البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 15  16  17  18  19 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
عقد فيروز من زهير    كن أول من يقيّم
 
 
كانت ابنتي فرح قد ذهبت في الشتاء الماضي في رحلة مدرسية دامت عدة أيام . في المساء الأول ، أحست بالقلق الشديد ، وفارقها النوم لبعدها عن البيت ، فظلت تتقلب في فراشها وقتاً طويلاً قبل أن يخطر لها بأن تضع صوت فيروز في السماعات التي في أذنيها ، فنامت للحال .  صوت فيروز طمأنها لأنه يعني لها البيت والأمان . وأنا أتساءل إذا ما كنا نستدعيها اليوم ، وبهذا الإلحاح ، نتيجة لشعورنا بالقلق ? هذا الكلام لا يخص القصيدة وحدها لأن هذا الحنين إلى فيروز تردد في مشاركات أخرى .
 
أما القصيدة : فهي رائعة يا أستاذ زهير ، هي رائعة بكل المعايير التي أعرفها أنا ، وعدا أنها جميلة الصياغة كسابقاتها إلا أنها تتميز عنهن بموضوعها وهو موقف الإنسان الحر الذي يضع عالمه موضع التساؤل . الثقافة الحقيقية هي تلك التي تخضع للنقد معايير المجتمع وهلوساته البعيدة عن الواقع . ولا بد بأن واقعنا اليوم مختل التوازن وبحاجة إلى إعادة تقييم .
 
وآلـهـة  بـذلـت لـهـا iiشـبابي فـلـمـا  أن كـبـرت زهدت iiفيها
دمـاء الـضـائـعـيـن تسيل iiماء رخـيـصـا  فـي مطامع iiمسرفيها
 
 أوافقك على هذا ، دون أن أوافقك على كل ما جاء فيها ، إلا أنه من الخيال ، وخيال الشاعر ملكه وحده وهو حصانه يمتطيه كيفما يشاء ، لكني أشكرك ، وأشكرك ، وأشكرلك عمق كلماتك الساحرة ، وكل ما يتلألأ فيها من معاني الجمال .
وانا مثلك أتساءل أيضاً :
لـمـاذا اخـتـارنـي آذار iiبـرجا لـمـاذا  هـز فـي كـرزي iiسنيها
قـد امـتـلأت بـدايـتـنا iiاغترابا وكـانـت كـالـنـبـوة أدعـيـها
 
عقد أيلول ، عقد لازورد من كنز زهير .
 
*ضياء
1 - سبتمبر - 2006
سفيرتنا ضياء    كن أول من يقيّم
 
استاذي الغالية ضياء...
دعيني بناء على رغبتك ان اقدم لك احدى  تجاربي في الحياة لكنني لن اخرج بها خارج اطار الوراق ...
ساكتب عن قصتي مع الوراق التي اعتبرها واحدة من احلى تجارب حياتي ...
في بدايتي كان لي ميول الكتابة والقراءة وكتبت في الكثير من الصحف وقرات كثيرا من الكتب المتنوعة وشاركت في العديد من المهرجانات وحين انتقلت الى الامارات قادما من احلى بقاع الارض واغلاها على قلبي واقصد دمشق كنت اقضي وقتا طويلا بين الكتب لدرجة اثارت استغراب اصدقائي حيث انني مازلت شابا، وشاءت الاقدار ان اتعرف على رجل يدعى ابو علاء لاحظ  في الميول للقراءة والاطلاع واقترح يوما علي  ان يعرفني على احد الاناس المشهود لهم بالثقافة وتم الموعد وكان هذا الرجل هو الاستاذ الكبير زهير ظاظا فقضيت معه وقتا من اروع اوقات حياتي ولا ابالغ بانني تعلمت من تلك السهرة ما يوازي ما قراته في سنين حياتي مجتمعة لما يحمله هذا الرجل من بحر من الكنوز الادبية والفكرية فكان الاستاذ زهير دليلي الى الوراق حيث لاحظ على مايبدو بانني استحق ان اكون ضمن كتاب الوراق ...
دعيني يا استاذتي ضياء ان اعرج على حادثة صغيرة حصلت في تلك الامسية بعد الاذن من الاستاذ زهير...في تلك الامسية ونحن نودع نهايتها جاء اتصال الى الاستاذ زهير يخبره بان ابنته الصغرى في المشفى فعلى ما يبدو حادثة تسمم بسيطة اصابتها ....هرع  زهير ونحن معه للمشفى وهناك لاحظت كم هو ضعيف الانسان منا امام شي اسمه الابن وما اعجزنا امام بكاء الاطفال وعذابهم شاهدت الاستاذ زهير ذاك الجبل من العلوم في حيرة من امره فيبدو ان كل الكتب التي قراها وكل المعاجم التي شرحها وكل الاشعار التي كتبها اختزلت في خوفه على ابنته ذاك الخوف الذي لم اعرفه انا بطبعي لانني لست متزوجا بعد وليس لي ابناء بطبيعة الحال...
بقينا مع الاستاذ زهير الى ان خرجت الابنة معافاة من المشفى وقتها شاهدت اشراقة وجه زهير تعود من جديد لترسم قصيدة شعر على وجع ابنته ويلمس على راسها وهو يقول لها كما قالت فيروز ( يالله تنام)
وحين وصولي الى البيت رحت اغوص في الوراق ...
هنا زادت دهشتي من هكذا موقع يحوي كل ما يطلبه المثقف العربي وفوجئت بان ما عرفته من زهير في تلك السهرة هو قليل على ما قرات له من كتابات وموضوعات غنية فقررت ان اكون احد رواد الوراق ..لكنني كنت خائفا في البداية لانني وقعت بين عمالقة الادب العربي وشتى العلوم يكتبون ضمن صفحات الوراق وقررت ان لا اخوض معركة خاسرة معهم فرحت اتعلم منهم واكتب ما اراه روحا للوراق  وقد نالت بعض كتاباتي الاستحسان ومع تشكيل سراة الوراق وجدت اسمي بين عمالقة من نوع اخر ورحت اطلع على السراة وسيرهم الذاتية فوجد ان الاستاذ زهير قد ظلمني حين وضعني بين اؤلائك النجوم في الثقافة والعلم والمعرفة  لكنه هو في قرارة قلبه كان يريد ان يرفعني الى مستوى النجوم وله الشكر...
استاذتي ضياء لك بالأخص  كنت اريد ان اكتب منذ ان قرات مقدمة الوصف عنك في سراة الوراق والسبب في ذلك يعود الى ان  الاستاذ زهير قد نصبك فيلسوفة للوراق فمن يشهد به زهير لابد انه يستحق ذلك فكيف لو شهد له بالفلسفة  فرحت اقرأ لتلك الفيلسوفة الجميلة في كتابتها وفي مواضيعها وفي مداخلاتها وفي الروح الجميلة التي تشدنا لكتاباتها فأيقنت بان الاستاذ زهير لم يخطئ الهدف بتنصيبك فيلسوفة للوراق...
أردت الكتابة لك لكني كنت  على ما يبدو  لا أتجاسر خوفا  بان لايكون تعليقي على مستوى كتابتك فاتراجع تاركا لنفسي لذة القراءة فقط... الا انك كسرتِ يا استاذتي ضياء تلك الرهبة في قلبي حين شرفتي رسالتي الى فيروز بتعليقك الجميل عليها لتزداد الرسالة جمالا.
هكذا نحن يا ضياء /اسمحي لي ان اقول لك يا ضياء رغم انني قد اكون بعمر ابنائك / فهناك امورا لا تقبل الجدل وليس عليها اختلاف كحب الوطن وحب الولد وحب الام  وغيرها من الامور التي حبها من المسلمات واحدى تلك المسلمات فيروز ...تلك المرأة التي صنعت مجدا لبلد واحيت شعبا واعطت رسائل للعالم اجمع فكم نحن احوج الى امثال فيروز في هذا الزمان وكم نحن نحتاج اليك يا ضياء في بلاد الغرب الذين يأخذون عنا افكارا دون الاقتراب منا فنحن بحاجة لامثالك هناك لتكوني لتاريخ وحضارة العرب سفيرة تعطي ما بجعبتك من رسائل تكون دليلا للغرب على الادب العربي...
الاستاذة ضياء ...كما ان فيروز سفيرتنا الى السماء فانت سفيرتنا الى الغرب فانت لم تعودي فيلسوفة الوراق فحسب بل سفيرة من سفراء العرب الى الشعوب الاخرى...
وكما نذكر فيروز الان ونشتاق اليها سنبقى نطلب تعليقاتك وكتاباتك لاننا نشتاق اليها...
متمنيا ان تبقى سجالاتك الكتابية مع الاستاذ زهير مستمرة لانها روح الوراق وكنزه الثري..
جميل لحام
 
*جميل
2 - سبتمبر - 2006
أيلول حين يزهرالشعر..    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
أستاذي زهير، أكاد أجزم بأني أول من قرأ عقد أيلول ،هذا العقد الفريد..وقد زانته فيروزات
مختلف الشطآن..
فعلا  أخذت أشدو به -بعدما قرأته مرات ومرات - مع طيور صباح تلك الجمعة ، أطربتني
موسيقى أبياته ، ونسخ وقع هاءاتــه العذبة في نفسي ما تبقى من أثر ها ها هاءات ندى" الشقـية"..
لا تسألني ماذا قال الخطيب ، ولا عن صلاتي ، فقد لغوت ..نعم..لغوت بالصمت.!
لم أشأ أن أعلق آنذاك ، قلت هذا لا يجوز ، ليس قبل أستاذتي..
شكرا أستاذي العزيز على هذا الإطراء الذي يخجلني -حقيقة - أكثر مما يسعدني..حتى وإن كنت 
لا أوافق على ما كتب الأستاذ أحمد- في تعليق سابق - بأنك تبذر أشعارك على السراة تبذيرا..
أرى بأنك تبذره بذورا ..ثم تصيرنباتا..ثم تينع وتزهر..لن تصفر أوتذبل بإذنه تعالى أبدا..
شكرا أستاذي على نشرهديتي لأستاذتي..والشاعرة -في نظري - أسوة بالشاعر ، يجوز لها
ما لايجوز لغيرها..
  *وختاما ، يرجو سفيركم المتواضع من سيادتكم أن توافقوا على منحه إجازة لأنه متعب قليلا..
 إن منحتني نجمة واحدة أعتبر ذلك موافقة. ودمت لنا معلما قائدا ، شهما حرا ونبيلا..
والسلام عليكم ورحمة الله.
*ابن الأكوح .
*abdelhafid
3 - سبتمبر - 2006
يا زائري في الضحى (هدية لابن الأكوح)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أجَـزْنـا  الإجـازة iiوالـعائده وشـعـراً يـقـدم iiكـالـمائده
وشـوقـاً إلـيـك كمثل iiالغمام يـظـلـل صـحـبتك iiالخالده
أبـا  زكـريـا عـليك iiالسلام سـلام أمـيـرتـنـا iiالـقائده
سـلام  عـلـيك سلام iiالورود وألـحـانـهـا إبـلا iiشـارده
سـمـاء الـبـلابل أوتار عود تـرفـرف صـاعـدة iiصاعده
إلـى  زكـريـا iiوأطـيـافـه ونـيـران  أشـواقـك iiالواقده
ومـا  هـي أخباره في iiالدموع وأحـسـبـهـا لـم تعد iiجامده
بـودي يـعـود لـسكنى iiيعود ويـشـعـل  فـرحتك iiالهامده
ومـا  هـي أخـبـار iiتلميذتي نـدى الـعـمر، رائحة iiالوالده
أتـحـفـظ أقـوال iiأسـتاذتي وشـعـري  بـأفكارها iiالرائده
دنـا واسـتـهـان بكل iiالقيود وقـد كـان قـبـل بـلا iiفائده
وطـيـر  الحمام حليف iiالعهود يـطـيـر مع السحب iiالراعده
وأهديك (يا زائري في الضحى) فـفـتـش  بـقـلـعتها الآبده
فـفـيـهـا سؤالك يا iiصاحبي سـألـت عـن النجمة iiالواحده
*زهير
3 - سبتمبر - 2006
رسالة جميل ........    كن أول من يقيّم
 
 
رسالتك من أحلى ما يكون يا جميل ، سألت نفسي لماذا ? هل لأنك تمتدحني فيها وتنصبني سفيرة ? قطعاً لا ، هذا يخيفيني جداً ويجعلني أشعر بأن صورتي أصبحت بعيون البعض أكبر من حجمي الحقيقي بكثير وسيصعب علي اللحاق بها . ما أنا سوى بياعة بطاطا يا عزيزي وليس لي من العمالقة الذين تتحدث عنهم إلا الخيال فلا تحملني ما لا طاقة لي به . 
 
رسالتك من أحلى ما يكون ، سألت نفسي لماذا ? هل لأنني اشتممت في حديثك رائحة الأم والوطن والبحث عن الصحبة المفيدة بين الكتب  ، والبحث فيها عن بديل روحي يعوض عن احساسنا بالغربة والانفراد ? ....... أم لأنك تحدثت عن معرفتك بالأستاذ زهير وظننت بأنك تكشف لنا وجهاً لا نعرفه ـ كما ظن الأستاذ أحمد من قبل ـ في هذه لم تحزر ، فالأستاذ زهير الحقيقي هو هذا الذي نراه كل يوم في شعره والذي لا يختلف أبداً عما وصفته لنا ولا يمكن أن يكون شيئاً آخر ، الباقي ، لو وجد ، سنسميه : ظروف حرب . مع ذلك كان وصفك له مشوقاً .
 
رسالتك من أحلى ما يكون ، لأنك وقبل كل شيء صاحب " ذبابة الماغوط " التي كان لي شأن معها ومنذ البداية ، وهي ( الملعونة ) لا زالت تطن في أذني منذ ذلك الوقت وتوسوس لي بالتخاريف ........ والدمدمة بين ذكر وأنثى ، أذكرها ! وأذكر أنني قرأت فيها في ذلك الحين ليس فقط النص الجميل في تلك المواجهة الطريفة ، بل قرأت فيك للحال الموقف الصحيح الذي ختمت به حوارك الافتراضي والذي إن دل ، فهو يدل على ذوق ونبالة وسريرة نظيفة .
 
رسالتك من أحلى ما يكون ، لأنك كسرت حواجز الألقاب والمصطلحات ، وهي يا عزيزي من اللعبة الاجتماعية التي يعتمدها البشر في تصنيفاتهم ، وهي لا تعني لي شيئاً سوى أنها مثل : صباح الخير ، أو السلام عليكم ، مقدمة للدخول في علاقة تخاطب مع الآخر . لكن يبدو بأنني لن أحتاجها مع جميل خصوصاً لأنه من عمر ابني .
 
رسالتك حلوة يا جميل لأنها هذا ، لأنها تفيض بهذا الجو المريح الذي يجعلنا نشعر بأننا في بيتنا وأنه باستطاعتنا أن نتربع ، أو أن نمد أرجلنا ، أو أن نغني مع الراديو بصوت عال لو أردنا . وها نحن قد جلسنا واتكأنا ، فهات وأخبرنا ، ونحن بانتظارك .........
 
عزيزي عبد الحفيظ : لا تطول بالإجازة لأن الأستاذ زهير منحك قصيدة ولم يمنحك نجمة .
 
 
 
*ضياء
3 - سبتمبر - 2006
منارتنا ضياء    كن أول من يقيّم
 
استاذتي العزيزة ضياء
جلست طويلا وانا اقرأ رسالتك الجميلة التي بعثتها لي وأمعنت كثيرا بما تحمله  من كلمات لها الاثر الكبير في قلبي ...اردت الرد لكنني لم اعرف كيف ارد ومن اين ابدأ خاصة وان رسالتك وصلتني في الوقت الذي رد فيه الاستاذ زهير على رسالتي الى امي بقصيدة جميلة قدمت لامي في عيد ميلادها....
هنا احترت لمن اكتب وكيف ابدأ ...هل اكتب للاستاذة الغالية ضياء التي مدت يديها الي لتزيل الحواجز امامي طالبة مني التمدد والغناء بصوت عال لأحس حين اخاطبها بانني اعيش مع انسان اعرفه منذ زمن....
ام اكتب للاستاذ الذي اقدّر والذي زاد حبي له قصيدته المهداة لأمي التي هي بالنسبة لي القديسة والملاك ...
ساكتب لك يا استاذتي ضياء واترك فرحة امي  بالرسالة والقصيدة لترد على استاذنا الغالي زهير...
شكرا يا استاذتي ضياء وساجلس متربعا واقول لك بصوت عال شكرا لك ياضياء...شكرا لانك  وجدت وقتا للرد على رسالتي لك ...صدقيني يا استاذتي انني سعيد لا بردك فقط بل لأنني ادركت انك معجبة ببعض مشاركاتي التي قرأتها سابقا....
نعم يا ضياء نحن هكذا دوما عندما نكون في المرتبة الدنيا ونشعر بالخوف من التقرب من الاوائل نسعد حين نرى اليد ممدودة الينا لترفعنا الى مصاف الاوائل....
ان اعجابك وتعليقك على كتاباتي انما هي شهادة من انسان اقدره واقدر ادبه بشخصي المتواضع في مجال الاداب ومشتقاتها....
احيي فيك تواضعك حين رفضت ان نعدك مع العمالقة مكتفية بان تكوني بائعة بطاطا...لكن من قال لك اننا لا نحب البطاطا ونشتهيها في اي وقت خاصة اذا كانت مقلية بزيت عربي اصيل من ماركة ضياء خانم ( كما يحب الاستاذ زهير مناداتك) ...
صدقيني يا استاذتي ضياء كما احببنا بائع الخواتم في مسرحيات فيروز وكما احببنا بائعة الورود في برامج الاطفال التي مازلت اتابعها كذلك سنحب بائعة البطاطا ....تلك البائعة الخائفة ان تكون صورتها باعيننا اكبر  من حجمها الطبيعي لدرجة لا تستطيع اللحاق بها....
هنا لم تفلحي ولم تصيبي ....لانك يا ضياء تملكين من مخزون ادبي وفكري وروح جميلة ما يجعلك تتربعين مع كبار الادباء فلا تخافي لان صورتي تماشي حجمك لا بل نخاف ان نظلمك بعدم تقديرنا لك التقدير الكافي....
كتبت لك بعد ان ادرت اذني لفيروز فكانت اغنية /لا تعتب علي / وهي مناسبة لا اهديها لك في حال لم تعجبك رسالتي وكلماتي ... لكي لا تعتبي على انسان يخرف في الحروف ويتجاسر للرد ومراسلة العمالقة....
اما اذا اعجبتك رسالتي اهديك اغنية فيروز / زوروني كل سنة مرة/ لكنني ادخل عليها تعديلا لتصبح /زوروني كل يوم مرة/...
غدا حين يطلب احدهم مني ان احكي تجربة ما كما طلبت انت ....ساكتب عن تجربتي بالكتابة في الوراق وساذكرك من بين الاناس الذين تشرفت بالتواصل معهم وزادوني ثقافة وعلما...
قبل ان اقول لك يااستاذتي ضياء  الى لقاء قريب اقدم اعتذار للاستاذ زهير لانني لم اكتب له الان شاكرا قصيدته الجميلة التي خطها لامي لانني لا استطيع الكتابة لشخصين بحجم زهير وضياء بوقت واحد ...لكن فالتتأكد يا زهير بأن معرفتك من اجمل الاشياء التي صادفتها في الامارات وقصيدتك هي اجمل الاشياء التي سأخذها معي الى جنة الله على الارض الى الشام....
شكرا يا استاذنا زهير على قصيدتك الجميلة بكل شي فكانت درة من ايدي صانع الجواهر وفاتح القصائد الذي فتح شهيتنا للكتابة ....
سفيرتنا ضياء اتمنى منك التواصل دوما وافادتنا بكل ما تقدرين عليه وانت بطبيعة الحال لا تبخلين علينا....
متمنيا ان لا تخبري احدا بانك بائعة بطاطا لكي لا تنفد هذه السلعة من الاسواق ....
ثم انت ياضياء لست ببائعة انما واهبة ومانحة لخبراتك وثقافتك من اجل زيادة معارفنا وخبراتنا... 
*جميل
4 - سبتمبر - 2006
مقام جميل لحام    كن أول من يقيّم
 
إلـى زهـركِ الـكرزيِّ iiالبليل وسـاقـيـة الـذهب iiالسلسبيل
أقـدم حـبـي iiوبـاكـورتـي وعـرفان قلبي وشكري iiالجزيل
ولابـد  مـن شـكـر iiأستاذتي لـيـقـرأه النشءُ في كل iiجيل
ضـيـاء  السفيرة لست iiالوحيد فـذلـك في الحق رأي iiالرعيل
جـلـسـت  طـويلا أفكر فيما كـتـبـتِ وأسأل طرفي الكليل
ويـسـقط  قلبي على كل iiسطر أرى  فـيـه قولك لي يا iiجميل
فـهـل هـو كـان جميلا لأني أنـا فـيـه أم هـو حقا iiجميل
جـمـيـل وعذب وليس iiجميلا فـحـسـب ولـكن جميل نبيل
أتـابـع  فـيه الشموخ iiالعميق وأقـرأ  فـيـه النبوغ iiالأصيل
وأسـأل كـم فـي iiأعـاصيرنا وكـم فـي ربـانـا نسيم عليل
وكـم  ضـاع في روضنا iiبلبل وفـي  مـا يـغني شفاء iiالغليل
وأيـقـونـة بـعـد iiأيـقـونة وإنـجـيـلُ حبٍ وريفٍ  iiظليل
وبـيـن الـغبار يغطي iiالحقول تـحـدت  مـواجهة iiالمستحيل
وأسـأل نـفـسـي بماذا iiأعود وأيـن الـلـقاء وكيف iiالسلبيل
وأسـأل نـفـسـي لماذا ضياء كـلامـك  يـشعرني iiبالصهيل
وانـظـر فـي جـرسه iiطاغيا على جرس شعري القديم الهزيل
ضـيـاء الـفيافي وهذا iiالمساء يـلـمـلـم أوراقـه iiلـلرحيل
فـغـنـي لـه (يا قمر iiمشغرا) بـصـوتـك  مـتشحا iiبالنخيل
أغـانـيـك فـي كل ليل iiمعي بـأعـمق  ما أشتهي من iiهديل
*زهير
4 - سبتمبر - 2006
يا فاتح القصائد    كن أول من يقيّم
 
الاستاذ زهير
في الامس حين ارسلت لي قصيدة مهداه الى امي بعيد ميلادها في الوقت الذي ارسلت لي الاستاذة ضياء رسالتها لي  ... وقتها قررت الكتابة للاستاذة ضياء وتركت فرحة أمي تعبر عن شعوري وشكري لك لقصيدتك الرائعة المستوحاة من كلامي في أمي  ....لقد عللت عدم كتابتي لك بعدم استطاعتي الكتابة لك وللاستاذة ضياء بوقت واحد حيث اني عندما اخاطب من في مثلكما يجب علي التفكير كثيرا الامر الذي جعلني اكتب لضياء تاركا وقتا آخر للكتابة لك يا عزيزي....
لكن حضرتك يا استاذي الفاضل  قد أوصلت البلل الى ذقني وجررتي الى القلم لاكتب لك ( اقول القلم رغم اننا نكتب على لوحة الحاسوب وذلك لعشقي للقلم)...فحركت قصيدتك شيئا في داخلي جعلني استعجل الكتابة لك...
هل تعلم بان اي واحد منا حين تأتيه رسالة مدح او كلمة شكر يفرح كثيرا ويغتال بمشاعره سعادة ....هذه هي طبيعتنا نفرح للكلمة الجميلة...لكن يا استاذي الرائع زهير ...عندما تاتيني الكلمة من انسان بمثل حجمك لتشكل قصيدة باسمي فذاك هو الفخر الجميل....نعم هو فخر لي ان تخط يداك قصيدة لي ...نعم هو فرح لي ان أخذ حيزا من وقتك للتفكير في كلمات تكتبها لي....
كيف لا أفتخر ومن كتب لي القصيدة هو احد الاشخاص الذين اراهم من عمالقة الفكر العربي ومفكريه....
هنا اتساءل كما تساءلت الاستاذة ضياء حين كتبت رسالة لها....اتساءل لمَ أفرح? ولماذا قصيدتك جميلة? ....هل لانها كتبت لي فاراها من اجمل قصائد العالم ....سيكون هذا نوعا من الغرور الانساني ....لكن هي ليست جميلة لاجل ذلك فحسب...ان قصيدتك جميلة لانها اتت من استاذ كبير اراد ان يرفع من هو دونه ثقافة وعلما ليعطيه دفعا لينهل العلم من بحوره....ان قصيدتك رائعة لانها اتت من رجل اسمه زهير يختزن في احشائه بحورا من ثقافات وعلوم لشخص اسمه جميل  مازال يرنوا الى تلك البحور من بعيد....
هنا اسألك ...هل يا استاذي زهير قصيدتك هي الزورق الذي سيحملني للغوص اكثر في بحورك ....
هنا اريد التساؤل مجددا لكن على طريقتي الخاصة وليست على طريقة ضياء خانم....الا يحق لي التساؤل:
هل تستحق تلك القصيدة والكلمات يا جميل ...
وهنا اعتقد بانك ورطتني بشي لا اعرف كيف ساتعامل معه حيث انني كنت اكتب بلا رقيب وبلا تدقيقات وبلا ضغوط ....اكتب من اجل متعة الكتابة وإرضاء قلمي الذي يجد مكانا في وراقنا الغالي  لكن رسائلك وقصائدك التي ترافقت مع فتح الخط مع الاستاذة ضياء وطلبها للتربع والغناء بلا مقدمات  .....كل تلك الامور وضعت خطا جديدا لكتابتي فكيف ساعود للكتابة بلا تدقيق ولا قيود بعد ان عرفت ان هناك من يراقب احرفي .... وأي رقيب ....
اعذرني يا زهير لاني لا اعتقد ان باستطاعتي الرد عليك بقصيدة مماثلة رغم اني اهوى الشعر لكنني اخشى من الدخول في جولة خاسرة.....لذلك قررت ان اكتب لك شكري وامتناني لحروفك الرائعة ولقصيدتك التي خطت لاجلي ....اكتب اليك يازهير كما كنت اكتب دوما بلا اي تفكير بالكلمات فجعلت من قلبي عقلا يمرر الكلام الى اصابعي لتطبع الاحرف لانني لا اعتقد بوجود ضرورة للتفكير بالحروف وانا املك لشخصك الجليل كل تقدير.....
 
*جميل
5 - سبتمبر - 2006
هنيئا عزيزتي ضياء    كن أول من يقيّم
 
أستاذتنا العزيزة ضياء , آسفة جدا لجهازي الذي يخونني في كل مرة أريد أن يلبيني ويقف معي .
أردت من أول لحظه أن اهنئك بعقد إيلول اللازوردي , ولكن حال هذا الجهاز بيني وبين حرارة التهنئة التي ربما فقدت الكثير من حماسها.
عندي طلب وهو بسيط كما يخيل لي عندما أطلبه من العزيزة ضياء , أتمنى أن توافقي على مقايضتي بيتين من كرزك الرهيف بأي بيتين  يقع عليهما اختيارك من قصائدي التي افتخر بها مهما قلّت.
البيتان من (سهم اراش) وليس من عقد ايلول  حتى لا تترددي , أريد فعلا أن أستعمر هذين البيتين:
 
ولقد ذكرتك والصقور أمامها تتبرج  الأقفاص iiوالأعشاش
فـنصحتها فترددت iiفحملتها وعـلمت أنّ كبيرها حشاش
أرغب بذلك وأنا اليمامة التي عانت الكثير من أشباه الصقور, ولانني أنا اليمامة المتعبة والحاملة عشها في طيرانها تبحث عن جبل منذ عشرين عاما , أريدك أن تقبلي هذا العرض منتظرة جوابك عزيزتي ,هنيئا ( عقد فيروز ) تحية للشاعر الذي صاغ العقود..
 
*yamama
8 - سبتمبر - 2006
يمامة المرسلات    كن أول من يقيّم
 
يا ألله كم أنت رائعة يا يمامة، اسمحي لي أن أجيب عن ضياء خانم وأقول لك:
شكرا لك يا يمامة على بطاقتك هذه التي تغسل القلب من كل أوضار الحياة
وتفاهتها وهمومها وقساوتها.
أنت شيء لا يصدق يا يمامة، من أين لك كل هذه الرقة واللباقة، وما هو سرها
 لا أدري.واسمحي لي أن أقدم لك هذا العرض، ما رأيك بهذه القصيدة بدل
البيتين، واتركي (سهم آراش) لآراش.. تأملي آخر بيت في القصيدة جيدا قبل
 كتابة الرد.

سـلاماً  يمامةُ في iiالصادحات هـديـتـنا  سورة iiالمرسلات
وتـفـسـيـرُهـا  آيـة iiآية بـألـطـف  ألحانك الهادلات
فـطـيـري لـها وتغني  iiبها ولا  تـسـأليني عن iiالعاذلات
فـلـلأرنب  الحق في iiرفضه دخـول الـسباق مع iiالسلحفاة
ومـثـلك  في الطيران iiالفريد سـتـقـصده أسهم iiالحاسدات
بـأسـلوبها  تستطيع iiالوقوف عـلى القوس فوق أكف iiالرماة
وطـوق الـيـمامة ظلم iiكبير إذا  قـارنـوه بـصدر iiالبزاة
مـكـانـك أكبر من أن iiيدال ومـن أن تـزحزحه iiالكائنات
ومـا ضـر أنـك في iiجعبتي وفـي جـعبتي عندليب الحياة
ومن واجبي شاعرا في الوجود أخـلـد ألـحـانك iiالخارقات
رأيـت  تـفـردها في iiالسمو وقـلـبتها  من جميع iiالجهات
فـهـذي  ضـيـاء وهذا iiأنا وهـذي  يـمامة سحر iiالسراة
كـمـثلك عشرين عاما iiنطير رعـى الله أحـزانك iiالغاليات
نـطـيـر على ظهرنا iiعشنا ونـجـرع  أقدارنا الساخرات
أمـرسـلة  العرف من عرفها إلـى عصفها في قلوب iiالسقاة
ونـاشـرة  الـنشر من فرقها لـكـل  فـريق من iiالأمنيات
طـمستِ النجوم نسفتِ الجبال فرجتِ  السماء على iiالحالمات
تـعالي لأرضي تعالي iiانظري أخـاديـدهـا بعد هذا iiالكِفات
وقـالـت  وصلت إلى iiريشنا وألـقـت راوسيها iiالشامخات
يـمـامـة هذا الجمال iiالرفيع هـديـلك في أجمل iiالذكريات
سـأرسـمـهـا دهشة iiدهشة وأنـثـر  أطـواقها iiالحاليات
إذا هـي طـارت كما iiأشتهي فـمـوعـدنا  سورة iiالعاديات
*زهير
8 - سبتمبر - 2006
 15  16  17  18  19