البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 75  76  77  78  79 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
رسالة لمياء    كن أول من يقيّم
 
أسعد الله صباحك ومساءك يا لمياء وحفظك من كل شر :
كانت لمياء قد أرسلت لي بهذه الرسالة الرائعة التي لم أشأ أن أستأثر بها لوحدي لما وجدت فيها من معاني جميلة تستحق التأمل والتذوق والمشاهدة ، لذلك اقترحت عليها نشرها . هي ليست أول مرة تدهشني فيها لمياء ببديع بيانها الصافي ، فكثيراً ما كانت رسائلها مشابهة في أناقة سبكها وجمال ألفاظها وجذالة ما تشيعه صورها ومعانيها في النفس من إحساس مريح . غير أنني شعرت عند قراءتي لها ، هذه المرة ، بتحولات استرعت انتباهي ، لأنني تلمست في طياتها خلجات ذات لا يزال يشدها الحنين إلى طفولة ضائعة ، وفي الوقت الذي بدأت تجذبها فيه اهتمامات عالم قد بدأت ملامحه تتبدى لنظرها .
ففي هذه اللحظة القصيرة الأمد ، مدة استراحتها تحت العريشة في حديقة منزل خالها ، دخلنا إلى عالم لمياء ، وعشنا من خلال لغتها الشفافة وعبرها في عالمها الأنثوي المرهف  الذي رسمته ببراعة : فكانت هذه اللحظة الشعرية من الكشف والتنقيب عن الوجه الآخر للأشياء والموجودات ، الوجه الذي لا يظهر لنا بالبداهة الأولى ، رغم أننا نشعره ، لكننا بحاجة دائمة إلى وساطة هذه اللغة الشعرية للتوغل إلى عمقه بغية التقاط المعاني واكتشاف كنهها . إنها طريقتنا الوحيدة للتواصل ، وهي الوسيلة الوحيدة التي تمكننا من الدخول إلى هذه اللحظات النادرة ، وتتيح لنا استقراء طبيعة الإنسان في أبعاده الأخرى التي لا نعرف عنها الكثير : بعده الجمالي . هذه هي الكتابة الرومانسية ، الكتابة التي تتوحد مع العالم والمحيط بهذا الدفق الوجداني الزاخر بالمشاعر الحية ، وهذا النفس الإنساني العميق الذي يسعى لتجاوز الذات نحو العالم الأوسع : المستقبل .
رحم الله جدتك يا لمياء وأسكنها فسيح جناته .
 
*ضياء
24 - أغسطس - 2008
حوار (2)    كن أول من يقيّم
 
طاب مساؤك أستاذة ضياء ، وتحية خاصة ملؤها التقديروالإعجاب لـ جوهرة الوراق ، الأخت لمياء .
 وإليكما هذا الحوار مع بطل من ذهب ، رشيد رمزي .
 
رشيد رمزي لدى وصوله للمغرب
حاوره: حسن البصري
فضل رشيد رمزي، البطل المغربي الحامل لجواز سفر بحريني، الحضور إلى المغرب قبل التوجه للبحرين التي كان يحمل ألوانها في أولمبياد بكين، واعتبر رشيد وجوده في المغرب بمثابة محطة لزيارة الأهل من جهة، والانطلاق نحو ما تبقى من ملتقيات أوربية، وقال رشيد لـ«المساء» فور وصوله لمطار محمد الخامس إن مجيئه للمغرب كان باتفاق مع المسؤولين البحرينيين قبيل الأولمبياد.

- لماذا اخترت العودة إلى المغرب بدل التوجه إلى البحرين؟
< ليس هو اختياري أنا طلبت ترخيصا من المسؤولين عن الاتحاد البحريني، لأنني ملتزم مع منظمي الملتقيات الأوربية، وهم يعرفون ذلك ويقدرون أجندتي، المدرب يعرف بدوره التزاماتي لهذا جئت إلى المغرب من أجل زيارة الأهل والأحباب من جهة، وجعلهم يقتسمون معي فرحة الميدالية الذهبية التي حصلت عليها في أولمبياد بكين، ومن جهة ثانية جئت للمغرب من أجل الاستعداد للاستحقاقات القادمة.
- تقصد الجائزة الكبرى لألعاب القوى؟
< سأسافر الآن إلى مدينة آسفي، هناك سألتقي بالأهل والأحباب، ثم مباشرة سأواصل استعداداتي، لأكون حاضرا في ملتقيات أوربية، حيث سأشارك في ملتقى زوريخ بسويسرا، وبعد ذلك سأنتقل إلى بروكسيل للمشاركة في ملتقى فان دام ببروكسيل، والختام سيكون في شتوتغارت الألمانية، إن هذه الالتزامات ليست وليدة اللحظة، بل لفترة طويلة تعود لما قبل أولمبياد بكين، وأشكر المسؤولين على احترامهم للتواريخ المحددة.
- لكن الأخبار القادمة من بكين تقول إنك مصاب؟
< لا لست مصابا إلى الحد الذي يبعث على القلق، أنا فائز بذهبية 1500 متر في أولمبياد أثينا، بمعنى أنني جاهز للملتقيات، لكنني أشعر بين الفينة والأخرى بالإرهاق، باختصار أنا «مطحطح» كما يصطلح عليه بالعامية المغربية، سأعالج هذه الأمور مع الطاقم الطبي، وأتمنى أن تمر الأمور بالشكل الذي نريد.
- لكن الشعب البحريني كان ينتظر دخولك المظفر إلى المنامة؟
< ليس لي خيار لقد قررت العودة إلى المغرب، لأنني أجعل منه نقطة الانطلاق نحو الملتقيات التي أشارك فيها، أما الفرحة التي عمت الشعب البحريني فهي مشروعة، وأشكر المسؤولين البحرينيين على المساندة التي طوقوني بها، ومع ذلك فأنا أهدي الميدالية الذهبية لكل الشعوب العربية.
- طيب نعود للسؤال التقليدي الذي يشغل الرأي العام، لماذا فضل رمزي حمل الجنسية البحرينية؟
< سؤال يطرح بأكثر من صيغة، وإن كنت أفضل أن يكون الجواب من المسؤولين الذين ساهموا في هذا الوضع، لقد تعرضت لإصابات عديدة، حين كنت من بين العناصر الوطنية التي تقيم بالمعهد الوطني لألعاب القوى، سيما وأن فوزي بمركز وصيف بطل إفريقيا للشبان فرض علي التركيز كليا على المنتخب، للأسف بعض المسؤولين كانوا يهتمون بالبطل الجاهز، ولا يعيرون اهتماما للخلف، كنت أتحمل أنا وأسرتي محنة هذه الفترة العصيبة، قبل أن أقرر سنة 2001، تغيير الأجواء وحمل جنسية عربية للبحرين، التي احتضنتني ووفرت لي جميع الإمكانيات من أجل تحقيق أحلامي، لأنني قررت أن أركز كليا على الركض وأخوض التحدي رغم ما أثاره الموضوع من جدل في الأوساط الرياضية.
- مدربك خالد بولامي لم يعد للمغرب؟
< خالد لازال حاضرا في الأولمبياد رفقة المنتخب البحريني.
- لماذا لم يتمكن البطل المغربي عبد العاطي إكيدير مجاراة السباق النهائي في أولمبياد بكين؟
< ليس من طبعي أن أقدم تقييما لأداء زملائي، لكن بكل صدق فعبد العاطي هو بطل للمستقبل، وعلى الجميع أن يؤمن بقدراته، لقد كان السباق النهائي قويا وسريعا، ومع ذلك تمكن من مجاراة الإيقاع والتنافس إلى حدود الأمتار الأخيرة، ثم علينا ألا ننسى بأنه لازال في بداية مشواره وعمره يؤهله للتطلع نحو المستقبل، تصور أنني أقصيت من نصف نهائي أثينا 2004، دون أن أفقد الأمل بل على العكس تماما استفدت من الدرس الأولمبي جيدا، ونلت ذهبية بكين بكثير من الجهد.
- ما هو تقييمك لحصيلة المشاركة المغربية في الأولمبياد؟
< لست في مركز المسؤولية لأعطي تقييما حقيقيا حول المشاركة المغربية في الأولمبياد، خاصة على مستوى ألعاب القوى، لأن البعثة المغربية أكيد أعدت تقارير سيتم تدارسها، شخصيا أرى أن المغرب راهن على حسناء بنحسي وعلى أبطال المارطون، لهذا فالتفاؤل الذي سبق المشاركة بدأ يتضاءل مع مرور الأيام، أتمنى أن يكون المارطون فرصة لاستدراك ما فات في بقية المنافسات ( الحوار أجري ساعات قبل انطلاق المارطون)، وأن يستخلص الجميع الدرس من هذه التظاهرة، ويبدأ العمل الجاد مباشرة بعد انتهاء الأولمبياد.
- أيهما أكثر مكانة لديك ذهب بطولة العالم أم ذهب الأولمبياد؟
< لقد كنت أشد حرصا على الظفر بذهبية بكين، لأنني خرجت من الدور ما قبل النهائي في أولمبياد أثينا، ولم أفقد الأمل بل قررت أن أنتزع الذهب، لهذا كان تركيزي كليا على هذا الحلم الذي تحقق بالعزيمة والجهد ورضى الوالدين.  * جريدة المساء .
 
*******************************************************************************************************************
ملاحظة :
 جاءت المحصلة العربية ضعيفة للغاية حيث اقتصرت علي ثماني ميداليات "ذهبيتان، وثلاث فضيات وثلاث برونزيات".
وتعتبر هذه هي الحصيلة الأضعف منذ دورة أتلانتا 1996 والتي حصد العرب فيها سبع ميداليات بينها ثلاث ذهبيات، والأضعف من حيث الذهبيات منذ دورة برشلونة 1992 حيث كانت الحصيلة ميداليتين شأنها شأن ما جاء في بكين.
وتوزعت الميداليات التي حصدها العرب علي ست دول هي تونس, والبحرين ، الجزائر, المغرب, السودان ومصر.
واللاعبون الذين حصدوا الميداليات هم، التونسي أسامة الملولي (ذهبية السباحة 1500 متر حرة) ، والبحريني رشيد رمزي( ذهبية 1500متر عدو)، والجزائري عمار بن يخلف( فضية الجودو لوزن تحت 90 كلجم) والمغربي جواد غريب ( فضية الماراتون في ألعاب القوي ) والسوداني إسماعيل أحمد ( فضية 800 متر عدو ) والجزائرية ثريا حداد ( برونزية الجودو لوزن 52 كلجم ) والمغربية حسنة بن حسي( برونزية 800 متر عدو ) والمصري هشام مصباح ( بروزنزية الجودو تحت وزن 90 كلجم)

 
 
*abdelhafid
26 - أغسطس - 2008
بالصور: بكين تودع الاولمبياد ...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
استاد عش الطائر
استاد عش الطائر كما يبدو في بداية حفل اختتام الاولمبياد
 
 
*******************************
عن موقع BBC
*abdelhafid
27 - أغسطس - 2008
التعليق 765    كن أول من يقيّم
 
img176/3849/daejanggeumuh8.jpg  
 
 
جوهرة القصر مسلسل نلفزيوني كوري متكامل حيث استطاع الكاتب "كيم يونغ هيون" ان يوثق بالدراما الجميلة حقبة مهمة من تاريخ الشرق الأقصى. وأن يجذب المشاهدين من جميع الطبقات إلى متابعة حقبة تاريخية مليئة بالأحداث. كما استطاع المخرج "لي بيونغ هون" ان يوظف كافة عناصر الانتاج توظيفاً متازاً في سبيل الوصول بهذا العمل الدرامي المميز إلى القمة.
ملاحظة: لابد من الإشارة أن الشركة المنتجة للمسلسل هي MBC الكورية.
عدد كبير من الممثلين العرب شاركوا في الدوبلاج وساهموا في ايصال المسلسل إلى كل بيت عربي منهم :ايمان هايل في دور "جانغ غوم" ، لؤي مسلم في دور "مين جانغ هو"
 
خلاصة
المسلسل عبارة عن ملحمة تاريخية تروي قصة حياة امرأة حقيقية كانت أول من سمح لها بأن تكون "طبيبة ملكية" في التاريخ واول من استخدمت الجراحة للعلاج في تاريخ الشرق الأقصى. "جوهرة القصر" عمل تلفزيوني يظهر بكثير من الثراء في الديكور والأكسسوارات والملابس واعداد الممثلين بالاضافة إلى المناظر الطبيعية الخلابة والمواقع الأثرية والقصور القديمة التي استطاعت أن تجذب انتباه الناس في مختلف أنحاء العالم وتعرفهم أكثر إلى كوريا المكان وكوريا التاريخ والحضارة.

] قراءة للمسلسل

جوهرة القصر دراما كورية من إنتاج شركة mbc الكورية، وقد ترجمت إلى اللغة العربية وعرضت في عدد من التلفزيونات المحلية وسبق أن لاقت نجاحا كبيرا في التلفزيونات العالمية خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية. من هم الكوريون وكيف يعيشون ما تاريخهم كيف هي بيئتهم، مبادئهم، وقيمهم ومثلهم العليا؟ أسئلة ما كان ليحضر في ذهن المشاهد العربي شيء من الإجابة حولها لو لا الفن حين قام بدوره المحوري: الفائدة والتعريف بحضارة الأمة المنتجة والقيام بتصويرها باحترافية وإبداع دون الإخلال بالمعايير الفنية الحديثة! بدت لنا هذه الدراما الكورية راقية ومنمقة ترسم شخصية نبيلة اجتمعت فيها خصال الخير وهي تعني في البعد الروائي الأنموذج الكوري والرؤية الجمعية التي تؤسس شخصية الإنسان الكوري الأصيل!
 
*

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

*abdelhafid
29 - أغسطس - 2008
نجمة تعود إلى البحر    كن أول من يقيّم
 

رنــده الشــهال.. وداع الأصدقـاء والمثقفـين
جنازة المخرجة الشهال (غسان ريفي)





نديم جرجوره
بعد ظهر أمس الجمعة، تأكّد محبّو رندة الشهّال من رحيلها. بعضهم أمضى وقتاً يمنّي النفس بأن المسألة كلّها مجرّد خدعة جميلة لمخرجة تحبّ المشاكسة. بعضهم الآخر ظنّ أن الرحيل مؤجّل، وأن الطائرة التي أقلّتها من باريس إلى بيروت قبل يومين لن تحمل جثماناً بل امرأة عاندت قدرها مراراً، قبل أن يتسلّل الموت إلى مخدعها، فيخطف روحها ويهرع به إلى الغياب. لكن، بعد ظهر أمس، بدا أن المسألة حقيقة دامغة: رحلت رندة الشهّال، ووريت في الثرى في مدافن العائلة في طرابلس، وتحلّق بعض زملاء وأصدقاء وأحبّة ووجهاء وأقارب حول نعشها، وودّعها كلُّ واحد منهم بطريقته الخاصّة، كأنه يسعى إلى مصالحة مع الذات من خلال موتها، أو كأنه يرغب في كلمة أخيرة لن يسمعها سواها.
رحلت رندة الشهّال. لم يبقَ أمام محبّيها إلاّ نتف من ذكريات وقصص والتباسات. أو من ألوان زيّنت بها شريطاً طويلاً من الحروب والنضالات والتحدّيات. أو من أفلام معلّقة في فضاء الأسئلة المتتالية. أو من ملامح زمن لبناني وعربي موغل في متاهات الدنيا وتحوّلاتها القاسية. لم يبقَ هناك إلاّ عناوين خرجت من رحم الواقع كي ترسم معالم اللحظات المرتبكة في ألم النهايات المفجعة، وواجهت تعنّت التقاليد الصارمة، وكسرت محرّمات الأرض والغيب، كي تبحث عن المعاني والأسرار. بعد ظهر أمس، بدا أن الدنيا أقفلت وقتها على وجع الرحيل، وأن الشمس الحارقة تُلهب القلب والروح والعينين والنَفَس المتبقّي بلمعان ضياء، طالع من عتمة النعش إلى حرية التفلّت من جنون الحيّز الجغرافي، الذي بات العنوان الأخير لرفاتها.
بعد أربعة أيام على إعلان وفاتها في مستشفى باريسي، التحفت رندة الشهّال تراباً عزيزاً على قلبها، إذ ووريت في الثرى في مقبرة العائلة، أي في المكان المفتوح على لقاءات حبّ وخيبة وجمال، مع أناس امتزجت برحيق حضورهم فيها. من منزل شقيقها تميم في شارع المعرض في طرابلس، إلى جامع طينال والمدافن القريبة منه، بدت الرحلة وداعاً متواضعاً لأناس قلائل تقرّبوا منها أو قرّبتهم إليها، ولأفراد عائلتها الصغيرة، ولأصدقاء خاضوا معها (أو ضدها أحياناً) معاركهم الإنسانية الشرسة من أجل حقّ وعدالة، أو ربما من أجل نزع الأقنعة عن وقائع ومحطّات. في الطريق إلى المثوى الأخير، كان السينمائيون والمثقفون اللبنانيون والعرب، الذين عرفوها وعاشوا معها تحوّلات وتجارب، كثيرون جداً في غيابهم المدوّي، في مقابل عدد قليل للغاية، أصرّ على مواكبة الجثمان إلى حيّزه الجغرافي الأخير. وإذ بدا لافتاً للانتباه وجود ريجيس دوبريه ومحمد ملص مثلاً، فإن الحميم في المناخ السينمائي والثقافي وجود قلّة من مخرجين وكتّاب وأدباء وصحافيين ونقّاد سينمائيين، بعضهم عمل معها مراراً فباتت جزءاً من حياته. وإذا استغلّ وجهاء من المدينة ظرفاً إنسانياً كهذا، ليطلّوا على المشهد لاعتبار شخصيّ بحت، فإن أولئك المبدعين والأصدقاء أرادوا تحويل الجنازة، وإن بصمت جميل وتواطؤ خفيّ في ما بينهم، إلى مناسبة أخيرة للاحتفاء برندة الشهّال، التي أثارت كمّاً هائلاً من التناقضات والأسئلة، والتي جعلت من الصداقة مفتاحاً لحرية لا تذبل، كما ردّد مقرّبون منها. في الباحة الخارجية لجامع طينال، انتظر كتّاب وسينمائيون وأدباء لحظة انتهاء صلاة العصر، كي يحملوا، بعيونهم ومشاعرهم وذكرياتهم المتفرّقة عنها وعنهم، نعش امرأة، اختبر بعضهم معها تلاوين شتّى من العمل والنقاش والعيش، وأدرك بعضٌ آخر أنها، بقسوتها في التعامل مع الآخرين، لا تضمر سوءاً، لأنها الأجمل من أن تترك وراءها أثراً أسود. في الباحة تلك، كان قليلون من معارفها موزّعين هنا وهناك، سواء أحبّوا أفلامها أم انفضّوا عنها، إلاّ أنهم التقوا في وداعها، لأنها المرأة الجميلة التي غادرت حياةً وأرضاً، بعدما زرعت فيهما شيئاً لا يُنسى: كيف يُمكن أن نصنع من السينما حياة، أو كيف يُمكن للحياة أن تكون أجمل بفضل السينما؟
*ضياء
31 - أغسطس - 2008
عودة...    كن أول من يقيّم
 
صباح الخير...
وأنا أقرأ تعليقات ضياء وحفيظ وغيرها من المشاركات في هذا المجلس بدا لي أني وصلت متأخرا...لكني وصلت وخلفي ما تبقى من حروف متعبة لجسد أبى إلا أن يصمم ويحيا زمن عطلته على انسحاب واستقالة العقل...
وقد وصلت في تزامن من بداية الشهر الفضيل...أبارك لكم مقدمه وأتمنى لكم مزيدا من الصحة والنعم والبركات...
بعد وصولي مباشرة وبسرعة بحثت في أرشيف صوري عن صورة جمعتني مع الشاعر الكبير الذي افتقدته أمتنا، محمود درويش في مناسبة بالدار البيضاء...وسحبت من خزانتي بعض دواوينه الموقعة بخط يده...لأتخيله واقفا شامخا يتحدث عن قلبه الذي لم يسعفه في المرة الأخيرة...من يستطيع الآن فهم نبضاتك الأخيرة؟ من يستطيع الآن الاحتفاظ بلهب القصيدة؟ أنت الخالد في كلام خالد...و"هم" العابرون في كلام عابر... 
 
*وحيد
3 - سبتمبر - 2008
لا تحزنن    كن أول من يقيّم
 
أهلاً ومرحباً بك مجدداً أستاذ وحيد ورمضان مبارك : أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً ، وكنا نأمل في أن نرى صورك مع محمود درويش في صفحة الصور لو تيسر لك ذلك . ولأنك استحضرت الشاعر بعد حديثك عن غياب العقل ، تذكرت حافظ الشيرازي وهذه الترجمة التي قام بها المرحوم ابراهيم أمين الشواربي في العام 1944 لإحدى قصائده :

يوسف المفقود في أوطانه لا تحزنن
عائدٌ يوماً إلى كنعانهِ لا تحزنن
بيت الإحزان تراهُ عن قريب روضةً
يضحك الورد على بنيانه لا تحزنن
هذه الأفلاك إن دارت على غير المنى
لا يدومُ الدهرُ في حدثانه لا تحزنن
لست تدري الغيب في أسراره لا تيأسنْ
كم وراء الستر من أفنانهِ لا تحزنن
يا فؤادي إن يسلْ بالكونِ طوفانُ الفنا
فلكُ نوح لكَ في طوفانه لا تحزنن
منزلٌ جدّ مخوف ومراد‏ٌ شاحطٌ
لم يدم فجّ على ركبانه لا تحزنن
(حافظ) ما دمتَ بالفقر وليلٌ‏ مظلمٌ‏
في دعاء الله أو قرآنه لا تحزنن .

*ضياء
5 - سبتمبر - 2008
الرمل المردوف    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة أستاذة ضياء وأضم صوتي في مطالبة الأستاذ وحيد بنشر صورته مع المرحوم محمود درويش، ولكن مشاركتي هذه هي تعليق على هذه القطعة الجميلة من شعر حافظ، والتي تدل على مقدرة الشاعر المرحوم إبراهيم الشواربي في نقلها إلى شعر العرب: وهذا النوع من الشعر يقال له الرمل المردوف، والرديف فيها (لا تحزنن) ولا وجود له في شعر العرب (حسب علمي) وإنما هو نمط من الشعر الفارسي، وربما الأوردي أيضا، ولهذا النوع من الشعر ألحان فارسية يغنى بها، ولو جردناه من الرديف فسيكون على النحو التالي، بغض النظر عما يلحق الصدور من التصرف:
يـوسـف المفقود في iiأوطانهِ عـائـد  يـومـا إلى كنعانهِ
بيت  الَاحْزان تراه عن قريب يـضـحك الورد على iiبنيانه
هـذه الأفلاك إن دارت iiعليه لا  يـدوم الـدهر في iiحدثانه
لست تدري الغيب في أسراره كـم  وراء الـستر من أفنانه
يـا فـؤادى إن يسل iiطوفانه فـلـكُ نـوح لك في طوفانه
مـنـزل  جد مخوف iiومراد لـم  يـدم فـج على iiركبانه
حـافظ  ما دمت في الفقر بها فـي دعـاء الله أو قـرآنـه
(حـافـظ) مـادام ليل iiمظلم فـي دعـاء الله أو قـرآنـه
*زهير
5 - سبتمبر - 2008
الرديف.. والرمل الثماني    كن أول من يقيّم
 
أستاذي الحبيب زهير..
لم أقرأ عن الرديف في الشعر إلاّ فيما أقوم على تحقيقه من كتاب القوافي لابن الفرخان، فهل تتفضل عليّ بذكر بعض مصادر هذا المصطلح باللغة العربية؟
 
أنا أنظر إلى وزن المقطوعة التي ترجمها الشواربي لحافظ على أنه من الرمل الثماني، والأوزان الثمانية في الشعر الفارسي أشهر من الأوزان السداسية التي يشتهر بها الشعر العربي..
وأعتقد أن توضيب القصيدة هو كالتالي:
 
يـوسف  المفقود في أوطانه لا iiتحزنن عـائـدٌ يـومـاً إلى كنعانهِ لا iiتحزنن
بـيت الاحزان تراهُ عن قريب iiروضةً يـضحك  الورد على بنيانه لا iiتحزنن
هذه  الأفلاك إن دارت على غير iiالمنى لا يـدومُ الـدهرُ في حدثانه لا iiتحزنن
لست تدري الغيب في أسراره لا تيأسنْ كـم وراء الـستر من أفنانهِ لا iiتحزنن
يـا فؤادي إن يسلْ بالكونِ طوفانُiiالفنا فـلـكُ  نوح لكَ في طوفانه لا iiتحزنن
مـنـزلٌ جـدّ مـخوف ومراد‏ٌ iiشاحــطٌ لـم  يـدم فـجّ على ركبانه لا تحزنن
(حـافـظ) ما دمتَ بالفقر وليلٌ‏ iiمظلمٌ‏ فـي  دعـاء الله أو قـرآنه لا iiتحزنن
 
وأفضل أن نقول (الرديف) لا (المردوف) حتى لا يختلط هذا المصطلح بمصطلح (المردوف) من القوافي.
 
كل الشكر للأستاذة ضياء على نقلها هذه القصيدة من شعر (الرديف).
والشكر موصول لأستاذ الوراق على تعليقه الرائع.
 
*عمر خلوف
6 - سبتمبر - 2008
عبد الوهاب عزام    كن أول من يقيّم
 
رمضان مبارك لأمير العروض الأستاذ عمر خلوف: ليس في ذاكرتي أن أحدا من عروضيي العرب كتب عن رديف الرمل، ولكن بكل تأكيد سوف تجد الحديث عنه في أثناء الكثير من الأعمال المترجمة عن الشعر الفارسي، وقد قرأت كلاما عن (رديف الرمل) في ترجمات المرحوم عبد الوهاب عزام لشعر إقبال، وإذا لم تخني ذاكرتي فهو في ديوان (بيام مشرق) أو (ضرب الكليم) وكما ترى فهو في وزنه رمل ثماني، ولكن أحببت أن أوضح للقراء هذه الناحية كيلا يتوهم من لم يسمع برديف الرمل أن القافية مكررة
*زهير
6 - سبتمبر - 2008
 75  76  77  78  79