 | من نوادر الشهاب الحجازي     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
حكى البقاعي (ت 885هـ) في كتابه (عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران) في ترجمة الشهاب الحجازي أنه قال : (مرت لي غرائب من عمري ،منها أني كدت أغرق في بطيخة، وذلك أني لما كنت صبيا حملت بطيخة على رأسي وإذا هي منتهية جدا، ولم يكن على رأسي غير طاقية، فتقورت فدخل رأسي فيها حتى غطت على أنفي وفمي، وشرعت أريد رفعها فمنعني من ذلك نزولها إلى أسفل لثقلها، فطأطأت رأسي حتى نزلت منه.) (ومنها أني كدت أغرق في زير، وذلك أني دخلت مدرسة بيبرس في شدة الحر وأنا شديد العطش، فنظرت فلم أجد ماء إلا في قعر أحد أزيارها وهو كبير جدا، فمددت يدي بالكوز إلى الماء فحملني الطمع على أن زدت شيئا فانقلبت على رأسي وأيقنت بالهلكة، فجعلت رأسي في جانب الزير وأسفلي في جانبه الآخر، واستدرت جدا، وأردت الاعتماد بيدي في جوانب الزير فإذا هي شديدة اللزوجة من الطين الذي لصق بها من الماء لا تثبت بها، وأنا مع ذلك أنخفض إلى الماء قليلا قليلا حتى وصل رأسي إليه وأنا في هذه الحالة (بشهادة الله) أتفكر في أن الناس يستسمجونني على هذه الموتة، فيقال: مات الحجازي، فيقال متى ؟ فيقولون الساعة رأيناه ؟! فيقال: غرق، فيقال في البحر ؟ فيقال: لا ، فيقال في البركة ؟ فيقال :لا ، فيقال: في الخليج ؟ فيقال: لا ، فيقال: في البئر ؟ فيقال : لا، بل في الزير. فيشتد التعجب من ذلك ولا تحكَى لهم الحكاية إلى آخرها على وجهها حتى يتداعى الناس لسماع ذلك من كل ناحية، ويستقبلني كل من يسمع ذلك ويقولون: هذا رجل لا يدع التغريب لا في حياته ولا في مماته.. فلما وصل رأسي إلى الماء تداركني الله بلطفه فوقعت يدي على نقرة في الزير صغيرة، فاعتدمت عليها بإصبعي، ولم أزل بجهدي حتى تخلصت وقد بلغت الروح التراقي وأيقنت أنه يوم فراقي) (عنوان الزمان: ج1 ص 221: طبعة الدكتور حسن الحبشي، أستاذ كرسي التاريخ الإسلامي بجامعة عين شمس، شاركت في التحقيق السيدة إيزيس زكا قرياقص كبيرة الباحثين في مركز تحقيق التراث وهي طبعة تعج بالأغلاط والتصحيف ؟)
| *زهير | 15 - أبريل - 2008 |
 | في مديح الموت (1) كن أول من يقيّم
في مديح الموت عبدالعزيز المقالح على مهلها – في الشوارع - تمضي الجنائز، والناسُ تركض خائفةً منهُ تخطو على حذرٍ بيد أني أحبك يا أيها الموت أعرف أنك قاسٍ وأن يديك ملطختان وغارقتان – بلا ندمٍ - بدماء البراءة ما زال نصلك يقطر منهمراً من دماء أخي بيد أنك أيقظته من سبات الزمان وأغمضت عينيه كي لا يرى في الحياة المزيد من القبح والانكسار، جميل هو الموت حين تكون الحياة أمرَّ من الموت حين تكون الخطيئةُ تاجاً وتغدو العدالة عاراً وحين تدان الفراشات تسلبها الافتراءاتُ ألوانـهَا ونقاءَ مناديلها ويُثَابُ الغراب. فكم أنت يا قاتلي مرعبٌ وجميل. ******** ذهبتُ إلى مصلاّهُ وكان محاصراً بالموت لم يدركْ وجودي كان مشغولاً يرتّل من كتاب الله آياتٍ على سجادةٍ للموت قلت له: أتسبقني وتتركني وحيد الظل للأحزان تذبحني وللأحداث تنهشني؟ وكنا في طفولتنا وفجر شبابنا أخويَن منذورين للأحلام يأخذنا هوى الأنشودة الكبرى ننادي الشام واليمنا «بلاد العرب أوطاني» وصرنا في كهولتنا نناديها بلاد العرب (أحزاني)؟! فلا دينٌ يوحّدنا ولا لغة تقربنا كأن الموت غايةُ أمةٍ كانتْ حديثَ الأرض كانت راية للشمس أين أخي وأين الشمس والأمّة؟! ********* حين شاهدته وهو يذبل يعتصر الموت قامتَهُ وأصابعَهُ، تتدحرج عيناه في رحلةٍ للممات تذكرت أيام كان له نايُهُ الخشبيُّ وآخرُ من قصبٍ وبكيتُ عليّ بحثت عن الشمس كانت إلى قبل ثانيةٍ تتألق تضفي على الكائنات بياضاً وتوسعها ببريقِ نَدَىً يشبه الماء هل ذَبُلت مثل (رضوان) أدركها موتُهُ فانطوتْ، هطلت ظلمةً وسواداً. بكيت عليها على الشارع المتوثب للحزن والمتهيِّئِ مثلي ومثل القصيدة قبل ارتداء السوادْ. ************ ( تابع ) | *ضياء | 2 - مايو - 2008 |
 | في مديح الموت (2) كن أول من يقيّم
عبد العزيز المقالح :(تابع )
كأني نائمٌ
وكأنني في نعشهِ
في قبرهِ
وقصيدتي ما بيننا
في دهشةٍ تتأمل الأشياء
تَصْعدُ بينَ غيمٍ فاتحٍ
ومجرّةٍ مغمورةٍ بالصحو ناصعةٍ،
مياهٌ عذبةٌ
مطرٌ يهرول خلفنا
يمشي على مهلٍ
كأن بحيرةً نَبتتْ
هنا في القبر
صار لها من الأزهار
أسوارٌ من الأشجار حُراسٌ
من الأشعار موسيقى
جميلٌ يا أخي هذا الرفيقُ الموت
كيف أعادنا لطفولةٍ
كالبحر صافيةٍ
وأيقظنا وكنا نائمَيْن
ومغمضي العينينْ.
**********
ما أقول له وهو مضطجعٌ فوق
سجادةِ الموت؟
حزني عليك كبيرٌ،
كبيرٌ كما الأرض،
لكنه لا حدودَ له
ينتهي عندها مثلما الأرض
أطلقتُ للكلمات العنانَ
لكي لا تقاسمني بعضَ ما يحمل القلب
من حزنهِ،
كي تقول له: حسناً فعل الموت
ماذا تبقّى لنا
في زمان هو الموت
في أمـةٍ تتساقط كالجسد المتهالك
عضواً فعضواً
وحلماً فحلماً
وعاصمةً بعد أخرى
ومن أول البندقية سرنا
إلى آخر الكلمات
ولا جمع يلهمنا
أو شتاتْ!
************
أيسبقني
إلى ما تشتهي روحي
إلى ما يشتهي جسدي
يباغتني برحلتهِ ورؤيته
بلاداً لم يكن قد زارها
من قبل كيف اسطاع؟
يعصيني
ويسبقني بلا إذنٍ
ويأبى أن يودعني
وأسأل مرة أخرى
أيسبقني وتعبر روحه
للضفّة الأخرى؟!
وفي بطءٍ أناخ الحزنُ
مدّ ظلالَه السوداء
فوق البيت
فوق الشارع المسكون
بالأوجاع
رمَّد في عيون الخلق
كل قصيدةٍ وحديقةٍ
وامتدّ من جهةٍ إلى جهةٍ..
خواءٌ كل هذي الأرض
ما عادت لنا مأوى
وليس لنا بها ما نشتهي
تَعِبتْ وشاخ جمالُها
وتعبتُ من إقبالِها حيناً
ومن إدبارها حيناً
ولو أسطيع
كنت قفزت مثل أخي
من الدنيا
بقارب خيبتي
للضفّة الأخرى!
الحياة في 17 / 04 / 2008
| *ضياء | 2 - مايو - 2008 |
 | من أي طائفة نحن ؟؟     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
ابتعدتُ عن الوراق لأكثر من شهرين , واقتربتُ من الأخبار في محطات التلفزة والصحف اليومية , وتعلقتُ كثيراً بالأخبار التلفزيونية والمقابلات والتحقيقات السياسية , وبرامج ( الأكشن ) السياسي , وتحول اهتمامي إلى هوس شديد , فأصبحتُ أحاول سماع نفس الخبر في محطات مختلفة ( متضادة ) , فأضاعتني أخبار الوطن العربي وحولتني أولاً إلى مُحبط كئيب , ثم ما لبثت أن حولتني إلى ساخر ( شرير ! ) , فتحولت حالتي في الإسبوع الأخير إلى الضحك المستمر , وصارت نشرةُ الأخبار أشبه عندي بمسرحية هزلية من ممثلين محترفين قادرين على جعلنا نشعر بالمفاجأة والدهشة , , , الخبر من محطة السودان بهجوم متمردي دارفور على العاصمة الخرطوم مؤلم , لكن تعليقات المسؤولين هناك مضحكة , وهي نكتة مبتكرة جعلتني أقع على الأرض من الضحك , فقد قال ذلك المسؤول أن المتمردين سُذج حيث نسوا أن الجيش السوداني يمتلك الطائرات وأجهزة المخابرات الخبيرة بمعداتها المتطورة , وحين سأله المذيع إذاً كيف استطاع المتمردون عبور آلاف الكيلومترات حتى وصلوا للعاصمة دون أن تكتشفوهم ؟ أجاب المسؤول العسكري بعد تلعثم : الطريق من التشاد إلى الخرطوم مليء بالتضاريس الصعبة !! وأما الحال المؤلم في لبنان , فقد أصبح يضحكني أيضاً , منذ أن لاحظتُ نفس التعبيرات تخرج من الفريقين المتضادين ( الأكثرية النيابية والمعارضة ) فكل منهم يتكلم عن نبذ الطائفية , ويعمل على تعميقها , ويتكلم عن وحدة البلاد , ويعمل على تمزيقها , وفي كل فريق يوجد متكلم هو أكذبهم ويتميز بصلعته الفريدة ! عندما كنتُ أتابع الأحداث اللبنانية الأخيرة سألني إبني ( الذي كان مضطراً لمتابعة الأخبار معي ) ببراءة : من أي طائفة نحن ؟ أجبته بسرعة : نحنُ مسلمون سُنة , ففاجأني جوابه الأسرع : إذاً هؤلاء أعداء لنا , والذين معنا على القناة الثانية !! واحترتُ في شرح الموضوع له , وقلتُ له أن الوطن ليس لطائفة واحدة بل للجميع , وأن لبنان عاش مزدهرا بانسجام طوائفه المختلفة و ... طبعا لم يُصدق إبني كلامي بل صدق ما كان يُتابعه معي في المحطات المختلفة , فقررتُ متابعة الأخبار بسرية بعد ذلك , وأصبحتُ منذ ذلك الوقت أضحك لوحدي | *محمد هشام | 15 - مايو - 2008 |