه/ه=مفْعولن)، والحقيقة أن عدداً لا بأس به من الأمثلة والشواهد قد جاء على أربعة أسباب (/ه/ه/ه/ه=فعْلن فعْلن)، أو أربعة أسباب مذيّلة (/ه/ه/ه/ه=فعْلن فعْلانْ). ولا بأس أن نعرض هنا بعض هذه الشواهد:
 
    1 -القالب:  فعْلن فعْلن مستفعلن فعْلن فعْلن     فعْلن فعْلن مستفعلن فعْلن فعْلانْ
       لم يُشِر إليه أحد. إلا أن ابن الفرخان ذكره شاهداً على (مكفوف الرجز المثمن)، ووضع له شاهده بقوله:
ما لاحَ بذي الأبرقِ للبارقِ ومْضٌ **إلاّ وعلى القلبِ من الشوقِ تباريحْ
فالوجدُ لذي الوجدِ غدا أكملَ شيءٍ ** والصّبرُ إذا عَنَّ فقد طاحَ به الريحْ
          وقد وجدتُ رباعيةً فريدةً لشهاب الدين المصري (مؤرّخاً ختانَ نجْلَيْ رأفةْ بيك) يقول فيها:
يا حُسْنَ مكارمٍ جَلا حُسْن تثنّيكْ ** لا زلْتَ مُمتّعاً بأنواعِ تمنّيكْ
فالحظُّ بدا وإذْ بأفْراحِكَ وافتْ ** أرّخْتُ : زَها ختانُ نجليكَ أُهنّيكْ
     2 - فعْلن فعْلن مستفعلن فعْلن فعْلن       فعْلن فعْلن مستفعلن فعْلن فعْلن
       لم يُشِر إليه أحد أيضاً. إلا أن ابن الفرخان ذكره شاهداً على (مكفوف الرجز المثمن) أيضاً، واستشهد له بقوله:
 
معشوقيَ ذو الحُسْنِ له الحُسْنُ وأوفى        ** معشوقيَ ذو الغُنْجِ له الغُنْجُ وأبْلَغْ
فالعينُ [غدا] نرجسُها وجْديَ يُذكي  ** والصّدغُ بَدا عقربُهُ قلْبيَ يلْدَغْ
 
       وأهم ما يلاحظ على رباعيتي ابن الفرخان، أنهما كُتبتا على طريقة القصائد لا الرباعيات، حيث جاءت التقفية أواخرَ الأبيات فقط.
       ووجدتُ عليه رباعية لشهاب الدين المصري أيضاً يقول فيها:
يا بدْرَ كمالٍ بدُجى الشَّعْرِ تبدّى ** كمْ ذا بِتَجافٍ وصدودٍ تتصدّى
ارحمْ دَنِفاً ذابَ احتراقاً وسقاماً ** عنْ عهْدِكَ يا غادِرُ ما كانَ يحولُ
وقد وجدت في ديوان ابن النقيب (-1081 هـ) رباعيةً على هذا الوزن، سَقَطَ شطرُها الرابع، يقول فيها:
يا مُترَفُ شاماتُكَ في الخدِّ حَيارى      قدْ مَدَّ لها الصّدْغُ مِن الآسِ عِذارا
والنرجسُ من لحظِكَ قد أصبحَ يرنو            [ . . .. . . . . . .. . . . . . ]
*عمر خلوف
8 - فبراير - 2007
شواهد دوبيتية 2    كن أول من يقيّم
 
    3 - فعْلن فعْلن مستفعلن فعْلن فعْلن      فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولانْ 
       لم يُشر إليه أحد أيضاً. وعليه قول أبي سعيد بن أبي الخير:
يامنْ بكَ حاجتي وروحي بيديْكْ     عنْ غيركَ أعرضْتُ وأقبلْتُ عليْكْ
مالي عملٌ صالِحٌ اسْتظْهِرُ [ فيهِ ]    قدْ جئتُكَ راجياً ، توكّلتُ عليْكْ
وأورد هلال ناجي قول الشاعر:
إعْراضُكَ قدْ عارَضَني منه جنونْ ** صِلْني فَعَسى يقِلُّ مابي ويهونْ
هذي حالي وأنتُمُ نصْبَ عُيوني ** مَنْ [فارقَهُ] مثْلُكُمُ كيفَ يكونْ ?
وأورد الشيبي قول الشاعر:
[يا]ظبْيَ نِفارٍ بِظُبى اللحْظِ يصولْ ** مَيْلي لكَ بالطّبْعِ ،فهلْ أنتَ مَيولْ
رفْقاً بشَجٍ زادَ اشتياقاً وغَراماً ** كمْ أشرَحُ عشْقي لَكَ والشرْحُ يطولْ
 
    4 - فعْلن فعْلن مستفعلن فعْلن فعْلن       فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولن  
          لم يُشِرْ إليه أحد، وقد وجدتُ عليه رباعيّةً فريدةً لفضولي البغدادي (-963هـ) يقول فيها:
قد أنقَضَني دواءُ داءٍ دائمْ ** ما لي جَلَدٌ على المساعي قائمْ
يا لائمُ لوْ وقَعْتَ فيما أنا  فيهِ ** واللّهِ لَنَاصَحْتَ ولُمْتَ اللائمْ
 
    5 - فعْلن فعْلن مستفعلن فعْلن فعْلن       فعْلن فعْلن مستفعلن مفتعلن  
       لم يشر إليه أحد أيضاً. وعليه قول جلال الدين الرومي:
الجوهرُ فقرٌ وسوى الفقرِ عَرَضْ ** الفقرُ شفاءٌ وسوى الفَقْرِ مَرَضْ
العـالَمُ كلُّه خداعٌ وغُرورٌ ** والفَقْرُ من العالَمِ كنزٌ وغَرَضْ
وقول عثمان الموصلي:
مجنونُ هواكَ إنْ دجا الليلُ وجنّْ ** يحكي بنواحِهِ حمامات فنَنْ
يا بدْرُ وكمْ أئنُّ ليلاً ونهاراً ** في حبّكَ قد سلوتُ أهلي [وَوَطنْ]
*عمر خلوف
23 - فبراير - 2007
عودة لشواهد الدوبيت    كن أول من يقيّم
 
    6 - فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولن ** فعْلن فعْلن مستفعلن فعْلن فعْلانْ
 
       ولم يشر إليه أحد كذلك. وعليـه (مقلوباً) قصيدة لإسماعيل الدهشان فيها عدد من الأبيات المختلة، ومنها (1): 
سبحانكَ سبحانكَ [ياربّ](2)iiتعاليْتْ عـنْ زوجٍ وشريكٍ وشبيهٍ iوولدْ(3)
لا  كـمَّ ولاكيـفَ ولافيمَ iiولاكيْتْ والقولُ متى قلتَ فلا حرفَ iوحَدّ(4)
كـم  حارَ أولو العقلِ بما فيه تجلّيْـتْ والـعـقـلُ  المحدودُ إذا امتدَّ iشَرَدْ
لـلـعـقلِ وللقلبِ وللروحِ iiتراءيْتْ مـعـنـىً  لا مـقْنى مأهولاً بِجَسَدْ
ياربّ لكَ الحمدُ على ما [قد] أعطيْتْ للعبدِ، فأرضيْتَ وبالشكرِ iسَجَدْ(5)
الـحَبُّ  زرعناهُ، فأخرجتَ iiوسوّيْتْ للـخـلـقِ ولولاكَ لَمَا كان iحَصَدْ
لكَ  نُورٌ ياربّي ولا نارَ iiولازيْـتْ(6) نَـوَّرْتَ  بـهِ الـقلبَ فصلّى iوعَبَدْ
ويلاحظ أن (مفعولن) في الضرب قد جاءت في جميع الأبيات على (مستَعِلن) لالتزام الشاعر بالقافية.
 


(1) ديوان بين الجد والجيد ص 24.
(2) في الأصل ( ياربي ) ويختل بها الوزن.
(3) ويزيد هذا الشطر سبباً في أوله، فيقترب بذلك من السلسلة.
(4) في الأصل: ( ولا حدّ ) كما ذكرناه في القالب الأول.
(5) [قد]: زيادة يقتضيها الوزن.
(6) يبتدئ الشطر بِـ ( فعِلن فعْلن ///ه /ه /ه ).
*عمر خلوف
18 - ديسمبر - 2008
الـسـكَّـرُ صارَ شَهْدةً من شفَتَيْهِ    كن أول من يقيّم
 

    7 - فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولن ** فعْلن فعْلن مستفعلن فعْلن فعْلن
      
     ولم يشر إليه أحد كذلك، وعليه قول عماد الدين زنكي، وتنسب لجلال الدين الرومي(1): 
الـسـكَّـرُ  صارَ شَهْدةً من iiشفَتَيْهِ والـبـدرُ تـراهُ سـاجداً بين iiيديْهِ
في الحسنِ عليه كلُّ شيءٍ [وَفْرٌ](2) إلا فَـمُـهُ فـإنّـه ضـاقَ iiعـليْهِ
ويقول العماد بن زاهر(3):
 
ذي كـاظـمةٌ والعَلمُ الفرْدُ iiيلوحُ والأجْرعُ والغضى وبانٌ iiوطُلوحُ
هـاتـيـكَ مـنازلٌ بها كانَ iiلَنا عَيْشٌ ومَضى فَنُحْ إذا كنتَ تنوحُ
 وللشهاب الحجازي(4) :
 
يا يوسُفُ أوتيتَ من البهجةِ iiزيْنا فُضِّلْتَ بذا الحسْنِ والجمالِ[لدينا]
لا  بـدْعَ إذا رحِـمْـتَنا iiوقَرَأْنا: "تالله  لـقـد آثَـرَكَ الله علينا"
ولا مجال في هذه الرباعية للقول بإسكان آخرها.


(1) ديوان الدوبيت ص 273، كذا ضبطها المحقق ، ويصح فيها الإسكان.
(2) في الأصل: (وافرْ)، وهي تحريف، ولذلك اضطر المحقق إلى إسكان الراء فيها لضبط الوزن.
(3) المقتطف لابن سعيد ص 227، كذا ضبطها المحقق، ويصح فيها الإسكان أيضاً.
(4) ذيل ديوان الدوبيت، قسم2، المورد (2)، 1977م، ص 72. والشطر الثاني على السلسلة.
*عمر خلوف
18 - ديسمبر - 2008
حمْداً لكَ ربِّ     كن أول من يقيّم
 

        8 - فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولن       فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولانْ 
         
          وهو كثير جداً. وترجع شواهده إلى بدايات تدوين الدبيتي. ويُعَدُّ مع القالبين اللذين يليانه أكثر أشكال الدبيتي استعمالاً.
يقول أبو سعيد بن أبي الخير، ولعله أول دبيتي (أعرج)، وقد جاءت عروضه على
( مفعولن ):
 
حمْداً لكَ ربِّ ، نجّني، منكَ فَلاحْ شـكراً لكَ في كلِّ مساءٍ iiوصباحْ
مـن  عـندِكَ فَتْحُ كُلِّ بابٍ ربّي افـتـحْ  لي أبوابَ فُتوحٍ iiوفِتاحْ
 
ومن ذلك القصيد الدوبيتي التالي لبدر الدين الغزّي (-984هـ):
الطّرْقُ ثلاثونَ؛[فعشرونَ](5) طريقْ عن عـائـشةٍ قد رُوِيَتْ بعدَ iiعتيقْ
والـعـمُّ،  ونجـلُـهُ، عليٌّ، iiعُمَرٌ عثـمانُ،  أبو هريرةٍ ؛ وهْوَ iiوثيقْ
سـعـدٌ  وحذيفةُ ، ابْنُ عوفٍ وكَذا عـنْ طلحةَ والزبيرِ مِنْ غير iiطريقْ
فـالـطّـرْقُ  ثلاثـونَ، لنا iiعِدَّتُها قـلْ:  فهْوَ  تواتُرٌ به الوصفُ iiيليقْ

(5) في الأصل (عشرون)، وبها يختل الوزن، ولعل ما أثبتناه هو الصحيح.
 
*عمر خلوف
18 - ديسمبر - 2008
مَنْ لمْ يذُقِ الهوى مِنَ الأمواتِ    كن أول من يقيّم
 
9 - فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولن      فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولن
       وهو من أكثر أشكال الدبيتي استعمالاً.
يقول السهروردي (-586هـ)، ولعله ثاني دبيتي (أعرج):
مَنْ  أنكَرَ مذهبَ الهوى iiفَلْياتِ أُنْـبـيهِ  بما سمعتُهُ من iiذاتي
أُنْبيهِ  عنِ الحمى وعنْ iiساكنِهِ مَنْ لمْ يذُقِ الهوى مِنَ الأمواتِ
وللمنصور صاحب حماة:
عـيـني دَمَعَتْ مَسَرَّةً iiبالجَمْعِ قالوا: مهْلاً، مافي البُكا مِنْ نفْعِ
دعْ عـينَكَ تسْتَغْنِمُ منهمْ iiنظَراً مـا ذا زَمَـنٌ تـشغَلُها بالدمْعِ

10 - فعْلن فعْلن مستفعلن  مفعولن      فعْلن فعْلن مستفعلن مفتَعَلن
 
وهو من أكثر قوالب الدبيتي استعمالاً أيضاً.
يقول ابن قزل المشدّ:
كـم قلتُ لقاتلي الذي iiتيَّمَني إذْ قـالَ: أنا نبيُّ هذا iiالزّمَنِ
هلْ معجزةٌ؟ فقال من ساعتهِ: مَـنْ ينظُرُني لوقتِهِ يعشقُني
ولأبي البحر الخطّي:
يـا مَنْ بهواهُ سِيطَ لحمي iiودمي لا نـالَـكَ مـا تراهُ بي مِنْ iiألَمِ
إنْ لمْ تَهَبِ الحياةَ في وصْلِكَ لي فـامْـنُـنْ  كَرَماً ورُدّني iiللعَدَمِ

*عمر خلوف
18 - ديسمبر - 2008