البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 54  55  56  57  58 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
النحلــه شامــه..    كن أول من يقيّم
 
سهلا  واهلا بك
يا  النحلـه...وايا الصايلـه..وايا  الجايلـه
....
غني  بين  النهر و الزهر..
وخدود الزيــن..
.....
نغمة التحنان ، بين البستان..
وايا شــاما..
... وبين الشيح والسدر ،
نسرح و نرووووح...
 
*** مقاطع من أغنية للمجموعة الرائدة في الوطن العربي * ناس الغيوان *
أهديها للأستاذة ضياء و كل من تفضل بالنقر على هذا الرابط :
*abdelhafid
17 - يونيو - 2007
في رحم الموسيقى    كن أول من يقيّم
 
 
استمعت مساء الأمس فقط إلى نحلة " ناس الغيوان " ، كان الصوت معطلاً في جهاز الكومبيوتر ، أوهكذا كنت أظن ، ثم اتضح فيما بعد بأن هناك سلكاً قد انفصل عن مكبر الصوت ، وكان يجب وصله وإعادته إلى مكانه ، هكذا بكل بساطة ، إلا أنني لم أكتشف ذلك لوحدي .
 
الأغنية جميلة  جداً، وأنا أشكر الأستاذ عبد الحفيظ إتاحته الفرصة لنا للاستماع إليها : إنها موسيقى ودودة ، موسيقى ولادة ، فيها تكرار واستعادة ، وفيها عمق واتساع فضاء الأرض التي ولدت منها ......... منذ مدة ، كنت قد لبيت دعوة صديقة لي للاستماع إلى فرقة غناء شعبي من جيورجيا : النساء باريسيات ، الجدة والأم وأختها والبنت التي لم تبلغ العشرين . الجدة فقط تعرف جيورجيا وتعرف هذا النمط من الغناء الجبلي الزراعي والبيزنطي ، لكنها نجحت في نقل إحساسها إلى ثلاثة أجيال متتالية . كانت تنشدن معاً ، وكانت أصواتهن تتمازج في تناغم غريب ، وكانت الواحدة منهن تنظر إلى الأخرى فتفهم من بريق عينيها ولفتتها من أين تبدأ ، وكيف تنتهي ، ومتى تخفض طبقة صوتها ، ومتى تعلو بها ....
 
تساءلت في نفسي : ما علاقة هذه الباريسيات بجيورجيا وبهذا النوع الغناء الذي يرسم آفاق عالم لا تعرفن عنه شيئاً ?
 
أظن بأن سر هذه الموسيقى هو كونها الخيط الجامع الذي يؤلف بينهن ، وبأن هذه الأوقات التي تقضينها معاً في تعلم هذا الغناء تخلق من حولهن فضاء خاصاً تشعرن فيه بالسعادة ،  تشعرن معه بالإنتماء إلى عالم واحد ، عالم نشأ في الحقيقة ثم خلدته الأسطورة ، عالم غير مرئي ، لا هو بالواقع ، ولا بالخيال ، بل هو أنغام ساحرة من عدد وصوت .
 
فهل صحيح بأن كل شعب يخترع موسيقاه ? وكيف يخترعها ?
 
ملاحظة : هذه المقالات الأخيرة ألونها بنفسي وبانتظار عودة الأستاذ زهير بالسلامة وفقه الله .
 
*ضياء
19 - يونيو - 2007
القرآن وماكينة الخياطة0    كن أول من يقيّم
 

القرآن وماكينة الخياطة

من مذكرات الكاتب التركي (عزيز نيسين)

فتحت عينيّ على عالمٍ يشتعل ناراً. كانت تلك أولى ذكرياتي لألسنة لهب تغطي السماء باللون الأسود. لم أكن أستطيع أن أتذكر أي شيء قبل ذلك فكانت تلك التفاصيل هي الذكرى الأولى الراسخة في ذهني. أيقظت والدتي ألسنة النيران وأخذت الكيس المطرز باللون الفضي والذي يحتوي داخلة على القرآن الكريم الذي كان معلقاً بقبضة السرير النحاسية في قمة السرير. فقبّلت المصحف الكريم ووضعته على جبينها ثم علقت الكيس فوق عنقي وانتزعت أختي الصغيرة من مخدعها الذي كان مجرد أرجوحة شبكية.
من خلال نافذة مفتوحة الستائر كان يمكن رؤية سحابٍ أحمر وكأنه شبح يولد ألسنة اللهب ويشعل شرارات النار. وكان على السقف والأرض والجدران أنوار حمراء تطول وتتقلص. نظرت في المرآة. إنها كذلك مليئة بالسحاب المشتعل.
ثمة شخص ما يطرق الباب بقوة و هناك كانت أصوات وصرخات حادة تشبه زئير الأسد. وبين الحين والآخر أسمع صرخة طفلٍ أو سيدة تطغى على ذلك الصوت القوي. رأيت شرارات النار تضرب بقوة أطراف النافذة مثل الحشرات الضخمة- إنه صوت النار- ثم اختفت أطراف النافذة.. فهي إما أن تكون ذابت أو تهشمت وضربت وجهي موجة من الحرارة الشديدة.
انكسر الباب ودخلت عصابة من الرجال. كانوا يقبضون أي شيء في متناول يدهم ميسرة وميمنة. اعتقدت والدتي بأن هؤلاء الرجال هم السامريون ( نسبة إلى مدينة السامرة بفلسطين)، إنهم طيبون يحاولون مساعدتنا للحفاظ على بضائعنا من النيران.
أخذتني والدتي تحت ذراعٍ وأختي تحت الذراع الآخر إلى أسفل الدرج ووضعتنا خارج الباب المفتوح على عتبة المنزل. وعادت مسرعةً إلى المنزل.
احتشد الرجال من الشارع داخل المنزل وعندما خرج الذين كانوا بالداخل بنصيبهم مما سرقوا، داسوا علينا وفوقنا من كل جانبٍ.
أسرعت والدتي للخارج ومعها ماكينة الخياطة تحت ذراع ونونية الأطفال في يدها. كان كل الذي استطاعت والدتي البالغة من العمر ثمانية عشر خريفاً إنقاذه من ذلك الحريق هو ولداها والقرآن الكريم وماكينة الخياطة ونونية الأطفال. كانت ماكينة الخياطة مهرها الذي اكتسبته من خلال عملها الشاق عليها.
تلك الأشياء التي حدثت أرعبتني كثيراً، كنا في احتفالٍ مسائي، وكانت تبدو المناسبة كيوم ترفيه في عطلة. وهذا ما ظل لاصقاً في ذاكرتي.
بعد المشهد من الباب الأمامي توالت الأحداث مثل فيلم سريع.
عندما استيقظت صباح اليوم التالي كنا في المقبرة. حتماً لقد أمضينا أمسيتنا هنالك في الهواء الطلق. كانت المقبرة مليئة بالفقراء وحاجاتهم المنزلية التي تمّ إنقاذها من الحريق. أناس منزعجون وأطفال يصرخون و مازالت أختي راقدة في الأرجوحة الشبكية ممدة بين شجرتين من الصنوبر.
بعد ذلك بكثير عرفت بأن المكان الذي أحرق فيه منزلنا كان في منطقة كاظم باشا في مساحةٍ تعرف ب(نيوفاونتين).
كان العام هو 1919 م، لم يكن والدي موجوداً. لقد تركنا لفترةٍ طويلة وقد ذهب إلى أناتوليا حيث كانت حرب التحرير في أناتوليا.
ألا تفهم?
هكذا يقول والديّ كثيراً عن أحداثٍ معينة حدثت في فترة طفولتنا وأخيراً وبعد سماعها لمراتٍ عديدة، يبدو أننا نتذكرها. حيث امتزج الواقع بالخيال.
كانت تلك أولى ذكرياتي عن الحريق. كان لون الحريق هو أول انطباع للعالم الخارجي رسخ في ذهني كطفل. إلا أن ثمة حدثين حدثا قبل ذلك الحدث كانا موضع الحديث وأنا هنا أذكرهما بكل تفاصيلهما. رغم أنني لا أستطيع تذكر تلك الفترة، لأن عمري كان ثلاث سنوات ونصفاً.
كان هناك مقبض نحاسي على بابنا و هناك كان ثمة أحد يطرق الباب. في ذلك اليوم خاطت أمي ثوباً جديداً. لو كتب لي أن أرى قطعةً من القماش اليوم لعرفتها في الحال. لقد كانت من الحرير الأحمر الجميل وعليه تصاميم بيضاء جميلة.
وضعت أمي الثوب الجديد ثم نزلت الدرج ذا الحجارة المستطيلة (حجارة ذات صفائح لرصف الطرق) بلون الكهرمان (وهو لون أصفر ضارب إلى الحمرة).
فتحت أمي الباب ليدخل أبي حاملاً سلةً في يده وهناك عند الباب أعطى أمي قبلةً، جريت وبكل إثارة أخبرت جارتنا: (أبي قبل أمي).
ضحكوا وضحكوا ومن طريقة ضحكهم عرفت بأني قلت شيئاً خاطئاً. وارتبكت. لعل مجهودي المضني طيلة فترة حياتي لكي أنشأ حياة أسرية سليمة وصحيحة قائمة على الحب كان من نتاج هذه الذاكرة وأنا طفل في الثالثة والنصف من العمر
.
أما الحادثة الثانية:
فكانت عندما كنا نأكل في منزل ذهبنا لزيارة أهله. ثم تم إحضار سمكة إلى الطاولة وتم تقديمها لكل شخص.
علقت قائلاً: (إنها جيدة جداً).
وافقوني الرأي قائلين: (نعم ، إنها جيدة).
بعد لحظات قلت: (أوووه، إنها كانت جيدة جداً).
وافقوني بقولهم: (نعم، إنها كانت جيدة جداً).
بعد لحظات قليلة كررت القول: (إنها جيدة جداً، أحبها كثيراً، كانت السمكة جيدة).
(نحن سعداء لأنك أحببتها).
أخيراً لم أستطيع أن أحتمل أكثر من ذلك فصرخت قائلاً: (إنكم لا تفهمون شيئاً. كنت أخبركم بأن السمكة كانت جيدة حتى تمنحوني المزيد منها في طبقي هذا).
لا أعرف إذا كنت أتذكر تفاصيل هذه القصة أم أنني أستردها من ذاكره مبهمة, فقد حدثت قبل 47 عاماً.
------------------------------------------------------------------------------
ترجمة: أوزجان يشار

الحوار المتمدن - العدد: 1952 - 2007 / 6 / 20

*عبدالرؤوف النويهى
20 - يونيو - 2007
الإخــوة الأعــداء..    كن أول من يقيّم
 
*****يستمع لي دائما بعمق ودهشة ليردد باستمرارما أجمل ما تقولين.. لم أكن أتصور أنه يوجد نساء عربيات يشبهنك ويفكرن مثلك. فأرد دامعة ويوجد رجال فلسطينيون يشبهونني وأطفال أجمل. يعود ليسألني بدوره وأنت كيف كنت تريننا ? أرد وأنا شبه مذهولة:كنت أراكم تقطرون بالدم.. وتعشقون الدم.. ويصعب عليكم أن تعيشوا بدون دم. ولم أتصور يوما أن فيكم رجال يشبهونك فيردد جملتي بنفس حزني وفينا نساء يشبهنني وأطفال أجمل مادام الأمر كذلك، من أين جاءنا هذا الذئب إذن? وكيف سكننا? وتربص بأعماقنا كل هذه السنوات ? كيف جردنا من إنسانيتنا.ومن الزوايا الأجمل فينا? ربما كان الذئب موجودا فينا. ونحن الذين رعيناه و كبرناه حتى التهمنا. والتهم إنسانيتنا.أشعلها حربا بداخلنا.اشتعلت حربا خارجنا. والحرب تجعل الإنسان قزما. الجلاد يتحول إلى قزم حين يصبح حيوانا. والضحية تتقزم حين يتم تجريدها من إنسانيتها بفعل جرافة الظلم. في الحرب نصبح عاجزين عن رؤية الجمال فينا وفي الآخر****
 
لقراءة النص كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط :
 
لـ  فريدة العاطفي (*)
وسأكون سعيدا لو ظفر هذا النص بتعليق من أستاذنا النويهي و أختنا الأستاذة ضياء .
 والله يديم المحبة .
*abdelhafid
21 - يونيو - 2007
وكيف لى أن أرد له طلبا??    كن أول من يقيّم
 
 وكيف لى أن أرد له طلباً??
 فهذا الرجل الرائع 00كم أشتاقه وأسعد به 0
 أستاذنا /الحافظ عبدالحفيظ 00000
 
 
لكن أود_ أولا_ ومن صميم قلبى أن أقرأ تعليقا رصينا يشبع نهمى من أستاذتنا الجليلة /ضياء 000عسانى بعد القراءة ،يفتح الله علىّ ببعض السطور000
*عبدالرؤوف النويهى
21 - يونيو - 2007
حول : الإخوة الأعداء لفريدة العاطفي    كن أول من يقيّم
 
 
الأستاذان الكريمان عبد الحفيظ وعبد الرؤوف :
 
قرأت هذه القصة على عجل وهذه ملاحظاتي حولها عساها تفتح قريحة أستاذنا النويهي . أضع صداقتي مع بريجيت خارج كل هذا لأنها تقبل أفكاري هذه التي أعرضها وتستمع إليها . لا يهمني بعد ذلك لو اقتنعت بها أم لم تقتنع ، يكفيني منها أنها تستمع لما أقوله وتحاول فهم وجهة نظري :
 
لا يمكننا الوقوع في فخ هذه الوداعة الملائكية ، وليس الحب هو أساس العلاقة بين البشر في المجتمع ...
 
العلاقة الشخصية تأتي تلبية لحاجات شخصية ولا يمكن تعميمها . هذا أيضاً فخ يجب تجنبه ...
 
هم يشبهوننا ، هذا صحيح ، وهم شرقيون حتى النخاع ، حتى أولئك منهم الذين يدعون غير ذلك ( وبريجيت تدعي غير ذلك ) !
 
هم شرقيون لأن روابطهم العائلية قوية ، ولأن شعورهم بالإنتماء قوي لدرجة تتماهى فيه الشخصية وتنصهر ، بدون وعي ، في وحدة وجودية تؤلف بينهم وبين مجتمعهم وتاريخهم ، وحدة تتجاوز حدود الزمان والمكان الحاضر إلى ما وراء الذاكرة والتاريخ . أدعوكم هنا للتأمل لحظة في هذا الموقف وجذره الأخلاقي ، وأصله المعرفي .
 
فهل نحن إخوة ? قطعاً لا ! من السذاجة الوقوع في هذه المغالطات . نحن مجموعة أخرى ، توجد بيننا وبينهم أشياء مشتركة بحكم التاريخ : الشكل ، العادات ، الذوق ، وكلمات كثيرة حفظتها لغتنا نحن ، ولولا لغتنا لضاعت لغتهم ....
 
العلاقات البشرية تقوم بالأساس على مصالح مشتركة وحاجات متبادلة ، وضمان ديمومتها هو مبدأ التكافؤ . لا أقول بأن العلاقة بيننا وبينهم مستحيلة إنما التكافؤ فيها صعب التحقيق . اليوم ، الظلم واقع ، وهو ظلم عظيم ومستمر منذ عقود . لا يمكن لعلاقة ود واحترام ، أو أية علاقة صحيحة بأن تنشأ بين البشر إذا لم تكن هذه العلاقة عادلة أو أقرب إلى العدل .
 
ربما يكون التحليل النفسي الوارد في هذه القصة صحيحاً لكننا لا نستطيع أن نبني عليه واقعاً . الواقع يبنى على معطيات مادية والمعطيات المادية الحالية تجعل منهم ذئاباً ، وتجعل منا حملاناً وديعة لا حول لها ولا قوة ، رغم أن الدعاية ووسائل الإعلام غالباً ما تعكس هذه الصورة . في كلتا الحالتين ، لا صداقة بين الذئب والحمل .
 
ستسألونني ربما ، وأين هو الإنسان في كل هذا ?
 
الإنسان فينا اليوم عابر طريق ، الحاجة أقوى من الإنسان ، والجوع أقوى من الإنسان ، والخوف أقوى من الإنسان ، وكل ما يبقى من الإنسان ويميزه عن غيره هو خيط من الذاكرة تنتشله من قسوة الواقع لتقذف به خارج الزمن وخارج أرضه الضحلة . لو أردنا البحث عن إنساننا ، علينا أن ننقذه أولاً من الجوع ومن الذل ومن الخطر المحدق به ومن النسيان ، لنرتقي بواقعه المادي ، وبوعيه الذاتي ومن ثم إرادته إلى مستوى الإنسان .
 
تحياتي لكم جميعاً ودمتم بخير .
 
 
*ضياء
21 - يونيو - 2007
ياناس000هل يلد الرجالُ???    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
قرأت الإخوة الأعداء قبل أن ينشرها وينوه عنها أستاذنا عبد الحفيظ  وطلبه الذى لايرد بتعليق منى وأستاذتنا /ضياء ، وقد أرجئتُ كلامى حتى يتسنى للأستاذة ضياء كتابة تعليقها ،ربما لأننى سبق أن تحدثت معها بملف رسالة بريجيت ،وقلت رأياً حاسماً أن الصراع بيننا وبين يهود العصر الحديث لن ينتهى فهو صراع وجود لاصراع حدود 0
 
والمسألة اليهودية تم تصديرها  لنا من أوروبا التى خلقت لليهود ،فى جسدنا ،وطناً مزعوماً ،فنحن لم نحرق اليهود فى أفران الغاز??
 ولم نُعذب اليهود فى سجوننا??
 ولم نحاول إبعادهم عن حياتنا ???،
بل كانوا فى نسيج الأمة ،كما هم فى مصر المحروسة والمغرب الشقيق0
تخلصت أوروبا من اليهود وزرعتهم فى فلسطين الحبيبة  ،لكنها ترعاها وتقوم على حمايتها وتمدها بالمال والعتاد كى تُحطم وجودنا وتهدم قدراتنا وتشل تحركاتنا نحو مستقبل أفضل 0
الذوبان العاطفى والترهل الوجدانى والسذاجة المغموسة بالدم والإنتقام  لن تخيل على عاقل يتمتع بقليل من الإدراك 0000إن الصراع يظل قائماً ،ومتأججاً ما بقيت الحياة تدب فى أوصالنا 0
هناك بعض الكتاب العرب الذين تطرقوا إلى إشكالية الإندماج ،إلا أنها كانت محاولات بدائية وأذكر على سبيل المثال بعض كتابات إحسان عبدالقدوس وفتحى غانم وآخرين لا تسعفنى ذاكرتى بأسمائهم 00
فى علم النفس نزوع قوى يسيطر على الشخص ويرتكن عليه ألا وهو التوحد بالمعتدى ،وبمعلوماتى القليلة أقول أن التراث اليهودى مؤهل كل التأهيل أن يصنع ضحية بل ضحايا والإلحاح المزمن على العقل اليهودى أنه أى اليهودى مُطارد ومرفوض ومشرد ومضطهد ومكروه ودائما وأبدا كان مقتولا ومذبوحا ومن ثم يحق له الآن استعادة كرامته المهانة ووجوده المضطهد بقتل الآخرين الذين لم يقتلوه!!! والإعتداء عليهم والفتك بهم دون رحمة أو شفقة بل التوراة تبيح لهم أكثر من ذلك 0
إن النفس المشبعة بالكراهية والإنتقام ،كيف يتسلل الحب إليها ??
إن الحب والحرب لا يجتمعان فى قلب واحد وعقل واحد ونفس واحدة 0
إما الحب وإما الحرب ولاثالث بينهما 0
(((((((فهل نحن أخوة ? قطعاً لا ! من السذاجة الوقوع في هذه المغالطات . نحن مجموعة أخرى ، توجد بيننا وبينهم أشياء مشتركة بحكم التاريخ : الشكل ، العادات ، الذوق ، وكلمات كثيرة حفظتها لغتنا نحن ، ولولا لغتنا لضاعت لغتهم ....))))ضياء
 
أما التبريرات المغلوطة والضرب على أوتار المشاعر واستجلاب الدموع والشهقات ،فهذا كله ضحك على الدقون وعبث لاطائل منه ،فالآخر لايريد سوى دمنا ،فكيف نسلم له بسهولة ??????
تقول الأستاذة فريدة العاطفى  فى نهاية قصتها(سيبستيان قال كلاما كثيرا ليدافع عن حبه لي• أمامي• و أمام نفسه •مازلت لحد الآن أستحضر صوته• كما لو كنت أسمع كلاما يخرج مني• ليعود• ويستقر بداخلي أنتم تشبهونناوكنا في تاريخ بعيد، مازال يسكننا، رغما عنا وعنكم، كنا نرتدي نفس اللباس• ونتكلم نفس اللغة• كان لدينا نفس الأب• ونفس الأحلام ونفس الجراح• لذلك نحن لا نعرف الوسط في علاقتنا يبعضنا• فإما أن نقتتل أو نعشق• إما أن نحب أو نكره• والذين منا لا يقوون على الكراهية• يسقطون في الحب• وقصص الحب هذه تعبر بالأجساد والقلوب والمشاعر الملتهبة عن نداء مكبوت للسلام• فالحب أولا وقبل كل شيء، رسالة سلام وحمام من القلب إلى القلب باتجاه العالم• فهل من مجيب?)
 
وأنا أجيب وأرد بقوة كل هذا الكلام  لافائدة منه  وعبث لاطائل من ورائه  هم قتلة وسفاكو دماء مهما قالواوأشاعوا 000فلم يعد هناك شىء يُقال ،ياناس000 هل يلد الرجال???
*عبدالرؤوف النويهى
22 - يونيو - 2007
الغـرابة المقلقة..    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة أخوية صادقة الأستــاذة ضـياء والأسـتاذ النويهي .
 
أشكركما جزيل الشكر على تعليقيكما .. وأعتذر عن هذا التأ خيــر في الرد .
 
* هل يلد الرجال ?? نعم  و لا.. ( راجل عاقر و مرا عاقرة  / دارجة مغربية / )
- ونحن صغار ، كنا نتسـاءل : لماذا لا تلد البغلـة ?? العارفون و العارفات من الكبار يقولون :
 بأن الله عاقبها  استجابة لدعاءسيدتنا فاطمة الزهـراء !!
 
*بخصوص " موكلتي " الكاتبة فريدة بلقاضي " وأنتما تعلقانها هكذا من أذنيها " أو ربما تريدان سوقها إلى حبل المشنقة لأنها بدت لكما
من خلال نصها أنها تدعو إلى  التطبيع مع إسرائيل  وووو.....
لست ناقدا ،  لكني قد أزعم  أن كتابات فريدة بلقاضي رغم أن مشروعها الثقافي /الإبداعي لم يكتمل بعد ، ربما ينطبق عليه بعض ما
ورد ف تحليل د. حسن المودن لمجموعة قصصية ( لمحمد غرناط ) .
 
 
 
د. حـسـن الـمـودن
1 ــ " الغرابة المقلقة" مفهوم جوهري في قراءة فرويد للأعمال الأدبية والفنية. وقد وجد المختصون صعوبة كبيرة في نقل المفهوم من اللغة الألمانية: Das unheimliche . فالترجمة الفرنسية المستعملة على نطاق واسع : L inquiétante étrangeté تشكو بعض النواقص، وهو ما جعل البعض يقترح ترجمة أخرى: L Etrange familier. وفي اللغة العربية، نعتمد ترجمة بعض المترجمين: الغرابة المقلقة1.
يمكن القول إن الكتابة في حد ذاتها هي شيء غريب مقلق، فالطريقة التي يتكلّم بها الكتّاب والكاتبات، والأشياء التي يقولونها ويحكونها، كلها أشياء غير مألوفة، غير واقعية، غريبة وانتهاكية وانزياحية، تتعلق بالمتخيل أكثر مما تتعلق بالواقع، تبحث عن الإحساس القوي الشديد، وتثير القلق أكثر مما تخلق الطمأنينة.
لكن الواقع أيضا أن في الكتابة الأدبية نصوصا تقول الجميل والحسن والمألوف، وتثير السكينة والطمأنينة. وتعود أهمية " الغرابة المقلقة " إلى كونها توسع مجال الجمال، وتدفعه إلى الانفتاح على القبح والبشاعة والخوف والرعب، وتجعل المتلقي يفقد الكثير من أسس حياته العادية، ليواجه مخلوقات مختلفة وأحداثا لاواقعية وعوالم مغايرة.
و لا ينبغي أن يؤول الاتجاه إلى هذه العوالم الأخرى على أنه هروب من الحاضر أو الواقع، بل العكس تماما، لأن الأمر يتعلق بمحاولة اكتشاف الحاضر أو الواقع اكتشافا أفضل وأقوى، أي ذلك الاكتشاف الذي يتغلغل إلى دواخل العالم وبواطنه ولا يكتفي بسطوحه وجوانبه الخارجية. وبهذا المعنى، فكتابة الغرابة المقلقة قد تعني احتجاجا وعدم رضا ورفضا للحاضر أو الواقع القائم...
 
* العلم الثقافي .
 
*abdelhafid
28 - يونيو - 2007
على عجل .....    كن أول من يقيّم
 
 
صباح الخير أستاذ عبد الحفيظ :
 
مفهوم " الغرابة المقلقة " كما يحدده فرويد هو نوع من العودة إلى الأنسان الأول ، الإنسان البدائي ، عودة غريزية قوامها مجموعة من العوامل : الخوف ، النبذ ، القلق ، الرهبة ...... كل ما يوجد لدى الإنسان من انطباعات حسية ، ومن أشياء ومن حوادث ومن وضعيات ، توقظ لديه الإحساس بالغرابة المقلقة ، ولهذا نستطيع أن نلمح وجود مواصفات مشتركة ومضمرة بين كل هذه الحالات .
 
الغرابة المقلقة هي هذا النوع من الخوف بالأشياء التي نعرفها منذ زمن طويل ، منذ زمن بعيد يمتد إلى أجيال ..... وهذا المفهوم هو تفسير فرويد للظواهر التي لا تخضع للتفسير العقلي والمرتبطة بالسحر والخوارق وتطابق التواريخ ..........
 
هذا المفهوم مهم جداً في قراءة فرويد واستكشاف أبعاد تفكيره الديني ومصدره المعرفي . أما نص موكلتك " فريدة بلقاضي " فهو مفهوم وليس بحاجة لتأويل ولاعناء في البحث . أنا لم أعلقها من أذنيها وأتمنى لها طول البقاء ، لكن ما تقوله هو من الأدب وليس من العلم ، هي نقلت أحاسيسها وتجربتها الخاصة بصدق وأمانة ونجحت في هذا ، غير أن استنتاجاتها الشخصية غير ملزمة لنا ولكل منا تجربته وقناعاته . هذه ليست دعوة للحرب ، بل هي دعوة لرفع مستوى الوعي بهذه المفاهيم والمصطلحات وفهم أبعادها ، وتحديد موقفنا منها انطلاقاً من وعينا الذاتي لها ومدى حاجتنا إليها .
 
تحياتي إلى ندى بسكور ووادي الحسيمة وإلى مولانا لحسن إذا كان لا زال يقرؤنا .
 
 
*ضياء
28 - يونيو - 2007
مرحلة بين المرحلتين: وداع موقوت    كن أول من يقيّم
 
 
 
 
سيدتي الأستاذة ضياء سليم أدام الله أيامك, إخواني إخوان الصفا سراة الوراق وأهله, سلام عليكم
وبعد:
كنت أيام طلبي علم مصطلح الحديث قرأت فصلا ًللعالم الحجة الخطيب البغدادي في صدر كتابه (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) ترجمه بإيثار العزوبة للطالب وتركه التزويج, أوقع فيه سبعة عشر أثراً, وهذه بعضها محذوفة الأسانيد استخفافاً:
 
- عن حذيفة يرفعه: خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ, قالوا: يا رسول الله, وما خفيف الحاذ? قال: الذي لا أهل له ولا ولد.
- عن بشر بن الحارث ( عابد بغداد) موقوفا عليه: لا تؤثروا على حذف العلائق شيئا, فإني لو كلفت أن أعول دجاجة لخفت أن أصير شُرَطيا في الجسر. ومن لم يحتج إلى النساء فليتق الله (..)'.
 
- عن ابن نمير قال: قال لي سفيان: تزوجت? قلت: لا. قال: ما تدري ما أنت فيه من العافية.
-وعن سفيان الثوري أيضا: إذا تزوج الرجل ركب البحر, فإذا ولد له كسر به.
- وقيل لأعرابي: لم لم تزوج? قال: إني وجدت مداراة العفة أيسر من الاحتيال لمصلحة النساء.
- وعن مولانا الإمام الشافعي: لا يصلح طلب العلم إلا لمفلس.
- ولمحمد بن هارون الدمشقي هذه الأبيات:
لمحبرة تجالسني نهــــاري    أحب إلي من أنس الصـديق
ورزمة كاغد في البيت  عندي   أحب إلي من عدل الدقـيق
ولطمة عالم في الخد  مــني     ألذ لدي من شرب الرحيق
اهـــــــــــــــــــــــــ
 
وكنت أريد النفس على هذا المذهب, لكن ما منا من أحد إلا تنسخ التقادير أمانيه و رغائبه, ولا يزال صرير القلم الأول يمحو تدبير النفس ويثبت عليها مصادقه ووقائعه, وما أقربني إلى الجبر وإن كنت من شأنه لا في العير ولا في النفير, وما أقدمت إلا عن تخيير وأعلم أن الله على ما يشاء قدير.
 
إخواني سراة الوراق جمل الله الوجود بوجودكم:
 أقفلت أمسِ من خطبة شابة من بلاد فلسطين من أرض الخليل, وهذا يدفع بي إلى زيادة في العمل والجهد, وبذل الطاقة واستفراغ الوسع واستغراق عظم الوقت للاحتراف والتكسب, فيتضايق الزمن على المرء وتقل فسحته, وتطوى منحة العزوبة وتنشر للإملاك رايته ومحنته, وقد لبتث فيكم أياما ًوليالي ليس همي إلا منظوم زهير ومناقلات النويهي, وشهد الحسن ومباحثات الهرغي, وأشجان ضياء وأمالي الرفاعي, وبيادق هشامِ وتذكارات السعدي, وتعليقات حفيظ ونشر الميداني, والدمنهوري بالمثالث والمثاني, ومصكوكات زياد ودرر الغواص في الخلجان. وكان في نيتي قبل اليوم فتح ملف للمدنية الاسلامية وقد اجتمعت لدي مادة عظيمة من المقالات والردود لكبار علماء الاسلام في شأن التمدن الذي قام مع الشريعة الاسلامية, والحضارة التي رفع الدين أوتادها وأعمادها, فإذا غلبت الزواج كان لي ما أملت من هذه الأمنيات, وإذا غلبني فحسبي أن الأعمال بالنيات.
 
إخوان الصفا:
 
هذا ما كان من أمري أطلعتكم عليه, وجعلتكم شركاء فيه, وذي أحدوثتي أدرجها في أحاديث الوطن و الزمن المتحول, فإن طالت غيبتي وتباطأت مقالتي, فاعذروني والعذر عند الكرام مقبول, فمؤنة الزواج تكسر القلم وتستنزف الفكر أمدا من الدهر يطول.
وإني أكتب إليكم وفي عقلي قامت معارك استحر في أهلها القتل, لكنني أمضيت العزيمة ولا أريد أن أكون كالغوازل ينقضن من بعد قوة الغزل, والله يعوضنا ما يفوت من العلم في عهد الحداثة, وثنائي عليكم جميعا أهل الأخلاق الواسعة والدماثة.
 
وأقول لحبيبنا وأستاذنا أبي الفداء زهير: إني والله أحبك في الله.
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*طه أحمد
1 - يوليو - 2007
 54  55  56  57  58