سحابة الخروف وقصائد أخرى 0000من الشعر اليابانى (2) كن أول من يقيّم عندما أرفع سماعة الهاتف في الموعد لا أسمع إلا هدير البحر الحار فقط. والصوت هو نفسه صوت البحر الهائج حيث مات أخي فوق سارية البارجة. * * * عندما أرفع سماعة الهاتف في الموعد لا أسمع إلا صوت الزيزان فقط. والصوت هو نفسه صوت الزيزان المسعور عندما وجدت رفيقي ميتاً في الخندق. بعد وقف إطلاق النّار * * * عندما أرفع سماعة الهاتف في الموعد لا أسمع أي صوت. ألا يزال غائباً ألن يعود أبداً ذاك الذي أضاع صوته مثل إله? *********************************************** عرفت قرى وعرفت دروباً عرفت وقتاً رمادياً، وفي ضوء غير ساطع ولا داكن مثل مساء تثلج سماؤه عرفت أن أحاكم نفسي وأعدمها. مثلما يوجد في اللهيب خيط لا يحترق والنار منه، هكذا كدّست جميع مشاعري المختلفة وأحرقتها حول غريزتي التي كانت تهمُّ بتدمير نفسها. عندما اشتعلت جميع ألوان الدنيا وجميع عيون أذكرها وصارت بلون الهموم ارخيت ذراعي الطويلتين أبدأ السير وعلامة زمن الجهل تتصبب على الجبين تُرى هل يتبعني مجد غريب وأنا أتابع السير? *** آه، أيتها الشمس الغاربة أجتاز طريقاً وأدوس الأعشاب العادية عمودي الفقري الرملي الذي خاطرت به وقناع الموت ثم حماقة العشرينات جميع هذه الأشياء يتدحرج إلى قاع الوادي؛ ودفعة واحدة اشاهد ارتفاع الجبل وأعماق الوادي وإن لم تخطئ عيناي أعتقد أن الحرية شبيهة بهذا منذ اليوم الذي انتقمت فيه مما طعنني وتلك الحرية تسكن صدري كمخزن بارود قديم. *************************************** أمرُّ بالخضرة الممتدة إلى كايتايماتشي في إيدو والنظر الأزرق منخفض. * * * ميتسوَكيه في الربيع. لأنه الصباح لا أطاردك حتى الأعماق أيتها الخضرة. الأعشاب تتمايل من الأعلى فقط. إلى دّغيلةٍ ظاهرة بالقرب من خندقٍ تعدو أختي الصغيرة وهناك تخفي فخذها الأبيض. عندما تتوقف الريح عن هزّ أطراف الوريقات، صوتُ رذاذ تبولها الذي صبرت عليه والذي ازداد لطافة يلطم الآن الأوراق التي تضج. عندما تعود راكضة لا تجدني، يا للغرابة، - جاء الظلام وتوقفت مياه الخندق عن التموج. من الدرب الصغيرة التي شقتها البشرة الآخذة في الأنوثة يبقى في الأعشاب أثر خفيف * * * نستطيع أن نلعب ثانية في الحلم لعبة التخبئة ولكن أنتهى عصر إيدو يا أختي، ومنذ ذلك الحين عبرتُ مسافات طويلة جداً. * * * والآن، أمشي، تحت الأشعة الفضية التي تعكسها بناية فرع مصرف سايتاما بشينجوكو. يأتي هدير تحطم البناء، ويأتي زبده السريع التلاشي. بارد عصر اللغة الدارجة. فلأخرج مرّة إلى ميتسوَكيه كي أطارد ذلك الدفء خلف الأوراق. ****************************************** ذكريات البكاء الدائم لها رائحة الشمس.. لا أريد المخالفة لِمَ لا يجفُّ لحدَ الآن. يتغطى الزمن بقطعة قماش بيضاء ويتمدد فوق جدار أمام عيني لا أريد المخالفة مهما يكن لأن البقع ستسقط فوق الجدار. ثمة شيء يتسع بلا نهاية داخ الغرفة إنه مرج ظلال خضراء تبكي دوماً وتغمر جميع أفكاري.. اقترب الغروب أيَها الشيء الذي يمتد بلا نهاية داخل الغرفة هيا نجزُّ الأعشاب. نبحث عن طريق العودة. * * * هو ذا الطفل يبكي فلنأخذه مع الأمتعة * * * لنأخذ الطيور والحيوانات أيضاً فالجوُّ سيكون بارداً عندما يهبط اللَيل كل شيء يتحول في اللّيل: المرج يصير بحراً والطير إنساناً والمنقار ذراعاً طويلة طويلة. ______ لم لا يجفُّ لحد الآن * * * ستظلُّ غرفتي مبللَة. فلترفرف العصافير البريّة كما تشاء. الحياة لن تتوقف حتى وإن تداعى الجدار وازدادت بقع المخالفة وليكن.. * * * هيا نقطع الأعشاب ونمضي فالجوُّ قد صار بارداً في المرج. أيتها الظلال الخضراء، يا ثمار الشمس قد تراكمتِ لحد أنك لا ترتجفين هيا نبحث عن طريق العودة. ******************************************** (باي، باي، بلاك بارد) تطير مئات وآلاف العصافير. كلا. ما ينطلق من داخلي باستمرار عصفور واحد ومن منقاره تتدلى أحشائي المقرفة. عندما أحلم بك أيها العصفور أصير عمياء، وعمياء أعيش العالم بالشمّ. لكن وقتها ينتهي قدري وتبدأ حياة جديدة عمياء. * * * (باي، باي، بلاك بارد) ما الذي يطير حقاً من هنا? حتى المغنى .. لا يعرف، يغني بعمق فقط، ويشعر أنّ شيئاً يطير الآن. لعل زمنه الأملس هو الذي يطير و ربما قطعة لحم طرية من روحه و ذكريات كوكب الخطيئة و ربما الدم الفاتر الذي يتفجر من دماغ جالسة في المقدمة. * * * (باي، باي، بلاك بارد) ما دام مستحيلاً أن يقلع من جسدي هذا المنقار الحادّ لا يكف عن الالتقاط والجناحان اللّذان يرفرفان ….. فأنا عصفور سواء قبلت أم لا. عصفور يصير دعاءً وينغزُّ يومياً في السماء ثم يُدفع فيسقط من هناك إنني أحشاء تحتضن عصفوراً ساقطاً وفي داخلي جميع العصافير الساقطة: الكبير، والصغير، والهزيل، والمَقْعدُ، وحتى العصفور المغرور الحنون بعضها نصف حي يئن أشيعُ الجثث إلى قمم الجبال لتأكلها الطيور وكأن ذلك مهمتي اليومية. أمنح الدفء لبيوض ستكون عصافير المستقبل وكأن ذلك مهمتي اليومية.. ********************************************* يا بحر، يا قطيع الثيران المجروحة والوقت غروب وجلودها متفتحةٌ يتدفق منها دم أخضر غامق. كانت تتمايل متصادمة والأكتاف متلامسة كالأمواج. أهٍ، أيها البحر. * * * يغمر الموج بارتفاعه وانفخاضه الحوافر والقوائم الداجنة ايتها الثيران المسرعة كان يسوقك السوط وتسوقينه إلى أي زقاق بحري..? * * * أهٍ وفي الليل أي زقاق كان يعرف إن الضجيج قد اختفى من أعلى أطراف النوافذ الممتدة الساكنة قرب الدرج الحجري وأن البحر كان وحده يجري خفيضاً. * * * وأن البحر كان يتحدث مع عرض البحر بصوت خفيض والغد لا يزال في أعماقه. نامي أيتها الثيران المجروحة نامي بهدوء. ******************************************** أرض الغروب التي تنعكس شمسها على شاهدة أبي، حيث نعيش ونموت هي أرض القحط. هل سأموت أنا الآخر يحرقني قلقي صارخاً أشوِ فكر الخبز ودسَّ القمح المرَّ. واثباً تارة ومتراجعاً تارة أخرى، متكئاً على مقعد الاستغلال الصامت عارضاً خدييّ النحيلين لنور الشمس الخفيف? تشرين الذي لا اصابع له يفقد عدوه المعروف. ورجل له عينا أفعى يجوع طاوياً نفسه في يباب الموتى المتوهج فوق محاجر خائفة من هجوم الشتاء. يا أبي الطويل القامة، جميع البيوض المظلمة تكسرت بالتتالي نهارَ القحظ الذي سقطت فيه. أقف فوق أرض الغروب المهجورة واضحاً كألعاب الظلال وخلفي سماء تدفع رياحها شموسَ الغروب الناضجة. تشيخ السنوات والسماءتنقرض محترقةً اطبق شفتيَّ اللتين لا تعرفان الحب فأسمع بأذنيّ النحاسيتين الباردتين ضجيج افاعٍ يعض بعضها بعضاً في قاع الشهوة بأرض الدموع المبللة بندى الليل؛ واسمع لهاث أم صغيرة تزحف حبلى بحنين يتخبط، تزحف لابسة جلد أفع من الصباح إلى العشاء؛ أو أسمع زعيق أخت تسقط في أعماق ليل الحب الشديد وقد ابتلعت أفعى. يا أبي الطويل القامة، بأرض الغروب حيث انهارت الزهور والكرامة سأكون أكثر مما كنت ثم أسلم عنقي لسنوات تتراكم شيئاً فشيئاً تاركاً أملي مفتوحاً مثل جرح يعشعش في جسد مظلم. |