البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : الدوبيت    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 عمر خلوف 
9 - أكتوبر - 2006
الدّوبيت
          هو أحد الأوزان الشعرية المستحدثة، الخارجة على قواعد العروض العربي. ومع ذلك؛ فقد كُتِبتْ له الشهرة والانتشار قروناً عديدة.فمنذ نشأته؛ استساغ إيقاعَه الغنائيَّ الكثيرُ من شعراء العربية فكتبوا عليه الرباعيات العديدة، والقصائد الطويلة، والموشحات العذبة، حتى أصبحَ ما كُتِبَ عليه يفوقُ -كَمّاً- ما كُتِبَ على بعض الأوزان الخليلية. ومعَ ذلك، فقلّما تجِدُ في عصرنا  مَنْ سمعَ به!
          ويَشي اسمه بأنه فارسيّ الأصل. فكلمةُ (دوبيت) -وهي علَمٌ عليه- كلمةٌ فارسيةٌ تعني (بيتين)، إشارةً منهم إلى طريقة النظمِ عليه، حيث يُعبَّرُ بكلِّ بيتين منه عن فكرةٍ محدّدة.
يقول عفيف الدين التلمساني (-690هـ)([i]):
الدّهْرُ رياضٌ، نحنُ فيها الزَّهَرُ ** والكَوْنُ غصونٌ، نحنُ فيها الثمَرُ
والْمُلْكُ لنا، وما علينا حَرَجٌ ** والعيشُ صَفا، فما الذي ننتظِرُ?
ويقول أبو البحر الخطّي (-1028هـ)([ii]):
يا مَنْ بِهَواهُ سِيطَ لَحْمي ودَمي ** لا نَالَكَ ما تراهُ بِي مِنْ ألَمِ
إنْ لَمْ تَهَبِ الحياةَ في وَصْلِكَ لي ** فامْنُنْ كَرَماً ورُدَّني للعَدَمِ

          وهم كثيراً ما يسمونه بالرّباعي (أو الرباعيات). وذلك راجعٌ إلى كتابته -مشطوراً- على أربعة شطورٍ مقفّاة برويٍّ واحد، تبقى في مجموعِها بيتين اثنين أيضاً؛ كما في قول العماد الأصبهاني([iii]):
لا راحَةَ في العيشِ سوى أنْ أغزو
سيفي طَرَباً إلى العُلا يهتزُّ
في قتْلِ ذوي الكُفْرِ يكونُ العِزُّ
والقدْرةُ في غيرِ جهادٍ عَجْزُ
وكما في قول جلال الدين الرومي([iv]):
يا مَنْ هوَ سيّدي وأعلى وأجَلْ
يا مَنْ أَنَاْ عبْدُهُ وأدنى وأقَلْ
حاشاكَ تملّني ، وحاشاكَ تُمَلْ
إنْ لَمْ يكُنِ الوابِلُ بالوَصْلِ فطَلْ

          ولكننا نفضل استخدامَ مصطلح (الدوبيت)، لأنه علَمٌ على هذا الوزن، لا يُشاركه فيه أيّ بحرٍ آخر، يُشبه قولَنا: الكاملَ أو الطويلَ أو البسيط. بينما تشير كلمة (الرباعيات) إلى جميع ما كُتبَ بطريقة الرباعيات، على أيِّ وزنٍ كان.
          وربما كان ظهور رباعيات الدوبيت في أواخر القرن الثالث الهجري. حيث جاء ذكرها في كلامٍ للجنيد البغدادي (-298هـ)، ومعاصره أبي الفضل الهاشمي (-317هـ)، إبّان انتشارها في غزنين.         ولكن الغريب فعلاً أنْ تكون أقدم رباعية دوبيتية معروفة هي رباعية عربية، حيث يعود تاريخها إلى أواخر القرن الثالث الهجري، عصر اكتشاف الدوبيت نفسه. فقد وجَدْتُ في ديوان الحلاّج (-309هـ) رباعية دوبيتية فريدة، فاتَ ذكْرُها على جامع (ديوان الدوبيت، ومستدرَكَيْه)، مع أنه هو محقّق ديوان الحلاج! يقول فيها([v]):
كَمْ ينشُرُني الهوى وكَمْ يطويني ** يا مالِكَ دُنْيايَ ومالِكَ([vi])دِينِي
يا مَنْ هُوَ جَنَّتي ، ويا روحِي أنا ** إنْ دامَ علَيَّ هجْرُكُمْ يُعْيِينِي

          كما أورد ابن إياس الحنفي (-?هـ) للإمام الشافعي (-204هـ) ست رباعيات دوبيتية، فاتت كذلك على جامع (ديوان الدوبيت)، هي الأقدم إن صحّت نسبتها إلى الشافعي، يقول في أولاها([vii]):
رزْقي يَأْتي ، وخالقي يكفلُهُ ** لا أفْضُلُ غيرَهُ ولا أسألُهُ
إنْ كنتُ أظنُّ أنّهُ منْ بَشَرٍ ** لا قدَّرَهُ اللهُ ولا يسّرَهُ
          بل إنّ ابن تغري بردي (-874 هـ) أوردَ للعَتّابي (-220هـ) شاعر البرامكة والرشيد، رباعيةً دوبيتية، نسَبَها خطَأً إلى المواليا([viii])، وفاتت كذلك على جامع (ديوان الدوبيت)، هي من أقدم الدوبيتات المعروفة إنْ صحّت نسبتها إلى العتّابي كذلك، يقول فيها([ix]):
[يا ساقٍ]([x]) خُصَّني بِما تَهْواهُ ** لا تمزِجْ أقداحي رعاكَ اللهُ
دعْها صِرْفاً فإنّني أمزِجُها ** إذْ أشْرَبُها بذِكْرِ مَنْ أهواهُ
          ومن الرباعيات العربية القديمة؛ التي فات ذكْرُها على جامع (ديوان الدوبيت)أيضاً، ويعود تاريخها إلى أواخر القرن الرابع الهجري، قول أبي الفتح البسْتي (-400هـ)([xi]):
قولا  لِمُنى قلْبِيَ إسْماعيلا
أنعِمْ بنَعَمْ ، أطَلْتَ إسْماعي لا
أشْعَلْتَ جَوايَ بالهوى تشعيلا
أدْرِكْ رَمَقي ، فإنّ صبرِيَ عِيلا
          وأغرب من ذلك أن تعود أقدم رباعيات الدوبيت الفارسية المعروفة، إلى بدايات القرن الخامس الهجري، حيث اشتهر بها أبو سعيد بن أبي الخير (-440هـ)، الذي يُنسب إليه الجزء الأكبر من رباعيات الخيام. وله رباعيتان عربيتان. مما يدعم آراء القائلين بعربية هذا الوزن.


([i]) ذيل ديوان الدوبيت، القسم2، مجلة المورد (2)،1977م، ص65.
([ii]) ديوان الدوبيت ص446.
([iii]) ديوانه ص472، ديوان الدوبيت ص152.
([iv]) ديوان الدوبيت ص271.
([v]) ديوانه 1/397.
([vi]) وكان د.كامل الشيبِي محقّق الديوان قد أثبت كلمة (مَوْلى) بدل (مالك) متوهّماً أنّ في الشطر انكساراً، فقال: "جاءت (مولى)..على (مالك)، وبما أثبتنا يستقيم الوزن"! وليس فيما تنكّب عنه المحقق أي خلل وزني.
([vii]) المستدرك على ديوان الدوبيت، لهلال ناجي، مجلة الكتاب العراقية، (7)، 1974م، ص14.
([viii]) ونقل عنه ذلك الخطأ د.عبد الرحمن عطبة (تطوّر الشعر في بلاد الشام ص146)، مرجِّحاً -بناءً عليه- أنّ العتابي كان مخترِعاً للمواالِيا!!
([ix]) النجوم الزاهرة 2/186 .
([x]) في الأصل (يا ساقِياً ..) ، وبها يختل الوزن .
([xi]) ديوانه ص143. وقد ردّها محققا الديوان -خطأً- إلى البحر السريع !!
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
والقدرة فى غير جهاد عجز    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الاستاذ عمر
       شكرا لعرضكم الكريم لوزن الدوبيت, الحقيقة أن فن الدوبيت الشعرى  أمتعنى للغاية
فهو يقدم تصورا للحب بكل صوره واشكاله, وهو قالب راقص طروب كما فهمت من اشارتك.
يمكننى أن أشارك هنا  بتلخيص كتاب الدكتور عهدى إبراهيم السيسى بعنوان "صلة ديوان الدوبيت".
بدأ الكاتب بتعريفه للوزن كاتبا:
"سمع الردوكى ،عبد الله بن جعفر السمرقندى (329هجرية ) صبيا يهتف بعبارة " غلتان ، همى رود تابن كو " أى " تتدحرج ، ذاهبة إلى قعر الحفرة " فوقع وزنها فى نفسه موقع الاعجاب والقبول فنظم على النسق ذاته أشعارا اقتصر من كل قطعة منها على بيتين أحدهما مصرع والآخر مقفى أطلق عليه اسم " ترانة "أى المنسوب إلى الصبى ، وشغف الناس بشعر الترانة حتى انهم كانوا لايجدون محيصا عن الرقص متى سمعوا الترانة ."
هذا مارصده  أيضا د. كامل مصطفى الشيبى فى عرضه لديوان الدوبيت ، وقد خرج الكتاب إلى النور فى عام 1972، وقدم د." السيسى" كتابه بمقدمة ضافية دقيقة حرية بكل التقدير تحدث فيها عن نشأة الدوبيت فى الأدبين العربى والفارسى .
وأوضح أن الفارسية تعارفت على ثلاثة أنواع من من الرباعيات هى : الرباعية المغناة ، وتعرف بالترانة ، والملقاة وتعرف بالدوبيتى ، والعامية التى تعرف بالفهلويات
.
ثم انتقل للحديث عن الرباعيات فى الشعر العربى ممهدا له بأقسام الشعر فى أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس ، وهى : القصيد ، والرجز ، والمسمط ، والمزدوج ، ومثل لهذه الأقسام بأمثلة فضلا عما جد بعد ذلك من قوالب شعرية أخرى من موشح ، وتشطير ، وتخميس ، ومقلوبات الأوزان ، والشعر ذى المصارع الأربعة . ثم بين مدلول كلمة رباعية فى العربية ، وذكر الألفاظ الأخرى التى أطلقها الشعراء ، والمصنفون على الدوبيت كالترانة والرباعى والجهار مصراعى
.
وينتقل إلى الحديث عن وزن الدوبيت ، فيذكر أن العروضيين قد ذكروا أنه على وزن
:
فعلن متفاعلن فعولن فعلن

وهناك وزن آخر محور عن السابق هو
:
فعلن فعلن مفاعلن مفتعلن
مرحبا بك بنهاية الكتاب ومرحبا بك مع ما تطرحه علينا من فنون الادب الرائع. ففى فترة سابقة قرأت عن الدوبيت ولكن ليس بعمق هنا . سأتعمق فى طرحك . ننتظرك ونحن على أهبة السمع.
استاذنا الرائع, لاتبخل علينا بما تعرفه عن هذا البحر.   تحياتى
سلافة كارم
12 - أكتوبر - 2006
وللدوبيت بقية    كن أول من يقيّم
 
أديبتنا (سلافة كارم)..
أهلاً بك في أروقة الوراق العامرة ..
وأشكر لك إثراءَك الموضوع بمثل هذا الطرح الجميل.
 
في كتابي: (البحر الدبيتي؛ الدوبيت: دراسة عروضية تأصيلية جديدة)، الصادر في الرياض عام 1997م، أشرتُ إلى قصة (الرودكي) مع الصبي، نقلاً عن (ديوان الدوبيت) للدكتور كامل مصطفى الشيبي رحمه الله، وقد شكّكتُ حينها في القصة، لأنّ أول من أوردها ـ على ما يبدوـ هو شمس الدين قيس الرازي، في كتابه (المعجم في معايير أشعار العجم)، والذي يفصله عن عصر (الرودكي) ثلاثة قرون!!
ووفقاً للشيبي؛ لم تصل إلينا من رباعيات الرودكي هذا أية رباعية!!
وقد أشرتُ آنفاً إلى أن أقدم رباعيات الدوبيت الفارسية المعروفة تعود إلى بدايات القرن الخامس الهجري، في حين تدل الشواهد التي بين أيدينا على أن رباعيات الدوبيت العربية المعروفة تعود إلى بدايات القرن الثالث الهجري.
فهل أراد الفرس أن يوجدوا لأنفسهم شيئاً من الفخر الضائع بمثل هذه النسبة?!
 
ثم، على الرغم من اهتمامي بالدوبيت، فأنا لم يُتحْ لي الاطّلاع على كتاب (صلة ديوان الدوبيت)، للدكتور عهدي إبراهيم السيسي، فحبذا لو وثّقْتِ لنا الكتاب بذكر ناشره، وتاريخ نشره، وهل هو متوفر في الأسواق للبيع أم لا?
وحبذا لو طال عرضُك للكتاب، فأتحفتِنا بما أورده السيسي من أمثلة للرباعية المغناة، والرباعية الملقاة لكي نعرف الفرق بينهما.
وأما عن وزن الدوبيت، فهو صلب موضوع كتابنا، وأرجو أن أتحدث عنه في مشاركة أخرى إن شاء الله تعالى.
 
والشكر موصول لأستاذ الوراق.
*عمر خلوف
14 - أكتوبر - 2006
أختاركم من دون كل الناس    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم أرباب الادب (الاستاذ زهير, الاستاذ عمر)
 أشكركم على قدح المعرفة الاصيل, ولعله يبقينا مستيقظين,  كى نعرف بعض  العلم عن أبداعاتكم.
أما عن الكتاب( صلة ديوان الدوبيت .. جمع وتحقيق ودراسة : الدكتور عهدى إبراهيم السيسى . كلية الآداب ـ جامعة طنطا )  والنشربإذن خاص من المحقق
وأما عن قصة الردوكى مع الصبى فهى محققة لدى كاتبنا السيسى فى هامشه  لبعض شعراء هذا الوزن ومنهم شهاب الدين الخفاجى(ت 1069) .كما حققه بنص شمس الدين قيس الرازى.
 وأما بالنسبة لعرضى للكتاب فلم أجد طريقة أخرى تشبع عقولنا العاطشة أفضل مما تقدم عرضه.
وإليك بعضا من المقتطفات

* فى وجهك للجمال والحسن فنون ..
فى طرفك للسحر فتورٌ وفتــــــون ..
أنّى أسلو هواك يامن أضحـــــــت ..
عيناه تقول للهوى : كن فيكـــــون .. ( نصير الحمامى ت 712)

* لو بات بما أجنه مكـــترثا ..
ما خان ولا كان لعهدى نكثا ..
يبدو فيقـــول كل من ينظره ..
سبحانك ما خلقت هذا عبثا .. ( التعفرى ت 675)

*أهوى قمرا فى حسنه مذ بزغا ..
قد جار هواه فى فؤادى وطـغا ..
إن حرضه على ّواشيه وصغا ..
يا ليت بلغت منه ما قد بلغـــا .. ( ابن إياس الحنفى ت 930)

والبدر تراه ساجدا بين يديــه ..
فى الحسن عليه كل شىء وافر ..
إلا فمه فإنه ضــــــاق عــــليهْ.. (عماد الدين زنكى ت594)

*لابأس وإن أذيب قلبى بهــواكْ..
القلب ومن سلبته القلب فـــــداك ..
وليت َوقلت : أنعم الله مســـــاكْ ..
مولاى ، وهل ينعم من ليس يراك? ( الأرجانى ت 544).

* يا غصن ، أراك حاملا عود أراك ..
حاشاك إلى السواك يحتاج ســـــواك ..
قل لى : أنهاك عن مجيئك نُهــــاك ?..
لو تم وفاك بُسـت خديك وفــــاك .. (العماد الأصفهانى ت 597).

قابلت تـــــــــــذللى بقلب قــاس ِ..
ماضر ك لو كنت لجــرحى آس..
هل يجمل أن تعرض عنى وأنا ..
أختاركم من دون كل النــــاس ِ .. ( ابن عربى ت 638أو 657 ).


سلافة كارم
14 - أكتوبر - 2006
أبيات نادرة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الأستاذة العزيزة سلافة كارم :شكرا لكلماتك الطيبة وعنوانك الساحر، وما أجمل بيتي ابن عربي وما أندرهما، صدقيني هذه أول مرة تقع عليهما عيني.
ولكن هل أنت تكتبين من ذاكرتك، أم تنقلين من كتاب، والظاهر أن جوابك سيكون: (بالاثنين معا) فتاريخ وفاة ابن عربي مسالة متفق عليها، وكانت وفاته ليلة الجمعة يوم الخميس/ 28/ ربيع الثاني/ 638هـ. الموافق 22/ تشرين الثاني/ 1240م. وأما عام (657هـ) فهو عام وفاة ابنه (سعد الدين ابن عربي) والصواب أنها عام (656) وكان مولده في ملطية في رمضان (618) وديوانه لا يزال مخطوطا، أو أني لم أطلع على طبعة له، فالمطبوع قطعة من شعره، والمنشور من شعره في الموسوعة (111) بيتا فقط، وانا أرجح أن يكون البيتان اللذان ذكرتهما من شعره، وليس من شعر أبيه.
واما عماد الدين زنكي المذكور في تعليقك فهو غير عماد الدين زنكي صاحب الموصل ووالد نور الدين، ويوم مقتله شهير أيضا وكان ليلة الأربعاء / 5/ ربيع الثاني/ 541هـ
وأما صاحب البيتين فكما تفضلت عماد الدين زنكي، وهو حفيد عماد الدين زنكي الأول، والصواب في البيتين كما ذكرهما الصفدي في الوافي (على الوراق)
الـسُّكّر صار كاسداً في iiشفتيه والـبدر  تراه ساجداً بين iiيديه
في الحسن عليه كل شيء وافر إلا  فـمـه فـإنه ضاق iiعليه

وأما نصير الحمامي فمن أشهر شعراء العامة البسطاء في التاريخ، كان يتعيش باستئجار الحمّامات، وإدارتها، وعمر طويلا حتى تجاوز المائة لأن مولده عام (609) وله في (أعيان العصر) على الوراق وفي (الوافي) ترجمة واسعة، قال في أثنائها:
جاراه فحول عصره وجاراهم،وكتبوا إليه فأجابهم وباراهم وما ماراهم، وربما أربى في اللطف على مجاريه،
ولو لم يكن حمامياً لما عرف حرّ الأشياء وباردها وأخذ الماء من مجاريه)
ويظهر أنه كان مع معاصره السراج الوراق مثل شيوخ الزجل  اليوم في لبنان.
وأما دوبيت العماد فقد وقع فيه خطأ مطبعي، في الشطر الثالث، وصوابه (قل لي أنهاك عن محبّيك نُهاك)
وأما (التعفري) فالصواب (التلعفري) وهذا خطأ مطبعي لا شك عندي في ذلك، وهو شهاب الدين التلعفري، شاعر عربي صميم، من (ذهل بن شيبان) كان شيعيا متعصبا لأهل البيت، ولم يمنعه ذلك أن يكون شاعرا في بلاط الملك الأشرف الأيوبي، ومولده يوم 25/ جمادى الآخرة/ 560هـ ووفاته يوم 13/ محرم/ 560هـ وبيتاه مذكوران في (ذيل مرآة الزمان) لليونيني، على الوراق.
ومن نوادره أن الأشرف الأيوبي وعده وهما في حمام الرُها أنه إذا فتح (خلاط) سيعطيه ألف دينار مصرية، فلما تم فتح مدينة خلاط ذكره بوعده بقصيدة مشهورة، فوفى الملك الأشرف بما وعد وأعطاه ألف دينار. وأما ديوانه فلا يزال في عداد الدواوين الضائعة، والمنشور منه مجموع من كتب الأدب، وعدد أبياته في الموسوعة الشعرية (1029) بيتا، في مائة قطعة. ولكن ليس فيها البيتان المذكوران في تعليقك.
وأما بيتا ابن إياس فهذه من محاسن أبحاثك يا سلافة، وفائدة لم تكن بالبال، وانا لم أكن أعرف أن صاحب بدائع الزهور كان شاعرا مجيدا إلى هذه الدرجة، ومن كتب في قافية الغين هذا الدوبيت، فلا شك عندي أن ديوانه ضخم جدا وأنه من عمالقة الشعر. رجاء: اكتبي لي من أين أتى مؤالف الكتاب بالبيتين.
وبقي أن أشير إلى خطأ وقع في الشطر الثالث من دوبيت ابن إياس، والصواب فيه حذف الهاء من كلمة (واشيه) لتصير (واشٍ)...  بانتظار جوابك، مكررا شكري وتقديري.
وأما هديتنا فهي هذه:
عـنـقود مكارمٍ وبنت iiأكارم من كرْم أبيك كارما عن iiكارم
ما أطيب إن نزلت في كرمتها تسقيك من الهوى سلافة iiكارم
*زهير
14 - أكتوبر - 2006
لحن الدوبيت    كن أول من يقيّم
 

أشهر دوبيت غني في العصر الحديث هو ما غنته فيروز (يا غصن نقا مكللا بالذهب) ويمكن الاستماع له على هذا الرابط:

http://www.mal6rb.com/songs/arabic/songs_list/266 

وغناه أيضا صباح فخري، ويمكن الاستماع إليه بصوته على موقع الأستاذة لينة ملكاوي http://www.awzan.com/poetrypages/Ya_Ghusna_Na8a.htm

*زهير
14 - أكتوبر - 2006
المعتمد يشكو قيده    كن أول من يقيّم
 
كثيرا ما تدفع ذاكرتى لارتكاب الخيانات التاريخية،"خيانة الثاقف والتراسل أو تلاقي الحوافر عند الجادات "كما يقول البلاغيون القدامى !! وهذه الذاكرة الصندوق /الكنز العائلي المباركة سرعان ما تترك مريديها لميراث مفتوح ،لكنه غرائبي في التوزيع ،قد يجعلهم اشبه بوارثي القيصر يتقاسمون ذات الارض وذات الكنوز وذات النساء!!
 وكأنك تقرأ ما بداخلى سيدى, ليتنى أعرف مخطط درب بيتك !!!
بإختصار أن كل المخطوطات الموجودة عن وفاة ابن عربى متضاربة فيما بينها.
  وابن عربى  الفيلسوف، هو محمدبن على بن محمد الحاتمى، الملقب بمحيى الدين، والمعروف بالشيخ الاكبر، و هو غير أبى بكر بن العربى المحدث الاندلسى، قاضى قضاة اشبيلية المتوفي عام 543 هـ وفي هذا يقول ?المقرى?:
"و كان بالمغرب يعرف بابن العربى بالألف واللام، و اصطلح أهل المشرق على
ذكره بغير ألف و لام، فرقا بينه و بين القاضى أبى بكر بن العربى ,و قد جرى على سنة السلف له، من جلة العلماء، من المغرب و الاندلس، من الرحلة الى الشرق للقاء كبار الشيوخ و الاخذ عنهم. و للانتفاع بما يوجد في مكتبات الشرق الحافلة بعيون الكتب و المؤلفات، اذ كان الشرق في ذلك العصر مهد العلم و دار المعرفة، و لذلك تراه يترك اشبيلية عام 598 هـ الى المشرق ليبقى فيه حتى يتوفاه الله. و في هذه الفترة من حياته، تراه يحج الى الحجاز أكثر من مرة، كما يزور الشام و الموصل وآسيا الصغرى، و أخيراً ينتهى به المطاف الى دمشق عاصمة الشام، حيث يلحق بربه عام 645هجرية"
إذن
لاشك ان ارتكاب خيانة الذاكرة لاتأتي في اطار القصد او التغافل عن ان في اللغة الواحدة ثمة (متردمات) كثيرة لم تطأها حدوس التاريخ!! وانما في سياق ما تفرضه الذاكرة .
وما ينطبق على ابن العربى ينطبق على عماد الدين زنكى وغيره, انا لا أشكك فى صحة ما توارثنا نقلا , ولكن هذا ما يبدو لنا من تضارب الاخبار!!!!!
 وأما قولك"وأما دوبيت العماد فقد وقع فيه خطأ مطبعي، في الشطر الثالث، وصوابه (قل لي أنهاك عن محبّيك نُهاك)" فهذا حق وأرجوا العفو.
 وكذلك ( التلعفرى) أرى في قولك الصدق, فقد ذكر الدكتور علاء الدين القزوينى" ص8" فى عقائد الشيعة وأهل  السنة ذلك بقوله" التلعفرى هو محمد بن يوسف ت سنة 675هـ وله ديوان باسمه............................."
أما بعد , أستاذى زهير
بعد كل هذه الفوضى الضاربة اطنابها على ارض فكركم النبيل ؛ يمكن للباحث المتفحص او الاديب المتمعن ان يستعير كثيرا من الحكايات التي تنطبق وقائعها  على كثير من الاحداث التاريخية التي تواجه الانسان المعاصر المغلوب على امره  ؛ ففي ذلك الكم الهائل  من التراكمات التي أسمعها اراها او أقرأها  أجد آلاف العظات والعبر المتوارثة
اختم تعليقى هذا ببيت للمعتمد يشكو قيده فى حالى
قـيدي أما تعلمني مسلما أبيت أن تشفق أو ترحما
دمـي شرابٌ لك iiواللحم قد أكلته لا تهشم iiالأعظما
سلافة كارم
15 - أكتوبر - 2006
شهدة الشفاه، ووفرة الحسن    كن أول من يقيّم
 
الشكر لأديبتنا سلافة على ما اختارته لنا من رباعيات الدوبيت ..
ولكن ملاحظتي عليها أنها جميعها على وزن الدوبيت المعروف .. وما سألتُ أنا عنه هو ما أورده المؤلف من أمثلة على الرباعية (المغناة)، والرباعية (الملقاة)، لنرى كيف فرّق المؤلف بينهما، وعلى أي أساس كان تصنيفه لهما.
 
والشكر موصول لأستاذ الوراق، الذي يبهرنا دائماً بإضافاته القيمة، ويتركنا حائرين أمام شخصية موسوعية متعددة المواهب والاهتمامات. وقد أوفى بتعليقه الطيب، وملاحظاته السديدة على ما جاء في مداخلة سلاف، فبارك الله فيه وبعلمه.
 
ويبقى لي تعليقٌ صغير على رباعية زنكي، حيث ينسبها صاحب ديوان الدوبيت إلى جلال الدين الرومي أيضاً، ومطلعها عنده:
((السكّرُ صارَ شَهْدةً في شفتيه)).
وقد أوردته في كتاب الدوبيت، وأثبت شطره الثالث هكذا:
((في الحسنِ عليه كلُّ شيءٍ [وَفـْرٌ]))
مرجّحا التحريف في قوله: (وافرْ)، حيث اضطرّ إلى إسكان الراء فيها، وفيما أثبتناه
تصحيحٌ للوزن والمعنى.
 
*عمر خلوف
15 - أكتوبر - 2006
بمنتهى الرفق    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
بداية أشكر الأستاذ عمر على كلماته الطيبة، وأشكر الأستاذة سلافة على تقبلها النقد بصدر رحب، وأريد أن أقول لها هذه المرة بمنتهى الرفق والود والأخوية: أرجو من أستاذتنا سلافة أن تتقبل تصحيحاتي التي أتدخل بها بدافع مسؤوليتي. وأعرف أنه يفوتني الكثير منها والكثير جدا، وأريد أن ألفت انتباهها هنا أن تاريخ  وفاة ابن عربي كما نقلته عن (نفح الطيب) ليس كلام صاحب نفح الطيب، وإنما هي كلمة قالها الغبريني صاحب (عنوان الدراية) والعلماء متفقون أنه قال ذلك تقديرا لا تقريرا. وأنت هنا حرفت عبارة الغبريني يا أستاذتي سلافة فإنما قال: (وتوفي رحمه الله في نحو الأربعين وستمائة) فكيف صارت (645هـ) ??? وكيف أسكت هذه المرة على قولك: (بإختصار أن كل المخطوطات الموجودة عن وفاة ابن عربى متضاربة فيما بينها) إذا كنت نقلت ذلك من كتاب، فاكتبي لي اسمه حتى ننبه الناس منه، لأن وفاة ابن عربي لا مجال للشك فيها وهي كما قلت: ليلة الجمعة 28/ ربيع الآخر/ 638هـ 
*زهير
15 - أكتوبر - 2006
إن بكت لي الوشاة عينا عينا من مثلك نحوهم وحرنا حرنا    كن أول من يقيّم
 
أستاذى العزيز" زهير"
تحية من عند الله مباركة ،،،

لك ومن تحب أمنياتى الخيرات وان يدوم عليك هذا المزاج الذى دفع بك الى " تعميق الفكر التاريخى " لتسعد بإسعادنا ، وهل من سعادة تفضل سعادة بذل الفكر والراحة والوقت من أجل الآخرين ???!!! ولك منا أيها العزيز بأنه جهد مقدر سوف تحفظه لك صفحات الوراق وقراؤها على مر الأيام . وسوف يجزيك الله خيرا بقدر معاناتك فى الرصد والتدقيق والمتابعة والتأمل وهو ما يعرفه ذلك النفر الذى نذر نفسه طواعية وتجردا لبذل المعرفة وإشاعة وتنمية الوعى بين الناس الأمر الذى نحتاجه إلحاحا فى زماننا هذا.
ولك ياعمر
كم أنا سعيدة بتلبية رغبتك الكريمة لأسهم بجهد المقل فى هذا العمل الرائع "فن الدوبيت" بكتابة هذه التقدمة المتواضعة وكلي أمل فى ان تكون اضافة تليق بجهدك الكبير. ومن أجل ذلك ومن قبيل الإيثار سوف تجد ويجد القراء الكرام بعضا من تأملاتى المتأصلة تاريخيا ولكن حينما يتاح لى التحقق. ولك منى أيها العزيز بأن ما دفع بى اليك حفاوة هو الذى دفع بك الىّ إعجابا, وهل أنسى دوبيت ( عنقود مكارم ) هدية من أستاذى زهير .
وإليك سيدى منصور مهران
وأنا أقرأ كلامك هذا وجدت دواخلى تبتسم تعاطفا مع الحب العميق الكبير القادر على اجتياز العوائق والقيود ليعبّر عن نفسه إبداعا يطلقون عليه اسم الموهبة , ولكنى أقل من ذلك بكثير سيدى
ثم أما بعد,,,
أرجو أن أكتب ثانية لاننى قد سعدت عميقا " بفن الدوبيت" لأنه من همومى القديمة الجديدة . ولكننى كنت أجد العذر على الدوام لأن الفنون من أسرار الحياة التى اراد الخالق العظيم لجانب التأثير منها أن يتيه بخيلاء المعنوية التى تستعصى على القياس والملموس .
             وشكرا,,,,,,


سلافة كارم
16 - أكتوبر - 2006
هدية دوبيتية نادرة    كن أول من يقيّم
 
هذه بعض الرباعيات الدوبيتية نادرة الوزن، أقدمها هدية لأستاذ الوراق الكبير، ولسلافة كارم، لمساهماتهما القيمة في إثراء هذه الزاوية، وهي مهداة كذلك إلى جميع سراة الوراق وقارئيه.
يقول ابن الفرخان (ق6):
 
ما لاحَ بذي الأبرقِ للبارقِ ومْضٌ ** إلاّ وعلى القلبِ من الشوقِ تباريحْ
فالوجدُ لذي الوجدِ غدا أكملَ شيءٍ ** والصّبرُ إذا عَنَّ فقد طاحَ به الريحْ
 
ومثلهالشهاب الدين المصري (مؤرّخاً ختانَ نجْلَيْ رأفةْ بيك) يقول فيها:
يا حُسْنَ مكارمٍ جَلا حُسْن تثنّيكْ ** لا زلْتَ مُمتّعاً بأنواعِ تمنّيكْ
فالحظُّ بدا وإذْ بأفْراحِكَ وافتْ ** أرّخْتُ : زَها ختانُ نجليكَ أُهنّيكْ
 
ويقول ابن الفرخان:
     معشوقيَ ذو الحُسْنِ له الحُسْنُ وأوفى ** معشوقيَ ذو الغُنْجِ له الغُنْجُ وأبْلَغْ
     فالعينُ [غدا] نرجسُها وجْديَ يُذكي ** والصّدغُ بَدا عقربُهُ قلْبيَ يلْدَغْ
 
ومثلها لشهاب الدين المصري أيضاً يقول فيها:
يا بدْرَ كمالٍ بدُجى الشَّعْرِ تبدّى ** كمْ ذا بِتَجافٍ وصدودٍ تتصدّى
ارحمْ دَنِفاً ذابَ احتراقاً وسقاماً ** عنْ عهْدِكَ يا غادِرُ ما كانَ يحولُ
 
ولا زلتُ مصرّاً على أن تتحفنا سلافة خانم بأمثلة لما أسماه السيسي بالرباعية المغناة، والرباعية الملقاة ..
 
*عمر خلوف
18 - أكتوبر - 2006
 1  2  3