البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 6  7  8  9  10 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا شكر على واجب    كن أول من يقيّم
 
لا شكر على واجب يا أختي العزيزة سلوى، لا أستطيع في هذا المقام إلا أن أستشهد بقول شيخنا أبي العلاء:
تقفون والفلك المسخر دائر وتقدرون  فتضحك iiالأقدار
*زهير
20 - يوليو - 2006
في دخان الحرب    كن أول من يقيّم
 
سـلي  قلبي ووجهك في iiالمرايا وحـيـي  فـيـه طـيبة الثنايا
وإيـاك الـتـصرف في سلامي فـلـست  أقول يا أحلى الصبايا
وقـولـي  لـلأميرة ضاع iiحبي ولـكـن  لا أحـلـك من iiهوايا
ولا تـدعـي خـيالك في خيالي فـإن  الله أعـلـم بـالـنـوايا
وهـذي  خـيـبتي وأحس  iiفيها بـشـيء مـثل إحساس iiالسبايا
تـركت خصومتي وهدرت حقي لأنـي  لا أرى أحـدا  iiمـعـايا
ومـا هـو حـال مـتهم iiبريء إذا  حـسـنـاتـه عدت iiخطايا
أنـا ألـفـت مـشـكلتي فنامي ولـيـس يـحـلـها أحد iiسوايا
رمـى عـبد الرؤوف بكل iiحبي وأوشـك  أن يـعـيد لنا iiالهدايا
ويـبـدو أنـه مـثـلـي خبير وإلا  كـيـف يربح في iiالقضايا
ومـا  نـفـع الشكاية من iiمحام صـداقـتـه  مـقـدمة iiالشكايا
ومـا  لـي أسـتقيلك من عتاب وكـل حـيـاتـنا صارت iiبلايا
وغـزة  في جحيم الموت iiتهوي وبـغـداد  انـتـهـت إلا iiبقايا
وفـي لـبـنـان شق من iiمراء وشـق  فـيـه طوفان iiالضحايا
وقـفت  أرى وقلبي في iiدموعي صـبـاح الـيوم إجلاء iiالرعايا
شـعـوب  كالخراف بلا iiحقوق وأخـرى  فـي الحياة لها  iiمزايا
ومـن أولـمرت تصدر كل iiيوم مـنـاشـير  التعجرف  iiوالمنايا
هـو الإرهـاب حين يكون  iiدينا وحـيـن  يـكون في يده  iiحكايا
وقد صارت على المكشوف حربا تـعـرت  فـوقـها كل  iiالخبايا
*زهير
21 - يوليو - 2006
الدفاع عن النفس.!    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
 
*abdelhafid
21 - يوليو - 2006
ضربني وبكى .....    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
 
سأعود اليوم إلى موضوع الملف الرئيسي ، ليس لأننا أهملناه ، إنما كوننا أرهقناه بمزاجنا المتكدر ، ولم يك القصد منه أن يكون مرآة لمزاجنا بقدر ما تمنيت له بأن يكون سجلاً للذاكرة والحدث . وأنا أشكر سلوى والأستاذ زهير على فضيلة الصبر التي تحليا بها ، وأشكر عبد الحفيظ على إثراء هذا الملف بالصور الملونة والطريفة والمعبرة .
 
 
ضربني وبكى
 
  كانت أختي الصغيرة هلا ، التي حدثتكم عنها ذات مرة في ملف الفلسفة ( الصفحة 9 بتاريخ 25 فبراير 2006 وتحت عنوان : حكاية من الذاكرة ) إلى جانب شراستها وحدة طبعها ، شديدة الحساسية والزعل . كانت تضرب أخاها الأصغر منها ، وأختها الأكبر منها ، بل وكل من تسول له نفسه بمخالفة قوانين لعبتها من أبناء عمتها وعمها ، ثم تبكي وتشتكي للظلم الذي ألحقوه بها . وعندما كانت أمي تجري وراءها أحياناً لتؤدبها ، كانت تهرب منها وتصعد الدرج إلى الطابق الثاني ، وهي تعلم بأنها لا تستطيع اللحاق بها ـ لا أذكر أمي في تلك الأيام إلا حاملاً أو على يدها طفل صغير  ـ فتقف لها هناك على رأس السلم وتبدأ بالبكاء والصياح على أنها مظلومة ، وأن الجميع يضطهدها ، وأنه لا يوجد عدل في هذا البيت ، ثم تختم مرافعتها بمجموعة من الأدعية كانت تحفظها عن ظهر قلب وترددها تقريباً في كل يوم ومنها أنها تتمنى أن " يقصف الله عمرها " لترتاح منا ومن هذه " العيشة " ...... ثم تقول لأمي :
 
ـ " يا ليتني ولدت في البرية ولم أولد عندك ، يا ليتني ولدت في مضارب النور ( الغجر ) ولم أولد في هذا البيت ".
 
  كان تقول هذا كله بشكل مؤثر وبحماس بالغ وهي تهدر الدموع المدرارة ، لدرجة كانت تجعل أمي تتراخى في النهاية وتغرق في الضحك ، ثم تتراجع عن مطاردتها .
 
 أحياناً أخرى ، حين يكون الذنب الذي اقترفته كبيراً ، كانت تخاف من القصاص فتهرب إلى بيت عمتها ، وتبقى هناك حتى المساء ، موعد رجوع والدي إلى البيت ، حيث هي تعلم بأنه لن يضربها أحد في حضوره ، ولكن أيضاً لأنها جاعت ولم تجرؤ على طلب الطعام في بيت عمتها .
 
  عند رجوعها ، كانت أمي تسألها :
 
ـ " لماذا عدت ? لماذا لم تبق عند عمتك ? " .
 
 فكانت تقول بحدة ، وبشيء من الإتهام :
 
ـ " جئت لأتفقد أبي وأطمئن عليه ، أم تريديني أن أنام هناك لكي يقرصني البرغش ? " .
 
ثم تأتي لتحتمي بأبيها  ، فينهرها قليلاً ثم يقول وهو يضحك  : 
 
ـ " متل العادة ضربني وبكى سبقني واشتكى ! " .
 
  وهلا كانت الصغرى المدللة عند أبي خصوصاً لما كان لها من ذكاء وفطنة عجيبين ، تكلمت في سن باكرة جداً . فكانت تأتي إليه تسامره وتحادثه بما يثير إعجابه الشديد بها ومحبته ، فلا يرد لها طلباً .
 
  ولقد طال زمن السعادة هذا سنتين ، حتى ذلك المساء الذي ولدت فيه أمي بأخي الذي يليها ، محمد . وكان أبي لشدة فرحه هي أول من أراد إخباره بالموضوع وكانت نائمة ، فأيقظها وحملها على راحتيه وراح يطيرها في الهواء ويقول لها :
 
 ـ " نزلت جزمتك عن الرف ، نزلت جزمتك عن الرف ..... " .
 
أظن بأن مشوار العناء والقلق الذي تحولت بفضله إلى ما كانت عليه من عدوانية ، كان قد بدأ بلحظتها ، في تلك اللحظة التي شعرت فيها بأن هناك من ينافسها على موقعها ، وبأن عليها إعادة  " جزمتها إلى الرف " ، بأي ثمن .
 
  كان ثمن كل هذا ، قلق وإضطراب وإحساس دائم بالتوتر ، لعبت فيه شخصية أمي أيضاً ، الحاضنة دائماً للأصغرسناً ، دوراً مهماً . لكنه أدى أيضاً إلى تفوق دراسي غير مسبوق ، وتميز كانت ولا زالت عليه في كل عمل تقوم به . الثمن كان فادحاً ولا زال ، ومن يراها اليوم مع أولادها بحنانها البالغ ، لا يظن بأنها كانت بهذه الشراسة مع إخوتها وأترابها ، فهم ينقدون اليوم حباب عيونها ، بمناقيرهم الصغيرة ، وهي لا تقول لهم شيئاً .
*ضياء
21 - يوليو - 2006
تتمة (في دخان الحرب)    كن أول من يقيّم
 
هذه تتمة قصيدة (في دخان الحرب) وآثاره في العيون وتأثيره على الرؤية، أضيفها هنا تعقيبا على (ضربني وبكى) ولكن أنا أيضا سأذكر أستاذتي بأول عقودها، (عقد آذار) ماذا قلت فيه، ? قلت فيه سبب هذه المشكلة كله، وأريد أن أذكرها بقولي فيه:
كـلما مددت يدا نحو جرحه نقزا
 
تتمة (دخان الحرب)
رجـعنا للقضاء فمن iiسيقضي ولا وجـعـي يقول ولا iiبكايا
قـنعت  برأيها حكما iiوخصما وقـدمـاً مـنهما امتلأت  iiيدايا
بـذلـنا  في الوداع أحر iiدمع وأصـدقـه وتـلك لنا iiسجايا
وما هي غير أن كفكفت دمعي بـأول  مـا تـفرقت iiالمطايا
تـلفت  ناظري ليرى iiسوادي تـطاير  من ورائي  iiكالشظايا
*زهير
21 - يوليو - 2006
عــروس الـحــيـاة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
لم يا كالي عروسا ترحلين
ما لهذا الورد مكسور الجبين
و شموع المعبد الصفراء ترنو
لك يا نيسانة العمر الحزين
 
 
في أواخر شهر آذار من سنة 2001، شهور قليلة قبل الحادثة المشؤومة التي أصبحت تُعْرف ب11 سبتمبر، هذا الشهر(آذار) الذي لا تزال أيامه تتنفس صيفاً حاراً، أَفِقْنا من نوم خففت من حدة حرارته، المراوح الكهربائية المتدلية من السقوف في غرف النوم، و التي دأبت على الدوران بطريقة روتينية طوال ليلٍ لفحت جبينه حرارة صيف ممزوجة برطوبة سيدني المقلقة.  لم يكن النوم مستعصياً، فلقد تسلل النعاس إلى جفوننا مصحوباً بعَنينٍ للمراوح يشبه عنين النواعير على حوافي نهر في بلاد لاتزال تُعَشْعِش في طيات ذكرياتنا
 
يا إلهي، كيف تختار الصبايا
في ربيع العمر يخبو الياسمين
يا إلهي إن "كالي" في صباها
عالم فيه ضياء المرسلين
إن "كالي" حقها في العيش يزهو
كربيع في ديار الملهمين
 
 
 
كان صباحاً جميلاً. الشمس بكامل لباسها الملكي، متكئة على نُدْفَة قطنية لا مكان لغضب المطر فيها، أنبأتنا بأن عطلة نهاية الأسبوع ستكون صافية و دافئة، و بأن شاطىء البحر سيكون ملاذ معظم أهالي سيدني....ذلك الصباح "إنبثقت" "كالي" من غرفتها، مليئة بالحياة، مليئة بالثرثرة و مليئة بالخطط لهذه العطلة الأسبوعية. لم يكن في خطواتها أية رواسب للكسل الذي طالما أبطأ هذه الخطوات خلال أيام الأسبوع الدراسي. إنه يوم الجمعة آخر يوم في المدرسة. و غداً....حرية تامة من مسؤوليات الصف و الدرس و الواجبات.
 
""هل أستطيع أن أدعو "شانتال" و "ليلى" لمرافقتنا إلى البحر غداً? قولي نعم..قولي نعم.. و سافعل كل شىء تطلبينه مني.. (بوسة...بوسة...) قولي نعم لأحبك أكثر.""
 
هكذا كانت دائماً.. فراشة خلابة في سرب من الفراشات اللعوبات السابحات في حقول البنفسج المسيجة بالبيلسان...
 
ذلك الصباح...ذهبت "كالي" إلى مدرستها...راكضة.. تسابق النهار لملاقاة الغد الموعود،  و الخمسة عشر سنة من عمرها تركض وراءها تحاول اللحاق بها..تستجدي رفقتها...
 
 
يا عروس القبر باكرت الرحيل
دون إذن عن ثرانا تبعدين
دمعة الجمر همت في القلب تُدْمى
لأبيها صدمة لا لن تلين
قلبه المكسور يبكيك دهوراً
هاتفاً "بنتاه" يا كل الحنين
 
 
مساء ذلك النهار و"كالي" عائدة من مدرستها، مليئة بالحياة و الحب و احلام المراهقات. ماشية على الرصيف مع صديقاتها، تلميذات في صفها... غائبات في ثرثرتهن و براءة أسرارهن....  سيارة مسرعة على الطريق، فقد سائقها السيطرة عليها، إعتلت الرصيف و إختطفت الأحلام من حياتها.
 
 
يا عروس القبر يا زهر البرايا
يا ربيعاً في ضلوعي يستكين
أنت يا "كالي" صلاتي كلها
بسمة يرتادها الحب الدفين
 
salwa
21 - يوليو - 2006
إلى قبة الكنزة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ما  كان في بالي الجواب iiالقاسي لـلـفـيلسوفة  من بني iiالعباس
تـرمـي  عـلي بدائها iiودهائها فـي  حلم أحنفَ في ذكاء iiإياس
فـقفي لأشفي من خيالك ما جنى مـا فـي وقوفك ساعة من iiباس
لا تحسبي إن صرت عبدك iiأنني في  القصر مثل عبيدك الأنجاس
أنا  ليس ذاك العبد يقرع iiبالعصا إن كـنـت جاهلة سلي  iiنخاسي
وهـل الضياء رميتنتي  iiبنقيضه سـهـلا  أمـام كتيبتي  iiوأناسي
أنا ما افتريت عليك ليس  iiسياسة دمعي،  وليس يخونني  iiإحساسي
مـتـأكـد أني أصبت وإن iiأكن مـا عدت أذكر كيف كان قياسي
وأنـا  أرى تـموز ملء iiسمائنا وأنـا أقـلّـب عـقده iiالألماسي
حـلّفت  كل زوارقي  iiوقصائدي وجميع من حضروا من iiالحراس
وعـددتُ  قمصاني لها  iiوعددتها واللهِ أكـثـرُ مـن جميع iiلباسي
أودعـتـهـا بيد الزمان  iiخزانة هـي حـين أفتح بابها iiأعراسي
أمـا  (الخداع) فلا تزال iiقصيدة مـرسومة  سَحَراً على iiأغلاسي
أمّـلـت فيها أن أقاسمك iiالأسى فـرمـيتِها حبراً على  iiقرطاسي
أعـفيك  أن الحرب كان iiدخانها مـثل المخالب في عيون  iiالناس
إن الـحـروب دخانها  iiمسمومة وتـصيب كل الناس  iiبالوسواس
يـا  زهـرة الكرز التي أهديتها عـمري وكل شهامتي  iiوشماسي
أنـت الـتي علقت أجمل  iiلوحة فـي عالمي وسقيتِ أطيب iiكاس
مـن  مـشـربيات تفوح  iiكأنها أدبٌ  بـكـفـك عاطر iiالأنفاس
أهـديـك بسمة من أحب iiكبيرة مـحزونة  بدمشق مسقط  iiراسي
وأبوظبي وطني وعاصمة الهوى مـمـتـدة حـتى مشارف فاس
*زهير
21 - يوليو - 2006
حسّو حصيرة    كن أول من يقيّم
 
هذه قصة طريفة من صميم ملف أستاذتي ضياء خانم، وأريد قبل روايتها أن أعتذر من أستاذتي، من أن المقصود بالجواب القاسي في القصيدة هو ما جاءني منها، وليس ما أتاها مني، فإنه لا يأتيها مني إلا الورد الذي قطفته من روضتها، وما رأيت فيه جوابا قاسيا، هو أيضا ليس قاسيا إلا في منظوري الأعوج، وهذه القصائد الأخيرة التي بعثتها لها إنما هي من باب إخراجها من غمها بما يجري في وطنها، وأرجو أيضا أن لا تطالبني بحذفها، مع أني أصبحت أرى أنه لا معنى لها ، بل ربما كانت سببا لزيادة الكدر، أكتب هذه الكلمات وأرى هاجسا يتملكني ويدعوني لحذفها. ونعود إلى قصة حسّو حصيرة، وحسّو =تدليع حسن= كان من فقراء حينا في الصالحية بدمشق، إلا أنه كان طيبا إلى درجة البلاهة، وكان نموذجا فريدا في إغاثة الملهوف والدلالة على الخير، والمقابل الذي كان يحصده من الناس، أن يسمع منهم كلمة (هلا بالآغا) وهكذا ظل حسو محتفظا بلقب الأغا حتى آخر رمق، وكان في كل مرة يقصده فيها ملهوف يبيع شيئا من أثاث بيته ويلبيه، إلى أن ضاع المال والرسمال، ولم يبق في بيته إلا حصيرة ينام عليها هو وزوجته، وفي ليلة من ليالي شباط القارسة، طلب من زوجته أن توقد المدفأة، فقالت له : حسو ، هل نسيت أن المدفأة بعناها في إيلول الماضي، فلم يجد بدا من أن ينام مع زوجته على طرف الحصيرة، وأن يتغطيا بطرفها الباقي، ثم تنفس الصعداء وقال لزوجته يواسيها: لا تزعلي خانم، إذا كان نحن الآغوات هذه حالتنا، فالله يعين المشحرين
*زهير
22 - يوليو - 2006
أكتب ما بدا لك ولا تجعلني حكماً أعمى    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
 
عزيزي الأستاذ زهير :
زحمة ما يجري حولنا من أحداث وسطوتها الشديدة على أعصابنا تجعل ما نقوله يشبه من يغني في الليل ليسمع نفسه . كل ما أقوله اليوم هو غناء بلا معنى .
أما ما تكتبه من شعر ، فهو التبر الذي سيبقى ، سيكون هو وحده المعنى ، وهو القصيد وبيته ..........
لم ولن أعترض على شعر كتبته ، سواء كنت مناسبة له أم لم أكن . هو يتجاوزني من بعيد ولن أكف عن ترداد هذا لأنها الحقيقة التي لا يجب السهو عنها يوماً . أن ما كتبته حول ما يجري حولنا من أحداث في هذه الفترة ، هو مرآة صادقة تؤرخ اليومي بشكله الإنساني الحميم ، وتعكس في طياتها شقاقنا وخلافاتنا حول مواضيع ، هي جزء من العام المطروح للنقاش بكل تناقضاته .
أنت يا أستاذ زهير تكتب وتحذف بحسب ما تتخيل الأمور في كنه ذاتك . هذا أيضاً جزء من الموضوع ، وهو خارج تماماً عن معرفتي وعن إرادتي ، إلا أنه في صميم الحكاية التي يحكيها شعرك المبذول بسخاء قل له نظير ......... لو لم يكن هناك قيمة أخرى لما تقوله ، لكان ذلك لوحده كافياً من وجهة نظري ، إلا أن قيمة ما تقوله يتعدى حصار اللحظة ، وقصر النظر الذي يكتنفني اليوم ويجعل من سطوة الوقتي والراهن أستاراً وسيوفاً صدئة أمتشقها على طريقة الدون كيشوت ، أحارب بها طواحين عجزي وخيبتي المزمنة .
صدقني يا استاذ زهير بأن شوقي بالنسبة لي شاعر عملاق لا أجرؤ على إعطاء رأيي به ، سواء كان مع الإستعمار أم ضده ، وسواء أحب القرنبيط بالطحينة أم برب البندورة ....... هذا لن يغير شيئاً من قيمته ولا من شاعريته . نحن نتعامل مع الأمور بعصبية وبطريقة غريبة والمشكلة هي هنا وليست في الإستعمار . إن من يظن بأن هناك من تدخل لتعديل كلمتي يشبه تماماً ذلك الإيطالي الذي شتم أم زيدان وأخته . المشكلة هي هنا وليست في القرنبيط .
أكتب ما بدا لك من الشعر ولا تسألني رأيي به فأنا الأعمى المنشد أشعاراً لم يكتبها ، وأنا الكسيح الذي يحلم بأن يربح سباق الألف متر مع الحواجز .
 
*ضياء
22 - يوليو - 2006
هل أنا وحدي    كن أول من يقيّم
 
هل أنا وحدي يسحرني كلامك يا أستاذتي، أسلوبك هذا لا يقاوم، كأنك بكل كلمة تقولينها تفجرين في قلبي بحرا من الحياة، ويراودني إحساس أنني لو رميت نفسي من شرفة بيتي في الطابق (14) فسوف أقع على بساط وثير كهذا الكلام الذي لا تحتفظ ذاكرتي بما يذكر به، ولكن بقيت مسألة أريد أن أوضحها لك، إن تساؤلي (والظاهر أني لم أحسن التعبير) قصدت به أنني أخشى أن يظن الناس أنني أنا الذي قمت بحذف ما يتعلق بكلام صاحبنا الشيخ، ويبدو أن الصورة اتضحت الآن. شكرا لك على قلبك الكبير، وهكذا يوما بعد يوم يتضح لي أنني لم أكن ذكيا جدا عندما اكتشفت ضياء خانم. فلماذا كنت أفاخر بذلك أليس هذا إحساس كل القراء
*زهير
22 - يوليو - 2006
 6  7  8  9  10