اللهجات العامية في لبنان وسورية (6) كن أول من يقيّم
الدخيل: هو ما تسرَّب من الأعجمية إلى لهجات العرب باختلاطهم بالأعاجم فشاع بينهم وصار من ألفاظهم التي يتفاهمون بها، وذلك منذ القديم إلى يومنا وله أمثلة كثيرة لا يمكن الآن حصرها في هذه العجالة فنشير إلى بعضها، قال كسرى أنوشروان كما روى الثعالبي في ( من غاب عنه المطرب ): النبيذ صابون الهم. فاستعمله العرب بعده، والإصطَبل ذكر في فقه اللغة، وسأل على ( رضه ) شريحًا مسألة فأجاب بالصواب. فقال له ( قولون ) أي أصبت وهي رومية. فمما دخل في ألفاظ عاميتنا من تلك اللغات التي شاعت بيننا قولهم من السريانية ( الصلاحيَّة ) بمعنى الصحن العميق القعر، و "الشَّوْب" للحَرّ، و( طرطش ثيابه ) إذا لطخها بالماء ونحوه، و ( كَـرزَ ) إذا وعظ، و ( سَكَّر البـاب ) إذا أغلقه، و( السُّكَّرة ) القفل الخشبي الذي يثبت به الباب المغلق، و ( دَقَّرَه ) بمعناه . ومن الفارسية ( البالوظة ) للفالوذج وتسميه العرب الرجراجة والرِّعْديد، و ( السدَّان ) من السندان وهو ما يطرق الحداد عليه الحديد وفصيحه العَلاَة، و ( الزَّهْر ) لفصوص النرد ( طاولة اللعب المعروفة ) تعريب ( الزار ) بمعنى الحظ،و ( لداغ ) بمعنى الهيئة أو السمة الواحدة، و ( البَرْطاش ) لعتبة الباب السفلى بمعنى ( حجر واحد ) لأنها تكون كذلك. و( النربيج أو المربيج ) ما يدخَّن في الأركيلة والمصريون يسمونه اللَّيْ، و( الأركيلة ) من النارجيلة وهي هندية الأصل معروفة ويسميها الأتراك ( الشيشة ) بمعنى الزجاجة و( الجانبازي ) الذي يزيد في الثمن وعربيته الناجش. و(الخشاف) نقيع الزبيب أو المشمش بالماء الحلو من ( خُوْش ) أي لذيذ و( آب ) بمعنى ماء. و( الخشكار ) الدقيق ( الطحين ) الخشن. و( الدشمان ) بمعنى الخصم والعدو، و( الجامكيَّة ) أي رواتب خدَّام الدولة تعريب (جامكي)، (والبازار) السوق، و( البارة ) بمعنى القطعة، و( البيكار ) من بركار، و( زمُّولة الإبريق ) تعريب بزول وهو الثدي، و ( المارستان ) من بيمارستان أي دار المرضى، وبيض برشت في ( نيم برشت ) أي نصف مشوي . ومن اليونانية ( المُخْل ) لآلة الهدم، وقيل سريانية، و (الاصطبل) لمربط الخيل، و( الزنطاري ) تصحيف الدوسنطارية لمرضى السحج والدَّرَب. وفي اللاتينية ( الكابوس ) لمرض يصيب الراقد وفصيحها الجاثوم والجُثام، و ( السجلّ ) لكتاب الحكومة. و( البسكوت ) لقطع من الخبز معروفة، والبرنيطة للباس الرأس الشائع. ومن اللغة المصرية القديمة ( الهيروغليفية ) ( الحنطة والقمح ) للحبوب المتخذ منها الخبز. و ( المر ) للآلة التي يحفر بها تعرف بالمسحاة. و( العيش ) للخبز . ومن العبرانية ( القطاني ) للحبوب غير الحنطة والشعير، و ( الكرسنَّة ) لنوع من القطاني لغذاء الحيوانات. ومن القبطية ( الحَلُّون ) لنوع من الجبن تحريف ( الحَلُوم ) و( الإردبّ ) للمكيال المعروف، و( التمساح ) لحيوان النيل، وقولهم في الغناء ( يا ليلي ) بمعنى يا طربي و( كاني وماني ) بمعنى السمن والعسل الممتزجين. ومن الحبشية ( المشكاة ) لطاقة غير نافذة يوضع فيها السراج، و( الممبر أو المنبر الكرسي ) لموقف الواعظ أو الخطيب، والمصحف للكتاب، والمنافق للخدَّاع. ومن الإيطالية ( الكَرُّوسة ) للعجلة التي تجرها الخيل، و( الأسكلة ) للميناء البحرية. و( ياما ) كثيرًا ما. و( الأفوكاتو ) للمحامي، و( البنديرة ) للعلم، و ( الفركاثة ) لسفينة بحرية، و( الكرنفال) لأيام المرفع قبل الصيام الكبير عند النصارى، و( القرصان ) للصوص البحر، و( النومرو ) بمعنى الرقم، ويقولون ( النمرة ) أيضًا، و ( البَنْدُورة ) تعريب (بومي دورا) أي تفاح الذهب، فقالوا أولاً (بوما دورا) ثم أقروا عليها كما رأيت. ومن الأسبانية (الكَبُّوت) لما يلبس فوق الثياب، و(الباتنْته) للتذكرة أو الإجازة. ومن الفرنسية ( الصالون ) للردهة ، و( الكوردون ) للمحجر الصحي . ومن الإنجليزية ( الترامواي ) للحافلة و( الفنغراف ) للحاكي. ومن الألمانية (القرش) للنقد المعروف وقيمته أربعون بارة، وقيل إنه يوناني. ومن لغة مَلَقَّة ( ملعقة )، ( الكافور ) تحريف الكابور وهو معروف . ومن الهند الدُّرَّة للببغاء، الطائر المعروف ( والنارجيل ) لجوز الهند. والألفاظ التركية كثيرة عندنا، ولاسيما في سورية مثل ( جَبَا ) بمعنى مَجَّانًا، و( المراق ) أي المَيْل و( الكوسة ) للذقن الخفيفة الشعر، و( العُرضى ) تحريف أوردي بمعنى الفيلق، و( التُّتُن ) للتبغ بمعنى الدخان، و ( البقجة ) لما تصر فيه الثياب، وسماها القاضي الفاضل ( الكـارة ) وفصيحها العِكمة، ذلك فضلاً عن ألفاظ أخرى أوروبية مثـل ( البردقان ) نسبة إلى البرتغال ولفظـة ( ساتينه للقماش ) المعـروف نقلت عن الأوروبيين نسبة إلى بلدة ( زيتون ) في الصين حيث كانت تنسج. |