البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 50  51  52  53  54 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أحاديث على الباب    كن أول من يقيّم
 
 
أشكر لكم اهتمامكم ومودتكم مولانا بلحسن وأستاذنا زهير وأستاذنا هشام ، أنا بخير والحمدلله ، وكنت أريد التغلب على المرض بالعزيمة والإرادة كما قال الأستاذ هشام ، فلم تنفع لوحدها ، حتى اضطررت للذهاب إلى الطبيب وتناول الدواء وهذا مما أكرهه وأتحاشاه عادة ، لكن للضرورة أحكامها .
 
تجولت في صفحة الصور كمن يتنزه في حديقة جميلة أزهرت أثناء غيابه : صور لفنان رقيق المحيا والريشة هو الأستاذ عبد السلام ، وصورة الأستاذ سعيد الهرغي بعد أن خرج من بين شتلات الذرة لنكتشف بأنه في مثل سن طه والدمنهوري ، وكنا نعرف بأنه درة ثمينة حتى تبدت لنا واضحة في ضوء الشمس ، وصور الأطفال الأحباء كأزهار نيسان وآخرهم سمر التي ستكون ، بدون شك ، نجمة هذا الأسبوع .
 
شكري الجزيل للأستاذ النويهي على قصيدة نيتشه المعذب ، وشكري للأستاذ زهير على أبياته الرقيقة الساحرة ، وأنا أدعوكم جميعاً لقراءة مساهمتي في ملف الأستاذ هشام الجديد : ذكريات أيام المدرسة .
 
*ضياء
24 - أبريل - 2007
عندك العافية    كن أول من يقيّم
 
سلامات أستاذة ضياء. ألبسك الله تعالى ثوب العافية، ومنّ عليك بموفور الصحة. نحن بباب المدرسة وعلى أهبة الدخول بانتظارك.
صادق السعدي
25 - أبريل - 2007
حالة شرود    كن أول من يقيّم
 
ألف حمد لله على شفائك أستاذتنا ضياء ، وعودتك إلينا سالمة معافاة .
 
وبمناسبة الحديث عن المدرسة ، وذلك الحكي الجميل الذي أتحفتموننا به عن ذكرياتها في ملف
 
الأستاذ هشام ، أود أن أسجل هنا هذه الواقعة التي حدثت معي :
 
  * كان ذلك في أكتوبر 1964 وهي السنة التي التحقت فيها بالمدرسة ،أذكرأن معلمنا كان يحذرنا ويتوعدنا
 
 إن تجاوزنا ساحة المدرسة في أوقات الاستراحة ، كنا نمتثل لأوامره ، عدا يوم السبت وهو موعد السوق
 
الأسبوعي بذلك المركز القروي ..فجل التلاميذ كانوا يهرعون مباشرة بعد خروجهم من الحجرات الدراسية
 
إلى مرافق السوق الرحبة بحثا عن آبائهم أ وأولياء أمورهم  أو أقاربهم ليجودوا عليهم  بما تيسر لهم من
 
أجزاء الدرهم..!!
 
ذات سبت انطلقت كالسهم قاصدا  مكانا محددا غالبا ما يتواجد به أبي ..لكن في الطريق إليه صادفت فوجا
 
من السياح الذين أقلتهم حافلة خاصة من المنتجع الصيفي - نادي البحر الأبيض المتوسط - الموجود قبالة
 
صخرة / جزبرة النكور المحتلة ..وقفت مندهشا أتفرس في وجوه هؤلاء " إرومين" النصارى الذين أراهم
 
لأول مرة.. لم تدم وقفتي طويلا فقد  فاجأني رجل من القوات المساعدة " مخازني " بحيث أمسكني وآخرين
 
أكبر مني ، واقتادنا إلى" المعتقل "الأحتياطي  بذلك المركز القروي..لم أعد أتذكر سوى أنني كنت مرعوبا
 
جداجدا وسط ذلك الظلام الدامس الذي كان يلف المكان ..
 
ثم بعد مدة ،  فتح الباب وسمعت من ينادي : عبد الحفيظ حسن ..عبد الحفيظ حسن..خرجت لأجد معلمي
 
أمامي ..لن أكذب عليكم ،  لم أعد أتذكر إلا  وأنا في منزل معلمي وزوجته  منتصف النهار، يبتسمان
 
وينظران إلي في عطف وحنان .............
*abdelhafid
25 - أبريل - 2007
حمدا لله على سلامتك ياأستاذة    كن أول من يقيّم
 
     
 حمدا لله على سلامتك ياأستاذة ... و شكرا لك على كلماتك الطيبة في حقي و حق { سمر } ... و سلامي و دعواتي بالصحة و العافية  لكل أفراد أسرتك الكريمة ... إلى { فرح } و { جواد } و { آريان } ... حفظهم الله بحفظه و رعاهم برعايته و شملهم بمنه و لطفه و كرمه ... آمين آمين يا رب العالمين ...
*لحسن بنلفقيه
25 - أبريل - 2007
ضيعة تشرين    كن أول من يقيّم
 
بقيت المسرحيات التي كتبها محمد الماغوط لدريد لحام باللهجة العامية الدمشقية بقيت للآن تحمل نفس التأثير , وحين أرى أولادي ( هاشم وحمزة وهبة ..وفاطمة أيضاً ) يتابعون هذه المسرحيات على الفيديو , مع أنهم شاهدوها سابقاً عشرات المرات حتى حفظوا كل كلمة , وكل معنى وكل نكتة فيها , حين أراهم أتأكد أن الفن الهادف المخلص يبقى خالداً على مر الزمن , مثل أغاني فيروز , وإبداعات سيد درويش  , وصباح فخري .....
قدم محمد الماغوط لدريد لحام مسرحية ضيعة تشرين عام 1974 , وكانت عن المرحلة السياسية من عمر سوريا منذ الإستقلال وحتى حرب تشرين , وقد لاقت هذه المسرحية استحساناً شعبياً كبيراً , فقدما بعد ذلك مسرحية غربة , وهي ربما أجمل مسرحية عربية عُرضت على المسرح , ثم قدما كاسك يا وطن ....وكل هذه المسرحيات حوت النقد السياسي الصادق , وعُملت بجهد فني كبير شارك فيها أعظم فناني سوريا بتلك الفترة نهاد قلعي عمر حجو , ياسر العظمة , صباح الجزائري , شاكر بريخان , سامية الجزائري .. وكثيرون
فأما مسرحية ضيعة تشرين , فكانت حكاية ضيعة ( هي سوريا ) , يحكمها مختار ( هو السُلطة ) , وباستمرار تقوم الإنقلابات عليه , وهنالك لص ( هو إسرائيل ) سرق الكرم الذي هو مهر زينة من عريسها نايف , وأحداث القصة هي أحداث تاريخ سوريا بهذه الفترة ,           وفي معركة خاسرة يعود أهل القرية منهزمين ( حرب ال 1967 ) , فيدور بينهم وبين المختار الحوار التالي :
-المختار : وإنتو ليش ما حاربتو ليش ما صمدتو ?
-مواطنة : ليش ما طلعت قدامن يا مختار , شوي تانية راحت الضيعة !
-المختار : خطر ببالي اطلع معن بس خفت يصرلي شي , الضيعة بلايي شو بتسوى ? عمركن شفتو ضيعة بلا مختار ??
-مواطن : وإنت عمرك شفت مختار بلا ضيعة ??
-المختار : تفضلي حكى بدري .. لو كنتو قاتلتو , لو كنتو صمدتو , لو ضحيتو , لو متو ..كان بيطلعلكن تحكو
-غوار :مختار ! إنت بتعرف شعب ضيعتك عمرو ما كان متخاذل ,واسأل التاريخ لذلك حاجه تحكي عن الموت والتضحية ونحنا ساكتين , كرمال شو بدنا نضحي , وكرمال مين بدنا نموت ??
-المختار : كرمال الأرض كرمال الوطن
-غوار :ولك أي أرض ? شو بتسوا الأرض بلا الإنسان المواطن اللي فوقها , والمواطن بدو شي على أرضو ليدافع عنو عطينا هالشي , ولا بدك ياني دافع عن نمرة رجلي ?? فوتوني عالسجن نمرة رجلي 41 وطلعت 45
عن شو بدك يانا ندافع ? بدك يانا ندافع عن السجون ?اللي صارت أكتر من المدارس ? في سجين مالقولو سجن ينام فيه ? بس فيه ألف طفل ملقوحين بالشوارع ,عن شو بدنا ندافع ?? ما بقى الواحد منا يقدر يفتح تمو إلا عند حكيم الأسنان ,
يامختارنا يا حبيبنا , المواطن بيدافع عن الفرح , والمدارس ما بيدافع عن البكي والسجون , ما بقى بتمنا غير كلمة بدنا نعيش , ولك طظ بهالعيشة ياللي بدك يانا ندافع عنها
*محمد هشام
25 - أبريل - 2007
شكر وسلامات    كن أول من يقيّم
 
 
كل الشكر لكم والسلام أستاذنا السعدي ومولاي لحسن والأستاذ عبد الحفيظ ( سأحاول ربما إيجاد صورة لتكية المولوية في طرابلس فهي من أجمل معالم المدينة وأرقها وأصفاها وأشدها التصاقاً بتاريخها ) . وللأستاذ هشام أقول بأنه نسي " عبد الودود " في فيلم الحدود ، والذي شاهدته مع جواد ربما أكثر من أربعين مرة لأنه ، على الأخص ، كان يحب مباراة الزجل بين فرقتي العسكر .....
*ضياء
26 - أبريل - 2007
تكية طرابلس    ( من قبل 12 أعضاء )    قيّم
 
 
  
 
 
 
 
 
 
 
حـديـثك  في أماسينا iiضياء فـطب  نفسا بما حكم iiالقضاء
هـنـاء الـعالمَينِ ولا iiأغالي هـنـالـك  رحمة وهنا iiثناء
وإن كـانـت مـحبتنا iiظلالا لـنـجـمتنا  فأنت لها iiسماء
تـقـبـّلُ قـبرَك الآمالُ فيها وصـحـبتها  الكرامُ iiالأنقياء
ومـا بـرّت مـطـوقة أباها كـمـا برّتك في الدنيا iiضياء
صباح  مساء نهرك في iiرباها ووحـيـك فـي فيافيها iiحداء
مـعـلـمـة الإباء وكل iiيوم لـهـا  في نشر غامضه لواء
عـلـى شرفاته وقفت iiوقالت كـمـا عـلـمتها وكما iiتشاء
تـرى  لبنان أنت ولم iiتصدق سـلـيـم  القلب يقتله الشقاء
وعـيـنك لا ترى لبنان iiولى ومات الصيف واحترق الشتاء
فـلا  تدري شمالا من iiجنوب ولا مـن أحسنوا ممن iiأساءوا
إذا الإيـمـان لـم يملأك حبا فـحظك  منه في الدنيا iiهراء
وعـشت سليم عشت أبا iiعلي بـأثـمـن  ما تكنّ الأصدقاء
وهـاج  بناء قبرك في iiتراب مـن  الأدب الـرفيع له iiبناء
قـبـور الـماجدين لها iiسناء وقـبرك  في طرابلس iiالسناء
 
*زهير
28 - أبريل - 2007
هديتي إلى الأستاذين الأرغا وأبي البسام    كن أول من يقيّم
 
 
صادف مني الحال أن أقرأ قصيدة تكية طرابلس لشاعرنا -الذي ينثر علينا كل صباح شيئا من الحس الانساني اللطيف الذي لا يماثله شيء إلا شعور المنتصب وحيدا عند الغروب الجميل على رأس جبل في جزيرة يحيط بها البحر من كل جانب- صادف أن أقرأها على أنشودة فرنسية هي أنشودة الانسان الغربي حينما يتجرد من ماديته ويتخمر برداء من الانسانية بديع النسج, ولا أريد أن أقول شيئا في هذه الأنشودة وإنما أرغب إلى الأستاذة في ترجمة شيئ منها إلى قحطانيتنا وأطلب رأيها ورأي أستاذنا المهندس سيدي محمد هشام, لأنهما لا شك لهما فيها رأي.
 
تنبيه: لن يصدمني أن تقول الأستاذة في الأنشودة رأيا غير الذي أحسبه, وحسبي رأيها كيف كان.
 
الأنشودة هي لجاك بريل, ne me quitte pas.
 
 
Ne me quitte pas
Il faut oublier
Tout peut s'oublier
Qui s'enfuit déjà
Oublier le temps
Des malentendus
Et le temps perdu
A savoir comment
Oublier ces heures
Qui tuaient parfois
A coups de pourquoi
Le coeur du bonheur
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
Moi je t'offrirai
Des perles de pluie
Venues de pays
Où il ne pleut pas
Je creuserai la terre
Jusqu'après ma mort
Pour couvrir ton corps
D'or et de lumière
Je ferai un domaine
Où l'amour sera roi
Où l'amour sera loi
Où tu seras reine
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
Je t'inventerai
Des mots insensés
Que tu comprendras
Je te parlerai
De ces amants-là
Qui ont vue deux fois
Leurs coeurs s'embraser
Je te raconterai
L'histoire de ce roi
Mort de n'avoir pas
Pu te rencontrer
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
On a vu souvent
Rejaillir le feu
De l'ancien volcan
Qu'on croyait trop vieux
Il est paraÎt-il
Des terres brûlées
Donnant plus de blé
Qu'un meilleur avril
Et quand vient le soir
Pour qu'un ciel flamboie
Le rouge et le noir
Ne s'épousent-ils pas
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
Je ne vais plus pleurer
Je ne vais plus parler
Je me cacherai là
A te regarder
Danser et sourire
Et à t'écouter
Chanter et puis rire
Laisse-moi devenir
L'ombre de ton ombre
L'ombre de ta main
L'ombre de ton chien
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
Ne me quitte pas
 
وهذا رابط الأنشودة بصوت بريل, ومترجمة لفظا إلى الإنجليزية.
 
*طه أحمد
28 - أبريل - 2007
إلى الأستاذين : زهير وطه    كن أول من يقيّم
 
أستاذ الكريم وشاعرنا المرهف ، زهير ظاظا :
 
قرأت تكية طرابلس مرات ومرات ، منذ الأمس وأنا أقرؤها وأبكي . لا أعرف ماذا أكتب ولا كيف أقول فالدموع لا تكتب ولا تفكر ، والدموع شفاء للنفس والبدن . شكراً لك هذي الدموع .
 
الأستاذ الكريم طه : أسعد الله مساءك بكل الخير
 
الأغنية التي اخترتها لجاك بريل هي برأيي من أجمل أغانيه ، وبريل شخصية انفعالية متوترة ، وروح بمنتهى الحساسية ، وشعور مرهف يدفع به للعيش على سطح جلده ، مما يجعل منه شفافاً مرئياً للعيون ، ومما يتيح لنا رؤية ذلك البركان المتفجر في داخله ....... أحببت دائماً بريل وأديت بياف لأنهما نموذجان لإختلاط الزمني - الأرضي بالخارق والمطلق .
 
كتب بريل هذه الأغنية بعد انفصاله عن صديقته سوزان غابريللو عام 1959 ، وكان هو من تركها . مع ذلك فإن كلمات الأغنية تتوسل إليها بألا تتركه . وكان بريل قد ترك قبلها زوجته ( التي يحبها ) وأم بناته الثلاث ، وعاش حياة صاخبة مليئة بالمغامرات والسهر والسكر والتدخين بشكل مفرط ، رغم تربيتة الكاثوليكية المحافظة ، مما قضى على حياته في سن مبكر ، فمات في التاسعة والأربعين .
 
ترجمة هذه الكلمات إلى العربية ستكون مهمة صعبة ، لأن الأداء الدرامي الخارق الذي حظيت به من قبل جاك بريل ، أعطاها أبعاداً عاطفية ، وأضفى عليها من سطوة الإنفعال سحراً ، سيكون من الصعب لأي كلام يقابله ، مهما كان بليغاً ، ملامسته ، أو التقرب منه .
 
مع هذا ، سأحاول ، وسأبذل أقصى ما أستطيعه لتقريب هذا الكلام من لغتنا الأنيقة والمحافظة والتي سيصعب عليها تقبل عبارة مثل : أن أكون ظلاً لكلبك !!! التي ينهي بها مناجاته ، فكيف أفعل ???
 
*ضياء
29 - أبريل - 2007
ظل الجمل..من هنا وهناك..    كن أول من يقيّم
 
الأستاذة ضياء, أدام الله أيام بهجتها, صباح الخير:
 
جرت العادة كل أحد أن أغشى غابة قريبة من البيت, أسرح فيها النظر, وأرسل في مرابعها طيور الفكر, بين أنهار منسابة كبطون الحيات, وغصون متدلية, وظلال ظليلة..
قَصدتُها أمسِ أحمل كتاباً للأستاذ محمد عابد الجابري(مدخل للتعريف بالقرآن الكريم, وأحسبه آخر كتبه)- وتعليقاً من أحاديث الوطن.
ذَكرني ما جاء في آخر تعليق للأستاذة -أدام تمكينها- من ذكر بياف- بأيام الصبا البعيدة, ولا يكاد يخطر ببالي شيء من الماضي حتى يَصِح وصف حالتي النفسية بقول الحق: ''وأصبحَ فؤادُ أم موسى فارغا''..
لقد كنتُ أيام الحداثة أمُر بغرفة أختي الكبرى(هُدى) وأسمع نغماً يَنبعثُ من وراء الباب لا أكاد أمر بها ليلة دون سماعه, كان النغم هو صوت بياف, وكانت هدى ولا تزال متولعة بها هائمة بأنشودتيها الخالدتين la vie en rose< و non je ne regrette rien
ولم أكن أفقه مما تقول المرأةُ شيئا.. فما هو إلا ترعيد أقصى اللسان بالغين, وتكرير الراء..ولم تزل بالشريط ليلا ونهارا حتى أسلم روحه, ولعلي أذكر فيما بعد نتفاً من أخبارها ونبذاً من أحوالها..كان هذا شيئا مما أردت قوله.
 
تعقيب على التعليق:
أما لغتنا الجميلة فهي في رأيي محفُوظةٌ غيرُ محافِظةٍ, وما ظن الظان أنها محافظة إلا لما تقرر في الأذهان من أن اللغة توقيف ووحي من الله إلى اسماعيل عليه السلام, ولم تجر على وفق السنن الطبيعية في النشوء والارتقاء, وقد اطلعت على ما نقله الأستاذ ثائر صالح عن الدكتور علي القاسمي في مجالس الوراق وفيه استنكار على من أفتى (هكذا) بعدم قدسية العربية, ولعلي أرد على القائلين بقدسيتها بشيء من التفصيل فيما بعد.
والحقيقة أن اللغة بنت الاجتماع وتأخذ من الطبيعة كل صفاتها وجميع هيئاتها فليس في اللغة تقوى أو عفة, بل هي منطق الطبيعة يرمي به اللسان بتوقره ومجونه, ورصانته وعبثه, ورضاه وسخطه, وسكونه وعرمه..
بل إن المرء إذا تقصص ألفاظ (الميل الجنسي) مثلا في القواميس العربية وجدها أكثر الألفاظ ترادفا, حتى إنك لتجد ألفاظا لأشد تلك الأحوال دقة وخفاء..فلا تملك إلا أن تعجب من دقة الحس وكمال الفطرة..
أما الكلب, فلكل حياة صورها الدائرة في ألفاظها, فالكلب عند الغربيين له من نفوسهم معنى الوفاء والملازمة ولذلك قلما يخلو بيت في أوربة منه, وهو عندنا في الشرق على حال مناقضة, لِعِلة الشرع, فقد جاءت الحديث بالذم لأمة الكلاب, ونجاسة لعابهم, ونفور الملائكة منهم.
لكن يقومُ مقامَ الكلب عند العرب الأولين مثلاً الجمل أو الناقة ولذلك عدوا للناقة 255 اسماً, وللبعير 1000 اسم, بينما الكلب 70, وأقصى ما تجِدُ من الجمع عندهم ثلاثاً لا يجاوزونه إلا في الجمل والناقة فبلغوا من جموع الأول ثماني, ومن الثانية أحد عشر , وما ذلك إلا لمكان الجمل عندهم وأن الناقة أكرم عليهم منه فزادوا في العدد, وربما كانت الزهور أكرم على المولدين من الناقة فاستحدثوا لها جموعاً لم تكن لعهد العرب في الجاهلية وهكذا..
ومهما يكن من ذلك فإني أقصد نقل المعاني المشتركة التي تفيض على الألفاظ فلا تحصرها في صورة أو حرف أو هيئة, ولا أجد مثالاً أوضح من مثال الناقل والطبيب لو تذكرين- في قصيدة فيكتور هوغو, وكانت لشاعرنا فيها الصولة المشهودة بأبيات وصَفتُها أيامئذٍ أن لها وخزاً كوخزِ الإبر:
غـدا  آتـي كـمـا iiتـتـوقعينا غـدا أطـوي الـوهاد أبا iiحزينا
وأمـشـي سـائرا عبر iiالبراري تـقـاسـمـني  المرارة iiوالحنينا
غـدا عـند الصباح أسير iiوحدي لـقـبـر  وحـيدتي في iiالعالمينا
وصـورتـهـا أمـامي كل iiبحر وإعـصـار  وبـاخـرة iiومـينا
وقـال الـحـزن لن أبقى iiطويلا وقـال الـدهـر نـتـركه iiسنينا
وكيف أرى الزوارق حين صارت لـيـوبـولدين  فوق السين iiسينا
وكـيـف غرقت فيه عروس عام ومـارده  الـذي قـلـب iiالسفينا
غـدا  عـند الصباح ترى iiفرنسا و(هـارفـلـور)  فـيكتور الطعينا
وتـرعـش  كـف محنيّ iiجريح ويـزرع فـوق قـبـرك ياسمينا
 
 
 
 
 
 
*طه أحمد
30 - أبريل - 2007
 50  51  52  53  54