 | تاريخ يتكرر     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
أسكتني الألم كما أسكت غيري , فجلستُ عاجزاً أتابع الأخبار , وأحياناً أهرب منها , وأحياناً يجافيني النوم في التفكر في واقعٍ سقطتْ الأمة فيه من ضعف حكامها , واهتمامهم بكراسيهم ومصالحهم , وجعل مصلحة الأمة أو( مصلحة الوطن ) من النوافل , فلماذا ابتُلينا على مر التاريخ بهؤلاء الذين يجروننا للخلف , ويكتمون على أنفاسنا ؟؟ هي دائرة فعلاً ؟ , , , وقد علقنا بها دون إرادةٍ منا , ودون قدرةٍ على الخلاص ؟ أم أن محاولاتٍ ناجحة نراها تارةً في جنوب لبنان , وتارةً في غزة تجعلنا أكثر تفاؤلاً في القادم من الأيام ؟ أما أنا فغيرُ متفائلٍ , فكلما رأينا رايةً تُرفعُ لكسر الواقع , وإنقاذ الأمة , نرى عشر راياتٍ بيض تُرفعُ خانعةً عاجزةً تستجدي المفاوضات والتسويات لضمان مصالح آنية , , , التاريخُ يُعيد نفسه إذاً , والشعوبُ هي الضحية الدائمة . عندما حشدتْ أوروبا جيوشها للقيام بالحملة الصليبية الأولى كيف كان حال بلاد المسلمين ؟ كانت البلاد مهيأة للهزيمة , فقد كانت عبارة عن مجموعة إقطاعيات وإمارات متنافرة متقاتلة تتنافس فيما بينها , وتتنافس على التحكم بالناس ففي أنطاكية الأمير سيان , وفي مملكة حلب الملك رضوان , وفي مملكة دمشق أخوه دقاق , وفي حمص شمس الدولة جناح بن ملاعب و وفي حماة الأمير سلمان وفي الموصل الأمير كربوغا , والدولة العباسية ببغداد , والدولة الفاطمية في القاهرة ,,,,, وبدأ الصليبيون بأنطاكية وكانت حلب أقرب الإمارات إليها لكنها لم تنجدها , ذلك أن رضوان ملك حلب كان مشغولاً بحربه مع أخيه دقاق ملك دمشق , والذي بدوره راسل الصليبيين الذين وعدوه بعدم خلعه , فقد كان رضوان يطمع في زيادة ملكه وانتزاع دمشق من أخيه , أما ملك أنطاكية الفاجر فلم يفعل شيئاً وترك الأمر للسكان الذين قاوموا إلى آخر رمق قبل أن تنزل فيهم المذبحة الكبرى بعد دخول الصليبيين للمدينة , ومضى الصليبيون في طريقهم إلى بيت المقدس , وما كان أمامهم من كيان واحد متماسك , بل قليل من المقاومة الشعبية التي حاولت عرقلتهم , وكانوا في طريقهم للقدس يعقدون بعض الإتفاقيات مع الحكام , ويقيمون المذابح للسكان المقاومين , حتى أنهم قتلوا مايزيد على سبعين ألفاً بالمسجد الأقصى وحده , , , وكان الحكام في تلك الفترة إما متعاونين مع الصليبيين لضمان بقائهم على كراسيهم , أوأنهم أضعفوا المحكومين بطغيانهم فمهدوا لسقوط البلاد بأيدي الصليبيين , , , فهل واقعنا الآن مختلف ؟؟؟؟؟؟؟؟ لا أظن | *محمد هشام | 15 - فبراير - 2009 |
 | غزة ... وغزوة الخندق !     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
السؤال الهام الذي ناقشه الكثيرون في الصحف , وفي محطات التلفزة : هل انتصرنا بغزة ؟؟ أم أن إسرائيل هي التي انتصرتْ ؟؟
.... ومن اللافت حقاً أننا لم نتفق على انتصاراتنا وعلى هزائمنا , ودوماً هنالك من يرغب بتحريف التاريخ كما يريد , اختلاف الرأي نوع من الديموقراطية والحرية , أما ما حصل خلال معركة غزة الأخيرة وبعدها , فهو أمرٌ آخر , , ,
لم يكن الموضوع نقاشاً موضوعياً المراد منه الوصول للحقيقة , بل كان غالباً ما يُرادُ منه كسر عزيمة المقاومين , وكسر فكر المقاومة , وإظهار المقاومين الذين يضحون بأرواحهم , وأولادهم , وممتلكاتهم .. إظهارهم كالمقامرين والمغامرين والسذج , وأما من يبيع , ويتآمر , ويتاجر بالقضية فهم وحدهم الحكماء العاقلون , السياسيون البارعون , والمخططون العلميون , القادرون على رد العدو بالسياسة , واسترجاع الأرض بالاستجداء , حتى إن أحد قادة المنظمة حزن عندما وقف إطلاق النار فقد كان يأمل بنصر لإسرائيل يُظهر أن نهجه السياسي هو الصحيح , ولو أن هذا القائد صمت واكتفى بتجميع أملاكه ( بدبي وباريس و .. ) لكان أفضل لأعصابنا , وأفضل له , لأن التاريخ سيذكر كلماته ولن ينساها , , ,
ونعود للسؤال الهام : من انتصر في غزة ؟
الخسائر البشرية للإسرائيليين هي أقل بكثير فهل انتصروا ؟ والجواب لا بالتأكيد الأمر لايُقاس بالخسائر البشرية فخسائر الألمان في الحرب العالمية الثانية أقل بكثير من خسائر الحلفاء , لكن الألمان خسروا الحرب , , و
في العلم العسكري ( كما قرأتْ في كتاب خالد بن الوليد سيف الله المسلول ) نصر المهاجم يُقاس باحتلاله الأرض وبقائه بها , وهذا مؤشر أن إسرائيل لم تنتصر في هذه الحرب , , ,
والمؤشر الآخر هو إنجاز أسباب الحرب , وإسرائيل لم تستطع بحربها إنجاز شيء فلا كسرت شوكة المقاومة , ولا أوقفتْ الصواريخ ( التي وصفها البعض بالعبثية , وهذا الوصف الغبي يدل على شيئين لا ثالث لهما: إما عن قلة الفهم , أو أن هذه الصواريخ تُؤلمه أكثر مما تُؤلم الصهاينة ) , ولم تستطع إسرائيل تحرير أسيرها شاليط , , ,
عامل آخر مهم وهو أن إسرائيل قد خسرتْ في هذه الحرب الكثير من سمعتها في العالم , وفُضحت بين شعوب الأرض , وأظهرتْ وجهها الحقيقي للعالم , , ,
أقول لهذه العوامل كلها فإن إسرائيل خسرتْ الحرب
ولو عُدنا بالذاكرة مرة ثانية , لوجدنا شبيهاً لهذه الحرب , وهو غزوة الخندق , والتي انتصر فيها المسلمون على جيش الأحزاب الذي تشكل من كثير من القبائل التي جيشها وحرضها اليهود , لتأتي للمدينة وتحاصرها , وترميها ليل نهار بنبالها ورماحها , وتحاول اقتحامها و ثم تعود منخذلة مهزومة لم تحقق شيئاً من الذي أتتْ من أجله , وكيف كان حال المسلمين أثناء هذه الغزوة ؟ العدو يحاصرهم , ويهود بني قريظة من خلف المسلمين قد نقضوا العهد , ومن بين المسلمين ظهر المنافقون , حتى إن أحد المنافقين كان يقول : (( كان محمد يعدنا أن نأخذ كنوز كسرى وقيصر , وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط ! ))
وقد استطاع بعضُ المشركين اقتحام الخندق , وكانوا من المقاتلين الشجعان أمثال عمرو بن عبد ود , وعكرمة بن أبي جهل , وكان قتلى المسلمين أكثر من قتلى الأحزاب , ولكن النصر التاريخي كان للمسلمين الذين صمدوا وردوا العدوان , فقال الرسول (ص) بعد انتهاء الحرب : (( لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا ولكنكم تغزونهم )) , , ,
أخيراً ألا من تشابه بين المعركتين ؟؟
| *محمد هشام | 16 - فبراير - 2009 |