البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الفلسفة و علم النفس

 موضوع النقاش : حوار الشعر والفلسفة...أو الحكمة الموزونة    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 وحيد 
11 - يوليو - 2006

ما الذي يجمع بين الفلسفة والشعر? إلى أي حد يمكن الحديث عن شاعر فيلسوف وعن فيلسوف شاعر? هناك أسماء وتجارب كثيرة برهنت على صداقة عميقة بين الشعر والفلسفة...ما هو الشعر ومن هم الشعراء الذين عبروا عن نظريات وتصورات وحكم فلسفية? وما هي الفلسفات أو الفلاسفة الذين عشقوا الشعر أو عبروا عن تصوراتهم شعرا?...ما الذي يفصل وما الذي يربط بين الفلسفة والشعر? هل هناك نماذج لهذه الصداقة بينهما? 

 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
بين الشـعر والفلســفة..    كن أول من يقيّم
 
... جوهر الشعر يكمن في بعده الفلسفي، وتماسكه لا يتحقق إلا بالاتكاء على منظومة فكرية رؤيوية، تستبطن صميم الذات وتسمو بها عن سطح الوجود . ومن خصوصيات الشعر حين يمتطي صهوة التفلسف أو التصوف ، حسب د.طنكول ، أن تنزاح لغته عن مقاصدها إلى أبعد حد ، حيث يغدو اللفظ في النسق الشعري رمزا يستدعي علاقات جدلية تقود النسيج اللغوي إلى الانفتاح على عوالم باطنية كانت من قبل ألفاظا تشبه قافلة نمل تسير بانتظام ، وهذا مايتطلب من مستكشفها أن يتزود بما يكفي من العدة المعرفية واللغوية لكي يجلو الغموض العالق بها .لقد كان نيتشه محقا حين قال على لسان زرادشت بأن على المرء أن يكون منقبا جيدا في الدواخل سابرا للأغوار لأن أسرار العالم السفلي ليست سهلة المنال ، فهي تؤخذ بالدهشة واللذة والألم . والشاعر والفيلسوف عندما تنصهر رؤاهما في هاجس جمعي تتحول الأشياء والكائنات في نظرهما من صورها الضبابية إلى علاقات واضحة، وبذلك يخترقان جدار الصمت إلى جدار الحقيقة .
*abdelhafid
4 - أغسطس - 2006
فلسفة أبى العلاء ورأيه فى رجال الدين0    كن أول من يقيّم
 
ربما كان تأثير الدكتور/ محمد النويهى فى حبه للشعر والشعراء ودراساته الرائدة عن بشاربن برد والحسن بن هانىء(أبو نواس)والشعر الجاهلى ،من الأسباب التى دفعتنى إلى قراءة الشعر والتعلق به ،ولكن المعرى أقرب الشعراء إلى قلبى وعقلى ،واحساسى المتدفق حنوا عليه وتفضيله على الكثير من الشعراء، ولا زلت أراه من أعظم الشعراء العالميين الإنسانيين الذ ين تفخر بهم اللغة العربية ،كان مرآة صادقة لحياته وواقعه ،سواء فى شعره أو نثره ،فلم ينشغل عن التبحر فى اللغة واستخراج جواهرها ،وصار رصيده عظيما ومتعاظما فى تراثه الخالد والذى ننهل منه ولم نستطع الإلمام به00
 
استوعب أبو العلاء ثقافة عصره ،وعاش حياته رهين عاهته ،فلم يكن مستطيعا إلا بغيره ،وهو الحكيم الذى يرسل الحكمة تلو الحكمة ،تؤكد فلسفته العلائية فى الكون والحياة والإنسان ،الرؤية المتعمقة ،والإمساك بالحقائق ،وسبر أغوار النفس البشرية 0
 
يقول أبو العلاء (فى الأرض قامت ضجة     ما بين أحمد    والمسيح
                     هذا    بناقوس      يدق      وذا  بمأذنة        يصيح
                 كل      يحبذ      دينه       ياليت شعرى ما الصحيح)
 
ورأَىَ المتواضع  : أن المعرى وقد بلغ ثقافة عالية ،ورؤية واضحة ،وفلسفة متعمقة ،قد وجد صراع رجال الأديان على أشده وكل منهم يجاهد فى إثبات خطأ الآخر ،ولم يثبت أن المعرى بمنأى عن الدين ،ومن ثم عاب على رجال الدين هذا الصراع المشتت لقوى الإنسان ،فهو أى المعرى يسخر منهم ويتمنى أن يتفقوا على رأى واحد،إن كانوا صادقين  ،فالدين وكما أكد القرآن الكريم عند الله هو الإسلام ،وأن الأنبياء والرسل كانت رسالاتهم الإسلام ،وهذه الضجة المفتعلة وليدة آرائهم ومنفعتهم ،وهم حريصون عليها ،ساعون إليها سعيا حثيثا لايهدأ سعيره ،ولا تنطفىء معاركه0
 
 
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
4 - أغسطس - 2006
أفلاطون والشاعر    كن أول من يقيّم
 
استوقفني في مقدمة كتاب  عزيز السيد جاسم (الاغتراب في حياة وشعر الشريف الرضي) قوله (ص9) (وقد انتبه أفلاطون إلى قداسة الشعر لدى الشاعر الحقيقي فقال في محاوراته: (الأمر الذي تختص به دولتنا أن الإسكافي فيها إسكافي وليس ملاحا وإسكافيا في الوقت نفسه، والفلاح فلاح، وليس قاضيا وفلاحا في الوقت نفسه، ورجل الحرب رجل حرب، وليس تاجرا ورجل حرب في الوقت نفسه، وذلك هو شأن الجميع.
قال: هذا صحيح.
يبدو إذن أنه إذا مثل في دولتنا رجل بارع في اتخاذ جميع القوالب وتقليد جميع المظاهر لينتج قصائده وينشدها للجمهور، فلنا أن نثني عليه كما نفعل مع كائن مقدس مثير للإعجاب، يخلب الألباب، ولكنا نقول له: ليس في دولتنا من يشبهه، ولا يمكن أن يكون فيها، ثم نرسله إلى دولة أخرى بعد أن ننثر العطور على رأسه ونضفر له الأكاليل
) انتهى كلام أفلاطون، وأردت أن أعرف من أين أتى الأستاذ عزيز جاسم بهذا النص، فرأيته أحال في ذلك إلى كتاب عبد اللطيف شرارة: (معارك أدبية) بلا تحديد رقم الصفحة، فليس من عادة الأستاذ جاسم أن يذكر رقم الصفحة في أي نقل ينقله، باستثناء القرآن الكريم، فهو يذكر رقم الآية ورقم السورة بجانبه أيضا
*زهير
7 - يناير - 2007
طريقة تفكير معينة    كن أول من يقيّم
 
ببساطة تامة الفلسفة معناها طريقة تفكير معينة,  عندما يبدأ الشاعر بالكتابة يغوص في بحر فلسفته حتى يجد النفائس و الدرر التي تعبر عن مشاعره حتى يقدمها للناس  في أجمل صورة.
حامض
31 - يناير - 2007
الفلسفة والشعر : التضايف بين العقل والقلب    كن أول من يقيّم
 
ليست الفلسفة تلك الحكمة المتعالية عن كثير من البشر، والمخصوصة لخاصة الخاصة ، بل الفلسفة من حيث هي تأمل في كل ماهو موجود تصبح مرتبطة بكل كائن مُتعقل لوجوده ، إن التأمل  طريقة للتفكير وليس تعبيرا وتنسيقا للمعاني ، هو إدراك وفهم ، هو قبول صورة ما في الذهن قبول تفرد وتوحد كما يقول ابن باجة. ومنه تصبح الفلسفة هي الموضوع الذي يثير في النفس البشرية:
1- المعاناة 2- الدهشة 3- السؤال 4- الحيرة 5- الحرقة 5- الاستشراف 6- الحقيقة الضائعة. 
  غير أن الفيلسوف غالبا ما يصطدم باللغة كعائق ، لإن المدركات قد لا نستطيع أن نعبر عنها كما هي ، فنشعر أن اللغة تخون الإنسان ( محي الدين ابن عربي) ، وبالتالي نبحث عن المُخلص الذي يضيف لمدركاتنا العقلية فيضا جديدا من المدركات القلبية، عندئذ يتجاور المنطوق العقلي بالمنطوق القلبي ، أو بمعنى آخر يتضايف العقل مع القلب، ونقصد بلغة أفلاطون أن يحدث تناغم بين اللوغس والحدس ، بالرغم من أن أفلاطون يرفض ارتباط الفكر الفلسفي بالشعر، بل أقر ضرورة طرد الشعراء من مملكة الفكر.
  غير أن ابن سينا في عينيته المشهورة استطاع أن يُقوض الطرح الأفلاطوني، فلقد انسجم التأمل الماورائي مع الترانيم الشعرية ، وأصبحت قصيدته أكثر مقروئية من كتبه الضخمة ، ولنستمع لبن سينا وهو يحاور الروح : هبطت إليك من المحل الأرفع *** ورقاء ذات تعزز وتمنع .
  والفيلسوف ابن الفارض لم يجد غير الشعر لكي يعبر عن مراتب العقل الثلاث: العرفان، البرهان ، البيان . فالعرفان متعالي يتطلب منا البرهان ولتقديميهما نحتاج إلى البيان.
   لقد تحدث هيدجر عن الشعر والفلسفة ، وربطه  بالميتافيزقا  ارتباطا ضروريا وأنطولوجيا ، لأنه اعتقد أن الكلمة هي مسكن الإنسان ، وليس هناك أبدع بيت من الشعر. 
  ومن ناحية اخرى ليس الشعر نظما للقوافي وسبكا للأوزان ، بل الشعر شعور وفكر لذا فالشاعر الموصوف هو الفيلسوف ، أما إذا كان خلاف ذلك فهو مجرد ناظم وقارض . ولقد أحس إيليا أبو ماضي بتلك الفجوة الموجودة بين الشعراء والفلسفة فقال : لست من أن حسبت الشعر لفظا ووزنا *** خالف دربك دربي وانقضى ما كنا منا. وملك الشعراء أبو الطيب المتنبي رأى في ذاته الشاعر وليس القارض والناظم لأنه ضايف بين العقل والقلب : ذو العقل يشقي في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم. والفلسفة علاقتها مع الشعر كعلاقة الفكرة بالنغم ، أو اللحن بالوتر ، أو الصورة باللون / فالشعر هو الذي يعطي للفلسفة ذلك الرونق العجييب الذي يُحبب التأمل ويجذب إليه. 
   بالرغم من كون أفلاطون يرفض الشعر ويبغض الشعراء إلا أن خطابه مقارنة مع أرسطو طاليس أكثر شاعرية، لأن خطاب أرسطو توقف ضمن لغة الحدود المنطقية فكان جافا تقنينا بيد أن أفلاطون في محاوراته يحضر المجاز والتشبيه وكأنك تقرأ قصيدة نثرية .
    لا نريد أن نكثر الحديث في موضوع كثر الحديث عنه أصلا ، فلحد الساعة أشرفت على ثلاث رسائل ( دكتوراه) ستناقش في حدود 2009 . الأولى من إعداد الطالب الباحث : قوزى مصطفى حول ( الشعر والرمز في الخطاب الصوفي /ابن الفارض نموذجا) والثانية ،للباحثة مقدم مختارية :( الشعر الفلسفي عند الخيام) والثالثة للباحثة درغام نادية : ( البعد الجمالي للشعر الفلسفي عند جلال الدين الرومي).
    كما نوقشت رسالة ماجستار بجامعة وهران تحت عنوان ( الشعر والميتافيزيقا بين أفلاطون وهيدجر) للطالب كرد محمد علي.
       وختاما أقول أن الشعر وسيلة لغوية بيانية يُعبر به الفكر الفلسفي عن مدركاته تعبيرا يعطي للقول الفلسفي أكثر مصداقية وشاهدية ، لأن الحرف يحمل الدلالات وليس كالحرف الشعري قبةلا في النفس.
                            وإن من الشعر لحكمة.
                                               د. عبد القادر بوعرفة - جامعة وهران.        
bouarfa
16 - مارس - 2007
فاصل شعري    كن أول من يقيّم
 
انتقيت لكم هذه القصيدة للشاعر السوري / د . براء العويس ، عسى أن تنال إعجابكم
 
صديقاي في الانتظار يهزّان جذع المدينة
تبتلّ أغنية بالغياب وتندلع العاصفة ..
المدينة .. تخدر تحت يد الذئب ،
تمتدّ أعشابها خلسة في دم الجائعين /
المحبّون يمحون أسماءهم من فم الليل ،
يلقون ألوان قمصانهم واحداً واحداً
في الصفة ..


نهاراً ،
صديقاي يلتهمان المثنى
كأمنية سهلة الشكل
ليلاً ،
يقدّان قلب المدينة من قبل حينما تطحن الريح قلبيهما ،
مثلما تدهس التوت رجل الربيع على الأرصفة ..


صديقاي عمران متفقان على الانتظار ،
يخوضان حرباً مع السلم ، لا يولدان ولا يقضيان
هما زمن واقف بجناحين ، يهوي بأعبائه في القرى
والقرى ضحلة الوجه كاشفة ، خاصفة ..


صديقاي ،
نصفان من قلق ، وبيادر من أسئلة ..
المدينة نائمة في خلاياهما والجهات لحلمهما قاصفة ..


يثنيان على الرُّحَّـل الصاعدين إلى آخر الذكريات
وينتظران .. لينتظرا
لا أقلّ ولا أوسع ، الوقت يبدأ أشغالة والمدينة فارغة المحجرين وفارعة الاحتضار ..
صديقاي متهمان بأنهما يسرقان المدينة
والريح تطحن قلبيهما
مثلما تنهب النهر جائعة منصفة ..

13أيار 2007






سوزان
24 - مايو - 2007
ليس كل شاعر فيلسوفا    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :
 

أشكر طارح هذا الموضوع للنقاش،لأن حيوية الشعر لا يقتلها الزمن، وما دام كذلك فإنه وهج يضيء دروب الحياة المظلمة فينفذ إلى أعماق النفس،
فتنتشي كما ينتشي الطفل الصغير حين تعانقه أمه،

ومن هنا تأتي علاقة الشعر بالفلسفة، ولا يعدم تاريخ الشعر العربي شعراء حمل شعرهم بعدا فلسفيا واضحا. فهذا  المعري أبو العلاء،نجد شعره زاخرا بمسحة فلسفية بينة حين يقول:
غير مجد في ملتي واعتقادي            نوح باك ولاترنم شادي
ابكت تلكم الحمامة أم غنت             على فرع غصنها المياد

صاح هذي قبورنا تملأ الرحب           فاين القبور من عهدعاد

إن الأبيات السابقة خير دليل على تفلسف الشاعر،لأنه ضمن شعره رؤية فلسفية للوجود والكون
بل اقتحاما لهذا الوجود حين يقول:
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل         عفاف وإقدام وحزم ونائل
يهم الليالي بعضُ ما أنا مضمر          ويثقل رضوى دون ما أنا حامل
وأغدو ولو أن الصباح صوارم          وأسري ولو أن الظلام جحافل

(هكذا يبدو أبو العلاء وكأن الدنيا لا تتسع له،لفرط طموحه واعتداده بمواهبه)كما تقول الكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.
وقد اهتدى أبو العلاء المعري إلى سلاحه في معركة الوجود،وهي موهبته الشعرية الفذة التي عوضته الحرمان من نعمة البصر، إنه نموذج عرف كيف يمزج بين الشعر والفلسفة في تناسق أنيق يجعل قارئه مأخوذا ومأسورا بعالمه الذي صنعه بإتقان كبير مازجا بين الشعر والفلسفة برؤية بلاغية جميلة.

mohammed
2 - ديسمبر - 2008
 1  2