دموع التماسيح أكثر سخاء و هي تمزق اوصال فريستها... كن أول من يقيّم
مساء الخير...إشتقت لكم و الله... أحداث كثيرة و تطورات متسارعة حصلت خلال الأسبوع الذي غبته عن العالم... و كما قرأت منذ عودتي (4 ساعات و نصف) علمت بأن "النويهي" و هوية حريته لا يزلان بخير و عافية مع رؤية موضوعية تتشابك بها عاطفة طالماهُزِّئنا ( نحن الشرقيون ) بإعتناقها لبعدها عن "البراغماتية" في رؤية الأمور و التعامل معها بعقل "مصلحجي" لا يجب أن يمت إلى أهواء القلب و الروح بصلة....أدامك الله..... و "يمامة"...يا إسم على مسمى...أشكرك.. و "عبد الحفيظ"... و "وحيد"... و"جوزيف"...أشكركم... و "زهير" الشعر و الشاعر بكل ألوانه و أشكاله، بكل حزنه و سروره ، بكل زعله و رضاه، أشكر الله ألف مرة على رحمته و رأفته و سعة أفقه... عندما أنعم عليك ووهبك فن حياكة الكلمة لتجعل منها ملحمة، و سرعة البديهة (حتى لا تفوتك فائتة) و جمال الخيال كي لاتكف خيوط الشمس عن التراقص في أفقنا... أما العطية الكبرى...أنه منحك إنسانية تجعل منك ( بكل مزاياك ) كرامة و ضميراً و بصيرة حادة "تبعدك عن مهنة المدح المثمرة ذهباً"... و فيلسوفتنا الحبيبة "ضياء"...ماذا أقول بها??? هذه الجميلة التي ترفض أن تُمْنع من لمس الجمال حتى في قُبْح الواقع... أنت نعمة العطاء...الرافض للتمييز المتعنت...كم أتمنى (أحياناً) أن أكون مثلك...و لا أستطيع... رسالة "بريجيت" لها أخوات في كل مكان... المشاعر الإنسانية إنما خُلقت معنا...و التفاوت في سموها يأتي من سلوكنا في نهجها تبعاً للمبادىء التي نشأنا عليها و نوعية العلم و الثقافة التي تلقيناها. تتفاوت نوعية هذه المشاعر و تتشعب مع تشعب مبادئنا و وعينا للأمور. و لذك نرى أحدنا يتأثر و يبكي بحرقة عندما يرى حيوانا ما يتعرض للأذى، و في نفس الوقت يطالب بشراسة بشنق شخصاً ما للإستئثار بمنصب القوة...هذه طبيعة بشرية (قاسم مشترك) بين الإنسان و الإنسان في كل مكان، مع إختلاف اللغة و البيئة و النشأة. لا أستغرب و لا أتعجب من المشاعر السامية التي تبديها "بريجيت". هذا دليل على إحساسها العميق بألم الآخرين و معاناتهم. و هناك الكثير من اليهود الناشطين في حقل العدالة الإنسانية و المساواة، ويعملون جنباً إلى جنب مع من تعتبره دولتهم أعداء لها. هناكً تنظيم يُطلق على نفسه إسم "يهود المعارضة للإحتلال" ( Jews Against Occupation ) أفراد هذا التنظيم يعملون دائبين على التضامن مع الفلسطينيين المناضلين لتحرير الضفة و القطاع و يشاركونهم في كل ندواتهم و نداآتهم لتحقيق هذه الحرية و تأمين حقوقهم. و هذا طبعاً شيء جيد و مشكور. و لكن إنسانيتهم و تضامنهم يقفان هنا، لأن ولاءهم أولاً و أخيراً هو للدولة العبرية و إستمراريتها... فهم يمارسون حقهم في الإعتراض على سياسة دولتهم، و أيضاً، يُرضون أنفسهم من خلال تمسكهم بالمشاعر الإنسانية التي تطمئنهم على أنهم (لم يزالوا) بشراً يحسون بمعاناة الآخرين، و لكن... من خلال دعمهم المادي المطلق، و ولائهم الأعمى المطلق، و من خلال إيمانهم المطلق بأنهم شعب الله المختار و المفضل، نرى أسرائيل تتمادى فيما تفعله من إعتداآت وحشية و غير إنسانية..واثقة بأنها ستكون (دائماً) الأولى في قائمة أولوياتهم...أبناء إسرائيل. و لذلك فإن إنسانيتهم هي تماماً كـ" ساعة الإعتراف" صباح كل يوم أحد، التي يمارسها عناصر شبكة المافيا بكل تقوى و خشوع ...كمن يقول ( عملنا واجبنا، و أرحنا ضميرنا ). *********** اليوم، أثبت الشارع العربي بأنه لا يزال حياً يُرزق...و اثبت بأن غفوة الصمت التي أُبتليَ بها منذ عقود، لم تكن غفوة خبيثة و مهلكة...و إنتفض...كالمارد الطليق من قمقم مسدود بأختام ملكية...و إنحسرت سموم الروايات و الحكايات عن شعب تحول إلى مجرد أجساد مسكونة بأرواح ميتة...و رأينا المارد يصرخ... و يتحدى... و ينبذ القماقم و يحطم أختامها...كان صراخه من نوع آخر...و كان تحديه من نوع آخر... ظنَّ السجان بأنه قد وَأَدَ وهجته إلى الأبد.... و رأيناهم...مهرولين....... رعبهم من المارد "الفلتان"يمرغ تراب صُفْرته في جفاف ألسنتهم.... و شيطان إعصار يتخذ من عباءآتهم المزخرفة مطية ذات جوانح فضفاضة...تسابق نفسها بإتجاه المقبرة الجماعية التي آثروا أن يُغمضوا أعينهم و قلوبهم عنها... جاؤا لينفخوا حياة في أشلاء أضاعت أجساداً كانت تسكنها.. متأخرون???? لا يهم.... شعوبهم بدأت تستعيد وعيها رويداً رويداً.... و لا بد للتاريخ من أن يعيد نفسه. |