البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 13  14  15  16  17 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
عندما تطقّ البراغي تتفلت الكلمات    كن أول من يقيّم
 
قصيدتك ياصاحبي أطربتني وأضحكتني حتى الثمالة فتركت عملي وعافت نفسي صنعتي التي أحب
فتركت البراغي وكل ملحقاتها وبدأت أكتب لك قبل أن يأخدني الوقت وتفلت مني .
بالنسبة لقافية حرف الغين في هده القصيدة المهداة ( لي ) فاني قد رأيتها الدر بعينه لما عنته لي وبدون شرح
فإذا شكرتك عليها فإني أرى بأنني لن أفيك حقك فيها لروعتها وخفة دمها  (  بمعانيها  )
لا أكتمك بأنني عندما رأيت اسم حبيبتي الصغيرة قد أدخلت الفرحة الى صدري حتى شعرت به يريد أن يطير من صدري
فلله درك يازهير يا صاحب القلب الكبير، القلب الرقيق، القلب المبدع ، وددت أن  أرد عليك بشعر تصف كلماته بالذهب عينه ليخلدك على مر الزمان
ولكن ليت شعري كيف سيستطيع رواد هدا المنتدى من عامة   (   مثلي    ) وسراة كحضراتكم أن يقرأوه أو يفهموه لا لشيء  سوى لأنه جديد عليكم لم تألفوه ويحتاج الى شرح وتفسير حيث أن الشعر الدي سأكتبه لك لا تقيده حدود ولاقواف ولا عروض وبعيد عن العلة والتفعيله فهو فعل صرف ماض في طريقه لايحده مكان ولا زمان
على كل حال أسجل هذا لك ومبروك عليك الفوز 1 - 0
وعزائي في هده الخسارة هو أنك أستطعت جري الى أرضك وجمهورك وعن غفلة مني
بدأت مبارتك فاحترت بمنازلتك اذ كيف لي أن أظهر مهارتي أمام كلماتك ولكنك سوف تأتي الي اليس كذالك
ولسوف تأخدك كلماتي (من مالك  لهالك لقبّاض الأرواح)  وليت أن هنالك بثا مباشرا ليرى القراء كيف
هو نصري في المعارك ، ولكن لا أزال محكوما بدكتاتوريتك الغاشمة
 
زهـيـر  من أين iأكافيكا وأيـن لـي بحر iiقوافيكا
فعشت للشعر كما تشتهي وربـمـا  الشعر iiيكافيكا
 
مع تحيات مللك البرغي الألماني: أحمد الشقفة   
أحمد
19 - أغسطس - 2006
حرس الحدود    كن أول من يقيّم
 
 
كلمة ترحيب بالصديق الجديد الأستاذ توفيق الذي أصبحنا ندين له بصداقة مضاعفة ، الأولى : لجهة الأستاذ زهير الذي استدعاه حارساً أميناً على شطحات اللغة ومثالب الصرف والنحو . والثانية : لدخوله الصاخب المفاجىء علينا ، يحمل معه الهدايا النفيسة ،  " طامة كبرى " و " قال : فعل ماض " يقصها علينا بأسلوبه الجميل الذي اقتطعت منه هذه الجملة لأنها أعجبتني بشكل خاص : فقذفت بالجواب الثاني قبل أن يغادر الأستاذ مكان وقوفه بجانبي، وقبل أن تغادر عيناه المحسورتان وجهي المحمر، وقبل أن يغادر سمعه الكليل جوابي الأول الخائب،..
أهلا بك يا أستاذ توفيق صديقاً ، ونحن نشكر لك كلماتك الطيبة الودودة التي فاضت بها نفسك الكريمة ، وأدبك البالغ . وإذا كنت قد بكيت معنا أو علينا ، ولن نسألك عن السبب ، فمعناها بأنك قد سددت قسيمة الاشتراك وأصبحت عضواً في النادي ، فمرحباً .
 
أين عبد الحفيظ ? اختفى عبد الحفيظ ، هل لا زلت مصراً على حكاية السباق والسلحفاة والأرنب والسقف المرفوع وحكاية ال400 متر حواجز ? عليك يا صديقي منذ الآن وصاعداً أن تبحث لنا عن موتور فيراري أو ألفا روميو ...... وليس هناك من سيرشدنا في حقل الميكانيك هذا إلا ملك البرغي الألماني . هذا عدا أننا سننتبه إلى كل " الموضوعات " .
 
ولكي نعود إلى أجواء الأدب والشعر ، نستعيد به ألق المجلس ، أدعوكم إلى رحلة عبر البحار ...... عبر الزمان والمكان ، وإلى وقت آخر ، وقت الصفاء ، في قصيدة جديدة ، هي روح المكان كما أتخيله دائماً وأتمناه :
 
 
طائران
 
وحول المكان ، وكنت وكنا
كطيرين حول شراع مقيم
يعود المساء ، بقرصٍ ، شعاعٍ
ويغشى المساء ، سناءٌ حزين
 
وكنا جناحين ، كنا معاً
نطوف الفضاء ونطوي الزمان
نشق الهواء بنبض الأماني
ونرتاح بين ثنايا الأديم
 
يرف جناحان ، خفق الهوى
كما بيرقان بقلب النسيم
ولا تستكين الحروف ، الأمانيُّ
لا يهدأ القلب ، لا يستكين  
 
*ضياء
20 - أغسطس - 2006
شهادة مجروحة    كن أول من يقيّم
 
بالرغم من أن شهادتي مجروحة فلا أجد مفرا من الاعتراف بأن ضياء خانم قد سرقت (قارب المتقارب) وصارت تركبه كما تشتهي. (ولا أبالي) هذه معجزة يا ضياء خانم بكل المقاييس، والمشكلة أنني لست وحدي مجروح الشهادة، فمولانا لحسن بنلفقيه مثلي سيقف مكتوف الأيدي، وآغا صادق السعدي أيضا، والنويهي بلا شك في ذلك، وأما ابن الأكوح فأخشى عليه أن يجري له ما جرى لأبي الحسين النوري لما سمع بيت شعر فهام على وجهه وقد أغمض عينيه، فالتطم بأجمة قصب قد تقطعت فروعها وبقيت أصولها مشرعة كالسيوف، فما زال يتخبط عليها حتى مات، أما أستاذ توفيق فشهادته في كل شيء مقبولة إلا في ضياء خانم، وملك البراغي أيضا لأنه من كثر ما صفق باظت كل البراغي. بقي اثنان شهادتهما هي قول الفصل وهما شيخ العروض د. سليمان أبو ستة، وشيخ الأدب الأستاذ منصور مهران، فأترك الحكم لهما، ولكن الخوف أن لا يتصفحا هذه الدعوة، وعند ذلك ستكون شهادتي غير مجروحة، أليس كذلك يا ابن الأكوح
*زهير
20 - أغسطس - 2006
بنظير بوتو وابن أبي سلمى    كن أول من يقيّم
 
أخي زهير، هل تذكر (بنظير بوتو) أنا أعتقد أنك أحق منها بالأول من اسميها. لماذا? أنا أدري لماذا، أما أنت؛ فإن كنتَ تدري فتلك وثيقة على الأحقية، وإن كنت لا تدري فمن حقي عليك أن تبقى حقوقي محفوظة، علني أمارس الأستذة دقيقتين أو ثلاثا فإني قد حُرِمتها، وكنت قد رضعتها، حتى أمروني فأرضعتها.
عَودٌ على بَدْء (بفتح الباء): أخي زهير، أتـهمك - وعندي الدليل القاطع - أنت من يمارس الإغراء الشريف على صفحات المجالس لكل من يجالس، أنت من يضع المرجل تحت أقلامنا لتلد المعاني من بطون كلماتنا. أما أستاذتك ضياء - يا أستاذنا زهير - فقد كحلتني بريق العافية، بعد أن أمطرتني بسهام الغرور، والخلاصة أراني صرت بينكم وفيكم ومعكم كما قال الشاعر:
 
يا غزالاً صاد باللحــ
ما الذي قالته عيـــ

 
ـظ فؤادي فأصابا
ـناك لقلبي فأجابا

 
وإلى لقاء غير قريب، لكم مني فيه هدية من شعر زهير ليست عند زهير حتى ولو كان ابن أبي سلمى.
توفيق
20 - أغسطس - 2006
هذا زمنك يا عبد الرؤوف    كن أول من يقيّم
 
سلامات أستاذنا عبد الرؤوف. فقئت عين من أصابنا بالحسد. عميد أُسرة الوراق والمحامى الدائم عن حقوق كل فرد فيها فاجأنى خبر دخولك المستشفى. سلمك الله من كل وهن ومرض. لولا أن باب النكّار مخلّع لقلتُ هون عليك وخذ الامور بأبسط مما تبدو لكن هيهات لوتُرك القطا لنام.
 
تحية طيبة ضياء خانم كنتُ دائما أول المعزين.رائحة الموتى هى الاكثر علوقا بذاكرتى لانهم لم يكونوا ممن قُدّر لهم أن يموتوا على فراشهم بفعل الشيخوخة أو مرض عضال. بل منهم من سار الى قدره ومات بطريقته ومنهم من سيق الى الموت وهنا تكون الوجيعة أكبر. لعلى تعبتُ من المشى فى قوافل العزاء كما أجهدنى إستقبال المعزين. مع أننا جميعا لانريد الاسراف فى التفائل الا أن ما حققه اللبنانيون ومقاومتهم جديرة بالاحترام والفخر وباب جديد للامل بمستقبل يخرج فيه لبنان من محنته الطويلة مع أن العدو متربص ولا يريد للبنان الخير والاستقرار. سلم الله لبنان وحرس شعبها الحبيب الى نفوسنا بعينه التى لاتنام.
 
بعيدا عن الشهادات المجروحة قصيدتك ( طائران) سليمة الوزن تماما ولولا الخطأ النحوي الوحيد فيها وهو قولك: كما بيرقان بقلب النسيم لجزمتُ بأن ريشة زهير قد مرّت على بعض أجنحتها لتقيم وزنها. أقول هذا الكلام لانى وجدت القصيدتين السابقتين بها كسور وزنيّة عديدة وهذه النقلة فى تصحيح الوزن عندك أمر ملفت حقا. على زهير أن يدبّر حالَه من الآن فصاعدا. هذا زمن الشعر يا ضياء.تصبحين على خير.
alsaadi
21 - أغسطس - 2006
أنتن / أنتم عمرى    كن أول من يقيّم
 
         
                    حبى وودى  لايكفيان    وشكرى وتقديرى مقصران
                   لزهير الشاعر الإنسان  وضياء اللؤلؤ  والمرجا ن
                  اليمامة البنفسج والريحان  والسعدى  جنة الألحان
                  وتوفيق  اللغوى الفنان       والشقفة ملك   الزمان
                 وحفيظ الود والعرفان          شكرا  شكرا بكل لسان
*عبدالرؤوف النويهى
21 - أغسطس - 2006
الكرة في ملعب الأستاذ توفيق    كن أول من يقيّم
 
أولا أشكر حامل لواء النهضة (النويهي باشا) على هذه الأغنية التي
أفاوضه على حقوق الغناء فيها.
 
ثانيا: أقول للأستاذ توفيق: والله لا أدري يا أستاذ:
إذا  كنتُ لا أدري فتلك iiمصيبة وإن كنت أدري فالمصيبة أعظم
وأخيرا: أقول لآغا صادق السعدي: كان علي أن لا أتدخل في الدفاع
عن أستاذتي مع وجود الأستاذ توفيق،
ولكنني أفعل ذلك لأنني أيضا مقصود بهذا التعريض كما
هو ظاهر، فسامحك الله أيها السعدي ،
وكما يقال عندنا في دمشق: (ما وصّلت فرحتنا لقرعتنا
أعتقد أنك مخطئ هذه المرة يا أيها السعدي ،
فهذه  (ما) الكافة ، ولا أرى ما يمنع أن تكون وجهة نظرك
صحيحة، ولكن أرجو أن تفيدنا بالقاعدة التي بنيت عليها
حكمك، وأما أنا فأكتفي بما قاله المرادي في (الجنى الداني)
مشفوعا بطائفة من شعر الكبار، قال في باب أحوال (ما):
 (الثاني: أن تكون كافة. وهي تقع بعد إن وأخواتها. نحو "إنما
 الله إله واحد" . وبعد رب، وكاف التشبيه في الأكثر.
وذكر ابن مالك أنها قد تكف الباء وتحدث فيها معنى التقليل.)
ومن نوادر (كما) هذه أنها تنصب الفعل المضارع أحيانا، كما نص على ذلك ابن هشام في المغني معلقا على البيت:
وطرفك إما جئتنا فاحـبـسـنـه = كما يحسبوا أن الهوى حيث تنظر
(قال الفارسي: الأصل كيما، فحذف الياء. وقال ابن مالك: هذا تكلف، بل هي كاف التعليل وما الكافة، ونصب الفعل بها، لشبهها بكي في المعنى).. 
وهذه أمثلة على (ما ) الكافة مع (كاف) التشبيه:
المتنبي
إِذا عُدَّ الكِرامُ فَتِلكَ iiعِجلٌ كَما الأَنواءُ حينَ تُعَدُّ عامُ
الشريف الرضي
إِنَّ الـسَوادَ عَلى لَذّاتِهِ iiلَعَمىً كَما البَياضُ عَلى عِلّاتِهِ بَصَرُ

أبو نواس
فَـداوِ سَـقـاماً مِنهُ في الجِسمِ فاشِياً كَما الحُسنُ في ساحاتِ وَجهِكَ قَد فَشا
البحتري
كَما اللَيلُ إِن تَزدَد لِعَينِكَ ظُلمَةً حَـنادِسُهُ  تَزدَد ضِياءً iiكَواكِبُه
*زهير
21 - أغسطس - 2006
أنا وأنتم والكرة والهداف زهير    كن أول من يقيّم
 
 
أنا وأنتم والكرة والهداف زهير
 
أعتقد يا أيها الأحبّة، ويا أيها السراة النخبة، أن كرة زهير أخطأت مرماها، فعساها أن تردّ الصاعين صاعًا عساها، بل ربع صاع بل أقل، فأنا - وإن كساني حلة فضفاضة ? أقبل.
أشكر النويهي المكرم، ومن قبله الضياء المنعّم، ومن بعده طابور الجحافل الأدباء. وشكري الدائم على الدوام لزهير الأخ والمعلم والملهم.
بالنسبة لـ (بنظير) وأنك أحق منها بهذا الاسم فأنا أحببت أن أقدم الفائدة لمن لا يعلمها، إذ الأصل في نطقها أن تكون بياء بعد الباء هكذا (بينظير) وتعني (عديمة النظير) إذ إنّ الـ (بي) في لغة الأردو تعني (عديم) وتستخدم بمعنى لا النافية في عربيتنا.
شيء آخر: أضم صوتي لصوت زهير في ما ذهب إليه في قضية (كما بيرقان). وأسأل الله العافية من صراع القواعد.
شيء ثالث: كنت قد أنشأت لكم سحابة بوعد، وها أنذا أردت لها أن تمطر بالوفاء.
إليكم قصيدة زهير التي وعدتكم بها، والتي أدعي أنها ليست في كشكوله ولا قمطره لأنّ أصلها عندي. ولكن دعوني أذكر لكم مناسبتها.
ذات يوم وسماء السعد ازداد ظلها قرر الزوجان ? أي أنا وغاليتي ? أن نسترزق الله بولد ثالث برًا بوالدتي وحبًا في تنفيذ رغبتها (صدقوني) وفي الموعد الذي ضربه الله بحكمته لكل ولد أطل (حذيفة) برأسه على ساحة بني البشر، وكان صديقي أحمد الكنفاني قد نجح وسبقني بأسبوع بهذه الفعلة السعيدة وولدت له (مروة) وانعقد العزم على العزيمة (الوليمة) وصرنا نبحث عن مسعدنا وحبيب سمرنا الأستاذ زهير لكنه كالعادة يخرج من مجمع الوراق (المجمع الثقافي) فلا وراق ولا ثقافي ولا ما يحزنون، يقطع صلته بالعالم ليتصل فقط بجني من بني عبقر يسكب في روعه روائع الشعر. ولحسن حظي فتح هاتفه ليتصل فإذا بأنا أتصل. (صفتك نعتك أنت الـ .... بل أنت الـ ... لماذا اخترعوا التلـ ...  ..  ... إلخ) هدأت المعركة وقرر أن يلحس آخر الحفلة التي بقي في قعر زمانها نصف ساعة. وجاء الضيغم مزمجرًا بشعر كان أحب على قلبي وقلب الحاضرين من اللحم لكل قَرِم ومن اللبن لكل عيمان. وهاكم القصيدة:
 
قصيدة للشاعر (زهير ظاظا) بمناسبة عقيقة (حذيفة توفيق بلطه جي) في بيتنا في شارع الفلاح بأبوظبي بتاريخ: 28/5/2000.
 
مـجـالسُ  قربةٍ ورباطُ iiتقوى أردتُ  أفـرُّ مـنه فكان iiأقوى
يَـحِـنُّ  مـعذبيَّ إلى iiدموعي كأني  ما ملأتُ الأرض iiشكوى
ولـو  أَجِدُ البكاء رجعتُ iiأبكي على زمنٍ أضعتُ، أغنَّ iiأحوى
هـي الـدنـيا إذا فكّرتَ iiفيها رأيـتَ  ودادَهـا خطأً iiوسهوا
نـشـرنـاها صداقاتٍ iiوكانت تُـراهِنُ أنْ نراها كيف iiتُطوى
أجـل  تـوفيقُ والدنيا iiطريقٌ عـرفـتُـكَ  فيه إيماناً iiمُرَوّى
فـلا الـبـلطيُّ معرفةً iiوظرفاً ولا الـفَـرّاءُ تـجويداً iiونحوا
أتـنـكـرُ  أنني غادرتُ iiبئراً مـعـطـلةً من الجريانِ iiخَلوا
وأنـي  عـندما يئسوا iiوعادوا جـعـلتُ  عمامتي حبلاً ودلوا
فـإنّ الـمـاءَ ماءُ أبي iiوجدي ولـو  لم يبقِ مني الدهرُ iiشَلْوا
أشـمُّ الـصـالـحين iiوأقتفيهم لـعلَّ  تصيبُني في الله iiعدوى
أجـلْ توفيق تلكَ دموعُ iiصرحٍ تـزيـد  الـقلعةَ الكبرى عُلُوّا
وكـنـتَ  تراه أوّلَ ما تداعَتْ دعـائِـمُـه وأوّلَ iiمـاتَـلَّوى
فـقف للخمسِ والعشرين iiعاماً حـكـايةَ  ذلك الطللِ iiالمسوّى
وجـرحٍ  كـلما أخلدْتُ هاجَتْ ظُـبـاهُ  وكلّما استيقظْتُ دَوّى
شكوتُ إلى المروءةِ كيف تُدمى بـلادُ الـمسلمين وكيف iiتُكوى
ولـم أرَ مـثـلَهم شعباً iiيعاني خـصوصَ رزيةٍ وعمومَ بلوى
وقالوا: النصرُ في لبنان iiشمسٌ فـقـلـت:  وإنّها تحتاج جَلْوا
يـكـون النصر في لبنان iiحقاً إذا  هـو لـم يُنَل منه iiويُكوى
ومـا هـو مطمحُ الإسلامِ iiلكنْ أحـاطَ بـه المرارُ فكان حُلوا
خـذوا عني اليقين فلستُ iiمِمّن يُـصِدِّقُ أنْ يخافَ البازُ صَعْوا
إذا  لـم تـعرفوا ماذا iiنصرتم فكل جهادكم في الأرض iiدعوى
رواةَ قـصـائدي أعلى iiدمشق هـنـا نشقى به وهناك iiيروى
مـضـى لولا العقائقُ iiحادباتٍ تـمـدّ قـصائدي منّاً iiوسلوى
وما خلقي أخالف في ودادٍ أكـلت  عليه أول أمس iiحلوى
لـمروى  من شعائرها iiنصيب ومـن  إيـمانها سكن و iiمأوى
نـصـيـب حـذيفةٍ مما iiدعاه أبـوه  لـه ومـا سَـمّاه iiلغوا
دعـاه إلـى البطولة iiوالمعالي وسـمّـاهـا  له هدفاً iiونجوى
رأيـتُ  اسمَ الفتى يجني iiعليه ويـتـركُـه  يحبّ له iiويهوى
ويَـمـلأُ عـمرَه عملاً iiوسعياً ويَـمـلأ عـمـرَه لَعِباً iiولَهْوا
أُبـاركُ مـولـدَيْ عبقٍ iiووردٍ تَـضُـوعُ  حدائقاً وتميدُ سَرْوا
إذا  سـألـوا حذيفةَ قال iiشعراً كَـتَبْتُ أصولَهُ في بيتِ iiمَروى
وأخيرًا أعتذر لكم عن الأخطاء التي ارتكبها أو ركبها زهير في القصيدة فقد مدح من لا يستحق، أقول هذا وأنا محق.

 
 
توفيق
21 - أغسطس - 2006
عودة إلى نطحة زيدان    كن أول من يقيّم
 
أستاذ توفيق أعرف أنك لا تتابع بطولات العالم في كرة القدم، ولكن اسأل أي تلميذ عندك عن (نطحة زيدان) فسوف يخبرك بسيرتها، وأنت نطحتني اليوم نطحة زيدان، لا تعتب علي بخصوص الأبيات التي حذفتها، فيحق للشاعر ما لا يحق لغيره، والرواق غير الوراق، وإن كانت الحروف هي هي. ثم أنت أتعبتني كثيرا في إعادة تنظيم القصيدة، لأنك كما يبدو لم تنتبه حتى الآن إلى طريقة كتابة الشعر في هذه المجالس، سأضرب لك مثلا ببيت من القصيدة:
أولا تكتبه هكذا:
نشرناها صداقات وكانت = تراهن أن نراها كيف تطوى
ثم تظلل البيت وتضغط على المربع الأول في شريط الخدمات، والذي إذا أقمت الفأرة عليه ظهرت لك عبارة (تنسيق الشعر) وإذا أهملت بيتا واحدا من الإشارة = فسوف تكون كارثة بالنسبة للقصيدة.
*زهير
21 - أغسطس - 2006
رائحة الموت    كن أول من يقيّم
 
 
عزيزي الأستاذ السعدي ، إخوتي وأعزائي جميعاً وعزيزاتي :
 
كلمتك الحزينة ، كما دائماً ، أعادت إلى ذاكرتي رائحة الموت ..... نعم للموت رائحة أعرفها جيداً ، أثرها في ذاكرتي محرض للخوف ، والخوف يحرك أثرها ويستعيدها بكل الكره والاشمئزاز الذي أشعره يتغلغل في صدري وبلعومي . يدخل إليها من خياشيمي مختلطاً بدخان جثث محروقة لم يتبقَّ منها سوى العظام وأشلاء ثياب زاهية كانت تلبسها بنت بعمر الورود شممت رائحة بقاياها وبقايا جثة أبيها فلقد قتلا معاً بيومها ، على مسرح مدرسة الآباء الكرمليين ، على الطريق المؤدية إلى زغرتا . كنا قد  " حررناها " ، " الكرملية " كما كنا ندعوها : كان ذلك في العام 1974
تلك البنت مع أبيها العجوز ، كانا قد رفضا مغادرة منزلهما الملاصق للمدرسة ـ الدير ، ووقعوا في أيدي الرعاع . حشاشون وقطاع طرق ينتمون لكل التنظيمات ، لكل من يدفع لهم ، وكنا معهم في خندق واحد . نحن أبناء البيوت ، وأولاد المدارس ، والمثقفون ، واليساريون ، والقوميون ،  والمقاومة ، والإسلاميون ، وكل من هب ودب وتباهى بحمل السلاح ...... ربطوهما على كرسيين ووضعوهما على المسرح الفخم لتلك المدرسة العريقة ، بستائره الثقيلة المخملية ، وأضوائه الخافتة ، وكل الترف الذي يليق بمسرح مؤسسة عريقة عمرها مئات السنين . أكلوا بحضورهما ، وشربوا بحضورهما ، وسكروا بحضورهما ، ودخنوا ما طاب لهم ، وفعلوا ما طاب لهم ، مع الجثة أيضاً .
وفي الصباح ، أحرقوا كل بقاياهم ! كل قاذوراتهم وفضلاتهم وكل مخلفات سهرتهم النتنة ، في القبو ، قبو الدير الذي كانت تحرسه الأيقونات وتماثيل السيدة العذراء .
لا تسألوني كيف وصلت إلى هناك ، هو قدري الذي ساقني إلى هناك ، بعد أكثر من أسبوع لأكون شاهدة ، إلا أن رائحة الموت كانت لا تزال تعبق بالمكان وبقايا العظام والرماد الأسود ذو الرائحة النفاذة لا تزال تخترق رئتي .... الخوف ، عاودني كثيراً ولا يزال ، وفي كل مرة أخاف خوفاً حقيقياً ، تعود تلك الرائحة المقيتة تجتاحني وتمسك بتلابيب دماغي لتعتصرها .
رائحة الموت ، لا زالت تعاودني ولا زلت أراه في كل مكان !
 
*ضياء
21 - أغسطس - 2006
 13  14  15  16  17