البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : العلم و التكنولوجيا

 موضوع النقاش : نباتات بلادي    قيّم
التقييم :
( من قبل 9 أعضاء )
 لحسن بنلفقيه 
26 - نوفمبر - 2006
بسم الله الرحمن الرحيم نريد في هذا الملف أن نستعرض بعض النباتات المتميزة في أنحاء الوطن العربي الكبير , وأدعو فيه أصحاب الاختصاص أن يساهموا في وضع معجم توصيفي للفواكه والخضار والورود والأزهار والنباتات المتميزة عامة، وأن يعالجو مشكلة إطلاق الاسم الواحد على فواكه وثمار مختلفة، كالأجاص والخوخ والبرقوق والدراق والأكي دنيا والزعرور والبطيخ داعيا أيضا زوارنا الأكارم أن يساهموا بكل ما يجدونه مفيدا في إثراء هذا الملف والاستدراك عليه، وتقديم الملاحظات والنصائح المفيدة، وشكرا
 11  12  13  14  15 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مرحبا بإبراهيم    كن أول من يقيّم
 
مرحبا بك يا إبراهيم في ملف نباتات بلادي ...  فما أحوجنا لمعلوماتك الغالية الثمينة التي نقدرها و نترجاك أن لا تبخل علينا بها و انت الجواد الكريم ، عرفتك منذ مدة في صفحة الصور ، و ها أنت تشرف المجالس بإسهاماتك الناجحة ... فمزيدا من عطئك ، و استعن بصوي عن النباتات و أدرجها في مقالاتك حسبما تراه مناسبا ... و بارك الله فيك .
 
                 و هذه هديتي إليك: بها خيار و طماطم و مقدونس و قزبرة و كثير من البصل ... صيدلية كاملة شاملة .
*لحسن بنلفقيه
26 - مارس - 2007
مثال آخر في تطبيق التسمية الثنائية :    كن أول من يقيّم
 
  
من نباتات مراكش ، مسقط رأسي ، نبات {  الحرمل  } المشهور في الشعر العربي  منذ عصره الجاهلي  ، و ذُكِــرَ في المعلقات ...  إسمه العلمي اللاتيني  هو:
(  Peganum harmala L. )                                       
 
يتكون هذا الإسم العلمي لنبات الحرمل من لفظتين لاتينيتين و مختصر العالم Linné  الذي و ضع الإسم :
 
1 ـ اللـفظة الأولى :  Peganum هي الإسم  اليوناني لجنس النبات ، و منه الإسم الفرنسي Pégane  ، و منه  أيضا  { الفيجــن } و هو الإسم المعرب في الطب العربي ... و يعرف عندنا في المغرب باسم { الفيجــل } باللام .
و يعرف هذا الجنس في كتب الطب العربي باسم { السذاب } ... و أشار د. محمد شرف في معجمه في مادة ( Ruta )  ، إلى أن { فـيـجـن } معرب عن اليونانية ، و { السذاب } معرب عن الفارسية .
 
2 ـ اللـفظة الثانية : harmala  ، هي الكـنية أو الصفة النوعية ، و هي مأخوذة من كتب النبات و الطب العربي  لتمييز هذا النوع داخل جنسه ، لأن إسم { الحرمل } إسم عربي لا غبار عليه ... و كثير من الأعراب الذين كانو يعرفون باسم " حرملة " ... و { الحرمل } إسم نبات مشهور في الشعر الجاهلي ، خلده ذكر عنترة لــ"ذات الحرمل" في معلقته ، و ذكر الإسمَ شعراءُ آخرون ، منهم طرفة بن العبد ، و النابغة الجعدي ، و المعولي العماني ... و آخرون وقفت على أسمائهم نتيجة بحث في الإصدار الثالث من الموسوعة الشعرية ...
         و الحرمل نبات مشهور معروف عند العطارين العرب ... و  يستعمل في البخور كثيرا  في الوسط الشعبي عندنا في المغرب ... و هو أكثر الأنواع النباتية البرية تواجدا في قرية  والدتي  بنواحي مراكش ، لأنه يتحمل الجفاف و قلة المطر ، و لا يخلو من بزره  بيت من بيوتات عائلتي ... و كانت والدتي رحمها الله و أسكنها فسيح جناته ، هو أول ما تلجأ إليه كلما اشتكى أحد أبنائها أو بناتها ألما أو ألم به عياء ، فتسرع بتحضير جمر ، و تأخد حبات حرمل ، و تجلس الإبن أو الإبنة على ركبتها   ،  ثم تبدأ في " رسم "  سبع دوائر  فوق رأس فلذة كبدها ، و في كل  " دورة "  تسمي الله و تصلي على نبيه صلى الله عليه و سلم ، و تقول :" هذا حرمل ... و أنت ـ يا إبني أو يا إبنتي ـ  في حرمة الله و حرمة سيدي رسول الله  " ، ثم تلقي حبات الحرمل في المجمر  ، فيتعالى الدخان في البيت حتى يكاد يخنق الأنفاس ... و يأتي الفرج بفضل الله و مَـنّـه جزاءَ صدق نية والدتي في قدرة الله و رحمته بعباده المؤمنين به و منتهى الإتكال عليه ، و هذا ما يشجعها على اللجوء إلى هذه الوصفة في حالات كثيرة ... و من صدق النية  عندها كذلك ،  التوكل على الله  أولا و أخيرا مع  طلب مساعدة الطبيب المختص  في حالات أخرى ...
  و للحرمل استعمالات كثيرة يطول ذكرها هنا ....  
....
و بناء على ما سبق ،  فإن  إسم { سذاب الحرمل }  هو الإسم العربي العلمي المقابل  للإسم العلمي  اللاتيني  لنبات  { الحرمل  } إذا  راعينا  تطبيق القاعدة العلمية في وضع التسمية الثنائيـة لأشخاص النبات ... ثم يوضع مختصر إسم العالم الغربي المحدد للإسم المعرب بين قوسين ، مثل ( L.) إشارة على النباتي Linné ، أو المختصر ( Gaetrn.) ، إشارة إلى النباتي Gaetner ، أو مختصر أحد أسماء علماء النبات الغربيين ، ثم ياتي  مختصر إسم النباتي العربي الذي حدد الإسم الثنائي ، و هو إبن البيطار في مثالنا هذا ، لأنه قال في جامعه في مادة { حرمل } نقلا عن ديسقوريدس  :" يسميه بعض الناس { سذاب غير بستاني } " ،  بل إن إبن البيطار و علماء النبات العرب هم العمدة في وضع الكنية النوعية (Harmala) لهذا النوع من جنس { السذاب } ... و بما أن مختصر إسم إبن البيطار في كتب الطب و المعاجم المختصة هو { أ ب } ، فإن صورة الإسم العلمي العربي لنوع نبات { الحرمل } ـ  بعد موافقة المؤسسات العلمية المختصة على مثل هذا التحليل ـ ستكون على الشكل التالي في علم النبات العربي الحديث :
          { ســذاب الحـرمـل (L.) اب . }  أو على الأقل :  {  ســذاب الـحـرمــل }
 
و بمثل هذا الطريق في البحث و الدرس ـ أو طريقة أحسن و أدق منها ـ سيتم إن شاء الله و ضــع الأسماء العربية لأنواع النبات ، طبقا للقاعدة العلمية العالمية ...
 
و إذا علمنا أن أكثر من 380.000 نوع نباتي قد تم وضع أسمائها الثنائية العلمية ، اتضح جليا أن لا مناص من إستعمال  المعربات في كثير من الحالات .
..................................................     
م هذا رابط لمقالة مفصلة عن نبات الحرمل  تزينها صورة النبات :
        
 
 
 
 
 
 
*لحسن بنلفقيه
26 - مارس - 2007
أسماء الفصائل النباتية في علم التصنيف :    كن أول من يقيّم
 
  
ينص تشريع المؤثمرالدولي  للنبات بستوكهولم سنة 1950 ، عل القاعدة التالية :
{ كل نبات مستقل ينتمي إلى نوع ، و كل نوع إلى جنس ، و كل جنس إلى فصيلة ، و كل فصيلة إلى رتبة ، و كل رتبة إلى طائفة ، و كل طائفة إلى قسم ... و الكل إلى المملكة النباتية } .
 
والفصيلة في علم الأحياء ، كما يقول الشهابي ، هي جملة أجناس لها صفات مشتركة ، و لا يجوز تسميتها أسرة أو عائلة . و هذا ما تنص عليه القاعدة من إنتماء كل جنس إلى فصيلة .
فالفصيلة النباتية هي وحدة تصنيفية ، تضم من جنس واحد إلى مآت الأجناس ، لجميع أنواعها صفات مشتركة ، هي صفة القرابة بينها ، و المعتمد عليها في تصنيف النوع داخل جنسه ، و الجنس ضمن فصيلته . و غياب هذه الصفات المشتركة في نبات ما ، هو المعتمد عليه من قبل القائم بالتصنيف ،لإستبعاد النبات من فصيلة و إدراجه داخل أخرى لنباتاتها صفات مشتركة مع النبات المزمع تصنيفه . و مثلما حُـدِّدَتْ أجناسُ جميع الأنواع النباتية ، كذلك تَـمَّ تحديـدُ فصائل جميع الأجناس المعروفة .
 
يؤخذ الإسم العلمي للفصيلة من أهم و أشهر جنس فيها و أكثرها ثمتيلا لصفاتها المشتركة بين نباتاتها ، و أوفرها عددا من حيث الأنواع و الصفات المشتركةما بين أجناسها ...
يكتب إسم الفصيلة من حيث الشكل و الرسم من الإسم اللاتيني للجنس الممثل لها ، و ينتهي  في الصيغة اللاتينية بحروف أربعة هي  (---ceae )  ، و تحتفظ الأسماء الفرنسية للفصائل النباتية باسم الجنس اللاتيني نفسه ، و ينتهي رسمها بالحروف التالية  (--cées ) ... أما الأسماء العربية فإنها تتألف بدورها من الإسم العربي أو المعرب  لأشهر جنس فيها ، و تنتهي بالحروف التالية  [ ــيـات ] ، و كل هذه النهايات أو اللواحق تشير إلى جمع المؤنت السالم . و غالبا ما تحتفظ الأسماء العربية للفصائل باسم الجنس المعتمد في الأسماء الإنجليزية و الفرنسية ، و يأتي في أسماء قليلة باسم جنس آخر غيره ، ينتمي لنفس الفصيلة و يمثلها بما فيه الكفاية ، و يمتاز بشهرته عند العرب أكثر من شهرة الجنس المعتمد في اللغات الأخرى عندهم.
 و هناك فصائل عديدة تسمى بأسماء لا يدخل اسم جنس من أجناسها في تركيبها أو رسمها ، و هي أسماء تشير غالبا إلى الشكل المميز لأزهار أجناس الفصيلة و أنواعها : مثل فصيلة { الشفويات = Labiacées=Labiatae } و تشير إلى أزهار الفصيلة المكونة من تويج  corolle = على شكل " شفتين " : صغرى و كبرى .... و مثل فصيلة { القرنيات = Légumineuses = Leguminosae } .... و { Rosacées = ورديات } ...
و سيأتي الكلام بتفصيل في هذه الجوانب .... إن شاء الله .
*لحسن بنلفقيه
27 - مارس - 2007
في تسمية الفصائل النباتية :    كن أول من يقيّم
 
و يرى بعض الباحثين المهتمين ، ومنهم مؤلف كتاب " المصطلحات النباتية ، و هو الدكتور وليد أسود : أن الأصل في تسمية الفصيلة = family بالإنجليزية ، و famille بالفرنسية ، هو familia  في اللاتينية  أوعائلة . و الفصيلة عنده هي " زمرة تصنيفية تجمع في ثناياها بضع أجناس ( genres) نباتية تختلف بصفات و تتشابه بصفات أخرى . من الفصائل ما تضم أجناسا لها من الصفات المشتركة ما يدل على درجة قربى بادية للعيان، فيقال عن فصيلة كهذه إنها متجانسة homogène .و في أحيان أخرى نقابل فصائل تشمل أجناسا لا تفصح عن قرابة أو ألفة فيما بينها عامة ، و إنما بين مجموعات صغيرة منها ، و تنضوي هذه الأجناس تحت فصيلة واحد بالتسلسل par enchainement ...."/ إنتهى ما نقل من كتاب المصطلحات النباتية [ مادة رقم 940 ـ ص 201 ـ مكتبة لبنان ناشرون ] ...
و سيأتي الكلام عن هذه المجموعات لاحقا ... إن شاء الله .
*لحسن بنلفقيه
28 - مارس - 2007
رفيقي الحلزون    كن أول من يقيّم
 
 
عندما نظرت إلى صحن الحلزون لأول مرة في صفحة الصور ، عادت بي الذاكرة سنوات عديدة إلى الوراء ، وتذكرت رحلة لي معه كنت عائدة فيها من العطلة الصيفية في لبنان ، وكنا على متن الخطوط الجوية الفرنسية ، وكان الحلزون فيها رفيق سفري .....
 
أنا لم آكل الحلزون في حياتي ، ولن آكله بإرادتي مهما أضيف إليه من التوابل والفتاوي في جواز أكله أو عدمه ، فهو بنظري هذا الحيوان الذي يزحف فوق العشب تاركاً وراءه أثراً ظاهراً هو تلك المادة المخاطية اللامعة التي تشبه البصاق ، وهو يسمى عندنا ، بدون شك ، ب : " البزّاق " لهذا السبب .
 
وأما الحكاية ، فهي أنني ما كدت أستوي في جلستي بيومها على مقعد الطائرة ، حتى أتت شابة شديدة الأناقة ، بالغة العناية والاهتمام بمظهرها لتجلس قربي ، وبالكاد ألقت السلام متكلفة ، حتى ألقت بين قدمي بذات الوقت ، حقيبة جلدية من النوع الذي يحمله عادة الرياضيون ، كبيرة الحجم نسبياً ، تركتها مفتوحة من الأعلى مما أثار استغرابي .
 
كانت جارتي تلك شديدة الحذر والتكلف في جلستها ، بل تهيأ لي بأنها كانت تتحاشى الكلام معي أو النظر إلي ، كان يبدو عليها الجفاء والتحفظ وكنت ، كلما تحركت في مقعدي ، أو لامست رجلي طرف حقيبتها الموضوعة بيننا ، نظرت إليها بهلع شديد ، ثم نظرت إلي وهي ترسم على وجهها ابتسامة متكلفة تنتزعها انتزاعاً من لهفتها على سلامة الحقيبة ، فكنت أبتعد برجلي عنها لطمأنتها فتشكرني بابتسامة أخرى صفراء ، لم أكن أفهم مغزاها تماماً ، ولقد ترددت بوقتها في تصنيفها وإذا ما كان علي أن أضعها في خانة الشك ، أم التنبيه ?
 
أزعجتني تلك الحال ، واستعذت بالله من هذه الرحلة التي سأقضي فيها ساعات أربع تحت المراقبة الشديدة وبصحبة جارة " مريبة " . ولطالما تساءلت في نفسي قائلة : " لما لا تقفل هذه المرأة الشريط السحاب على أشيائها الثمينة التي تضعها في الحقيبة فترتاح وتريح ? " .
 
وما ان أطلت المضيفة برأسها ، حتى سمعت جارتي هذه تنهال عليها بوابل من الأسئلة عن موعد وصول الطيارة وكيفية الاستعلام في المطار، فهمت منها بأنها تنوي الذهاب بعدها إلى مدينة " ليون " وبأنها تخشى عدم التمكن من تبديل الطائرة في الوقت المحدد ، وبأنها تستقل الطائرة للمرة الأولى . وكانت تتكلم فرنسية جميلة وصحيحة من النوع الذي نتعلمه عادة في المدارس ، وكانت في حديثها في غاية التهذيب .......
 
فجأة ، وبعد أن اطمأنت على أنها لن تضيع ، أجدها تلتفت إلي بابتسامة صريحة هذه المرة لتسألني إذا ما كنت ذاهبة مثلها إلى " ليون " زيادة في الاطمئنان . ومع أنني لم أكن ذاهبة إلى هناك إلا أنني وجدتها فرصة لإذابة الجليد وفتح حديث ودي يبدأ عادة بالسؤال اللبناني التقليدي : " من وين حضرتك ? " الذي يقول أشياء كثيرة عن الشخص المنوي التعرف إليه ، وكان الجواب الذي لم أكن لأتوقعه أبداً :
 
ــ " من تل عباس " قالت لي ، فهل تعرفينها ?
 
ومن يعرف سهل عكار أكثر مني ? ملعب الريح الشرقية ? سهل الخير والبركة بأنهاره الكريمة ، وتربته الخصبة ، وقراه البسيطة المتواضعة ، وتلاله   ووهاده ، منبت السماق والزعتر ........ والهندباء والخبيزة والدويك والقرصعنة والمسيكة والحرتمنة .... وحيث يسرح الحلزون على هواه تاركاً شريطه الللامع من ورائه مدللاً فيه على وجوده في تلك الأرض البارة .... وصارت أسماء تلك القرى الوادعة تعود إلى ذاكرتي بالتوالي : الكنيسة ، سعدين ، دارين ، الحيصة ، المسعودية ، تل بيبية ، الشيخ زناد ، السماقية ...... وتل عباس الشرقي ، والغربي ، وتخيلت جارتي تمشي بالكعب العالي في تلك الحواكير فتستعصي علي الصورة ، حتى سمعتها تسألني :  
 
ــ هل تظنين بأنه من المسموح لنا بأخذ " البزاق " معنا على الطائرة ?
 
ــ عن أي " بزاق " تتحدثين ? وأين هو " البزاق " ? سألتها .
 
ـ هنا ! قالت وهي تشير بيدها إلي الحقيبة " المريبة " الموضوعة بيننا والتي كنت أظن بأنها تحتوي على كنز التيتانيك .
 
ــ ولماذ تأتين بالبزاق إلى فرنسا ? سألتها بكل استغراب .
 
ــ لأنني ذاهبة إلى أخي الذي يدرس الطب في " ليون " ، وهو يحبه كثيراً لكنه لا يأكل سوى " البزاق البلدي " ولا يحب البزاق الفرنسي .
 
حقيقة ، كانت مفاجأة لا تخطر على البال ولم أكن لأتوقعها أبداً ، ولم يكن ليخطر لي بأن حرص هذه الفتاة كان على " بزاقات " أخيها ، وأنها تركت الحقيبة مفتوحة خوفاً عليها من الاختناق في داخلها ، وأن كل نظرات الارتياع تلك كانت ترسلها فلأنها كانت تخشى خروج تلك الحلازين من الحقيبة وزحفها في الطائرة على أرجل المسافرين . صحيح ، " إن بعض الظن إثم " .
  
*ضياء
29 - مارس - 2007
في تسمية الأجناس النباتية    كن أول من يقيّم
 
     
الجنس في علم الأحياء عامة ، و في علم النبات خاصة ، هو وحدة  تصنيفية تضم من نوع واحد إلى أنواع كثيرة ذات صفات عديدة مشتركة ، هي الصفات المعتمدة في تصنيف تلكم الأنواع في جنس واحد ...  كما تتكون الفصيلة من مجموعة أجناس ...
فإذا أخذنا كمثال فصيلة " الورديات  Rosacées " مثلا ، و أصل تسميتها هو إسم جنس " الورد = Rosa " أشهر أجناسها ....  نجد أن أهم أجناسها المذكورة في كتب الطب العربي و الغربي هي :
ـ  جنس التفاح   و الكمثري ... و إسمه Pyrus .
ـ  جنس الزعرور ... و إسمه Crataegus .
ـ  جنس الورد و النسرين ... و إسمه Rosa  .
ـ  جنس الخوخ ، و اللوز ، و المشمش ، و القراصيا ، و الإجاص  و البرقوق و اسمه Amygdalus = Prunus .
ـ  جنس السفرجل ... و إسمه Cydonia .
ـ  جنس العليق ... و إسمه Rubus  .
ـ  جنس الغبيراء ... و إسمه Sorbus ....
 
و الملاحظ أن جميع أسماء هذه الأجناس مكونة من لفظة واحدة ...إلا أن لبعض الأجناس النباتية أسماء عربية مكونة من لفظتين ، مثل إسم جنس { رعي الحمام } ، واسمه العلمي اللاتيني خو Verbena، و منه  اشتق إسم  الفصيلة Verbenacées... و وضع لهذه الفصيلة إسم عربي  مرادف هو { أرثـديات } و أصله من إسم جنس{ الأرثـد = Vitex } من نفس الفصيلة ...  و كثيرا ما ترد الأنواع النباتية المنتمية لهذه الفصيلة معرفة على أنها من "  فصيلة رعي الحمام " ، بمعنى من الأرثـديات ...
 و سبق للدكتور محمد شرف أن سمى هذه الفصيلة بما نصه :" فصيلة البربينا ، أو الوربانة ، أو الوربينا النباتية ، و هي فرع من الفصيلة الشخصية أو { حشيشة الخنازير = Scrofulariacées } [ المعجم الطبي ...ص 938] .../ إنتهى ما نقل عن محمد شرف رحمه الله و غفر لنا و له ..
 و في هذا التعريف المشار إليه أعلاه  التباس واضح  سببه خطأ في تحقيق أسماء الأجناس المعتمدة في تحديد أسماء الفصائل ... ذلك أن فصيلة الأرثديات [=Verbènacées ] ، لا علاقة لها بفصيلة " الشخصيات " أو " الخنازيريات [= Scrofulariacées ] ... و ليست فرعا منها و لا قبيلة ... و مصدر الإلتباس هو التقارب و الشبه الحاصل بين أسماء الجنسين المعتمدين في إشتقاق إسميْ االفصيلتين  :
1 ـ  فهناك جنس إسمه ) ( Verbascum  ، و منه إسم فصيلة "  Verbacées " ، التي لم يرد إسمها اللاتيني  بمعجم محمد شرف ...  و هي الآن مجرد قبيلة  في   فصيلة الخنازيريات ... و هي المشار إليها خطأ  باسم " الوربينا "
2 ـ و هناك حنس ( Verbena ) ، السابق الذكر ، و منه إسم "  الأرثديات  Verbenacées " ـ و هي الوربينا علميا ـ  و التي وصفها  محمد شرف على أنها فرع من الفصيلة الشخصية أو الشخصيات  = Verbacées ...  مع أنها ليست منها ... و سبب الإلتباس  تشابه أسماء الفصيلتين مع أختلاف شاسع في تصنيف الجنسين المعتمدين  في وضع الإسمين الخاصين بهتين  الفصيلين ... 
 
         و كما تلجأ اللغة العربية إلى الكلمات المعربة ، لجأت اللغة اللاتينية في علم التصنيف إلى العديد من الأسماء التي لم يستعملها اليونان من قبل ، مثال ذلك إسم فلجنس  " أراليا = Aralia " ، و هي لفظة كندية ، اشتق منها إسم فصيلة " الأراليات = Araliacées ... و من أشهر نبتات هذه الفصيلة ، نبات " الجنسنغ " المشهور عالميا ... و الذي وقع في تعريفه و تحقيق شخصه إلتباس خطير في اللغة العربية... و ما زلت أجد هذا الإلتباس الخطير شائعا بيننا إلى يومنا هذا  ، و يحتاج توضيح أمره بتفصيل إلى مقال خاص به  إن شاء الله ....
 
*لحسن بنلفقيه
31 - مارس - 2007
الأسماء القديمة و الحديثة لبعض الفصائل النباتية :    كن أول من يقيّم
 
   
توجد ضمن الأسماء المتداولة للفصائل النباتية  ، أسماء قديمة لا تخضع للقاعدة الحديثة التي تنص على اشتقاق إسم الفصيلة من إسم أشهر جنس فيها ... و تشير هذه الأسماء القديمة إلى صفة خاصة تميز ثمار أو أزهار أو أوراق نباتات الفصائل التي تحمل هذه الأسماء ... و تطبيقا للقاعدة الحديثة المتبعة في علم التصنيف ، تم وضع أسماء جديدة بدل الأسماء القديمة . و من هذه الأسماء بالنسبة لفصائل الشمال الإفريقي ، ما يلي :
 
.        ـ بـقـلـيـات = سنفيات ـ قطانيات ـ قرنيات : أربعة أسماء لفصيلة واحدة ، إسمها المتداول و المستعمل إستعمال الإسم العلمي هو Légumineuses  ، أصل الكلمة من اللاتينية legumen ، و ترجمتها إلى العربية : سنفة ، و قرن ، و بقل ، و حلبة ، و علفة . و قد أقر مجمع اللغة بمصر إسم الـقـرنـيـات ، بناء على اقتراح من الأمير مصطفى الشهابي . سميت الفصيلة بهذا الإسم لأن  ثمار كل النباتات المصنفة داخلها على شكل قرون أو سنفات ، مثل ثمار الفول و اللوبيا و الخروب و الطلح و السنط. و كان هذا التشابه كافيا في البداية لضم نباتات مثل الفول و الخروب و السنط في نفس الفصيلة ... و بتقدم علم التصنيف النباتي ، ظهرت أختلافات في شكل الأزهار ما بين الفول و الطلح مثلا ، بل و لوحظ تباين حتى في الثمار القرنية ما بين الفول و الخروب ... عندها قام النباتيون بتقسيم نباتات القرنيات إلى ثلاث مجموعات متميزة ، و اعتبروا كل مجموعة مها فصيلة جديدة ، و هي : الفراشيات Papilionacées ، و يمثلها نبات الفول ... و العندميات Césalpinacées ، و يمثلها نبات العندم أو الخروب ... و السنطيات Mimosacées و يمثلها السنط و منه الطلح .
و بما أن إسم الفراشيات Papilionacées لم يشتق من إسم جنس فيها ، و إنما يشير بدوره إلى شكل أزهارها ، فقد تم استبدال هذا الإسم  بوضع إسم جديد للفراشيات هو Fabacées ، و هو من إسم جنس الفول Faba ، و ترجمة الإسم الجديد إلى العربية هي " الفـولـيـات " ، أو " الباقلائيات " ، قال صاحب المصباح المنير : الفول الباقلاء ، قاله إبن فارس .... و في  مختار الصحاح : الفول " الباقلا " بدون همزة . و قال الجاحظ في الحيوان :" و الباقلاء إذا عتق شيء في الأنبار استحال كله ذبابا " .. و قال عبد السلام محمد هارون محقق الكتاب بهامش الصفحة :" الباقلى ، بكسر القاف و تشديد اللام ، و تخفف ، و الباقلاء مخففة ممدودة هي الفول . هذه هي الباقلاء النبطية ، و اما الباقلاء المصرية فهي  " التـرمس " ، و الأولى هي المرادة لإرتباط العراقيين بالأنبار [ج3 ـ ص 355] ...
                                        وللحديث بقية ...
*لحسن بنلفقيه
3 - أبريل - 2007
2 ـ الأسماء القديمة و الحديثة لبعض الفصائل النباتية :    كن أول من يقيّم
 
و من الأسماء القديمة للفصائل النباتية ، إسم :
 
.        ـ خيميات = Ombellifères  ، أصل الإسم من اللاتينية ? umbella ?  = مـظلة ، خيمية ...  و ferre = حَـمَـلَ ، إلماعا إلى  حمل نباتات هذه الفصيلة لأزهار تجتمع  على شكل مظلات صغيرة أو خيميات ...
  يُعَرِّفُ د.وليد أسود هذه الفصيلة بقوله :" إسم و نعث لمجموعة كبيرة من الأنواع تجمعها   صفات مشتركة عديدة ، أولها أنها تحمل أزهارا في نَـوْرات خيمية ، الأزهار عديدة التويجيات ، و مبيض الزهرة ثنائي الخباء ، يتطور إلى ثمرة جافة تنشطر إلى نصفين ، كل منهما ثميرة وحيدة البذرة كما في الجزر carotte[*] و الخلة  Ammi visnaga ( herbe au cure-dents[*]) ، و الكرفس Apium graveolens  = céleri [*] [ المصطلحات النباتية . المادة رقم 1727 ـ ص 364] ...
ذكر لها معجم المنهل إسم " صيوانيات " بالياء ، و لم أجدها ... و الصوان و الصيان في اللغة : الوعاء الذي تصان فيه الثياب و الكتب ... و التصوينة : السور يحيط بالبيت ...  و لا أرى وجه الشبه ...
و يصف معجم المنهل نظام إزهرار الفصيلة على أنه :" تجتمع فيه الأزهار على شكل مظلة محمولة على علاقات تنطلق جميعها من نقطة واحدة [ ص 714] ...
وُضـِعَ للفصيلة إسم جديد هو  Apiacées  ، من إسم الجنس Apium ، و هو جنس الكرفس ... لذا يمكن ترجمة إسم الفصيلة إلى " الكرفسيات ".
و للحديث بقية ...
.............................................
[*] : الأسماء الفرنسية غير موجودة في المرجع المعتمد .
 
 
*لحسن بنلفقيه
4 - أبريل - 2007
3ـ الأسماء القديمة و الحديثة لبعض الفصائل النباتية    كن أول من يقيّم
 
 
و من هذه الأسماء :
.        إسم فصيلة " الـراتـنـجـيـات : أصل التسمية من " الراتنـج " ، و هي لفظة معربة ، عرّفها " المعجم العربي الحديث لاروس  على أنها مادة لزجـة تخرج من لحاء بعض الأشجار كالصنوبر و غيره [ص 565] ... و الصنوبر كما سبق قوله هو من فصيلة الصنوبريات في التصنيف النباتي ،  حتى و إن كان ينتج صمغا ... و نسبت أشجار " البرقوق البري [ص 230] ، و السماق [ص677] ، بالمعجم العربي المذكور أعلاه إلى فصيلة " الراتنجيات " ...
و يرى صاحب كتاب " المصطلحات النباتية "  أن لفظ " الراتنجي " ، أصله في اللاتينية هو resina  = راتـنـج . و أنه مرادف لمصطلح " عاريات البذور " ، نظرا لما تتمتع به من سمة عامة [1] ، باستثناء الفصيلة Taxacées [2]، من حيث إفرازها للراتنج ، و هي مادة صمغية لزجة ./إنتهى ما نقل من كتاب " المصطلحات النباتية [ مادة رقم 2143 ، ص 452] ...
و الراتنج = résine  ،  هو المادة النباتية التي تفرزها جذوع العديد من الأنواع النباتية  المنتمية لفصائل عديدة و منها حتى الفصيلة الوردية ، و من المعروف عند الفلاحين أن أشجار اللوز و المشمش و البرقوق تنتج راتنجا معروفا و مشهورا ... و تعريب  résine في اللهجة الدارجة المغربية هو " الرزينة " ، و هي مادة تكون لزجة ثم تصير صلبة ، و لها استعمالات كثير في أنشطة مختلفة ، و تدخل في وصفة لصاق خاص بصيد الطيور ، يسمى " التعليكة " ، يعرفها ـ و استخدمها ـ  جل أطفال مراكش من جيلي  في صغرهم .
و من الشائع الآن أن يطلق إسم les résineux على أشجار المخروطيات ... و بهذا المعني يرد في كتاب " المصطلحات النباتية " المشار إليه أعلاه.
 
.         كان الإسم المتدول لفصيلة  " الراتنجيات " هو Térebenthacées ?  ، و أصل التسمية هو ?  Térébinthus ? الذي كان يطلق على شجرة " البطم ، و منه  térébenthène ? الذي يعرفه معجم المنهل على أنه هو" هيدروكربور البطم " و ?  térébenthine ? و هو صمغ البطم ...  و تنتمي أشجار البرقوق البري و السماق و البطم  في التصنيف الحديث  إلى فصيلة " البطميات " بالعربية  ، و أصل تسميتها من إسم الجنس الذي يمثله فيها أحسن تمثيل شجرة " البطـم " ... و وُضِــعَ لهذه الفصيلة إسم جديد طبقا للقاعدة المتبعة في تسميةالفصئل النباتية ، و إسمها الجديد هو ?  Anacardiacées ? ... من إسم جنس " البلاذر = Anacardium"  و ترجمتها " البلاذريات " .
.        عرَّف الدكتور محمد شرف نبات " البلاذر" بأنه " أنقرديا " = Anacardia بالرومية ، لأن ثمرته تشبه القـَـلـب ، بفتح القاف ، و لم ينسبه إلى فصيلته .
.         و ذكره الدكتور رمزي مفتاح في كتابه إحياء التذكرة ، و نسبه إلى الفصيلة " القـَـلـبـيـة "  أو " التربنتية " [ص 176] , و القـلـبـيـة هنا بفتح القاف ...
.         و ذكر الشهابي في معجمه الزراعي نباتات كثيرة و نسبها إلى الفصيلة " القــُلـبـيـة " ـ بضم القاف ـ و اسمها العلمي Saxifragacées ، من إسم الجنس Saxifraga ، و هو " القـُلب " ـ بضم القاف ـ في العربية ، و من أسمائه فيها " كاسر الحجر " ...
.............................
[1] أي نباتات المجموعة التي تحمل إسم عاريات البذور ، وإسمها القديم هو Conifères  و هي غير " الراتنجيات = Térébenthacées = Anacardiacées كما سيأتي شرحه .
[2] و هي من المخروطيات conifères، لا من البطمياتTérébenthacées  . و سيأتي التعريف بالمخروطيات ... إن شاء الله .
*لحسن بنلفقيه
5 - أبريل - 2007
الكشك والبطم    كن أول من يقيّم
 
 
 
    أفادتني المعلومات التي أوردتها مولانا في الفقرة السابقة وأثارت في ذاكرتي صورة شجرة البطم الواسعة الانتشار في بلادنا والتي نجدها في كل مكان تقريباً ابتداء من علو منخفض ( حوالي 300 م ) حتى أن هناك جبلاً في الجنوب اللبناني يعرف باسم : جبل البطم .
 
 ارتبط البطم في ذاكرتي دائماً  بموسم تحضير الكشك لأن جدتي ، رحمها الله ، كانت تستخدمه في صناعته وسأوضح لكم الكيفية : كانت تقوم بنقع البرغل في اللبن الرائب ثم ترسلنا إلى البرية لنحضر لها البطم ( وكنا نسميه البطن ) فكنا نقتطع منه أغصاناً صغيرة كانت تقوم بغسلها وإضافتها إلى اللبن الرائب ومن ثم تغطية الكل لحبس الحرارة وتركه منقوعاً في اللبن مدة أيام ثلاثة .
 
بعدها ، كانت تنتزع أغصان البطن من اللبن وترميها بعد أن يكون اللبن قد وصل إلى حالة من التخمر تشبه الغليان ، فكانت تعيد خلطه بالبرغل الراكد في الأسفل ليصبح كالعجينة الرخوة فتضعه في إناء واسع ومكشوف ليجف قليلاً مدة من الزمن ومن ثم كانت تقوم بصنع دوائر صغيرة بحجم المشمشة أو الخوخة من هذه العجينة وترصفها على قماش نظيف وتعرضها للشمس لكي تجف تماماً وتصبح قاسية وصالحة للتخزين . أحياناً كانت تقوم بطحن هذه الكرات وتحويلها إلى مادة تشبه الطحين ، وأحياناً أخرى كانت تتركها على حالها .
 
 
*ضياء
6 - أبريل - 2007
 11  12  13  14  15