البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : العلم و التكنولوجيا

 موضوع النقاش : نباتات بلادي    قيّم
التقييم :
( من قبل 9 أعضاء )
 لحسن بنلفقيه 
26 - نوفمبر - 2006
بسم الله الرحمن الرحيم نريد في هذا الملف أن نستعرض بعض النباتات المتميزة في أنحاء الوطن العربي الكبير , وأدعو فيه أصحاب الاختصاص أن يساهموا في وضع معجم توصيفي للفواكه والخضار والورود والأزهار والنباتات المتميزة عامة، وأن يعالجو مشكلة إطلاق الاسم الواحد على فواكه وثمار مختلفة، كالأجاص والخوخ والبرقوق والدراق والأكي دنيا والزعرور والبطيخ داعيا أيضا زوارنا الأكارم أن يساهموا بكل ما يجدونه مفيدا في إثراء هذا الملف والاستدراك عليه، وتقديم الملاحظات والنصائح المفيدة، وشكرا
 5  6  7  8  9 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
{ المروزية } و { رأس الحانوت }    كن أول من يقيّم
 
 
إلى الأستاذ سعيد ، و عبد الحفيظ ، و إلى جميع مشاهدي القناة المغربية بالداخل و الخارج :
من حسن الصدف أن القناة الأولى للتلفزة المغربية ، ستقدم غدا الأربعاء 10/12/2007 ، ما بين الساعة السابعة و السابعة و الربع مساء  بتوقيت غرينتش  أو التوقيت  الكوني ، برنامجها اليومي :" أكلة في دقائق " ، و ستكون الأكلة المقدمة هي { المروزية } المذكورة في تعليقي عن { الزنجبيل } ... و قد عرضت مقدمة البرنامج ، يومه الثلاثاء ،  طريقة تحضير توابل التركيبة المعروفة باسم { رأس الحانوت } و مركباتها التي هي :   { الزنجبيل}  و {البزار الأسود} و { البزار الأبيض} و { القرفة } و { جوزة الطيب } و { القرنفل } و { لبسيبسة } و { رؤوس الورد } و { النويويرة } ، و يعاد عرض هذه التوابل غدا أثناء تقديم تحضير الأكلة بالقناة الأولى بالتلفزة المغربية ... 
*لحسن بنلفقيه
9 - يناير - 2007
عودة قصيرة ومؤقتة    كن أول من يقيّم
 
 
أعود اليوم عودة قصيرة ريثما أنتهي تجميع بعض المعلومات التي ستساعد ربما الموضوع الذي بدأنا منه .
 
اليوم أريد أن أبدأ بأغنية لصباح لا علاقة لها بالفواكهة بل بالدبكة اللبنانية وهي طريقتي للترحيب بضيفتنا " ندى " والأغنية تقول :
 
ع الندَّى الندَّى الندَّى
 والورد مفتح على خدَّا
 وإن ما عطوني ياكي
 يا جبال العالي لهدَّا 
 
فأنا أجد فكرة الجدول ممتازة ولقد فكرت بجدول نضع فيه أسماء الفاكهة بالفرنسية والإنكليزية في الخط الأفقي وأسماء البلدان العربية الرئيسية في الخط العامودي ، ثم نملأ الجدول بتنويعات التسمية . شكراً يا ندى وشكراً يا أبا زكريا .
 
وأعود لأستاذنا الموسوعة بنلفقيه والجمرة المتوهجة : أظننا أستاذي لا زلنا في أول الطريق والقيافة في علم اللغة صعبة للغاية وطريقها وعرة فكيف بك ونحن ندور على كل اللغات ?  لا يمكن للدراق peche ( حتى ولو كان أحمراً من الخارج )  بأن يشبه الجمرة المتوهجة لأن لونه كثيف من الداخل ومن الخارج ، ولأن الجمر لونه ناري ، منير . الخوخ نعم ! الخوخ prune شفاف اللون سواء كان أحمراً أم أصفراً وفي جلدته لمعان وبريق ولو أنتزعت جلدة خوخة حمراء ناضجة فستراها تماماً كالجمرة المتوهجة لأن لبها شفاف اللون وستراها كالكوة التي يدخل منها النور . ولي ملاحظة صغيرة لأبرىء ذمتي ، اللفظ الوحيد العربي الذي تسرب إلى اللغات الأوروبية من ألفاظ الفاكهة التي ذكرناها حتى الآن هو البرقوق : Abricot .  
بعض التسميات  دخلت إلى العربية الفصحى من اللغات المحكية  وهذا سبب الاختلاف كما أظن وهذا ما أبحث عنه وشكراً لك مولانا كل المعلومات الطبية التي تطلعنا عليها .
 
شكري وتقديري للأستاذ سعيد مشاركاً ولو من بعيد ، وللأستاذ زهير سائلاً ومجيباً .
 
*ضياء
9 - يناير - 2007
{وسخ الكوارة} و {وسخ الدلاحة } في الطب :    كن أول من يقيّم
 
 
{ الدلاحة } في المغرب ، كما سبق التعريف بها ،  هي ما يعرف  في المشرق بـِــ: "  البطيخة الخضراء ذات اللب الأحمر ".... و من أسمائها الشائعة في بعض المناطق المغربية ، إسم { الكوارة } ، و في هذا الإسم إشارة إلى الشكل الكروي للدلاحة ، وهي la pastèque  بالفرنسية  ...
و من العجائب و الغرائب التي أضحكت أستاذي و صاحب الفضل علي سيدي و مولاي الحاج جانا موحى [1] حين حكيتها أمامه ، حتى ظهرت  سن عقله كما يقول المغاربة  ،  هذه النكتة عن " الكوارة " و " الدلاحة " في الطب  ... و ملخص القصة ما يلي :
 
أخذت من أستاذي ، الحاج جانا موحا ،  أطروحة نال بها صاحبها شهادة الدكتوراة في الطب ، و كان موضوعها  عن الطب التقليدي بالمغرب ، في حقبة من تاريخه ،  و من ضمن جوانب الدراسة ، ترجمة للقصيدة المعروفة باسم الشقرونية في الطب إلى الفرنسية ...
و مما جاء في القصيدة ، هذين البيتين :
                        و عظم ديك أسود إن أحرق   *   بحطب من الكرنب المنتقى
                        فـعجــنه بـوســخ الـكــوارة    *   يـعــيـد حملا حكمة البكارة
والبيتان عبارة عن وصفة طبية لصنع دواء مركب من العناصر التالية :
رماد عظم ديك أسود + رماد حطب الكرنب + وسخ الكوارة . و يستعمل هذا المعجون الطبي  ـ حسب القصيدة ـ لإعادة غشاء البكارة عند العذارى إذا ما تعرض الغشاء إلى تمزيق أم ما شابه ... و و صفة طبية مثل هذه ، و في عضو حساس مثل العضو المعالج هنا ، تتطلب كل الإجراءات الضرورية لضمان نظافة الدواء المركب و إعداده في أحسن ظروف النظافة و التعقيم .
 
و حتى نفهم وجه الغرابة  في هذه النازلة ، لا بد من التعريف بما هو في حاجة إلى تعريف في عناصر الوصفة الطبية  المقصودة في اصطلاح الأطباء القدامى ،  و منهم   ناظم القصيدة ، الطبيب صالح بن المعطي  إبن شقرون المكناسي رحمه الله ... فأهم مركبات الوصفة هي :
 عظم الديك ، حطب الكرنب ، و و سخ الكوارة . و الكرنب هو النبات المعروف باسم chou potager  بالفرنسية ، و cabbage بالإنجليزية . و أما وسخ الكوارة في كتب الطب ، فهو مادة من إنتاج النحل ، و هي عبارة عن مادة راتنجية يجمعها النحل من براعم و سيقان و أوراق أشجارة عديدة و خاصة منها أشجار الفصيلة الصنوبرية ، إسمها العمي هو la propolis  ، غير معروفة حتى من طرف العديد من الأطباء في عصرنا هذا ، و هي مادة عجيبة لها من الخصائص ما لا يكاد يصدقه العقل حتى عند الأطباء ...و ميدان العلاج بها و بباقي منتوجات النحل  هو  تخصص طبي  حديث نسبيا يعرف باسم l Apithérapie .
 
سبق لي  أن قدمت من { وسخ الكوارة = propolis } هذا  كمية إلى أستاذي الحاج  جانا موحا ، و أخبرني بعد شهر من تسلمها مني ، أنه أجرى تجارب عن تأثيرها في العشرات من سلالات الجراثيم و الميكروبات ، وتأكد عنده تأثير مادة {وسخ الكوارة} هذه في جميع السلالات المستعملة في التجارب و بدون استثناء ....
 و أما  المقصود بالكوارة في تسمية هذا الدواء النباتي  في كتب الطب القديم ، فهو قفير النحل . أو بيوته الكروية الشكل ، التي يطلق على البيت الواحد منها ، عند بعض النحالين ، و في بعض المناطق العربية ،  إسم { كوارة النحل }.
 
 و بما أن أستاذي  يعرف مادة { وسخ الكوارة } على حقيقتها ... فإنني لما أعدت أطروحة الدكتورة إلى مكتبه ، أخذها مني و سألني عن ملاحظاتي عنها ... و من ضمن ملاحظاتي ،  ذكرت صفحة البيتين المذكورين أعلاه ، و أخبرت أستاذي أن صاحب الأطروحة لم يفهم ما المقصود بمصطلح { وسخ الكوارة } ، فترجمها إلى  déchets de Pastèque ،  بمعنى { وسخ الدلاحة } .... و ما إن سمع أستاذي نص الترجمة حتى ضحك ضحكة صادقة عميقة خالصة ، ما رأيته قط يضحك مثلها ، و هو المرح بطبعه ، اللطيف في سلوكه ، المتواضع في تعامله ، ذو الخلق الرفيع و الأخلاق العالية ... و لما سكت عنه الضحك ، قال لي  بحزم :
"  لاشك أن صاحب الأطروحة من قبيلة بني " فلان " الذين يطلقون إسم { الكوارة } على { الدلاحة }.... يا للعجب !!!! .... و هل يتصور صاحب الأطروحة هذه ،  حالة التعفن  التي سيصبح عليها العضو المعالج بعد وضع عجين { وسخ الدلاحة } عليه ....  فكن على يقين يا إبن الفقيه ، أنني سأكاتب عميد الكلية  ، و سيتم استدعاء صاحب  الأطروحة ، ليكون على علم بخطئه الفادح هذا ، و سيُطلـَب منه مراجعة ترجمته و تصحيح هذه الفقرة فيها ....".
 
   هذه قصة { الكوارة } و { الدلاحة} يا أساذ زهير ،و هي من المُغَرَّبات ... و إلى مُـغَـرّبـة أخرى ، كما يقال عندنا .
           
..............................................
[1] الحاج جانا موحا : هو  عسكري سامي ، و أستاذ في كليتيْ   الطب و الصيدلة بالدار البيضاء، و في كلية العلوم بمراكش /  خبير في النباتات الطبية و هو  المسؤول الوطني عنها ،  و رئيس قسم أمراض الدم ، و رئيس مختبرات  التحاليل الطبية بالمستشفى العسكري إبن سينا بمراكش ، تشرفت بمعرفته و البحث في النباتات الطبية المغربية تحت إرشاده لمدة تقارب العشر سنوات ما بين 1987 و 1997 . , أكن له كل احترام و تقدير ، و أعترف بفضله العلمي و الأخلاقي علي . و الله أسأل أن يجزيه عني خير الجزاء و أوفره ، و أن يحفظه و عائلته بما حفظ به الذكر الحكيم . إنه سبحانه  بكل شيء عليم و على كل شيء قدير  .
*لحسن بنلفقيه
10 - يناير - 2007
النباتات في بلاد الرافدين    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الأشجار والنباتات عند الصابئة المندائيين في العراق
 
هناك الكثير من أسماء الأشجار والنباتات التي تتخصص بها اللهجات العربية العراقية المختلفة دون اللهجات في الدول العربية الأخرى، وتعود جذورها إلى اللغات الرافدينية القديمة. فإلى جانب اللغة الأكدية التي يمكن اعتبارها أصل اللغات السامية قاطبة دون أدنى مبالغة، هناك اللغات الآرامية المختلفة التي احتفظ بها السكان العراقيون القدماء حتى بعد دخول اللغة العربية مع دخول الإسلام إلى هذه البقعة من الشرق الأوسط. ومن المعروف أن اللغة العربية واجهت صعوبة في إزاحة اللغات السامية القديمة رغم قرابتها لها. فنقرأ في كتب التراث أن سكان العراق، وخاصة في الجنوب، ظلوا يتحدثون ”النبطية“ بعد قرون من قيام الدولة الإسلامية، والنبطية هي اصطلاح استعمله الكتاب العرب للدلالة على آراميات جنوب العراق. واللغة الآرامية وفروعها الرافدينية (السريانية والمندائية والتلمودية) من بين اللغات التي أثرت في اللهجات العراقية، إلى جانب لغات أخرى مثل الفارسية والتركية والكردية وغيرها.
في البداية نشير إلى أن كلمة الشجرة في اللغة الآرامية المندائية (وفي بعض اللغات الآرامية الأخرى مثل التلمودية) هي ألانا أو إلانا، وهي كلمة جميلة الموسيقى. ويقال في المندائية ﮔـِنتا د - لاني، أي حديقة أو بستان الأشجار، وهي جنة الأشجار حرفياً، فكلمة جنة هي كلمة سامية مشتركة تعني الحديقة أو البستان في الأصل ثم غدت تستعمل في اللغة العربية بمعناها المعروف كنقيض لجهنم أو النار، وأصلها أكدي مثل الكثير من الكلمات، وهو ﮔـََنّاتو. ومن الواجب ذكر التسمية الثانية للجنة، الفردوس، وهي الأخرى بابلية أكدية الأصل، وتلفظ ﭙـَرديسو (أو فَرديسو)، والتسمية الأوروبية paradise أقرب صوتياً إلى الأكدية من العربية، وهي في المندائية ﭙـَرديسا، أو فرديسا. وما دام الحديث يدور حول الأكدية وتأثيرها على اللغات السامية الأخرى، لا نملك سوى أن نشير إلى كلمة قد تكون بعيدة عن موضوعنا، ألا وهي الكباب، هذه الأكلة العراقية اللذيذة، فمن أين جاءت? أصل الكلمة أكدي، من الفعل ك ب ب، أي حرق أو شوى، وهي في الأكدية كَبابو.
وفيما يتعلق بالأشجار، نشير إلى أن الثمار التي تدرّها الأشجار تسمى بالمندائية ﭙـيرا، وأصل الكلمة أكدي كذلك، هو ﭙـِرئو (ما يقابل فِرعو أي فرع) pir’u وتعني فرعاً، برعماً، ومنها أخذتها باقي اللغات السامية، فأصبحت في العبرية ﭙـِرو (ثمر) ومنها اشتقت كلمات فراء، وبرعم، وفرع في العربية (والفرو أي الفراء هو ”ثمر“ الحيوان كذلك!).
وما نستعمله اليوم من أسماء الأشجار والفواكه في العراق، بعضه عربي، والآخر مستعار. ومن بين الأسماء المستعارة من اللغات القديمة هناك الآس أو الياس (آسا)، هذه الشجيرة الأليفة الجميلة زكية الرائحة، والتي تحتل موقعاً خاصاً في الديانة الصابئية المندائية، حيث تحاك من أغصانها خواتم وإكاليل تستعمل في الطقوس الدينية المندائية. لكن كلمة آسا تعني كذلك الطبيب أو المعالج، ولهذا جذوره البابلية المعروفة. ونذكر أن بعض العلماء يعتقدون أن معنى كلمة الأسينيين (أصحاب مخطوطات قمران الشهيرة كما يرى البعض) يعود إلى هذا الجذر، فهم المعالجون الذين يشفون الروح.
وهناك شجرة الدفلى، التي تسمى بالمندائية دِفلا، والألف المقصورة الأخيرة هي من آثار علامات اللغات الآرامية وليس من الضروري أن تعني التأنيث. وكلمة النومي (الليمون) في المندائية نوما، نيمويي، ولا يستعمل هذه الكلمة سوى العراقيين، وبعض اخوتنا في الخليج (وعندهم اللومي). واشتقت كلمة السِلّي (الشوك) من سَلوا أو سِلوا المندائية الآرامية. ويبدو أن شجر الغَرَب غير المثمر يعود إلى جذور رافدينية قديمة، فهو أُرباتو في الأكدية، وأُربا بالمندائية.
ولنأخذ كتاب ديوان نهرواثا (ديوان الأنهر)، أحد الكتب المندائية، الذي ترجمه البروفيسور كورت رودولف إلى الألمانية وصدر في برلين عام 1982، نجد فيه إلى جانب وصف الأنهر والجداول مع رسومها، وصفاً للأشجار (المقدسة?) عند المندائيين ورسومها. وقد رسمت الأشجار (والنباتات) وكتب أسمها إلى جانب الرسم، وغالباً ما تأتي العبارة ”هازِن إلانا د-مشمش هو“ مثلاً، أي هذه شجرة المشمش. والنباتات المذكورة في الديوان هي زيتا (الزيتون)، سفرﮔـلا (السفرجل، ويترجمها رودولف بشجرة الحيوة Quitteنارنز (البرتقال أو النارنج، ويترجمها رودولف على برتقال)، ترُنـﮔـا (طرنج، ويترجمها بصيغة ليمون)، مروا (ترجمها Meiranbaum) ولعلها الميرمية Salvia officinalis أو ربما البستج Origanum maru، سَروا (شجر السرو)، صنوبر، شِـﮔـدا (شجر اللوز)، قينا هليا (قصب السكر أو القصب الحلو)، بَلودا (البلوط)، قشمش (شجيرة الكشمش)، هَنزورا (التفاحmespilus germanica ?)، مشمش، خوخا، سمبلي (حبوب، قمح)، شُمبِلتا (سنبلة)، ثم يختتم الديوان رسوم الأشجار بشجرة الزيتون مرة ثانية لقدسيتها على ما يبدو. وتصنع عصا رجال الدين المندائيين من خشب الزيتون، وتسمى مَرْﮔـنا.
والحديث عن أشجار الحمضيات ضروري في هذا المجال. فهناك الكثير من الأنواع غير معروفة خارج العراق، أو نادرة، مثل الطرنج، الأطرنج وثمرتها سميكة القشر كانت تستعمل لصنع المربيات. وفي المندائية نجد كلمات إترون�، ترونـﮔـا، طرُنـﮔـا، لكن القاموس المندائي (من تاليف الليدي درور وماتسوخ) يشير إلى أنها مشتقة من أُتْرُنْج، تُرُنْج الفارسية. وتستعمل كلمة ترونـﮔـا في المندائية للدلالة على الحمضيات عموماً. ثم هناك النومي الحلو، ولا نعتقد بانتشاره خارج العراق كثيراً. وينتشر النارنج ذو الثمرة الحامضة الطعم كالليمون التي استعملها سكان بلاد الرافدين منذ القدم في شرقي البحر المتوسط وفي قبرص. أما البرتقال فقد اقتبس اسمه من البرتغال، إذ يقال أنه أُستُقدم من إيبيريا (الأندلس) في فترات متأخرة. وأزهار كل الحمضيات تسمى بالقدّاح، ويسمى القدّاح في المندائية قَداها.
ولا ننسى الخضروات التي لا تخلو المائدة العراقية منها منذ آلاف السنين. فهناك الكرفس (في المندائية كَرَفسا، من الإيرانية كَرَفْس)، والكُرّاث (كَراتيا، في الأكدية كَراشو، والسومرية كاروش أو ﮔـاروش)، والبربين purslane (ﭙـَرﭙـين، وهو فرفخ بالعربية وﭙـرﭙـهين بالفارسية، وبالتلمودية ﭙـَرﭙـَحينا)، والزعتر أو الصعتر (صاترا، وتعني الأعشاب العطرية عموماً)، وهناك النباتات التي تؤكل أو التوابل: الشلغم أو اللفت (شَلـﮔـَم، من الفارسية)، والسيسنبر water mint (سوسنبَر)، والكمّون (كَمونا، من الأكدية: كَمونو> العبرية كَمون، اليوناني كومينون، اللاتيني cuminum)، والزعفران (زَفرانا أو قُرطما في المندائية)، وكذلك السمّاق (وكلمة سموقو، سماقو تعني في اللغات الآرامية اللون الأحمر إشارة إلى لون هذه المادة). ويسمى الخردل هاردلا (وهو في التلمودية حردلا وتلفظ خردلا).
ومن بين الفواكه المعروفة في المندائية (حسب القاموس) الجوز وهو أموزا، واللوز وهو شـِﮔـدا (في أكدية: شِقدو، شِقِتّو، شُقدو مثل التلمودية، وفي العبرية شاقَيْد)، والعنب وهو أنبي أو أمبي، في حين الكرمة هي ﮔفنا، وهي كلمة لا تزال تستعمل في لغات بلاد الشام حيث يقولون جفنة وجمعها جفنات، والبطيخ الأحمر أو البطيخ الرقي الذي يسمى في المندائية قَرَمبا أو قَرَنبا أو هَبهَب، وهو في اللهجة اليمنية حبحب، الرمان الذي هو رُمانا، والتين وهو تينا (في الأكدية تينو)، علاوة على الحمضيات مارة الذكر. نلاحظ من بعض الأمثلة أن اللغة المندائية لا تستعمل حرفي العين والحاء، وهذا من تأثيرات اللغة الأكدية التي تفتقد هذين الحرفين هي الأخرى. وهذا دليل آخر على عراقة هذه الطائفة وأصالتها وجذورها الرافدينية العميقة. أما باقي لغات بلاد الرافدين الآرامية فتستعمل هذين الحرفين (وعموماً تُنطق الحاء خاءاً).
نختتم هذه الكلمة بتناول النخل، هذه الشجرة الرافدينية المباركة، لننظر إلى ما يتعلق بها بشكل أعمق. تسمى شجرة النخل عند المندائيين سِنْدِركا، (باليونانية σανδαράκη، باللاتينية sandaraca) وهي في الأصل شجرة مقدسة دائمة الخضرة. وترمز النخلة حسب الفكر الديني المندائي إلى الخصب الذكري، وتُقرن عادة بالعين، النبع (أينا) رمز الخصوبة الأنثوية. وانتشرت في شمال أفريقيا كلمة دِقلا، بمعنى ثمر أو شجر التمر، النخل، وأصلها رافديني، وفي المندائية دِقلا أو زِِقلا، ولعله مماثل لكلمة دجلة، أو قد يكون أسم هذا النهر العظيم قد اشتق منها. والخل الذي يصنع من التمور هو هَلاّ بالمندائية (من الأكدية خلّو، تلمودية حلا). وكلمة تالة، أي فسيلة النخل، هي رافدينية قديمة بالطبع، وفي المندائية تالا، ولعلنا نعجب لو كان الأمر على غير هذا النحو، لإرتباط النخل والتمر بوادي الرافدين. ولا نشك في أن الكثير من المصطلحات المتعلقة بالنخيل مثل الخوص والكرب والجريد وأسماء أنواع التمور هي رافدينية أصلاً واحتفظ العراقيون بها حتى بعد الإسلام وانتشار اللغة العربية.
 
ثائر صالح
*ثائر
10 - يناير - 2007
شكر.    كن أول من يقيّم
 
أشكرك أستاذنا الفاضل بنلفقيه على ما تفضلتم به من بيانات شافية، وإن أذنت لي سيدي بالدخول  بين الفينة والأخرى لأنهل من علمك وأدبك.
وجزاك الله أستاذنا الكريم
عبد الحفيظ على هديتك الرائعة، فقد ذكرتني الصور بأيام قضيتها في جمع الأركان تحت الشمس الملتهبة، وصعوبة الجمع مما يفسر ارتفاع ثمن زيته أيضا؛ وفوائده لا تنكر.
وتحيتي للأستاذة ضياء، والأستاذ ثائر.

*سعيد
11 - يناير - 2007
التين و"الباكور "والأرجنتين..!    كن أول من يقيّم
 
الأستاذة ضياء ، بدورها ندى تشكرك على ذلك المقطع الجميل لشحرورة الوادي صباح ..
(كان تقييمها - وأنا أؤدي  لها المقطع - إلى حد ما مقبولا ، لكن في الرقصة المصاحبة كانت النتيجة معها كارثية!!)
وهي الآن تصرعلى إهدائك ضمن هذه المشاركة هذه النكتة :
 
* سأل معلم تلاميذه :
 لماذا لايغرسون التيـن في الأرجنتين ?
أجاب أحدهم :
لأنها من الدول  اللا - تينـية
وهذا الباكور للأستاذ زهـير.
 
*abdelhafid
11 - يناير - 2007
إلى الأستاذ البحالثة ثائر صالح    كن أول من يقيّم
 
 
أهلا و سهلا  بالمؤرخ البحاثة ، و الصحفي البارز ، الأستاذ الجليل  ثائر صالح . و شكرا لك على هذه المشاركة التي حملت إلى هذا الملف معلومات قيمة في ميادين مختلفة و متنوعة ،  منها  ما هو في تاريخ بعض الأمم الغابرة التي نجهل عنها كل شيء ،  مثل هؤلاء  المندائيين الذين أسمع عنهم لأول مرة ... و منها ما هو في تاريخ النبات و أسمائه ... و هذا تخصص دقيق ، و ميدان شيق ... أرجو أن يتكرم  علينا الأستاذ بالمزيد  من درر علمه ، حسبما تسمح به أوقات فراغه  ...    كما أشكر الأستاذ على فتحه ملفا خاصا به في مجلس الجغرافيا  و الرحلات ، و تقديمه لسراة الوراق و زواره ، تعريفا عن كتاب " ميهاي فضل الله الحداد إلى بلاد الرافدين [ 1901 ـ 1902 ].... و آمل أن يتيسر لي  قراءة هذه الرحلة الشيقة  المترجمة عن اللغة المجرية بقلم الأستاذ ثار صالح ... و سأعمل جادا في تحقيق هذه الأمنية ... إن شاء الله .
و تقبل سلامي و تقديري .     
 
*لحسن بنلفقيه
11 - يناير - 2007
إلى سعيد و عبد الحفيظ    كن أول من يقيّم
 
 
أما أنت يا سعيد فلست في حاجة إلى طلب الإذن ، و أنت من سراة الوراق و أعيانه ...
فمرحبا بكل مشاركة منك في هذا الملف و في غيره من الملفات التي يشرفني المشاركة بها  في هذا الموقع الذي أسرني فيه  و حد حركتي  في رحابه  ـ رغم شساعة الشبكة و أمتداد أطرافها و تنوع مواقعها ـ لطف و كرم و نبل و خلق المشرف على هذه المجالس فيه ، شاعرنا النابغة زهير ظاظا، و تواجد هذه النخبة من خيرة المثقفين المتميزين من أبناء أمتنا العربية  ، كل واحد باسمه ، و كل واحدة باسمها ، و يكفي ذكر أستاذتنا ضياء ، و اختيارها لهذا الموقع ، كدليل على حسن اختياري بدوري  و نجاحي في هذا الإختيار   ...   فلا تتردد قط يا أستاذ سعيد  في المشاركة ، كيفما كان مضمونها و شكلها : سؤالا أو تعليقا أو تصحيحا أو حتى عتابا لا قدر الله ... فالكل مقبول منك و من كل زائر يريد أن يفيد أو يستفيد ...
 
بقي أن أسألك عن المنطقة التي جمعت فيها ثمار شجرة الأركان ...  ما هي ? و مرحبا بكل معلومة محلية عن هذه الشجرة .
 
و أما أنت يا عبد الحفيظ  ...
 بل  أنت يا صغيرتي نـــــد ى :
فإن نكتتك عن التيــن و الأرجنتيــن من أروع ما يكون ... و هذه نكتة  ثقافية  بكل المقاييس ، فيها الجانب اللغوي  و الجغرافي و النباتي و النفسي  بالإضافة إلى الفكاهي التقي النقي ... فشكرا لك ، و لا تبخلي علينا بمثل هذه النكت التي تدخل المرح و البهجة و النسمة البريئة الطيبة  على ملفاتنا هذه الغارغة ـ في أغلبيتها  ـ  في الجدية و الحزم و البحث و التنقيب ....  لولا رحمة الله بنا في تواجد أصحاب سحر البيان بيننا ... من شاعرات و شعراء ...
 
أما أنت يا عبد الحفيظ : فصورك قصائد فنية ـ إن جاز التعبير ـ و جفنة الباكور المقدمة لزهير لوحدها قصيدة معبرة .
ترى ما تاريخ تصويرها ? و ما اسم نوع التين هذا ? و هل سمعت بنوع : الغداني أو الغدان في منطقتكم ?
  
*لحسن بنلفقيه
11 - يناير - 2007
جفنة الباكور    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
شـكـر  الهدية من ندى iiبسكور مـشـكورة وصلتك من iiمشكور
ولـراحـة  الباكور خمس أنامل خـضـراء تحمل جفنة iiالباكور
تـصـميم أستاذ الورود iiوراءها أيـام  كـان يـطير iiكالعصفور
شـكـرا  لـمولانا وشكرا iiمثله لأمـيـرتـي من مخطئ معذور
ولـثـائـر  الصابي أرق iiتحية وتـجـلـة لـعـطائه iiالمبرور
وبـحيرة  زرقاء من عبق iiالرها والـسـابـحات بكل هيكل iiنور
وفرات  يحيى المعمدان ولم iiيزل إيـمـان كـل مـعمد iiوحصور
حـركـت  مجمرها وثائر iiودها فـأثـار  عاطره سحاب iiعطور
وإذا  تـعارفت الشعوب iiتعانقت والـحقد  ميراث الشعوب iiالعور
شـكـرا لـثائر صالح iiوقطوفه وسطور حب من ضياء سطوري
شـكـرا لأول رايـة iiخـفـاقة نـصبت  على تاريخنا iiالمكسور
وأريـد لا أنـسى لفارس iiأرغن دفء الإخـاء مـجللا iiبزهوري
ولـنورس الأحلام أبيض نورس شاهدت  عبر سواحلي iiوبحوري
ولـشـيخنا  منصور في iiبركاته مـسـك  الختام لشيخنا iiمنصور
*زهير
11 - يناير - 2007
ولكم محبتي    كن أول من يقيّم
 
أستاذي الكريم زهير،
قصيدتك الرائعة يا سيدي أحزنتني، لماذا لا أستطيع رد الشعر بالشعر? ثم كيف أرد التحية بأحسن منها، وقد عجزت عن الإتيان بمثلها?
لربما كان أبو اسحق ابراهيم واحداً من أجدادي، لا أدري، لكني وكما ترى لم أرث عنه باعه في تسطير بدائع النثر وروائع الشعر. غير أني أحمد الباري عز وجل الذي أوصلني إلى أحفاد الشريف الرضي، فوجدت فيهم تلازم العلم والأدب والخلق الرفيع، والإخلاص الإنساني.
وأجزل الشكر لمولاي لحسن بنلفقيه لهذا الجهد المبذول في تقديم ما لذ وطاب من ثمار المعرفة - ولكلماته الطيبة. ولكم محبتي.
*ثائر
12 - يناير - 2007
 5  6  7  8  9