البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 83  84  85  86  87 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
حكاية للصغار ... (2)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
صارت أم عامر تتمشى داخل البيت جيئة وذهاباً وهي تفكر بما ستقوله قبل أن تتوقف فجأة أمام الديك لتعلن له موقفها :
ــ ابن عمي ، يا ابن عمي ، اعذرني يا ابن عمي لأنني مضطرة ، لكني سوف آكلك .
ــ ولماذا يا بنت عمي ؟ وماذا فعلت لتأكليني ؟ أجاب الديك مرتبكاً ومرعوباً
ــ أنت ذنبك أكبر الذنوب !
ــ وما هو ذنبي ؟
ــ أنت في صباح كل يوم تصيح ، فيستيقظ الفلاح باكراً ، بعد أن يناديه رب عمله ، ويخرج من بيته دون إفطارليذهب إلى العمل والفلاحة ، فيقطع الحطب ويحرث الأرض ، ويظل يعمل طوال النهار دون أن يأكل شيئاً وحتى مغيب الشمس . عندما يعود إلى بيته ، بعد أن يكون قد هده التعب ، يكون بالكاد قد تناول لقمة من الطعام ، يشعر بعدها بالنعاس ، فيرتمي كالقتيل فوق فراشه . وما إن يضع رأسه فوق المخدة ، حتى يكون الصباح قد أطل من جديد ، وتكون أنت قد بدأت بالصياح قبل بزوغ الفجر ودون أن تأخذك به شفقة ولا رحمة : كوكوكوكو ، كوكوكوكو … عندها يعود إليه معلمه ليسوقه إلى الحقل مرة أخرى .
 
وقبل أن يحتج الديك أو يبدي اعتراضاً على ما تقوله كانت قد التهمته ، ففرح الباقون وضحكوا في سريرتهم ظناً منهم بأن الحظ العاثر قد وقع على الديك المغرور ، وبأنها اختارته من المجموعة لتسكت به جوعها ، وبأنها ستكتفي به ، ولم يعلموا بأنها كانت قد بدأت تفكر للحال بذاك الذي ستأكله من بعده .
راحت الضبعة ثم جاءت داخل البيت مرتين ، ثم ثلاث مرات ، توقفت بعدها ، في عودتها الرابعة ، أمام الدجاجة وقالت لها :
ــ بنت عمي ، يا بنت عمي ، لا تؤاخذيني يا بنت عمي لكني مضطرة وسوف آكلك .
صارت الدجاجة ترتجف من الخوف وهي تقول :
ــ وماذا فعلت أنا لكي تأكليني يا بنت عمي
ــ أنت ذنبك أكبر الذنوب !
ــ وما هو ذنبي ؟
ــ ذنبك أنك تعيشين لدى المرأة العجوز التي تحبك وترعاك ، فإذا كان لديها القليل من الحنطة قالت " الحنطة لدجاجتي " ، وإذا وجدت عندها بعض الشعير قالت " الشعير لدجاجتي " ، وكلما تبقى لديها القليل من البرغل عن عشاء الليلة الماضية قالت " البرغل لدجاجتي " ، حتى أنها إذا وجدت كسرة من الخبز مرمية على الطريق ، أو في أي مكان ، التقطتها ، ثم حملتها إليك قائلة " وهذه لدجاجتي" ... وأنت عندما تحملين بالبيض ، وتشعرين بأنك على وشك وضع بيضة ، تذهبين إلى بيت الجارة وتضعينها عندها ، ولا تفكرين بأن المرأة العجوز تنتظرك وهي جائعة وبحاجة للغذاء، وأنت تعلمين بأنه لا يوجد عندها بيض ولا هم يحزنون .
وهكذا أكلتها قبل أن تعترض أو حتى تبدي رأيها فيما تقوله . مع هذا لم تشبع !
ظلت ام عامر حائرة مدة قليلة دون أن تعرف من ذا الذي ستأكله في هذه المرة ، لأن الحمامة والحجل ، المغريين كلاهما ، كانا بنفس الحجم ، لذلك صارت تروح ثم تعود داخل البيت وهي تفكر حتى توقفت أخيراً أمام الحمامة ،لأنها أكثر طراوة من الحجل ، وقالت لها :
ــ بنت عمي ، يا بنت عمي ، لا تؤاخذيني يا بنت عمي ولكني مضطرة وسآكلك
ــ وماذا فعلت أنا يا بنت عمي ؟ أجابت الحمامة باستسلام ظاهر
ــ أنت ذنبك أكبر الذنوب !
ــ وما هو ذنبي الذي اقترفته وأنا حمامة ؟
ــ أنت في كل سنة ، تكون المرأة المسكينة قد أجهدت عينيها بتنقية الحنطة ، ثم سلقتها ، ثم طحنتها ، ثم غربلتها ، ثم فرشتها فوق سطح البيت لكي تجففها قبل قدوم الشتاء ، فتأتين أنت ورفيقاتك ، وتبدأن بنقد الحب وسرقته من على السطح ، ومن ثم تزرقن فوقه ، فيتسخ ، ويتوجب عليها تنقيته أو غسله من جديد ، ويضيع جهد المسكينة التي شقيت وتعبت لعمل المؤونة ، وتخسر بسببكن نتيجة تعبها والطعام الذي تعده لأولادها في أيام الشتاء .
ولهذا السبب ، أكلت أم عامر الحمامة ، بل ابتلعتها بلقمة واحدة ، مع هذا شعرت وكأنها لم تأكل شيئاً ، لذلك صارت تفكرحالاً بأمر الحجل الذي توقفت أمامه دون إطالة أو إضاعة للوقت قائلة :
ــ ابن عمي ، يا ابن عمي
ــ نعم يا بنت عمي ، قال الحجل وهو يبكي مودعاً حياته
ــ لا تزعل مني او تؤاخذني يا ابن عمي ، لكني مضطرة وسوف آكلك
ــ وماذا فعلت أنا يا بنت عمي ، فأنا أعيش وحيداً في البراري ولا أقترب من الناس  ولا أِِؤذي منهم أحداً
ــ آه لو كنت تعلم ذنبك ، لأنه عظيم جداً ، فأنت ذنبك أكبر الذنوب !
ــ وما هو ذنبي أنا ؟
ــ أنت تكون دائماً في البرية حيث لا يجب أن تكون ، تتلطى وراء الصخور وتعشعش داخل الأشواك ، وعندما يمر الصياد في الأحراش فهو لا يراك ولا ينتبه إليك لأنك تختبىء دائماً حيث لا يتوقع . ويكون هذا الصياد المسكين قد وقع على طير سمن أو ترغل بعد طول عناء ، وتعب ومشى وتسلق الحفافي والصخور حتى وجده ، وفي اللحظة التي يكون فيها موجهاً بندقيته لاصطياده ، تفرُّ أنت فجأة من بين الأشواك فتفزعه ، وتسقط البندقية من يده ، وتطير منه الطريدة التي كان قد بحث عنها وقتاً طويلاً ، فيضيع عليه تعبه ، ويعود خائباً إلى بيته .
وقبل ان يتحرك الحجل من مكانه أو يتململ فيه ، كانت أم عامر قد افترسته على عجل ، ولم يبق عندها من المجموعة إلا أبو الحن الصغير جداً ، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع . إنما ، وقبل أن تبدأ بالكلام معه بادرها بنفسه قائلاً :
ــ أعرف يا بنت عمي بأنك جائعة وسوف تأكليني
ــ صحيح ! وكيف عرفت يا ابن العم ؟
ــ لقد عرفت بأنك لن تشبعي أبداً لأنك لا تعرفين الطريقة التي يجب عليك أن تأكلينا بها ، فأنت قد أكلت حتى الآن الديك والدجاجة والحمامة والحجل ولم تشبعي . انظري إلي كم أنا صغير ، وماذا يكون أبو الحن أمام كل هؤلاء ؟ مع هذا فلو سمعت مني ، وطبقت الطريقة التي سوف أدلك عليها ، فستشبعين مني انا " أبو الحن " الصغير الضئيل ، ولن تجوعي بعدي لمدة أسبوع كامل أو أكثر .
ــ وكيف أفعل ؟ سألته أم عامر بلهفة
ــ ما عليك إلا أن تغمضي عينيك وتفتحي فمك وأنت تقرأين الفاتحة . في ذات اللحظة ، أطير انا لأحط في فمك . عندها تبلعيني ، وستشعرين بعدها بالشبع لمدة اسبوع .
اقتنعت الضبعة بكلامه لأنه يبدو عالماً رغم صغر حجمه ، كما أن الطريقة التي يعرضها عليها تبدو لها سهلة ومقنعة ولن تخسر شيئاً لو جربتها . لذلك ، أغمضت أم عامر عينيها وفتحت فمها وراحت تقرأ الفاتحة التي لم تكن تحفظها جيداً ، والتي لم تأخذ منها الكثير من الوقت لأنها نسيت أكثرها ،ثم أنتظرت وانتظرت لكي يأتي أبو الحن ويحط في فمها ، لكن العصفور كان قد طار وخرج من الشباك وحط على الشجرة العالية القريبة من البيت . عندما يئست من الانتظار ، فتحت ام عامر عيونها فرأت العصفور على الشجرة . طار صوابها لرؤيته هناك ، لأنها خسرته ،وغضبت أكثر لأنها علمت بأنه قد سخر منها ، فراحت تصرخ له قائلة " لقد غششتني يا ملعون ويا كذاب؟ " ، " وهل أتركك تأكليني ؟ " أجاب أبو الحن ، ثم راح يغني لها قائلاً :
 
أنا أبو الحن حَنـْنـَّنـِّي
دعبول الكشك أحسن مني
يا صدري صدر العروس
يا فخذي فخذ الجاموس
سبع سكاكين ما بتذبحني
وسبع جعايل ما بتطبخني
وطقي وموتي يا شّحَّارك
وظل ابو الحن يغني لها ويسخر منها حتى طقت الضبعة وماتت من القهر ، فخرج من بطنها الديك والدجاجة والحمامة والحجل، ليعودوا ويركبوا جميعهم على حصانهم الأشقر ،و ليتابعوا رحلتهم إلى عرس بنت السلطان ، ليأكلوا الأرز واللحم والهريسة ، حيث تركناهم هناك ثم عدنا لنحكي لكم هذه الحكاية .
 
*ضياء
13 - يناير - 2010
سلام و تحية    كن أول من يقيّم
 
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
 
أخي في الله : { زهير ظاظا }
 
أحمد الله  على  تجديد الإتصال بك و  الحديث معك ...
و الله أسأل أن  يديم علينا نعمة  الإتصال  و التشاور بيننا ...
بالنسبة للتصحيح ، هي فعلا زلة قـلم ... و تصويبك ـ كالعادة  ـ في محلـه .
و تقبل تحياتي .
 
*لحسن بنلفقيه
14 - يناير - 2010
وعادت الأستاذة    كن أول من يقيّم
 
شكرا لك استاذتي الكريمة ضياء خانم، كان لابد من أن أرحب بعودتك هنا في هذه الخيمة الأثيرة على قلوبنا (أحاديث الوطن والزمن المتحول) وبالرغم من عدم انقطاع المراسلة بيننا بشكل شبه يومي، كنت طوال هذه المدة متشوفا لقراءة أدبك الرفيع وكلماتك المنتخبة وتحياتك المحبوكة كالسجاد التبريزي، متمنيا أن تكون عودة حقيقية لإدارة هذه المجالس، مع اني اعلم أن هذه الأمنية يصعب أن تتحقق، واغتنم الفرصة أيضا لأتقدم بالشكر للأستاذ عبد الحفيظ على ما يختصني به من حين لاخر، من وروده ولوحاته، والشكر للغالية ندى التي لابد انها تساهم في الإخراج والإعداد، واكرر شكري وامتناني لأستاذنا وحبيبنا وصديقنا وإمامنا ومقرئنا بياع العسل الأستاذ لحسن بنلفقيه، ولشاعرنا الكبير شعره والكبير قلبه والكبير وداده صادق السعدي، ولقمر هذه المجالس أستاذنا الأغر زين الدين بوزيد، ولشاعرنا المفاجأة الذي انتقل من النثر إلى الشعر بين عشية وضحاها أستاذنا أحمد عزو، ولشيخ الجميع ومعلم القاصي والداني أستانا يحيى مصري الحلبي راجيا ألا يكون قد وجد علينا من قصة الحذف، وكلنا شوق لعودة أستاذنا الكبير ياسين الشيخ سليمان وصديقنا الغالي هشام الأرغا، وعمدة السراة عبد الرؤوف النويهي الذي سحرني بموضوعه الأخير وعاد بي إلى أيام يحيى رفاعي، وتحية خاصة جدا للاديب النجيب الدكتور صبري أبوحسين والأستاذ المربي أبي هشام العزة، وأميرنا أمير العروض الأستاذ عمر خلوف الذي أقضي الآن طوال وقتي في قراءة تحقيقه لكتاب (الوافي في القوافي) لابن الفرخان والذي سيكون من منشورات المجمع الثقافي هذا العام، وسلامي وتحيتي لكل الأخوة والأصدقاء سراة الوراق ولا أنسى شاعرتنا النجيبة لمياء المدية، التي تعكف الآن على كتابة أرجوزة في تراجم مشايخ القراء في المدية، تحياتي لكم جميعا وإلى اللقاء
*زهير
14 - يناير - 2010
اللهم لك الحمد و لك الشكر :    كن أول من يقيّم
 
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
 
اللهم لك الحمد و لك الشكر على نعمك ...
أحمد ربي على  سعة لطفك ، و عظيم فضلك ، و واسع رحمتك ...
كيف لا أشكر ربي ، و أنا العبد المذنب الظالم لنفسي ، أسأله أن يَـمُنّ علي بمحض فضله و مَـنِّـهِ أن يحقق أمنيتي ، بسماع خبر عن إخوة اشتقت لأخبارهم ، و كنت أظنهم غيابا عن الموقع ، فإذا بي أجد مشاركتهم في اليوم الموالي ...
فاللهم لك الحمد و لك الشكر ... و أنت فأنت أعلم بي من نفسي ...
 
بعد أن وجدت مشاركة الأستاذ {عبد الحفيظ } في هذا الملف الذي يذكر كل سراة الوراق بصاحبته الفاضلة ...
أجبت حضوره بمشاركتي : " حنيــن " .
 
و من علامات ذلكم الحنين و نتائج لوعاته ، كتبت البارحة ، في ملف { نباتات بلادي } ما نصه :
  
...." أعود لفتح هذا الملف لأعيش مع ذكرى أولئكم الأعزاء ...
و أغلى أملي و أعز أمنيتي ، أن تسمح الظروف  و لو لبعضهم ، إن لم تسمح لهم جميعا ، بإشارة منهم ، و لو مجرد إشارة  على صفحات هذا الملف ، إشارة تطمئننا  على حالهم و أحوالهم "....
 
كتبت ذلكم الرجاء ، و فوضت فيه إمري إلى الله ...
و كما يقول المثل المغربي الدارج : { المودعة في الله ما تضيــع }
 
 و ها أنا ذا بحمد الله و منِّـه و لطفه ، أجد الإشارات بدأت ترد من الإخوان و الأخوات ...
 
كتبت مشاركتي المشار إليها أعلاه ،  و مشاركة أخرى ملحقة لتصحيح رسم كلمات ، و أنا أظن أن الأستاذ { زهير } ، في مهمة كنت قد سمعت بها سابقاً... و أحسَـب أن الأستاذة { ضياء } ما تزال في استراحة ...
 
و لما قرأت الترحيب الأخوي للأستاذ { زهير } ، و إشارته لمشاركتي ، و لا حظت تصحيحاته لبعض مفرداتها ، فرحت غاية الفرح ...  الله وحده العالم بمداه ....
 
 لم أكن وقتها قد رأيت ترحيب الأخت الفاضلة { ضياء } ، لأني أخذت مشاركة زهير من عنوانها من  صفحة " أحدث التعليقات " مباشرة ... فسارعت إلى كتابة جوابي على ترحيبه بأسرع ما يمكن ....
 
و لما ظهرت الصفحة من جديد ، و رأيت إسم  الأخت الفاضلة { ضياء }  لم أصدق ما أراه للوهلة الأولى ... أقولها صادقا ، و الله على ما أقول شهيد ...
فو الله ما كنت أتوقع أن  أجد مشاركة الأستاذة { ضياء } أمامي في هذا اليوم ، و انا الذي أحسبها في استراحتها ...
و لما استعدت كامل وعيي ،و تأكدت من تاريخ المشاركة ،  و قرات ترحيبها بي و سلامها و جميل ثنائها ... وجدتني من جديد أتوجه إلى ربي بالحمد و الشكر على فضله و منه و عنايته ...
 
و لما قرات مشاركة الأستاذة و وجدتها تشير إلى قصيدة الأخ الفاضل الشاعر صادق السعدي ، و تراءت لي من وراء رسم اسمه صورة بنيّـته الطاهرة البتول في جلستها الخاشعة و هي تناجي ربها ... حمدت ربي  أكثر فأكثر ... و تذكرت معها { حنان } و { فرح } و { ندى } ...
 
فما أجمل ذكرى تلكم الوجوه البريئة ... و ما أجمل  ذكرى تلكم الأيام .
 
أتذكر تلكم الأيام و أسأل الله أن يمن علينا بمثلها و أحسن منها بفضله و جوده و كرمه... فيجمع الشمل من جديد مع جميع من تعرفنا عليه و مع من يشاء الله أن يعرفنا به من خيرة عباده....
 
و لن أختم كلمتي هذه دون الإشادة بأصحاب الفضل و الوفاء ، الأساتذة البررة الذين  صانوا هذا المنبر ، و بقوا و ما زالوا  يحملون هذا المشعل الثقافي و يبذلون الغالي و النفيس في استمرار إشعاع هذا النور الهادي في سماء الثقافة العربية ...
بارك الله فيهم جميعا ، كل واحد باسمه ... و جزاهم الله عن أمتهم خير الجزاء و أوفره ...
 فلهم كل الشكر و كل الثناء ... و أجرهم على الله...
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
 
 
*لحسن بنلفقيه
14 - يناير - 2010
الحكاية الثالثة    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
بـنبض  حديث أستاذي كتبتُ ومـن  أردان مـعـطفه نبتُّ
ومـن ألطافه البيضاء iiشعري بـدأتُ  شـبيبتي منها iiوشبتُ
لأي الـعـودتـين نقيم عرسا كـأنـي قـبل ذلك ما iiطربتُ
فـلـولا  عـودة راهنتُ iiفيها لأنـزلـتُ الستائر iiواحتجبتُ
وأهـلا  بـالـكريم وأيّ شهد مـسـاء اليوم من يده iiشربتُ
خبير  النحل والعسل iiالمصفّى عـجـبتُ  لعشقه حقا iiعجبتُ
لـبـسـتُ قناع أستاذي iiإليها وعـنـد قـدوم مركبه iiركبتُ
علت بي موجة وعلوتُ أخرى وكـم عالجتُها وكم iiاضطربتُ
تكون عزيمتي وبها iiانتصاري وغـايـة مـطلبي مما iiطلبتُ
فـأيُ صـبـيّـة عادت iiإلينا اذا  اسـتـعـتبها واذا iiعتبتُ
وكـانت  آخر الاوراق iiعندي خـرجـتُ مقامرا وبها iiلعبتُ
ركبتُ  القارب المسحور بحرا الـى أعـمـاقه وهناك iiغبتُ
أغـالبُ ماردا وأخوضُ iiموجا ومـا  ذقتُ الهزيمة وانسحبتُ
وعـدتُ  مظفّرا والبحر iiرخو وسـتُّ  الحُسن جنبي فانقلبتُ
*صادق السعدي
16 - يناير - 2010
قـصـيـدتـي في صورة :    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
 
 
 
                                         قصيدتي في صــورة :
 
                        بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام عللا رسول الله
 
                               سبحان الله و تبارك الله و ما شاء الله
 
                                   
 
منذ أن نُشِرَتْ هذه الصورة  ضمن الصور العائلية بموقع الوراق ، و هي عندي من أعز الصور إلى نفسي ، أرتاح إلى النظر فيها ... و أسأل الله سبحانه  و تعالى أن يحفظ صاحبتها و عائلتها بما حفظ به الذكر الحكيم ...
 
و من حسن الصدف أن ظهرت عندنا في المغرب ، و في السنتين  الأخيرتين ، صور تجارية كبيرة ، عبارة عن صورة صبية جميلة بريئة  في نفس جلسة { آلاء } و هي ترفع أكفيها بالدعاء في تبتل و خشوع ... و عَرَفت تلكم الصور رواجا ظاهرا ، إلى درجة أنني أجدها في بيوتات العائلة ، و في المكتبات العمومية لبعض أصدقائي ، و عند بائعي  الصور الطبيعية و صور " الديكور" كما يقال ...
 
و كلما رأيت تلكم الصور أثناء زياراتي للعائلة ، أو دخولي إلى مكتبات الأصدقاء ، إلا و وجدتني أُخْبِـر أفراد عائلتي  و أصدقائي  بما أجده من شبه بين صاحبة الصور المعروضة في بيوتاتهم و مكتباتهم ، و صورة صغيرتي { آلاء } ، إبنة صديقي  و أخي في الله  : " صادق السعدي " ، من الشقيقة العراق كان الله في عونها ... لدرجة أنني وجدت الأطفال الصغار ، عند أقاربي ، يعلقون تلكم الصور التجارية في غرفهم و يقولون عن صاحبة الصورة أنها  ابنة صديق خالي ، و منهم من يقول إبنة صديق عمي ...
اللهم احفظ { آلاء } بحفظك و آلائك و لطفك ... و أنبتها اللهم النبات الحسن ... في كنف أهلها و عزهم ... و سلامة وطنها و هنائه ...
 
                     آمين آمين يا رب العالمين ...
و الصلاة و السلام على محمد و آله و صحبه و التابعين .
*لحسن بنلفقيه
17 - يناير - 2010
أين أنت يا بحار يا غـواص ؟    كن أول من يقيّم
 
أين أنت يا بحار يا غــواص :
 
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
 
للأستاذ الفنان { البحار الغواص } عليّ أفضال أذكرها له كلما نظرت إلى صورة والدي رحمه الله ... و إلى أغلى صورة لي ، و هي أقدم صورة أحتفظ بها لي و أنا في عهد الصبا ....
 
و الفنان { البحار الغواص } هو من أعاد نشر صورة صغيرتي  { آلاء } المنشورة أعــلاه .... بعد أن أبدع فيها و أجاد ....
 كما أن  له إبداعات كثيرة في صفحة الصور يحتفظ له بها الوراق ضمن أغلى ما يحتفظ له به ... و في مقدمتها صور فلذات كبده ، حفظهم الله بحفظه ...
 
فمن حق { البحار الغواص } علينا أن نسأل عنه و عن أخباره و نتمنى أن تصلنا منه إشارة ، نستعيد بها و معها ولو بعض ذكريات الأيام الخوالي ....
 
فأين أين أنت يا بحار  يا غـواص ؟ !!
 
اللهم احفظ أخانا أينما كان ...
و أسمعنا عنه كل خير ....
يا سميع يا مجيب ...
*لحسن بنلفقيه
17 - يناير - 2010
والكلام يجرّ كلام    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
حفظك الله ورعاك و وسلمك من كل مكروه وأدام عزك وجعل عملك الدؤوب والمثابرة في خدمة التراث في ميزان حسناتك. ما أحلى وأجمل هذه القصيدة المعبرة بالصورة والكلام البليغ. غلبتني والله يا سيدي الفاضل لحسن. ولم يعد بمقدوري كتابة قصيدة لتكون تحية تليق بكل هذا الكلام العاطر الأخّاء. أنا بالفعل بحاجة الى دعائك يا أستاذي الكريم. نحن في زمن لم يعد الأنسان يأمن فيه على نفسه وأهله. لا وطن ولا هوية ولا بقية ضوء حتى في نهاية النفق. هذه ليست سوداوية ولا يأس من رحمة الله القادر الذي لا
يغلبه على ما قضى وقدر غالب. ولكنّي أرى مشاكل هذه الأمة في تفاقم مستمر، وأوضاعها تزداد سوءا يوما بعد آخر. ونحن بين العجز وقلة الحيلة، بأسنا بيننا شديد. نتناطح في سفاسف الأمور والمخاطر تحيط بهذه الأمة من كل حدب وصوب. لم نأخذ من الماضي عبرة، ما زلنا ندور في دائرة الغيّ والمكابرة. كبيرنا مغلوب على أمره، يقول فلا يسمعه أحد. لا أخذنا من الدنيا بنصيب، ولا من الدين بأثر صحيح. كل حزب بما لديهم فرحون. هذا يقول عمر، وذلك يقول علي. لو خرج عمر لأنكروه ، ولو قام علي لقتلوه. دائرة جهنمية أبطالها من الدعاة وأساتذة الجامعات والمشايخ وأصحاب العمائم واللحى. وكتب تطبع وأسواق رائجة لتجارة تاريخية رابحة لكل الأطراف المتناحرة. نرى الأشياء من ثقب صغير. بل من زاويتنا الخاصة. أصبحنا نعمل بمنطق الإتجاه المعاكس. شعلله علشان تحل أكثر. كان العدو على الأبواب فأصبح من أهل الدار. وكنّا نتحدث عن تحرير فلسطين أصبحنا نتحدث عن غزة والجدار العازل.
*صادق السعدي
18 - يناير - 2010
لا تزعل مني او تؤاخذني يا ابن عمي ، لكني مضطرة وسوف آكلك !!!    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الإخوة الأفاضل ...
لا أخفيكم غبطتي بعودة الأحبة إلى موقع الوراق ، وهم الذين لم يغادر طيفهم أرجاءه إلا للحظات ... وقد تزامن رجوع أختنا الفاضلة " ضياء خانم " مع همسات الكمان في لحن رمسكي كورساكوف الشهير ، حين تمسك شهرزاد بصهوة الحكي حتى الصباح ... فما أعجب الأقدار وما أعذب الصدف ....
وقد قرأت القصة الموجهة إلى الصغار ، واستعدت حينها بعض ذكريات الصبا ، على أمل أن أرددها مساءً لابني " أحمد ياسين " المولع بحكايا القمر ، ومواقد الشتاء البارد ... في غفلة عن أعين البوكيمون و الأفاتار وغيرهم من مردة الشاشة الحديثة ...
                                              ******
وقد اسمتعت ، فيما استمتعت ، بكلام بنت العم الضبعة حين تردد " لا تزعل مني او تؤاخذني يا ابن عمي ، لكني مضطرة وسوف آكلك " لتذكرنا بحالنا اليوم ، حين يردد على مسامعنا الإستعمار الحديث وأذابه بأسفه على أن دخل بيوتنا ، وانتهك أعراضنا وسفّه أحلامنا ... فهو ، يا رعاه الله ، مضطر لذلك  غير مخيّر ، فأن نكون طعاما على مرآة لؤمه ، أفضل أن نعيث في الأرض فسادا ، أو نعيش كما تعيش الأنعام ، بل أضل ، فلا ديك يصيح في حضيرتنا ولا ثور يقود ، دع عنك الأسود والفهود ...
أدامك الله استاذتنا ضياء مصباحا في صفحات موقعنا ....
*زين الدين
20 - يناير - 2010
غيوم وأمواج ( 1 )    كن أول من يقيّم
 
 
 
الأستاذ الأديب زين الدين هشام : عافاك الله وسلمك وحجاً مبروراً إن شاء الله .
شكراً لك غبطتك التي أفرحتنا بدورها وشكراً لك إطلالتك الكريمة من هذه النافذة التي بت أشعر فيها كأنني في بيتي وبين أهلي ، كما سرني تعليقك على الحكاية التي تحتوي مجموعة من العناصر المتشابكة ، النفسية والاجتماعية ، رغم أنها صيغت بشكل بدائي عبر الترميز بالحيوان إلى الشخصيات المختلفة وضمن محيط الطبيعة الخالصة وبحيث لا يوجد في هذه الحكاية أي رمز من رموز الحضارة سوى الإشارة من بعيد إلى عرس بنت السلطان الذي كان سبب هذه الرحلة ـ المغامرة . مع هذا ، أجد بأن نص هذه الحكاية يحمل بعداً نقدياً مذهلاً ، فالضبعة الجشعة والمرهوبة الجانب لا تأكل أحداً بلا سبب ودون تقديم مبررات مقنعة لالتهامه ، حتى في الوقت الذي تكون قادرة على أكله ، لأن دهاءها جزء من شخصيتها فلولا أنها كانت مداهنة ومحتالة  وتجيد النفاق لما استطاعت إدخالهم إلى بيتها بسهولة . ثم أن هذه المبررات " الأخلاقية " التي كانت تسوقها قبل أكلهم كانت ضرورية لإشعارهم بالذنب وبالعجز والدونية تجاهها وهي لم تتورع في استخدام كل الأساليب لإضعافهم والحصول عليهم لقمة سائغة . إنها القوة والطمع بمبررات شرعية فيها الكثير من العواطف التي ترتدي ثوب الإنسانية . هذا ما يحصل تماماً اليوم في السياسية ، كما أشرت ، وبحيث تم إدخال الدين أيضاً ضمن عناصر اللعبة ، كما هو حاصل تماماً اليوم وكما حصل سابقاً في التاريخ وصار كل طرف يستخدمه بحسب مصلحته ، وهذا خلاصة ما قاله الأستاذ صادق السعدي في تعليقه الأخير .
التاريخ الأسف لم يعلمنا شيئاً فهل سنتعلم من الحكاية ؟
تحياتنا الخالصة لك ولأحمد ياسين ( يا له من اسم جميل ) حفظه الله ورعاه آمين .
ومن أحمد ياسين إلى الأستاذ ياسين أبي أحمد الذي أحييه وأشكره على تعليقه وكلامه الطيب وأحمله سلامي إلى الحاجة أم أحمد مع كل المودة والتقدير .
لا أستطيع أن أزيد بالكلام على قصيدة الأستاذ السعدي سوى القول بأنني كنت قد قرأتها أول مرة  وأنا أظن بأن الأستاذ زهير هو من كتبها ( قرأتها من برنامج الإدارة حيث لا يظهر الإسم ) ثم استوى المعنى في ذهني عندما علمت بأنها للأستاذ صادق غير أنني " انقلبت " من الدهشة مرتين ، فيا له من شعر جميل .
كذلك أشكر مجدداً أستاذنا لحسن بنلفقيه على كل ما تفيض به نفسه السمحاء من مشاعر دافئة تشيع الاطمئنان في قلوبنا وتحيطنا بهذا الغلاف العازل الذي يجعل من هذا المكان شيئاً خاصاً بحق .
وكل التحية والشكر لأستاذي الغالي الساهر دائماً على رعاية الوراق والذي لم يبخل علي ، ولو لمرة واحدة ، بكل ما هو جميل وقيم من نبض قلمه الساحر ومشاعره النبيلة .
ومن وحي كل هذا ووحي مشاعري حيال هذا المكان سأنقل لكم في الفقرة التالية قصيدة للشاعر الهندي طاغور كتبها لأمه ، وأنا أعيد كتابتها هنا لأنها تحكي أشياء كثيرة تتجاوز مشاعر هذا الطفل الكبير نحو أمه .
 
*ضياء
20 - يناير - 2010
 83  84  85  86  87