هو تطور ولكن... كن أول من يقيّم
إذا كان الشعر العربي قد عرف تدهورا مع نهاية العصر العباسي إلى حدود أواخر القرن التاسع عشر. فإن رجوع الشعر العربي في قوالبه وروحه إلى القوة التي كان عليها عصوره الذهبية يعد تطورا إذا قارناه بالنموذج المتذهور الذي سبقه، أما عن محاكاته فهو لم يحاكي الشعر العربي القديم إلا في المظهر أما الجوهر فقد كان يحمل روح عصره ،بالإضافة إلى كون هذا الشعر محاكاة للواقع فقد كان محاكاة لهموم الشاعر وتطلعاته ومنه فإن الشاعر البعثي عبر عن مقتضيبات العصر ومتطلباته وأصدق دليل على ذلك رائد البعث والإحياء محمود سامي البارودي. ومنه فإن محاكاة الموروث الشعري القديم لم تكن إلا في القوالب والالتزام بما وضعه النقاد القدماء. أي أن المحاكاة لم تتجسد إلا في محاكاته للقوالب. أما إذا اعتبرنا أن الشعر العربي لم يشهد المرحلة التي سماها جل النقاد بمرحلة الإنحطاط أي التذهور فيمكننا آن ذاك أن نعتبر أن ماعرفه الشعر العربي ليس بالتطور. فإذا كان المشرق العربي قد عرف تذهورا وانحطاط فإن الشعر العربي في الغرب الإسلامي لم يكن كذلك، فبعد أن أسس الشعر العربي في الغرب الإسلامي هويته وذلك بتطوير هذا الشعر وجعله يتماشى مع مقتضيات الحياة الجديدة في الأندلس... شهد الشعر العربي في هذا النطاق الجغرافي تطورا وتجديدا وابداعا فظهرت أنماط جديدة من الشعر العربي وكذا ظهور أغراض جديدة لم تعرف عند المشارقة. ومن هذا المطلق فإن تسمية المرحلة التي تمتد بين نهاية العصر العباسي ونهايات القرن التاسع عشر. يعتبر تعسفا في حق القصيدة العربية في الغرب الإسلامي خلال هذه الفترة ... فكم من شعراء نبغوا في هذه الفترة وعبروا عن هموم غصرهم وعبروا عن ذواتهم دون أن ننصفهم. إذن علينا أن تذكر الموشحات والزجل والمولديات... متى ظهرت وأين ظهرت. ومن هنا أطرح السؤال الثاني هل خطاب البعث والإحياء هو فعلا للبعث والإحياء بما تقتضيه مسميات هذا الخطاب. وإلى أي حد يمكننا اعتبار محمود سامي رائد الخطاب? |