البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 44  45  46  47  48 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
طبعي الغريب    كن أول من يقيّم
 
الشكر الشكر لك يا أستاذي الغالي , أعرف أنني لا أستحق هذا ولكني سأجمعك مع أستاذ الموسيقى العبقري سمير الحسن والذي يعلمني العزف على العود , وقد نصحني بترك الشطرنج والشعر وتدريس الرياضيات والتركيز على الموسيقى فقط , فأنا على حد زعمه ولدتُ لأكون موسيقياً !!
وهذه مبالغة أُخرى أسوقها هنا ربما لأن كل إنسان يحب إظهار مزاياه وإخفاء سيآته !!
   أما عن كتابة الشعر بهذه الطريقة , فقد أخبرتني بها قبلاً على الهاتف عدة مرات وهي بسيطة , وقد صلحتَ ما كتبتُ وأقول هنا أنني تضايقت من هذه الطريقة , فأحسستُ كأن الشعر ليس لي , ولأني مثل الأستاذ النويهي أُحب الحرية , فأنا أحب الشعر ( مفشكل ) على غير طريقة الكتب , بل وأحبه بخط اليد , وأحبه أيضاً مع بعض الهفوات , ........ ففي حلقة إبن الرومي تعبتُ وأنا أكتب شعره بطريقتي محاولاً مساواة ( الصدر بالعجز ) وحين تدخلت أناملك الألماسية ( مع اعتذاري منك وشكرك على جهدك ) أصبح الخط صغيراً , ولأنني لا أضع النظارات التي أكرهها جداً وحتى لا تقول فاطمة ( تعالوا شوفوا بابا دكتور وختيار ) فلم أعد أقرأها , فشكرا وشكرا وشكرا على جهدك معي واعذرني واعذرني واعذرني على طبعي الغريب !!
______________
شكرا يا هشام بيك، ولكن هناك خدمة أخرى وهي تكبير الخط قبل نشره، ابحث عنها في شريط الخدمات، يمكنك بعد تنسيق الشعر تكبير الخط حسب مخاوفك من تعليقات فاطمة وراك وراك والزمن طويل
*محمد هشام
3 - أبريل - 2007
الحسن بين عبد الله و زهير    كن أول من يقيّم
 
 
كل الشكر و الإمتنان لك يازهير على هذا الكرم و الجود و العطاء  الذي تقيد به رقبتي منذ أن عرفتك ...
و كم كانت المفاجأة  غير متوقعة من طرف أخي عبد الله  لما قرأت عليه قصيدة " قمران في زمني " عبر الهاتف ... و أقرأها  عليه و أنا  أتمنى لو كان الهاتف متصلا بمكبر صوت  في قمة صومعة الكتبية لتسمع ساكنة مراكش  عامة ، و سكان حومتي خاصة ، ما جاد به شاعر دمشق على إبني مراكش ... و كلما قرت بيتا  إلا و سمعت أخي يردد :" الله ، الله " ، " ياسلام " ... و لما أتممت القراءة ، قال : بلغ سلامي و امتناني و تقديري لهذا السيد الطيب ، و قل له :
شـنفت سمعي إنشادا وiوعظا
والأذن  iiتعشق يا زهير iiظاظا
عـقبى iiالمحيا أن تكحل لحظا
 
بعدها قلت لــه :  أوَ  تقول الشعر يا أخــي ..?             
قال : أقول منه الكثير ... و لكني لا أحتفظ به ...!!
....
فشكرا لك يا زهير  لكونك السبب في اكتشافي ـ و أنا الشيخ الكبير ـ  لشاعر في أخــي ... و قد طلبت منه المزيد فوعد بالتلبية ...
                             .......................................
 
و على ذكر الشيخوخة و الكِـبر ،  أعود بروح رياضية  إلى عمر عادل و الصورة ... و لسان حالي يقول :" و لو طارت معزة "... و أتساءل :
ـ  " تـرى ما  علاقة عمر عادل بتاريخ و نشر صورته في نفس اليوم ?... فهل معنى هذا أن عمر صاحب الصورة يوما واحدا ... أم اليوم الواحد إنما هو عمر الصورة ?...
ـ  و هل عمر هذا الشاب الوسيم حفظه الله و رعاه يخفَـى على الناظر إليه إلى هذه الدرجة في دقة التقدير و تحديده في يوم واحد أو يومين ، من طرف من يفهمها و هي طائرة كما قال محمد هشام  في حق محامي الوراق حفظهما الله و حفظ كل عزيز لهما  ?..
 
و الغريب و العجيب  في الأمر  أنني لما حكيت القصة  على والد عادل  ، أخي الأكبر عبد الله ،  عبر الهاتف ... و قرأت عليه ما قيل في حقي ... ضحك طويلا ... و لما سكت عنه الضحك ، كلفني بتبليغ  سلامه و إعجابه و فخره بما جاد به زهير في حق إبنه و أخيــه ... و تناسى أنه شاعر ... و لم يدافع عنى و لو بشطر بيت ... فتظاهرت بالرضى و  قلت له : سمعا و طاعة يا أخي ... يا إبن أمي ... و هكذا أسكت شعر زهير شاعر عائلتي ... و  يشفع لي أن صديق أخي صديقي ...
*لحسن بنلفقيه
3 - أبريل - 2007
ردود ... ( 1 )    كن أول من يقيّم
 
 
 
حمداً لله على سلامة الأستاذ طه الذي تسعدنا عودته إلينا من جديد . لا أريد تقليب المواجع لكن ما كتبته في تعليقك الأخير في العزاء بوالد الأستاذ زهير هو من الأدب الشفيف الذي يلمس نياط القلب ، ولا شك عندي بأنه نابع عن تجربة وجدانية قوية عبرت عنها بأسلوبك الخاص والجميل ، فكانت هذه التحفة .
 
وسنؤجل الحديث اليوم في كرة القدم ، وليعذرنا زكريا وندى والأستاذ عبد الحفيظ
 
ولكن لا بد من توجيه التحية للأستاذ عبد الرؤوف الذي لم تسنح لي الفرصة بالتوجه إليه بالسلام منذ مدة طويلة رغم أنني اتابع عن قرب يا أستاذ عبد الرؤوف كل ما تكتبه في ملف الحرية وملف الفلسفة والقصيدة الأخيرة الجميلة التي نشرتها من الشعر المترجم ، حتى أنه كان في نيتي الرد على مقالة الأستاذ يحي الأخيرة لكني لن اجد لها وقتاً كافياً اليوم . وسأقول كلمة صغيرة ، لأن الأستاذ يحي يعز علينا جداً ، ولأنني أحرص على مرارته وأطمئنه ( مؤقتاً ) بأنني أقرأ نتيتشه كشاعر كما أقرأ المتنبي لكنني لا أتبنى أفكاره .
 
أما الأستاذ تنباب تود فلقد فاز بطلبه على احسن ما يكون وحصل على قصيدة مذهلة بكل المقاييس :
 
حقيقة أستاذي بأنك شاعر كبير فناً ومعنى وأن هذا الكلام لا يستطيعه إلا من كانت له ثقافتك الواسعة ، وتجربتك العميقة ، ولكن وعلى الأخص ، من كانت لديه رؤية واضحة بمقدوره التعبير عنها بصدق وشفافية  ويستطيعها بما توصل إليه من فصاحة وبيان . والأهم من كل هذا هو تمكنك من قول أشياء نفكر فيها لكننا لا نستطيع الإمساك بها وصياغتها بهذا المستوى الراقي :
 
رأيـت  مـجـددي الإسلام iiألفا
 
وكـل الألف يخطئ في iiالحساب
وإسـلامـا بـروتـستانت iiحرا
 
وإسـلامـا تـشـكل في iiغيابي
ومـا  الـقـرآن أحـجية ولغزا
 
لـيـخـطئ فهمه حسن iiالترابي
وإن هو لم يحط بهوى الصحارى
 
فـلـيـس  بجاهل لمع iiالسراب
 
 لن يسمح لي الوقت بقول كل ما أريد قوله اليوم وسأعود غداً ، إن شاء الله ، لمتابعة بقية الردود . 
 
*ضياء
3 - أبريل - 2007
مجلس المجالس    كن أول من يقيّم
 
قضي الأمر يا أستاذة ضياء فقد صار موضوعك هذا مجلس المجالس وملتقى الراجل والفارس، فتحملينا رعاك الله، وأردت أن أشكر هنا أستاذنا النويهي على بطاقة الحب التي علقها على صدرنا أمس، مكررا امتناني لشيخنا طه أحمد المراكشي، وسفير الورود والخزامى وندى بسكور (بنت الأكوح) كما أشكر الأستاذ بسام على مداخلته التي غمرتني بعبق (بير عجم) وشيخها، والشكر موصول للفنان الأستاذ هشام بيك الأرغا، وشاعرنا السعدي، وأستاذنا فارس أرغن، وحبيبنا إبراهيم عبيد وبحارنا الغواص، وصديقنا زياد وأقف أخيرا لتحية شاعرنا المفاجأة عبد الله بنلفقيه (أخي مولاي لحسن) لأشكر بطاقته الطريفة وأقول له (بعدما اعترف لأخيه بأن الحق معه في قصة عنزة ولو طارت) : لم يسبق لي يا أستاذ عبد الله أن كتبت على هذا الوزن الرقيق، ولا شك عندي أنه من أندر أوزان الموشحات، والسناد فيها يعالج بخصائص الموشحات، ويجوز للوشّاح ما لا يجوز للشاعر. نتمنى أن تتكرموا علينا بباقة من شعركم، وليكن مما كتبتموه على البحر البسيط، فقد رأيت أثناء عملي في الموسوعة أن البحر البسيط هو ما يروق لأهل المغرب عموما أن يسمعوا الشعر به ويكتبوه، وربما كان سبب ذلك شيوع بردة البوصيري وبردة كعب في المغرب، و(أضحى التنائي) و(أدرك بخيلك خيل الله أندلسا) و(لكل شي إذاما تم نقصان) وعشرات القصائد الرنانة بإيقاع البسيط الساحر، لذلك أسألك بالبسيط يا أستاذ عبد الله:
سـلامَ  مـراكش الحمراء من iiوطني فـي  طـيِّه بـارقٌ في طيِّه شجني
هـل  لـي إلى شعر عبد الله iiواسطةٌ فـأسـتـعـيـن  به من قسوة الزمن
سـلامَ مـحـتـرف لـلشوق iiأسهرَهُ وأدركـتْ مـقـلـتـيه حرفة iiالوسن
مـا  الـشهدُ والشمعُ في الكتبية iiالتقيا ومـا مـسحتُ ندى بسكور عن iiبدني
ومـا  اقـتـبستُ ضياء من iiأساورها ومـا  تـعـلمته من وجهها iiالحسن
مـولاي  شـعـريَ في مولاته iiفرسٌ (مـولاي  هـذا إذنْ) في كفها iiرسني
والـشـعـر  إن لم تهز القلب iiبهجته كالشنف في العين أو كالكحل في الأذن
شـعـري وروديَ أهـديـها iiوأجملها مـا  قـلـتـه قـبل عبد الله iiللحسن
*زهير
4 - أبريل - 2007
ترلي !! ترلي !!    كن أول من يقيّم
 
 
 أقنعتني يا أستاذ زهير وإليك دليلي:
ورائـي تظل iiكظلي وحينا أمامي فقل iiلي
أأكتب شعرا صحيحا يـخلد  قولي iiوفعلي
فـإني  أخربش iiفيها لأبـدو بـعقل ترلّي
يقولون  ضاع iiوإني أفـنـد قـولا iiبقول
أعـيش  بقلب حكيم وأرمي ورائيَ iiعقلي

 
 
  
*محمد هشام
4 - أبريل - 2007
الزمان الترلّلي    كن أول من يقيّم
 
الترلّي: لا أدرى ما معنى هذه الكلمة تماما، ولكنني أفهم أن المقصود بها المسخرة، والكلام الذي لا وجه له ولا قفا، وأهل مصر يضيفون لها لاما، فتصير ترلّلي، ومنه قول شوقي في الشوقيات:
صار شوقي أبا علي فـي الزمان الترللي
وجـنـاهـا  جناية لـيـس  فيها iiبأول
وهذا جواب سريع لهشام بيك.. وقصيدته السابقة وجوابنا من مجزوء المتقارب:
قرأتُ الحروف الترلّي فـخلِّ  النصيحة iiخلّ
ودع عنك عذلي iiعليها وعد  مثلما كنتَ iiقبلي
جـلستُ  أصحح iiفيها وضيعتُ وقتي iiوعقلي
ووالله شـعـرُك حـلوٌ كـمـثل حنان iiتصلّي
وإن كنت تطلب iiرأيي فـأجـملُ شعر iiمحلّي
*زهير
4 - أبريل - 2007
عليك سلام الله يا أم زهير    كن أول من يقيّم
 
بعد الاستئناس من صاحبة المجلس, والثناء عليها, والشكر لها, وهي أهل لكل فضل, شاملة لكل خير, متحلية بكل أدب.
 
أستاذنا الحبيب
 أيها العزيز:
 
أرفع بين يدي الكلمة: هذه التحيات الطيبات الزكيات إلى الكريمة أم الكرام , ولؤلؤة الشام  أم زهير, مقام الوالدة, أمتع الله بها, وأنالنا من بركات أنفاسها.
والحق أن أم زهير وإن كانت غائبة عن مجالسنا بأصل كيانها, فرجع صداها وطيف خيالها نحسه ونستشعره, وذي كلماتها وأنغامها وأشعارها حللا منشرة بين يدي المجالس في أظرف أشكالها وأجمل معارضها. إذ هي الأصل الثابت في الغرس, وفرعها السماوي يميد ملاحة ويتمدد ويتبسط ما شاء في كل نفس, وما أحسبه إلا نفحة من حب, أو مسحة من جمال, أو نشوة من شعر, قال لها الله كوني فكانته, فهو كالربيع جمالا وشبابا وظلالا..وفرحا لا ينتهي.
 
أما عن البيت الأخير من القصيدة فلما قرأته جعلت أتعجب كل العجب, فلعل سره يدخل في باب المكاشفة والفراسة, ولتعلمن نبأه بعد حين.
 
أما عن الصورة: فأقول: على الرأس والعين, تَرَقبْها قريبا..
 
~~~~~~~
 
وأما بعد, فإنه يتموج في نفسي شيء منذ أمد, و يتوثب إلي, ولا يكاد يستقر, ولا يزال يستعر حتى لكأنه جمرة تتلذع فيغلي بها الدم في رأسي, فإن شئت قلت فكرة متوجعة, وإن أردت قلت دمعة حزينة تئن تحت زفرات, فإن أبيت قلت حرقة تقيم بين الضلوع...
 
ذلك أنني نظرت نظرة في شعرك وأدبك, ثم أخرى في محلك من الناس وموضعك من الحياة, فقلت: إما أن الشعر غير الشعر, والطباع غير الطباع, وإما أن الناس لا تقرأ أو أنها تقرأ ولا تفهم, أو أنها تفهم بلا ذوق أو أنها تفعل كل ذلك لكن لا يغمرها الطرب ولا يهزها الوجد ولا يهيجها الشجو, أو أنها حظوظ الدنيا وقسمة التقادير...أو هي الدنيا نفسها تكيد أبناءها بأبنائها فتعطي اللئيم وتمنع الكريم.
 
ومد لي الفكر سببا إلى الخيال, وصور لي الخيال أن لو بعث الله شوقي من رقدته, على صورته أميرا حصيفا مكتمل الأداة, تام النزعة, ثقف الصنعة, وافر الشاعرية, و على هيئته التي كان عليها أيام كان سمعَ مصر وبصرَها, وقام فينا ينشر شعره, ويبث نظمه, وينفض على مسامع العرب روائعه وبدائعه, وجعل يختلف إلى نوادي الأدب, ومجالس السمار, ويقصد أبواب الجرائد والصحف,ويذهب ويجيء, ويغدو ويروح, أتراه بالغاً معنا عُشرَ ما بلغه مع قومه?? لا والله, والحق أن شوقي لو تأخر قليلا عن زمنه يوشك أن يكون خاملَ الذكر لا يدري به أحد.
فالنهضة العامة التي دبت في صدر القرن العشرين إلى النصف منه- وجعلت من الشرق نارا يتوقد لهيبها, ويستطير شررها, حتى أبرقت بشوقي, وأرعدت بالرافعي, وتدفقت بالأفغاني والنورسي, وتدافعت بعبده ورضا, وارتجت بقاسم وعلال وجبران...- قعدت بها عزائم الخلف الخامل, وجنى عليها نبت سوء انتشى مدامة الكسل, وخمرة الخمول والملل, وتلاشى في بقايا الأيام, واضمحل على عتبة الزمن, وانقلب عجوزا تتصبى وتتقتل أمام شباب الأمم.
 
إنني متبرم من شرق عجوز مسيخ, لا يبرم إلا عاد  يفسخ برمه, ولا يحكم إلا  ارتد ينقض غزله, يقتل أول ما يقتل النابغين من نشئه, فيطرحهم على حواشي الطرقات, وأبواب الكهوف المظلمة , ويستبقي الخاملين والغافلين يقيم بهم أوتاده المائلة, ويشد بهم أعماده الداثرة.
وأنت ترى الصحافة العربية إلى أين انحدرت بها الغثاثة في الأسلوب والركاكة في العبارة, فجنت على فنية الأدب, والجمال الأدبي الذي هو وجه من وجوه الوطن الجميل, وركن في ثقافته, وانزلقت بالذائقة الأدبية- للجماهير المتأدبة فضلا عن غيرها- في مهاوي مقبوحة, فصارت عرضة لغائلة البلادة الفكرية والأدبية جميعا, وأعظم بهما بلاء طوفانيا إذا نزل أقام وإذا أقام أطال.
ويرحم الله زمانا, كان فيه الرجل من العامة إذا سنحت له فرصة فألف توليفا جاء على هيئة تاريخ عبد الواحد المراكشي-الذي لم  يألف صاحبه سواه- مادة وبيانا, ولو لم يرغب إليه في ذلك لما عرف أحد عبد الواحد, ومثله ممن لم يرغب إليهم كثير.
وإني لآسف لهذه الحال, وإن مكانتك في الناس يا أستاذ وموضعك في الحياة هي مكانة الأدب فيهم وموضعه عندهم.
أما إذا سبح بنا الخيال فعكسنا معك ما طردنا مع شوقي فتلك أيام من الدهر يعلم الله أمجادها.
 
 
 
 
*طه أحمد
4 - أبريل - 2007
وتقدرون فتضحك الأقدار    كن أول من يقيّم
 
أخجلتم تواضعنا يا أستاذنا وحبيبنا طه أحمد المراكشي، ولا يليق بمقام قلمكم الماجد أن أتصرف بحذف بعض ما ورد في تعليقكم الذي غمرتموني فيه بالحب والحنان حتى تأذنوا لي بذلكولكنني مضطرٌّ أن أقسم بالله العظيم أنّ الأستاذ يقول ما يقوله غير عالم بما جرى اليوم في الإمارات، فخشيتي أن يظن الناس أنني زينت له ذلك طمعا بنيل إمارة الشعر العربي، التي أعلنت المسابقة عنها اليوم إمارة أبو ظبي في وسائل إعلامها المختلفة، تحت عنوان مشروع (أمير الشعراء) وسوف يتوج الفائز بتاج إمارة الشعر العربي، وميداليته الذهبية ويعطى جائزة فخمة قدرها مليون درهم إماراتي، كما سيمنح الفائز الثاني جائزة قدرها نصف مليون درهم ولقب نائب أمير الشعراء، والفائز الثالث (300) ألف درهم، والرابع (200) ألف درهم، ويمنح الخامس  (100) ألف درهم، وقد صححتُ البارحة بيدي نص المشروع قبل نشره في الصحف. ويشترط فيمن يتقدم للمسابقة ألا يقل عمره عن (18) عاما ولا يزيد عن (45) عاما، احتراما لكبار الشعرء الذين لا يزالون على قيد الحياة، وأنا واحد منهم على مذهب الأستاذ طه أحمد المراكشي .
ألستُ على حق يا أستاذ طه في أن أتخوف مما تخوفت منه.
شكري لحبك يا أستاذ أكبر من أن أناله بقلمي، وإنما أستملي ظلاله بيد شلاء، فهذا شكرك فكيف حبك، أم كيف زفرة المكلوم لما يقض مضاجعه في الأسحار. سلم الله جفنك إلا من دمعة الرضا.
إذا صح منك الود فالكل iiهين وكل الذي فوق التراب تراب
*زهير
4 - أبريل - 2007
أين المشكل ?    كن أول من يقيّم
 
 
مساء الخير عليكم جميعاً في هذا المجلس الذي سنعدل اسمه ربما إلىمطبات الزمن المتعثر " أو " أحاديث الوطن والشجن " ، وكنت تمنيت لو طال بنا السجال الشعري الممتع بطرافته وعفويته بين الأستاذين زهير وهشام عن " عصر الترللي " وكانت أحلى صوره : حنان وهي تصلي .
 
لكن مصادفة وقعت : وهي تقاطع حدث مع حدث كان يجب في بالنا ألا يلتقيا لئلا ...... ، إلا أنهما التقيا وهنا ومن دون قصد ، فهبت عاصفة : كل ما جاء في كلام الأستاذ طه صحيح وقوي ومعبر وليس فيه من المصادفة مع المناسبة سوى إثارته لموضوع المقارنة مع شوقي وهذا غير مهم ، وأستغرب بالمناسبة أنهم اختاروا لقب " أمير الشعراء " وهو خاص ولصيق بشوقي ، فلماذا لم يختاروا لقباً أخراً ? 
 
القصد من الجائزة هو أن تكون مناسبة لتكريم الشعر والشعراء ، وهذا جميل وإيجابي ، وقد ساهم الأستاذ طه على غير علم منه ، وبذات الوقت ، بتكريم شاعر مرموق على طريقته ، وهو غير مشترك بالمسابقة ، فأين المشكلة ? ( كلام المزح : في هذا الشرط المتعلق بالسن عدالة لمولانا لحسن ) ، أراها صدفة حلوة لولا أن الأستاذ طه كان متطلباً لبعض مظاهر التكريم التي لم يفت أوانها بعد ، إلا أن التكريم الحقيقي حاصل في كل يوم وفي كل وقت ،  وهو ما أراه وأشعره في الردود والكلام وردات الفعل على كل بيت وكل قصيدة وفي كل مناسبة فلما الاستعجال ? .....  
*ضياء
4 - أبريل - 2007
عواطف الأمومة الفياضة00    كن أول من يقيّم
 
الأم وأولادها لاينفصمان ،فهما معا يشكلان واحد لاشريك له ،وأى مساس بالولد هو مساس بالأم ، أزعم أن الذكر يضع بذرته ثم ينشغل بالحياة ، أما الأنثى فهى تعيش حياة الحمل المريرة والصعبة والقاسية والمؤلمة بين جنباتها وتعانى الوجع فى كل بدنها ومشاعرها ونفسيتها وأرقها وجوعها وعطشها
000
إنها تتألم وتحمل بداخلها ثقلا يمرضها ويشقيها ويوقف بعض نشاطها وهمتها وقوتها وشجاعتها ، تحمل بين صدرها الحياة والموت ، الأمل والفشل ، والفرح والحزن ،السعادة والشقاء
00
كنت أرصد مشاعر زوجتى حين حملها فى (بسمة ) ورأيت كم الألم القاسى والمدمر وإلى أى مدى يقتلها الألم والعذاب كلما قرب موعد الوضع 0
صحيح كنت أشاركها بعض ألمها 000لكن هيهات مابين الملقى فى النار ويشوى وبين الجالس أمام النار يصيبه بعض اللهيب والصهد والدخان
0000
أنا أزعم أن غريزة الأمومة هى غريزة امتلاك ليس بمفهوم الملكية وفقا لنصوص وأحكام القانون ،ولكن بمفهوم الحرص الشديد على المولود وديمومة حياته دون أن يمسه سوء أو مرض أو تعب أو أذى00
وأزعم أن الأم لاتبالى أن تهب وليدها حياتها أو جزءا منها ،إنه حياتها أو بعض حياتها ،عكس الأب تماما 0
أزعم أن المولود هو الوجه الآخر للأم ،بل هو روحها وعاطفتها ووجودها وعدمها ونورها وظلامها ونجاحها وفشلها 00
 
سؤال جاد وصادق ومن الأعماق 0
 
ما قيمة المرأة فى أى مجتمع أيا كان إن لم تكن أما ومعها أولادها ??????????????
سؤالى وأرجو ألا يشكل معضلة فأنا أطرحه وصادق فى طرحه وليس بقصد إهانة المرأة العاقر أو أى إمرأة ،فأنا أكن الإحترام لكل إنسان أيا كان نوعه أوجنسه  0
 
وهذه حكاية أراها يوميا مرات كثيرة ،لى قريب جاوز الستين عاما وقد تزوج فى مقتبل شبابه من إحدى بنات القرية ومرت الأيام والسنون تتوالى ولم يرزق بطفل من زوجته وهاجت أسرته وماجت فأصغر أشقائه تزوج وأنجب أكثر من ذكر  وانثى ،وانعقدت المجالس لحل هذه المشكلة العويصة التى تؤرق العائلة وتنزع من عيونها النوم ،وكذلك أسرة الزوجة وأن العيب من زوجها وليس منها ،وأصبحت الأحاديث ولا أحاديث الشرق الأوسط وحل مشكلة فلسطين وباقى المشاكل المتزايدة يوما بعد يوم00
وأتفق الزوجان على العيش معا وبدون إثارة مشكلة إنجاب أولاد والصمود والتصدى لكل من يحاول إثارة هذا الموضوع من الأسرتين أو من العائلة 00
 
أشعر وهذا شعورى الخاص بى وبعيدا عن المعاندة وكونى مثير الزوابع والعواصف وأنا مالى ومال الناس سيب كل واحد فى حاله ،أشعر بالحزن ،وأشعر بالغم ،وأشعر بعذابهما وأنظر إليهما بشفقة وقلة حيلة ،وأقول ماقيمة ما يصنعونه من كفاح وتراكم مالى وتعب فى أرضهما الزراعية وتربية المواشى ????????????
إلى من سيؤول ?????????
وإلى من يستمتع به ??????????
 
*عبدالرؤوف النويهى
5 - أبريل - 2007
 44  45  46  47  48