البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 40  41  42  43  44 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
صباح الخيرأستاذ زهير    كن أول من يقيّم
 
يبدو أن المشكلة عندنا ،فتأكيدا لما ورد في تعليق أستاذنا بنلفقيه ، فالصور التي أرسلتها مؤخرا
لم يعد يظهر منها عندي إلا  جواد وكاريكاتور السويسري ..مع الأسف أنا أيضا لا أفهم
في مثل هذه المجالات التقنية ، أمي تقريبا ،
حاولت إرسال الصور إلى زاوية ،صور من مدينتك ، والنتيجة تكون دائما :
- نوع الملف غير مقبول ، الأنواع المقبولة هي فقط :gif -jpeg علما بأنني
أستعمل في التصوير كاميرا الحاسوب (العادية جدا ) .
 
-ألحت علي ندى أن أرسل لك هذه الصورة ، أخذتها لي بعد رجوعي الى البيت من Image hosted by allyoucanupload.com
مباراة في كرة القدم .. استمتعت بها.. ( وربما أمتعت ! )  أحبها ، يا أستاذ زهير..
 
*يمكن حذف المشاركة بعد الاطلاع عليها ، والمعذرة من الأستاذة ضياء
إن أقحمنا مثل هذه المشاركات التي لا تأتي دائما في السياق ..
*abdelhafid
16 - فبراير - 2007
عقد شباط (فبراير)    كن أول من يقيّم
 
 
لم أكن أتوقع أن أعود ثانية لكتابة الشعر بعدما نويت جادا أن أترك الشعر شهورا وريما سنين، ولكن هذه المفاجأة الرائعة ليس بالسهل أن تمر هكذا ، وكأن شيئا لم يكن، ولا شك عندي أن كل الأصدقاء يراهنون أنني سأخرق عهدي غير مختار، وهكذا كنت أتحسر أن عقود أستاذتي لم تتم، فقدر الله لها أن تتم بهذه الصورة الخالدة التي رافقنا طيفها منذ آذار الماضي، وأقول ليحيى السويسري، لو كنت لا أعد كلامك من قبيل المزح لسارعت إلى حذفه، أو تعديله، وأتمنى أن تزيدنا من مزحك هذا الذي يرغمني على أن أتدخل في تلوينه أيضا، من قبيل التودد، وسوف أتشفى منك في عقد شباط، وعلى نفسها جنت براقش
نـشط  الشعر iiكالفلق بـعـدما خلته احترق
ورمـى فوق iiزورقي موج بسكور من iiورق
صـورة ليس iiصورة مـطر  الورد iiوالعبق
مـتـعة الصب iiدفقها كـلـمـا قـلبه iiخفق
مـثـلـما الفل iiينثني ونـدى تـلبس الحلق
والـخـزامى iiوراءها والأمـازيغ  في iiنسق
صـورة ليس iiصورة قـمـر يرتدي iiالشفق
وقـميصا  من iiالشذى ووشـاحـا من iiالألق
اتـركـونـي  iiبظلها أمسح الحزن iiوالرهق
تـلـك  أيقونتي iiالتي عـلمت  متعة iiالغرق
آخـذا  مـن iiضيائها شعلة الحب في iiغسق
لـيـت  أستاذتي ترى مـا  أرى آخر iiالنفق
لو جرى الوصل مثلما قـد جرى دمعنا iiسبق
وهـي تهوى iiشموخه قـدرمـا  تكره iiالملق
كـيـف مولاي ناحلا ينحل  الشهد ما iiوسق
عـيـنـه عينها iiوما أشـبه  النحل iiبالحدق
مـن هنا: حيث نلتقي زكـريـا قـد iiانطلق
مـن  هنا: كان iiبدؤنا وهـنا  مجمع iiالحرق
يـا صديقي وصاحبي أفـتني في الذي iiمرق
وعـلـيـنـا  وفاؤنا وعـلـى الله ما iiخلق
قل  ليحيى السويسري مـزحه أمس iiمخترق
وحريٌّ بـوده مـن  على بابه طرق
**
لا تـلـمني فأنت iiمن عـلّم  الضابط iiالنزق
وإذا  كـنـتُ iiكـاذبا فـالـنويهيُّ قد iiصدق
وإذا  شـئـت iiشاهدا فـالكتاكيت في المرَق
كـل صـحبي iiحقيقة غـير  يحيى iiفمختلق
أكـلـتـه  iiأمـيرتي فـيـلسوفا على iiطبق
*زهير
16 - فبراير - 2007
القصيدة التي تتكسر    كن أول من يقيّم
 
 
حاولت أن أعرب كلام المزح عن كلام الجد في هذه القصيدة فلم أستطع : هما يختلطان ويتناغمان فيها ليشكلا طبقاً حلواً مالحاً كطبق " البسطيلة " الذي يعرفه جيداً عبد الحفيظ ، ويعرفه مولاي لحسن والأستاذ سعيد والكثير من الأخوة معنا هنا ، وهو من ألذ الأكلات المغربية ، خصوصاً بهذه القافية التي تتكسر كرقاقات العجين المحمص بالسمن البلدي .
 
وأما بخصوص نشر الصور في هذا الملف ، فإنني في كل مرة تظهر فيه صورة جديدة ، أشعر به وكأنه تحت شجرة اليقطين ، وأنه يكتسي بالجلد واللحم رويداً رويداً وكأنه خارج من بطن الحوت . فالمجلس له اليوم حيطان وسقف وشبابيك وطاولة ومقاعد وكومبيوتر ، وفيه إنارة هادئة ، لكنها كافية ، وصور أهل بيته معلقة على الحيطان ، وفيه كل ما يوحي بالدفء والطمأنينة :
 
مـن هنا: حيث نلتقي زكـريـا قـد iiانطلق
مـن  هنا: كان iiبدؤنا وهـنا  مجمع iiالحرق
يـا صديقي وصاحبي أفـتني في الذي iiمرق
وعـلـيـنـا  وفاؤنا وعـلـى الله ما iiخلق
قل  ليحيى السويسري مـزحه أمس iiمخترق
وحريٌّ بـوده مـن  على بابه طرق
 
 
 
*ضياء
16 - فبراير - 2007
سحر وصف النبات    كن أول من يقيّم
 
 
 سحر وصف النبات  :  هو  الموضوع الجديد  للأستاذة  ضياء ...   و الذي  فتحته بمقالتها   "   أرض الزعتر "  بملف { نباتات بلادي } ... و أقدمه في هذا الملف لأن موضوعه فيه تاريخ و أدب و علم .
 
...  هو بداية ترجمة في غاية الإبداع  و الإثقان  لنص فرنسي فريد في موضوعه ... و هذا النص بدوره  مأخوذ من كتاب لم أعثر بعد على مثله في تخصصه  و جمال  أسلوبه و دقائق وصفه الأدبي ـ إن صح التعبير ـ  للأزهار خاصة و للنباتات عامة ...
 
هذا الكتاب الذي نال إعجاب الأستاذة ضياء ...  أشبه ما يكون بالبديع في وصف الربيع في النثر الفرنسي ... ،  و مما يحز في نفسي أنني كنت لا أعرف إسم مؤلفه  ، لأن نسختي منه تنقصها الصفحة الأولى الخاصة باسم الكاتب  ....  إلا أنني كنت شبه متيقن من أن هذا الأسلوب الرقيق الجميل الصادق الدقيق ... هو أسلوب كاتبة .... و بتقدمي في قراءة هذا النص الأدبيـ العلمي  الجميل ... رسخ في اعتقادي هذا التخمين ... و جاء الخبر اليقين على يد الأستاذة الفاضلة ضياء التي بحتث بهمتها المعهودة  فتعرفت على  إسم  كاتبته ... و هي الفرنسية  Andrée Martignon ... التي ألفت كتابها منذ عام 1947 .... و ما زالت تسحرنا بأسلوبها فيه إلى يومنا هذا ..
 
 و هاهي كاتبتنا ضياء  تأخذ المشعل لتسحرنا بدورها بأسلوبها الراقي الممتع الفصيح ...
 
فمن سحر وصف النبات  ترجمة الأستاذة ضياء لنص فقرة " أرض الزعتر " من هذا الكتاب في ملف { نباتات بلادي } .
 
*لحسن بنلفقيه
17 - فبراير - 2007
حكاية من وحي سحر وصف النبات { الفصل الأول }    كن أول من يقيّم
 
 
و ما دمت سأقص حكايتي هذه   في ملف {  أحاديث الوطن و الزمن المتحول } ...  و في ضيافة الأستاذة ضياء  ... ملف التاريخ و الأدب و العلم ... فليسمح لي القراء  الكرام  بالتعبير عن خواطر أريدها أن تكون  " حرة " ......  أعطي لنفسيي فيها حريتها لتصور ما يخالجها من أحاسيس و مشاعر و أفكار و ذكريات  .... بما تيسر لها من ألفاظ  و جمل ... في موضوع تهواه و تعشقه حتى و إن كانت لا تفقهضوابطه  و لا تحسن التعبير بأسلوبه ...  هو  مجال القصة  ... أو السيرة ... و هذه محاولتي الأولى فيها ... أرجو أن تقبلوها من الناحية التاريخية و تغضوا الطرف عن مستواها الأدبي ...
 و هي  حكاية كدت أنساها لولا سحر وصف النبات الذي أحياها ....
بداية القصة :
التحقت سنة 1963 بالثانوية الفلاحية { إبن الحجاج } على بعد خمسين كيلومترا  من مدينة مراكش ، لأتابع دروسي بالسنة الأولى من التعليم  الثانوي ، بشعبة التعليم العام ...و موادها وقتها  هي المواد المعروفة من لغة عربية  و فرنسية ، و تاريخ و جغرافيا و رياضيات و فيزياء و كيمياء و  دروس دينية ...
 
كان بالثانوية شعبتان : شعبة التعليم الفلاحي ، و شعبة التعليم العام ...
 
تعرفت خلال الستة أشهر ألأولى من الدراسة بصديق في السنة الأولى  من التعليم الفلاحي ...
 
كان النظام الداخلي بالثانوية يسمح لنا بالخروج يومي العطلة الأسبوعية ـ السبت و الأحد ـ من " داخلية الثانوية Internat "  لقضاء اليوم بقرية سيدي رحال التي كانت توجد بها الثانوية ....
 أفضل مكان كنا نقضي فيه جل أوقات الخروج هاته ، هو وادي القرية المحفوف ببساتين الزيتون و أشجار متنوعة ...
 
كنت أجلس و صديقي ... كلٌّ يطالع في دفتره ...  و نتجاذب أطراف الحديث ...
 
و في يوم من الأيام ... أخذت دفتر صديقي لألقي نظرة على المادة التي يطالع فيها فإذا بي أجدها وصفا مورفولوجيا للزهرة باللغة الفرسية ...  لم أجد صعوبة في فهم موضوع الدرس الفلاحي هذا ... فأخذت زهرة كانت تنمو بالقرب مني ... و بدأت أقرأ في دفتر صديقي و أتعرف على مكونات الزهرة التي بيدي ... و كم كانت دهشتي حين تأكدت من أن ما يقرأه صديقي في التعليم الفلاحي أشياء ملموسة قريبة منا و تعيش معنا و نعرفها منذ أن بدأنا نتعرف على محيطنا .... و يكفي مد اليد لتصل إليه و تتعرف على مكوناتها ... فهو يقرأ عن النباتات و الأشجار و المزروعات و الحيوانات و الحشرات و الطيور ...   و تحت وطأة هذه الدهشة تذكرت ما أنا مشغول بمطالعته في دفتري فوجدته درسا عن اليونان و الرومان في ما قبل التاريخ ... عندها زادت دهشتي ... و بان لي الفرق الشاسع بين ما يشغله و ما يشغلني ...
 
كانت نتيجة هذه الدهشة ... أن سافرت  في العطلة الأسبوعية التالية إلى بيتنا بقرية أمزميز على بعد خمسين كيلومترا من مدينة مراكش بالجهة المقابلة لقرية سيدي رحال  ...  لأخبرت والدي رحمه الله بهذه العلوم الفلاحية الموجودة في الثانوية و أحاول بكل ما أوتيت من وسائل الإقناع أن أنال موافقته  لأطلب تغيير التعليم من عام  إلى فلاحي ....
 
[ يتبع]
*لحسن بنلفقيه
17 - فبراير - 2007
حكاية من وحي سحر وصف النبات [ الفصل الأخير ]    كن أول من يقيّم
 
 
كانت نتيجة دهشتي من مقارنتي بين التعليم الفلاحي و التعليم العام بثانويتي  ... أن سافرت  في العطلة الأسبوعية التالية إلى بيتنا بقرية أمزميز على بعد خمسين كيلومترا من مدينة مراكش بالجهة المقابلة لقرية سيدي رحال  ...  لأخبرت والدي رحمه الله بهذه العلوم الفلاحية الموجودة في الثانوية و أحاول بكل ما أوتيت من وسائل الإقناع أن أنال موافقته  لأطلب تغيير التعليم من عام  إلى فلاحي ....
 
و لما أنهيت مرافعتي أمام والدي .... جاء حكمه المطاع بمقوله : { يا بني ... إتق الله ... و اقرأ ما شئت }....
 
طلبت منه رحمه الله أن يكتب لي طلبا في الموضوع و بإسمي لأقدمه إلى إدارة المدرسة بعد إمضائي عليه ... و سبب طلبي هذا هو  يقيني  من  جمال أسلوب والدي في الكتابة  و من  بركته  و كراماته ، و بأن طلبا مكتوبا بيده  سيكونا مستجابا ـ إن شاء الله ـ   و لاشك عندي في ذلك و لا ريب  ... فـَهـِـمَ الوالد قصدي ... فتبسم ضاحكا و قال لي : " إذا لم يُسْتجَب طلبك ياولدي ، فاعلم أن الخير فيما اختاره الله لك ...  له الأمر من قبل من بعد "....
 
قدمت طلبي لإدارة الثانوية ... فقامت ضجة ما كنت أتوقع حدوثها... كانت المعارضة شديدة من طرف أستاذاتي و أساتذتي الفرنسيين ... أولهم مدير الثانوية نفسه  Mr Baron... و هو أستاذي في الرياضيات ... و زوجته Mme Baron   أستاذتي في الفيزياء  ... و Mr Pujol ، و زوجته Mme Pujol ، و Mr Bariac ، و زوجته Mme Bariac ، و Mr Euloge ، و كان شخصية عجيبة يقال عنه  بين تلاميذه  أنه أول صياد في الشمال الإفريقي ، و هو رسام ماهر ، يجيد التكلم بالعربية و الأمازيغية ... قضى حياته  أعزبا  ... محبوب و محترم من قبل الجميع ... و أساتذة آخرون...
 
عقدت الإدارة جلسة خاصة لدراسة الطلب ... ووصلني بعدها أن المعارضة كانت شديدة ... و تم أختيار أستاذي في اللغة العربية لمعرفة أسباب الطلب مني  ، و تقديم قراري الأخير و النهائي للإدارة للنظر فيه ...
 
 
أقنعت أستاذي أن طلبي له علاقة بكون عائلتي تملك  أراضي زراعية ، و أنني أرغب في دراسة العلوم الفلاحية و الزراعية لأقوم باستثمار أراضي العائلة بطرق علمية ...
 
نبهني أستاذي أن السنة الداسية لم يبق منها سوى ثلاثة أشهر ... و أن الإمتحانات الأخيرة ستكون عامة و تشمل مواد السنة كلها من بدايتها ... فأنَّى لي أن أطالع مواد سنة كلها في شهرين ??!!...
 
 قبلت التحدي .... و قبلت الإدارة طلبي ..... و كان الخبر حدث السنة في الثانوية عند الطلبة الداخليين و الخارجيين ...  فتطوع أصدقائي التلاميذ لينقلوا لي دروس مواد الستة أشهر من دفاتر أعارها إياي  تلاميذ السنة الفلاحية الأولى لنسخها في دفاتر جديدة  ....
 
وأعطيت لكل متطوع دفترا جديدا و دفتر المادة التي سيتكلف بنسخها لي .....
 
و بعد عشرة أيام كانت عندي دروس جميع المواد منسوخة في الدفاتر الجديدة ، و بخطوط مختلفة باختلاف طريقة كتابة ناسخيها ... ... فصرت أجد  صعوبة في  قراءة الخطوط ، أكبر بكثير مما أجد من  صعوبة في فهم  موضوع المادة ...
 
و جاء الإمتحان ... فنجحت بفضل الله  ... و فزت فيه بلائحة الشرف ....
 
خلاصة الحكاية أن سحر وصف الزهرة كان هو السبب الرئيسي في تغيير مجرى حياتي التعليمية ....
و كل ميسر لما خلق له ..
 و لله الحمد و له الشكر من قبل و من بعد ....
 
 
*لحسن بنلفقيه
17 - فبراير - 2007
الذاكرة والحداثة    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :
 
 
 
أعود اليوم للإجابة على رسالة الأستاذ عبد الحفيظ بعنوان : عودة منيرفا ، طائر الفلسفة .
 
أول ما لفت انتباهي هو اختيارك للعنوان ـ ربما بطريقة غير مقصودة ـ فهو يربط بين الفلسفة والأسطورة : لا بأس من التذكير بأن " منيرفا " عند الرومان هي نفسها " أتينا " اليونانية التي ولدت من رأس أبيها " زوس " بعد أن أصابه منها ألم غير محتمل برأسه ( لأنه ابتلع أمها الحامل بها وهي على وشك الوضع خشية أن تأتي بمولود يشكل خطراً عليه ) فأهوى عليه " أوفايستوس " بضربة من فأسه وشطر له رأسه إلى نصفين ومنه خرجت " أتينا " ألهة الحكمة والشعر والفن .
 
هكذا بحسب الأسطورة ، ولدت الحكمة من الرأس ، من العقل ، محاربة ، وبكامل عدتها ، تسدي النصائح ، وتحمي الأبطال ، وتدافع عن الخير والفضيلة : هكذا كانت " أتينا " ذكية وعفيفة لكنهاكانت قاسية أيضاً وسريعة الغضب ، وهي أول من زرع زيتونة ، رمز السلام والخير الوفير . رغم هذا فإن " باريس " في لحظة الاختيار فضل عليها " أفروديت " آلهة الحب والجمال واستحق بذلك غضبها وثورتها .
 
العلاقة بين الفلسفة والأسطورة أعمق مما نعتقد حتى ولو بدت لنا الفلسفة بأنها نقيض للأسطورة . فالفلسفة هي الفكر المنظم والمصنف ضمن أنساق معرفية محددة وعلوم مستقلة ولها منطقها العقلي الصارم ، وهي فكر شمولي يجنح إلى تعميم مقدماته ونتائجه (لا يمكن له الالتزام بمعطيات مجتمع   بعينه ) ، لكنها رغم هذا لا زالت تحتفظ بغائية الأسطورة : هي لا زالت تدافع عن القيم ، وتهدف إلى خير الإنسان . الفرق هو أن ما كنا نسميه في الماضي " أسطورة " أصبحنا اليوم نسميه " ايديولوجيا " ، وأن " الحداثة " اليوم تضع نفسها بموقع " العقل المفكر " تجاه " التقليد " اللامفكر ( الأسطورة ) .
 
 نسبح اليوم في فضاء فكري حدوده العالم الواسع لأن وسائل الاتصال المتنوعة جعلت هذه " العولمة " ممكنة ، هو السقف الأعلى لما توصل إليه التفكير الإنساني في زمننا الراهن من معطيات وهو ما نسميه اصطلاحاً ب : " الحداثة " أما الفكر التقليدي الذي يستمد قوالبه من رؤية مثالية للتاريخ أو حقبة منه على الأقل ويطالب بالرجوع إليه فهو ينضوي تحت سقف الحداثة هذه مجبراً ورغم رفضه لها لأنه يستخدم أدواتها المعرفية والتقنية ، وليس لديه أي أمل ممكن بتخطيها طالما أنه يعيش في عصرها ورهن شروطها . إنه يشبه مظلة صغيرة تحت السقف الكبير أو دائرة صغيرة تقع ضمن الدائرة الكبيرة ولا تشكل بالعلاقة معها وجه منافسة من المنظور المعرفي إلا من الوجه الإيديولوجي فقط . الفصام الثقافي الحاصل واقع على المستوى الإجتماعي وقبل أن يكون على المستوى المعرفي ، هناك مستويات للمعرفة لكنها كما أراها معرفة متضمنة داخل أخرى وليس متنافسة معها إلا على المستوى الفردي الشخصي لأفراد ومجموعات لم تحصل على نصيبها من الحداثة ولذلك فهي تشعر بالغبن والظلم والتفاوت وأنا لا أرى في ردات الفعل التي نرصدها إلا تعبيراً عن الوجه السلبي لهذه الحداثة التي همشت قطاعات هائلة من البشر والشعوب وليس في العالم الثالث وحده ، بل في أوروبا نفسها وأميركا لأنها تريد أن تستأثر لوحدها بكل مقدرات العلم والتكنولوجيا ، وبكل الثراء الإنساني .
 
علاقتنا اليوم بالماضي والتراث هي علاقة متفجرة لأننا لم ننجح بعد بالابتعاد عنه المسافة الكافية لفهمه وتأطيرة . إنها علاقة عاطفية تشبه علاقة المراهق بأمه وأبيه . هي علاقة انفعالية متوترة رافضة ومتشبثة بالوقت نفسه ، محبة ومتسلطة . هي علاقة لا واعية يلزمها التجربة والفهم ، لكنها ضرورية ولا بد منها لبناء شخصية سوية ، ليس الحل برفض الماضي ولا الاستغراق فيه ، الحل هو أن نحدد علاقتنا به بصفته جزء من شخصيتنا ، شئنا أم أبينا ، جزء حميم وعاطفي ومتجذر فينا حتى النخاع .
 
إن الإحساس بالشيء يكون عبر الغريزة والعاطفة وهي إحدى سبل المعرفة ، لكن الإمساك بالشيء لا يتم إلا عن طريق العقل . أميل إلى الاعتقاد بأن الانقسام الحاصل قد تجذر في ذواتنا حتى وصل إلى مستوى الفصل بين العقل والغريزة وهنا خطورته : فالغريزة التي هي شعور الإنسان بذاته السحيقة الممتدة عبر الزمن لا تقبل الجدل ولا المساومة ، هي غالب أو مغلوب ، وهي في حالة الهزيمة ، تنحو بنا إلى الموت . ومن هنا تأتي خطورتها عندما تضع لنفسها سقفاً وهمياً وأهدافاً غير واقعية ، ومن هنا أهمية أن تكون الذاكرة في منطقة الوعي والعقل .
 
 
*ضياء
19 - فبراير - 2007
جديد محـمد أركـون..    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :
 
شكرا على الإجابة الوافية الأستاذة ضياء .
 وإليك هذا الخـبر ويتعلق بإصدار جديد لمحمد أركون :
 
محمد أركون يتتبع تاريخ الإسلام وعلاقته بفرنسا


 
صدر مؤخرا كتاب ?تاريخ الإسلام والمسلمين في فرنسا: من العصر الوسيط إلى اليوم?، وهو عمل موسوعي أشرف عليه المفكر الجزائري محمد أركون، وقدمه يوم السبت الماضي بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء. يقول أركون إن هذا العمل، الذي يقع في 1217 صفحة، وأنجزه 75 متخصصا في الإسلام (منهم مؤرخون وعلماء الاجتماع)، يستقصي الروابط التي جمعت العالم الإسلامي بفرنسا لقرون طويلة. فهو يضع تحقيبا تاريخيا لهذه العلاقة التاريخية، حيث يتبعها منذ معركة ?بواتيي?، مرورا بالحروب الصليبية، وانتهاء بالوجود الإسلامي في فرنسا اليوم....
 
......................................................................
*نقلا عن المرساة..التي نقلته بدورها عن جريدة الأخداث المغربية .
*abdelhafid
25 - فبراير - 2007
أبي ...    كن أول من يقيّم
 
 أحمد الميداني:رحمه الله(والد ا.زهير)
يـا وجه أحمد عين الشام مرهفة مـن غـمـد بوابةالميدان iiمرهفه
أبـوفـريد على (نشر البشام) iiبها والـورد أول مـا تـلـقاه iiتعرفه
ولـيس يشبع من بدو ومن iiحضر خـلـيـلـه  في بواديها iiويوسفه
وجـده فـي بني القصاب من iiيده غدير  عصر صلاح الدين iiيرشفه
أبـي ونور عيوني في الحياة iiأبي فـمن  سيدخل في عيني iiويخطفه
مـا زلت طفلك في عينيك أسئلتي وفـي إجـابـتها ما سوف أعرفه
زنـداك دمّـرُهُ كـفـاك iiهـامتُه عـيـنـاك جـامعه خداك iiمتحفه
يـحـصي  لياليك مرتاعا iiلفرقتها ولـيس  تحصي الليالي ما iiيشرفه
أبـي هـنـاك إذااهتزالسرير iiبه فـراشـه مـن عذاباتي iiوشرشفه
وما  حُسدت على شيء كمثل iiأبي ولا  رأيـت نـظـيرا فيه iiيخلفه
بـحـسـنه  كان سحرا أم iiبرقته وظـرفـه كـان أحلى أم iiتصوفه
ولـم تـضـيعه أصحابي بأعينها تـحميه  إن جارت الدنيا iiوتنصفه
أبـي  وأمـي ونهر الشعر iiبينهما عـمـري  وأجمل ما فيه وأشرفه
*abdelhafid
2 - مارس - 2007
فرحة الأجداد    كن أول من يقيّم
 
الـيـوم فـرحـتك الكبيرة iiسيدي والـيـوم  حـلـتك البهية iiترتدي
والـيـوم  يـشهد كل رافع iiمسجد أفـراح يـوسف في السماء iiبأحمد
والـيـوم  كـل صلاة فجر iiقمتها تـسـعـى أمـامك في لقاء iiمحمد
والـيـوم مـن بـوابـه iiوحبوره بـلـقـاك تـعـلـم أنني لم iiألحد
والـيـوم تسمع قصتي من iiعارف لا نـاظـر فـيـهـا ولا مـتردد
أهـديـك  أشـرف مـا يعد لوافد فـي  كـل زاويـة هـناك iiومقعد
ولـهـيب  ظلمائي وجمر iiجراحها فـي  ركـع مـتـخضبين iiبسجد
إن  كـان آلـمـني فراقك iiسرني أن سوف تدخل في حصون تمردي
قـلـبت  طرفي في السماء iiمودعا مـعـراج  روحك للنعيم السرمدي
يـا  لـيت أعرف في الخليقة كلها الـراكـبـين  اليوم مركبك iiالندي
والـشـاربـين بذات كأسك iiأهلهم صـحـبـي وأولى معشر iiبتوددي
وسـقت كقبرك في دمشق iiقبورهم ديـم الـربـيـع مـجللا iiبتنهدي
أمـي  نـعيت إليَّ أطيب iiصاحب وأعـز مـشـتـاق وأثـمن معهد
وبـعـثـت في سمعي رقيق ندائه بأشق  ما عصرت علي كبدي iiيدي
مـا  لـم يـفـارقني خيال iiشبابه وبـريـق  فـرحته بساعة مولدي
وذكـرت  كـيف قطفت آخر iiمرة قـبـلاتـه مـن وجـهه iiالمتورد
وعـزائـي  الـلحظات تلك iiفإنها سـلـوان أيامي وشمسي في iiغدي
وغـدا  سـأنظر في دمشق iiفراغه وألـمُّ مـنـه تـغـربي iiوتشردي
 
*زهير
2 - مارس - 2007
 40  41  42  43  44