البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : كتاب قراته    كن أول من يقيّم
 عامر عجاج حميد 
8 - سبتمبر - 2006
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الاعزاء انني اجد الذين يشاركون في هذا المنتدى  الذي ارى ان فيه نخبة مميزه في حسها المعرفي والذي شكلته عوامل مختلفة قد لانختلف في ان احدها القراءة .وحيث اننا قرانا او نقرا كتبا متنوعة وحسب ميولنا واتجاهاتنا اقترح ان نكتب في عرض ونقد كتب قراناها فلذلك فائدة في تعريفنا بكتب وموضوعات جديدة لم يسعفنا الحظ في الاطلاع عليها لاننا لاشك من امكنة قد تكون متباعدة ومصادر كتبنا متعددة مع اجمل تقديري للجميع.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
كتاب قرأته    كن أول من يقيّم
 
   قرأت كثيرا وليس لدي شك في فائدة أي كتاب وقع عليه نظري ، ولكن الفائدة قد تعظم وقد يقل نفعها غير أنها تظل تحت مسمى الفائدة ؛ لذلك لا أستحقرها ولا أستعظمها وإنما أدع لها قدرها تقدره حين تأتي الحاجة إليها والنفع منها  .
   ومن الكتب التراثية في اللغة والأدب طائفة بَنَتْ عقلي وبقيت منارا لكل قراءة أستزيد بها علما ، فهكذا حال الكتب البنائية ( وأعني بالبنائية : التي تبني الثقافة الفردية ، والتي لا يستغني عنها أي متخصص في علم ما ، أما الكتب التي تغير منهج القارئ  وتؤثر في مسيرته الفكرية أو الأخلاقية أو السلوكية فأسميها الكتب التوجيهية ) فالكتب البنائية أقرب إلى العلم ، والكتب التوجيهية أقرب إلى الفلسفة الارتقائية .
   ولعل أول كتاب حفر في نفسي أثره وعمقه هو كتاب ( قصة نفس ) للدكتور زكي نجيب محمود - رحمه الله - فقد عرفت ذلك المفكر في ندوات أستاذنا عباس محمود العقاد  - رحمه الله - ثم حرصت على حضور بعض محاضراته وبعض الندوات واللقاءات التي يكون له نصيب من الحديث فيها ، وقرأت جميع كتبه فيما بعد . أما كتاب  قصة نفس ، فقد جعله الرجل ترجمة ذاتية لنفس ما وهذه أغرب ترجمة نفسية عرفتها المكتبة العربية ، ثم كتب بعدها ( قصة عقل ) ، وجعل كتاب ( حصاد السنين ) ثالثا لسابقيه لتكتمل بذلك سيرة مفكر يسطرها قلمه لأنه أيقن أن لا أحد  سيذكره بعد غيابه عن الدار الفانية ، وشبه عمله هذا بآخر صوت تطلقه البجعة قبل موتها وهو أجمل صوت يُسْمع منها وقد كان صوتها طوال حياتها بغيضا إلى سامعيها  .
   كانت ثلاثية زكي نجيب محمود قريبة إلى نفسي وقد يعجب قارئ هذه السطور إذا قلت  : إني قرأتها نحو عشرين مرة ، وفي كل مرة كانت نفسي تتزحزح شيئا قليلا عما ينتابها أحيانا من ضجر أو تفلت من مخالطة المجتمع الذي أعيش فيه ، فتتنبه دواعي التغيير والتمييز لأجدني شخصا آخر وعقلا آخر ونفسا آخرى ، فتتغير نظرتي حالا في مشكلات الحياة وتتحدد لي درجات الهمة ، ويتجدد إيماني بخالقي فيستنير أمامي سبيل الفكر فيما أقرأ من آيات القرآن الكريم  ، ولا يحسبن أحد أن كتابات هذا شأنها تعين على تفسير القرآن مثلا ... كلا . كلا ؛ بل أعني ما قلته فقط من أنها تفتح للعقل مجالات للتفكير والفهم فمن سلك بالتفكير والفهم سبيل القراة والتدبر للقرآن وجد مجال المعرفة ذا سعة على مناحٍ شتى .
   ليست ( قصة نفس ) و( قصة عقل ) مما يألفه قراء الترجمة الذاتية من سرد للحوادث وانطباعات عنها  ،  ولكنها تأملات في تدرج النفس والعقل عبر مسيرة الحياة وكيف يكون الانتقال من حال إلى حال للنفس والعقل ، وما يعتريهما من علل وآفات وسبيل العلاج منها ، والنفس من أعقد المخلوقات تركيبا ومحاولات الغوص فيه بدأ مع بدء الخليقة ولن تنتهي من غوصها إلا مع انتهاء الخليقة ، فكان كل غواص يمسك بطرف من صيده ولما يبلغ منتهاه ، وهكذا كان نصيب زكي نجيب من غوصه ، فهو لا يدعي بلوغ المنتهى ولكنه يدعي فهم الطريق ومعرفة علاماتها ، وهذا من تواضعه لقارئه ولسائله ، فإذا عن للقارئ سؤال فلربما وجد الجواب بعد سطور أو صفحات وهذا بسبب نظام الفكرة وعمل الفكر ، ذلك جيل الرواد الذين عرفناهم ورحم الله من غاب عنا وأطال عمر الأحياء منهم ونفع بهم .
*منصور مهران
9 - سبتمبر - 2006
وحي القلم    كن أول من يقيّم
 
لم أقرأ كتابا في فقه النفس وفلسفة الروح كوحي القلم, وهو آخر ما ألفه أديب من أفصح الأدباء -الذين تفقأت عنهم بيضة العربية- لسانا, وأجودهم بيانا, وأسلسهم لفظا, وأزكاهم روحا,وأسخاهم قريحةً,وأحذقهم بصناعة المعاني التي تتخلصُ إلى حباتِ القلوبِ.
استفرغ فيه عقلَه وتجربته, وجمع فيه حكمته وعبثه, وحزنه وفرحه,وتألهه وتفكهه,وشكره ونقمته,وغضبه ورضاه,وكسوفه وبهجته,وسكونه وثورته ,ونثر فيه تراجم أعيان أهل البيان وأعلام الشعراء وعظماء البلاد,الذين اقترن بهم أو كان منهم بسبب,ومن كان أول عهده بالرافعي وحي قلمه ثم قرأ له غيره كان كالذي رقي درجة عالية يعيدة في علوها, باذخة في سحقها,ثم نزل إلى درجة أخفض منها وأنزل,أو كالذي قرأ للرافعي في شبيبته , والرافعي في كهولته, هل يستويان مثلا?. ومن عزَم عزمَه على الاكباب على كتب الرافعي فلا مناص له من ترويح نفسه بغيره, لا من جهة لفظ الرافعي ومبناه ,فإنها الغاية التي يجري إليها كل أديب,والبغية التي يلتمسها كل أريب,وإنما من جهة معناه فالرافعي لا يألف وإنما ينسج كلامه كما تنسج العنكبوت بيتها, فيبني المعنى على المعنى, ويركب الكلام بعضه فوق بعض, فينتج حللا أدبية فاخرة, وينظم معاني نفيسة باهرة ,معقدة عقدة بعد عقدة,فيشد بها من هنا ويرخي من هناك, حتى إذا نظرت ودققت وجدت أول الكلام ووسطه وعاقبته متلاحما مرصوفا مستحكما مسبكا,وهكذا وحي القلم من أوله إلى آخره. وهكذا الرافعي طيب الله ثراه..
والله والموفق للصواب
*طه أحمد
18 - سبتمبر - 2006
فلسفة الضحك    كن أول من يقيّم
 
  ( فلسفة الضحك ) هذا ليس عنوان كتاب ، مع أنه عنوان ظريف يصلح لموضوع ماتع ، وفي الواقع هذا العنوان له وجود في عالم الكتب وقد قرأته يوما ما ولكن : ( تكاثرت الظباء على خراش ) فنسيت معالمه وإن بقيت آثاره ، والذي أعنيه من العنوان هو الحديث عن الضحك الهادف  ؛  فقد قرأت قديما ثلاثية  بقلم كاتب ساخر سأذكر اسمه بعد إثارة ذهن القارئ قليلا ، وأول الثلاثية كتاب ( مذكرات عربجي )  وكلنا يعلم مدلول (عربجي) أنه الحَمّار  أو قائد العربة يجرها حِمار أو حصان ومنها النوع الذي يقال له ( الحنطور )  ، وليس بمستغرب أن يكون لهذا الرجل رأي في الحياة يعبر عنه بما شاء من أساليب السخرية التي تكشف عن طبعه وخلقه في العمل وفي البيت ، وتكشف أيضا عن وعيه السياسي والثقافي ، وإلى هذا الحد من القول قد يكتفي القارئ بالإشارة إلى متعة العربجي بمهنته حتى إنه عبر عنها بأجمل تعبير وخلدها بمذكرات أدبية عجيبة .
  ولكن الأعجب من ثاني هذه الثلاثية هو كتاب ( مذكرات حِمار ) للكاتب نفسه الذي غاص في نفسية الحِمار واطلع على تجاربه في الحياة وانطباعاته عن الإنسان وغبائه ثم عن تبجح الإنسان وغروره فيصف الغبي من بني جلدته بأنه حمار فيفسر الحمار الأصيل الخِلقة شخصية المستحمرين من بني آدم ويرسم له طريق حياة ناعمة هادئة بمنهج يعجز عنه عشرات العقلاء من الأناسي ، فكان ذكاء الحمار صاحب المذكرات يضرب به المثل في مجتمع التحضر والرقي مما يدعيه ابن آدم المغرور ، وبمناسبة ( المستحمرين ) فقد لاحظ قوم من المضطهدين في مصر في عشرينيات القرن العشرين مدى ما أصابهم من ظلم أشبه بظلم الإنسان للحمير ، فاتفقوا على تأسيس جمعية للتوعية والعمل على رفع الظلم عنهم عبر أسلوب السخرية وسموا جمعيتهم : ( جمعية المُسْتحْمَرين ) وتسامع الناس بها وكان هناك أحد الوجهاء يحمل لقب باشا وهذا طبعا لا يمكن أن يناله ظلم بأي وجه ولكنه أراد الانضمام إلى الجمعية من باب الوجاهة والاستظراف فذهب لمقابلة رئيس جمعية المستحمرين ( حفني ناصف بك ) ورجاه أن يقبله عضوا في الجمعية فاعتذر حفني ناصف بقوله : ( نأسف يا باشا فقانون الجمعية يمنع دخول حمار أصلي ) وكأنه أراد أن يعبث به بقول يشبه الجد  .
    وفي سياق المذكرات ترد ألفاظ لها وجهان من المعنى على سبيل التورية مثل ( شيحا) و(شيحا) من الأسماء الشائعة في بعض المجتمعات المصرية ، فإذا قسمت الكلمة صارت ( شِي ) ( حا ) وهما صوتان من أصوات حث الحمير على السير الحثيث . ومثل ( برسم ) التي نعهدها في عامية كثير من الناس في المدن العربية إذا قال أحدهم للآخر أنا أرسم لك خطة أو منهجا  فيدخلون على الفعل باء  ، ولكن لهذا اللفظ بعد دخول الباء دلالة أخرى إذا أشبعت كسرة السين ونطقتها ( برسيم ) فتصبح النبات المعروف وهو من أطعمة الحيوانات  ، ولهذه المفارقات صلة بما شاع في مصر آنذاك من شرب الناس عصير البرسيم مثله مثل عصير القصب وعصير العنب ونحوه إثر مجاعة عاصرها أهل ذاك الزمن من القرن العشرين أثناء الحرب العالمية الثانية ، وهذه المفارقات كانت مرتع الأدباء للتخفيف عن الناس بأساليب السخرية اللاذعة والنكتة المصرية المشهورة ودورها في مناقشة قضايا الساعة . وهذا هو الدور الطبيعي للأدب ومهمته في الحياة وليس الاقتصار فيه على الغزل والهيام بالمرأة ومفاتنها .
  وتالث الثلاثية كتاب غاية في الظرف والدعابة وعنوانه ( أخي البغل ) فالمعروف عن البغل قوته وتحمله للمشاق وكانت البلدية بمصر تهجن الحمير بالخيل لتوليد البغال والبراذين فتستعملها في جر عربات النفايات ومخلفات مجرور الصرف الصحي قبل دخول أعمال المجاري الحديثة القاهرة وبعض مدن مصر . فكان في حديث البغل متعة انتقادية للحياة السائدة في مصر تولاها كاتب قدير وصحفي ماهر بأساليب السخرية  : قيل إنه الأستاذ فكري أباظة الضاحك الباكي - رحمه الله - وبالمناسبة هناك كتاب آخر يحمل اسم ( أخي البغل ) لكاتب آخر ، ولكن كتاب فكري أباظة هو الأول من حيث الموضوع والأقدم من حيث الإصدار ، ثم إن طبيعة السخرية عند الكاتِبَيْنِ مختلفة فبينهما شأو بعيد . 
*منصور مهران
19 - سبتمبر - 2006
تساؤل???????    كن أول من يقيّم
 
أستاذى الكبير منصور مهران
أستدركنى تساؤل عندما قرأت تعليقك "فلسفة الضحك" حينما قرأت  "وبالمناسبة هناك كتاب آخر يحمل اسم ( أخي البغل ) لكاتب آخر ، ولكن كتاب فكري أباظة هو الأول من حيث الموضوع والأقدم من حيث الإصدار ، ثم إن طبيعة السخرية عند الكاتِبَيْنِ مختلفة فبينهما شأو بعيد . "
السؤال هنا هلا أستعرضت لنا مضمون كتاب الكاتب الاخر مع ذكر أسمه ليتسنى لنا إن كان هناك تأثر وتأثير بالرواية ????                                                         ولك عظيم الشكر
سلافة كارم
23 - سبتمبر - 2006
هيهات .. هيهات    كن أول من يقيّم
 
 عنصر الروايات الهابطة لا يأخذ من العقل مسكنا  ومَخلدًا  ،  وإنما نتعامل معها بالتعاطي والترفيه إذا ضاقت بنا السبل في الواقع القاسي ، فتأتي مثل هذه الروايات في مقام ( الأسبرين ) يسكن الأوجاع ولا يعالج العلة بالشفاء القاطع ، لذلك تزول فكرة الرواية بزوال ظلها عن العيون ، ثم تريد الأستاذة الأديبة سلافة كارم أن نتذكر حوادث عبرت حياتنا منذ أكثر من  أربعين سنة يوم كنا نرتع في جو ثقافي رائع ، ثم انقضت تلك السنون وأهلها وكتبها وبقي منها الفهم الصحيح كما ندعيه دون حروفه ودواعيه ، فرأفة بالذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه  ستين سنة ) ورفقا بمن يدب دبيبا  يا أستاذتنا ، مع احترامنا لك ولو كان في جَعْبة الذاكرة  نشوارٌ لأتينا به طائعين فكهين ولكن هيهات هيهات كما قلنا في العنوان . 
*منصور مهران
23 - سبتمبر - 2006