البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : تاء [ ثمة ] وكتابتها    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 محمود العسكري 
8 - يوليو - 2006

1 - نقل الأستاذ / زهير عن كتاب الرواشح أن : (( الصواب في [ ثَمَّه ] بهاء السكتة ، وأما التاء فغَلَطٌ شائعٌ )) ، وفي هذا القول نظرٌ .

l- ذكر أن الصواب في [ ثَمَّةَ ] أَنَّها بهاء السكت ، وهي إنما تلحق الكلمات في حال الوقف عليها ، فلن تُوجدَ متصلةً بـ[ ثَمَّ ] غالبًا إلا في مِثْلِ نهايةِ بيتِ شِعْرٍ ، وما أندر مثل هذا ! ، لا يقال : إنها في مُعْتادِ الكلامِ تُحمل على قاعدة إجراء الوصل مجرى الوقف ، كقوله تعالى : (( فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ )) ؛ لأن هذه القاعدة يلجأ إليها في نطاقٍ ضَيِّقٍ لتوجيه الواردِ من القرآن والشعر شاذًّا عن المألوف من القواعد النحوية ، لكن لا يكاد يُبْنَى عليها كلامٌ أو ينظم قولٌ أصلاً ، ولحاقُ هذه الهاء - كما يحسبها - كثيرٌ شائعٌ ، فَنَخْلُصُ باستبعاد كَوْنِ الحرف اللاحق لـ[ ثَمَّ ] هاء سكت ، وإنما هو تاءٌ .

l- وقد بحثت في مكتبة الوراق فوجدت [ ثَمَّةَ ] قد وردت 406 مرة في 382 صفحة في 116 كتاب ، ربما يكون شيءٌ منها هاءَ سكتٍ صُحِّفَتْ ، أو يكون شَيْءٌ منها [ ثُمَّتَ ] كتبت بالتاء المربوطة ، ولكن أغلب المواضع ستكون هي [ ثَمَّةَ ] المقصودة ، ومن هذه الكتب ما هو من باكورة التراث ، ومن أكثر الكتب التي وردت فيها الكشاف ، وهذا على الأقل يشَكِّكُ في قوله وإن كنا لا نستطيع به إثباتَ ما نقول ؛ لأن الخطأ جائزٌ على كل أحدٍ .

l- وعلى قَدْرِ المصادر التي تحت يدي ؛ فقد وجدت الأستاذ الجليل / سعيد الأفغاني نَصَّ على [ ثَمَّةَ ] بالتاء في كتابه الموجز في قواعد اللغة العربية ، ووجدت بعض الدكاترة في كتب الإملاء يَنُصُّونَ على أن التاء اللاحقة لـ[ ثُمَّ ] تكتب مفتوحةً ، والتاء اللاحقة لـ[ ثَمَّ ] تكتب مربوطةً ، وأغلب الظن أنهم اعتمدوا في ذلك على كُتُبٍ سابقةٍ ، ولم يلقوا القول على عواهنه ، غَيْرَ أن المسألة عمومًا تحتاج إلى مزيدٍ بَحْثٍ كي تُعْضَدَ بأقوال النحاة النَّاصَّةِ عليها .

2 - ولكن ثَمَّ تعقيبٌ لَدَيَّ على التفرقة الإملائية المذكورة .

l- وهو أن النحاة قد نصوا على أن التاء اللاحقة لـ[ ثُمَّ ] يجوز الوقف عليها تاءً أو هاءً ، فعلى الأول ينبغي أن تكتب مفتوحةً ، وعلى الثاني مربوطةً ، والأول أحسن كما قال أبو حيان ووافقه السيوطي ، لا يقال : إنها قد تكتب مفتوحةً ويوقف عليها بالهاء كقراءة الكسائي* ؛ لأنا نقول : الأصل أن مخالفة القراءة للرسم الإملائي ممنوعةٌ ، إنما جازت مواضعُ يسيرةٌ اتفقوا عليها كنحو [ عَمْرٍو ] ، أما مخالفة القراءة للرسم العثماني فكثيرةٌ ومتوسَّعٌ فيها ، فلا يقاس عليها في الرسم الإملائي .

l- وبالنسبة لـ[ ثَمَّ ] ؛ فإن التاء اللاحقة لها تاء تأنيثٍ ، والأصلُ الوقفُ عليها بالهاء لأنها في اسْمٍ ومسبوقةٌ بحركةٍ ، ولكن توجد لغة في الوقف عليها بالتاء أيضًا ، فعلى الأول تكتب مربوطةً وعلى الثاني تكتب مفتوحةً كما سبق بيانه .

l- الخلاصة : أن هذه التفرقة الإملائية مقبولة لأنها مَبْنِيَّةٌ على الأحسن والأشهر من اللغات ، ولأنها تُمَيِّزُ بين الكلمتين ، ولكن لا تخطئةَ في مخالفتها ، وإنما تحمل المخالفة على اللغات المذكورة آنفًا .

----------------------

[*] الكسائي قارئٌ كوفيٌّ ، فمصحفه هو مصحف عاصمٍ وحمزةَ وخلف العاشر ، وهو يقف على الكلمات التي كتبت بالتاء المفتوحة كـ(( شَجَرَتَ )) بالهاء ، وربما كان هناك قارئٌ آخرُ يوافق الكسائي في مثل هذه المخالفة ؛ ولكن ليس لديَّ كبيرُ معرفةٍ بعلم رسم المصحف .   

تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة