موقع العجب كن أول من يقيّم
وموقع العجب هو زوال القطع عن (فعلن الأولى) يعني تحريك العين، وقد اضطررت انا أن ألتزم ذلك في دوبيت (قسما عظما) وهذا كل شي. (زهير) أستاذنا الكبير .. في تأصيلي لبحر الدوبيت، أشرتُ إلى مجيء هذا الشكل في غير واحدة من رباعياته، ونبهت إلى أنّ ذلك من خواص هذا البحر الغريب، الذي يتركب وزنه من منطقتين خببيتين، تحصران بينهما تفعيلة الرجز (مستفعلن)، ومثلت لذلك بعدد من الشواهد. فمما تتابعت في أوله فاصلتان قول ابن خلكان (-681هـ): عَرَباً لَهُمُ دونَ ظُبى الهند عيونْ ولسعد الدين بن العربي (-686هـ): وَحَياتِكَ ما عشِقتُ في الكونِ سواكْ ويقول الخليلي: وَزِيارَتُهُ فاقتْ ليالي القَدْرِ وله أيضاً : فَلَعَلَّهُمُ أنْ ينْظروا صاحِ إليْ وقد جاء في ميزان الذهب: وَرَماهُ على اللَّظى قتيلاً وسَلا ومما جاء في أوله فاصلة فسببان، قول الخليلي: عَبَقَتْ بالطيبِ في الدّجى نفحَتُهُ وَأَضَاءَتْ ليْ في حضْرتي بَهْجَتُهُ ويقول أيضاً : بِكَ يا هادي ربّي يُزِلْ بُرَحائي وله كذلك: وإلى حالي هذا الرّشا ما الْتَفَتا وفي ديوان الدوبيت: وَأنَا المُضْنى بهجْرهمْ مُنْفَرِدُ
بل لقد ورد التشكيل المقطعي هنا على الشكل (فاعِلُ فعْلن /ه///ه/ه) كما في هذه الرباعية النادرة لشهاب الدين المصري (ديوانه 280): ليلَةُ أنْسٍ بدا سناها ولَمَعْ ** لَمَّ بِها الدّهْرُ شَمْلَ حظّي وجَمَعْ قالَ بَشيرُ السرورِ إذْ أرّخَها ** تَمَّ حُصولُ الـمُرادِ والقَصْدُ وقَعْ
و يقول العماد الأصبهاني: أجْمَعُ شملاً، هواكَ مَنْ شتَّتَهُ ويقول نظام الدين الأصفهاني: دينيَ عشْقي ومذهبي إخْفائي ومما أورده التلمساني: خُذْ بِيَدَ[يْ] مَنْ أوْدَتْ بهِ الأشواقُ ومن موشحةٍ لابن العرندس (-840هـ): هذا ورَقُ الشقائقِ النعماني ** بالخَمْرِ سُقي أمْ هُوَ أثَرٌ على نزيه (!) القاني**بالخَـدِّ بَقي ويقول الهادي اليمني (-932هـ): أذْهَبَ حُزْني بما حوى مِنْ حسْنِ حبُّهُ فَـنّي وقد تمكّنَ منّي وفي مستدرك هلال ناجي قول الشاعر: لا بَلَغَ القلْبُ منْكَ ما يأمُلُهُ
آسف على الإطالة، وعلى إدراج هذه المداخلة ضمن هذا الملف، فإذا رأيتم نقله إلى مكان آخر كان لكم ذلك، مع خالص الشكر والود عمر خلوف |