 | نصفي الآخر كن أول من يقيّم
أعادتني قصيدة الأستاذة ضياء إلى زمنٍ مضى , وهكذا كثيرٌ من كتاباتها تعيدني , وتأتي بي , وتجعلني أدور على نفسي أحياناً , فأصبح كالمأخوذ , أو كالذي يعيش حالتين .. أعادتني إلى المرحلة الثانوية , وهي أهم مرحلة في حياتي ( وعذراً لأني دائماً أكتب عن نفسي كمدخل لموضوع آخر ) , في المرحلة الثانوية , وتحديداً في الأول الثانوي كنتُ في مقعدٍ واحد مع صديقي ( الذي كانوا يصفونه بنصفي الآخر ) حسام برمو , وكنا في تلك المرحلة نتكلم شعراً , ونتناقش شعرا , وكان كلامنا العادي موزوناً على بحور الشعر , وأثناء الدروس كنا نتحاور بالشعر , فقد كنا نظن أنفسنا فوق مستوى المناهج , والمدارس , والأنظمة التقليدية في الحياة , , فكان حسام يكتب خاطرة شعرية , فأرد عليه بنفس الموضوع , وكل هذا بشعر التفعيلة , وكانت كتاباتنا بمعظمها راقية من ناحية المستوى الفني للشعر , ولكننا لم نحتفظ بها , إلا ما حفظته ذاكرتنا ,,, حسام غادر سوريا إلى لندن منذ عشرين عاماً , وهو يعمل في صحيفة القدس العربي , وغادرتُ أنا إلى اللامكان , ورغم هذا البعد ورغم هذه المسافة بقي حسام نصفي الثاني , , , أحياناً أصحو من نومي مردداً شيئاً كتبته في تلك الفترة , فأقول سأدونه حتى لا أنساه , ولا أفعل ... وحين قرأتُ قصيدة الأستاذة ضياء تذكرتُ شيئاً , ونسيته الآن !! , ولكني سأكتب من محاولات تلك الفترة قطعة صغيرة من شعر التفعيلة كتبتها على مقعد مكسور في ثانوية عبد الرحمن الكواكبي , في الأول الثانوي , الشعبة الثالثة , على مقعد مكسور في آخر الصف ,,, قرب نصفي الثاني ! كم يُكلّف ? دمعةً , أو دمعتين ? أو مشاوير البدايات الحزينهْ .. كم يُكلف ? بسمةًً من ضائعين أو بلادٍ كالنجوم المستحيلة كم يُكلّف ? كم سألتُ الأهلَ عني : كم أُكلّف ? كان حزني كالتراتيلِ طويلاً دونه أنتِ .. فانتظرتُ ,, وانتظرتُ ,, ثمّ كُنتُ ,, | *محمد هشام | 1 - يونيو - 2007 |
 | هدية البنت     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
وما أجملها من بنت، وما أحلاها فلاحة، وقد ركبت إلينا هذه المرة بنتك يا أستاذة أمواج البحر الكامل كعادتها، سوى المقطع الذي أبقيتُ عليه بين قوسين فهو من البحر المتقارب، وهكذا في كل مرة نرى الأستاذة من غير تعمد منها تكتب الشعر على هذين البحرين ، وقد تدخلت ببعض الأحرف لأكشف للقراء سر المصلحة.
إفتح نوافذك الجريحة وانتظرني
في موسم النسرين
تسعون زنبقة على شباكك الحاني تفتّح
والشذا تسعين
(وألقي بتغريدة كموسيقى الفرح
رذاذ حميم
فيغمر وجهكْ
ويغسل حزنكْ
ويقطر فوق الجبين)
**********
إفتح نوافذك الحزينة وانتظرني
في موسم الترحاب
شدو البلابل صار مني
ندوة الأصحاب
آتيك فيه بباقة من شعره
فرح حبور
آتيك فيه بحزمة من شمس
وبشعلة من نور
نجمات كوكبه السعيد
تزهو كحب الياسمين
عيناك ترنو للبعيد
تشتف أخبار السنين
*************
افتح نوافذك التي أغلقت واسمعني أرتل بالنذور
في شكوتي لملمت أصداء التمني
والشاطئ المهجور
في همسة الوادي البعيد
في صبوة المشتاق
أشلاء أهواء عنيدة
وكضمة الأوراق
وتساقطت من قبضتي وتبعثرت في أسطري
وتطايرت ثم استقرت كلها في خاطري المكسور فافتح نوافذك الحزينة وانتظرني
في غفلة التاريخ
نزقي .. جنوني .. غربتي
وكما صرير الريح تقرع بالأنامل واليد
في حافة الشباك ناظرة إليك
كالبرد تلفح والغرابة ترتدي
ترنو إلى دفء المكان
وتنفست عطر الحنين
يا للقدرْ
يا للزمانْ
وتساقطت مثل الخريف
وتكورت مثل الحنين
وكما فتات الخبز أشلاء الرغيف
يتفتت القلب الذي حملت وتذروه السنين | *زهير | 1 - يونيو - 2007 |