البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 70  71  72  73  74 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أخبار المعتقلات الكبيرة     ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
 
هزتني كلماتك يا أستاذ هشام لأنني مثلك أعيش هذا الإحباط في صميم ذاتي وأكابر عليه ظلماً وبهتاناً . عدت لمتابعة الأخبار مثلك في الفترة الأخيرة بعد أن كنت قد انقطعت عنها لفترة طويلة وبقرار التزمته حيال نفسي ورأفة بأعصابي المرهقة ، لكني عدت إليها في الأسبوع الأخير كما يعود المدمن إلى موضوع إدمانه ، أي بقوة وعنف وكأن هذه الحاجة لمعرفة ما يجري من أحداث كافية لطمئنتي والتخفيف من حدة توتري ولو إلى حين . كأنها جرعات كحول أو مخدر أو دواء مهدىء ينتهي تأثيره بعد ساعات من تناوله ثم تتجدد حاجتنا إليه .
 
وكلما نظرت إلى الواقع وردود فعل الناس حيالها ، كلما انتابني سخط شديد وإحساس بالضيق وبأننا في معتقلات كبيرة سميناها بلداناً وأوطاناً . نحن معتقلون في سجون كبيرة ، وحلبات الصراع التي تجري في بلداننا لا علاقة لها بالواقع الحقيقي الذي يجري ترسيم العالم على أساسه ، بل هي أشبه بحلبات المنافسة التي كان الرومان ينظمونها في المسارح الكبيرة ويتبارز فيها العبيد سواء فيما بينهم أو مع الوحوش الضارية . هي معارك جانبية " للفرجة " وتقرير من هو أقوى عبد بين العبيد وهو الذي سيقود مجموعته . نحن عبيد ومعتقلون ولا نقرر شيئاً وليس أمامنا من أفق سوى هذه المعارك الصغيرة ، في هذه السجون الكبيرة ، شئنا أم أبينا ، لأن أفق الخيارات المطروحة أمامنا أصبح يساوي صفراً كبيراً ، ولأننا دفعنا وسندفع ثمن سذاجتنا والأوهام التي راهنا عليها .
 
تحياتي لك ولعائلتك الكريمة ودمتم سالمين .
 
 
 
*ضياء
15 - مايو - 2008
صفحة من تاريخ طرابلس والتبانة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
المقاومة الشعبية في طرابلس : من اليسار إلى الإسلامية دُر
 
 
يروي الرجل الثاني في المقاومة الشعبية ومسؤول اللجنة الأمنية وعضو هيئة التنسيق والمقرب من خليل عكاوي محمد بلال مطر قصة المقاومة الشعبية في طرابلس وانتقالها من اليسارية إلى الإسلامية على النحو التالي :
 
ينتمي خليل عكاوي ( أبو عربي ) إلى أسرة يعمل الأب فيها فراناً ، وهي متواضعة . شقيقه الأكبر هو علي عكاوي الذي شكل منظمة أسماها " الثائرون " ، كان لخليل أخوات ينتمين إلى منظمة العمل الشيوعي . وبهذا المعنى كان مقرباً من أجواء الحركة الوطنية ، كان صديقاً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . من جانبي كنت قد التحقت بالمنظمة ( منظمة العمل الشيوعي ) وكانت لدينا " اللجان الشعبية المستقلة " وكان نضالها مطلبياً : ضد البلدية ، الغلاء ، الاحتكار ... وكانت أجواؤنا في طرابلس تشابه أجواء المنظمة في بيروت ، حيث توفر لنا عدد من المعجبين بتجربتنا لا سيما بعد استشهاد علي ( علي عكاوي ) . من هؤلاء : روجيه نبعة ، سهيل القش ، الياس الخوري ... و.. شاركنا في الحرب ككل الناس وشكلناخلالها المقاومة الشعبية وكنا نتعاون مع فتح والجبهة الشعبية والمنظمة وغيرهم . دخلنا الحرب من مدخل الصراع ضد السلطة والانعزال والمارونية السياسية . أثر التطورات التي حدثت بعد دخول قوات الردع العربية توجهنا نحو مخيم نهر البارد وعلى رأسنا خليل عكاوي ، ثم عدنا لاحقاً ، واضطررنا للدفاع عن المنطقة ( يقصد منطقة باب التبانة ) ، وهو ما حاول كثيرون توظيفه لحسابهم . فيما نحن من جانبنا لم نكن نمتلك أي أفق سياسي أو قدرة على صياغة قرار .
 
بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت ، حدث ارتباك على الساحة الوطنية وصعدت أسهم القوات اللبنانية ، ونزحت العديد من القوى السياسية إلى طرابلس . كان شعورنا أننا مستهدفون في باب التبانة . وكان لدينا وجود أيضاً في الزاهرية . وقلنا أن لا بد من اشتراك كل طرابلس في الصراع الذي افتتحه الاجتياح والغزو . خلالها قمنا بمراجعة على مستوى وعينا . اعتبرنا بموجب هذه المراجعة أن الأصل في بلاد العرب هو الإسلام . وتوجهنا تبعاً لذلك نحو كتب سيد قطب وحسن البنا . علماً أننا في حينه لم نكن نعرف كيف نصلي أو أركان الإسلام . عندما بدأنا نقول بالإسلام غادرنا المسيحيون والعلويون . لكن المجموعة الأساسية ظلت قائمة . كنا نقرأ قليلاً ونأتي بشيخ ليعلمنا أركان الإسلام . خلال هذه الفترة حاول الكثيرون استيعابنا . كان المتضررون منا هم الجماعة الإسلامية التي كانت في حينه القوة الإسلامية الوحيدة ، قبل هذا التحول حاولنا أن ننسخ تجربة " مجاهدي خلق " الإيرانية كإسلام يسار ولم ننجح .
 
أخذنا نطرح أسئلة تنطلق من كيفية توسيع إطارنا وحماية أنفسنا في منطقة التبانة ، والتقينا بحركة لبنان العربي وعلى رأسها د. حكمت مراد ( الذي أغتيل هو أيضاً في الميناء بعد مدة قصيرة ) وفواز آغا وتنظيم جند الله . وبعد مداولات وأفكار من نوع : تربية الأجيال وتثقيفها ، طرحوا علينا اسم خطيب مسجد التوبة ( منطقة الدباغة ) الشيخ سعيد شعبان . والتقيناه حوالي عشرمرات . ويبدو أن الموضوع قد راق له ، لا سيما وأنه خريج الجماعة الإسلامية مثله مثل آغا وآخرين . على ضوء هذه اللقاءات تشكلت حركة التوحيد الإسلامية ، التي استمرت طوال 18 شهرا ثم خرجنا منها وانفرطت ( ترافق ذلك مع عودة أبو عمار من تونس إلى طرابلس وخوضه لمعارك ضارية ضد الوجود السوري فيها ومن ثم فشل هذه المحاولة وانسحابه منها ) ، وأسسنا ما يسمى في حينه " لجان المساجد والأحياء " وتابعنا انضواءنا في إطار اللقاء الإسلامي .
 
عندماحدثت معركة طرابلس ( بين السوريين وعرفات ) رفضنا قتال الشيوعيين . وبعد مجزرة الميناء التي استهدفت الحزب الشيوعي ( كان الحزب الشيوعي اللبناني قد انضم إلى السوريين ومن قام بالمجزرة هم قوات أمن ال17 التابعين لعرفات ) رأينا أن المستفيد منها هو الرئيس أمين الجميل والقوات اللبنانية ، سارعنا إلى ساحة الكورة لنمنع الهجوم على أكبر تمركز للشيوعيين ( كانت مكاتب الحزب الشيوعي ومنظمة العمل والنادي العربي متمركزة في ساحة الكورة ) وحدثت لقاءات معهم ، ولم يكونوا قادرين على التمييز بيننا وبين المشايخ الآخرين .
 
بالنسبة لي ، أنا لم أبايع الشيخ سعيد شعبان . فقد اعتبرت في حينه أن الأمور ليست ناضجة لندخل في حركة إسلامية وأكثر من نصف شبابنا لا يعلمون كيف يؤدون الصلاة . أبو عربي ( خليل عكاوي ) كان معي . وطلب مني أن أسافر . وفعلاً توجهت إلى فرنسا حيث أقمت حوالي أربعة أشهر فيها ، وقد تدبرت أوضاعي نهلة الشهال ( مناضلة يسارية كانت عضواً في المكتب السياسي لمنظمة العمل الشيوعي ) . بعد حوالي أربعة أشهر أرسل لي لكي أعود فرحعت . عندما التقيته شكا لي من ازدواجية القوى وأحادية القرار ودعاني إلى البقاء إن كنت حريصاً على التجربة ، وليس شرطاً الالتزام بقرارات الحركة . في ذلك الوقت أنشأنا لجان المساجد ، وتقريباً في غضون تلك الفترة ترك جند الله الحركة وانقسموا ، فيما ظلت حركة التوحيد مكونة من حركة لبنان العربي والشيخ سعيد شعبان الذي باتت له جماعته .
 
في شباظ 1986 تم اغتبال خليل عكاوي عندما كان عائداً من اجتماع مع الشيخ سعيد شعبان بقرب القلعة ، بعد التطورات المعروفة التي انتهت بدخول القوات السورية إلى المدينة فغادرها الكثيرون .
 
يحدد مطر العامل الحاسم في هذه الاستدارة من اليسار إلى الإسلاميين بأنه اللاثبات الفكري ، إذ لم يكن للمقاومةالشعبية مدرسة إيديولوجية تنتمي إليها . كنا شباباً تجربتنا محدودة وتعلقنا بأسماء كبيرة مثل : هوشي منه ، غيفارا ... لكن لم يكن لدينا مرجع نظري . كنا عبارة عن مجموعة شعبية مستقلة ، تفكر في كيفية تخليص الناس من الاضطهاد والقهر ... عندما وصلنا إلى المفترق وعلى ضوء التطورات التي كانت تعصف بلبنان قلنا أن الإسلام هو الحل . البيئة مندون شك أثرت في تحولنا ، وعبرنا عن إعجابنا بالصحابة الفقراء . أسلمنا أو عدنا إلى الإسلام .لكن إسلامنا كان على طريقتنا ويختلف عن إسلام سوانا .
 
*الإضافات الموجودة بين هلالين من عندي ، وهو يلخص في هذه المقابلة تجربته الممتدة بين عامي 1982 - 1986 .
 
*السفير اللبنانية في 10 / 02 / 2003
 
*ضياء
17 - مايو - 2008
السجن للرجال !!    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
صباح الخير أستاذتي الكبيرة ضياء , ,
  هو إذا السجن , من نربي أولادنا ليبنوه , ومن يعيش أحبابنا فيه , هو السجن , من نحلم بالدفاع عنه , وبذل أرواحنا فداء له , هو من نحب , وهو الذي نحلم بإغماض أعيننا للمرة الأخيرة على ترابه , , ,
ولم لا فليكن السجن !!  , وسنبقى ندافع عن ذكرياتنا فيه , وسنراه في أحلامنا حديقة جميلة , ,
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
وللسجن مزايا كثيرة , فهو أولا ( كما يقول أبو عنتر ) للرجال ,,, وهو ثانيا يوفر الأمن  ( والراحة ) للجميع دون استثناء ,,, وثالثا فإن من يعيش في السجن يرى الحرية ويحسها في أحلامه ,,, إلى ما هنالك من مزايا السجن الأخرى , لكن سجننا مختلف ولا مزايا له , فهو ليس للرجال بل لعموم الناس من رجال ونساء وأطفال وكبار , ولا يوفر الراحة للجميع بل لمجموعة صغيرة جدا فيه , وأحلام من فيه مليئة بالسجون والمعتقلات !!
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
أي سجن هذا الذي ابتكروه لنا ؟؟
 
*محمد هشام
18 - مايو - 2008
عيد الأم : من مجتمع لآخر    كن أول من يقيّم
 
 
احتفلت فرنسا بالأمس ، أي في يوم الأحد الأخير من شهر أيار( مايو ) ، بعيد الأم . واحتلفت به الولايات المتحدة الأميركية في يوم الأحد الثاني من شهر أيار أيضاً . بينما تحتفل به غالبية الدول العربية في أول فصل الربيع ، أي في الحادي والعشرين من شهر آذار ( مارس ) . وهذه اللخبطة في المواعيد المعتمدة تجعلنا أحياناً ننسى بأن نتمنى عيداً سعيداً لأمهاتنا ، وللأمهات الصديقات والرفيقات العزيزات على قلوبنا المنتشرات في أرجاء هذا الكون الفسيح .  
 
 ولهذا العيد " الجديد " نسبياً والطارىء على تقاليدنا وعاداتنا الاجتماعية ذكرى في نفسي تعود إلى البعيد البعيد ، إلى بداية عهدي بالتعليم ، عندما كان علينا أن نتناول بالدراسة نصاً في كتاب القراءة العربية للصف الرابع الإبتدائي ( على ما أذكر ) يتحدث عن عيد الأم ! كنت أدرِّس حينها في قرية صنفتها وزارة التربية بأنها " نائية " مع أنها لا تبعد عن طرابلس أكثر من نصف ساعة بالسيارة وتقع مباشرة على الحدود السورية - اللبنانية لجهة الشمال . هي قرية نبتت ذات يوم على حافة النهر الكبير الجنوبي ، جل أهلها الفقراء يعملون في الزراعة ، والقلة الباقية منهم يعملون بالتهريب بين طرفي الحدود ويكسبون بهذا الكثير من المال غير أن ثمنه كان باهظاً جداً لأنهم كانوا يدفعون من حياتهم  المحفوفة بالمخاطر تقريباً في كل أسبوع  فدية . 
 
في تلك القرية ، تستيقظ الأمهات مع الفجر للذهاب إلى العمل في الحقول . ويستيقظ الأولاد بمفردهم ليذهبوا إلى المدرسة . غالبهم كان يأتي إليها بدون فطور ، وبدون لفة يأكلها على فرصة الساعة العاشرة ، وبدون نقود (خرجية ) يشتري بها كعكة أو غيرها ، وأحياناً بدون أن يغسل وجهه . البنات كن بشكل طبيعي أكثر نظاماً من الصبيان وأكثر عناية بهندامهن إلا من كان منهم محظوظاً وكانت لديه أخت كبيرة لتعتني به .
 
درس القراءة العربية كان عن عيد الأم : عن قصة قالب حلوى تعده بنت بمثل عمرهم لوالدتها بهذه المناسبة .
 
كان الوضع محرجاً بالنسبة لي لأنني شعرت يومها بأنني أتحدث من كوكب المريخ  لأنهم لم يكونوا قد سمعوا عن عيد الأم ، ولأن ذلك النص الذي كان بين يدي لا علاقة له بهم ولا بحياتهم ولا بواقعهم اليومي . هو يصلح لأن يكون موضوعاً لتمثيلية أو فيلماً من الصور المتحركة يشاهدونه على التلفزيون إنما لا يصلح لأن يدرَّس في تلك المدرسة . ولما اقترحت عليهم بكل سذاجة بأن يقدموا هدية لأمهاتهم في تلك المناسبة ( كان يجب أن نتحدث عن المناسبة ) أخذوا يتغامزون فيما بينهم ويضحكون في سرهم بشيء من الخجل . وعندها أصريت عليهم بالسؤال لأنني أردت أن أفهم : ما المشكلة ؟ قال احدهم : " لو قدمت لها هدية فستسخر مني ! " . وقال الثاني : " لو قطفت لها زهوراً فسترميها للأبقار ! " واما البنات فاكتفين بالقول بأنهن غالباً من يحضر الطعام للعائلة بمناسبة أم من دون مناسبة ، وبما تيسر .
 
كان هذا الكلام قاسياً وصادماً بالنسبة لي ، وليس لأنني اكتشفت فقط عمق المشكلة الاجتماعية وبعدي التام عن حقيقة ذلك الواقع ، إنما لأنني شعرت يومها عبر الحوار معهم إلى أي مدى كان التعبير عن العاطفة منوطاً بالشكل الإجتماعي المسموح به في كل بيئة ، وكم كان شيئاً مستهجناً ومرهوباً في تلك البيئة خصوصاً لدى الصبيان رغم كل العاطفة والاحترام الذي يكنونه لأمهاتهم . أحسست بيومها بأنني أقتحم مساحة ممنوعة ، وبأن التعبير عن العاطفة في تلك البيئة القاسية هو أصعب ربما من التعري في وسط الشارع ، وأن العلاقات الأسرية ضرورات حياتية لا يعلو عليها إلا ضرورات أقوى منها ، وبأن وظيفة الأمومة مقدسة بكل المعاني المتاحة غير أن أسلوب التعبير عنها يختلف من مجتمع لأخر .
 
*ضياء
26 - مايو - 2008
البيت وتجلياته    كن أول من يقيّم
 
«شاعرية المكان» لغاستون باشلار:
 البيت في كل تجلياته
 
ابراهيم العريس 
 
من المدهش أن من بين الألقاب والأوصاف الكثيرة التي أطلقت على الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار، لا نلتقي الوصف الذي يليق به أكثر من أي وصف آخر: «فيلسوف الحميمية المطلقة». فالحميمية لديه، في كتبه وأفكاره كما في مكامن تجديداته الفلسفية تنطلق من أكثر الأماكن خصوصية في حياة الإنسان ولاوعيه: أي من الحلم، لتصل الى البيت نفسه بصفته الملاذ الحميمي الذي يعود اليه الإنسان دائماً مهما تبدلت به الظروف والتغيرات. من هنا ندرك كم أن للبيت في فكر باشلار شاعريته المطلقة، تلك الشاعرية التي يستنتجها باشلار، على الأقل في واحد من أجمل كتبه: «شاعرية المكان»، حيث نجده في هذا الكتاب يوصل التحليل، من ناحية الى «بيوت الأشياء الصغيرة» والى الدواليب والخزانات الشخصية في البيوت، ومن ناحية أخرى، الى عش العصفور، والصدفة وما الى ذلك من أماكن صغيرة مغلقة يمكن أهلها أن يعيشوا فيها كل حميميتهم.
 
 وضع غاستون باشلار كتاب «شاعرية المكان» عام 1957، ليكون واحداً من كتبه الأخيرة، وهو في الحقيقة أراد منه أن يكون خاتمة لسلسلة كتب حول «الشاعرية» كان بدأها قبل ذلك بنحو عشرين سنة بكتابه الأشهر «سيكولوجية النار»، دارساً من خلالها الشعر وعلاقته بالحلم وبالإنسان الفرد على مدى الأزمان. بـ «شاعرية المكان» اختتم باشلار، إذاً تلك السلسلة من الكتب، التي تضم نصوصاً أخرى مثل «الماء والأحلام» (1942) و «الأرض وأحلام يقظة زمن الراحة» (1996) و «الأرض وأحلام يقظة الإرادة» (1948)... وما الى ذلك. غير ان «شاعرية المكان» بقدر ما اختتم السلسلة، وسع آفاق الأفكار التي طرحها باشلار فيها، الى درجة ان هذا الأخير، بعد أن كان أكد ان كتابه هذا هو الخاتمة، عاد وأصدر بعد ثلاث سنوات كتابه الأشهر «شاعرية حلم اليقظة» الذي أتى أشبه بخلاصة عامة للمشروع كله، معبّراً عن توسع الأفق الذي كان جزءاً أساسياً من خاتمة الكتاب الذي نتحدث عنه. في بداية هذا الكتاب انطلق باشلار ليحلل الكثير من الصور الشعرية التي تولدت لديه من خلال تأمله العميق للعناصر الأربعة: النار، الماء، الريح والتراب. وقد أوصله هذا التحليل الى الاستنتاج أن الصورة الشعرية تختص بدينامية خاصة مرتبطة بما سماه «انطولوجيا مباشرة»، موضحاً كيف ان الدراسة العميقة والدقيقة التي اشتغل عليها عبر كتبه الخمسة السابقة قادته الى ضرورة استكمال هذا كله بدراسة حول ما سماه «عبور الذات»، وهي دراسة أمكنه بفضلها فقط أن يشرح تلك السلطة التي تملكها الصورة في مجال التأثير في أرواح أناس آخرين غير مبدع الصورة. وبالنسبة الى باشلار كان لا بد لتلك الدراسة من أن تكون «ظاهراتية»، أي أن «تلتقط لحظة انطلاق الصورة في فعلها بالوعي الفردي». ومن هنا يبدو الشعر في نهاية الأمر «تمظهراً للروح»، بمعنى ان الصورة التي هي في الأساس «صيرورة تعبيرية وسيرورة لكونيتنا» تصبح هنا التعبير الذي يوجد الكينونة.
 
 والحقيقة أن هذه الفكرة الأخيرة هي التي أوردها غاستون باشلار في خاتمة هذا الكتاب، ولكن كي يعود ويطورها في شكل شديد الثراء والإسهاب في كتابه التالي. ولأنه شاء ترك هذا الإسهاب الثري لـ «شاعرية حلم اليقظة» نجده في الفصول الأخيرة من «شاعرية المكان» يخلي المجال واسعاً لتحقيق يتحدد بما أطلق عليه المؤلف اسم «المكان أو الحيز السعيد»... أي، في تعريفه الخاص، المكان الذي يستحوذ ويصار الى الدفاع عنه ضد القوى المعادية، الآخر في كل تجلياته. ان هذا المكان هو، وبحسب تعابير باشلار نفسها الحيز المحبوب، وقبل ذلك بالطبع الحيز الحميم، الحيز الملاذ، أي وفي كلمة أكثر بساطة: البيت، هذا البيت الذي نجده في حلم اليقظة وفي كتابات الشعراء، يظهر بصفته «مبدأً حقيقياً للاندماج السيكولوجي للعالم في داخل الأنا». والبيت الذي يحكي عنه باشلار هنا هو البيت في حد ذاته بأجزائه المتنوعة، والتي يصار الى تقويمها بأشكال متنوعة أيضاً: الغرفة، القبو، العليّة، المطبخ... الخ. ان البيت يصبح في هذا السياق وفي هذا المعنى، في الوقت نفسه: الأصل، مسقط الرأس وحيز المستقبل. انه، في اختصار، البيت الذي نحلم به، يسكن أحلامنا، حتى وإن كان وجوده المادي حقيقياً.
 
 حين يصل باشلار الى هذا المستوى من التحليل نراه ينطلق انطلاقة جديدة حيث ينكب على دراسة تنطلق من الحاوي الى المحتوى (أي من البيت الى ما فيه)، هذا المحتوى الذي يعود ليصبح حاوياً بدوره. وهذا ما يوصله الى «البيوت» أو «الحاويات» الصغيرة كالدولاب والصندوق والخزانة التي «تحمل في ذاتها – وبحسب تعبير باشلار دائماً – نوعاً من الجماليات الخبيئة». وهذا السياق هو الذي يقود المؤلف هنا الى تخصيص الفصلين التاليين للحديث أولاً عن «عش العصفور» وبعد ذلك عن «الصدفة»، (حيث ان هذا الحديث يوفر له الانطلاق في دراسة شديدة الطرافة تتوقف عبر هذين الملاذين لـ (حيوان فقري» وآخر «غير فقري»)، عند دراسة أحلام اليقظة الإنسانية المرتبطة بـ «الحميميات المتخيلة» الهوائية، سواء كانت مرمية على الغصن، أم مأسورة مثل الرخوية داخل الصدفة التي تكاد تكون سجناً من حجر صلب. هنا، عبر حديثه عن هذه «الزوايا الحميمة» ينطلق باشلار في الحديث عن هذه الملاذات – المخابئ، حيث يمكن «الطفل» أن يتمدد ويعيش ويتأرجح كما يحلو له، مؤسِّساً البيت الخاص به، داخل البيت الكبير الذي يشكل جزءاً منه على أية حال. وباشلار حين يصل الى هنا يشرح لنا، مؤكداً، كيف أن كبار الأدباء والفنانين، لم يستنكفوا أبداً عن الحديث عن هذا الأمر، وغالباً بلغة شاعرية تصف بالتفصيل تلك العلاقة الشاعرية العميقة بين البيت – المخبأ الصغير، وبين البيت الكبير، ما يذكر بفصول وكتابات كثيرة يحلو لها عادة أن تتوقف عند ذلك العالم الصغير الذي يوجده الطفل لنفسه داخل البيت جاعلاً اياه دائماً في منأى عن العيون والآذان: داخل خزانة كبيرة، أو تحت درج داخلي أو تحت السرير، أو في العلية أو على السطح. ان هذا المكان يصبح، كما يقول لنا باشلار، عالماً خاصاً يمنح الطفل/ الشاعر حميميته ويعززها. وإذ يتحدث باشلار عن هذا، يتوقف عند تلك العلاقة التي تنطلق من هنا بين ما هو «مصغّر» جداً، وبين العالم الكبير الذي لا حدود لاتساعه (والذي قد يكون بالنسبة الى الطفل، الذي هو الشاعر الأول، البيت الذي يعيش فيه والذي لا يراه إلا صورة للعالم الكبير الذي يعرفه). وهذه العلاقة تشكل بالنسبة الى باشلار تلك الجدلية بين المتناهي في الكبر والمتناهي في الصغر، والتي يقود استنتاجها الفيلسوف الى أن يشرح، كيف أن هذا كله يصبح في الشعر، العلاقة الجدلية بين الخارجي والداخلي... وفي هذا الإطار نلاحظ كم ان هذا الغوص في الموضوع يقود باشلار الى اكتشاف الصور تحت سطح الكلمات كعادته، هو الذي تشي كتاباته كلها في نهاية الأمر بكم انه كان يريد أن يكون شاعراً قبل أن يكون فيلسوفاً.
 
* غاستون باشلار (1884 – 1962) كان على أية حال فيلسوفاً على حدة في تاريخ الفكر الفرنسي. ومن هنا ظل على الدوام خارج التصنيف، حتى حين صار عضواً في مجمع الخالدين (الأكاديمية الفرنسية) حيث عومل باحترام لم ينله أي مفكر آخر من جيله. وخروج باشلار عن التصنيف على هذا النحو، كان هو ما جعله يعتبر أستاذاً للوي آلتوسير، كما لميشال فوكو، في الوقت نفسه، على ما بين الاثنين من فوارق جذرية. وتنوعت كتب باشلار، لكن قراءه تجاوزوا حلقات المثقفين المتخصصين وتلامذة الفلسفة ما أضفى شعبية كبيرة على أعمال له مثل «حدس اللحظة» (1932) و «سيكولوجية النار» (1938) و «فلسفة اللا» (1940) و «جدلية الديمومة» (1950) وغيرها من كتب أحدثت، ولا تزال، تغييراً أساسياً في العقول والأفكار.
 
* عن جريدة الحياة بتاريخ 9 حزيران 2008
*ضياء
10 - يونيو - 2008
كيف الحال    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
ضياء كيف الحال
وما هي الأخبار عندكم وكيف الجو
هل هو بارد
أتمنى أن يكون باردا
فالجو كان عندنا اليوم مليئا بالغبار

شعرت بالدوار
جلست ساعة أتابع الأخبار
وعندما أحسست أني ليس في وسعيَ أن أسمع عن دمارنا أكثر مما قد سمعت
وعندما أحسست أني ربما أنهار
قررت أن أذهب للبحر
وكالعادة لم أصطحب الجوال
رميته على السرير
أخذت قبلتين من حنان
أخبرتها أني سأشتري لها هدية
فيا لها ضحية
خرجت للبحر وقد حطمني التفكير في الوضع الذي نعيشه
كم فيه من تفاهة
كم فيه من سخافة
كم فيه من حمار

أكتب هذي الكلمات وأنا مبلل
قد عدت للتو من البحر
وأنت تعرفين أني كلما شعرت بالدمار
وكلما اشتقت إلى حريتي
وكلما اشتقت إلى الكرزْ
وثوبك الخرزْ
أذهب للبحر لكي أسبح في الحوار
حرية الشاعر في البحر وفي الشعر وفي الأزهار

*زهير
19 - يونيو - 2008
أنا مثلك أستاذي    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
أنا مثلك أستاذي
أنا مثلك أبحث عن عذاباتي وطوق نجاة
وفيه اكتب الأشعار
وأبحث أين أشلائي وأين تبعثرت خلفي
وعن دربي التي اختلفت
دروب بعدها ودروب
هنالك أقحواناتي وفي تلك القفار هناك
وجانب كل لغم
كنت أنفجرُ
ومن حرب إلى حرب
ندوب فوقها وندوب 
وفي شعري وأوزاني
وفي النهر ، وفي البحر
وفي صمتي وإعلاني
وكل كتابتي جرح
ألملم فيه أجزائي لأحميها من العبث
أنا مثلك أستاذي
وأبحث عن عذاباتي وطوق نجاة
لأحلامي
وفيه أكتب الأشعار
 
 
 
*ضياء
19 - يونيو - 2008
أسمعُ ......    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
حوافر جواد
 
وأسمع وقع اقتراب جواد
يئنُّ ، يهنُّ ، ثقيل العتاد
تخطاه دهر ، وأشقاه سفر
أحطُّ الرحال ، أباه ينادي
 
******
وأسمع وقع حوافر ثور
عصيب العيون شديد العناد
يفوز بسوط زمان التراخي
قضاه وثاق لثقل الجماد
 
******
وأسمع وقع سنابك ظبي
شريد القطيع ، شديد البعاد
تمناه ضبع القفار وتبكي
على ملتقاه ذئاب البوادي
 
******
وأسمع وقع خواطر كهل
طوته الذنوب وطول السهاد
يهاب قدوم المنية يقضي
لياليه يذكر رب العباد
 
*****
وأسمع خفق جوانح طير
ربيب الصخور بسفح ووادي
طليق المدار يجول ويسمو
فلم يخش تيهاً ولا نقص زاد
 
*ضياء
19 - يونيو - 2008
قارب المتقارب    كن أول من يقيّم
 
تفاجأت بقصيدتك هذه يا أستاذة وقد دخلت لأكتب تعليقا على قصيدتك (أنا مثلك أستاذي) فإذا بي أرى قصيدة أخرى، فهل هذا موسم ربيع الشعر، أتمنى ذلك... وأرى أنك أستاذتي تكتبين المتقارب على السجية، ولا أراك يزعجك أن أقول: لو قدر للأستاذة ضياء شاعر يرعى موهبتها في مقتبل صباها لكانت أشهر شاعرات العرب، وقد صارحتنا الأستاذة في كثير من احاديثها انها لا تعرف شيئا في العروض، ولم يقدر لها أن تعلمت الشعر، على يد شاعر، وإنما هي تكتب بوح الخاطر. وهي في هذه القصيدة تلامس قمم الإبداع، وقد تخيلتها وهي ترسم صورتها طفلة في صحراء (تسمع وقع اقتراب جواد) (وتسمع وقع حوافر ثور) (وتسمع وقع سنابك ظبي) (وتسمع وقع خواطر كهل) (وتسمع خفق جوانح طير) أما الجواد فهو (يئن يهن ثقيل العتاد) وقد جسدت في هذه الصورة احترامها ومواساتها لهذا الجواد وكل ما يعنيه لها، وأما الثور فهو (عصيب العيون شديد العناد) وهي بذلك تصور مخاوفها من كل معصوب العينين مجبول على العناد، واما الظبي فهو (شريد القطيع شديد البعاد) وذلك واقع المساكين والبؤساء الذين تحيط بهم الذئاب من كل جانب وأما الكهل، فقد (طوته الذنوب وطول السهاد) وهي بذلك تصور التجربة الحكيمة التي تتراءى لها طوال حياتها، وأما الطير فهو (ربيب الصخور بسفح وواد) وهي بذلك ترسم التحدي في أجمل صوره (طليق المدار يجول ويسمو= فلم يخش تيها ولا نقص زاد) سلمت يداك يا أستاذة وتصبحين على خير
*زهير
20 - يونيو - 2008
رجع صدى..    كن أول من يقيّم
 
حوافر  جواد
 
 
 
 
*abdelhafid
21 - يونيو - 2008
 70  71  72  73  74