 | تعليقات | الكاتب | تاريخ النشر |  | تموز عدت     ( من قبل 5 أعضاء ) قيّم
| تـمـوز عـدت بكل ما iiأضواني | | لم أشف من غصصي ومن iiغلياني | | فـي كـل عـام يـستحلك مجرم | | ويـعـيـدنـي منها إلى iiحرماني | | وأنـا سـآتـي الـعام في iiأخطاره | | لألـمّ مـن أطـلالـهـا iiألـواني | | والله شـوقـي أن يـعود iiغرورها | | بـالـسـحر أكبر فيك من iiإيماني | | فـاسـمـح لأولادي تـحن قلوبهم | | لـقـضـاء هذا الصيف في iiلبنان | | قـد كـان لـي حلم فضاع iiنضاله | | ولأجـلـه جـاهـرت iiبالعصيان | | ولأجـلـه أبـكي وأضحك iiعندما | | أخـتـار بـيـن النار iiوالطوفان | | مـن فـي المغارة: سبعة من تسعة | | تـجـار أسـلـحـة بـلا iiوجدان | | ومـن الـمـحـال يهمه iiمستقبلي | | مَـن هـمّـهُ مـسـتقبلُ الشيطان | | وأخـاف أحـلامـي، أخاف iiأقولها | | أحـلام نـائـمـة عـلى iiبركان | | لـبـنـان بـعد ثلاث عشرة ليلة | | مـيـعـاد قـلب ضياء iiبالخفقان | | والشوق أسخن ما يكون إذا iiانتهت | | سـاعـاتـه لـدقـائـق iiوثواني | | وأنـا جـعـلت لقاك ليلة iiمولدي | | وكـلاكـمـا جـبـلان iiيحترقان | | فـغـدا أطـل من السماء iiعليكما | | وغـدا تـرف إلـيـكـما iiأجفاني | | وأرى طـرابـلسي صبية iiبرجها | | وأرى نزول الشمس في iiالسرطان | | وغـدا تشاركني الشواطئ iiموجها | | وهـديـر طـائرتي وخيط iiدخاني | | وأنـا دمـوعـي مرتين iiتخونني | | وقـت الـهـبوط ولحظة iiالطيران | | تـمـوز عـدت بـذكرياتي iiكلها | | ودفــاتـر الأفـراح iiوالأحـزان | | الأصـدقـاء على أكف iiسطورها | | وضـيـاء ما بين السطور iiمكاني | | ومـع الـصـادقة كل شيء iiجائز | | مـن صـادق فـيـها ومن iiخوّان | | قـسـمـا بحب ندى وقفز iiبراقها | | حـتـى نـشـيـر لشمسها iiببنان | | سـيـقام في بسكور نصب جراحه | | ويـصـب مـن ذهب عليه iiبياني | | وحـديـث هرغة في سعيد iiمجددا | | وشـهـاب أرغـن أول iiالفرسان | | وحـديـث طـه مـا تلثم أو iiجلا | | وحـديـث خـطـبـته كلام ثاني | | أقـفـلـتَ من أرض الخليل iiبآية | | فـاقـدم بـحـفـظ الله والـقرآن | | وأرق مـا حـمـلت على iiمراكش | | وعـلـى الـخليل سحائب iiالخلان | | وبـحـب إخوان الصفاء فقل iiلمن | | سـمـيـتـهـا أسـتاذة الإخوان | | قـولـي لـمـولانا إذا حكم النوى | | فـيـنـا جـعلتُ له نوى iiالرمان | | غضب الحبيب فزاد حسن خصومة | | فـاغضب فما أحلاك من iiغضبان | | لا تـفتحي كيس النويهي كم iiأرى | | فـي الـكيس من زاغ ومن ثعبان | | هـاتيه يُحسَب في جراحي iiصاحبا | | تـرك الإسـاءة أضعف iiالإحسان | | وأريـد يـشـدو في الحديقة iiبلبلا | | ويـريـد يـأخـذني إلى الغربان | | ويـريـد أخـسر فيه كل iiصداقتي | | والـربـح هـذا قـمـة iiالخسران | | وإذا الـصـداقـة فاتشته iiحقوقها | | والـودُّ لـم يـصمد على الميزان | | أسـتـاذتي: الوقت يمضي iiمسرعا | | والـزيـزفـون إلـى لقائك iiحاني | | عـيـدي بعيدك جاد بعدهما iiالحيا | | لـم يـلـتـفت نحوي ولا iiحياني | | وطـيـوره فـي كـل عام iiعندنا | | سـهـرانـة مـعـنـا بعيد iiحنان | | أدي طـرابـلـس التحية iiوانثني | | عـطـفـي أديم وازرعي ديواني | | أعـيـاد مـيـلاد الـذين iiأحبهم | | وأحـبـهـن حـدائـق iiوأغـاني |
| *زهير | 1 - يوليو - 2007 |  | إلى لقاء كن أول من يقيّم
| الـيـوم أحـزم لـلرحيل iiحقائبي | | وغـداً سـيـأتي موعد iiالطيران | | (والشوق أسخن ما يكون إذا انتهت | | سـاعـاتـه لـدقـائـق iiوثوان) | | عـامـان يـا شهباء لم أر iiفيهما | | أهـلـي ووالـدتـي ولا iiإخواني | | أسـتـودع الـوراق ربـاً iiراحماً | | بـسـراتـه ورعـاتـه iiالخلان | | وزهـيـر أسـتاذي الكريم ii"أحبه | | فـي الله" شـأني شأن طه iiالهاني | | وأخـص سـيـدة المجالس iiكلها | | أسـتـاذتـي .. أسـتاذة iiالإخوان | | *زياد | 1 - يوليو - 2007 |  | قبلة على جبين بديع الزمان المراكشي كن أول من يقيّم
اللبيب النبيه : بديع الزمان المراكشي . بارك الله مسعاك و سدد خطاك و أعانك على كل جميل و معروف و إحسان ... أنت و الله أهل لكل خير ... تشرف كل بلد إنتسبت و تنتسب إليه ... بجنسية أو مقام أو علاقة مصاهرة أو نسب ... تمنيت لو كنت شاعرا فأقول فيك من مدح و ثناء و تقدير و معزة و وصف و إجلال ما الله وحده العالم به ... دعواتي الصادقة الخالصة لك بالتوفيق و النجاح و الخير الكثير العميم في كل باب تطرقه ، و كل سبيل تسلكه ... فأنت و الله من الدرر التي تعرفت عليها بفضل هذا الموقع المتميز ... و رجائي أن لا تنسى أحباءك و لو بإشارة من حين لآخر .... و من عجائب الأيام و غرائب الصدف ، أنني بدأت يومي هذا و كلي حماس و رغبة لتنفيذ فكرة شغلت بالي منذ مدة ... فأعددت لها بعض ما تحتاجه من عتاد ... فإذا بي أجد هذا الخبر السعيد الذي أسأله تعالى أن ييسره و يصلحه و يبارك فيه ... كانت الفكرة أن أذكِّــرك ـ و أنت النبيه الحاذق الكيس المليح ـ بكلمات مراكشية ذات نكهة خاصة ما أشك في أنها ستعجبك ... من القوافي المراكشية كما يقال ... لأهديها إ ليك في ملف النكث ... و هذه القوافي هي لمراكشي أصيل من أمثالك .... وهبه الله طلاقة في اللسان المراكشي تسحر العارفين به ... و كانت الفكرة أن أعرض عليك بعض كلماته و أترك لك التعليق عليها ... مرجعي في هذه التحفة المراكشية كتاب :" مشموم الأمثال ... حكم و أقوال " لمؤلفه : ذ. هشام الرقيـوي ـ تقديم أحمد الطيب العلج ـ الطبعة الثانية 2005 ـ مراكش . و بما أنك فكرت " تكمل دينك " ... أقول مبروك و بالرفاء و البنين إن شاء الله ..... و إليك بعض ما جاء في الباب 17 من الكتاب بعنوان : الزواج و متطلباته ...[ و النص هو بالداجة المغربية كتذكير للقراء الكرام ] : ـ عيــشة الـوحـــدة تقطــع الكبــدة . ـ يــَـدوي على الزواج و ناسي الدهاز . ـ الّـي تزوج فْــهذا اليـــوم ، حَــيّّــــدْ عليه اللـــوم . ـ الصيــاد بالطـعــمة و الـصـنــارة .... و العريــس بالـكـلـمـة و الشــكــارة . ـ الطلوع لـسْـطاح بالسلالم ... و الطلوع للـعَـمّـــارية بالدراهم . ـ زواجْ زوج ْ شـْروطو ثلاثة : الرّجْــلة و الحَـكـمـة و السْـتـاتة . و هاك هذه الحكم عن الأصهار : ـ دير النسيبة بحــال الـمِّـيــمَــة ... وْ ثــْـورتـَــك الخيـمــة . ـ النسيبة أم المرأة ... إلى تعطيها ثــامنة ، اعطيها عـبـرة . ـ النسيبة اللـي تهـز هبالك ... حـجْــها على حســابك . ـ إلى يَـسّـر ليك ربــي فـــالنساب ... وَفـّــي معاهم الحساب . ـ نكَـُلُـــولْ ليك سعــداتك ... إلى الـميــمـة حَــنـّــاتْ فـْـ نـْـســابْــك . ـ ناسبْ الّلــي يـنــاسب ... و ناسب اللــي خيــرو غالــب ... | *لحسن بنلفقيه | 1 - يوليو - 2007 |  | أرمغان زياد     ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
كان لابد من جواب صديقنا الأستاذ زياد عبد الدايم على هذه الأبيات الرقيقة، وخاصة وانه تذكرنا في ليلة سفره، فكانت هذه الأبيات هدية منا له وأرمغانا لأصدقائه، والأرمغان هدية المسافر وبذلك سمى إقبال ديوانه الأخير (أرمغان حجاز):
| إنـي لأعـلـم ما تلقاه من iiوصب |
|
ما أصعب الشوق في الدنيا إلى حلب |
| خمس وعشرون عاما ما مررت iiبها |
|
ولـم تـزل متعتي فيها على iiهدبي |
| ولـو قضيت بها عمري لما iiجزيت |
|
ومـا شـبعت بها من أصدقاء iiأبي |
| الـيـوم تـكـبر في قلبي iiمحبتهم |
|
إذا تـذكـرتُ في استقبالهم iiطربي |
| الـطـيـبـيـن تلاقيك iiابتسامتهم |
|
كـأنـهـا في ثياب الخز iiوالقصب |
| رجـعت فيها ابن عشر في iiجداوله |
|
والـطفل ينظر في الأقمار iiوالسحب |
| شـكـرا زيـاد مساء الشوق يذكرنا |
|
وكـيـف يـسلمني نومي ولم iiأجب |
| ومـا وفـيـتُ لأشواقي إلى iiحلب |
|
والـسـائـلين بها عني وعن iiكتبي |
| إن كـنـت تغفر تقصيري بها iiأدبا |
|
فـلـيـس يغفر فيها واجب iiالأدب |
| هـديـة لـزيـاد كـلـما iiنظرت |
|
عـيـونـه قـلعة التاريخ iiوالعرب |
| *زهير | 2 - يوليو - 2007 |  | وداع وتهاني وبريق     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
صباح الخير عليكم جميعاً :
تهاني الحارة لبديع الزمان المراكشي وخطيبته الكريمة ( والمحظوظة ) ، وتمنياتنا لهما بأن يتم الله بفضله هذه الخطوة المباركة ، ولا تنسونا في الملبس :
|
أقـفـلـتَ من أرض الخليل iiبآية |
|
فـاقـدم بـحـفـظ الله والـقرآن |
وتمنياتنا للأستاذ زياد بعطلة سعيدة في ربوع الوطن بين الأهل والأصحاب وكل الشكر له عبق كلماته الطيبة :
| إنـي لأعـلـم ما تلقاه من iiوصب |
|
ما أصعب الشوق في الدنيا إلى حلب |
| الـيـوم تـكـبر في قلبي iiمحبتهم |
|
إذا تـذكـرتُ في استقبالهم iiطربي |
| الـطـيـبـيـن تلاقيك iiابتسامتهم |
|
كـأنـهـا في ثياب الخز iiوالقصب |
وكل الشكر لأستاذنا وشاعرنا زهير ظاظا على تحفته الجديدة : تموز عدت ، لما نالني منها ، كما في كل مرة ، من نصيب كبير . ولو شئت أن أعبر عن شعوري وأنا على أهبة السفر ، لما استطعت أبداً بأن أقوله على هذه الصورة من الرقة والشفافية ، ولما تمكنت من استخراج هذه المعاني المبهرة في دلالتها ، والتي لا تعبر عن شعوري الشخصي بقدر ما هي استجلاء للموقف ، وتصوير لمشاعر كل مسافر :
|
والشوق أسخن ما يكون إذا iiانتهت |
|
سـاعـاتـه لـدقـائـق iiوثواني |
|
وأنـا جـعـلت لقاك ليلة iiمولدي |
|
وكـلاكـمـا جـبـلان iiيحترقان |
|
فـغـدا أطـل من السماء iiعليكما |
|
وغـدا تـرف إلـيـكـما iiأجفاني |
|
وأرى طـرابـلسي صبية iiبرجها |
|
وأرى نزول الشمس في iiالسرطان |
|
وغـدا تشاركني الشواطئ iiموجها |
|
وهـديـر طـائرتي وخيط iiدخاني |
|
وأنـا دمـوعـي مرتين iiتخونني |
|
وقـت الـهـبوط ولحظة iiالطيران |
كما أن ما فيها من الأبيات السائرة ما يؤجج فينا حنين الذاكرة ( وانثني عطفي أديم ) وكأنها تذكار طرابلس أحمله معي وأنا سائرة إليها ، أو كما جاء في عتاب مولانا بنلفقيه :
| غضب الحبيب فزاد حسن خصومة |
|
فـاغضب فما أحلاك من iiغضبان |
سأصطحب هذه القصيدة معي في رحلتي ، فأنا منذ قرأتها أشعر وكأنني على ارتحال . هي ألماسة من قلب زهير ، لها منه الصفاء والبريق ، ودرة جديدة يضيفها إلى ديوانه . شكراً لك أستاذي !
| *ضياء | 2 - يوليو - 2007 |  | تــنـبــيــه و تــذكـيــر : كن أول من يقيّم
فــأما التذكير ففيه إشارة إلى هذه السنوات الجميلة التي قضيتها ، و الإتصال اليومي بالوراق هو شغلي الشاغل .. و ذلك منذ أن تعرفت عليه كموقع متميز بين مواقع هذه الشبكة العنكبوتية ...
و إني لجد مرتاح لما تيسر لي الإشتراك به ضمن كوكبة من خيرة أبناء و بنات أمتنا العربية ... كل في ميدان اهتمامه و تخصصه ...
و مما سهل هذا الإتصال طيلة هذه السنوات ، اعتمادي على الشبكة الهاتفية المتصلة بالإنترنيت من مكتبتي ببيتي ...
و مما يؤسف له أن هذه السهولة لم تعد متاحة بعد انقطاع إتصال هاتفي المنزلي بالشبكة العنكبوتية منذ بداية شهر مايو الأخير .... و السبب هو حذف الإتصال الهاتفي السلكي بالمنطقة برمتها من طرف شركة الإتصالات ، و تعويضه بإتصال لاسلكي يعتمد التيار الكهربائي ، عوض شبكة الهاتف الكلاسيكية ... و هذا النوع الجديد هو ما يسمى بـــ:cdma ..... و المؤسف له أكثر ، أن " الجهاز " المستعمل في منطقتي غير مجهز بالموضيم الضروري للإتصال بشبكة الإنترنيت ... لذا أصبح منزلي ، ما بين عشية و ضحاها ، و دون طلب مني ، منفصلا عن الشبكة العنكبوتية و إلى أجل غير محدد ....و من نتائج هذا الوضع الجديد ، تغيير رقم هاتفي دون سابق إعلان ... و تغيير عنواني البريدي ....
فسبحان مبدل الأحوال ....
لذا أعلن و أخبر و أذكر أن عنواني الإلكتروني المعلن في الوراق معطل منذ بداية شهر مايو وهو : benlafqih@menara
و أما التنبيه : فمعذرة عن كل اتصال بي لم أتمكن من الإطلاع عليه لهذا السبب الطارئ .... و الذي لم أكن على علم به ... و لم يتم إشعاري به حتى الآن .... و ما زلت أطالب الشركة المعنية باستعادة عنواني القديم الذي ارتبط بكل مصالحي منذ سنة 2000 ... مثلما ارتبط بالوراق منذ أول اتصالي به .
كما أن انقطاع سكني عن الشبكة العنكبوتية يرغمني على التنقل إلى أقرب مدينة بها شبكة الإنترنيت ، على بعد حوالي العشرين كيلومتر ... متى رغبت في الإبحار في الإنترنيت ...
و بما أنني لا أملك سيارة شخصية ، و على وشك التقاعد ... فإن سني ، و صحتــي لا يسمحان بالإنتظار الساعات الطوال على جنبات الطريق ، في لهيب الحر ، أو القر .... في انتظار وسيلة نقل قد تأتي و قد لا تأتي .... و التدافع في محطات الركاب ، و انتظار تتمة العدد اللازم و الضروري من المسافرين لإنطلاق " الطاكسي " أو الشاحنة في اتجاه قريتي ....
لذا فإن الوضع الجديد سيؤثر لا محالة على وثيرة اتصالي بالوراق .... و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ....
حرصت على عرض كل هذه التفاصيل الخاصة بي لأظْـهــِـرَ الحالة الجديدة التي وجدتني فيها دون طلب مني و دون استعداد لها ... و حتى لا يؤول غيابي الغير المعتاد عن المشاركة في مجالس الوراق ، و يظن البعض أنه نتيجة " غيابي الأخير " ...
سيبقى الوراق نافذتي عن العالم العربي ... و ستبقى لي فيه مشاركات حسب ما يسمح به الوضع الجديد ...
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .....
| *لحسن بنلفقيه | 2 - يوليو - 2007 |  | من لانت كلمته وجبت محبته كن أول من يقيّم
شكر الله لمولانا بنلفقيه-أكرمه الله- هذا المشموم من الأمثال والفرائد من الأقوال وهي كالعين التي يشرب منها الناس, وإنها لتأخذ بالهمة رفعا إلى السماء, كما تسبح السابحات صُعدا في الأجواء. فدعني أقبس من لباب هذه الحكم التي لا تبطل على تطاول الأيام ولا تخلق على مرور الزمن. والشكر للأستاذة العزيزة علينا ضياء- حفظها الله- على كلماتها الرقيقة الممشوقة, وألفاظها الأنيقة المختارة, ولقد أشبه كلامها بكوراة النحل فيها لذيذ العسل, ونفيس الشهد. أما قصيدة شاعرنا زهير الأخيرة- جعلت فداه- فقد كنا نرقبها في الليالي الطوال, ونتوقع بزوغها بالغدو والآصال, فلما وقعت إلينا كان وقعها في نفوسنا كوقع المطر بالأرض الماحلة, والمفازة القاحلة, وإني رأيته أنفق فيها المعاني على وجهها, وسبك الألفاظ في قوالبها, حتى إنك لترى البيت يهش إلى أخيه هشا, فيضحك الحسن في وجه سعيد, ويتراءى خيال عبد الحفيظ من قطرات الندى ورونق براقها القافز الوثاب, ثم وهو منصرفة قواه إلى دقة وصف غوائل تموز وفجائع آلامه, وامتلاء حسه بعظائم بلاياه ووقائعه, فإنك -كما هي عادته في قصائده وسنته في فرائده- تتلمح خيال ضياء يفيض على المعاني والقوافي من أول القصيدة إلى آخرها, وكأنها هيكل يرفعه أولاً, أو بناء يشيده, فإذا قام في نفسه مقام البناء الأشم, وانتشر في نفسه انتشار الضياء في التياث الظلم, خلع نعليه ودخل يبث فيه الرثاء والشكوى ووصف الفجيعة. وللكلام على شعر شاعرنا مقام آخر غير هذا, ونَفَساً مطمئنا ومزاجا معتدلا, حتى يوفى حقه من الاستقصاء, وينزل به في المنازل اللائقة بعبقريته, استجلاء لسره, واستنطاقا لنبوغه, ولست أرضى حتى ينال شعره الغاية التي يستحقها. وإنه لمن معايب الزمان وأمارة الوهدة والسقوط عليه: أن الحذق والنبوغ والشهرة والألقاب والأوصاف..كل ذلك (تأدلج), وأنا أوشك أن أجزم لو أن زهيرا نظم قصائده في هدم مبادئ الدين وحشاها بديناميت اللائكية لتواقعت عليه أصناف من هؤلاء الغوغاء المستوفزين للفتنة, والمستشرفين للفساد, ولأخرجوه من مكان إلى مكان, وطرحوه من شبه غمرة إلى تمام شهرة, لأنه حينئذ يكون جمع نبوغ الفكر إلى سوء القصد, وتمام المنة إلى فساد المعتقد. وإذا توخيت لذلك مثلا لن تجد خيرا من قول ابن المقفع في كليلة ودمنة: إن الرجل الأديب الرفيق لوشاء أن يبطل حقا أو يحق باطلا لفعل, كالمصور الماهر الذي يصور في الحيطان صورا كأنها خارجة وليست كذلك, وأخرى داخلة وليست بداخلة. فكان شاعرنا ذلك الأديب الرفيق الذي أراه الله الحق حقا والباطل باطلا, وأراهم هو غباره ومضى متقدما مستغنيا, فليرجعوا ليغسلوا أعينهم, والعاقبة للمتقين. | *طه أحمد | 3 - يوليو - 2007 |  | شكر وأسف كن أول من يقيّم شكرا لأستاذي بديع الزمان على ما يطوق به عنقي في كل مرة من شريف الحب وجليل الثناء، وانا أرى أن الله قد رزقه قلم المرحوم مصطفى صادق الرافعي مضافا إلى حكمة بديع الزمان النورسي ونبوغ محمد رشيد رضا، فأي فضل اختصني الله به إذا كان من يتمتع بكل هذا يشهد فيّ هذه الشهادة. وأغتنم الفرصة هنا لأبارك له مرة ثانية بخطوبته، سائلا المولى أن يمن علينا بحضور زفافه، وما ذلك على الله بعزيز، وهذا شكرنا وأما أسفنا فعلى ما حل بالشبكة العنكبوتية في المنطقة التي يسكن فيها مولانا لحسن بنلفقيه، ولو كان هناك حل يمكن للوراق القيام به فلن يقصر في خدمة أستاذ الوراق وشيخ سراته مولاي لحسن بنلفقيه سلمه الله وأحسن جزاءه. | *زهير | 3 - يوليو - 2007 |  | المختار من الطبائع1 كن أول من يقيّم
صرخةُ الكواكبي: 
هذه باكورة فقر مختارة بعناية من كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعبداد لغطريف الشام وثائر العرب الإمام العلم السيد عبد الرحمن الكواكبي طيب الله ثراه:
نعم, لولا حلم الله لخسف الأرض بالعرب, حيث أرسل لهم رسولا من أنفسهم أسّس لهم أفضل حكومة أسست في الناس, جعل قاعدتها قوله: كلكلم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) أي كل منكم سلطان عام ومسؤول عن الأمة. وهذه الجملة التي هي أسمى وأبلغ ما قاله مشرع سياسي من الأولين والآخرين, فجاء من المنافقين من حرّف المعنى عن ظاهره وعموميته, إلى أن المسلم راع على عائلته ومسؤول عنها فقط, كما حرَّفوا معنى الآية: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) إلى ولاية الشهادة دون الولاية العامة. وهكذا غيروا مفهوم اللغة, وبدَّلوا الدين, وطمسوا على العقول حتى جعلوا الناس ينسون لذة الاستقلال, وعزة الحرية, بل جعلوهم لا يعقلون كيف تحكم أمة نفسها بنفسها دون سلطان قاهر.
وكأن المسلمين لم يسمعوا بقول النبي عليه السلام: الناس سواسية كأسنان المشط, لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى), وهذا الحديث من أصح الأحاديث لمطابقته للحكمة ومجيئه مفسرا الآية: إن أكرمكم عند الله أتقاكم), فإن الله جلَّ شأنه ساوى بين عباده مؤمنين وكافرين في المكرمة بقوله: ولقد كرّمنا بني آدم) ثم جعل الأفضلية في الكرامة للمتقين فقط. ومعنى التقوى, لغة ليس كثرة العبادة كما صار ذلك حقيقة عرفية غرسها علماء الاستبداد القائلين في تفسير (عند الله) أي في الآخرة دون الدنيا, بل التقوى, لغة, هي الاتقاء أي الابتعاد عن رذائل الأعمال احترازاً من عقوبة الله, فقوله: إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم) كقوله إن أفضل الناس أكثرهم ابتعادا عن الآثام وسوء عواقبها.
وقد ظهر مما تقدم أن الإسلامية مؤسسة على أصول الحرية برفعها كل سيطرة وتحكُّم, بأمرها العدل والمساواة والقسط والإخاء, وبحضها على الإحسان والتحابب, وقد جعلت أصول حكومتها: الشورى الأريستوقراطية, أي شورى أهل الحل والعقد, في الأمة بعقولهم لا بسيوفهم, وجعل أصول إدارة الأمة: التشريع الديمقراطي أي الاشتراكي( قلت طه:يعني بالمشاركة وليس الاشتراكية المذهب الاجتماعي المعروف) حسبما يأتي فيما بعد, وقد مضى عهد النبي عليه السلام وعهد الخلفاء الراشدين على هذه الأصول بأتم وأكمل صورها. ومن المعلوم أنه لا يوجد في الإسلامية نفوذ ديني مطلق في غير مسائل إقامة شعائر الدين, ومنها القواعد العامة التشريعية التي لا تبلغ مائة قاعدة وحكم, كلها من أجلِّ وأحسن ما اهتدى إليه المشرعون من قبل ومن بعد.
ولكن واأسفاه على هذا الدين الحُرّ, الحكيم, السهل, السمح, الظاهرة فيه آثار الرقي على غيره من سوابقه, الدين الذي رفع الإصر والأغلال, وأباد الميزة, والاستبداد, الدين الذي ظلمه الجاهلون فهجروا حكمة القرآن ودفنوها في قبور الهوان, الدين الذي فقد الأنصار الأبرار, والحكماء الأخيار, فسطا عليه المستبدون والمترشحون للاستبداد, واتخذوه وسيلة لتفريق الكلمة وتقسيم الأمة شيعا, وجعلوه آلة لأهوائهم السياسية فضيَّعوا مزاياه وحيَّروا أهله بالتفريع والتوسيع, والتشديد والتشويش, وإدخال ما ليس منه فيه كما فعل قبلهم أصحاب الأديان السائرة, حتى جعلوه ديناً حرجاً يتوهم الناس فيه أن كل ما دونه المتفننون بين دفتي كتاب ينسب لاسم إسلامي هو من الدين, وبمقتضاها لا يقوى على القيام بواجباته وآدابه ومزيداته, إلا من لا علاقة له بالحياة الدنيا, بل أصبحت بمقتضاها حياة الإنسان الطويل العمر, العاطل عن كل عمل, لا تفي بتعلم ما هي الإسلامية عجزا عن تمييز الصحيح من الباطل من تلك الآراء المتشعبة التي أطال أهلها فيها الجدال والمناظرة, وما افترقوا إلا وكل منهم في موقفه الأول يظهر أنه ألزم خصمه الحجة وأسكته بالبرهان, والحقيقة أن كلاًّ منهم قد سكت تعبا وكلالاً من المشاغبة. | *طه أحمد | 16 - يوليو - 2007 |  | الكواكبي: رجل العمران والاقتصاد كن أول من يقيّم
لم يكن الكواكبي رجل دين فحسب، بل كان من كبار رجالات العمران والاقتصاد، وأتمنى من الأستاذ طه أن ينشر لنا سيرته الرسمية التي نشرها رشيد رضا في المنار، (الجزء السادس: المجلد الخامس، الصادر يوم 22 يونيو حزيران 1902 ص 237 وتتمتها في العدد الذي يليه) ويذكر رشيد رضا أن هذه الترجمة الرسمية تتألف من ورقتين، إحداهما ممهورة بتوقيع والي حلب(عثمان نوري باشا) والثانية بتوقيع والي حلب (رائف باشا). وفيها أن الكواكبي ولد يوم 23 شوال من سنة 1265 وأن من أبرز أعماله تحرير الجريدة الرسمية (فرات) بقسميها (التركي والعربي) من سنة 1292هـ إلى سنة 1297هـ وأنشأ أيضا جريدة الشهباء في حلب سنة 1293 وكان هو المحرر لها
وفي ربيع الأول من سنة 1298 صار رئيس قلم المحضرين في ولاية حلب.
وفي 7 رمضان 1298 عين عضوا فخريا في لجنة امتحان المحامين.
وفي 21 ربيع الأول 1299 عين مديرا فخريا لمطبعة الولاية الرسمية.
وفي 7 رجب 1299 عين رئيسا فخريا للجنة (قومسيون) النافعة.
وفي 22 ذي القعدة 1299 عين عضوا في محكمة التجارة بولاية حلب مع الإبقاء على وظيفته محررا للمقاولات.
وفي 23 رجب سنة 1310 عين رئيسا لبلدية حلب
وفي 29 ربيع الأول سنة 1312 عين رئيس كتاب المحكمة الشرعية (باشكاتب) في حلب.
وفي 28 ذي الحجة 1312 عين ناظرا ومفتشا لمصلحة انحصار التبغ (الريجي)
وفي 7 ربيع الأول عين رئيسا أولا لغرفة التجارة في حلب، ورئيسا لمجلس إدارة المصرف الزراعي.
وفي 22 رجب عين قاضيا شرعيا لراشيّا التابعة لولاية سوريا.
وأما أوسمته ورتبه ففي 19 رحب سنة 1297 وجهت إليه (باية رؤوس أدرنة العلمية) وفي 25 ربيع الثاني وجهت إليه تدريس هذه الرتبة. وفي 22 ذي الحجة 1312 وجهت إليه مولوية أزمير المجردة. وفي 28 من جمادى الثانية أعطي الوسام المجيدي من الدرجة الثالثة.
ومن أهم مشاريعه العمرانية مشروع إنارة مدينة حلب و(بيره جك) و(مرعش) و(اورفه) بالكهرباء بواسطة شلال اقترح إنشاؤه من نهر العاصي في محل اسمه (المضيق) بالقرب من دركوش. ومن مشاريعه الصناعية معمل النحاس في مدينة أرغنة التابعة لولاية حلب، وقد أخذ امتيازه واشتغل به ثلاث سنين ونيفا.
ومشروعه الذي نشب الخلاف لأجله مع والي حلب، فهو مشروعه الذي نفذه بالكامل فمد سلاسل حديد على كل طرق حلب التي تفضي إلى المدينة، لمنع الجمال من دخول المدينة، وجعل لها أماكن مخصصة بها خارج حلب.
وأما رحلاته فقد كانت بعد خروجه من حلب إلى مصر حيث قضى بقية عمره يتنقل في الأمصار من السودان إلى الهند، وقضى شوطا كبيرا منها في بادية الشام، وكانت نيته أن يتوجه إلى المغرب فاخترمته المنية (بالذبحة الصدرية) يوم الجمعة 6 ربيع الأول عام 1320 الموافق 12 يونيو حزيران عام 1902م ودفن في بعض مقابرها ثم نقل بعد (15) عاما من دفنه إلى قبر جديد في قرافة باب الوزير في سفح المقطم ، ورصع القبر بالمرمر، وكتب عليه بيتان من شعر حافظ إبراهيم:
| هُنا رَجُلُ الدُنيا هنا مَهبِطُ التُقى |
|
هُنا خَيرُ مَظلومٍ هُنا خَيرُ iiكاتِبِ |
| قِفوا وَاِقرَؤوا أُمَّ الكِتابِ iiوَسَلِّموا |
|
عَـلَيهِ فَهَذا القَبرُ قَبرُ iiالكَواكِبي | ومن أهم ما كتب عنه (الرحالة: ك ) تأليف عباس محمود العقاد، (سلسلة اعلام العرب) . | *زهير | 16 - يوليو - 2007 |
|