البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 41  42  43  44  45 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لاحول ولاقوة إلا بالله    كن أول من يقيّم
 
لا حول ولا قوة إلا بالله ,
 سافر الأستاذ زهير قبل ظهر اليوم إلى دمشق لقبول التعازي بوفاة والده رحمه الله , وكنت آخر من كلمه في مطار أبوظبي حيث وجد مقعداً على الطائرة القطرية في آخر لحظه , ودخل الطائرة وهو حاملاً هم مجالس الوراق , ووعدني أنه سيحاول التواصل من دمشق في إجازته التي ستستمر حتى 1532007
نتمنى له العودة وقد لملم جراحاته وإنا لله وإنا إليه راجعون
*محمد هشام
2 - مارس - 2007
يرحم الله أبي ......    كن أول من يقيّم
 
 ويرحم الله والدك يا أستاذ زهير ، ويكفيه وجع الأيام التي لا ترحم !
 ويرحم الله أبي الذي تجرعت كأس فراقه عام 1994م
وهذه صورته أقدمها بين تعازيّ لتكون عزائي أيضا كلما جلست لكاتبة هذه التباريح
 
 وهكذا يتخطف منا الموت الأهل ومن أحببنا ليعيدنا في كل مرة إلى الأرض ، كالأطفال  نحبو عليها من جديد . وفي كل مرة نعيد كرتنا مع الزمان ، ونعود لننسج مع الوقت وشائج وعلائق جديدة ننسلها من روحنا ومن أبداننا ومن تذكار هنيهات سعيدة كانت فيها النفس على سجيتها تسبح في نقطة من سطور الزمن : تذكار هنيهات تشدنا إليها بهذا الرباط المكتوم الهوية ، هذا الرباط الغريب المصنوع من مادة غريبة لا نعرف كنهها . وفجأة ، وكما في كل مرة : نجد بأننا في العراء من جديد ، حيث الريح تصفر ، وبأننا بلا غطاء ولا حذاء ، وبأننا في أرض غريبة ، وفي غيبة الأيدي النظيفة ، تمسح عنا وحل الليالي ، وتحنو على كتف قد أمالها طول العناء  .....
 
 تغتالني الأوجاع ، تقتص مني كأنني عاندتها ، تقتص مني لأنني كابدتها ، تتخطف مني الصديقة والصديق ، تتخطف مني علامات الطريق .
 
أبي ونور عيوني في الحياة iiأبي فمن سيدخل في عيني ويخطفه ?
وما حسدت على شيء كمثل أبي ولا رأيـت نـظـيرا فيه يخلفه
 
بـحسنه  كان سحرا أم iiبرقته وظرفه كان أحلى أم تصوفه ?
يحصي  لياليك مرتاعا iiلفرقتها وليس تحصي الليالي ما يشرفه
 
*ضياء
4 - مارس - 2007
تعزية..    كن أول من يقيّم
 
Image hosted by allyoucanupload.com
 
 
* مشاركة الأستاذ زهير في ذكرى وفاة شاعر الإسلام محمد إقبال، ويبدو في الصورة والده رحمه الله في الصف الثالث، يرتدي طاقية بيضاء منهمكا في التصفيق، وإلى يساره زوجته الكريمة.
 
* عظم الله أجركم أستاذنا العزيز و تقبل تعازي أسرتي في وفاة والدكم المرحوم أحمد ظاظا وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 
- ندى (بنت الأكوح)..
*abdelhafid
4 - مارس - 2007
أظنه البوطي    كن أول من يقيّم
 
شكراً لك أستاذ عبد الحفيظ على هذه الصوره الجميله , وأظن أنه يظهر في الصف الأول في المنتصف , العلامة محمد سعيد رمضان البوطي , وللأسف فقد تجنى على الأستاذ البوطي على صفحات الوراق أحد الذين يجهلون البوطي , ولا أدري لماذا التجني على من نجهلهم , أليس من الأفضل أن نقرأ الأخر ??
......... 
بعد سفر الأستاذ زهير جفت قليلاً واحة الوراق , أدعو له بالعوده سالماً لتعود الحراره لصفحات الوراق .
ــــــــــــــــــــــــــ
أصبت يا أبا هاشم، وكانت كلمة د. البوطي عقب كلمتي حسب ترتيب الحفل، فافتح كلمته بالتعقيب على ما شاركت به من شعر (جناح جبريل) في تلك الأمسية.  (زهير)
*محمد هشام
6 - مارس - 2007
الوراق في دمشق    كن أول من يقيّم
 
الوراق ومجالسه كانا حديثي في كل سهرة قضيتها، في أحياء دمشق وريفها، من المليحة ودوما شرقا إلى عين الفيجة غربا، ومن معربا والتل شمالا إلى المزة والكسوة جنوبا، والأسئلة تنهال عليّ عن مولانا بنلفقيه وأستاذنا عبد الحفيظ، و(بنت الأكوح) وشيخنا منصور مهران، وشيخنا طه أحمد المراكشي، وشاعرنا (صادق السعدي) وفارس أرغن سعيد أوبيد الهرغي، ورافع لواء الحرية عبد الرؤوف النويهي وفيلسوفنا المشاغب (يحيى رفاعي باشا) والأديب الساخر (محمد هشام الأرغا) ووزته وكازوزته، والأستاذة الغالية يمامة، وشاعرتنا (أم الرضا) وشاعرنا محمود الدمنهوري،  وصديقنا الراوي يوسف أحمد الزيات، وصديقنا جميل لحام، والنورس المهاجر ? والبحار الغواص. وكان السؤال عن ضياء خانم يلازمني كخيال الظل، وكلما التقيت صديقا سمعت منه ما يحفظ من (راكب الأمواج) و(عقد تموز) وإخوته، و(حلق وعلق) و(قبة الكنزة) و(ذكريات مسموم) و(غناء الكروان) ويوميات البحار، و(دو ويك) وقصائد الحرب والسلام، والود والخصام، وبما أن الأجواء كانت أجواء التحضير لانتخابات مجلس الشعب، فقد اتفقت كلمة أصدقائي أن ضياء خانم لو كانت سورية ودخلت معركة الانتخابات فسوف يتصدر اسمها قائمة الفائزات بلا منازع.
واستفدت من ذلك أن المشاركة في المجالس ليست معيارا لمعرفة أعداد المشاركين في الوراق والمتابعين لما ينشر في المجالس، فليس كل المشاركين يساهمون بالتعليق، إما لعدم معرفتهم طرق النشر، وإما لعدم امتلاكهم بريدا ألكترونيا، وإما لبطء حركة الخطوط على الشبكة،  ورأيت بنفسي صعوبة التنقل في الوراق بسبب ضعف آليات البث على الشبكة في دمشق.  
*زهير
16 - مارس - 2007
أصلي وأصل شكسبير    كن أول من يقيّم
 
 
الحمد لله على سلامتك أستاذنا العزيز وجعلها الله خاتمة الأحزان .
 
أسعدني حديثك عن دمشق ومجالس الوراق فيها وأغراني بالترشح للنيابة . هي مهنة تناسبني تماماً لأنني غالباً ما أرى نواب مجلس الشعب نائمين في مقاعدهم أثناء الجلسة ( أربعة أو خمسة منهم على الأقل ) ، وهذا هين علي . أما بالنسبة للجنسية فنحن سوريو الأصل ، وربما يكون لعائلتنا أثر في السجلات لا يزال إذا عدنا نحو المئة والعشرين سنة إلى الوراء ، إذا كان هناك سجلات وقيد نفوس .
 
هذه الحكاية ذكرتني بطرفة  حدثت منذ زمن طويل سأرويها لكم ، ولا داعي لأن أعلق عليها فهي تكتفي بذاتها ، وأنا أرويها للنكتة ليس إلا .
 
من مصائب الحرب الأهلية اللبنانية أنها جرت بعض المبدعين إلى بلاهتها ، أبرزهم كان شاعرنا الكبير الأستاذ سعيد عقل والذي كان قد انساق حينها  لتأييد أفكار تنظيم " حراس الأرز " اليميني - المسيحي المتطرف ، فكان يروج لدعاوي ذلك الحزب وايديولوجيتة العنصرية ، فيتبنى أفكاراً مضحكة - مبكية ، لأنها ذات نتائج خطيرة ، من نوع :  " أن كل العباقرة في التاريخ أصلهم لبناني " .
 
كنا بعيد الجولة الأولى للحرب التي امتدت حتى عام 1978 ، وكنا دائماً بلاماء ولا كهرباء في أغلب الأيام ، وهي الحاجة التي دعت بواحدة من قريباتنا للمجيء لعندنا لكي تستحم يومها ، لأن الماء في حيهم كانت مقطوعة ، وهذا ما كان يحصل غالباً . كانت أختي تستضيف صديقة لها لم ترها منذ زمن طويل وأصرت عليها بأن ترافقها إلى المطبخ لتحضير ركوة القهوة . كنت هناك ، وكانت قريبتنا تلك في الحمام الملاصق للمطبخ تغتسل .
 
كان الحديث يدور حول سعيد عقل ونظريته الجديدة في " أصل العبقرية " فكانت أختي ، وقد استبدت بها نشوة الحديث ، تقوم باستعراض اسماء العباقرة في التاريخ على صديقتنا تلك محاولة استنفاذ الأمثلة التي ساقها سعيد عقل ، والزيادة عليها أحياناً ، وكانت من نوع أن شكسبير ( وهو ليس الشيخ زبير كما ذكر عبد الحفيظ في أحد تعليقاته ، بل هو بحسب معلومات أختي وسعيد عقل ، لبناني من قرية الشيخ إسبر على ما أذكر ولا تسألوني أين تقع هذه القرية لأنني لا أعرف ) أصله لبناني ، وموزارت وبيتهوفن ونيتشه وانشتاين وروسو ولامارتين ........ والقائمة طويلة .
 
وكانت صديقتنا هذه مصغية بكل انتباه ، وكلما تلت عليها أختي اسماً من الأسماء صاحت بتعجب : " مش معقول ، وهيدا كمان ? " حتى وصلت إلى شكسبير فندهت : " وشكسبير كمان أصله لبناني ? "
 
في هذه اللحظة بالذات ، يفتح باب الحمام ، وتطل قريبتنا المستحمة برأسها من وراء الباب ورغوة الصابون تكسو وجهها وشعرها ، وهي تحاول فتح عينيها بصعوبة بالغة ، لتتدخل بالحديث الذي كانت تسمعه من وراء الباب ، ويستدعي منها التدخل على وجه السرعة ، لأنه لا يحتمل التأجيل ، موجهة الكلام إلى أختي ، صاحبة الأطروحة ، وهي تقول لها بالكثير من التهكم والاستعلاء :
 
" كل العباقرة أصلهم لبناني يا شاطرة ، ما عداك أنت ، أصلك سوري ! " 
 
 ثم تعود لتغلق الباب بعدها ، بعد ان ارتاحت من عناء تلك الكلمة التي كادت تنغص عليها حمامها .
 
 
*ضياء
17 - مارس - 2007
لامية شوقي في رثاء يوسف العظمة    كن أول من يقيّم
 
مساء الخير أستاذتي العزيزة ضياء خانم: ذكرني حديثك والحديث شجون بيوم ميسلون وبطله، وقصة طرده من بيروت حيث كان مقر مكتب وزارة الدفاع التي أسندت إليه في حكومة الملك فيصل، وكان الظن أنها حكومة تضم سورية ولبنان، وقد وثق المرحوم محمد رشيد رضا هذه القصة منذ طرد يوسف العظمة من بيروت وحتى سقوطه شهيدا يوم ميسلون، وأعدتُ أنا نشر هذه اليوميات في ذيل نشرة دار السويدي لكتاب (رحلتان إلى سورية) وكان محمد رشيد رضا من أركان تلك الحكومة، ويعترف في تلك اليوميات أنه هو الذي قتل يوسف العظمة بسبب كلمات وجهها إليه، تتضمن التقريع على ما حدث قبل يوم ميسلون، ويطيب لي هنا أن أزين هذا الملف برائعة شوقي في رثاء بطل ميسلون، هدية عالية لأستاذتي الغالية
حَـيـاةٌ  مـا نُـريدُ لَها iiزِيالا وَدُنـيـا  لا نَـوَدُّ لَـها اِنتِقالا
وَعَـيشٌ في أُصولِ المَوتِ iiسُمٌّ عُـصـارَتُهُ وَإِن بَسَطَ iiالظِلالا
وَأَيّـامٌ تَـطـيـرُ بِـنا iiسَحاباً وَإِن خـيـلَـت تَدِبُّ بِنا iiنِمالا
نُـريها في الضَميرِ هَوىً وَحُبّاً وَنُـسـمِـعُها  التَبرُّمَ iiوَالمَلالا
قِـصارٌ حينَ نَجري اللَهوَ iiفيها طِـوالٌ  حـيـنَ نَقطَعُها فِعالا
وَلَـم  تَـضُقِ الحَياةُ بِنا iiوَلَكِن زِحـامُ  الـسوءِ ضَيَّقَها iiمَجالا
وَلَـم تَـقـتُـل بِراحَتِها iiبَنيها وَلَـكِـن  سابَقوا المَوتَ اِقتِتالا
وَلَـو زادَ الـحَياةَ الناسُ iiسَعياً وَإِخـلاصـاً  لَـزادَتهُم iiجَمالا
كَـأنَّ  الـلَـهَ إِذ قَسَمَ iiالمَعالي لِأَهـلِ الـواجِبِ اِدَّخَرَ iiالكَمالا
تَـرى  جِدّاً وَلَستَ تَرى iiعَلَيهِم وُلـوعـاً  بِالصَغائِرِ iiوَاِشتِغالا
وَلَـيـسوا أَرغَدَ الأَحياءِ iiعَيشاً وَلَـكِـن  أَنـعَـمَ الأَحياءِ بالا
إِذا  فَـعَـلوا فَخَيرُ الناسِ iiفِعلاً وَإِن  قـالـوا فَـأَكرَمُهُم iiمَقالا
وَإِن سَـأَلَتهُمو الأَوطانُ iiأَعطَوا دَمـاً حُـرّاً وَأَبـنـاءً iiوَمـالا
بَـني  البَلَدِ الشَقيقِ عَزاءَ iiجارٍ أَهـابَ  بِـدَمـعِهِ شَجَنٌ iiفَسالا
قَـضـى بِالأَمسِ لِلأَبطالِ iiحَقّاً وَأَضـحى اليَومَ بِالشُهَداءِ غالى
يُـعَـظِّـمُ  كُـلَّ جُهدٍ iiعَبقَرِيٍّ أَكـانَ  الـسِـلمَ أَم كانَ iiالقِتالا
وَمـا زِلـنـا إِذا دَهَتِ الرَزايا كَـأَرحَـمِ  ما يَكونُ البَيتُ iiآلا
وَقَـد  أَنسى الإِساءَةَ مِن حَسودٍ وَلا أَنـسـى الصَنيعَةَ iiوَالفِعالا
ذَكَـرتُ الـمِهرَجانَ وَقَد iiتَجَلّى وَوَفـدَ  الـمَشرِقَينِ وَقَد iiتَوالى
وَداري  بَـينَ أَعراسِ iiالقَوافي وَقَـد جُـلِـيَت سَماءً لا iiتُعالى
تَـسَـلَّلَ في الزِحامِ إِلَيَّ iiنِضوٌ مِـنَ الأَحـرارِ تَـحسَبُهُ خَيالا
رَسـولُ  الـصابِرينَ أَلَمَّ iiوَهناً وَبَـلَّـغَـنـي التَحِيَّةَ وَالسُؤالا
دَنـا مِـنّـي فَـنـاوَلَني كِتاباً أَحَـسَّـت راحَـتايَ لَهُ iiجَلالا
وَجَـدتُ دَمَ الأُسودِ عَلَيهِ iiمِسكاً وَكانَ الأَصلُ في المِسكِ الغَزالا
كَـأَنَّ  أَسـامِـيَ الأَبطالِ iiفيهِ حَـوامـيِـمٌ عَـلى رِقٍّ iiتَتالى
رُواةُ قَـصـائِـدي قَد iiرَتَّلوها وَغَـنَّـوهـا الأَسِنَّةَ iiوَالنِصالا
إِذا رَكَـزوا الـقَنا اِنتَقَلوا iiإِلَيها فَـكـانَت  في الخِيامِ لَهُم iiنِقالا
بَـنـي  سـورِيَّةَ اِلتَئِموا كَيَومٍ خَـرَجـتُم  تَطلُبونَ بِهِ iiالنِزالا
سَـلـو الـحُرِيَّةَ الزَهراءَ iiعَنّا وَعَـنـكُم  هَل أَذاقَتنا iiالوِصالا
وَهَـل نِـلـنـا كِلانا اليَومَ إِلّا عَـراقـيبَ  المَواعِدِ iiوَالمِطالا
عَـرَفتُم مَهرَها فَمَهَرتُموها ii دماً صَـبَـغَ  الـسَباسِبَ iiوَالدِغالا
وَقُـمـتُـم دونَها حَتّى خَضَبتُم هَـوادِجَـها الشَريفَةَ iiوَالحِجالا
دَعـوا  في الناسِ مَفتوناً iiجَباناً يَـقولُ  الحَربُ قَد كانَت iiوَبالا
أَيُـطـلَـبُ حَقَّهُم بِالروحِ iiقَومٌ فَـتَـسمَعُ قائِلاً رَكِبوا iiالضَلالا
وَكـونـوا حائِطاً لا صَدعَ iiفيهِ وَصَـفّـاً  لا يُـرَقَّعُ iiبِالكَسالى
وَعـيشوا  في ظِلالِ السِلمِ iiكَدّاً فَـلَـيـسَ السِلمُ عَجزاً وَاِتِّكالا
وَلَـكِـن أَبَـعدَ اليَومَينِ iiمَرمىً وَخَـيـرَهُـما لَكُم نُصحاً iiوَآلا
وَلَـيسَ الحَربُ مَركَبَ كُلِّ يَومٍ وَلا الـدَمُ كُـلَّ آوِنَـةٍ حَـلالا
سَـأَذكُـرُ  ما حَيِّتُ جِدارَ iiقَبرٍ بِـظـاهِرِ  جِلَّقٍ رَكِبَ iiالرِمالا
مُـقـيـمٍ مـا أَقامَت iiمَيسَلونٌ يًذكِّرُ مَصرَعَ الأُسْدِ iiالشِبالا
لَـقَـد أَوحـى إِلَيَّ بِما شَجاني كَـما توحي القُبورُ إِلى iiالثَكالى
تَـغَـيَّبَ  عَظمَةُ العَظَماتِ iiفيهِ وَأَوَّلُ سَـيِّـدٍ لَـقِـيَ iiالـنِبالا
كَـأَنَّ  بُـنـاتَـهُ رَفَعوا iiمَناراً مِنَ  الإِخلاصِ أَو نَصَبوا iiمِثالا
سِراجُ الحَقِّ في ثَبَجِ iiالصَحارى تَـهـابُ الـعاصِفاتُ لَهُ iiذُبالا
تَـرى نـورَ الـعَقيدَةِ في ثَراهُ وَتَـنـشَقُ  في جَوانِبِهِ iiالخِلالا
مَـشى وَمَشَت فَيالِقُ مِن iiفَرَنسا تَـجُـرُّ مَطارِفَ الظَفَرِ اِختِيالا
مَـلَأنَ الـجَـوَّ أَسـلِحَةً iiخِفاقاً وَوَجـهَ الأَرضِ أَسـلِحَةً iiثِقالا
وَأَرسَـلـنَ  الرِياحَ عَلَيهِ iiناراً فَـما حَفَلَ الجَنوبُ وَلا iiالشَمالا
سَـلـوهُ هَل تَرَجَّلَ في iiهُبوبٍ مِـنَ الـنيرانِ أَرجَلَتِ iiالجِبالا
أَقـامَ  نَـهـارَهُ يُـلقي iiوَيَلقى فَـلَمّا زالَ قُرصُ الشَمسِ iiزالا
وَصـاحَ  نَـرى بِهِ قَيدَ iiالمَنايا وَلَستَ تَرى الشَكيمَ وَلا iiالشِكالا
فَـكُـفِّـنَ بِالصَوارِمِ iiوَالعَوالي وَغُيِّبَ حَيثُ جالَ وَحَيثُ iiصالا
إِذا مَـرَّت بِـهِ الأَجيالُ iiتَترى سَـمِـعـتَ لَها أَزيزاً iiوَاِبتِهالا
تَـعَـلَّقَ  في ضَمائِرِهِم iiصَليباً وَحَـلَّـقَ  في سَرائِرِهِم iiهِلالا
*زهير
18 - مارس - 2007
ضيف جديد على هذه الواحة الرائعة    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم
 
طالما سمعت الأستاذ زهير في مجالسنا التي جمعتني به وفي احاديثنا الهاتفية المتباعدة يشيد بملهمته ضياء خانم وكنت اقتطف لحظات من الزمن من تحت ركام الاشغال على كثرتها كي اتابع من بعيد بعض السجالات التي تدور على صفحات هذا المنبر الثقافي المتميز، ولكن لم يقيض لي فرصة المشاركة الفاعلة بسبب انهماكي المتواصل وتفلت الوقت مني. لكنني أمس وبينما كنت أزوره لأعزيه بوفاة والده الحبيب رحمه الله كان جل حديثه منصب كعادته على الوراق ومجالسه المتألقة، وبالطبع لم يخل الأمر من ذكر ضياء خانم وما تتميز به من أفق واسع ورزانة لا تخفى على لبيب. هذه مشاركة أولى لي أحببت فيها أن ألقي السلام وأطلب الإذن بالكلام وسأسعى في قابل الأيام أن أساهم فيها وأذكر طرفا مما مر به أو اطلعت عليه مما يصلح للنشر دون أن يثير عواقب لا تحمد. ولي عودة.
*بسام
19 - مارس - 2007
الدوغماتية...همساً    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
قضيتُ وقتاً طويلاً خلال الإسبوع الماضي وأنا أقرأ في مجالس الوراق المشاركات والنقاشات القديمة التي أفادتني على نطاق المعرفة وعلى نطاق الفكر , وعرفتني أكثر بالكتاب الكبار المساهمين في هذه المجالس , ولأن الأمور دائرية كما اتفقنا من قبل فقد ربطتُ المساهمات القديمة بالجديدة ومواقف السراة الثابتة والمتغيرة فصرت أحس بدوار , دوار من المعرفة أو الجهل , فقرأتُ أكثر وبقي أكثر , واستخدمتُ النظارات لأول مرة , وشاهدتني إبنتي فاطمة ( 3 سنوات ) فسألتني باستغراب : أنتَ دكتور ??  وأجبتها : لا أنا (ختيار) , وبعد يومين قالت للمدرّسة : بابا ختيار ودكتور .
فاطمة صدقتني وصدقت نفسها , ولأنها تملك معرفة أكيدة عندها فهي لم تغير رأيها , ولأنها أيضاً تثق بي فقد صدقتني وعلى هذا لم تغير معرفتها بل أضافت إليها معرفة جديدة , فأنا دكتور لمعرفتها أن الدكتور يضع نظارات , وأنا ختيار لأنها تصدقني
مادخل هذا بالمجالس ? 
وجدتُ بالمجالس أن معظم الكتاب يمتلكون القدرة على القبول بالآخر والتحاور معه وتغيير القناعات التي يثبت أنها خاطئة، وهذا أسعدني , ووجدتُ القليل من الكتاب يحاولون مصادرة رأي الآخر ووضعه في ( محاكم التفتيش ) كما عبر أحد الأساتذة في المجالس .
وذكرني هذا بمقالة كتبتها منذ  حوالي عشرين سنة , وقد كنتُ أكتب آنذاك زاوية أسبوعية في الصحيفة الرسمية وكان موضوع زاويتي الشطرنج وكان مكانها صفحة الرياضة , ولكن ( مثل مجالسنا ) كان الكلام يخرج دائماً عن موضوع الشطرنج والرياضة ليدخل في كل موضوع وكل شيء... ويوماً بعد يوم صارت رسائلي البريدية ( ولم يكن آنذاك أنترنت ) ضخمة جداً , ومعظمها ممن لا يتابعون الشطرنج , وذات يوم كتبتُ زاويتي عن بطل العالم السابق فاسيلي سميسلوف , وقد كتبتُ عنه أنه المبدع الذي رفض النظرة الأحادية الجامدة في الشطرنج , ونادى للتخلص من ( الدوغماتية ) , وكان عنوان المقالة : فلنتحرر من الدوغماتية !
ولأن العنوان كان مؤذياً , فقد عاتبني رئيس التحرير آنذاك ( جان ألكسان) ولفت انتباهي إلى أن هذه الصحيفة رسمية تنطق باسم الدولة , وأن المسؤولين أول مايفعلونه صباحاً هو قراءة هذه الصحيفة , ..
وهكذا .......لأنهم يقرؤونها حتى قبل دخولهم الحمام !   وذلك ليس بدافع ثقافي أو معرفي بل للإطمئنان على أنهم سيستمرون أكثر على كراسيهم ليخدموا الوطن , وحساباتهم المصرفية 
 وهكذا توقفت هذه الزاوية , وارتحتُ قليلاً من قراءة الرسائل , ومن الشتائم التي حوته بعضها !
ولو كان لهم ثقافة ابنتي فاطمة لعرفوا وقتها أن الدوغماتية التي أول ما أُطلقت كمصطلح على استبداد ستالين , أصبحت فيما بعد مصطلحاً أدبياً وفنياً , وأنني أجعلها مصطلحاً شطرنجيا ً, وإن كنت أغمز أحياناً غمزاً وأهمسُ همساً , لكن هذا الهمس أزعج بعض الآذان 
*محمد هشام
19 - مارس - 2007
على عجل    كن أول من يقيّم
 
 
أعتذر لمروري السريع وكان لا بد من أن أشكر الأستاذ زهير على قصيدة أحمد شوقي الرائعة التي زين بها جدران هذا المجلس والتي هزت كياني عند قراءتي لها ، وكنت بها جاهلة تماماً ، ورغم بعد المسافة الزمنية التي تفصلنا عنها وعن أحداثها ، لكن " كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا " .
 
ولا بد من إعلان ترحيبنا بالأستاذ الكريم بسام وورود كلماته العطرات . صدقني يا أستاذ بسام بأنني لست سوى بياعة بطاطا ، لكن القرعة وقعت علي لسبب لا أدريه ، كل هذا الكلام يتجاوزني من بعيد ولا دور لي فيه ، وليس شعوري الداخلي إلا كمثل شعور فاطمة بنت الأستاذ هشام ، وثقتي كثقتها تماماً . على أية حال ، نحن بانتظار مشاركاتك وبدون أدنى تحفظ .
 
تحياتي إلى الأستاذ عبد الحفيظ والحبيبة ندى وشكري الخالص هنا نيابة عن ملف النباتات .
 
وسيكون لنا عودة يا أستاذ هشام إلى المتنبي وابن الرومي وربما للدوغمائية أيضاً .
*ضياء
19 - مارس - 2007
 41  42  43  44  45