البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : من روائع الشعر العالمى    قيّم
التقييم :
( من قبل 14 أعضاء )

رأي الوراق :

 عبدالرؤوف النويهى 
5 - ديسمبر - 2006

كثيرا ما أحببت قراءة الشعر  المكتوب بغير اللغة العربية وكنت أقرأ  لشعراء  فرنسا  إذا تسنى لى الوقت .
والآن أشعر أكثر من أى وقت مضى  برغبتى الشديدة وحنينى الدفاق  ،لقراءة هذا الشعر العالمى مترجما إلى اللغة العربية .

 8  9  10 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
بابلو نيرودا : إني أطلب الصمت    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
 
شعر : بابلو نيرودا ( 1904- 1973 ) الشيلي
ترجمة : ميشال سليمان
 
 إني أطلب الصمت‏
أما الآن فدعوني وشأني‏
وافعلوا ما شئتم في غيابي‏
أود أن أغمض عيني.‏
 
لا أبغي سوى أشياء خمسة‏
خمسة جذور أثيرة‏
أولها، حب بلا نهاية.‏
ثانيها رؤية الخريف.‏
لا أستطيع أن أعيش دون أن أرى‏
الأوراق تدور وتتساقط على الأرض.‏
ثالثها، رؤية الشتاء الباهظ‏
المطر الذي أحببت‏
ومداعبة النار في برد الغابة‏
رابعها، رؤية الصيف‏
مستديراً كما رأس البطيخ‏
خامساً رؤية عينيك‏
ماتيلد، حبيبتي‏
لا أريد النوم بدون عينيك‏
لا أود أن أكون بدون نظرتك‏
لأكيفنَّ الربيع‏
كيما تقتفي أثري بنظراتك.‏
 
أيها الأصدقاء، هذا كل ما أبتغي‏
يكاد يكون لا شيء‏
ويكاد يكون كل شيء‏
أما الآن، تفضلوا ودعوني لوحدي.‏
 
لقد بلغت من العمر بحيث ينبغي‏
أن تنسوني ذات يوم‏
أن تمحوا اسمي عن اللوح:‏
كان قلبي بلا حدود‏
ولكنني إذا ما طلبت الصمت‏
فلا يخامرنكم ظن أنني سأموت‏
العكس تماماً هو ما يحصل لي‏
يتفق أنني سأعيش.‏
ويتفق أنني موجود ومستمر الوجود.‏
 
ألا تبصرون فيَّ، ومني‏
تنمو الغلال‏
الحبوب في بادئ الأمر‏
تفتق الأرض لتبصر النور‏
لكنها مظلمة هذه الأرض الأم:‏
ومظلمة هي أحشاؤها:‏
إني أشبه ببئر‏
تقطف نجوم الليل‏
التي وحدها عبر الحقول‏
تتابع طريقها‏
وبقدر ما عشت أريد أن أعيش‏
هذه بغيتي.‏
 
لم أشعر بعمق رنين شعوري اليوم‏
ولم أشعر في كوني مغموراً بهذا القدر‏
من القبل.‏
 
الوقت ما زال مبكراً.‏
شأنه في ذلك دائماً‏
الضوء يطير مع نحلاته.‏
دعوني وحيداً مع النهار‏
أرجوكم دعوني أولد.‏
...‏
*ضياء
18 - ديسمبر - 2007
لوركا : أنا لا أريد غير هذه اليد !    كن أول من يقيّم
 
جميلة قصيدة نيرودا هذه , الذي أعتبره شاعر الحب بلا منازع , وبلا مثيل
أحب أن أقدم شعراً لتوأمه الروحي فدريكو غارسيا لوركا شاعر الطبيعة والحرية , الذي قدم إبداعات للأدب العالمي ستبقى مابقي القمر , والشجر , وما بقيت خفقات القلب , ونبض العروق
 لكن الفاشيون لم يمهلوه طويلا , فأعدموه في مدينة غرناطة التي طالما أحبها عام 1936 وعمره 38 عاماً
 
من شعر لوركا                          ترجمة ناديا شعبان
 
- اليد المستحيلة -
أنا لا أتمنى غير يد ,
يد جريحة , لو أمكن ذلك
أنا لا أريد غير يد ,
حتى لو قضيت ألف ليلة بلا مضجع
ستكون زنبقا شاحبا من كلس
ستكون حمامة مربوطة بقلبي
ستكون حارسا في ليل احتضاري
يمنع بتاتاً القمر من الدخول
أنا لا أتمنى شيئاً غير هذه اليد ,
للزيوت اليومية , وشرشف احتضاري الأبيض
أنا لا أريد غير هذه اليد ,
لتسند جناحاً من موتي
كل ماتبقى يمر
تورد بلا اسم , كوكب أبدي دائم
كل الباقي شيء آخر مختلف : رياح حزينة
بينما تفر الأوراق أسراباً
 
*محمد هشام
18 - ديسمبر - 2007
كانت تبحث عن شيء آخر    كن أول من يقيّم
 
من شعر لوركا              ترجمة ناديا شعبان
 
- الوردة -
 
لم تكن الوردة ,
تبحث عن الفجر :
    خالدة على غصنها تقريباً
كانت تبحث عن شيء آخر
لم تكن الوردة ,
تبحث عن علم ولا عن ظل :
   تخوم من لحم وحلم ,
كانت تبحث عن شيء آخر
لم تكن الوردة
تبحث عن الوردة
جامدة عبر السماء ,
كانت تبحث عن شيء آخر , , ,
 
*محمد هشام
18 - ديسمبر - 2007
رحمة بنا نحن المتقاتلين .....    كن أول من يقيّم
 
 
 
الحلوة الصهباء
 
  ترجمة : هنري فريد صعب
 
ها أنا أمامكم إنسان حصيف
عرف الحياة وما يمكن حياً أن يعرف من الموت
خبر الآلام وأفراح الحب
استطاع أحياناً فرض آرائه
ألمّ بلغات عدة
سافر كثيراً
شهد الحرب في فرقتي المدفعية والمشاة
جُرح رأسه وثُقب تحت تأثير الكلوفورم
وفقد أعزّ أصدقائه في المعركة الرهيبة

أعرف من القديم والجديد بقدر ما يستطيع
شخص واحد

واليوم، غير مبالٍ بهذه الحرب
بيننا ومن أجلنا يا أصدقائي
أحكم على هذا العراك الطويل
بين التقليد والابداع
بين النظام والمغامرة
وأنتم الذين افواههم رُسمت كفم الله
فم النظام بالذات
كونوا حلماء إذ تقارنوننا
بمن كانوا كمال النظام
فنحن الباحثين عن المغامرة في كل مكان
لسنا بأعداء لكم
نريد فقط أن نظفر بعوالم غريبة رحبة
حيث السر المزهر يعرض نفسه للجناة
حيث تزخر نيران جديدة وألوان لم ترها عين
وخيالات فوق الحدس
يجب أن تتجسّد
نريد أن نكتشف الطيبة، هذه البقعة التي يلفّها الصمت
وهناك ايضاً الزمن الذي يمكننا طرده أو استرجاعه
فرحمةً بنا نحن المقاتلين دائماً
على تخوم اللامحدود والمستقبل

رحمةً بأخطائنا رحمةً بخطايانا
فها الصيف الفصل القاسي مقبل
وشبابي ميت كالربيع
أيها الشمس ها زمن العقل المتّقد
وأنا لا أزال أنتظر

كي أتبع الشكل النبيل والعذب
الذي تتخذه كي احبها وحدها فقط
صهباء تُعبَد
ذات وجه ساحر

شعرها ذهبي تخاله
بروقاً أخّاذة دائمة
أو تلك الشعل التي تنتفش كالطاووس
في ورود الشاي الذابلة

ولكن اضحكوا اضحكوا عليّ
أيها الناس في كل مكان
وخصوصاً يا من أنتم هنا
لأن لديّ أشياء كثيرة لا أجرؤ
على قولها لكم
أشياء كثيرة لا تدعوني أقولها لكم
فرحمة بي.
 
                                  غيّوم أبولينير :( 1880 - 1918 ) Guillaume Apollinaire

* عن جريدة " النهار " اللبنانية ، الملحق الثقافي
 
*ضياء
19 - فبراير - 2008
ألا تزال صورتي فوق طاولتك ؟    كن أول من يقيّم
 
 
للشاعرة الألمانية ماشا كاليكو ( 1907 - 1975 )
 
ترجمة : عبد الرحمن عفيف :
 
بدون عنوان
 
 تعال، وليغلقني الباب بسكونٍ خلفك.
 كان النهار صعبا. فليبق الآن واقفا في الخارج.
 اترك المطر وحده بهدوء يسيل بتواصل،
 نحن الاثنين أحدنا مع الآخر. ما الذي سيصيبنا؟

 دع الآخرين يتشوّقون إلى ضياء النجوم.
 أمّا أنا فيسرّني، كيف يقع ضياء المصباح.
 -  أتصدّق أخيرا، أن البعد لا يفي
 بأيّما وعد؟

 أعذّبك هذا؟ أغيّرنا الخريف؟
 بلى، تذبل أحلامنا مع الزمن،
 ويكتفي المرء بالواقع،

 حين يتسكّع بصدق كامل عبر السنين.

 ... يا للسكون! الساعة المنبّهة فقط تتكتك، حين نصمت.
 الشجرة الوحيدة أمام نافذتنا تهمهم.
 وإن أصغى المرء إلى الحوش في الأسفل،
 فهناك وقع الصوت بعيدا، كأنما يعزف أحدهم شوبان على الكمنجة.

 لا. هذا شيء غبيّ! هكذا فقط خطر ببالي.
 - إنه ليس "سقوطا" كما تقصد، في الرومنطيقية!-
 إنها بالتأكيد تلك الجوقة الموسيقية المبهرجة
 في فندق أتلانتيك الراقي.


 آخ، لو أنك لم تمض بخطو قلق
 من جدار إلى جدار.
وتتركني وحيدة.
 لو أن الشخصين فيَّ لم يتشاجرا ثانيةً،
 لكنت صمتُّ الآن وكنت قريبة منك.

 يمرّ المساء مرّة أخرى عابرا.
 يستطيع ولد أن يقول: "سوف لن يكرّر فعلته أبدا!"
 إني متعبة من الحياة القليلة هذه
 ولا أملك الهدوء، لأهدأ...

 
* عن النهار اللبنانية بتاريخ الأربعاء 14 أيار 2008
*ضياء
16 - مايو - 2008
أولغا جورافلوفا : مزاج    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أولغا جورافلوفا شاعرة روسية معاصرة وتكتب الرواية الفلسفية من مواليد 1963 وهي أم لأربعة أطفال :
 
ترجمة : ابراهيم استنبولي
 
مزاج

آه، ما هي أهمية
ما أشعر به الآن ؟

فمن جديد ينقصني الصبر،
ومن جديد أسرجت الحصان.

لكي أهفّ عبر السهوب الواسعة
ولكي أبعث الهلع في العشب اليابس،
وأستمتع بالسماء العالية
وقد رفعت غبار الطريق.
آه، ما أهمية أن يكون
طريقي مبهماً.
لا تدع الشك يتسلل إليك
بأني سوف أعيد الحصان القهقرى.
فكل شيء يتوقف على المزاج ـ
بُعْدُ السماء وتحليق الحصان...

لكن، هل من قيمة
لما أشعر به الآن ؟

ورود حمراء
على طاولة سوداء...

... لقد فردتُ على الطاولة السوداء
رسائل الماضي ـ أحلام الطفولة،
وروداً حمراء في مزهرية بسيطة من الكريستال،
وسطوراً بيضاء لنثر لم يبدأ...
وفي الليل تحلّق فوق الطاولة السوداء
خلف الستارة الخفيفة والغامضة
أفكار هادئة عن سعادة سابقة
.
وريشات بيضاء لإيمان لا يتزعزع.
وسيجد الصبح على الطاولة السوداء
الأفكــار التي تمزقــت نتفاً أثناء الليل،
ووروداً حمراء في مزهرية بسيطة من الكريستال ـ
إنني أغفو.

* عن السفير اللبنانية بتاريخ 19 تموز 2008
*ضياء
21 - يوليو - 2008
أولغا جورافلوفا : للمرأة قوة أخرى    كن أول من يقيّم
 
قصيدتان من مجموعة : " للمرأة قوة أخرى "

ترجمة : ابراهيم استنبولي
 
إذا كنتم تودّون النظر ـ انظروا !
إذا كنتم تودّون الاستـعلام ـ اقرأوا!
فأنا أمام ناظركم.
لكن، إذا لم تفهموا ـ فلا تقولوا،
و ما لم تقرءوا ـ لا تحكموا ـ
و لا تنادوا. فلن آتي.
فهنا لا حاجة للخنادق وللآبار،
فلا تزرّوا العيون كثيراً ـ
فأنا سأفتح النافذة على مصراعيها.

وأنا سأنفض كما الغبار الزائد
الوشوشة القوية خلف الظهر،
ومظهر الاستحسان ظاهراً.

وأنا لن أحاول الاختباء ـ
بل إني أعبِّر عن نفسي بجرأة
وأتحدث معكم بكل صدق.

مع أنكم احتجبتم عن طيب خاطر
بل وحاولتم إدانتي ـ
فإنني أهديكم وصيتي المنشودة.

 2ـ 
حريتي ـ ورقة بيضاء،
مَن يحميني ـ ظلام الليل،
شأني ـ تحليق جريء للخيال،
مهنتي ـ امرأة أرضية !
أنا سأكرّس هذه الأسطر للحرية،
أنا أشكر العتمة على السرّ،
و أنا أشكر الحياة على الدروس،
فكل ما جرى ـ لم يكن صدفة البتة.
فأنا لن أحاول تغيير دربي الدنيوي،
فكل شيء يخضع لإيقاع الطبيعة
وسوف أمشي في الأرض محاولة التحليق
مع الرمز الشعري للحرية!

* عن السفير اللبنانية بتاريخ 19 تموز 2008

*ضياء
21 - يوليو - 2008
لا يهم (من وحي اولغا)    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
لا يـهـم الآن أن iiأقـتـنعا مـرة أخـرى وأن iiأنـخدعا
لا  يـهـم الآن عشب iiيابس أنـنـي أبـعـث فيه iiالهلعا
مـثـله مختنقا بين الصخور يـتـنـزى  مـثـله iiمقتلعا
لـم أعـد مـهتمة في iiبؤسه لـم  يـعد يؤسفني أن iiيخنعا
المهم الآن أن أطوي السهوب أن أجـوب الخلد أن iiأستمتعا
لست  أدري مثلكم ماذا iiجرى كـان فـعـلاً عالما مخترعا
وقـد اسـتيقظت يوما iiلأرى كـل شـيء بمزاجي iiانطبعا
وسـمـاء فـتـحت iiأبوابها وحـصـانـا من عذار خلعا
لا  تـظنوا ان يعود iiالقهقرى لا تـشـكـوا فالغبار iiارتفعا
وروى الـدهر انتصار iiامرأة فـي رجـال راهنوا أن iiتقعا
لست  أستعرض إحساسي iiبه لا ..ولـكـن كان حقا iiممتعا
وأخـيـرا اقـبـلوا iiتهنئتي وورودي إن أصابت iiموضعا
وسطورا  عن حديث iiغامض عـنـدمـا يـبدأ لن iiينقطعا
كـل مـا كـان على iiطاولة الأمـانـي  والتهاني iiوالدعا
ريـشة  بيضاء.. ورد iiأحمر كـلـمات  تشتهي أن iiتجمعا
ويـدا مـن شـمها من iiجذل فـضـحت من شمها iiفامتقعا
وأرسـطـو  كابرا عن كابر وأنـشـتـاين  وسقراط iiمعا
*زهير
22 - يوليو - 2008
في الحديقة المهملة / أسمع الأعشاب تنمو    كن أول من يقيّم
 
 
مارغريت اتوود شاعرة «الباب»
سليمان بختي :
تعتبر الكاتبة الكندية مارغريت اتوود من الأسماء المؤثرة في ثقافة كندا والعالم اليوم. كتبت الرواية والشعر والقصة القصيرة، وكل ذلك بنَفَس واقعي ومتخيل في آن. بدأت كتابة الشعر في الحادية والعشرين، وتعتبر أيقونة الشعر الكندي. ولدت مارغريت اتوود في 1939 وتعيش في تورنتو - كندا مع زوجها الروائي غريم جيبسون. لها أكثر من أربعين عملاً أدبياً في القصة والرواية والشعر والمقالة وكتب الأطفال.
حازت جوائز عالمية مثل البوكر وغلير برايز في كندا وبريمو مونديللو في إيطاليا. وفي 2005 حازت جائزة مهرجان كتاب ادنبره لمساهمتها المميزة في الأدب والفكر العالمي. وترجمت أعمالها الى أكثر من 35 لغة في العالم. ومن الأسماء المرشحة دائماً لنيل جائزة نوبل للآداب كتابها الشعري الجديد «الباب» الصادر عن دار فيراغو 2008 في 132 صفحة مجموعة قصائد من الذاكرة والأحداث التي حفلت بها حياتها. قصائد عن الحرب والسياسة والعمر والوجود والشباب والخسارة
.
لا أساطير في شعرها ولا مرجعيات بل هناك الحدث الذي تولد منه القصيدة والجو الساخر المتهكم. تغرف مارغريت اتوود قصائدها من حياتها الخاصة، ولذلك، ربما تهدي الكتاب «الى عائلتي...» وثمة أحداث الطفولة الراقدة في أعماق الروح. ذاكرة الوجود والأشخاص الذين يمرون في الحياة ويتركون أثرهم في حياتنا الى الأبد. العلاقة بين الآباء والأبناء والأمهات والبنات. التفاصيل التي نتذكرها ثم ننساها. علاقتنا بالأمكنة الأولى. لا تفصل مارغريت بين المراحل في قصيدتها، فهي تختار الحدث الذي يحمل في داخله القدرة على التحول من ماض الى حاضر الى مستقبل. تلتقط الصور والمشاهد والأحاسيس والمواقف وتعيد صوغها شعراً. وأحياناً تلمس في القصيدة صدى الموقف ورنة السؤال وعمق اللحظة. تملك قصيدة مارغريت اتوود التصعيد الدرامي الداخلي المتنامي كما في قصيدة «الباب» حيث كل مرة ينفتح الباب وينغلق على حدث جديد وتحول مختلف. وتنتقل بسهولة ويسر من التفاصيل الى المطلق
.
وتتميز قصيدة اتوود بقوة البناء، وهذا مرده ربما الى تمرسها الطويل في كتابة القصة والرواية والمقالة. كل قصيدة في كتاب «الباب» حدث يحمل في داخله الشحنة الشعرية والقابلية التي تتناول المعنى. كل ذلك بلغة بسيطة سلسة معبرة عفوية يغلب عليها البساطة والعمق والتهكم والألم والسخرية واستهداف الجوهر والمعنى وشغف القول والرؤية الجريئة للذات والحياة. ولذلك ربما، كتب عنها الناقد غلاسغو هيرالد أن «اتوود شاعرة تحمل رؤية جريئة وأصيلة للحياة يجعلها تخلق أسطورتها»:
 في الحديقة المهملة أسمع الأعشاب تنمو
أمي في حالة تدهور مستمرة
ثم تعيش وتعيش
يقودها قلبها القوي
كمحرك طائش
من ليلة الى أخرى
يقول الجميع: «لا يمكن هذا الوضع أن يستمر»
لكنه يستمر

كما لو أنك تراقب أحدهم يغرق
لو كانت قارباً
لتحسب ان القمر يشع من ضلوعها
ويحركها ظهراً
لكن لا يمكن القول إنها تنجرف
عيناها المغمضتان في الخارج
في حديقتها المهملة
أسمعُ الأعشاب تنمو
ظل الليل،
القصبة الذهبية،
القنفذ.
في كل مرة أدفعها نزولاً

فتأتي موجة الى الأمام
وتدفعها صعوداً نحو غرفتها.
كأنها تضرب حائط القرميد ببطء

حدود وممرات مكتومة الصوت
تخفي حافاتها.
ينهار نظام كلماتها على ذاته

اليوم، بعد أسابيع من الصمت
قالت: «لا أعتقد ذلك».
أمسك يدها، وأهمس بصوت خافت،

«
مرحبا، مرحبا»
لو قلت: «
مع السلامة
».
لو قلت: «
استريحي
».
ماذا كانت ستفعل؟

لكنني لا أقوى
وعدت أن أتابع الأمر حتى نهايته
مهما بلغ أو عني
ماذا عساي أن أقول لها؟
أنا هنا/أنا هنا.

* عن الحياة بتاريخ 27 تموز 2008
*ضياء
28 - أغسطس - 2008
ميرا دلمار : أيار    كن أول من يقيّم
 
ميرا دلمار - أولغا شمس الحاج
Meira Delmar
 
التقديم والترجمة: أنطوان سعيد خاطر :
 
ولدت أولغا شمس الحاج (ميرا دلمار) عام 1922 في بارّانكيليا (كولومبيا) من والدين لبنانيين. زارت لبنان مع والديها واخوتها عام 1931. في الخامسة عشرة بدأت تنشر قصائد باسم مستعار في مجلة "أباطيل". ثم في مجلات اخرى وجرائد كولومبية. مجموعتها الاولى "فجر النسيان" اختيرت عام 1999 كواحد من اجمل عشرين ديوان شعر في كولومبيا في القرن العشرين. طوال 36 عاماً كانت مديرة المكتبة العامة في محافظة الاطلسي فأطلق اسمها على تلك المكتبة. وفي عام 1985 كرّمتها جوقة توماس لويس دي فكتوريا بتقديم اثنتي عشرة قصيدة من شعرها وضع لها موسيقى المعلم رودولفو ييريث. وفي عام 1992 كرّمها المركز الثقافي الكولومبي – اللبناني والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم. وفي عام 2000 انشأت جامعة مقاطعة الاطلسي (كولومبيا) جائزة شعر باسم ميرا دلمار.
دواوينها: "خطوات اولى"، "فجر النسيان" "مكان الحب"، "حقيقة الحلم"، "جزيرة سرّية"، "لقاء ثان"، "مِزْهر تذكاري"، "أحدهم يمرّ"، "سَفَر الى الامس".

 
رثاء أيار

 
ارى دائماً شجرة مزهرة بين المطر
حين يقول احدهم بصوت راعش: أيار.
شجرة في المطر... لكنه مطر رائق،
والشمس والبساتين مشرئبة في النسيم.
ففي ايار احبّتني عيناك. عيناك...

كان ذاك زمان الوردة المشتعلة اللاهبة!
وكان الزمان الرنّان، زمان الاجراس العالية...
على موسيقاها الجهيرة كانت تنمو النجوم
العشايا، كانت تتهادى كالصبايا،
وعلى الكتف جرّة ملؤها ماء خاضع.

على الشرفات الفسيحة تبتسم للفجر
كانت حمائم أليفة تستهل النهار...
وأنا أجوز ايار بالخطو السعيد،
مثلي مثل طفل يسير في حقل سنابل!
اليدان تكادان تطيران، والألم بلا اصول،
والقلب مشروع، والجبين في ذهول
.
وراء الجبين تظهر بلاد الحلم
مبهمة دروبها والبدر فيها نيّر...

في الاقليم الضعيف، اقليم الحب الخابي الأمل،
قطفنا العنب اللذيذ ونحن نغنّي...

كان ايار في الارض. وفي صوتك. وفي الريح.
كان خمر احمر ذو لهب يسري في العروق...
كان ايار في الارض... ليس غير... كان ايار...
وحياتي كانت تطقطق، مثلها مثل الحطب!

 

* عن النهار اللبنانية بتاريخ 27 شباط 2009

 


*ضياء
27 - فبراير - 2009
 8  9  10