البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 82  83  84  85  86 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لأحمد فؤاد نجم    كن أول من يقيّم
 
كلب الست
ف الزمالك من سنين
وف حمى النيل القديم
قصر من عصر اليمن
ملك واحدة من الحريم  
 
صيتها أكتر م الأدان
يسمعوه المسلمين
والتتر والتركمان
والهنود والمنبوذين
 
ست فاقت ع الرجال
ف المقام والاحترام
صيت وشهرة وتل مال
يعني في غاية التمام
 
قصره يعني هي كلمة
ليها كلمة ف الحكومة
بس ربك لجل حكمة
قام حرمها م الأمومة
والأمومة طبع ثابت
جوه حوا من زمان
تعمل إيه الست
جابت فوكس رومي وله وان
 
فوكس دا عقبال إملتك
عنده دستية خدامين
يعني مش موجود ف عيلتك
شخص زيه يا إسماعين
 
وإسماعين دا يبقى واحد
م الجماعة الغلبانين
اللي داخوا ف المعاهد
والمدارس من سنين
 
حب يعمل واد فكاكه
ويمشي حبه ف الزمالك
والقيامة والفتاكة
يرموا طبعاً ع المهالك
غم سمعه من قيامته
حب يعمل فيها فله
بعد ما ألوط بيجامته
اشترى حتة مجلة
 
قول مش بيقرا ف حكاية
من حكايات الغرام
واندماجه ف القرايه
خلا مشيه مش تمام
 
ع اليمين يحدف بعيد
خطوتين وتروح شمال
لمحه فوكس من الحديد
قال دا صيد سهل وحلال
*أحمد عزو
10 - مايو - 2009
تتمة....    كن أول من يقيّم
 
هب نط ف كرشه دوغري
جاب بيجامته لحد ديلها
إسماعين بدال ما يجري
قال يا رجلي.. رجلي مالها
 
بص شاف الدم سايح
من عاليها ومن واطيها
وياللي جاري وياللي رايح
المجلة مش لاقيها
 
حبه وتلمو الظنايا
اللي هما البوابين
والهكايه والروايه
قال لهم دا كلب مين؟
كلب مين
ما كلب مينشي
سمعه لبخ حبتين
قال له واحد فيهم امشي
اللي جابك انده مين
 
قال دا شارع يا مواشي
للجميع.. راكب وماشي
كلمة من دا
وكلمة من دا
ظاطو وانقلبت فضيحة
قول نهايته والقصد من دا
إسماعين شرب الطريحة
 
راحو اسم الشرطة جمعا
والنيابة كفيلة بيهم
واترموا ف الحجر طبعا
لما ييجي الدور عليهم
شاف بلاوي ما تنحكيش
م الهفايا المحبوسين
قال يا عالم.. يا شاويش
يا نيابة.. يا مسؤولين
 
خلصوه بعد المناهدة
جثه من جحر الديابه
هي يمكن ساعة واحدة
كان ف مكتب النيابة
 
قال له: مالك يا اسماعين
قال له: زي البمب مالي
قال له: عضك فوكس فين
قال له: سيبني أروح لحالي
انت شوف سي فوكس يمكن
خد تسمم غصب عني
الوكيل قال برضه ممكن
والشاويش قعد يغني
هييص يا كلب الست هيص
لك مجامك ف البوليس
بكرة تتألف وزارة
للكلاب ياخدوك رئيس
 
انت توى ف النيابة
تسعمية من الغلابة
طب يا ريت يا فوكس كنا
ولا تربطنا الجرابة
 
انت فين والكلب فين
انت كده يا اسماعين
طب دا كلب الست يا ابني
وانت تطلع ابن مين
 
بشرى لصاحب الديول
ولــللي له أربع رجول
بشرى لسيادنا البهايم
من جمايس أو عجول
اللي صاحبه يا جماعة
له أغاني ف الإذاعة
راح يدوس فوق الغلابة
والنيابة بالتباعة
هيص يا كلب الست هيص
هيص يا كلب الست هيص
*أحمد عزو
10 - مايو - 2009
رحلة في أربع سنوات    كن أول من يقيّم
 
كلمتي لكم اليوم هي بطاقة اعتذار أتقدم بها من جميع الأصدقاء الذين اعتادوا على قراءة مشاركاتي في المجالس ولاحظوا انقطاعي عنها في المدة الأخيرة .
 
أربع سنوات بالتمام والكمال مضت اليوم على تاريخ دخولي الوراق لأول مرة ، وهي سنوات مضت محملة بالتعب والجهد والفرح والخوف والترقب والخشية والانبهار ، ودعنا فيها بعض الأصدقاء ، واستقبلنا خلالها أصدقاء جددا . أشياء كثيرة حدثت خلال هذه السنين ، وأشياء تبدلت ، ربما تكون بدلتني ، أو بدلت ما حولي ، إنما المؤكد ، كما يبدو لي اليوم ، هو أن هذه الرحلة قد أشرفت على نهايتها .
 
كل ما عشته معكم من خلال هذه التجربة الغنية على الصعيدين ، الفكري والإنساني ، سيبقى محفوراً في ذاكرتي ، وستبقى هذه الصفحات الخالدة ، في هذا الملف أو غيره من الملفات الكثيرة ، شاهدة على عمق وقوة الروابط التي جمعتنا خلال هذه المدة من الزمن ، والتي ساعدتني على اكتشاف أمور كثيرة لم يكن بمقدوري اكتشافها وحدي من خلال القراءة الفردية ، وهذا ما يدلل على أهمية وخطورة الدور الذي يمكن أن يلعبه الأنترنت في إعادة تصنيف وجمع طاقات مجموعات بشرية لا تنتمي إلى وحدة جغرافية معينة لكنها تنتمي إلى فضاء ثقافي ولغوي محدد ، وتوحدها اهتمامات وهموم مشتركة .
 
أشعر اليوم ببعض التعب ، بالإضافة إلى الكثير من المشاغل التي تستنزف وقتي وجهدي خصوصاً وأننا قد أشرفنا على نهاية العام الدراسي . لذلك ، أرجو أن تعتبروني في إجازة طوعية لفترة من الوقت أعيد خلالها ترتيب أوراقي وأستعد فيها لمرحلة جديدة أتمنى أن نجتمع خلالها من جديد وأرجو أن تكون كلمتي هذه بمثابة اعتذار لكل الأصدقاء الذين أبدوا أسفهم وقلقهم لغيابي لكني عازمة هذه المرة على اتخاذ هذه الخطوة التي كنت قد أجلتها مراراً وتكراراً بدافع محبتي لكم ، وأنا أشكر هذا الموقع الفريد والمميز والقائمين عليه ، وفي طليعتهم راعي الوراق وملهمه الأستاذ الشاعر محمد أحمد السويدي ، وأستاذي الكبير وصديقي العزيز الشاعر زهير ظاظا ، وصديقنا الأستاذ معتصم زكار ، لإتاحتهم الفرصة لي لكي أفوز بمعرفة هذه المجموعة القيمة من الإخوة والأخوات ، الأدباء والأديبات ، الذين أعتز بصداقتهم ومعرفتهم . لن أسميكم اليوم ، إنما ثقوا بأنني أعتز بكم واحداً واحداً ، وأشعر بارتباطي بكم فرداً فرداً .
 
تحياتي لكم خالصة ، وبكل الود والمحبة أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
 
إلى اللقاء .
 
 
 
*ضياء
27 - مايو - 2009
أمنيتي في هذا الزمن المتحول    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
 
 
هذا حديث من أحاديث الزمن المتحول ، و أقصد بالحديث حديث الأستاذة { ضياء } ، و ليس حديثي ...
بعد أربع سنوات من التواصل و العطاء و المكاشفة و الصدق و سمو الفكر و طهر المشاعر و عفة الكلام ، و نبل التعامل و المعاملة ، جاءت الإستراحة ...
إستريحي يا أستاذة ، و كوني مرتاحة البال ... فو الله حاشا أن يتعب من أخلص مثل إخلاصك ، و وفى مثل ما وفيت ...
أكتب هذه السطور من وحي ما يُقرأ بين السطور ... و هذا هو تداول الأيام بين الناس لمن يتفكر و يعتبر ...
 
أمنيتي الوحيدة ، أن تفي الأستاذة بوعدها بتتبع حلقات تقنية التجليد و التذهيب ، و أن تسهر على ترغيبها و تحبيبها للأعزاء الأبرار : { آريان } و { جواد } و { فرح } ، و الأمل في الله تعالى  أن يكون لي عند كل منهم تحفة مجلدة و مذهبة من صنع اليد و من إبداعهم الشخصي ، تكون لي عندهم ذكرى ، و تذكير لأنبائهم و أحفادهم إن شاء الله ...
 
مني الدعاء و من الله الإجابة .
 
 لكل أجل كتاب .... و لله وحده الأمر من قبل و من بعد ...
 
*لحسن بنلفقيه
7 - يونيو - 2009
أحبوا وطنكم..    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
على هامش مهرجان ملتقى الأديبات العربيات . .

كان لقائي الأول مع بيروت خارج نطاق جغرافيتها، أعلام كثيرة كانت دليلي إلى معرفتها، الأسماء النهضوية الأولى التي قرأت لها ظلت عالقة في ذاكرتي، أقامت فيها ولم تغادر.. أعلام طلائعية لامعة نهلت من دررها كانت من أصول لبنانية، اختارت مصير الترحال والنفي وتأسيس الذاكرة الإبداعية العربية خارج البلد الأصل / لبنان أمثال، المعلم بطرس البستاني، زينب بنت فوار العاملي، جورجي زيدان ومي زيادة وآخرون.
عندما تحضرني بيروت يسطع في الأفق البعيد القريب نجم الكاتب العالمي جبران خليل جبران الذي أعجبت في سن مبكرة بأسلوبه الفاتن وكتابه الشامخ «النبي»، مصدر فبوءته المبدعة المدعمة بعمق روحاني نقي وآراء فلسفية توجه الإنسانية نحو عتبة التسامح والسلام.
في «الآداب» ، المجلة التي تنعت بالبيروتية، تعلمنا مع مؤسسها الدكتور سهيل إدريس ، أبجدية القراءة النقدية وتعرفنا على أسماء مبدعة في عالمي الشرق والغرب، وكانت الجسر الملئ بالمعرفة والأزهار.. أحببت بيروت من قبل أن أراها، وفتنت بها عند زيارتي الأولى لها قصد المشاركة في ملتقى أقامه اتحاد الأدباء العرب بتنسيق مع اتحاد الكتاب في لبنان حول «المرأة والإبداع»، بصفتي باحثة متخصصة في النقد والكتابة النسائية، وعضو مؤسس لملتقى الإبداع النسائي بفاس، الذي كان ينظم من طرف المجلس البلدي وبتنسيق مع منظمة اليونسكو منذ سنة 1989.
في سياق مختلف تعددت زياراتي لبيروت، وفي شهر نونبر المنصرم عدت إليها لأشارك في احتفالية بيروت عاصمة عالمية للكتابة لسنة 2009، حيث نظم ديوان «أهل القلم» تحت رعاية السيدة اللبنانية الأولى وفاء ميشال سليمان، مهرجان لقاء الأديبات العربيات حضره العديد من الباحثات والمبدعات من المغرب، سوريا، مصر، الجزائر، فلسطين، الأردن، البحرين، قطر ولبنان، ولقد اختير كشعار لهذا المهرجان «كما السياسة تفرق، الأدب يجمع».
انطلقت فكرة تنظيم مهرجان لقاء الأديبات العربيات سنة 2008 من دمشق، بمبادرة من الأديبة والروائية كوليت خوري، يتغيا اللقاء أن يكون فرصة للتداول في قضايا الفكر والأدب والسياسة، مما يجعله منفتحا على قضايا الإنسان والثقافة في البلدان العربية في تعالقها مع ماهو كوني، هذا التناول المتنوع للقضايا يسعى أن يكون بعيدا عن صرامة النهج الأكاديمي المغلق، ويمنح للأديبات فرصة التفاعل التلقائي مع الجمهور المشارك في جلسات أشغال الملتقى.
في الجامعة اللبنانية الأمريكية وبتنسيق مع معهد الدراسات النسائية العربي، كان اللقاء الأول مع الطلبة والطلبات مفيدا وممتعا، حيث انصب النقاش حول الإبداع النسائي، الخصوصية والاختلاف، والمرأة والسياسة في البلدان العربية والإسلامية ودور المنظمات الدولية في دعم ومساندة قضايا المرأة الحقوقية والسياسية.
عندما انتقلنا إلى الجنوب بدعوة من طرف السيدة رندة عاصي بري، كان النقاش عميقا وهادفا، تناول موضوعات التاريخ والهوية والاستثناء الثقافي في ظل زحف العولمة، ودورها في ترسيخ ثقافة الممانعة، وفي مجمع نبيه بري الثقافي كان محور الجلسة (المرأة العربية تكتب قضاياها).
وعندما صعدنا شمالا إلى مدينة طرابلس، استقبل مركز الصفدي الثقافي الأديبات العربيات، حيث، انصب النقاش على قضايا الأدب وعلاقات التشارك، ودور رجال الأْعمال في دعم ما هو ثقافي وفني من خلال الاستثمار في البنيات القاعدية من أجل النهوض بالصناعة الثقافية. كما كان للأديبات العربيات لقاء حميمي مع السيدة بهية الحريري، تم النقاش خلاله حول دلالات وأبعاد إعمال مقاربة مفهوم النوع الاجتماعي خاصة في مجال السياسة التعليمية.
ولم تكتمل فرحة بيروت التي توجت عاصمة عالمية للكتاب لسنة 2009 ، إلا بتكريم الأديبات المشاركات في المهرجان على عطائهن ومساهماتهن في مجالات الكتابة والإبداع والنقد الأدبي. وفي هذا السياق وقع تكريم الدكتورة سلوى الخليل الأيمن على إشرافها الذكي في تدبير أنشطة «ديوان أهل القلم». و الدكتورة نوال السعداوي ودورها الرائد في تأسيس الوعي النسائي من خلال أبحاثها ورواياتها، كوليت خوري من خلال روايتها الجريئة وانحيازها للبوح النسائي وتدشين المسار الأول للسرد النسائي، ومن المغرب رشيدة بنمسعود اعترافا بدورها الريادي عربيا في تفجير سؤال المرأة والكتابة والاختلاف، وباقي الأدبيات من مختلف الأقطار العربية، لعطائهن المتميز في مجال الإبداع الروائي والقصصي.
إن أهم ما علق بذهني على هامش هذه الرحلة الأدبية هو فخار اللبنانيين واللبنانيات بانتمائهم للوطن. فهي كل جلسات الملتقي كانت بيروت أغنية تتراقص فرحا ما بين الكلمات، ونشيدا صوفيا ينساب الى الروح عبر صوت الفنانة منال نعمة التي غنت قصيدة «بيروت ست الدنيا» لنزار قباني ومقاطع من «مديح الظل العالي» للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش. كان لهذا الصوت وقع النشيد الملائكي وللكلمات سطوة السحر الآسر، وطيلة أشغال الملتقى تحولت بيروت إلى العاشقة والمعشوقة، وفي جل المداخلات يحضر وجهها، وكذلك في الحوارات الثنائية والجلسات الجماعية، وعند كل تحية ترحيب يتردد السؤال (هل أعجبتك بيروت؟)، الذي يفاجئك به جمهور الحاضرين. لقد كان وقع السؤال علي مؤثرا عندما صافحتني طالبة لبنانية من أم مغربية وأعادت علي نفس السؤال.
لقد قدرت في اللبنانيين هذا الحب الأفلاطوني لوطنهم، استوقفني عشقهم وولعهم ببلدهم ، رغم تعدد طوائفهم ومذاهبهم ودياناتهم، وأحسست بغيرة جريحة تجاه بلدي بسبب بخل عواطفنا التي لاتجهر إلا بالشكوى والتبرم، فتساءلت مع نفسي ، لماذا لا تسعف اللسان المغربي الكلمات، في التعبير السخي والعاشق للوطن، أكيد أن كل مواطن / مواطنة ببلده معجب وعاشق، لكننا نحن المغاربة لا نفي وطننا ما يستحق بجدارة من آيات الإعجاب والتكريم ولا نتذكر هذا التقدير إلا عندما يصدر عند أجنبي، أو عندما نكون خارج وطننا فنقوم بالمقارنة، آنذاك ندرك أن المغرب الذي تختزل جغرافيته العالم بجباله وصحرائه وشواطئه الممتدة من المتوسط إلى المحيط، وبغاباته الخضراء، بأرزه وعرعاره وتفرده بشجرة الأركانة التي أبت إلا أن تسكن هذا الوطن الشامخ لوحده دون بقية دول العالم.
إننا جميعا مقصرون في حبنا لهذا الوطن الذي يستحق منا أن نمنحه أكثر مما يعطينا، وأن نحوله قصيدة وأغنية عاشقة وكلمة مبدعة تجري على شفاه كل مغربي ومغربية.
فأحبوا وطنكم ، يا أهل بلدي، ضعوه في القلب واللسان حتى نصل إلى علو قامته ونكون أهلا لمقام حنوه علينا.
12/22/2009
رشيدة بنمسعود . ج. التحاد الاشتراكي
*abdelhafid
23 - ديسمبر - 2009
836 //http    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
أهدي هذا  التشكيل المتواضع ، أو هذا القول اللوني ، المعبر عن تفاعلي مع
أبيات شعرية جميلة لشاعرنا الأستاذ زهيرإلى
الأستاذة ضياء وأتمنى لها سنة سعيدة
 
*abdelhafid
11 - يناير - 2010
حنين    كن أول من يقيّم
 
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
 
سلامي  و تحياتي  و دعواتي و أشواقي :
 
إلى { زهيـر }  و { ضـياء } .... إلى { حنان } و { فرح } و { نـدى } ....
إلى { فداء } و { جواد } و { آريان } ...
 
إلى سراة الوراق : كل واحد باسمــه ....
 
كل عام و أنتـم بخير ....
*لحسن بنلفقيه
12 - يناير - 2010
عاد أستاذنا لحسن    كن أول من يقيّم
 
أهلا وسهلا بعودة استاذنا الكبير لحسن بنلفقيه، اشتقنا لك يا أستاذ ولبحوثك الشائقة وكلماتك الرائقة، ولولا ضيق الوقت، ومخافة التطويل في رد السلام لكتبت في استقبال الاستاذ قصيدة تفي بشوقنا للقائه، وأما شجرة الغرقد فقد حيرني فيها سؤالك حول التصويب، وافترضت أخيرا أنها زلة قلم وتصرفت على هذا الأساس، اكرر تحيتي وترحيبي بعودتك أستاذي وإلى اللقاء
*زهير
13 - يناير - 2010
وبكل المودة والحنين    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
مساء الخير وكل عام وأنتم بخير أعزائي ، عزيزاتي :
 
اسمحوا لي أن استهل هذا التعليق بخالص التحية لأستاذنا لحسن بنلفقيه وأن أعرب عن شدة تأثري وفرحي واعتزازي بصداقته النبيلة النادرة والمشرفة . الجميع من عندي كذلك يهدونك السلام ويتمنون لك العمر المديد وعاماً سعيداً مع الأهل والعائلة .
تحيتي خالصة أيضاً لسفير الورود حامي حبال المودة ، المرابط دائماً ، والحريص دائماً على إدخال السعادة إلى قلوبنا في كل مناسبة وكل حين : حفظك الله يا عبد الحفيظ ، وشكراً لك بطاقتك الجميلة ، وأرجو لأقواس هذه الدائرة المقلوبة أن تعود فتلتئم على تناغم لكي تسطع من جديد كوكباً منيراً يشتعل بألوان بالحياة .
قرأت صبيحة هذا اليوم ، على صفحات الوراق ، قصيدة جديدة لأستاذنا السعدي ، فكانت بجمالها ورقتها ودقة معانيها من مجموعة العوامل التي أثرت في نفسي ودعتني لكتابة هذه البطاقة . شكراً لك يا أستاذ صادق وكل عام وأنت بخير .
كذلك أهدي تحيتي وسلامي للأستاذ يحيى ولوالدته الكريمة أطال الله عمرها وأنعم عليها بالصحة والعافية وحفظ لها أولادها وأحفادها من كل مكروه .
سلامي وتحيتي لجميع السراة والأصدقاء ولأستاذي الكريم زهير ظاظا حفظه الله ، دمتم جميعاً بخير وعلى المودة نلتقي .
 
*ضياء
13 - يناير - 2010
حكاية للصغار ... ( 1)    كن أول من يقيّم
 

 كنا نسمع هذه الحكاية من جدتي عندما كنا صغاراً فكنا نضحك لها ونستعذبها ونفرح في آخرها وننشد خاتمتها دون أن نفقه معانيها وما تنطوي عليه من مفاهيم هي ، بدون شك ، حصيلة تجارب البيئة التي نبتت فيها الحكاية . وها نحن اليوم قد كبرنا وتقلبت بنا الأيام والظروف ، وتغير المشهد من حولنا وتغيرت اللغة والمفردات ، لكن الذاكرة تأبى نسيان هذه الحكايا البسيطة بمظهرها ، الغنية بالدلالات والمعاني ، بل وتستعين بها لقراءة ما يجري من حولنا لأن علاقات البشر، التي جرى الترميز لها بالحيوانات كما في كليلة ودمنة ، لم ولن تتغير مهما اختلفت الأمكنة والعصور :
 
كان يا ما كان ، في قديم الزمان ، كان هناك دجاجة وديك يعيشان بوئام وسلام ، حتى سمع الديك ذات يوم بأن السلطان سيزوج ابنته الوحيدة ، ويقيم لها احتفالاً عظيماً ، يدعو إليه كل من شاء الحضور ، وبأنهم سيأكلون فيه من كل ما لذ وطاب . نادى الديك على الدجاجة وقال لها : " ما رأيك يا امرأة في أن نذهب إلى عرس بنت السلطان لنأكل أرزاً ولحماً وهريسة ؟ " . وافقت الدجاجة قائلة : " على شرط بأن لا أذهب راجلة لأنني أتعب من المشي الطويل "، فقال لها الديك : " وكيف يكون هذا وأنتي زوجتي ؟ بل ستذهبين راكبة على ظهر حصاني الأشقر " ثم قام بإحضار عود من القصب، من السياج القريب ، ركب عليه هو وزوجته ، ثم انطلقا إلى عرس بنت السلطان .
على الطريق ، صادفتهما الحمامة فاستوقفتهما وقالت لهما : " إلى أين يذهب الديك والدجاجة ؟ " ، نهرها الديك قائلاً : " الدم يدلق من لسانك ، ما أقل أدبك وإحسانك ، لماذا لا تقولين : الملك رختوم وامرأته الست روم ؟ " . اعتذرت الحمامة للحال وصححت قائلة : " عفواً ، إلى أين يمضي الملك رختوم وامرأته الست روم ؟ " ، " إلى عرس بنت السلطان لنأكل الأرز واللحم والهريسة " قال الديك . "وهل بإمكاني الذهاب معكما ؟ " قالت الحمامة . "لم لا فالطريق تتسع لنا ولك " . 
 
حطت الحمامة وراءهما على العود ثم تابعوا سيرهم جميعا .
 
بعد مسافة قصيرة التقوا بحجل سألهم : " إلى أين يمضي الديك والدجاجة والحمامة ؟" . نهره الديك قائلاً : " الدم يدلق من لسانك ، ما أقل أدبك وإحسانك ، لماذا لا تقول الملك رختوم وامرأته الست روم ؟ " . عفواً ، قال الحجل ، " إلى أين يمضي الملك رختوم وامرأته الست روم ؟ " " إلى عرس بنت السلطان لنأكل الأرز واللحم والهريسة " أجاب الديك. وهل تأخذوني معكم ؟ " " لم لا فالطريق تتسع لنا ولك "
قفز الحجل فوق الجواد الأشقر المزعوم متخذاً لنفسه مكاناً وراء الحمامة ، ثم تابع الركب سيره .
بعد قليل ، صادفهم عصفور صغير يدعى " أبو الحن" فقال لهم : " إلى أين يذهب الديك والدجاجة والحمامة والحجل ؟ " . غضب الديك مرة أخرى وعنفه قائلاً : " الدم يدلق من لسانك ، ما أقل أدبك وإحسانك ، لماذا لا تقول الملك رختوم وامرأته الست روم ؟ " ، " عفواً لقد أخطأت فعذراً منك : إلى أين يذهب الملك رختوم وامرأته الست روم ؟ " . «  إلى عرس بنت السلطان لنأكل الأرز واللحم والهريسة " ، " وهل تأخذوني معكم ؟ " قال أبو الحن ، " لم لا فالطريق تتسع لنا ولك " أجاب الديك .
حط أبو الحن وراء الحجل على عود القصب ثم تابعوا جميعهم سيرهم حتى غروب الشمس ، عندها جاء وقت المبيت ، ولسوء حظهم ، وجد أصدقاء الطريق أنفسهم بالقرب من شجرة محاذية لبيت الضبعة " أم عامر " ، فتحاوروا وتشاوروا بهمس فيما بينهم ، ثم قرروا النوم بين أغصانها حتى طلوع الفجر ، على شرط أن يتوخوا أقصى الحذر فلا يثيرون ضجة من حولهم كيلا تستفيق الضبعة وتسعى لالتهامهم .
لكن ، ما إن أطل الصباح ، حتى استيقظ الديك مبكراً كعادته وبدأ بالصياح : كوكوكوكو .... تنبه رفاقه من النوم ونهروه بقوة قائلين له : " أسكت ولا تصيح هكذا بالصوت العالي وإلا استيقظت أم عامر وأكلتنا جميعاً " . " وهل تريدون مني ، لأجل أم عامر الضبعة ، بأن أقطع صلاتي ؟ " أجابهم الديك المغرور بكل تعنت متابعاً صياحه : كوكوكوكو … كوكوكوكو .... كوكوكو....
وقبل أن يتم الصوت الثالث ، كانت الضبعة التي استفاقت على صياحه قد أصبحت تحت الشجرة ، وهي لا تزال تفرك عينيها اللتين أخذت تغلقهما وتفتحهما بقوة كأنها غير مصدقة لما تراه أمامها، ثم تعود لتنظر مرة بعد مرة إلى هذا الصيد الثمين الذي لم تحلم به في نومها ، بل هو حقيقة واقعة تراها بعيونها التي ما زالت نصف مغمضة بسبب النعاس، وذلك قبل أن تصحو حواسها كلها ، ويستيقظ فيها مكرها وشهيتها ، فتبدأ بعدهم ، لكي لا تنسى أحداً منهم بين الأغصان ، وهي تقول لهم مرحبة وبالصوت المعسول :
 
ــ أهلاً وسهلاً بأولاد عمي ، يا مرحباً و يا أهلاً بكم في ديارنا ، منذ متى وأنتم هنا ؟ وأين كنتم طوال هذه المدة ؟ لقد مضى علي زمن طويل لم أركم فيه فلماذا غبتم عني يا أحبابي ؟ وكيف تبيتون ليلتكم بالقرب من بيتي دون أن تنزلوا بضيافتي فأمتع نفسي بحضوركم وتشرفوني بزيارتكم ؟
ــ لم نشأ إزعاجك يا بنت العم ، قالوا لها على خجل .
ــ لا ، لا ، هذا لا يصح ولا يجوز ، فكيف يأتي أولاد عمي إلى هنا بعد أن قطعوا كل هذه المسافة الطويلة ليمروا بالقرب من عتبة بيتي دون أن يدخلوه ؟ وهل تظنون بأنني سأدعكم تمرون هكذا كأي غريب أو عابر طريق لا يخصني ؟ وبأنني سأترككم تغادرون المكان دون أن أستضيفكم وأحتفي بكم كما يليق ؟ لا ، هذا لا يجوز أبداً . تفضلوا إلى الداخل . هيا تفضلوا ، تفضلوا وادخلوا ….
وظلت أم عامر ترحب بهم وتحثهم على الدخول إلى بيتها ، وتشعرهم بأنهم قد أساؤوا التصرف معها ، وهي تلتهمتهم ، في نفس الوقت ، بعيونها الجائعة ،إنما تلح وتلح عليهم وتحاصرهم بكلامها المنافق حتى خجلوا منها ، وخضعوا لإرادتها ، ودخلوا بيتها . عندها أقفلت عليهم الباب بإحكام وأخذت تمني نفسها بفطور دسم .
 
*ضياء
13 - يناير - 2010
 82  83  84  85  86