سقط القناع    كن أول من يقيّم   
 وما أنس لا أنس لحظة قراءة تعليقكم.       شاعرنا المجيد, أيها العزيز:        لما قرأت تعليقكم ضحكت حتى أمسكت بطني بيدي, وجعلت أتصبب وأترنح, والحق أن تعليقكم غمرني بإحساس لا أقدر على وصفه لأنه شيء فوق الوصف, ولا تكاد تحيط به العبارة, و لا تحده الأمكنة, فقد تجسد أمامي صدق مودتكم وخلوص محبتكم, ولو كشف لك عما في صدري من الحب لكم والمودة لشخصكم لعجبت.   هذا, و إنني في حرج من هذه الصورة بعد أن وضعني تعليقكم تحت الأضواء الكاشفة, ويعلم الله أنني مركوز في طبعي التواري بالحجاب, ولولا معزة الوالدة الغالية على قلبي, وسمو قدرها في نفسي, لماطلت في طلبك وابتغيت لدفعه الحيلة بعد الحيلة.   لكنا صرنا في حكم الأسرة الواحدة لمت شعثها ليالي الوراق, بشيوخها وكهولها وشبابها وصبيانها.    والصورة إنما تجمع في نفسها معاني صاحبها لتلقيها في نفس رائيها كما هي, وهي كما تحبس التاريخ في لحظة زمنية, فهي تحرر الخيال, وتفسح للطبع, وتلتمس الألفة بين الأرواح.   سلامي الحار للوالدة الموقرة وبارك الله لنا في أنفاسها الطيبة, وروحها المرحة إلى أبعد الحدود.   أما تاريخ الصورة فهو قريب جدا (أشهر معدودات), لكن الزمان ما له من بديع سواك.  |