البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أوقفوا الحرب على لبنان...    قيّم
التقييم :
( من قبل 11 أعضاء )
 جوزف 
25 - يوليو - 2006
مضى أكثر من أسبوع لم أزر فيه موقع الورَّاق، ذلك لأنَّ استخدامي شبكة الإنترنت يتمُّ من مركز عملي، حيث أقضي أوقاتًا طويلةً ، أثناء دوام العمل وخارجه، أتصفَّح ما جدَّ من أخبارٍ، وأطَّلع على ما يغذِّي فكري وعقلي. أمَّا في الأسبوع الَّذي مضى، فإنَّ ذهابي إلى مركز العمل كان يتمُّ لوقتٍ قصير يوميًّا، حيث نقوم بأشياء لا نستطيع القيام بها من المنزل، أمَّا باقي الأعمال، فكنَّا نحاول إتمامها في المنزل. أمَّا السبب، فلن أذكر سوى أنَّني أعيش في لبنان.
أمَّا مشكلة تغذية الفكر والعقل، فهذا ما افتقدت جزءًا كبيرًا منه في الأيَّام الماضية، خاصَّةً موقع الورَّاق. أمَّا الاطِّلاع على الأخبار، فلا أحتاج في هذه الأيَّام إلى شبكة الإنترنت لمعرفة ما يحدث، فقد أصبحنا نحن الخبر، نرى ما يحدث من شرفات منازلنا.
وقد تردَّدتُ كثيرًا قبل كتابة هذا الموضوع في "الورَّاق"، نظرًا لما قد يثيره من حزازيَّات، ثمَّ تردَّدتُ في اختيار المجلس الَّذي سأعرض فيه موضوعي، ولو وجدت مجلسًا خاصًّا بالحزن والغضب لما تردَّدتُ... ووقع اختياري لمجلس التاريخ، لأنَّ لبنان يدخل التاريخ في هذه الأيَّام، كما دخله في 1996 و1993 و1975 و1973 و1967 و... لن أتابع تعداد المصائب الَّتي مُنينا بها، فقد أحتاج إلى أكثر من بضعة أسطرٍ لأذكرَ غالبيَّتها... وكلُّ ذنب هذا الوطن، أنَّ شعبه أعظم من مساحة أرضه.
لست أدعم حزب الله أو ألومه، ولا أدعم المواقف العربيَّة أو ألومها، ولا الصهيونيَّة، ولا أوروبا، ولا الولايات المتَّحدة، ولا أقول إنَّ هذا محقٌّ أو ذاك، كلُّ ما أعرفه هو التالي:
أطفالُ لبنان يُقتلون، البنى التحتيَّة للبنان يُقضى عليها، المدنيُّون يموتون تحت الأنقاض بعد أن ينزفوا طويلاً ولا سيَّارات إسعافٍ تصل، البشر باتوا أرقامًا تُذكر على لائحة القتلى: إذا ما سأل أحدهم عن عدد القتلى، فإنَّ الإجابة تتبدَّل بين دقيقةٍ وأخرى... هذه طفلةٌ صحت على صوت الصاروخ، فوجدت أخاها ميتًا هنا، وأختها ميتةً هناك، وأمَّها ملقاةً في مكانٍ آخرَ، لتُفاجأ في الخارج عندما ترى الناس يصرخون حاملين عددًا آخر من القتلى والجرحى، فهذه صديقتها الحميمة قد قُطِع رأسها، وهذا جارها قد بُترت ساقه وهو يستغيث... وتلك أمٌّ فقدت طفلها بعدما قتلته أصوات القذائف، فقط أصواتها، ولم يكن قد بلغ سنته الأولى... وذاك شابٌّ يحكي قصَّة فقدانه لعائلته في لحظة، ونحن نسمعه، ولم نعد نستغرب، وكأنَّه يحكي قصَّة حادث سيرٍ بسيط عرَّضه لخدشٍ في ذراعه... ولكن هذا لا شيء أمام سيَّارة الإسعاف تلك، الَّتي قُصِفت، فقُتِل من فيها، من مسعفين وجرحى، كانوا يظنُّون في هذه السيَّارة إنقاذًا لحياتهم، وها هم يفقدونها داخلها...
أكتب الآن هذه السطور، وأنا أخشى أن أفقد صديقًا من جبل عامل، أو رفيقًا يسكن الضاحية الجنوبيَّة، أو قريبًا يحاول النزوح من قريته بعدما طُلِبَ منه ذلك، وفي ذهني سيَّارة مروحين، ومنظر الجثث المتفحِّمة الَّتي ظننَّاها في البدء أكباشًا مشويَّة.
ولعلَّ أكثر ما يُثير غضبي هو ذاك المسؤول الَّذي يسخر منَّا بتلك الابتسامة المسفِزَّة، أو تلك الوزيرة الَّتي تبحث في إمكانيَّة تحضير الأجواء من أجل وقف إطلاق النار، وحتَّى ذلك الحين، يُقتَل من يُقتَل، ويفقد لبنان أكثر ممَّا فقد.
قد يستطيع اللبنانيُّون إعادة بناء ما هدِّم، ونحن مشهورون بالقدرة على إعادة الإعمار، وقد أعدنا إعمار وطننا آلاف المرَّات على مدى التاريخ، ولكن هل سيستطيع هذا الوالد إعادة بناء ابنه الَّذي ... هدِّم، أو قُتل? هل سيستطيع هذا الطفل أن يجلب والدًا جديدًا غير الذي فقده جرَّاء الغارات? بل كيف ستُبعثُ عائلةٌ جديدةٌ بعد أن أُبيدت بطلقةٍ واحدةٍ، بضغطةٍ واحدةٍ على ذاك الزرِّ، بقرارٍ واحدٍ اتَّخذه ساديٌّ هنا، أو غبيٌّ هناك...
أوقفوا الحرب... أوقفوا ساديَّتكم... العبوا بأشياء أخرى، وليس بأرواح الناس... لسنا خائفين على ما يُهدَّم، فنحن سنبنيه في اليوم التالي، لا شيء سيهزُّ اقتصادنا وقدرتنا على العمل، وها قد رتَّبنا أمورنا وكلُّ شيءٍ يجري كأن لا حرب... ولكنَّنا خائفون على هؤلاء الَّذين نفقدهم يوميًّا، هؤلاء لن يعودوا موجودين بعد اليوم، ولن نستطيع إعادة إعمارهم، لن يشعر ذاك الطفل بحنان أبيه، ولن يرى هذا الأب ابتسامة ابنه بعد الآن... رأفة بهؤلاء، أوقفوا الحرب، وإذا لم ترأفوا، فالتاريخ لن يرأف بكم، وستُفضح ساديَّتكم على مرأى من كلِّ الأجيال التالية، وسيتبرَّى منكم أحفادكم.
 6  7  8  9  10 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
خبرٌ واردٌ في جريدة الديار اللبنانيَّة    كن أول من يقيّم
 
هل باشرت إسرائيل حرب ?الجراثيم الإلكترونيَّة??
??فيروس إسرائيليٌّ? يُرهق ?مواقع? المثقَّفين العرب
الديار  6 آب 2006
     في موازاة الحرب القاسية الدائرة في لبنان، يتعرَّض عددٌ كبيرٌ من الصِحافيِّين والكتَّاب والمثقَّفين ?ورجال الأعمال العرب والأجانب، المؤيَّدين لوقف الحرب الإسرائيليَّة على لبنان، إلى حربٍ من ?نوعٍ جديدٍ، هي حرب ?فيروس إسرائيليٍّ? بثَّه موقع يحمل تسمية ?انتلجنسيا - ليست?.?
     وعلى ما يبدو، فإن موقع ?انتلجنسيا - ليست? الَّذي وجَّه رسالة إلكترونيَّة إلى عددٍ كبيرٍ من ?الصِحافيِّين والكُتَّاب والمثقَّفين ورجال الأعمال العرب والأجانب، قام بربط المواقع بعضها ببعض، ?ما أدَّى إلى زيادة انتشار الفيروس وتوسُّعه الإلكترونيّ.?
 
*جوزف
7 - أغسطس - 2006
كيف يُعقل ?    كن أول من يقيّم
 
اسمحوا لى أن أستفسر عن موضوع هام ، كثيرا ما أزعجنى ، الموضوع وبإختصار لماذا لا يدافع اللبنانيون عن أرضهم ?
 
أعذرونى ولكن ، من الواضح أنى لا أفهم السياسة العالمية ،  ولكن سمعت وأعتقد أنكم سمعتم مثلى أن الحكومة اللبنانية عرضت على إسرائيل نشر خمسة عشرة ألف جندى لبنانى فى الجنوب إذا أوقفت إسرائيل الحرب السؤال هنا  وبكل وضوح
 
لماذا لا يدافع الجيش اللبنانى عن بلده وأهله ???
 
هل المقاومة اللبنانية هم أهل لبنان الأصلين والباقى ضيوف على هذا البلد  ???
 لماذا يطلب الشعب اللبنانى النصرة من العرب وهم لا يدافعون عن بلدهم أصلا ???
 
والله كنت أعتقد من بداية الحرب أن لبنان ليس بها جيش يحميها من العدوان الإسرائيلى ، وأن العرب بموقفهم المتخاذل هم مشتركين فى العدوان مع إسرائيل ، أما وإن بدت الحقيقة واضحة جلية فأعتقد أن الشعب اللبنانى مشترك مع الإسرائليين فى عدوانهم على بلدهم
 
والسلام
 
 
 
*يوسف الزيات
10 - أغسطس - 2006
ليتني إرهابية    كن أول من يقيّم
 
ليتني إرهابية
أموت بعملية انتحارية
أستهدف فيها دعاة السلام وكل من ينادي بالحضارة والديموقراطية
...مالك ترمقني باشمئزاز? أتعتقد أني شر على البشرية ?!
إذا لست من هذا الزمان ولا تدري شيئا عن مصطلحاته الحالية
أو ربما غشيم لم تتدبر الأحداث وتطمئن لما تسمعه من البرامج الإعلامية
حسن...امض معي نفهم ذا الزمان ومصطلحاته ، فاسمع وافهم بروية
ألم تعلم أن الإرهاب هو دفاعك عن حقوقك الإنسانية
وأن الانتحار هو الاستشهاد في سبيل الله واستعادة الوطن والحرية
وأن دعاة السلام هم الذئاب ارتدت لباس النعاج وأخذت تفتك بالبشرية
وأن الديموقراطية أن يرضخ الإنسان لمطالب المستخرب الهمجية
أما الحضارة يا عزيزي فليست في هذا الزمان سوى المدنية
نسيت فيها مكارم الأخلاق وصارت شيم الرجال تخلفا وجاهلية
فالذكاء فيها هو الاحتيال والانحلال الحرية
والمعونة فيها استغلال أما الرذيلة فلوحة فنية
هذي من مفاهيم آخر الزمان فافهمها إن أردت إبصار الحقيقة جلية
*أم الرضا
11 - أغسطس - 2006
للرد على الأستاذ يوسف أحمد    كن أول من يقيّم
 
 
أتقدم قبلاً بالتحية للأستاذة الفاضلة " أم الرضا " صاحبة القلم ـ الشراع ،والمواقف الناصعة التي تعبر عن ضمير وعمق ما فطرنا عليه من أخلاق ، وهي يمامة أخرى تنضم لفئة المحاربين في هذا الزمن العاق الذي ينتزع منا كل شعور بالأمان ويعري كلماتنا لتصيح بأعلى ما يمتد بها الصوت في برية هذا العالم المجنون .
 
وجواباً على السؤال الذي طرحه الأستاذ يوسف أحمد ، لا بد من التذكير بأن لبنان الذي يبدو اليوم موحداً أمام هذه الهجمة البربرية التي يتعرض لها حالياً ، لا زال خارجاً للتو من حرب اهلية استطالت ثلاثة عقود ، مزقت أوصاله ، وعمقت الإنقسامات التي كانت موجودة فيه وهي ليست طائفية فحسب ، بل هي أيضاً طبقية وعقائدية ـ سياسية . الأحلاف تغيرت ، لكن بذور الصراع كامنة ومرتقبة لأن هناك قوى خارجية تغذيها وتتحكم بها .
 
الجيش اللبناني ، الضعيف حالياً من ناحية المعدات والعتاد والتدريبات ، غير قادرعلى مواجهة الجيش الإسرائيلي عملياً ، ولا يمكنه الدخول معه في حالة حرب . نشر الجيش اللبناني سوف يتم ـ إذا حصل ـ بناء على ضمانات دولية تلتزم فيها إسرائيل بعدم العدوان ، والغاية منه هو تفريغ الجنوب من مقاتلي حزب الله كضمانة لأمن لإسرائيل وجبهتها الشمالية . يعني بأن المطلوب منه هو القيام بدور محايد في الصراع العربي ـ الإسرائيلي وليس بدور الجيش الذي يزود عن حياض الوطن . ومن المهم التذكير بأن الجيش اللبناني كان قد انقسم على نفسه في بداية الحرب الأهلية في العام 1974 وذهب كل فريق إلى طائفته .
 
لا يوجد في لبنان ، حتى الآن ، حكومة ودولة قوية موحدة قادرة على اتخاذ قرارات سياسية والبت فيها كنوعية القرار والموقف من الصراع العربي ـ الإسرائيلي . يوجد في لبنان ـ على الأقل ـ وجهتا نظر متناقضتان كلياً حول هذا الموضوع ، الأولى تقول بالمواجهة ، والثانية تنصح بالسلام مع إسرائيل . وقد اتخذ هذا التناقض وجوهاً متعددة حتى اليوم ، فكان مرة صراعاً بين المقاومة الفلسطينية والجيش اللبناني قبل الحرب ، وكان على شكل حرب أهلية بين اليمين واليسار ، الإسلام والمسيحيين ، العروبي والمستغرب ، الفلسطيني واللبناني ........ وهو اليوم يتخذ شكلاً آخراً من موضوع المقاومة والمواجهة مع العدو ، إلا أنه لم يستقر على برنامج واضح بعد لأن التدخلات الخارجية لا تريد له بأن يتجاوز انقساماته ويعلو عليها . فهل سينجح اللبنانيون بهذه المهمة ? أتمنى من كل قلبي حصول هذه الأعجوبة . 
*ضياء
11 - أغسطس - 2006
من وحي الصديقة (أم الرضا)    كن أول من يقيّم
 

لـيـتـنـي  إرهابية  iiسادية اتـمـنـى  أموت في iiعملية
فـي دعاة السلام، فيمن  iiينادي داعـيـا  للحضارة iiالعصرية
اكـتبوا ما أقول فوق ضريحي إن أنـا مـت مـيـتة عادية
هدموا منزلي على رأس أهلي حـرمـوني  الحياة  iiوالحرية
ولـمـاذا  إرهابهم ليس iiشرا ولـمـاذا  ولـدتُ iiإرهـابية
لا  لـشيء، سوى لأني iiأنادي بـحـقـوقي  وأكره iiالسوقية
ولأنـي  أفدي بلادي iiبروحي جـردونـي  من كل iiإنسانية
ولأنـي  رأيت عرضي iiمهانا ولأنـي  شـريـفـة iiعربية
ولأنـي  فجرت نفسي iiبنفسي بـين من دمروا بلادي iiالفتية
صـرت في رأيهم أخس iiفتاة ورأو فـيّ قـمـة iiالـهمجية
إنني إرهابية iiفاقتلوني يـا  دعاة السلام في iiالبشرية
*زهير
11 - أغسطس - 2006
سلام عليكم    كن أول من يقيّم
 
لطالما وددت أن أنضم إليكم ولكني لا أحسن ما تحسنون من الكلام ، ولكن بعد ما سمعت طريقة الإسرائيليين في عرض أعمالهم وأهدافهم للعالم تألمت كيف يقنعون العالم أنهم دعاة سلام ونحن من يعاني وحشيتهم لا نستطيع دفع تهمة الإرهاب عن أنفسنا .... غدا عندما ننتصر سنصحح كل المفاهيم وعندها لن أرضى أن يناديني أحد بالإرهابية
شكرا أستاذة ضياء على كلماتك وشكرا لأنك ناديتيني الأستاذة الفاضلة في الواقع لست أستاذة ولا فاضلة ما أنا إلا طالبة كسولة في كلية الآداب
وشكرا أستاذ زهير لأنك صغت ما قلته شعرا وأرجو منك أن تدعو لي أن أصبح يوما من الأيام شاعرة مثلك عوضا من أن أنثر ما أريد قوله أنظمه شعرا 0                                            سلام
*أم الرضا
11 - أغسطس - 2006
دعاء لأم الرضا    كن أول من يقيّم
 
يـا  رافـع الأدب الرفيع iiبحبه أنـت  الـذي عـلمتني iiإنسانا
آتـيـتَ  نـاصية البيان  iiفآتها أم الـرضا واكتب لها iiالإحسانا
والشعرَ يعرف في العيون جماله ترضى الفصاحة منه ما iiأرضانا
مـا قـدْرُ ميزان الخليل ووزنه إن كـنـت أنت وضعته ميزانا
أم الـرضـا ما الشعر إلا iiخفقة لـلـقلب  أشرف ما يكون iiبيانا
الـشـعر لا أن ترسمي أطيافها لـلـناس بل أن تكشفي iiالألوانا
والسمع  سمع القلب أول iiخطوة فـإذا  خـطوت به فتلك iiخطانا
*زهير
12 - أغسطس - 2006
نقلاً عن السفير اللبنانية هذا الصباح    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

كم هي قوية
لبنانيتي

فاطمة خليفة
1
سأتحدث عن انتماءاتي.
لم أشعر يوماً بانتماء إلى أي شيء مادي محدد. انتميتُ دائماً إلى الإنسانية بأبعد حدودها وهي أصلاً كانت بالنسبة لي بلا أية حدود. هذه العلاقة بالإنسان الآخر الذي أعرفه وحتى الذي لا أعرفه، هذه العلاقة جعلتني دوماً عاجزة عن الفرح كفاية ما دمتُ على يقين بأنّ هناك إنساناً ما في هذا الكون هو عاجز عن الفرح.
لم أنتمِ قبل اليوم إلى لبنان وحده بل إلى كل البلاد وإلى كل إنسان. أما اليوم فها اني أكتشف كم هي قوية لبنانيتي.
اليوم تتغير في بالي معادلات جمّة. هل يمكن أن نكتشف يوماً أنّ معادلةً على شكل واحد زائد واحد لا تساوي اثنين? أنا ولبنان صرنا واحداً لا اثنين.
لبنان اليوم، هو طفلي الذي يناديني وأنا بعيدة في غربتي لا أستطيع الوصول إليه.
لبنان اليوم، أنا والدته المفجوعة، استدركتُ فجأة أنّه أفضل أبنائي وأنه النبض الرئيسي في شرايين قلبي.
2
سأتحدث أيضاً عن العرب.
فلسطين المنتفضة صارت اسرائيل على معظم خرائط العالم.
عراق الذي حكمه طاغية سابق تحول إلى عراق يحكمه طغاة آخرون.
لبنان الصغير صار مسألة شرق أوسط كبيرة.
والعرب لا يزالون يتفرجون.
3
سأتحدث عن الذنب الذي اقترفه.
أخجل، أخجل لأنني أقيم في دولة تقدم الأسلحة هبات لقتلنا. مع كل مشهد عنيف أمامي على شاشات الأخبار، أنزوي في مكاني.
أريد أن أرجع إلى لبنان والكل قادمون.
أريد أن أذهب إلى لبنان والكل هاربون.
افسحوا لي مكاناً أصلُ من خلاله إلى جروح طفلي لأضمدها. المستشفيات هناك لم تعد تتسع.
لبنان ليس أناساً وأمكنة.
لبنان إلهٌ يحاولون قتله بحجة أكاذيب أخرى.
4
سأتحدث عن المجنون الذي يقود هذا العالم.
إنها جوقة مجانين يقودها مجنون متكلم. أطلقَ علينا أسماء وصفات ونعوتاً. أعلنَ الحرب واقترح علينا أيضاً أن نخسر في المعركة التي أجْبَرنا على خوضها. ولمّا لم نخسر هدّد برجمنا بواسطة صواريخه الذكية.
مجنون يقتلنا ويسير بعدها في جنازاتنا.
يأكل أيضاً في مآتمنا.
ومن بعدها يعِدنا بمعونات إنسانية هائلة!
5
يريدوننا أن نموت بقذائفهم وصواريخهم? لكننا نموت أيضاً غماً.
(كاتبة لبنانية الولايات المتحدة)
*ضياء
12 - أغسطس - 2006
العدوان..والسنيورة..وأشياء أخرى..    كن أول من يقيّم
 
الطائرات الإسرائيلية، الأمريكية الصنع ، أصابها السـعار فانطلقت تلقي بحممها و قنابلها في كل مكان..
الجنود الإسرائيليون تركوا الخط الأزرق وراءهم و دخلوا الأراضي اللبنانية راجلين ، مثل جيوش
القرون الوسطى ، تسبقهم دبابات الميركافا والجرافات ، تماما كما أخبرنا محمود درويش ذات حصار..
بصدد الأساطيرالتي ترفض تعديل حبكتها ، والتي كلما وجدت واقعا لايلائمها عدلته بجرافة.........
 
مدارس بيروت وسائر مدن وقرى الشمال اللبناني فتحت أبوابها قبل الدخول المدرسي لتستقبل أطفال
الجنوب المرفوقين بأوليائهم .
مع بعض فضائياتنا العربية عرفنا أن العالم أوسع من قرانا ومن مدننا ...وأن جحيم لبنان تحول إلى
دراما متسلسلة من نمط -تلفزيون الواقع - تتحرك فصولها بضغطة زر واحدة على ال-ريموت كونترول-
فتاة مرمية بين الأنقاض ..رجل يبكي أمام منزله المهدم..عجوز مغمضة العينين في سرير طارئ في
مدرسة..أم ترضع طفلها في ملجأ...
الكاميرا تلتقط تفاصيل الموت و الدمار...فيما مفردة -عاجل -المرسومة بين لحظة وأخرى عبر شاشات
الفضائيات صارت نذيـر شـؤم..
 
بعد فلسطين و العراق تعرفنا تعرفنا على جغرافية لبنان و طوائفه ، وحفظنا عن ظهر قلب حكاية
مزارع شبعا..عبر قانا والقاع  والشياح  والغازية ..صرنا نعرف كل قرية ومدينة من لبنان :
صور وصيدا وبعلبك ..الضاحية الجنوبية وطرابلس ..الناقورة ، مروحين ، بنت جبيل ، مارون
الرأس ،عيترون...
ولأن الحرب مواجهة وصراع ، فقد تتبعنا حكاية صواريخ الكاتيوشا وخيبر ورعد..مع مستوطنات
ومدن عكا وحيفا وكفر كلا وكفر بالوم وكريات شمونة وصفد وغيرها....................
 
شعوب المنطقة والعالم لم تتأخر في ردة فعلها ، فخرجت تسابق بعضها منددة بالعدوان ، ومطالبة
بتحقيق العدالة ...
بعض الفضائيات ضحت بسهرات الرقص والغناء وفتحت الخط مع مراسليها الموجودين على
خطوط المواجهة والنار .
فضائيات أخرى بدت وكأنها لاتعلم شيئا عن النار المشتعلة بالقرب منها ...
تهدمت البيوت وأزهقت أرواح الأطفال والنساء والرجال،،فانطلقت الأغاني الوطنية من حناجر
مبدعيها...وين الملايــين.. أحمد العربي...أناديكم.. وصامدون هنا ..وبيروت..ست الدنيا..
 
الشعراء تذكروا قصائدهم وأسماءهم وأصواتهم..فهل يصلح الشعر ما أفسد الدهر فينا ....
وجنكيز خان وأحفاده العائدون إلى النهــر،،في مثل هذا الواقع يصير الشاعر مطالبا بأن
يخفف عن النائمين طنين الصدى،،دون أن ننسى ذلك اشاعر الجاهلي الذي نطق ذات مرارة
مدافعا عن صمته ،قائلا: لو أن قومي أنطقتني رماحهم نطقت ولكن الرماح أجـرت......
 
نبيه بري راكم الكبرياء ولفت إليه الانتباه..فصاحة في الكلام  ونبل في المواقف وعزة
في النفس جعلته في لحظات يتحول من سياسي إلى شاعر :
-أما آن للبنان أن يترجل عن صليبه ?
صارت الكاميرا لاتترك شيئا إلا ووثقته حتى بكاء السنيورة ، بكاء شدد خلاله على أن
عروبة لبنان غير مشروطة وليست بالإرغام وأنها عروبة الاختيار والانتماء و الالتزام..
بكاء السنيورة كان صافيا وصادقا وناقلا للهم اللبناني ، لأجل ذلك سيدخل ذاكرة تاريخ
العرب والعالم..
 
جمال الغيطاني لخص لألم الكتاب العرب فقال ..ما من مثقف أو مبدع عربي إلا وبيروت
لهافضل عليه ومنة...
جمانة حداد : ...كنت كلما سألتني المعلمة في المدرسة -من أين أنت ? وأجبت من يارون-
أحنق لأنها تبادرني بتعجب : يارون ? أين يارون هذه.??...
كنت أنقل حسرتي إلى جدي ، كان يعاتبني ويقول بكبرياء :عليك أن تشعري بالفخر لأنك
من يارون .
-اطمئن ياجدي ، من زمان لم أعد أغار من بنات البلدات الأخــرى..أما يارونك الحبيبة
فقد صارت شهيرة الآن ، والألسن كلها تلهج بها .
ولكن ،أسمعك تشهق علياء غيمتك ، بأي ثمـن ? بأي ثمن ??????????????????????
 
 
***عن جربدة الصحراء المغربية 12/8 /2006
للكاتب ..عبد الكبير الميناوي.
-مع بعض التصرف.- في العنوان والاختصار..
 
*abdelhafid
14 - أغسطس - 2006
لماذا لا يدافع الجيش اللبنانيُّ عن أرضه?    كن أول من يقيّم
 
سيِّدي؛
إذا أردنا الإجابة، فيجب أوَّلاً أن نذكِّر بمعركة المطلَّة في العام 1948، والَّتي انتصر فيها الجيش اللبنانيُّ على الإسرائيليِّين، ثمَّ فلننظر قليلاً إلى تاريخ لبنان وجغرافيَّته:
يبلغ عدد سكَّان لبنان ما لا يزيد عن أربعة ملايين نسمة، وهو واقعٌ بين دولةٍ يعدُّ النظام الحاكم فيها لبنان جزءًا منها، وبين كيان غاصبٍ، حاقدٍ على الشعب اللبنانيِّ لأسبابٍ أو بحججٍ دينيَّةٍ واهية؛ والأسوأ هو أنَّ الدولتين هما النقيضان للبنان، كيف ذلك?
فلنبدأ بالشقيق، لأنَّه الأقرب، وسيستطيع تقبُّلنا: الاختلاف بين لبنان وسوريا جليٌّ واضح، ولن أذكر أكثر من الاختلاف بين الديموقراطيَّة وبين الديكتاتوريَّة، ولكنَّ هذا الاختلاف ليس هو المشكلة مع سوريا فحسب، بل كما قلنا، إنَّها الفكرة الموجودة لدى النظام الحاكم بأنَّ لبنان قد سُلخ عنها، ولا بشكِّل كيانًا مستقلاًّ.
أمَّا العدوُّ، فتناقضاتنا معه كثيرةٌ، وجوهريَّة:
أوَّلاً الشعب الصهيونيُّ يهوديٌّ، وكيانه قائمٌ على العنصريَّة وعلى التعالي والتعجرف، مستغلِّين عبارة شعب الله المختار، فيما اللبنانيُّون ينتمون إلى طوائف مختلفة، منهم المسيحيُّون والمسلمون وحتَّى اليهود، وهم شعبٌ غير منغلقٍ على ذاته، ولا يخاف من محيطه، وليس شعبًا متعاليًا، رغم كبرياء أبنائه، والعرب هم أكثر من يعرف محبَّة اللبنانيِّين لهم، ولكلِّ من ليس لبنانيًّا.
ثالثًا، الشب لبنانيُّ معروفٌ عنه أنَّه شعبٌ حيٌّ، لا خاف، يقاتل إلى أقصى الحدود، لا يستسلم، ويتفانى من أجل ما يؤمن به، وليس فقط على صعيد القتال والعسكر، بل على صعيد الاقتصاد وإعادة الإعمار، والعلم... لا أريد أن أذكِّر بطائر الفينيق أو العنقاء، الَّذي كان السبب في تسمية فينيقيا بهذا الاسم. أمَّا يهود إسرائيل، فيكفي أن ننظر إلى حالات الهلع الَّتي وقعت في صفوفهم نتيجة القصف، هذا غيض من فيض يا سيِّدي عن التناقضات بين شعبين، أحدهما وجد في هذه الأرض منذ ما قبل التاريخ، والآخر اغتصب الأرض، ويريد التحكُّم بالتاريخ، لأنَّه يعرف، أن التاريخ إذا سار على طبيعته، فكيانه الغاصب إلى زوال.
أمَّا عن الجيش، فهناك ثقافةٌ في لبنان تحرِّم على اللبنانيِّ ألاَّ ينظر إلى جيشه بكلِّ فخرٍ واعتزازفهو رمز من رموز الوطن ووحدته والجيش اللبنانيُّ، في عيون اللبنانيِّين وفي الصورة الَّتي تُغرَس في قلوبنا وعقولنا ولاوعينا، هو البسمة الجبَّارة، القلب الحنون الَّذي يُشعِرنا بالأمان دومًا.
ولكن، وهنا المشكلة، منذ العام 1946، ولنان يتعرَّض لحربٍ تلو الأخرى، في ال1952 و1958 و1967 و1969     و1975 و1993 و1996 واليوم، وفي كلِّ هذه الحروب كانت المشكلة تأتي من الخارج، وتتحوَّل إلى الداخل، لا ننسينَّ مقولة 5 شعوبٍ في 4 دول. وفي كلِّ مرَّةٍ يُمنَع الجيش اللبنانيُّ من التسلُّح، وكان أن انتهت الحرب في لبنان، وحكمه السوريُّون حتَّى العام الماضي، وكلُّ ما حصل عليه الجيش اللبنانيُّ، كان بضعة آليَّاتٍ أراد السوريُّون والأمركيُّون أن يمنُّوا على لبنان بها، ولكنَّها لا تصلح إلاَّ لمحاربة جيش من القرن الماضي، والواقع هو أنَّ الجيش اللبنانيَّ لا يملك سلاح جوٍّ ولا دفاعاتٍ جوِّيَّة، ولا يملك قطعًا بحريَّة، ومدرَّعاته هي من طرازات الحرب العالميَّة الثانية، ولا أعلم أين ذهبت المليارات الأربعون الَّتي استدانها لبنان في الأعوام الخمسة عشر الماضية، وأين ذهبت أموال الضرائب، هل إلى جيب الحريري أم السنيورة أم النظام السوريِّ، أم الهراوي.
لماذا لا يقاتل الجيش اللبنانيُّ إسرائيل? لأنَّ الجيش اللبنانيَّ تنقصه الأسلحة اللازمة، ولماذا يقاتل حزب الله إسرائيل? لأنَّ حزب الله لا مواقع معروفة له، يتحرَّك بحرِّيَّ تامَّة، ولكنَّه لا يوقف هجمات الصهاينة، بل يوقع فيهم الخسائر، ويستنزف قدراتهم، ويحتال لجعلهم يستسلمون ويبكون وينسحبون، ليس حزب الله جيشًا مقاتلاً، إنَّه حركة مقاومة شعبيَّة، ولو كان الشعب اللبنانيُّ وجيشه متخاذلاً، لما تحدَّث السيِّد نصر الله عن أخوَّة هذا الجيش، وعن كونه ضمانة للبنان ووحدته.
نحن لا نطلب من العرب مساعدتنا في الحرب، بل على الأقلِّ فليقفل الزعماء أفواههم، ويكفُّوا عن مهاجمتنا، وليسخدموا سلاح النفط...
وأنا بدوري أسأل:
لماذا لا يقاوم السوريُّون إسرائيل الَّتي تحتلُّ جزءًا من أرضهم، بل وقد ضمَّتها إلى أراضيها? والأردنيُّون? وكيف ترسل الحكومات العربيَّة سفراءها إلى كيان بني صهيون وما زالت العبارة المحفورة على مدخل الكنيست مضيئةً وسافرة، معلنة إلى العلن، وإلى من لا زال يجهل أنَّهم مغتصبون: من النيل إلى الفرات، أرضك يا إسرائيل?
كيف يبقى السفراء العرب لدى حكومة أولمرت وشارون وباراك ونتنياهو وبيريز ورابين وشامير وبيغن وهتلر الجديد، ونيرون القرن العشرين، وما زالت هذه الحكومة ممعنة في سعيها إلى تدمير المسجد الأقصى، وتثبيت القدس عاصمةً لإسرائيل?
لم أكن أريد الدخول في جدالٍ من هذا النوع، ولكنِّي لا أتقبَّل أن يهانَ الشعب اللبنانيُّ وجيشه، ونحن نعلم جيِّدًا أن من حطَّم لبنان في العقدين الأخيرين هم رجال نظام الأسد في لبنان، ورجال آل سعود في لبنان.
*جوزف
14 - أغسطس - 2006
 6  7  8  9  10