 | خاص بالأستاذة ضياء كن أول من يقيّم
صباح الخير أستاذة ضياء :
وأنا أيضا قرأتُ للتو كلماتك اليائسة , وأحسستُ بغصة عميقة , فدائما أقرأ من قلمك ما أريدُ أن أقوله !! , لا أستطيع أن أنصح أو أُجمل الواقع , قلبي ينفطر أيضا لما وصلنا إليه , وأما الوطن فقد تاه معنى هذا المصطلح عن عقلي , فلم أعد أُدرك معناه , لم أعد قادراً على مقاومة الواقع , أصبحتُ مجرد رافض للواقع , أركض في اتجاه أجهله , ثم أدرك أنني مكاني , وأنني منذ آلاف السنين لم أتحرك شبرا واحدا ! .
ذكرتني بقصيدة للشاعرة الراحلة سنية صالح تقول فيها :
(( الوطن الذي في قلبي شيء , والوطن الذي يرفضني , ويطاردني , شيء آخر ! ))
فإن كان الشعر ليس علة وجودك , فهو دليل وجودك , , ,
أتمنى لك ولعائلتك الخير , وأظن أن أولادك محظوظون كونك أمهم , انظري حولك لتتأكدي من كلامي !! | *محمد هشام | 1 - يوليو - 2008 |
 | دعوة لعودة الروح كن أول من يقيّم
أنعمتم مساء.... الشكر موصول للعزيز زهير وللفاضلة ضياء على تعليقيهما بما انطوى عليه من عبارت الترحيب ..... وأجدني فعلا أشعر بالخجل أمام عبارات لا أستطيع ملاحقة جلال وجمال أبعادها بما تيسر لي من مقتضب العبارة ووجيز الإشارة... من باب الصدفة أني عدت إلى مجالس الوراق عبر "أحاديث الوطن والزمن المتحول"...وقد مر زمن منذ انقطاعي حدثت فيه أمور وفتحت ملفات واستعيدت ذكريات ...ومن الأمور التي كان يجب أن تتحول عبر الزمن ما تنبأت وتأسفت عليه ياأستاذتي ضياء...الأمر يتعلق بالزمن الفلسفي...زمن المناظرة بين ثلة من عشاق الحفريات في الذات والتاريخ والعقل والمستقبل...ما يدهشني فيك ـ أستاذة ضياء ـ هو إصرارك على التفاؤل وعنادك من أجل الأمل... في زمن ما برح يفرز سواده أو يدفع البعض منا إلى تفضيل السير مغمض العينين عوض النور الذي لن يمتد طبعا إلا بامتداد وترسيخ أفقنا العقلي... وسأقول لك صراحة بأني أكثر تفاؤلا بإمكانية عودة الروح إلى الملفات الفلسيفة التي لا تحتاج إلى كثرة المهاترات، بل إلى قليل من الجدل السجالي وكثير من الحوار الهادئ... وأعتبرها مناسبة لتقييم التجربة والوقوف على كوابحها...ولعلك ـ بحكم قربك القوي من هذا الملف ـ أكثرنا أهلية للتقييم والاقتراح. وتأكدي بأني سأبذل ما بوسعي من أجل عودة الروح إلى الجسد الذي ينتظر من يوقظه من سباته...وهو الإلحاح الذي سبقنا إليه أستاذنا عبدالرؤوف. ... | *وحيد | 1 - يوليو - 2008 |
 | لغة الحوار والأرضية المشتركة     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
في سياق هذا التقييم للتجربة هناك أمور لم يكن من الممكن التصريح بها عبارة فكان الاكتفاء بها إشارة حفاظا على حد أدنى من المشترك بين الطرفين "المتنابذين". لا أعتقد أن الحوار الذي عرفه ملف الفلسفة كان في منأى عما هو ذاتي . وهذا الذاتي بقدر ما كان موجها بحمولات إيديولوجية ـ من طرف الجميع؛ كان أيضا محملا بتوجهات نفسية ـ من طرف البعض. هذا ما كنت أقصده ب ـ التنابذ من أجل الإشعاع"...ولعلنا نستطيع أن نميز في لغة الحوار ـ التي سادت وقتها ـ بين اللغة التي تصف وتقرر وتنظر وتخبر واللغة التي تعبر وتنهي وتأمر وتطالب وتحرم وتحلل وتكفر وتزندق... صحيح أن التنابذ ينطوي على قسط من العنف. لكن العنف في حالتنا ـ حالة النقاش الذي جمعنا في الملف الفلسفي ـ هو ما كان يقابل ويناقض العقل، أي حوار العقل والمنطق...العنف في حالتنا هو التستر القصدي للحقيقة والسعي المتعمد للتمويه....العنف هنا هو نوع من الاستخفاف بالعقول... وفي مثل هذه الحالة فلبوسه ليس فطريا...ولن يكون مظهره خاصية في النفس الإنسانية...بل هو سلاح يتم التمرن على استعماله بآليات مفكر فيها لمواجهة الآخر به... الأرضية المشتركة المحددة في الانتماء إلى نفس الحضارة والتطلع إلى نفس الأفق...أرضية مقبولة طبعا، بل وحتمية...لكن على بساط هذه الأرضية علينا أن نبحث عن مواقع متقاربة تمكننا من بناء رؤية مشركة في حدها الأدنى. ويبدو لي أن هذا التقارب في المواقع لم يحدث إلا بشكل ضعيف ومحتشم في مناسبات وعلى منصات يتجاور فيها "العلماني " والإسلامي" ـ اليساري والليبرالي، القطري والقومي... لذلك ما زلت أعتقد أن الانخراط في بناء هذا المشترك يتطلب الكثير من الحوار العقلاني والقليل من السجال الفكري | *وحيد | 5 - يوليو - 2008 |
 | لكن الفضل لكم... كن أول من يقيّم
الشكر موصول لك أستاذة ضياء على ما بذلته من جهد وطاقة لاستمرار هذا الحوار ...وأغبط فيك هذه القدرة على التجوال الفكري والسفر الإبداعي عبر جزر بمناخات وجغرافيات متباينة. وهو أمر يفرض علينا واجب مضاعفة تقديرنا واحترامنا وامتناننا. من بين مكاسب الكتابة في هذا المجالس هذا التواصل الفكري المتميز التي تحولت مع الوقت إلى نوع من المصاحبة الفكرية التي تخترق الجغرافية وتختزل الأمكنة. وفي مثل هذه الحالات لم يعد مثل هذا التواصل مجرد رغبة كمالية بقدر ما أصبح حاجة حضارية خلقتها فينا وسائل الاتصال الحديثة. نعم سيدتي ...كل المجهودات التي بذلت في الحوارات السابقة لم تكن دون جدوى. بل كانت تؤسس لتقليد سيثمر وسيعطي نتائجه يقينا...أنا أومن بأن لكل فعل نتائج وآثار...ليس هناك فعل لا ينتج عنه شيء. هذه قاعدة عامة تنطبق على العمل الذي تحقق خلال السنوات السابقة...ليست الصعوبة في البداية أو في مغامرة التأسيس، بل في تحويل هذا التأسيس إلى بناء قائم يتطور من تلقاء نفسه...التحدي يكمن في هذه الاستمراية والنفس الطويل الذي يتطلب اجتهادا وإبداعا وفنا وتفاعلا ... خلال هذه الفترة قمت بقراءة جملة من المداخلات التي شارك بها مجموعة من الإخوة الذين لم يحصل أن تعرفت عليهم سابقا...وقد تتاح لي الفرصة لاحقا للعودة إليها وتلخيصها والتعقيب عليها...إلا أن تقديري لمشاركات العزيز عبدالحفيظ يظل متميزا...لسببين: أقدره أولا على عمق اطلاعه على الخطاب الفلسلفي الحداثي، وأقدره ثانيا على دقة انتقائه للمقالات التي يتحف بها مجلس الفلسفة...ولو أني ألاحظ عليه تركيزه على الأسماء المغربية بالخصوص سواء في التنظير أو في الترجمة...ربما قد يعود هذا إلى طبيعة المنبر الذي يتعامل معه بتميز (مجلة فكر ونقد)...إلا أني أحبذ من صديقي عبدالحفيظ أن يقيم نوعا من الحوار بين المشرق والمغرب...أنا أعرف مهارته في الإبحار ...وحبذا لو وجه قسطا من مجهوده في طرح وجهات نظر مغربية ومشرقية حول قضايا الفكر والهوية والمستقبل... أنا أتفق معك كليا أستاذة ضياء حول رأيك بخصوص الهدف من الحوار ....أن نتعلم...وأن نخضع ما نعتقده لمحك الامتحان... أليس هذا الهدف هو ما كان يوجه كبار الفلاسفة منذ القدم؟ ألا يمكننا ـ نحن المتعلمين ـ أن نستلهم دروس معلمينا في مراجعة آرائنا... وإعادة بنائها...بل وأحيانا هدمها وتحطيمها. ؟ | *وحيد | 10 - يوليو - 2008 |