  | طبعي الغريب    كن أول من يقيّم   
 الشكر الشكر لك يا أستاذي الغالي , أعرف أنني لا أستحق هذا ولكني سأجمعك مع أستاذ الموسيقى العبقري سمير الحسن والذي يعلمني العزف على العود , وقد نصحني بترك الشطرنج والشعر وتدريس الرياضيات والتركيز على الموسيقى فقط , فأنا على حد زعمه ولدتُ لأكون موسيقياً !! 
وهذه مبالغة أُخرى أسوقها هنا ربما لأن كل إنسان يحب إظهار مزاياه وإخفاء سيآته !! 
   أما عن كتابة الشعر بهذه الطريقة , فقد أخبرتني بها قبلاً على الهاتف عدة مرات وهي بسيطة , وقد صلحتَ ما كتبتُ وأقول هنا أنني تضايقت من هذه الطريقة , فأحسستُ كأن الشعر ليس لي , ولأني مثل الأستاذ النويهي أُحب الحرية , فأنا أحب الشعر ( مفشكل ) على غير طريقة الكتب , بل وأحبه بخط اليد , وأحبه أيضاً مع بعض الهفوات , ........ ففي حلقة إبن الرومي تعبتُ وأنا أكتب شعره بطريقتي محاولاً مساواة ( الصدر بالعجز ) وحين تدخلت أناملك الألماسية ( مع اعتذاري منك وشكرك على جهدك ) أصبح الخط صغيراً , ولأنني لا أضع النظارات التي أكرهها جداً وحتى لا تقول فاطمة ( تعالوا شوفوا بابا دكتور وختيار ) فلم أعد أقرأها , فشكرا وشكرا وشكرا على جهدك معي واعذرني واعذرني واعذرني على طبعي الغريب !! 
______________ 
شكرا يا هشام بيك، ولكن هناك خدمة أخرى وهي تكبير الخط قبل نشره، ابحث عنها في شريط الخدمات، يمكنك بعد تنسيق الشعر تكبير الخط حسب مخاوفك من تعليقات فاطمة وراك وراك والزمن طويل  | *محمد هشام | 3 - أبريل - 2007 | 
  | عليك سلام الله يا أم زهير    كن أول من يقيّم   
 بعد الاستئناس من صاحبة المجلس, والثناء عليها, والشكر لها, وهي أهل لكل فضل, شاملة لكل خير, متحلية بكل أدب. 
أستاذنا الحبيب 
 أيها العزيز: 
  
أرفع بين يدي الكلمة: هذه التحيات الطيبات الزكيات إلى الكريمة أم الكرام , ولؤلؤة الشام  أم زهير, مقام الوالدة, أمتع الله بها, وأنالنا من بركات أنفاسها. 
والحق أن أم زهير وإن كانت غائبة عن مجالسنا بأصل كيانها, فرجع صداها وطيف خيالها نحسه ونستشعره, وذي كلماتها وأنغامها وأشعارها حللا منشرة بين يدي المجالس في أظرف أشكالها وأجمل معارضها. إذ هي الأصل الثابت في الغرس, وفرعها السماوي يميد ملاحة ويتمدد ويتبسط ما شاء في كل نفس, وما أحسبه إلا نفحة من حب, أو مسحة من جمال, أو نشوة من شعر, قال لها الله كوني فكانته, فهو كالربيع جمالا وشبابا وظلالا..وفرحا لا ينتهي. 
  
أما عن البيت الأخير من القصيدة فلما قرأته جعلت أتعجب كل العجب, فلعل سره يدخل في باب المكاشفة والفراسة, ولتعلمن نبأه بعد حين. 
  
أما عن الصورة: فأقول: على الرأس والعين, تَرَقبْها قريبا.. 
  
~~~~~~~ 
  
وأما بعد, فإنه يتموج في نفسي شيء منذ أمد, و يتوثب إلي, ولا يكاد يستقر, ولا يزال يستعر حتى لكأنه جمرة تتلذع فيغلي بها الدم في رأسي, فإن شئت قلت فكرة متوجعة, وإن أردت قلت دمعة حزينة تئن تحت زفرات, فإن أبيت قلت حرقة تقيم بين الضلوع... 
  
ذلك أنني نظرت نظرة في شعرك وأدبك, ثم أخرى في محلك من الناس وموضعك من الحياة, فقلت: إما أن الشعر غير الشعر, والطباع غير الطباع, وإما أن الناس لا تقرأ أو أنها تقرأ ولا تفهم, أو أنها تفهم بلا ذوق أو أنها تفعل كل ذلك لكن لا يغمرها الطرب ولا يهزها الوجد ولا يهيجها الشجو, أو أنها حظوظ الدنيا وقسمة التقادير...أو هي الدنيا نفسها تكيد أبناءها بأبنائها فتعطي اللئيم وتمنع الكريم. 
  
ومد لي الفكر سببا إلى الخيال, وصور لي الخيال أن لو بعث الله شوقي من رقدته, على صورته أميرا حصيفا مكتمل الأداة, تام النزعة, ثقف الصنعة, وافر الشاعرية, و على هيئته التي كان عليها أيام كان سمعَ مصر وبصرَها, وقام فينا ينشر شعره, ويبث نظمه, وينفض على مسامع العرب روائعه وبدائعه, وجعل يختلف إلى نوادي الأدب, ومجالس السمار, ويقصد أبواب الجرائد والصحف,ويذهب ويجيء, ويغدو ويروح, أتراه بالغاً معنا عُشرَ ما بلغه مع قومه?? لا والله, والحق أن شوقي لو تأخر قليلا عن زمنه يوشك أن يكون خاملَ الذكر لا يدري به أحد. 
فالنهضة العامة التي دبت في صدر القرن العشرين إلى النصف منه- وجعلت من الشرق نارا يتوقد لهيبها, ويستطير شررها, حتى أبرقت بشوقي, وأرعدت بالرافعي, وتدفقت بالأفغاني والنورسي, وتدافعت بعبده ورضا, وارتجت بقاسم وعلال وجبران...- قعدت بها عزائم الخلف الخامل, وجنى عليها نبت سوء انتشى مدامة الكسل, وخمرة الخمول والملل, وتلاشى في بقايا الأيام, واضمحل على عتبة الزمن, وانقلب عجوزا تتصبى وتتقتل أمام شباب الأمم. 
  
إنني متبرم من شرق عجوز مسيخ, لا يبرم إلا عاد  يفسخ برمه, ولا يحكم إلا  ارتد ينقض غزله, يقتل أول ما يقتل النابغين من نشئه, فيطرحهم على حواشي الطرقات, وأبواب الكهوف المظلمة , ويستبقي الخاملين والغافلين يقيم بهم أوتاده المائلة, ويشد بهم أعماده الداثرة. 
وأنت ترى الصحافة العربية إلى أين انحدرت بها الغثاثة في الأسلوب والركاكة في العبارة, فجنت على فنية الأدب, والجمال الأدبي الذي هو وجه من وجوه الوطن الجميل, وركن في ثقافته, وانزلقت بالذائقة الأدبية- للجماهير المتأدبة فضلا عن غيرها- في مهاوي مقبوحة, فصارت عرضة لغائلة البلادة الفكرية والأدبية جميعا, وأعظم بهما بلاء طوفانيا إذا نزل أقام وإذا أقام أطال. 
ويرحم الله زمانا, كان فيه الرجل من العامة إذا سنحت له فرصة فألف توليفا جاء على هيئة تاريخ عبد الواحد المراكشي-الذي لم  يألف صاحبه سواه- مادة وبيانا, ولو لم يرغب إليه في ذلك لما عرف أحد عبد الواحد, ومثله ممن لم يرغب إليهم كثير. 
وإني لآسف لهذه الحال, وإن مكانتك في الناس يا أستاذ وموضعك في الحياة هي مكانة الأدب فيهم وموضعه عندهم. 
أما إذا سبح بنا الخيال فعكسنا معك ما طردنا مع شوقي فتلك أيام من الدهر يعلم الله أمجادها. 
  
  
  
   | *طه  أحمد | 4 - أبريل - 2007 |