البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 25  26  27  28  29 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
كمل النقل بالزعرور    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
فاجأني صديق لي في دمشق، من آل الزعرور، من جنس صديق الشيخ منصور مهران، والقياس مع الفارق،أنه صار على أحر من الجمر أن يرى اسمه في ملف أستاذتي، ولكنه  يصر أن يكون نصيبه من شعري الهجاء، هكذا هو أصر، وللناس فيما يعشقون مذاهب، فسامحه الله، وأنا مضطر لإجابته، ولكن عندي رجاء لأستاذتي عندما تقرأ هذه القصيدة أن تعلق عليها بقلمها الجميل، وليكن تعليقها فقط حول معنى (كمل النقل بالزعرور) لأنني حدثته بذلك ولكنني لم أتذكر كل كلمات أستاذتي. فأقول له بعد أن أبارك له في العيد، والعهدة عليه فيما سأل بإلحاحه:
تـعـلـقني الزعرور يسألني iiشجّا ولـم  أر زعـرورا يـلج كما iiلجّا
لـه  الله مـن خـل ألفتُ iiسراجه ولـو  رام ألحاني شددت له iiسرجا
يـنـاشـدني  بالشعر أكسر iiنجمه وآسـف أنـي مـا بنيت له iiبرجا
ويـسـأل  أن أشفي به ما يغظيني صـديق ولا أغلى وخلّ ولا أشجى
وكيف سأهجو صاحبي وهو iiواقف أمـامـي يردالسيف فالسهم iiفالزجّا
سـأهـجوه  مضطرا كبيرا iiمبجلا تـبـرع  ملء النفس أشتمه iiعلجا
وإن  هـجـائـي كيفما كان iiطيب ويرجى كما شعري بأستاذتي يرجى
أقـول لـه: تـبـا لودك أعرجا وأسعى  لنا في الود جدتك iiالعرجى
عـرفـت لـدى قلبي مكانك iiواثقا وكـذب  فيك الحب أعينك iiالدعجا
تـذكـرت  إذ جـمّـعـتنا لوليمة فـعـشـيـتنا  خبزا وغديتنا iiثلجا
وقالوا نوى الزعرورر حجا iiوعمرة ولـو  ذاق منه البيت ما ذقته iiهجّا
ومـن  لم يزر أمي ويقض iiحقوقها فـلـيـس بـمغفور له كيفما iiحجّا
أفـي  كل عام تقصد الحج ضارعا إذن  كـل عـام أنت تقترف iiاللجّا
ووالله لـم تـغـفـر ذنـوبك iiإنما ذهـبت بها عدلا وعدت بها iiخرجا
وقـالـوا  أذقـه المر قلت iiأجيبكم فـلا  تـعذلوني بالهجاء إذا iiاحتجّا
ولـم يـجن من مجد الحياة iiكرامة سـوى أنـه فـيها بأشعارنا يهجى
*زهير
22 - أكتوبر - 2006
أسعد الله أيامكم جميعا. عذرا صديقي عبد الروؤف اذا كانت تباريح لا تفاريح    كن أول من يقيّم
 
حبستُ لرجع هادرتي صَدايا                  وأطلقتُ العنان الى هوايا
الى عبد الروؤف, أبا فـــداء                  الى أم الجواد الى المرايا
فهل كسّرتُها قطعــا فكانـــت                  على عهدي بها أبدا شظايا
صِبايَ ألا رعاك الله جــرح                  يُقايضني- فيا وجعي- صِبايا
أقام على العروبة بين خيـل                   يُخاصمُ في اعنتها الرزايـا
وسار الى بلاد الله يســـعى                   على قـدر وتُخطئُهُ المنايــا
أخذنــا من قوافــلهم سبــايا                    وعُدنا في ركائبهم رعايــا
أطالـعُ في ملامـح من أتتني                  بثوب العيد من أحلى الصبايا  
على كبر تُمازحني وباتــت                    تُطالبني بإعــداد الهــــدايا
ألا يا عيـــد أمــهلني قليــلا                   فما أكمـلتُ قائمـة الضحايا
منايـاهم تُسـابقُــني اليـــهم                     متى استيقظتُ لم أُبصر سِوايا
alsaadi
23 - أكتوبر - 2006
هنيئا ، وكل عام وأنتم بخير.    كن أول من يقيّم
 
بيان صغير:
أكوح = الصغير ، الصغير الذي يحاول أن يتواصل -كتابة- مع نخبة من الكبار..
ويحاول قدر المستطاع أن يكبر معهم ، وأنت على رأسهم الأستاذ زهير .
- أستاذي لم يجر شيء ، كل ما في الأمر أن فريد الأطرش في بساط الريح يقول :
سوريا ولبنان قامات و قدود ..وارتأيت أن مثل هذا الكلام لا يليق ، فاستعضت
عنه بذلك المقطع لفيروز ،لأنني أيضا كائن فيروزي .
وعيد مبارك سعيد.
كما أغتنم هذه المشاركة لأحيي أستاذنا وشاعرنا السعدي ، وأطلب معه اللطف فيما
تجري به المقادير هناك ..يخيل إلي ولو بين قوسين ان الإنسان العراقي لا يموت
كيف  قدر له ??!! والله أعلم .
دمتمم في رعاية الله ، والسلام عليكم ورحمة الله .
*abdelhafid
23 - أكتوبر - 2006
مبروك عيدكم    كن أول من يقيّم
 
صباح الخير أيها الأحبة
بمناسبة عيد الفطر المبارك يسعدني أن أبعث لكم بتهاني الحارة ومتنمنياتي الخالصة لكم ولذويكم بطول العمر ودوام العافية،
سائلا الله أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال
وأن يوفقنا للبذل من أجل  خير أمتنا. 
جعل الله كل أيامكم أعيادا.
وكل عام وأنتم بخير. 
(وبهذه المناسبة أود أعبر عن تقديري وشكري للوراق كمنبر للحوار وكفضاء نجح في خلق صداقة فكرية بين فاعلين في حقل الفكر والبحث الإبداع...وأحيي أيضا أصدقائي الذين أكن لهم مشاعر متميزة: الفاضلة ضياء ـ الكرام:  زهير ـ النويهي ـ عبدالحفيظ ـ السعدي ـ يحيى ـ فادي ـ بنلفقيه ـ وكل الذين يتحفوننا بيراعهم الخصب ...) ...
نعم الصداقة معكم
الفقيهي 
 
 
 
*وحيد
23 - أكتوبر - 2006
العيد ثورة    كن أول من يقيّم
 
بسمه تعالى:
 
أقبل العيد يتراءى خلفه تمثال انسان سعيد..أقبل العيد هاشا باشا ينشر في الكائنات نظائر مسرات الأسلاف, وينظمنا بأنامله درةً انسانية في سبحته- إلى الدرر المنظومة رصفاً واحدة بعد أخرى إلى عصر السعادة النبوي.
ألا إن العيد أسمى عوائد العادات, وألطف أنواع العبادات, ما حرم فيها فهو فيه حلال,والأكل فيه مندوب وشرب الماء الزلال..
العيدُ شيخٌ ثائرٌ, ومناضلٌ مصلحٌ,فهو بالنظام الآهي المندمجِ في فطرته, والروح الكامل المنطوي في غضونه, والثورة التي يُوقِعها في الزمان, والانقلابات التي يهز بها الطبائع والوجدان,كأنه شريعة متشعبة, وقوانين متشَعْشِة, ودساتير نافذة غير نافدة,وكأنه خرج من نوعه الزماني وصفته الوقتية, ليدخل إلى النفوس فيمزجها, ويندس في مضغ القلوب فيشرحها, ويتسلط على الموازين المزاجية فيرجح كفتها إلى المخالطة والمصافاة, والممازجة والمآخاة..
وفي العيد دليل اجتماعي, وبرهان انساني على نبوة محمد (صلى الله عليه وسلم) وصحة شريعته, فانه أوقظ حسا عمومياً, وانعش خصالاً نفسيةً فوارةً, وفجر عيونَ الملكات التي كبَسَتها صحراء العرب الوسيعة تحت رمالها ( في قوم بدويين أجلاف, وأعراب غلاظ خامدين, يرى أحدهم تقبيل الرجل ولدَه عيبا حقه أن يبطن, وسقطة شنيعة, وعورة مهينة, ويئد بضعته بيديه دساً في التراب, ويأكل الربا أضعافا مضاعفة جشعا واستضعافا للبؤساء.. أي غلظة? أي قسوة? أي حرص?) فتولدت عن ذلك الحس الموقَظ والخصال المستظهرة, حسيات مستورة ومتكشفة, تعمل عملها وتلقي سرها في النفوس ظاهرا وباطنا, كحس المعاطفة والموالاة والمحبة والأخوة وهلم جرا.. من حميد الحسيات, وجواهر النفسيات, المتضمنة لأساسات الاجتماع والألفة, وأعمدة المعايشة والمخالطة.فتسلط بذلك على أعماقهم فهيج دقائق شعورها, وأبرك جمل المحبة في مرابض قلوبهم,فبدل قسوتها لينا, ووحشيها أليفا, وصقل زكاوة انسانيتهم وأظهر طراوتها, وشذب شاخص أفنانهم وأعاد إليها صبغتها,فخرجت أشباحهم شعلة نارية جوالة في الآفاق, قطاعة للمسافات, سباحة في البحار, غواصة في الصنائع والعلوم, بانية لقواعد العمران, محرقة لروابط الظلم والفساد,منشأة للمدنية القائمة على صحيح الأخلاق, ومتين الروابط.
نعم, كان للجاهليين أعياد قلعها الاسلام, وسماها: زورا,لأنها مواسم للمفاجر و الرذائل, ومجامع للخنا والباطل,ومواقيت للوثنية والتظالم,وعوضنا بعيدين غراوين, يتعاقبان علينا تعاقب القمرين,إذ النفوس لم تخلق للترك ولكن للفعل, ولأنها في حاجة إلى الاسترواح ونفض قوارص الأحزان, وعادات الأيام,فالعيد شعيرة اسلامية ضرورية, ومن لوازم الاجتماع, لذلك لا تخلوا أيام الأمم جميعها من يوم عيد. 
ألا إن العيد في أجمع معانيه ترياق لأسقام الاحن وسموم الضغائن المحمولة في الصدور,ونقض لمعاقد الخمول وتعهد لمظان العقد الحياتية بالتسديد والتجديد.
(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
تقبل الله منا ومنك صالح أعمالنا, وبارك لآل الوراق في عيدهم.آمين
 
*طه أحمد
23 - أكتوبر - 2006
آغا صادق السعدي    كن أول من يقيّم
 
صـباح  الورد من وادي صِبايا وبـرجِ ضـياء في سعد iiالخبايا
مـددتُ لصادق السعدي iiوردي وخـار فـمـي وقـالت iiمقلتايا
فإن يجرح فقصرك  iiياسمينا تـدلـى مـن شـبابيك iiالسرايا
وكـان  الـعـيد حفلة iiذكريات فـصـار الـعـيد ميعاد iiالبلايا
وألـوان  الـحـيـاة لها iiبريق وخـلـف بـريـقها ليل المنايا
إذا هـي لـم تـهـذبـها سراة فـكـيف نثرتها رسمت iiضحايا
ولا  تـعـتب علي فقد iiأصابت مـطـالـبـتي بتكسير iiالمرايا
لأنـي فـي الـحقيقة كل صبح إذا  اسـتيقظت لم أبصر iiسوايا
شـكوت إلى ضياء فلول iiسيفي فـأعـطـتني محل السيف iiنايا
إذا اسـترسلتُ فيه ابيض وجهي وإن فـارقـتـه اخضرت iiيدايا
وأعـدى الناظرين حبورُ طرفي وأعـدى الـنـاظرين به iiعدايا
وأفـراح  الـعقود على iiخيولي تـجـوز  الـبـيد جائلة iiالثنايا
تـسـيـر كما تسير مع iiالليالي ضـفاف  (السين) مترعةً iiحكايا
وفـي خدع الحياة فككت iiشعري ومـا عـلـمـته خدع iiالصبايا
أراه  عـلـى سـجـيته iiوديعا وأعرف كيف يجري في السجايا
ضـيـاء  تـدخّلي بجميل ُiiنقلٍ فـكـلّ خـزائني ذهبت iiجرايا
وآغـا  صـادق السعدي iiعندي وآغـا صـادقـي سرق iiالهدايا
*زهير
23 - أكتوبر - 2006
بيض الله وجهك يا أستاذ زهير    كن أول من يقيّم
 
 
سأبدأ بقول الأخطل الصغير :
 
كذب  الواشي iiوخاب
 
من رأى الشاعر تاب
 
وهذا الكلام للسعدي الذي يسمع بغداد ولا يراها ، إلا أنها في مرآة روحه . سمعنا بواحد ، حدث عنه أصحاب النكتة أثناء الحرب الأهلية ، كان يقرأ في كل يوم صفحة الوفيات في الجريدة ليعلم إذا كان قد توفى أو أنه لا زال على قيد الحياة ........ كيف قدر لنا يا عبد الحفيظ ? الله أعلم !
 
الأستاذ وحيد : لا بد لك من إطلالة من وقت لآخر حتى ولو كانت سريعة كهذه فلقد كانت جدتي تقول في الحسنات : إذا لم تقدر عليها ، قللها ولا تمنعها .
 
الأستاذ الكريم طه ، أحب كثيراً ما تقوله لأنك شاعر أيضاً ، وسأحكي لك عن عيدنا اليوم  :
 
تناولنا في هذا الصباح الكرواسان والقهوة الفرنسية وعايد واحدنا الآخر ثم انصرف الأولاد إلى مدارسهم وكل منا إلى عمله .
سأعايد على أمي في هذا المساء ( كي لا أوقظها في منتصف الليل ) وسأتصل بأخوتي وبأصدقاء وصديقات لي يسكنون القارات الخمس أو ...... سيتصلون بي بعد أن يصل العيد إليهم بحسب دورة الوقت وحسب ما تقرره أهلة العيد ومن عاينوها في بلدانهم  المختلفة ........
ليس في القلب غير يباس ....... لذلك سأحكي لكم عن الزعرور كما طلب الأستاذ زهير .
 
الزعرور كما أعرفه ثمرة من فصيلة الأكي ـ دنيا ونسبته إلى الأكي ـ دنيا كنسبة اليوسفي أو " اليوسف أفندي " إلى الكلمنتين . هو غالباً أصفر اللون وحلو المذاق إلا أن فيه طرف حموضة قوية إذا لم يكن ناضجاً ، وفيه نواة كبيرة الحجم أو أكثرمن واحدة . هو على العموم فاكهة رخيصة الثمن ولا تحظى بقيمة عالية ولا يتهافت الناس على شرائها رغم أن موسمها لا يدوم طويلاً ، وكانت فيروز في بداياتها قد أتت على ذكر شجرة الزعرور في إحدى أغنياتها القديمة التي تقول : " هيك مشق الزعرورة يا يما هيك " . 
  
ويستخدم هذا المثل بمعرض الدلالة على إضافة غير مفيدة وبدون قيمة لشيء أو مجموعة غير ذي بال أصلاً ، وأقرب صورة تدلل عليها هي بأن نقول مثلاً : زاد في الطين بلة .
 
أبلغ مثل على هذا كان أحد المونولوجيست في لبنان في بداية السبعينات ، الذي صمم " طقطوقة " يسخر فيها من السيدات اللواتي تعلمن قيادة السيارات مستعيناً بهذا المثل الشعبي ، والأغنية كانت تقول :
 
كـمل النقل iiبالزعرور ووقـعـت  الـخسارة
وصارت مرتي أم علي
عـنـدهـا iiسـيـارة
 
و " أم علي " هي أمي ، وقد أرادت بالفعل في هذه الأثناء بأن تتعلم سياقة السيارات لأنها كانت الموضة الدارجة ، ولأن إحدى صديقاتها كانت قد اشترت سيارة . وفي كل يوم ، صارت تزن على أذني والدي حتى عمل بنصيحة أحمد أمين وقال لأخي الكبير :
 
ــ غداً أحضر " الجيب " إلى هنا وعلمها السواقة .......
 
وفي اليوم التالي ، صعدت أمي إلى الجيب ، وكان أربعة منا قد سبقوها إلى المقاعد الخلفية ، عدا أخي الكبير الذي كان في العشرين ، وكان بيومها هو " معلم السواقة " .
 
ــ " ضعي المفتاح في الكونتاكت " ، قال ، " ادعسي دوبرياج ، حطي برميير " ، ثم وضع البرميير بنفسه ، " اعطيها بنزين ، نتفة ، شوي شوي  ..... " ،،،
 
وأقلعت أمي بالجيب فصرنا نصفق لها من الخلف ونهيص ...... التفتت إلينا وقالت : " اركنوا يا ولاد ! " . فأصبحنا تحت الطريق وركن الجيب في زيتونة مباركة أنقذتنا من موت محتم ....
 
عندما عدنا إلى البيت ، كالعسكر المهزوم ، قال لنا أبي :
 
ــ " أين كنتم ? "
 
ــ " نتعلم السواقة ! " أجبنا .
 
ــ " كلكم ? " ، قال .... وصار يهز برأسه قائلاً : " كمل النقل بالزعرور ...... "
 
أما صديقك " الزعرور " يا أستاذ زهير فينطبق عليه مثل آخر يقول :
 
" خذوا مية ، وسموني مع الحرامية " . وله حكاية أخرى .......
 
 
*ضياء
23 - أكتوبر - 2006
سلمت يداك يا شادية العرب    كن أول من يقيّم
 
وسلمت يداك يا أستاذتي على هذا الكلام الذي أقرؤه وكانني أسمع فيروز، وصدق من قال: (غناء فيروز وكلام ضياء يخرجان من مشكاة واحدة). إنه الفن الخالد، يكون في قلم الأديب، أو حنجرة المغني أو ريشة الرسام، أو وتر الموسيقار أو حركة البهلوان أو مقدرة البطل، وهو في كل ذلك صفحات من الإعجاز، لكل منها لونها وطعمها. وعيد سعيد لصهرنا جواد، ومبارك للوالدة، و(يا عيب الشوم) كما نقول في الشام، لم نكتب عنها حتى الآن ولا قصيدة. أتركك وأعود إلى البوابة لأن الضيوف كثر كما ترين
*زهير
23 - أكتوبر - 2006
وحيد وحب وقمر    كن أول من يقيّم
 
حـيـا الـوحـيد وحيدا أينما iiجابا وكـلـمـا  هـلّ فـينا نجمه iiغابا
وكـلـمـا  قـلـت ترحيبا iiبمقدمه كـان الـوداع له في الشعر iiترحابا
مـازال أول إبـريـل iiيـعـايـده حـتـى  تـعـلـم من أخلاقه iiبابا
ولا  أضـر عـلى قلبي iiوباصرتي يـذوب  شعري وشمع العيد ما iiذابا
لو كنتَ صدقت شعري ما زهدت به ومـا أظـنـك بـالإشـواق مرتابا
وقـد  تـلام إذا كـذبـت iiمـعتقدا ولا  تـلام إذا صـدقـت iiكـذابـا
شـكـرا  لـحبك موصولا iiبحرمته إذا رضـيـت مـكـان الود iiإعتابا
كـأن عـيـدَ وحـيـدٍ حين iiأذكره عـمـري تـطاير فوق iiالوردأهدابا
خـرجـتُ مـن كل أيامي iiلسيدتي فـمـا  عـلـيك إذا صادقت iiبوابا
وفـي الـصداقة ما يحلو على iiكدر وفـي  الصداقة ما يضني وإن iiطابا
افـتـح  عيونك إني مرسل iiسحبي مـع  الـطـيور إلى تطوان خُطّابا
ومـا  كـرامة سحب أمطرت iiبرَدا كـالـسحب تمطر أزهارا iiوأصحابا
الـحـب  حـلو ولكن ليس iiأجمعه كـالـحـب خـلد في الأيام iiزريابا
أرى كـلامـك فـي الأحزان مولده فـلا أزيـدك أحـزانـا وأوصـابا
*زهير
23 - أكتوبر - 2006
هدية الشيخ طه (سورة وقيثارة عيد)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 

أقـبـل العيد وأسراب iiالورود فـوقـه  تـحمل بغداد iiالرشيد
نـاشـرا  بـين اليتامى iiبشره وشـذاه ومـسـرات iiالـجدود
وخـيـالا يـتـراءى iiبـاسما خـلـفـه تـمثال إنسان iiسعيد
وخـطـى طـه وطـه iiسورة وغـديـران طـريـف iiوتليد
يـنـظـمان  الدر من iiأفراحه سـبـحـة  يـحملها كل مريد
يـرصـفـان الرفق منها iiسنة وطـريـقـا  نـبويا من جديد
إنـه الـعـيـد اختراق iiللحياة ومـآسـيـها  وأغلال iiالوجود
وإذا  صـفـقـت فـيه iiوادعا صـفق الدهر على رغم iiالكنود
فـاقـطـفوه  واجمعوه زيتونه وابـعـثـوه  لـغريب وشريد
وكـلـوا  الـطيب من iiبستانه وهـنـيـئـا  ومريئا كل iiعيد
إنـه الـعـيـد مـلاك iiثـائر واثـق الـحـكم يقاضي ويعيد
لـيـس  مـن يدخل في iiجبته مـثـل من ينظر فيه من iiبعيد
صـدقـونـي  إنـهـا iiثورته فـلـق كالصبح في ليل iiالعبيد
وانـقـلابـات لـمـن iiراقبها في شعاب النفس مسعاها السديد
فـي رؤى الـوجدان في iiآفاقه فـي  التكايا في دساتير الجمود
عـنـدمـا  يسأل عن iiسجانها عـنـدما  يكسر أطواق iiالحديد
عـنـدمـا يـدخل في iiأعماقنا راسـمـا  فيها معايير iiالسجود
مـشـعـلا  بـوتـقـة بوتقة لـلإخاء الصلب والحب iiالأكيد
إنـه  ديـنـارنـا iiدرهـمـنا سـكـه طـه لـتعطيل iiالنقود
إنـه مـعـجـزة الـماء iiالتي نـبعت  من كفه العذب iiالمجيد
من روى الصحراء من iiزمزمه فـي ضـبـاب وذئاب iiوفهود
كـل  مـن يـأكـل iiموءودته وعـلـى مـائـدة الجهل iiيميد
هـو  مـن أخرج من iiأشواكها جـنـة الدنيا ومعراج iiالصعود
هـو مـن أطـلق من iiأحزاننا روعـة الـحب وألحان iiالخلود
كـيـف لا أدخل عيدي iiشامخا كـيـف لا أحفظه حبل iiالوريد
إنـه نـجـوى ضياء في iiفمي فـي لـيالي قهرنا حمر iiوسود
وأنـا غـنـيـت فـيها iiمثلما قلت  في وعدي ومثلي لا iiيعود
ويـح طـه الـشيخ هذه iiنفحة مـن  مـلاك وهتاف لا iiقصيد
لـيـتـه يـقـبـلـها معتذرا لأكـفّـي عـن مجاراة iiالخدود
قـل  لـمن يسأل عن أطيارها نـحـن لا نـسرق لكنا iiنصيد
*زهير
24 - أكتوبر - 2006
 25  26  27  28  29