البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : نوادر الأقوال وغرائب الأحوال    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 طه أحمد 
23 - سبتمبر - 2006
  إن العلماءَ قد صنفوا فأكثروا, وألفوا فأَبهروا, وجَاسوا خلال مضايقَ, وسلكوا في العلم طرائقَ, وتفرقوا إلى مذاهب وحزائقَ, وصدرت عنهم مقالات متباينة, وأقوال باردة وساخنة, فمنهم من عاد عليه رأيه بالوبال, وصَيره قوله هدفاً للسهام والنبال, ومنهم من كان حسنَ السيرةِ مستقيمَ الطريقةِ,  فشذ مرةً فخالف الإجماعَ وناهضَ الجماعةَ , بكتاب ضمنه  فظاعة, أو مؤلف أورد فيه الكاسد من كل بضاعة, فتراهم يتواقَعوا عليه من كل الأقطار, ويصنفوا في ذمه ولومه ما شاء الله من الأسفار,ولا يرعوا له حرمة, ويرقبوا فيه ذمة.
 هذا الملف نريده أن يكون أَنَس هذه المجالس الناضِرة, ونُزهة الطلاب الزاهِرة, يجد فيها الناظر نوادرَ المقالات ,وغرائبَ المفتين, وشذوذات الراسخين ,وهفوات الزاهدين, وكبوات اللغويين وتدليس المحدثين, وخصومات الأقران ,وسرقات الشعراء ,وشح المشهورين بالكرم ,وجود الموسومين بالبخل, وكل ما شاكل هذا أو جرى مجراه, من غرائب الأحوال وعجائب الأمور ,مما لا يجتمع مثله لانسان إلا بعد مددٍ من الدراسة طائلةٍ, ودهورٍ من المطالعة هائلةٍ.وشَرطُ الأحدوثة والنادرة,والأعحوبة الفريدة, أن تكون مغمورةً غيرَ مشهورة, مثيرةً حارةً غيرَ باردة, تسرع إليها الأذهانُ ويَنتفع بها المطالعُ ويَستملحها السامعُ ,وإن شئت مثالاً يقرب المعنى ويوضح الفكرة ,فانظر إلى زاوية (نوادر النصوص) للحبيب الحسيب الأستاذ (زهير ظاظا),فهات من ذلك ما يشاكله بعض المشاكلة, أو يناسبه بعض المناسبة.   
 2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ابن عربي وابن رشد    كن أول من يقيّم
 
قال ابن عربي في الفتوحات : (دخلت يوماً بقرطبة على قاضيها أبي الوليد بن رشد وكان يرغب في لقائي لما سمع وبلغه ما فتح الله به علي في خلوتي فكان يظهر التعجب مما سمع فبعثني والدي إليه في حاجة قصداً منه حتى يجتمع بي فإنه كان من أصدقائه وأنا صبي ما بقل وجهي ولا طر شاربي فعندما دخلت عليه قام من مكانه إليّ محبة وإعظاماً فعانقني وقال لي نعم قلت له نعم فزاد فرحه بي لفهمي عنه ثم إني استشعرت بما أفرحه من ذلك فقلت له لا فانقبض وتغير لونه وشك فيما عنده وقال كيف وجدتم الأمر في الكشف والفيض الإلهيّ هل هو ما أعطاه لنا النظر قلت له نعم لا وبين نعم ولا تطير الأرواح من موادّها والأعناق من أجسادها فاصفرّ لونه وأخذه الأفكل وقعد يحوقل وعرف ما أشرت به إليه وهو عين هذه المسئلة التي ذكرها هذا القطب الإمام أعني مداوي الكلوم وطلب بعد ذلك من أبي الاجتماع بنا ليعرض ما عنده علينا هل هو يوافق أو يخالف فإنه كان من أرباب الفكر والنظر العقلي فشكر الله تعالى الذي كان في زمان رأى فيه من دخل خلوته جاهلاً وخرج مثل هذا الخروج من غير درس ولا بحث ولا مطالعة ولا قراءة وقال: هذه حالة أثبتناها وما رأينا لها أرباباً فالحمد لله الذي أنا في زمان فيه واحد من أربابها الفاتحين مغالق أبوابها والحمد لله الذي خصني برؤيته)
                         (انظر في الوراق تتمة ما حكاه ابن عربي عن ابن رشد ووفاته: الفتوحات ص 152)
*زهير
16 - أكتوبر - 2006
تذوق صديقك    كن أول من يقيّم
 
  قال الثورى رحمه الله
                     " الناس على اربع,منهم الحلو كله ,فكله كله, ومنهم المر كله ,فلا تذوقه قط, ومنهم الحموض, فكله قبل ان يأكلك, ومنهم المالح فخذ منه ما يكفى حاجتك"
سلافة كارم
17 - أكتوبر - 2006
وصية حكيم    كن أول من يقيّم
 
   أوصى أحد الحكماء ابنه قبل موته فقال له : أوصيك بثلاثة أمور : تزوج كل يوم ، و اجعل السوق على باب دارك ، و لا تأكل إلا العسل . و مات الوالد الحكيم ، دون أن يعرف ابنه حل هذه الألغاز فاستفسر عنها حكيما آخر ، فقال له : يعني والدك : مر زوجك تتجمل لك و تتعطر كل يوم ، فذلك هو زواجك كل يوم ، و اتخذ دابة تقطع بها المسافة بينك و بين السوق ، فكأنك بذلك قد قربت السوق و جعلته على باب دارك ، و لا تأكل إلا عندما تجوع ، فأي طعام  تأكله حينذاك يكون كالعسل و إن لم يكن شهيا لذيذا                   
منير
6 - ديسمبر - 2006
من غرائب القراء    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
عثرت على هذه النادرة في لسان العرب مادة (وطئ) قال:
وقرأَ بعضُهم: طَهْ ما أَنْزَلْنا عليكَ القُرآن لِتَشْقَى، بتسكين الهاء. وقالوا أَراد: طَإِ الأَرضَ بِقَدَمَيْكَ جميعاً لأَنَّ النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، كان يَرْفَعُ إحدى رِجْلَيْه في صَلاتِه. قال ابن جني: فالهاء على هذا بدل من همزة طَأْ.
*زهير
11 - أبريل - 2007
تصويب خطا في تاج العروس    كن أول من يقيّم
 
عثرت على هذا الخطأ في (تاج العروس) للزبيدي، في مادة (خزر) قال:
وخَزَارَى: اسم مَوْضِع. قال عَمْرو بنُ كُلْثُوم:
ونَحْنُ غَدَاةَ أُوقِدَ في خَزَارَى رَفَـدْنَـا فَوْق رَفْدِ iiالرَّافِدِينا
قلت أنا زهير: وإنما هي خزازى بالزاي المعجمة، على وزن حبالى وترد على وزن سحاب أيضا فيقال خزاز: من أيام العرب المشهورة. والعجب أن الزبيدي ذكر البيت نفسه في مادة خزز فقال: (وخَزَازى، كَحَبَالى، أو كَسَحَاب، مَقْصُور عنه، وبها رُوِيَ قَوْلُ عَمْرِو بنِ كُلثوم الآتي ذِكرُه: جبلٌ بين مَنْعِج وحاقِل بإزاءِ حِمى ضَرِيَّة. كانوا يُوقِدون عليه غَداةَ الغارَة. ويومُ خَزازَى: أحدُ أيّام العرب. قال ابنُ كُلْثوم:
    ونحنُ غَداةَ أُوقِدَ في خَزَازى رَفَـدْنـا فَوْقَ رِفْدِ iiالرَّافِدينا
*زهير
6 - مايو - 2007
نزول عيسى عليه السلام مراراً??    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
جاء في (الروض الأُنُف) لدفين مراكش الإمام العَلَم أبي القاسمِ السهيلي طيبَ الله ثراه ما نصه:
 

                                               أسطورة نزول عيسى قبل بعثة النبي

فصل: وذكر عن داود بن الحصين قال: حدثني من لا أتهم عن عمر بن عبد العزيز قال: قال سلمان للنبي صلى الله عليه وسلم وذكر خبر الرجل الذي كان يخرج مستجيزاً من غيضة إلى غيضة، ويلقاه الناس بمرضاهم، فلا يدعو لمريض إلا شفي، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن كنت صدقتني يا سلمان، فقد رأيت عيسى ابن مريم. إسناد هذا الحديث مقطوع، وفيه رجل مجهول، ويقال: إن ذلك الرجل هو الحسن بن عمارة، وهو ضعيف بإجماع منهم، فإن صح الحديث، فلا نكارة في متنه، فقد ذكر الطبري أن المسيح عليه السلام نزل بعدما رفع، وأمه وامرأة أخرى عند الجذع الذي فيه الصليب يتكئان، فكلمهما، وأخبرهما أنه لم يقتل، وأن الله رفعه وأرسل إلى الحواريين، ووجههم إلى البلاد، وإذا جاز أن ينزل مرة جاز أن ينزل مراراً، ولكن لا يعلم أنه هو حتى ينزل النزول الظاهر فيكسر الصليب ويقتل الخنزير كما جاء في الصحيح والله أعلم، ويُروى أنه إذا نزل تزوج امرأة من جذام، ويدفن إذا مات في الروضة التي فيها النبي عليه السلام.
*طه أحمد
7 - مايو - 2007
بقية القلم    كن أول من يقيّم
 
بَقيةُ القَلمِ
 
أهدى الأستاذ السيد محمد الخضر حسين قلماً صغيراً إلى الخزانة التيمورية ومعه بطاقة كتب فيها:
كان هذا القلمُ آخر أقلامٍ ثلاثةٍ حررت بها نقض كتاب (في الشعر الجاهلي) وقد رأيت أن أهدي هذه البقية منه إلى خزانة صاحب السعادة الأستاذ أحمد تيمور باشا, وقلت على لسان القلم هذه الأبيات:
  الأستاذ الأكبر محمد الخضر حسين

سفكتْ دمي في الطِرْس أنملُ كاتبٍ وطـوتـنـي  المبراة إلا ما iiترى
نـاضلْتُ عن حقٍ يحاول ذو هوىً تـصـويـره لـلناس شيئا iiمنكرا
لا تـضـربـوا وجهَ الثرى iiببقية مـنـي  كما تُرمى النواة وتزدرى
فـخـزانة  الأستاذ تيمور iiازدهت بـحـلًى  من العِرفان تبهرُ مَنظرا
فـأنـا الشهيد, وتلك جنات iiالهدى لا  أبـتـغي بسوى ذراها iiمظهرا
 
عن الحديقة للسيد محب الدين الخطيب
*طه أحمد
16 - مايو - 2007
غرائب التفسير والعدد سبعة    كن أول من يقيّم
 
إلى مولانا الحسن بلنفقيه أبقاه الله:
 
قال الحق عز وجل:
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ 12ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ 13ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ
 قال لسانُ العربية مصطفى صادق الرافعي (طيب الله ثراه): وأنت لو عرضتَ ألفاظ هذه الآية على ما انتهى إليه علماء تكوّن الأجنة وعلماء التشريح وعلماء الوراثة النفسيّة، لرأيت فيها دقائق علومهم، كأنّ هذه الألفاظ إنمّا خرجت من هذه العلوم نفسها، وكأن كلّ علم وضع في الآية كلمته الصادقة، فلا تملك بعد هذا أن تجد ختام الآية إلاّ ما ختمت هي به من هذا التسبيح العظيم فتبارك الله.اهـ
وهذا تفسير لهذه الآية ساقه الرافعي في كتابه إعجاز القرآن والبلاغة النبوية  للعلامة المفسر داود الأنطاكي من رجال القرن العاشر الهجري فتح عليه به وهو في أضعف الأزمنة وأشدها انحطاطا وفقرا من الوسائل العلمية , وجاء منه بكلام معدود في غرائب التفسير.
وأشير إلى أن المفسر يرى أن أطوار الخلق في الآية سبعة تقابل الكواكب السبعة السيارة.
وهذا نص التفسير:
 ((قال جلّ من قائل: ولقد خلقنَا الإنسانَ: يعني إيجاداً واختراعاً، لعدم سبق المادة الأصليّة ((من سلالة)) هي خلاصة المختارة من الكيفيات الأصلية بعد الامتزاج بالتفعيل الثاني ممّا ركب منها بعد امتزاج القوى والصور، والتنويه باسمه إمّا للصورة والرطوبات الحسيّة، أو لأنّه السبب الأقوى في تحجّر الطين وانقلابه وكسر سَوْرة الحرارة وإحياء النبات والحيوان اللذين هما الغذاء الكائنة عنه النّطف، وهذا الماء هو المرتبة الأولى والطور الأول، وقوله ((من سلالة)) يشير إلى أنّ المواليد كلّها أصول للإنسان وإنّه المقصود بالذات الجامع لطباعها، ثمّ جعله نطفة بالإنضاج والتخليص الصادر عن القوى المعدّة لذلك، ففي قوله ثمّ جعلناه نطفةً تحقيق لما صار إليه الماء من خلع الصور البعيدة؛ والضمير إمّا للماء حقيقة أو للإنسان بالمجاز الأولى.
وقوله: في قرارٍ مّكينٍ يعني الرّحم، وهذا هو الطور الثاني، ثمّ قال مشيراً إلى الطور الثالث: ثمّ خلقناَ النطفةَ علقةً أي صيرناها دماً قابلاً للتمدّد والتخلّق باللزوجة والتماسك، ولمّا كان بين هذه المراتب من المهلة والبعد ما سنقّرره، عطفها ب(ثم) المقتضية للمهلة _ كما بيّن أدوار كواكبها، فإنّ زحل يلي أيام السلالة المائية لبردها، والمشتري يلي النطفة لرطوبتها، والمريخ يلي العلقة لحرارتها وهذه الثلاثة هي أصحاب الأدوار الطوال.

ثمّ شرع في المراتب القريبة التحويل والانقلاب التي يليها الكواكب المتقاربة في الدورة وهي ثلاثة: أحدها ما أشار إليه بقوله فخلقناَ العلقةَ مضغةً أي حولنا الدم جسماً صلباً قابلاً للتفصيل والتخليط والتصوير والحفظ وجعل مرتبة المضغة في الوسط، وقبلها ثلاث حالات وبعدها كذلك. لأنّها الواسطة بين الرطوبة السيالة والجسم الحافظ للصور؛ وقابلها بالشمس، لأنّها بين العلوي والسفليّ كذلك، وجعل التي قبلها علوية، لأنّ الطور الإنسانيّ فيها لا حركة له ولا اختيار، فكأنّه هو المتولِّيهِ أصالةً وإن كان في الحالات كلّها كذلك لكن هو أظهر، فانظر إلى دقائق مطاوي هذا الكتاب المعجز وتحويله العلقة إلى المضغة يقع في دون الأسبوع.

وثانيها: مرتبة العظام المشار إليها بقوله: فخلقنَا المضغةَ عظاماً أي صلّبنا تلك الأجسام بالحرارة الإلهيّة حتى اشتدّت وقبلت التوثيق والربط والإحكام والضبط، وهذه مرتبة الزّهرة، وفيها تتخلّق الأعضاء المنوية المشاكلة للعظام أيضاً ويتحوّل دم الحيض غاذياً كما هو شأن الزهرة في أحوال النساء.

وقوله: فكسوناَ العظامَ لحماً أي حال تحويل الدم غاذياً للعظام لا يكون عنه إلا اللحم والشحم وكلّ ما يزيد وينقص، وهذا شأن عطارد، تارة يتقدّم وتارة يتأخّر ويعتدل، وكذا في اللحم البدن، وهذه المرتبة هي المرتبة هي التي يكون فيها الإنسان كالنبات، ثمّ يطول الأمر حتى يشتدّ، ثمّ يتمّ إنساناً يفيض الحياة والحركة بنفخ الروح، فلذلك قال معلماً للتعجب والتنزيه عند مشاهدة دقيق هذه الصناعة ثمّ أنشأناه خلقاً أخرَ فتباركَ الله أحسن الخالقينَ وهذا هو الطور السابع الواقع قي حيّز القمر.

وفي هذه الآية دقائق: الأولى: عّبر في الأول بخلقنا، لصدقه على الاختراع، وفي الثاني بجعلنا لصدقه على تحويل المادة، ثمّ عبر في الثالثة وما بعدها كالأول لأنّه أيضاً إيجاد ما لم يسبق.
الثانية: مطابقة هذه المراتب لأيام الكواكب المذكورة ومقتضياتها للمناسبة الظاهرة وحكمة الربط الواقع بين العوالم.
الثالثة: قوله فكسونا؛ وهي إشارة إلى أنّ اللحم ليس من أصل الخلقة اللازمة للصورة، بل كالثياب المتّخذة للزينة وللجمال؛ وأنّ الاعتماد على الأعضاء والنفس خاصّة.
الرابعة: قوله تعالى: ثمّ أنشأناه سمّاه بعد نفخ الروح إنشاء لأنّه حينئذ قد تحقّق بالصورة الجامعة.

الخامسة: قوله خلقاً ولم يقل إنساناً ولا آدمياً ولا بشراً لأنّ النظر فيه حينئذ لما سيفاض عليه من خلع الأسرار الإلهيّة، فقد آن خروجه من السجن وإلباسه المواهب، فقد يتخلّق بالملكيات فيكون خلقاً ملكيّاً قدسيّاً، أو بالبهيميّة فيكون كذلك، أو بالحجريّة إلى غير ذلك؛ فلذلك أبهم الأمرَ وأحاله على اختياره وأمر بتنزيهه على الأمر الذي لا يشاركه فيه غيره.
وفي الآية من العجائب ما لا يمكن بسطه هنا، وكذلك سائر آيات هذا الكتاب الأقدس: ينبغي أن تفهم على هذا النمط. انتهى كلام الحكيم المفسّر
.
*طه أحمد
17 - يونيو - 2007
النشيد الطلياني في التحريض على قتال المسلمين ومحو القرآن لسنة 1930م    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
هذا النشيد سللتُه من ضغائن التاريخ, بَعُد مداه في النفس كما بَعُد في الأجواء سهم المِرِّيخ, وهو بثرةٌ من البثور التي خرجت في وجه الغرب فما على المرء إلا أن يفضخها ليخرج قيحها, إذ لا تخفيها الدهون, وإذا رأيت فُشُوَّ العُرِّ بوجه قبيح فاعركه, إذ لا تُجمِّل القُبحَ صنائع (إيف سان لُرُون)
 
قال السيد محمد رشيد رضا في حاشيته على الرسالة الجليلة التي أنشأها الأمير شكيب أرسلان (لماذا تأخر المسلمون) ص 57-58 ما نصه:
 
فحسب المسلم الذي لم يفسده التفرنج والإلحاد أن يقرأ النشيد الطلياني الذي ننقل ترجمته عن جريدة الفتح نقلا عن جريدة الشرق عدد 543 وهو :
 
النشيد الطلياني في التحريض على قتال المسلمين ومحو القرآن:
 
إن من أعظم الآلام لشاب في العشرين من عمره أن لا يحارب في سبيل وطنه مع دوام القتال في طرابلس, والراية المثلثة الألوان والموسيقى الحربية تنبهان النفس المقدامة.
 يا أماه أتمنى صلاتك ولا تبكي, بل اضحكي وتأملي, ألا تعلمين أن إيطالية تدعوني وأنا ذاهب إلى (طرابلس) فرحا مسروراً لأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة (كذا) ولأحارب الديانة الإسلامية التي تجيز البنات الأبكار للسلطان.
(قلت (طه): أقْبَحَ الأوباش وحُرمةِ الإسلام, فالملة السمحة لا تجيز للسلطان إلا ما تجيزه لغيره من الرعية, وهو تزوج البكر والثيب, ولكنَّ رعاديد الفرنجة قِباحُ الطِّباع, عراض الدعاوى, تبيح لهم عنجهيتهم التنكيل بالمسلمين, وتبيح لهم مدنيتهم الزنا حتى أفسدوا كل قطر دخلوه من هذا الشرق الشائخ من هلمند إلى الأنبار).
 
سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن (كذا).
ليس بأهل للمجد من لم يمت إيطالياً حقاً.
تحمَّسي أيتها الوالدة, تذكَّري (كاروني) التي جادت بأولادها في سبيل وطنها.
يا أماه أنا مسافر.
 ألا تعلمين أن على الأمواج الزرقاء الصافية من بحرنا ستلقي سفائننا المراسي?
أنا ذاهبٌ إلى طرابلس مسروراً, لأن رايتنا المثلثة الألوان تدعوني. وذلك القطر تحت ظلها.
لا تموتي لأننا في طريق الحياة, وإن لم أرجع فلا تبكي على ولدك ولكن اذهبي في كل مساء وزوري المقبرة, ونسائم الأصيل تحمل إلى طرابلس وداعك الذي لا يأبى الحداد على قبره فلذة كبدك, وإن سألك أحد عن عدم حدادك علي فأجيبيه: إنه مات في محاربة الإسلام.
الطبل يقرع يا أماه, أنا ذاهبٌ أيضاً, ألا تسمعين هزج الحرب, دعيني أعانقك وأذهب.
 
*طه أحمد
22 - يونيو - 2007
صنع من لا يدري لمن لا يفهم    كن أول من يقيّم
 
استوقفني كلام الإمام الشوكاني هذا في كتابه "أدب الطلب" (نشرة صديقنا الأستاذ عبد الله السريحي "من سراة الوراق" ص 126 ـ 134) وذلك أثناء كلامه على تهاون المقلدة بعلم الحديث، وهو كلام طويل يقع في زهاء عشر صفحات، ونجد فيه ملخص رسالة الشوكاني ومن حذا حذوه من السلفية. كما نجد فيه أسلوب محمد رشيد رضا، الذي كان له الفضل في إحياء تراث الشوكاني.
قال:
(فهلا صنعتم في هذا الفن الذي هو رأس الفنون وأشرفها كما صنعتم في غيره فرجعتم إلى أهله وتركتم ما تجدونه مما يخالف ذلك في مؤلفات المشتغلين بالفقه الذين لا يفرقون بين أصح الصحيح وأكذب الكذب، كما يعرف ذلك من يعرف نصيبا من العلم وحظا من العرفان، ومن أراد الوقوف على حقيقة هذا فلينظر مؤلفات جماعة هم في الفقه بأعلى رتبة، مع التبحر في فنون كثيرة، كالجويني والغزالي وأمثالهما، فإنهم إذا أرادوا أن يتكلموا في الحديث جاءوا بما يضحك منه سامعه ويعجب، لأنهم يوردون الموضوعات فضلا عن الضعاف، ولا يعرفون ذلك، ولا يفطنون به، ولا يفرقون بينه وبين غيره، وسبب ذلك عدم اشتغالهم بفن الحديث كما ينبغي، فكانوا عند التكلم فيه عبرة من العبر ... ومن ذهب يقلد أهل علم الفقه فيما ينقلونه من أحاديث الأحكام ولم يقتد بأئمة الحديث ولا أخذ عنهم ولا اعتمد مؤلفاتهم كان حقيقا بأن يأخذ بأحاديث موضوعة مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويفرّع عليها مسائل ليست من الشريعة فيكون من المتقولين على الله بما لم يقل، المكلفين عباده بما لم يشرعه، فيَضل ويُضل، ولابد أن يكون عليه نصيب من وزر العاملين بتلك المسائل الباطلة إلى يوم القيامة.. وليس هذا بمجتهد حتى يقال إنه إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر، بل هذا مجازف متجرئ على شريعة الله متلاعب بها، لأنه عمد إلى من لا يعرف علم الشريعة المطهرة فرواها عنه وترك أهلها بمعزل ... فبعدا وسحقا للمتجرئين على الله وعلى شريعته بالإقدام على التأليفات للناس مع قصورهم وعدم تأهلهم ... فيجمعون مؤلفات هي "مما قمشتَ وضمَّ حبلُ الحاطب" صنع من لا يدري لمن لا يفهم، ثم يأخذها عنهم من هو أجهل منهم وأقصر باعا في العلم، فينتشر في العالم، وتظهر في الملة الإسلامية فاقرة من الفواقر وقاصمة من القواصم، وصاحبها لجهله يظن أنه قد تقرب إلى الله باعظم القرب، وتاجره بأحسن متاجرة، وهو فاسد الظن، باطل الاعتقاد، مستحق لسخط الله وعقوبته ... فما كان أحق هذا المصنف، لا كثر الله في أهل العلم من أمثاله، بأن يؤخذ على يديه ويقال له: اترك ما لا يعنيك ولا تشتغل بما ليس من شأنك، ولا تدخل فيما لا مدخل لك فيه. ثم إذا فات أهل عصره أن يأخذوا على يديه فلا ينبغي أن يفوت من بعدهم أن يأخذوا على أيدي الناس ويحولوا بينهم وبين هذا الكتاب الذي لا يفرق مؤلفه بين الحق والباطل، ولا يميز بين ما هو من الشريعة وما ليس منها، فما أوجب هذا عليهم، فإن هذا المشئوم قد جنى على الشريعة وأهلها جناية شديدة وفعل منكرا عظيما وهو يعتقد لجهله أنه قد نشر في الناس مسائل الدين، ويظن من اتبعه في الأخذ عنه أن هذا الذي جاء به هذا المصنف هو الشريعة، فانتشر بين الجاهلين أمر عظيم وفتنة شديدة، وهذا هو السبب العظم في اختلاط المعروف بالمنكر في كتب الفقه ... وقد كثر هذا جدا من المشتغلين بالفقه ، على تفاقم شره وتعاظم ضره، وجنوا على أنفسهم وعلى الشريعة وعلى المسلمين، وإذا شككت في شيء من هذا فخذ أي كتاب شئت من الكتب المصنفة في الفقه وطالعه تجد الكثير الواسع، وكثيرا ما تجد في ذلك من المسائل التي لم تدع إليها حاجة ولا قام عليها دليل، بل مجرد الفرض والتقدير)
 
*زهير
22 - أغسطس - 2007
 2  3  4  5