البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 65  66  67  68  69 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
العامية فصحى محرفة (6)    كن أول من يقيّم
 
 
                                              العامية فصحى محرفة
 
للأستاذ الدكتور شوقي ضيف
 
وتحرف العامية كثيرا من صيغ الأسماء المفردة فصيغة فُعالة بضم الفاء تكسرها مثل: قُمامة نُفاية. وتضم الفاء من صيغة فَعول مثل: البخور النشوق الفطور. وتفتح العامية فاء صيغة فُعوّل مثل: جمهور دستور صندوق عصفور عنقود. وبالمثل في صيغة فِعْليل مثل: خنزير عفريت قنديل.
 
 وتلغى الألف والنون في المثنى رفعا وتُبْقِى الياء والنون وتسكنها وتكسر ما قبلهما فتقول: رَجُلينْ ولأنها لا تعرف الإعراب تلغى حالة الرفع في جمع المذكر السالم بالواو والنون، وتسكن النون فتقول المسافرين جاءوا. ومما تلحن فيه العامية جمع كُفْء على أَكِفَّاء بتشديد الفاء والصحيح أكْفاء، أما أكِفََّاء فجمع كفيف، وتلحن في جمع كراع على كوارع والصحيح أكارع.
 
وحرفت العامية كثيرا في أسماء الإشارة لأنها ألغت الذال من نطقها، وتقلبها دالا في المفرد فتقول: دا، وفي المفردة فتقول: دي. وقد تلحق بهما كافا وهاء، فتقول: دوكه اليوم والليلة ديكهيه. وحذفت العامية اسم الإشارة المثنى والمجموع وأبدلتهما بكلمة دول تقول: الرجلين والرجال " دول ".
 
     ( تابع )
*ضياء
3 - يناير - 2008
العامية فصحى محرفة (7)    كن أول من يقيّم
 
                                          العامية فصحى محرفة
 
للأستاذ الدكتور شوقي ضيف
 
ومما تحذف العامية منه الألف صيغ فاعل وفاعلة مفردتين ومجموعتين إذا سُكِّن ما بعدهما مثل فاطمة كاتْبو كاتْبين، وبالمثل في صيغتي مفاعل ومتفاعل مثل : مشارْكين متباعْدين. فيقال في كل ذلك فَطْمَة : كتبو كتبين مشرْكين متبعدين بحذف الألف فيها جميعا. ومما تحذف منه الألف في الأسماء: العقبة في العاقبة الوَسْطة في الواسطة ريحة في رائحة. وتحذف العامية المد كثيرا، وتقول يوم الأربع في يوم الأربعاء، ويوم التلات في يوم الثلاثاء بقلب الثاء تاء. وتضيف المدَّ في كم الاستفهامية فتجعلها كام.
 
والتحريف في الضمائر كثير، من ذلك أن العامية تقول في قاماقامتا يقومانيقومون تقُمن يَقُمن في كل ذلك تقول قاموا:يقوموا بدون تفرقة بين الذكور والإناث والمثنى والجمع، وتقلب الهاء واوا مع الأفعال في مثل: يكتبوا بدلا من يكاتبه وفي الأسماء مثل: كَتْبو في كاتبه، ومكتوبو في مكتوبه، ومع إن وأخواتها في مثل إنو صادق وتنطق العامية: نحن هكذا إحنا، وتكسر همزة "إنت "وتشديد(هوَّهيّ) وهي لغة همدان ساكنة الجيزة، وتسهل همزة إياك، فيقال أنا ويَّاكِ. ومماتصنعه بحروف المعاني حذف اللام والألف من " على " الجارة، ويقال إنها لهجة لإحدى القبائل، وتشديد النون في "عن" مع المخاطب مثل عنَّك ،وتشدد ياء المتكلم مع اللام الجارة، فيقال "لىَّ" ومعنى إي في الجواب نعم، وحرفتها العامية إلى : "إيْوَهأيْوه ".
 
       وتجعل العامية حرف النداء "ياء" تارة للتخيير فتقول في مثل " ذاكر إما التاريخ وإما الأدب " ذاكر يا التاريخ يا الأدب. كما تستخدمها للتعجب ملحقة بها هاء السكت قائلة:" ياه " حين تُعْجَب بشيء إعجابا شديدا. ومن التحريف الواضح قول العامة: " يا بوي يا خوي " أي يا أبي ويا أخي.
( تابع )
 
 
*ضياء
3 - يناير - 2008
العامية فصحى محرفة (8)    كن أول من يقيّم
 
                                                  العامية فصحى محرفة
 
للأستاذ الدكتور شوقي ضيف
 
وقد أبدلت العامية أربعة أحرف من حروف الفصحى، وهي الثاء والذال والظاء والقاف أما الثاء فتجعلها تاء في ثلاثة وثمانية وما تفرع عنهما في العشرات والمئات وفي عثمان تجعله عِتْمان وفي تثاءب تجعله مع تحريفات أخرى إتَّاوب وفي ثَخين بفتح الثاء تجعله تخين بكسر التاء. وتجعل الثاء دالا في ألدغ، وسينا في ثُمَّ العاطفة وسَرِىّ في ثَرِى، وشينا في شِلَّة بكسر الشين بدلا من ثَلة.
 
       وتجعل الذال دالا غالبا في مثل دهب في ذهب دبحه في ذبحه دراع في ذراع ديب في ذئب مع تسهيل الهمزة ديل بكسر الدال في ذَيل بفتحها كداب في كذاب. وتجعلها زايا في مثل : زرِيَّة في ذرية الزكاء في الذكاء الزَّم في الذم، إزاعة في إذاعة.
 
       والظاء تجعلها العامية دالا في مثل مندرة في منظرة، وهي غرفة في الدور الأول من البيت. وتجعلها ضادا في مثل الحِفْض في الحفظ الضِّفر بكسر الضاد في الظفر بضمها الضَّهر في الظَّهر صلاة الضُّهر في صلاة الظَّهر واضب على الدراسة في واظب النضافة في النَّظافة.
 
*ضياء
3 - يناير - 2008
العامية فصحى محرفة (9)    كن أول من يقيّم
 
                                                   العامية فصحى محرفة
 
للأستاذ الدكتور شوقي ضيف
 وأبدلت العامة في عصر المماليك القاف في الفصحى همزة، ومن أمثلة ذلك: آل في قال أرَا الكتاب في قرأ أعد في قعد ألب في قلب إرد في قرد أرَّروه في قرروه الأفش في القفش ومن ذلك: لأمة في لقمة النؤطة في نقطة العروس النُّؤْل في نُقْل العيد الألأ في القلق البرء في البرق البطاءة في البطاقة
 
       وجميع حروف الفصحى الباقية يدخلها في العامية الإبدال قليلا أو كثيرا. وإذا تركنا الحروف إلى الحركات وجدنـا التبديـل فيهـا أكثر وأوسع، فما أوله فتحة قد يكسر وقد يضم وما ضم أوله قد يفتح وقد يكسر وما كسر أوله قد يفتح.
 
       ولعله قد اتضح الآن وضوحا لا ريب فيه أن العامية المصرية أدخلت على الفصحى في ألفاظها تحريفات كثيرة كثرة مفرطة، بحيث نستطيع أن نقول قولا صادقا إلى أبعد حد: إن العامية فصحى محرفة.
 
      ( آسفة لهذا التقطيع الممل للمحاضرة غير أنني لم أتمكن من نشرها إلا بهذه الطريقة ، ضياء ) 
*ضياء
3 - يناير - 2008
تـــ : 666    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
Image hosted by allyoucanupload.comالوقت كالســيف.....................................
 
 
Image hosted by allyoucanupload.com
 
 
 
 
 
Image hosted by allyoucanupload.com
 
وحديث الوطن ذو شجـون................
*abdelhafid
7 - يناير - 2008
666 تـ من حكايا الوطن والزمن المتحول    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
هديتي إلى الأستاذ عبد الحفيظ هذه الأبيات القليلة للشاعر الصقلي ( Sicilien ) الكاتب باللغة الفرنسية : لانزا دل فاستو Lanza Del Vasto ، لعلها تلخص ما أريد قوله في هذا الملف :
 :
Au fond de chaque chose un poisson nage
Poisson de peur que tu n'en sortes nu
Je te jetterai mon manteau d'images
 
في العمق من كل شيء ، هناك سمكة تسبح
سمكة لخوفي أن تخرجها من هناك عارية
سألقي إليك بمعطفي المزدان بالصور
 
وكل الشكر لك لوحتك المعبرة وسلامي إلى ندى الحسيمة .
 
*ضياء
8 - يناير - 2008
عندما تعني فيروز ما تغنيه    كن أول من يقيّم
 
 
تكثر في هذه الفترة في الصحف العربية المقالات التي تتناول موضوع ذهاب فيروز إلى سوريا ، وذلك بمناسبة افتتاح احتفالية دمشق كعاصمة للثقافة العربية ، لتقدم هناك مسرحية " صح النوم " والتي كان قد سبق لها أن قدمتها في معرض دمشق الدولي في العام 1968 . إخترت قسماً من هذه المقالة التي نشرت في جريدة الحياة لتأريخ هذا الحدث في ملف الوطن والزمن المتحول ولأنها تحكي جزءاً من تاريخ هذه العلاقة التي تشعبت أواصرها لتأخذ وجوهاً متعددة لا تقتصر على العلاقة الفنية والمهنية فقط . بين فيروز ودمشق أواصر عائلية حميمة لا تقف عند نقاط التفتيش الحدودية ، وحكايتها معها حكاية قديمة جداً أبعد من ذاكرة البشر ، وهي قصة ولاء ووفاء جمعتهما في السراء والضراء ودامت عمراً كاملاً  ولم تنته بعد .    
                                          
علاقة فيروز بالشام... حكاية حب لا تتوقّف

أحمد بوبس     الحياة     - 17/01/2008

 
 
 
حكاية فيروز مع دمشق بدأت عام 1953.
 
ففي أحد أيام ذاك العام كان الأمير يحيى الشهابي كبير مذيعي إذاعة دمشق ومدير البرامج فيها آنذاك، يتناول طعامه في مطعم العجمي في بيروت. وكــان مذياع المطـــعم يبث برامج الإذاعة اللبــنانية. وقدم المذيع مطربة اسمها فــيروز، فغنّت في شــكل جميل أدهــش الأمير الــشهابي.
فتوجه فوراً إلى مقر إذاعة بيروت، وسأل حليم الرومي (رئيس الدائرة الموسيقية في الإذاعة آنذاك) عن المطربة. استدعاها الرومي. وإذ بها تدخل مرتدية مريولاً مدرسياً، ومعها عاصي الرحباني متأبطاً كمانه وبرفقته شقيقه منصور يرتدي بزة الشرطة ومتأبطاً بزقه. وعرض عليهم الأمير الشهابي العمل في إذاعة دمشق، فوافقوا فوراً، لأن إذاعة دمشق كانت من أقوى الإذاعات العربية.
 
وأصبحت فيروز تحضر كل أحد مع الأخوين الرحباني إلى دمشق، لتسجيل أعمالهم لمصلحة الإذاعة السورية.
 
لكن كيف بدأت حكاية فيروز على مسرح معرض دمشق الدولي؟
 
كان ذلك أواخر عام 1955. وكان الفضل في ذلك لجهود الصحافي اللبناني هشام أبو ظهر الذي كان يعرف فيروز والأخوين الرحباني. فقدّمهم الى المدير العام لمعرض دمشق الدولي آنذاك فيصل دالاتي الذي عرض عليهم المشاركة في مهرجان فني جديد، يجري الاعداد له على مسرح المعرض.
وبالفعل وقّع عقداً معهما في هذا الشأن، وبدأت مشاركة فيروز في مهرجان معرض دمشق الدولي منذ دورته الأولى عام 1956، فقدمت مجموعة من الموشــحات والأغــنيات الأخرى بمرافقة الــفرقة الشــعبية اللبنانية. بدأت بموشحي «جادك الغيث» و «لما بدا يتثنى»، ثم غنت مجموعة من ألحان الرحابنة مثل «يا قمر أنا وياك» و «ما في حدا».
 
وكان في مقدم الحضور الزعيم الوطني فخري الــبارودي. واســتمرت بعد ذلك في مــشاركتها ســنوياً من دون انــقطــاع حتى عام 1977، عــندما حالت الحرب الأهــلية اللبــنانية دون اســتمرار تلك المــشاركة.
 
وكانت مشاركاتها حتى عام 1961 بحفلات منوعة. بعدها بدأت بتقديم المسرحيات مع الرحابنة. والمسرحيات التي قدمتها على مسرح المعرض حسب تسلسلها الزمني هي: «جسر القمر» عام 1962 و «الليل والقنديل» عام 1963 و «بياع الخواتم» 1964 و «هالة والملك» 1967، و «الشخص» 1968 و «صح النوم» 1971 و «ناطورة المفاتيح» 1972 و «لولو» 1974 و «ميس الريم» 1975، و «بترا» 1977.
 
وفي الأعوام التي لم تشارك فيها فيروز في مسرحيات، أقامت حفلات غنائية. هذا الحب الكبير الذي أعطته دمشق لفيروز، قابلته الأخيرة بحب أكبر من خلال مجموعة من الأغنيات غنّت بها دمشق.
 
وشاميات فيروز من أجمل ما لحّن الرحابنة. وجميعها قدمتها فيروز على مسرح معرض دمشق الدولي الذي ارتبط باسمها في ذاكرة الدمشقيين. ومن أهم حفلاتها في أيلول (سبتمبر) 1961، حيث شدت بأجمل أغنياتها عن الشام «سائليني يا شام» رائعة سعيد عقل الشعرية. والأغنية تتحدث عن دمشق عاصمة الأمويين وجنة الدنيا بنهرها بردى. ويقول مطلع الأغنية: «سائليني يا شام، حين عطرت الغمام، كيف غار الورد، واعتل الخزام، وأنا لو رحت أسترضي، لانثنى لبنان عطراً يا شام».
 
ومن شعر وتلحين الرحابنة غنّت أغنيات شامية أخرى مثل «يا شام عاد الصيف» و «شام يا ذا السيف» التي تتحدث عن دمشق عاصمة المجد وصانعة اشراق التاريخ العربي.
 
والمعاني نفسها حملتها قصيدة «قرأت مجدك». ومن أجمل ما غنت فيروز للشام «طالت نوى وبكت». وهذه الأغنية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بمعرض دمشق الدولي أواخر فصل الصيف حيث الموعد السنوي لفيروز مع دمشق. وفي الأغنية إشارة واضحة إلى ذلك في المقطع الذي يقول: «شام أهلك أحبابي، وموعدنا أواخر الصيف، آن الكرم يعتصر، نعتق النغمات البيض نرشفها، يوم الأماسي لا خمر ولا سهر».
 
وتعود فيروز إلى سعيد عقل فتغني قصيدة «نسمت من صوب سورية الجنوب». والأغنية الوحيدة التي قدمتها فيروز عن الشام وليست من تلحين الرحابنة، هي قصيدة «مرّ بي يا واعداً وعدا» التي لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب من شعر سعيد عقل. وآخر أغنيات سفيرتنا إلى النجوم عن الشام «بالغار كلّلت أم بالنار يا شام» نظم وتلحين الرحابنة بعد الانتصارات التي حققها المــقاتلون الســوريون فـــي معارك «حرب تشرين» (1973).
 
* عن جريدة الحياة الصادرة اليوم
 
 
*ضياء
17 - يناير - 2008
ذكريات من زيارتي الأخيرة لدمشق    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
عدت إلى دمشق , إلى عيون الحب , إلى ذكرياتي وأيامي الماضية , وإلى حي الميدان , وزقاق الحطاب , وحارتي .. إلى ياسمينة بيتنا التي لم تزل توزع عبقها المجبول بروح أمي وأنفاسها , ورغم البرد الشديد قضيت معظم وقتي في الدروب التي مررتها , كنتُ أحس بخطواتي نفسها , وبدقات قلبي نفسها , لم أتغير ولكن أين تراهم ذهبوا  ؟
في روحي أرى أصدقائي , وجيراني , وأغراضي , وكتبي , وأشجار بيتنا , وجاراتنا , وأحجار حارتنا , وزواياها , وملاعبنا , وعينيها , في روحي لم تزل  ضحكات أصحابي , ودفاتر مدرستي , ومائدة نتجمع عليها يطوف من جنباتها الحب والصدق , هنا كنا نتمشى في انتظار صوت المؤذن الحنون من جامع التينبية ليحين موعد الإفطار في رمضان , ومن هنا كنا نذهب إلى بستان الأرمان وبستان الحلاجة , وهنا واصلنا نقاشاتنا البريئة , وهنا دفنوا أبي وأمي وكثير من الأحبة الأحياء في ذاكرتي , هذه السماء هي نفسها لم تتغير , وشجرة الليمون ببيتنا لم تزل نفسها , وتحت الياسمينة الصفراء في زاوية البيت كانت تجلس أمي تتمتع بمراقبتنا نلعب قرب البحرة , ونتسلق شجرة الجانرك الكبيرة التي كانت معنا من نفس العائلة , لا أنسى هذا السرير , وهذه الطاولة , والدرج الخشبي , وعينيها , وكتاباتنا على الحيطان والأثاث , وألحاننا , ومذياعنا الكبير , وقطط المنزل ( بقجة , وحربوء , وشيبة , وأصيل .. ) , كيف أنسى صوت المطر أو منظره من شباك غرفتنا , أو تجمعنا حول المدفأة , وجامع منجك , والشيخ أحمد الذي كان يحفظنا القرآن , آه لو قضيت عمري أستمع صوتك الحنون , وجيراني لم أرهم , محمد ومروان وفواز وفتحي ومحمود .... ,  هنا على هذه المصطبة كنا نجلس , وكنت أخترع القصص الحربية لهم , وهناك كنت وأخي جمال نتمرجح على شجرة التين القديمة , وكانت أشجار الزيتون والجوز هنا في مكان هذا الجسر الكريه , وتحته أيضاً كانت مدرستي , وهنا سألتني ( -. ليش بتحبني ؟ ) , عرفت أن هذا أصعب الأسئلة , ولم يخطر في بالي من قبل ( -. لأني حمار ! ) , في مكان هذه البناية كانت بقالية أبوياسين , وطعمة البوظة التي كان يعملها لنا مازالت في فمي , ولا أحد كان يجرؤ على الذهاب إلى بساتين الوادي حيث الضباع والمجهول , أين هذه البساتين ؟ , وأين هذه الذكريات ؟ , وأين هؤلاء الأحبة ؟ وكيف مضوا ومازلتُ طفلاً يتمشى وحيداً بين الحارات ؟ ... استمتعت كثيرا حين سمعت من يناديني ( أبو هاشم ؟؟ ) أو من يلاقيني قائلا ( رحم الله أبوك ) , ولكن هذا العجوز الذي قابلته كان زميلي في المدرسة !! , هل أنا مثله أصبحتُ عجوزاً ولا أدري ؟؟ , وهل نسيني الزمن مثل هذه الطرقات التي نسيتني ؟؟ , أم أنني بوهمي أعيش ؟؟
مرت السنين يا شام , وما زلت نفس الصبي الحالم , الذي كان يسير دون هدف في حاراتك المقدسة .   
*محمد هشام
25 - يناير - 2008
أشرقت شجرة اللوز..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
 
...............................
   سأحرص على مواعيدي مع إشراقات شجرة اللوز هنا وعلى ذرى الطبيعة الحية
وبين الإقامتين سأواصل استعادة جمال نوار اللوز كما غنّته شاعرات الريف وشعراء العالم


لا أجد ما أصمت به هنا غير هايكو للشاعر رانسيتسو الذي أستسمح روحه في استبدال كلمة"برقوق" ب "لوز":


دافئاً يتحوّل الطّقسُ
شيئا فشيئا، بينما زهرة لوز
بعد أخرى تتفتّح.
......................................
كاميرا جمال المحدالي
تعليق: منعم الأزرق
المرساة


*abdelhafid
26 - يناير - 2008
عودة مباركة    كن أول من يقيّم
 
نرحب بعودة الأستاذ الكبير قدراً محمد هشام وبقلمه الشاعر : ما كتبته عن الشام وزيارتك لها هو قصيدة يلزمها روح شاعر قدير ، ولو كانت هناك أغنية تشبهها لكانت ما غنته فيروز عندما قالت : " يادارة دوري فينا " التي لحنها لها فيلمون وهبي وهي من أجمل ما غنت . وأما اللوحة التي قدمها الأستاذ عبد الحفيظ فهي بدون شك : " ضحك اللوز وخلص اللوز " ولأن اللوز سوف يزهر قريباً فلقد حان موسمه .
 
كل التحية والسلام لكم جميعاً وحبذا لو كتبت لنا هبة كلمات قليلة عن انطباعاتها في هذه الزيارة ، فهل يرى أولادنا ما نراه نحن ؟ وبم يتأثرون ؟
*ضياء
26 - يناير - 2008
 65  66  67  68  69