البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 53  54  55  56  57 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ترجمة النص إلى العربية : Victor Hugo , Choses vues    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
 
بالأمس ، في الثاني والعشرين من شهر شباط 1846 ، كنت متوجهاً إلى مقر المجلس التمثيلي . كان الطقس جميلاً وشديد البرودة رغم شمس الظهيرة . شاهدت آتياً من شارع " تورنون " رجلاً يسوقه جنديان : كان ذلك الرجل أشقراللون ، شاحباً ، في الثلاثين من عمره تقريباً ، وتبدو عليه ملامح الذعر . كان يرتدي بنطالاً خشناً ، وكانت قدماه العاريتان المليئتان بالندوب تنتعلان حذاء خشبياً بينما خيوط من الدم كانت تلتف حول عقبيه عوضاً عن الجواربكان يرتدي سترة قصيرة قد تلطخ ظهرها بالوحل مما يدل على أنه عادة ما يفترش أرض الشارع . رأسه كانت عارية ومشعثة . كان يحمل تحت إبطه رغيفاً من الخبز . جموع الناس التي تجمهرت من حوله كانت تردد بأنه قد سرق هذا الرغيف وأنه السبب الذي ألقي عليه القبض من أجله . عند مرورهم أمام ثكنة الدرك ، توجه أحد الجنديين إلى الداخل بينما بقي ذلك الرجل واقفاً أمام الباب بحراسة الجندي الآخر .
 
بالقرب من الثكنة ، كان هناك عربة متوقفة أمام الباب . كانت عربة فخمة تحمل وسام النبلاء وتحمل مصابيحها شارة التاج الدوقية ، يجرها حصانان رماديان وينتصب على ناصيتها الخلفية خادمان بحالة من التأهب . كان زجاج النوافذ مرفوعاً إنما كان بإمكاننا أن نتميز فرشها المذهب ببطانته المدمقسة . نظرة ذلك الرجل المشدودة بقوة نحو تلك العربة استرعت انتباهي : في الداخل ، كان هناك امرأة بقبعة زهرية اللون ، وفستان من المخمل الأسود ، بيضاء ، جميلة ، نضرة ، مبهرة للنظر ، كانت تمازح وتلاعب طفلاً رائعاً في السنة والنصف من العمر غارق في الفراء والحرير والدانتيلا .
 
لم تكن تلك المرأة ترى ذلك الرجل الرهيب الذي كان ينظر إليها .
 
لبثت في مكاني متفكراً .
 
هذا الرجل ، لم يكن بنظري رجلاً ، بل كان شبح البؤس . كان الظهور العلني ، المشوش ، والكئيب ، في ضوء الشمس ، وفي وضح النهار ، لثورة لا تزال حتى اليوم غارقة في مجاهل الظلمات ، لكنها آتية . في الماضي ، كان الفقير يمر بالقرب من الغني فيتلامسا ، كان شبح البؤس هذا يصادف ذات العزة تلك : ودون أن ينظر واحدهما إلى الآخر . كانا يتابعان طريقيهما . كان من الممكن أن يدوم الأمر طويلاً على هذا النحو . إنما ، ومنذ اللحظة التي بدأ فيها هذا الرجل يفطن لوجود تلك المرأة ، وفي الوقت الذي لا تعلم فيه تلك المرأة بأن هذا الرجل موجود هنا ، فإن الكارثة واقعة لا محال .
 
*ضياء
26 - مايو - 2007
الشاعر الذي تنكرت له أمته..!    كن أول من يقيّم
 
كان الخباء مربع الزوايا قائماً على اثني عشر عموداً من الذهب، وكانت جنباته مصنوعة من حرير مقلم، يثبته إلى الأرض خمسمئة حبل قرمزي، وتقف عند زواياه أربعة نسور فضية. وتحت القبة، على دكة وسط الخباء، جلس النسر الخامس تيمور غورغان، ملك الملوك، نفسه. وكان وجه الفاتح الأعرج أبه بسكين عريضة النصل، صدئة بالدم الذي أغمدت فيه آلاف المرات. وكانت عيناه فتحتين ضيقتين، بريقهما أشبه ببريق الزمرد البارد، ومن أذنيه يتدلى قرطان من جواهر سيلان، في لون شفتي عذراء بارعة الجمال. وفي أرض الخباء، على سجاد لا يُضارع روعة وبهاء، انتصب ثلاثمئة إبريق ذهبي من أباريق الخمر، وكل ما يليق باحتفال ملكي. وخلف تيمورلنك جلس الموسيقيون، وعند قدميه جلس جماعة من الملوك والأمراء والزعماء، وكان أدناهم إليه كرماني، الشاعر الذي سأله تيمورلنك، وقد أخذه العجب بنفسه:
-  يا كرماني، بكم تشتريني لو عرضت في سوق البيع? فأجاب الشاعر قائلاً:
-  بخمسة وعشرين ديناراً. قال تيمورلنك، في كثير من الدهش:
-  ولكن حزامي وحده يساوي هذه القيمة! فأجابه كرماني:
-  إنما كنت أفكر بحزامك وحده، لأنك نفسك لا تساوي فلساً واحداً
. بهذا المثال، بدأ الكاتب حنا مينه نص كتابه “ناظم حكمت”، مبيناً أن الحق يكون في شرف الكلمة، وأن الكلمات مواقف، وأن المواقف وقفات عزّ. وشاعرنا ناظم حكمت كان أحد هؤلاء الرجال الذين يجبرون الآخرين على احترامهم، تقديراً لمواقفهم التي ارتبط فيها القول بالفعل. فدفاعاً عن عقيدته وإيمانه، أمضى ناظم حكمت أكثر من ثلثي عمره في سجون بلده تركيا، وبقي حاملاً قضيته حتى وفاته. وبقيت هذه السجون تخط الكثير من القصص والحكايات عن الشاعر الإنسان. ولد ناظم حكمت في العام 1901 لأبوين من عائلة عريقة في الثراء، هما حكمت ناظم بك، مدير المطبوعات العام في الدولة العثمانية، وعايشة جليلة خانم، الرسامة. وكان جده محمد ناظم باشا والياً على سورية أيام الحكم العثماني، ومن هنا جاء اهتمام العائلة بالأدب العربي. وقد تخرج شاعرنا من العديد من المدارس الراقية في اسطنبول، إلى أن وصل إلى المدرسة الحربية “هيبلي” التي تركها هاجراً بذلك الحياة العسكرية بعد خمس سنوات من إصابته بمرض “ذات الجنب” للمرة الثانية، وكان أن تفرغ بعدها لإكمال طريقه مناضلاً وشاعراً. وقد حمل ناظم قضية وطنه والإنسانية في قلبه، وقدم للعالم روائع الشعر الإنساني، الذي تغنى بالحب والسلام والحرية، وخط أروع القصائد في “منوّر” زوجته و “محمد” ابنه، اللذين افترق عنهما لزمن طويل، فجاءت هذه القصائد حانية، عذبة وملتهبة. وكانت القضية الشعرية لديه رسالة حملها وقاوم وصمد لإيصالها، إيماناً منه بأن ما بعد الموت تأتي الحياة، وقد وعى قيمة التضحية والتصميم على الاحتراق لإنارة المستقبل. فالقضية الشعرية لديه هي التعبير عن التوق للمستقبل والدعوة لإنشاء عالم جديد، مدعوماً بالصمود في الوقت الحاضر. فالثورة في القرن الماضي –على الصعيد السياسي– كان لا بد لها من أن تترافق مع ثورة أخرى –على الصعيد الفني والأدبي، وقد كان شاعرنا مجدداً في الشعر التركي، لا في الشكل فحسب، بل في المضمون واللغة والنظرة إلى الكون، وعلى يديه دبت الحياة في اللغة التركية. انضم ناظم إلى حرب التحرير بقيادة أتاتورك، الذي أعجب بشعره، وساعده بإيفاده إلى الاتحاد السوفييتي لدراسة الاقتصاد السياسي. ولكن حلم ناظم باستقلال بلاده وبتحولها إلى تركيا جديدة متحررة متقدمة اشتراكية، اصطدم مجدداً مع الفاشية الجديدة المدعومة بالرجعية، اللتين كانتا تعدان العدة للتلاحم مع النازية الألمانية.. فما لبث أن قبض عليه بتهمة “نشر المبادئ الهدامة” في صفوف الجيش، وسجن، ووصلت مدة العقوبات التي قضت بسجنه إلى ستة وخمسين عاماً، أمضى ما يقارب الثلاثة عشر عاماً منها في سجن انفرادي، فذابت قواه وأنهكه المرض، فأضرب عن الطعام في العام 1950.. واحتج العالم كله هذه المعاملة، ومورست أكبر الضغوط على الحكومة التركية إلى أن تمكن العالم من انتزاعه من يدها، ليجتاز الحدود التركية إلى الاتحاد السوفييتي، ويبقى إلى أن يموت في – ما عدّه هو – وطنه الثاني، ويدفن فيه، لأن بلاده رفضت أن يدفن على أرضها. وقد التزم شاعرنا الكلمة التي نادى بها، وانسلخ عن طبقته البرجوازية، وهو حفيد الباشوات، وقاتل ضد الرجعية التي تنتمي عائلته إليها، وذلك لإدراكه أن التحرر الوطني لا بد له من أن يقترن بالتحرر الاجتماعي. وعاش هذا الإنسان الجميل، ذو القامة الفارعة والعينين الزرقاوين الحياة شعراً، ولم يعش الشعر نزوة، فالفعل الشعري لديه يرتكز على التجربة والمعاناة ووضوح الرؤية، إضافة لنظرته الشمولية الإنسانية. ماري تيريز كرياكي (كاتبة مقيمة بالمهجر)
*abdelhafid
27 - مايو - 2007
فتاة خميس مشيط    كن أول من يقيّم
 
أرحب بداية بعودة الأستاذة وشكرها على هذه الأوسمة التي ترصع بها صدري، وأتقدم أيضا بجزيل الشكر لأستاذنا عبد الحفيظ وسفيرتنا بنت الأكوح على هذه المشاركات التي جاءت وكانها موجهة إلي في أعقاب الحوادث الأخيرة، وقبل الحديث عن قصة فتاة خميس مشيط أتقدم بهذه الباقة من الأبيات المختارة هدية لكم:
تـمنى رجال ما أحبوا iiوإنما تمنيت أن أشكو إليها وتسمعا
 (العباس بن الأحنف)
ومن لذة الدنيا وإن كنت ظالما عـناقك  مظلوما وأنت تعاتبه
(جميل بثينة)
فـيا رب إن أهلك ولم ترو iiهامتي بليلى أمت لا قبر أعطشُ من قبري
(مجنون ليلى)
أستغفر الله إلا من محبتكم فـإنها حسناتي حين iiألقاه
(الصلاح الصفدي)
قـامـت تودعني والدمع iiيغلبها فجمجمت بعض ما قالت ولم تبن
وأعـرضت ثم قالت وهي iiباكية يـا  لـيت معرفتي إياك لم تكن
(إسحق الموصلي)
ولست أحب الضوء إلا لوجهها ولا  البدر إلا طالعا من iiبلادها
(أبو بكر الخوارزمي)
وأما قصة فتاة خميس مشيط فقد قرأت كل ما يتعلق بها على الشبكة... 
وخميس مشيط: محافظة تتبع لمنطقة عسير جنوب السعودية، وفيها وقعت القصة التي باتت تعرف بقصة فتاة خميس مشيط، وهي فتاة أقدمت على قتل رجل اقترف الإساءة إلى سمعتها، وآخر أخبار هذه القصة أن ولي المقتول عفا عنها قبل تنفيذ الحكم عليها بالإعدام، وكانت قد تدخلت جهات كثيرة للعفو عنها وقبول ثلاثين مليون ريال دية عن أخيه فأبى واشترط للعفو عن الفتاة أن يحلف خمسون رجلا من أهلها على المصحف أنها بمفردها أقدمت على قتل أخيه وتقطيعه إربا، ووضعه في كيس، ورميه في حاوية القمامة، فلبى أهلها شرطه وأطلق سراح الفتاة بعد ست سنوات قضتها في السجن.
 

 
*زهير
28 - مايو - 2007
عودة البنت الفلاحة    كن أول من يقيّم
 
 
 
 
وهذه أيضاً بنت فلاحة من بنات أفكاري لا تدخل في أي قالب من قوالب الحضارة أنشرها في ملف الذاكرة هذا الذي أصبح بمشيئتكم مجلس المجالس ، وأنا أعتذر سلفاً من الأستاذ زهير تطفلي مرة أخرى على ساحة الشعر التي يذود عنها بكل غيرة ومحبة  :
 
إفتح نافذتك وانتظرني
 
إفتح نافذتك وانتظرني
في موسم النسرين
تسعون وردة على شباكك ستتفتح
والشذا تسعين
ألفي تغريدة كموسيقى الفرح
رذاذ حميم
يغمر وجهك
ويغسل حزنك
ويقطر فوق الجبين
 
**********
 
إفتح نافذتك وانتظرني
في موسم الترحاب
شدو البلابل صار مني
ندوة الأصحاب
آتيك بباقة من شعر
فرح حبور
آتيك بحزمة من شمس
شعلة من نور
نجمات من كوكب سعيد
تزهو كحب الياسمين
عيناك ترنو إلى البعيد
تستطلع أخبار السنين
 
*************
 
إفتح نافذتك واسمعني
أرتل بالنذور
في شكوتي أصداء التمني
والشاطىء المهجور
في شكوتي همس واد بعيد
صبوة المشتاق
أشلاء كلمات عنيدة
كضمة من أوراق
تساقطت من قبضتي
تبعثرت في سطوري
تطايرت ثم استقرت
في خاطري المكسور
 
***************
 
إفتح نافذتك وانتظرني
في غفلة التاريخ
نزقي ، جنوني ، غربتي
وصرير الريح
تقرع بالأنامل باليد
على حافة الشباك
كالبرد تلفح ، والغرابة ترتدي
تومىء بالعيون
ترنو إلى دفء المكان
تتنفس عطر الحنين ...
..............
يا للقدر !
يا للزمان !
نتساقط مثل الخريف
نتكور مثل الجنين
وكما فتات الخبز أشلاء الرغيف
يتفتت القلب وتذروه السنين
.....................
 
*ضياء
31 - مايو - 2007
نصفي الآخر    كن أول من يقيّم
 
أعادتني قصيدة الأستاذة ضياء إلى زمنٍ مضى , وهكذا كثيرٌ من كتاباتها تعيدني , وتأتي بي , وتجعلني أدور على نفسي أحياناً , فأصبح كالمأخوذ , أو كالذي يعيش حالتين ..
أعادتني إلى المرحلة الثانوية , وهي أهم مرحلة في حياتي ( وعذراً لأني دائماً أكتب عن نفسي كمدخل لموضوع آخر ) , في المرحلة الثانوية , وتحديداً في الأول الثانوي كنتُ في مقعدٍ واحد مع صديقي ( الذي كانوا يصفونه بنصفي الآخر ) حسام برمو , وكنا في تلك المرحلة نتكلم شعراً , ونتناقش شعرا , وكان كلامنا العادي موزوناً على بحور الشعر , وأثناء الدروس كنا نتحاور بالشعر , فقد كنا نظن أنفسنا فوق مستوى المناهج , والمدارس , والأنظمة التقليدية في الحياة , ,
فكان حسام يكتب خاطرة شعرية , فأرد عليه بنفس الموضوع , وكل هذا بشعر التفعيلة , وكانت كتاباتنا بمعظمها راقية من ناحية المستوى الفني للشعر , ولكننا لم نحتفظ بها , إلا ما حفظته ذاكرتنا ,,,
حسام غادر سوريا إلى لندن منذ عشرين عاماً , وهو يعمل في صحيفة القدس العربي , وغادرتُ أنا إلى اللامكان , ورغم هذا البعد ورغم هذه المسافة بقي حسام نصفي الثاني , , ,
أحياناً أصحو من نومي مردداً شيئاً كتبته في تلك الفترة , فأقول سأدونه حتى لا أنساه , ولا أفعل ...
وحين قرأتُ قصيدة الأستاذة ضياء تذكرتُ شيئاً , ونسيته الآن !! , ولكني سأكتب من محاولات تلك الفترة قطعة صغيرة من شعر التفعيلة كتبتها على مقعد مكسور في ثانوية عبد الرحمن الكواكبي , في الأول الثانوي , الشعبة الثالثة , على مقعد مكسور في آخر الصف ,,, قرب نصفي الثاني !
 
كم يُكلّف ?
دمعةً , أو دمعتين ?
أو مشاوير البدايات الحزينهْ ..
كم يُكلف ?
بسمةًً من ضائعين
أو بلادٍ كالنجوم المستحيلة
كم يُكلّف ?
كم سألتُ الأهلَ عني : كم أُكلّف ?
كان حزني كالتراتيلِ طويلاً
دونه أنتِ ..
فانتظرتُ ,,
   وانتظرتُ ,,
        ثمّ كُنتُ ,,
*محمد هشام
1 - يونيو - 2007
هدية البنت    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وما أجملها من بنت، وما أحلاها فلاحة، وقد ركبت إلينا هذه المرة بنتك يا أستاذة أمواج البحر الكامل كعادتها، سوى المقطع الذي أبقيتُ عليه بين قوسين فهو من البحر المتقارب، وهكذا في كل مرة نرى الأستاذة من غير تعمد منها تكتب الشعر على هذين البحرين ، وقد تدخلت ببعض الأحرف لأكشف للقراء سر المصلحة.
 
إفتح نوافذك الجريحة وانتظرني
في موسم النسرين
تسعون زنبقة على شباكك الحاني تفتّح
والشذا تسعين
(وألقي بتغريدة كموسيقى الفرح
رذاذ حميم
فيغمر وجهكْ
ويغسل حزنكْ
ويقطر فوق الجبين)
 
**********
 
إفتح نوافذك الحزينة وانتظرني
في موسم الترحاب
شدو البلابل صار مني
ندوة الأصحاب
آتيك فيه بباقة من شعره
فرح حبور
آتيك فيه بحزمة من شمس
وبشعلة من نور
نجمات كوكبه السعيد
تزهو كحب الياسمين
عيناك ترنو للبعيد
تشتف أخبار السنين
 
*************
 
افتح نوافذك التي أغلقت واسمعني أرتل بالنذور
في شكوتي لملمت أصداء التمني
والشاطئ المهجور
في همسة الوادي البعيد
في صبوة المشتاق
أشلاء أهواء عنيدة
وكضمة الأوراق
وتساقطت من قبضتي وتبعثرت في أسطري
وتطايرت ثم استقرت كلها في خاطري المكسور فافتح نوافذك الحزينة وانتظرني
في غفلة التاريخ
نزقي .. جنوني .. غربتي
وكما صرير الريح تقرع بالأنامل واليد
في حافة الشباك ناظرة إليك
كالبرد تلفح والغرابة ترتدي
ترنو إلى دفء المكان
وتنفست عطر الحنين
يا للقدرْ
يا للزمانْ
وتساقطت مثل الخريف
وتكورت مثل الحنين
وكما فتات الخبز أشلاء الرغيف
يتفتت القلب الذي حملت وتذروه السنين
*زهير
1 - يونيو - 2007
آخ من جدودي : حسابات الدين والمكافأة    كن أول من يقيّم
 
 
هناك مثل روسي قديم يقول : " نفسح لبعضنا المكان ، ولو شعرنا بأن المكان ضيق ، لكننا هنا جميعاً ، فلا نُغضب أو ننسى أحداً " .
 
يرمز هذا المثل إلى علاقة التضامن والتكافؤ التي تتم بالتراضي بين أفراد الأسرة الواحدة . غير أن الواقع لا يسير دائماً على هذا النحو ، والعلاقات الأسرية حسابات معقدة باستطاعتها أن تكون ، في حالة التوازن ، الضمان الأول لشعور الفرد بالحماية والاستقرار ، كما أنه بمقدورها أن تكون ، في حالة عدم التوازن ،  المصدر الأول للقلق والشعور بالظلم .
 
فعدا عاطفة المحبة ، والنوايا الحسنة التي يتبادلها أفراد الأسرة الواحدة ، فإنه يوجد فيما بينهم رابطة من الحسابات المعقدة تشبه دفتر الحساب ، نكون فيه دائنين أو مديونين ، أو كلاهما معاً لأن لهذه الحسابات ميزانها الدقيق وكثيراً ما تتوارثها الأجيال عن بعضها البعض .
 
تعطي مؤلفة الكتاب Anne Anceline Schutzenberger  مثالاً من حياتها الشخصية فتقول :
 
كنت قد تزوجت أثناء الدراسة وأنجبت طفلي الأول ، وكان زوجي طالباً مثلي وكنا نعاني من مشاكل مادية بالغة الصعوبة تهدد مستقبلنا الدراسي حتى التقيت ذات يوم ، بالصدفة ، إحدى قريباتي التي كنت بالكاد أعرفها ، لكن جدي الذي كان يتيماً ، والذي كان قد بدأ بالعمل في سن الرابعة عشرة ، كان قد قرر أن يعمل ليمنح إخوته وأخواته فرصة الدراسة والحصول على شهادات جامعية . إحدى هؤلاء كانت قد درست الصيدلة وتزوجت ثم استقرت في باريس ، وقريبتي هذه هي إحدى أولادها . ما إن علمت بظروفي حتى اقترحت علي مساعدتي بمبلغ من المال في كل عام على أن أعيده إليها بعد إتمام دراستي وقد رفضت بالمقابل أن تأخذ علي أي تعهد أو وثيقة رسمية بالمبلغ المطلوب وكأنها بهذا تتبرأ من دين قديم حملته أمها المتوفاة تجاه جدي المتوفي أيضاً .
 
وعادة ما نأخذ من الأهل ، لنعطي للأولاد ، إلا أن بعض الأولاد يصبحون أحياناً أهلاً لأهلهم بمنطق الدين والوفاء به ، كالإبن الذي يلتزم بمسؤولية البيت إذا طعن والده في السن أو كان على مرض ، والبنت التي تعزف عن الزواج لكي تبقى مع أمها المريضة ، أوالبنت التي من الممكن مثلاً أن تتزوج من زوج أختها المتوفاة لتحل محلها ( خصوصاً إذا كان هناك أولاد بحاجة إلى الرعاية ) .
 
نلاحظ أحياناً في بعض البيوت بأن هناك من يمرض دائماً ليتلقى العناية ، وهناك من لا يمرض أبداً ليتمكن من العناية بالآخرين . المانح والمتلقي لكل منهما حساباته ولا يحدث الخلل طالما أن هناك نوع من التوازن القائم في هذه العلاقات .
 
تقول حفيدة شارل داروين ( العالم الأنكليزي صاحب نظرية النشؤ والإرتقاء ) Gwen Reverat - Darwin  وهي تصف طفولتها في بيت جدها والسعادة : " التي نتلقاها عندما نحظى بالعناية أو عندما نتمكن من الاعتناء بالآخر ...... "
 
" المشكلة هي انه في بيت جدي كان من دواعي الشرف لك ان تكون مريضاً . بل كان حزناً لذيذاً أن تكون مريضاً . جزء من المشكلة هو أن جدي كان دائماً مريضاً . وكان أولاده لشدة محبتهم له يحبون تقليده ، وكانوا يحبون أن يخضعوا لعناية جدتي ، ولأنه كان من الممتع جداً أن تكون مريضاً وأن يعتني بك أحدهم ويبكي عليك " .
 
وهنا أضيف أنا ضياء ، بأن جدتي رحمها الله ، كانت في السنوات العشر الأخيرة من حياتها قد دأبت على المرض في الفترة الواقعة ما بين كانون الأول إلى آخر آذار من كل سنة ، وكان لمرضها طقوسه الخاصة التي حاكتها بمعرفتها ، فكانت تلجأ إلى السرير ولا تفارقه أبداً وحتى انتهاء تلك المدة التي كنا اعتدنا تسميتها " بالسبات الشتوي " . فهي من جهة : كانت تخشى قدوم البرد وتحذره : " لأن البرد سبب كل علة " كانت تقول . ومن جهة أخرى كانت هذه الفترة مناسبة تخترعها لكي يأتي لزيارتها خلالها جميع إخوتها وأخواتها وأولادهم وأحفادهم تباعاً ، ولو تأخرت إحدى هذه الزيارات حتى آخر نيسان مثلاً لتأخر شفائها أيضاً . وأما ذلك الذي لم يأت أبداً ، فلسوف يعلم عاجلاً ام آجلاً بأن عليه حساباً يجب أن يؤديه .
 
 
عندما ننظر إلى مشكلة تعاني منها عائلة ما ، فإن أول ما يجب علينا فعله هو النظر إلى القواعد التي تنظم علاقات أفراد العائلة . فالعلاقات عادة ما تكون مبنية على قاعدة من السلوك وحسابات متعلقة بالدوافع التي تحددها القدرة وسلم أولويات ما هو مفروض ومسلم به واقعياً . مثل البنت التي تتزوج من زوج أختها المتوفاة لتحل محلها . هناك دين تجاه الشخص المتوفي ثم أنه كان يجب إيجاد حل لمشكلة الأولاد .
 
وهناك أمثلة كثيرة لإختلاف تلك القواعد المتبعة من أسرة لأخرى :
 
أ ـ ففي بعض الأسر يتم الاعتماد على البكر ، أو يتم تفضيل البعض على البعض كأن يعمل البعض ليساعد البعض الآخر على تحصيل الدراسة .
ب ـ في مثال آخر : يكون هناك مساواة عامة بين جميع الأبناء
أ ـ هناك مثلاً من يتزوجون ويبقون في نفس البيت مع بقية أفراد العائلة .
ب ـ أو أن الأبن البكر فقط هو من يرث البيت العائلي .
 
فمن هو الشخص المسؤول عن إرساء هذه القواعد العائلية التي تعاش غالباً بشكل مضمر ولا تكون معلنة أو مصرحاً بها ?
 
عندما يحصل توزيع الأرث : فإن الذي يحصل على الحصة الأكبر ، أو الذي يرث الأرض ، أو الخزانة ، أو ألبوم الصور ، أو حتى أحياناً الديون المترتبة على الميت ، سواء كان رابحاً أو خاسراً ، فإن هذا الذي حظي به من " إرث " سوف يردد مئات المرات على مسامع الجميع وسوف ينتقل شفوياً من جيل إلى جيل .
 
إن إعادة التوازن إلى العلاقات العائلية أمر شديد الصعوبة لأن الرسائل المبثوثة كثيراً ما تكون متناقضة المعنى ومصاغة بشكل ملتبس : ففي الوقت الذي تؤكد فيه على شيء معين ، تؤكد عكسه في الوقت ذاته . لإن الشعور بالظلم والقبول بالواقع المعاش يولد لدينا نوعاً من السلوك ذو وجهين :
 
ـ قاعدة السلوك الظاهري
ـ قاعدة السلوك القسري المضمر
 
فالكثير من الأشخاص يفكرون دائماً بالظلم الذي لحق بهم وهم يحقدون على الأشخاص الذين تسببوا لهم بهذا الظلم : في هذه الحالة هناك إحساس بالغبن ، بالنقص ، بدين غير مدفوع ، كأنها عملية سرقة أو قنص قد تعرض لها الفرد وهو لا يجرؤ على المجاهرة بها لأنها حميمة وغير معلنة . هذا الدين يمكن أن يكون مادياً ، وغالباً ما هو نقص عاطفي أو عدم إعتراف وسوء تقدير من بقية أفراد العائلة ، وكثيراً ما يجتر هذا الشعور الإنسان ويدمره من الداخل .
 
هذا النوع من الظلم يمكن أن يقع في العائلة ، أو من الشريك الزوجي ، أو في العمل ، أو حتى يمكن الشعور به تجاه الوطن والأمة خصوصاً في ظروف الحروب والأزمات والمجازر الجماعية والإعتقالات ......... هذا الشعور المدمر يمكن أن يؤدي بالمرء إلى المرض والموت أحياناً . هناك من الناس من لا يستطيعون النسيان أو السماح لمن تسبب لهم بالأذية ، وهذه الحسابات المعقدة كثيراً ما ترتبط بسجلات العائلة أو المجموعة الواحدة من الناس . وتقول الكاتبة بأن تجربتها في العلاج النفسي تفيد بأن الهرب إلى مكان آخر والإبتعاد جغرافياً لا يخلصنا من مسؤوليات ما نسميه ب : " الدين العائلي "  بل أن الشخص الذي يتهرب من مسؤولياته العائلية من الغالب ما يدفع الثمن غالياً من الشعور بالذنب الغير معلن والرهيب .
 
هناك مثل من شخصية معروفة بعدم التوازن والإستقرار لتوضيح جانب من هذه العلاقة وهو الشاعر الفرنسي رامبو " Arthur Rambaud  " الذي كان والده قد تخلى عنه وهو في عمر الست سنوات واختار الهرب بدلاً من تحمل المسؤولية ، وكان جد أبيه قد فعل الشيء ذاته قبل مئة عام وتخلى عن ابنه في عمر الست سنوات واختار طريق الهرب ومات في سن مبكرة . ولما لم ينجح رامبو في حياته الخاصة واشتدت من حوله الأزمات ، اختار طريق الهرب أيضاً ومات في سن مبكرة ، فكأن تلك المأساة تتكرر في العائلة الواحدة جيلاً بعد جيل فيكون نتيجتها الموت أو الهرب . وهذا ما يمكن تلخيصه : بالحسابات غير المدفوعة للعائلة ومن الأساس .
 
غالباً ما تكون الأدوار محددة سلفاً في العائلة الواحدة وغالباً ما تكون هذه العلاقات محكومة ببعضها البعض بشكل أنه ليس من السهل أبداً تسديد الحسابات غير المدفوعة والتي سوف تتكرر إلى ما لا نهاية . من هنا تأتي أهمية الوعي بأن تكون هذه العلاقات متوازنة لأنها قاعدة الأمان النفسي وهي الحماية الضرورية التي يجب تأسيسها وتوريثها .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
*ضياء
4 - يونيو - 2007
داخل الوطن ..    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
.. صورتان من الزمن المتحول ..
 
1/
Image hosted by allyoucanupload.com
**********************************************************************************************************************
 
هذه صورة بابا  - ابن الأكوح -يهديها للملف ، التقطها له  أحد زملائه  سنة  1993
بـ مدرسة  عبد الله بن ياسين التي لازال يعمل بها إلى الآن .
        
2/
Image hosted by allyoucanupload.com
 
 
* ندى .     
*abdelhafid
13 - يونيو - 2007
داخل الوطن ( 3 ) ...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
كنت قد فتحت الراديو بالأمس على " إذاعة الشرق من باريس " لأستمع إلى الموسيقى أثناء تحضيري للعشاء ، انبعث صوت القرآن من الراديو ، فعلمت للتو بأن شيئاً ما قد حصل ...... لجأت إلى التلفزيون ، فطالعتني صور الحرائق والسيارات المشتعلة في شوارع بيروت والبشر يهرعون من حولها بالحركة الهستيرية التي تعودنا رؤيتها منذ ثلاثين سنة أو يزيد ، يسحبون الجرحى ، ويجمعون ما تبقى من أشلاء الضحايا التي تناثرت هنا وهناك .
 
المشهد الهستيري نفسه في فلسطين ، نساء جالسات على أرض الطريق تحملن أعلاماً لم أتميزها ، تدافع وصراخ وطلقات رشاش يركض بعدها الشبان في كل الإتجاهات ، يسحبون جثة ، أو جريحاً ، ثم يتابعون لعبة الموت بكل إصرار . كلهم يشبهون بعضهم وكلهم بالسلاح ....... في العراق ، جثث تتطاير في السوق وسيارات تحترق ، ومشهد الخراب يتطاول بهامته ليملأ الساحات الكبيرة التي تعج بالناس المذعورين . مشهد الجوامع التي فجرت حديثاً يدلل على عمق النكبة التي ابتلينا بها ويصل إلى أذني منها التعليق على الصور فأسمع يأتيني من البعيد البعيد ، أسماء حفظتها الذاكرة الحميمة : مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري ...... ما دخل هؤلاء بالحرب الدائرة بين البشر ? كم من مرة علينا بأن نموت لكي نموت ? مشاهد التدمير هذه تعيد إلى ذاكرتي كل الألم والخوف المختزن في أعماقي على شكل توتر وانقباض ورغبة عارمة بالبكاء ، بل وبالصراخ أحياناً .....
 
ها هو تموز يقترب منا من جديد ، عاماً بعد عام ، ولا شيء يتغير سوى أننا في كل يوم نقترب من حتفنا ونعد أرقام الخسارة :
 
وطني المباع على iiالرصيف
 
تـحـيـة  الشيخ iiالضعيفْ
وتــجـلـةً iiمـمـلـوءةً
 
مـمـا  يـنزّ على الوجيف
ســكـرانـةً iiمـطـرودةً
 
مـن مـحفل الدين iiالحنيف
ثـمـنُ الـحـقـود iiيعيقها
 
لـتـبـاع في ثمن iiالرغيف
لـم  يـكـتـشـف iiإيمانها
 
لـلآن  زنـديـقٌ iiنـظيف
لـمّـا أعـدتُ iiخـمـارها
 
فـي  وجهها سقط iiالنصيف
ومـنـابـر الـوعـاظ iiوا
 
قـفـة بـمـنزلة iiالضيوف
مـثـل  الـهـواء قـلوبها
 
مثل  المصاحف في iiالرفوف
والـمـسـتـقـل iiكـمثلها
 
والـفـيـلسوف  iiالفيلسوف
والـحـل رابـعـة iiالـنها
 
ر  يـلـوح كالجبل iiالمنيف
تـقـضـي الكرامة أن iiأبر
 
رأهـا  على مرأى iiالسيوف
مـن  كـل مـن يـتمسحو
 
ن بـهـا ومن كل iiالطيوف
وطـنـي أقـلـني من وقو
 
فـي طال يا وطني iiالوقوف
لـمـا  رأيـتـك في iiالهوا
 
ن خرجتُ من كل iiالصفوف
حـدثـان  لا iiأنـسـاهـما
 
ما عشت في عصر الكسوف
قـصـف المنازل في iiالظلا
 
م  ومـشـهـد الرد iiالعنيف
فـي  رقـبـة الصحفية iiال
 
شـقـراء تـذبح iiكالخروف
وفـضـيـلـة  iiمـصلوبة
 
فـي  ثـوب عاهرة iiعيوف
ومـن  الـخريف إلى iiالشتا
 
ء  مـن الشتاء إلى الخريف
هـذي  تـدق عـلى iiالطبو
 
ل  وتـلك تضرب iiبالدفوف
 
*ضياء
14 - يونيو - 2007
داخل الوطن ( 2 ) .....    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
 
 
هديتي إلى ندى عبد الحفيظ الأكوح الغالية مع شكري وتقديري لمساهتمها الأخيرة الجميلة جداً :
 
كنت قد بحثت عن صورة قديمة لي مع تلامذتي في الصف الأول التمهيدي أخذت عام 1978 وهي أول سنة مارست فيها التعليم كمدرسة متعاقدة  آنذاك ،  وذلك قبل أن أنتسب إلى دار المعلمين والمعلمات ، وكنا قد خرجنا للتو من حرب السنتين . لم أجد الصورة التي كنت أبحث عنها ، لكني وجدت هذه الصورة في المدرسة عينها ، مدرسة القليعات الإبتدائية في سهل عكار ، مع طاقم " الهيئة التعليمية " التي ترونها : أنا في الوسط وكنت أتناول فطوري على فرصة الساعة العاشرة عندما نادوا علي لنتصور ، على يميني : الأخوان حسان وعبد الكريم دندشي وهما الناظر والمدير ، على يساري : الأستاذان يحي الخشفة ووليد أبو حسن وهما من أبناء القرية والأول هو اليوم مهندس والثاني طبيب أسنان ، والمعلمة الجالسة في الأمام هي أختي : فاطمة سليم العلي وتعمل في الإرشاد التربوي . 
 
وأعدك يا ندى بأنني سأجد الصورة الأخرى مع التلاميذ الصغار لاحقاً .
 
 
 
 
 
 
*ضياء
14 - يونيو - 2007
 53  54  55  56  57