البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 11  12  13  14  15 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أنا من مياهك قطرة    كن أول من يقيّم
 
أنـا من مياهكِ iiقطرة فاضت جداول من سنا

شاعرتنا الفيلسوفة ضياء سليم العلي: أقف حيران أمام ذاكرة الحضور التي تتمتعين بها ، وأعتقد أن قصة علي بابا صحيحة وأنك بمجرد أن تقولي (افتح يا سمسم) فسوف تأتي روائع الأدب، وتقول لكي (شبيكي لبيكي عبدكي بين إيديكي) على لغة اللين..
قصيدة إيليا هذه التي أهدها إلى لبنان لما نزل به قادما من نيويورك إلى دمشق لنيل وسام أمية هي رائعة إيليا أبي ماضي.. كيف لا أذكرها، بل كلما قرأت قصيدة لزهير يروي لنا فيها عذاب طفولته وعذوبتها تذكرت هذه القصيدة
 
وطـن  الـنجوم أنا iiهنا حـدق  أتـذكـر من iiأنا
أنـا مـن مـياهكَ قطرةٌ فـاضت  جداولَ من iiسنا
ألمحتَ في الماضي البعي د فـتـى غـريرا أرعنا
جـذلانَ يمرح في iiالحقو ل  مـرنـمـاً iiومـدندنا
يـتـسـلق  الأشجار iiلا وهـنـا يـحس ولا iiونا
ويـعـود بالأغصان iiيب ريـهـا سـيـوفا أو iiقنا
ولـكـم  تشيطن كي يقو ل الـنـاس عنه iiتشيطنا
أنـا  ذلـك الـولد iiالذي دنـيـاه  كـانـت iiههنا
زعـمـوا  سلوتك iiليتهم نـسـبـوا الـي iiالممكنا
فـالمرء قد ينسى iiالمسي ء  الـمفتري ، iiوالمحسنا
لـكـنـه مـهـما iiسلى هـيـهات ينسى iiالموطنا
 
مع تحيات ملك البرغي الألماني: أحمد الشقفة
 
أحمد
15 - أغسطس - 2006
درس في العروض    كن أول من يقيّم
 
 
كنت قد نشرت قصيدة لي بعنوان " وقت السفر " في ملف : أوقفوا الحرب على لبنان . كنت اعرف بأنها مكسورة الوزن ، لكنني لم أنجح في ضبط إيقاعها لوحدي ، مع هذا نشرتها في لحظة كنت شعرت فيها بأنها تعبر عن الموقف الذي أردت التعبير عنه بساعتها . وقد قام الأستاذ زهير مشكوراً بإبداء ملاحظاته عليها في رسالة خاصة ، وبين لي مواقع الخطأ في العروض ، وأحياناً في اللغة والإعراب ، وقمت بتصحيحها بناء على ملاحظاته وها أنا انشرها لكم اليوم سليمة معافاة من كل كسر أو تشويه ، أنشرها مع ملاحظات الأستاذ زهير ، رغبتي هي أن يستفيد بعض القراء من هواة الشعر والذين بعانون مثلي صعوبة في ضبط الوزن من هذه الملاحظات فلا بد لمن أراد أن يصبح شاعراً من تعلم أصول هذا الفن وأنا لا زلت أحاول :
 
سوف أعطيك فكرة عن العروض في قصيدتك هذه، فهي من مشطور الكامل، يعني أخذت شطرا من البحر الكامل، والتزمته، خاصة في أبياتك الأربعة الأولى، والبحر الكامل، هو (متفاعلن) ست مرات، ومجزوءه: أربعة تفعيلات، وهو ما التزمته أنا في (عقد تموز) والبحر الكامل من الأبحر السهلة، إذ ليس فيه من الجوازات إلا (الإضمار) وهو جواز تسكين الحرف الثاني من كل تفعيلة، أي التاء. ويمتاز هذا البحر بأنه يجوز فيه الترفيل، والترفيل زيادة (سبب خفيف) أو أقل أو أكثر إلى آخر البيت، والسبب الخفيف على وزن (قد).
وتعالي نزن القصيدة حسب ما سبق، ولكن سنميز الإضمار هكذا (مت فاعلن):
الوقت يمضي مسرعاً ، يِِخلي ، يخون
(الوقت يم) (مت فاعلن) (ضي مسرعا) (مت فاعلن) (يخلي يخو) مت فاعلن (والنون زيادة لا تؤثر على الوزن لأنها من الترفيل
وأنا اشتياقي ، مثل ريح الزيزفون
وأنا اشتيا (متفاعلن) قي مثل ري (مت فاعلن) ح الزيزفو (مت فاعلن) (والنون كما سبق)
الوقت يوغل في الدجى ، الدامي المتون
الوقت يو (مت فاعلن) غل في الدجى ال (متفاعلن) دامي المتو (مت فاعلن) (والنون ترفيل)
يغدو انتظاري ، طائراً ، ثمل العيون ...
 يغدو انتظا (مت فاعلن) ري طائرا (مت فاعلن) ثمل العيو (متفاعلن) (والنون ترفيل)
ليلي نهاري ، بكل شارع أو طريق
ليلي نها (مت فاعلن) ري بكل شا (هنا الياء زيادة منك انكسر بسببها الوزن) (رع أو طري) (متفاعلن) (والقاف ترفيل) الغلط في هذه التفعيلة نحوي وهو أنه ضاع التنوين من العين، ولو كانت كلمة (شارع) ممنوعة من الصرف لما كان فيه خطأ، ولو قلت  (ليلي نهاري في الطريق) تنتهي المشكلة.
أدور أبحث في الورى ، حتى أراك
إذا أضفنا (القاف) التي بقيت من البيت السابق، فإن هذا البيت ليس فيه أي خطأ، ولكن يقرأ كما يقرأ شعر التفعيلة، أما وزنه فهكذا (ق أدور أب) (متفاعلن) حث في الورى (متفاعلن) حتى أرا (مت فاعلن) (والكاف ترفيل)
أتلفت حولي ، كتائه أو غريق
هذا الشطر يا أستاذتي خرجت به عن البحر، وسبب ذلك أنك انقطعت أثناء تاليف القصيدة هنيهة، فدخلت روحك في بحر الخبب (أتلف) (فعلن) (فت حو) فعلن، ثم عدت إلى البحر بمجذاف هو (لي)
وصواب البيت ان تقولي (متلفتا في التيه حولي كالغريق) أو (متلفتا حولي بتيهي كالغريق) ولكن ذلك لن يقبل منك، ولن يقبل أبدا أن تقولي (متلفتا) وأنت امرأة !
والعين تشتاق ، وتأبى ما عداك .....
صواب هذا البيت ان تقولي (مشتاقة عيني وتأبى ما عداك)
فالعين حيرى ، لم تجد طيفاً ، بريق
هذا البيت ليس فيه خطا (فالعين حي) (مت فاعلن) رى لم تجد (مت فاعلن (طيفا بري) مت فاعلن (والقاف ترفيل)
والعين تأبى أن تجد دمعاً يراق
هذا البيت فيه خطا نحوي فقط، وهو أنك جزمت فعل المضارع (تجد) وهو منصوب بأن، ويمكن تجاوز ذلك في مثل هذه الحالة ان تستعملي فعلا تقدر فيه حركة النصب ولا تظهر مثل (ترى) فيصير (والعين تأ) (مت فاعلن) (بى أن ترى) (مت فاعلن) (دمعا يرا) مت فاعلن (والقاف ترفيل)
سدد خطاي ، أرشدني ، من أين المسير ?
سبب الخطأ في هذا البيت أنك أنشدته وأنت تكتبينه، فقلت (سدد خطاي) ثم وقفت ، ثم قلت (أرشدني) ثم وقفت، ثم قلت: (من أين المسير) والإنشاد غالبا ما يكون سببا لتقويض الوزن. والخطأ الأساسي في هذا البيت هو الياء في قولك (خطاي)، فبغض النظر عن المعنى نقول : (سدد خطا) (مت فاعلن) (أرشدني من) (مت فاعلن) (أين المسي) مت فاعلن (والراء ترفيل)
إرسم لعيني نورساً ، شبه الملاك
هذا البيت لا يوجد فيه أي مشكلة
فالوقت يسرق بهجتي ، حلم اللقاء
هذا البيت كسابقه مثل الضياء
والوقت يقتل فتنتي ، حلمي الصديق
وكذلك هذا البيت مثل النور
الوقت يشقيني ، بتكرار السنين
وكذالك هذا البيت مثل النسيم
ويعكر مائي ، ويمضي بي حزين
هذا البيت ينقصه سبب خفيف بعد الراء الأولى، وصوابه وزنا بغض النظر عن معناه (ويعكر المائي ويمضي بي حزين) فأي كلمة على وزن المائي يمكنك استخدامها، والوزن هنا ليس صرفيا، وإنما سمعيا، مثلا: الدنيا، الحلوى
أرتاح زمناً ، مقلقاً ، مثل العراك
الخطأ في هذا البيت تحريك ساكن الوتد، وتعرفين أن كل تفعيلة تنقسم إلى وتد وسبب أو وتد وسببين، ومتفاعلن وتدها (علن) والنون فيها تسمى (ساكن الوتد) لا يجوز أبدا أن تتحرك، ولا بأي شكل، وإذا تحركت سقط البيت على رأس ساكنيه، وساكن الوتد من التفعيلة الأولى في بيتك هو حرف الميم، ولذلك عليك أن تبحثي عن كلمة بدلا من زمن، يكون ثاني حروفها ساكنا، مثل (دهر) وبذلك يصبح البيت:
أرتاح ده (مت فاعلن) را مقلقا (مت فاعلن) مثل العرا (متفاعلن) والكاف ترفيل
والروح تنتفض  كما النبض الدفين
والغلط في هذا البيت واحد أيضا، ولكن هذه المرة: وتد الأوتاد، ولا تخافي من هذه المصطلح فهو من مبتكراتي. لأنه وكما قلت لك أن (علن) هو الوتد في متفاعلن حسب كلام الخليل، و(مت) سبب و(فا) سبب أيضا، وقد بني العروض على أن الجواز يقع على الحرف الثاني من السبب، إما بتسكينه إذا كان متحركا، أو بحذفه إذا كان ساكنا، ولكن يستثنى من ذلك الألف في (متفاعلن) وسميت (وتد الأوتاد) لأنه لا يجوز توالي خمس حركات في الشعر، وإذا حذفت الألف هنا توالت خمس حركات هكذا (متفعلن) يعني بالعربي الفصيح على وزن (تَفِضُ كما) في بيتك.
ووزن البيت: (والروح تن) (مت فاعلن) (تفض كما ال) (متفعلن) (نبض الدفي) (مت فاعلن) (والنون ترفيل)
والصواب أن تبحثي عن فعل تعيدين به وتد الأوتاد، ويكون على وزن (تستولي) أو (تهديني) وبذلك تنحل المشكلة.
مثل صغار العش ، باللحم الرقيق
ليس في هذا البيت خطأ عند العروضيين، ولكن الشعراء يرفضون كل الرفض، وإليك التفصيل: (الألف الذي سميناها هناك وتد الأوتاد، هنا تفقد هذا الاسم، والسبب سكون الحرف الثاني وهي هنا (الثاء) وتحركه هناك (في القاف) والعروضيون يسمون هذا (طي الكامل) والطي: حذف الحرف الرابع، والذي هو (وتد الأوتاد) نفسه، ولكنهم يجيزون (طي الكامل) بشرط أن يسبق بالإضمار، الذي هو (تسكين الحرف الثاني) وأما حذف الحرف الثاني في الكامل فيسمونه (وقص)، بل إنهم يجيزون فيه (الخزل) وهو اجتماع (الطي والوقص) ولله في العروضيين شئون. وأعود فأقول: بناء على ما تقدم، فإن قولك (مثل صغار العش باللحم الرقيق) لو كانت القصيدة من بحر الرجز، لما كانت فيه أي مشكلة، لأن طي الرجز مثل شرب اللبن، وأنت تعرفين أن تفعيلة الرجز هي نفسها تفعيلة الكامل المضمرة، يعني (مت فاعلن) والخلاف بين الرجز والكامل هو فقط في الجوازات
ونعود إلى وزن البيت: (مثل صغا) (مت فعلن) =أي أصابه طي الكامل= (ر العش بال) (مت فاعلن) (لحم الرقي) (متفاعلن) (والقاف ترفيل) ويمكنك الخروج من (طي الكامل) هنا بأن تستعملي أي كلمة أولها أداة تعريف، مثل (الصغار) (الصغير)
مثل ثنايا القلب ، باللون العقيق
وهذا البيت أيضا مثل البيت الذي سبقه
أرتاح وقتاً ضيقاً ، وقت السفر
البيت مثل السكر، ليس فيه أي خطأ
لا أنت نحوي ناظري ، لا نفسي معك !
عجبت يا ضياء من هذه الخاتمة إنها جميلة جدا. ولكن الخطأ فيه من الاسترسال في الإنشاد، وهو هنا (لا) الثانية، فلو سقطت صح وزن البيت، ولكن ضاع الرد على (لا) الأولى: وأنا أقترح عليك هذه الصور:
لا أنت منتظري ولا نفسي معك
هل انت نحوي ناظري نفسي معك
 
والقصيدة ، بعد هذه الورشة من الإصلاحات ، أصبحت على الشكل التالي ، أرجو ان تنال إعجابكم هذه المرة :
 
 
 
وقت السفر
 
الوقت يمضي مسرعاً ، يخلي ، يخون
وأنا اشتياقي ، مثل ريح الزيزفون
الوقت يوغل في الدجى ، الدامي المتون
يغدو انتظاري ، طائراً ثمل العيون
 
ليلي نهاري ، في مسارات الطريق
هيمى أفتش في الورى ، حتى أراك
ملهوفة في التيه ، حيرى ، كالغريق
مشتاقة عيني ، وتأبى ما عداك
فالعين ثكلى ، لا ترى نجماً يضيء
والعين تأبى أن ترى دمعاً يراق
هبني خطاك ، الدرب ، ألهمني السبيل
إرسم لعيني نورساً شبه الملاك
فالوقت يقتل بهجتي ، حلم اللقاء
والوقت يسرق فتنتي ، حلمي الصديق
الوقت يشقيني بتكرار السنين
في لوعة الشكوى ، ويمضي بي حزين
أرتاح دهراً مقلقاً ، مثل العراك
والروح نبض كامن ، نبض الحنين
مثل الفراخ الزغب ، باللحم الرقيق
وكما ثنايا القلب ، باللون العقيق
أرتاح دهراً مقلقاً ، وقت السفر
لا أنت منتظري ولا ، نفسي معك
 
شكري وتقديري لأستاذنا الكبير وتحياتي للجميع .
 
 
*ضياء
15 - أغسطس - 2006
درس في الشجاعة    كن أول من يقيّم
 
هذه المشاركة يا ضياء خانم يوم فاصل في تعرفنا على شخصية ضياء خانم، وشرفة نطل من خلالها على وقائع الملحمة (ملحمة الشجاعة) التي بدأت في لجة طرابلس، ذات اللجة التي تشوفت فيها إلى إسميذتي لأول مرة، في (تجلي ضياء القمر) الذي سوف يكون مقدمة ديواني، ولذلك سوف أتصرف أنا بملف راويتنا يوسف أحمد، وسأستبدل القصيدة الأولى منه بتجلي ضياء القمر..هذه الشجاعة يا ضياء خانم هي مشكلة النهضة التي عبر عنها محمد إقبال بقوله معترضا على المتنبي:
الرأي بعد شجاعة الشجعان هي أول وهو المحل الثاني
 
*زهير
15 - أغسطس - 2006
برافـــــو وو..    كن أول من يقيّم
 
ومن الشجاعة أيضا -الأستاذ زهـير- أن نعتـرف بأن أستاذتنا وهي ترفع إيقاع المشاركات
إلى هذا السقف - كما وكيفا - سنتحول معها نحن السـراة بجنسينا -الخشن والناعم - إلى
مجرد أرانب للسباق ...!!
شخصيا سأتظاهر بأني مصاب بتوعك ما ..لأنضم إلى الكورال ، أو الجمهـور وأنا أردد
معهم ملء حنجرتي وبكل حماس :
- إيـــــــهــو ضــياء خــانم.....هــذي الــبداية مــــــــــازال..مـــــازال.....إيـــــــهـو..
وهي تجري في جميع التخصصات في مضـمار الوراق ، حتى تحطم جمـيع الأرقام
القياسية ..أخاف على رقمك الأستاذ زهير في الشعر ، يعني 400م/حواجز..!
-أما ابن الأكوح فلديه مشكلة ، كيف له أن يصفق دون أن تسقط منه باقة الـــــــورد
وهوينتظـر عند خط كل وصــــول ??
*abdelhafid
16 - أغسطس - 2006
العودة لحضن الوطن00    كن أول من يقيّم
 
شموس الوراق المزهرة
              يوم مشرق وسلام يدوم
 
اليوم خرجت من المستشفى ، وبحمدالله وعونه ونعمه ومننه تم تجاوز الأزمة العاصفة التى كادت تودى بى ، وأوصى الأطباء بالراحة التامة والبعد عن الإنفعالات ، ومحاولة التماسك والدوام على تعاطى الأدوية فى المواعيد ، وربنا هو الشافى 0
 
اليوم 000أشارت علىَ  ابنتى بسمة بالإطلالة على موقع الوراق ، وكان وجهها يضحك ،وبصراحة مطلقة مريت على بيوت الحبايب ، عساى أرى ماغاب عنى لمدة أسبوع ، وياله من أسبوع شاق ،وجلست أطالع الجديد ولا أدرى كم مر من الوقت ، ولكنى كنت سعيدا ومنشرح الصدر وقوى الروح 0
 
أما قبل 0000أوجه التهنئة الحارة والعاطرة للدكتورة سلوان محمود بحصولها على الدكتوراة إذ تبين لى أن التوقيع قد تغير من الباحثة إلى الدكتورة ، مليون مبروك ودائما الترقى والتقدم ، ولى عندها طلب وحيد ، ليتها تعطينا فكرة عن هذه الأطروحة ، أتمنى 0
 
أما بعد : أخى الأعز / زهير 000دمت لسراة الوراق صديقا  وفيا وشاعرا كبيرا ومعلما وبحرا تتوه فيه مشاكلنا وخلافتنا، وعشان خاطرك ، أحمد شوقى أمير الشعراء فى قلبى وعقلى ، وسوف أذهب فى الأيام القادمة إلى القاهرة وسأمر على كرمة بن هانىء (بيت شوقى ) وسأقف أمامه وأطل على هذا القصر الشامخ وأرى تمثال شوقى وهو يسند رأسه بكف يده ، كثيرا وكثيرا جدا ومنذ أكثر من ثلاثين عاما أقوم بهذه الزيارة كلما كنت قريبا منه 000وسأقول له: زهير يرسل عظيم السلام0
 
أختى أم آريان 000أرجو ألا أكون أتعبتك بحديثى الحزين عن قصيدتك الرائعة (أنا إنسان )  فلقد تبث لدى عظمة الشعر والشعراء وتجلياتهم الصادقة ورؤاهم العميقة لبواطن الأشياء 000000كنت أود ومن خلال كلمتى أن أطرح تساؤلا للنقاش ألا وهو :
هل يستطيع الشاعر أن يلمس كبد الحقائق المستورة بذواتنا ?
هل يستطيع الشاعر أن يرى مالايراه الأخرون ?
وقد قلت فى حديثى فى ملف الحرية عن الشاعر على يوسف قنديل ، كلاما كثيرا بل قلت لماذا يموت الشاعر مبكرا ??? 
 
ويبدو أننى قريبا سأكون راوية لشاعرات الوراق وأفتح ملفا بعنوان (نزهة المشتاق وشاعرات الوراق ) وأجمع فيه أشعار00 تسنيم ،ضياء ،سلوى 0000وأى شاعرة تلوح بسماء الوراق 00
 
حفيظ 000وأنت بالخيرات محفوظ وبسراة الوراق محظوظ ، دائما نراك همسة فى القلوب ، وعطر الورود ، وبسمة على الشفاه ، وضحكة فى العيون ، وأملا متجددا وغدا مشرقا وشكرا متواصلا منى على السؤال والود الصادق00ألف شكر 00
 
تسنيم 0000هذا زمن الشعر ياتسنيم ،اسقينا من ماء الجنة 000أين أشعارك الرائعة والجميلة ?
 
سلوى الحرية 000أين أنتى ?توقفت الحرب ولم يتوقف القتال 0
 
              سلامى الحار والمتجدد لأصدقائى سراة الوراق   الفليسوف يحيى
               رفاعى،
              والدكتور وحيد والشاعر الرائع السعدى والعزيز فادى0000 
*عبدالرؤوف النويهى
16 - أغسطس - 2006
سلامتك يا أستاذ    كن أول من يقيّم
 
سلامتك يا أستاذ، ما هذا الذي أسمع ? انا والله مثل الأطرش بالزفة، كنت اظن أنك أخبرتنا سابقا بتعرضك لوعكة طارئة وأنك عوفيت منها، وأما أن تكون قصة مستشفى وأطباء، على هذه الصورة، ففعلا أنا متفاجئ، وسوف أعتذر عن مفاجأتي هذه بأنني ألفت أبياتا يتمثل بها من يقع في مثل هذه الحالة من بعدي، وأختمها بذكر ما أصابنا من العين
سـلـّمَ الله وعـافـى iiوشفى إنـمـا  اللوم على من iiعرفا
ما الذي أسمع يا عبد الرؤوف فـاتـنـي أحمل هذا iiالشرفا
قـصـةً  أسـمـع أم ملحمةً صـرتُ مـنها خجلا iiمنكسفا
يـشـهـد  الله وإنـي iiآسف لـم  أكـن أعرف منها طرفا
والـذي  أخـبرتنا من iiأمرها كـان  ظني عارضٌ iiوانكشفا
سـلـم  الله وعـافى iiصاحبا كـلـمـا  واعدنا الدهرَ وفى
الـصديق  الصلب في iiموقفه وقـلـيـل من يعيش iiالموقفا
قـد قرأنا قاضيا في iiفيلسوف ورأيـنـا شيخ إخوان iiالصفا
أيـهـا الـقاضي رضيناه لنا حـاكـما عدلا وحُكما iiمنصفا
قـل لـعـين قد رمتني iiخطأ لـسـت ذيـاك اللئيم iiالصلفا
أنـا  مـقـتول وهذي iiكبدي كـنـتُ فـيها راميا أم iiهدفا
كـم  تـوددنـا بـشعر ناعم وتـكـلـفـنـا حديثا iiمرهفا
سـوف  لن تقنع أني iiصادق في  كلامي لو بلعتُ iiالمصحفا
*زهير
16 - أغسطس - 2006
صولجان الشاعر    كن أول من يقيّم
 
 
شكري لكل الأصدقاء الذين يشاركونني في كتابة هذا الملف ويدفعون به للتوغل في كل يوم نحو آفاق جديدة : أحمد وعبد الحفيظ وسلوى والأستاذ زهير طبعاً ، والذين أشغلتهم أمورهم عنا فغابوا ، والأستاذ النويهي ( حمداً على سلامتك يا أستاذ عبد الرؤوف ) الذي يطرح علينا اليوم سؤالاً تعجيزياً :
 
 
هل يستطيع الشاعر أن يلمس كبد الحقائق المستورة بذواتنا ?
هل يستطيع الشاعر أن يرى مالايراه الأخرون ?
وقد قلت فى حديثى فى ملف الحرية عن الشاعر على يوسف قنديل ، كلاما كثيرا بل قلت لماذا يموت الشاعر مبكرا ??? 
يصعب علي الإجابة على هذا السؤال المحير ، لكني كنت قد طرحت هذا السؤال على نفسي ذات مرة بشكل آخر فولدت منه هذه البنت التي تشبه القصيدة :
 
صولجان الشاعر
 
الشاعر لا يكذب !
ربما يهذي ، ربما يتعب ......
ربما يتبلبل في صخب المسير 
ربما تسكنه أرواح المكان ، أو ينام ، أو يرتاح في جهل الصواب
لكنه لا يكذب !
 
هو دائري الشكل ، تسكنه الحروف ، يتفصد المعنى ويوغل في الرجوع طارحاً طميه في الأرض .... كالنهر ! كنز ، بابلي الشوق . أو يكون زمانه ، كاجترار الوقت من صمت وبرد ..........
تصطاده الأيام  فيطويها اضطراباً ، كالطريدة !
يحزن ، أو يهدس ، أو يمعن في الهوس : في ألق الفصول ، في احتساب الوقت ، أو ....... قصد الرواية ! فتراه
سائراً يطوي الظنون
يقسم بالسبعة الأفلاك ، أسماء النجوم
باسم التلال السندسيات ، الهوى
باسم القوافي ......
ويستعير منابر التاريخ ، ينشد لليقين !
تلقاه يمضي بخلجة يعلو الغمام
وبقفزة يهوي لقيعان البحور
هو مستبد ، جاهل ، عاصي الأهواء ، ليله مؤرق
آدمي الشوق ، عبء متعب .........
يعتريه الحر والقر وينسى ، ولا يبالي
في اتساع الأرض ، أو عمق الليالي
فتراه يهذي ، ثم يجري ، ثم يرغب
يستبيح المعنى ، استحالات الكلام ويتعب
لكنه ، لا يكذب !
 
 
*ضياء
17 - أغسطس - 2006
بياع المكانس (شعر زهير)    كن أول من يقيّم
 
الحمد لله على السلامة يا أستاذ عبد الرؤوف، صدقني إن زهير كما يقول بلا جدال، هكذا عرفناه، وكما قالت ضياء خانم في مشاركتها الأخيرة (الشاعر لا يكذب) صحيح أنه قد لا يقول الحق كاملا، ونصف الحقيقة لا يكفي، ولكنه لا يكذب، بل كل الشقاء الذي يعيشه الشاعر هو نتيجة لهذا الخيار. لو يحق لي أن أهدي هذه القصيدة لأهديتها للأستاذ عبد الرؤوف، وأطلب من زهير قبل نشر القصيدة أن يعدل البيت الأخير إذا أمكن فيذكر فيه اسم عبد الرؤوف واسمي، أو شقفة منه:
غـسـان  أرسم للزمان iiصباه مـا  أبـشـع الدنيا وما أحلاه
بـين  المكانس قامة في طولها وصـفـارها  وخضارها خداه
حـملان في كتفيه يغرق iiفيهما وتـعـوم  فـي موجيهما iiكفاه
يـتـأمل الأطفال تمرح iiحوله فـي جانب الطرف الذي أشقاه
حـاولت  فهم طباعه iiمسحوقة وعـرفـتـهـا لما رأيت iiأباه
كالوحش ينظر في النقود يعدها مـا زلت أغمض أعيني iiفأراه
لا  رأي في دمع الصغير لقائل إن  كـان يـأكـله الذي iiرباه
لو كان لي رأي حكمت iiبسجنه وغـسـلـت من أبنائه iiذكراه
 
مع تحيات ملك البرغي الألماني: أحمد الشقفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حاضرين يا ملك البراغي:
لو أنني عبد الرؤوف سجنته وغـسـلت من أبنائه iiذكراه
 
أحمد
17 - أغسطس - 2006
وصف البنت    كن أول من يقيّم
 
لا أريد أن أتناول بنت ضياء خانم هذه بالنقد، فقد سمتها بنتا ودخلت
في حصانتها، ولكن أحببت أن أصفها لخطابها عسى ولعل، فأقول:
هذه البنت يا جماعة صدرها كامل، وأيديها رمل، وشعرها خبب، وحتى لا تضيع الطاسة فقد تركت الخبب كما هو، ولونت الكامل بالأحمر، والرمل بالأزرق. ولكن الخانم لبست زنارا من الرجز، فلونته لها بالأخضر،  واما قولها (يستبيح المعنى) فهو بلا شك من البحر الخفيف، لذلك جعلته (ويجرد المعنى) والظاهر ان الرمل والكامل يتداخلان في شعر التفعيلة، حصرا، ولا أريد ان أطول في بيان سبب ذلك، وأكتفي بقولها (فتراه يهذي) فإن كلمة (فتراه) وزنها (فعلاتن) ووزنها ايضا (متفاعِ) فتصير مع ما بعدها (فتراهُ يَهْ) (متفاعلن)
 
الشاعر لا يكذب
ربما iiيهذي ربما يتعب

ربما بلبله صخب المسير
ربما تسكنه روح المكان ،
أو ينام،
ربما يرتاح في جهل الصواب،
 
هو دائري الشكل ، تسكنه الحروف ،
يتقصد المعنى ويوغل في الرجوع
طارحاً طميَهُ في الأرض
 
كالنهر، كنزٌ ، بابليُّ الشوق.
كاجترار الوقت من صمت وبرد
..........

تصطاده الأيام  يطويها اضطراباً كالطريدة !
يحزنُ او، يهدس أو،  يمعن في الهوس..  في ألق الفصول ،
في احتساب الوقت أو قصد الرواية !
فتراه سائراً يطوي الظنون
أقسمُ
بالسبعة الأفلاك ، أسماء النجوم
باسم التلال السندسيات الهوى باسم القوافي
قد يستعير منابر التاريخ ، ينشد لليقين !
تلقاه يمضي بخلجة يعلو الغمام
وبقفزة يهوي لقيعان البحور
مستبد ، جاهل ، عاصي الهوى ، ليلٌ مؤرَّق
آدمي الشوق ، عبء متعبُ
يعتريه الحر والقر، وينسى ، لا يبالي
في اتساع الأرض ، أو عمق الليالي
فتراه يهذي ثم يجري ثم يرغبْ
ويجرد المعنى استحالات الكلام ويتعبُ
لكنه ، لا يكذبُ
*زهير
17 - أغسطس - 2006
الشاعر /النبوءة (1)    كن أول من يقيّم
 
                                      غزاة مدينتنا
 
 
وتساءلنا
أى غزاة جاءوا فى منتصف الليل
رجعوا بالأشجار بعيدا عن مجرى النهر
هدموا أعمدة الضوء
رحلوا بالأزهار إلى مقبرة وحشية
وضعوا سيفا  بين شفاه تدنومن عنقود القبلات
داسوا بالخيل جبين المعبد
طردوا منه الصلوات
صرخوا فى وجه الفجر
ماتت زهرات الحلم على شفة الماء
ماذا ? هل كان الجدول مسموما
هل كان القمر صديقا للأشباح
من أوقف زحف الوردة نحو النجم
من دس الخنجر بين غشاء القلب
من علق أجراس الرعب
فوق صدور الأطفال
 
 
حين فقدنا صدق القلب
حين تعلمنا أن نتقن أدوارا عدة
فى فصل واحد حين أقمنا من أنفسنا آلهة أخرى
وعبدنا آلهة شوهاء
حين أجبنا الغرقى بالضحكات
حين جلسنا نصخب فى أعراس الجن
حين أجاب الواحد منا
"مادمت بخير
فليغرق هذا العالم طوفان "
كنا نحن الأعداء
كنا غزاة مدينتنا
 
 
القصيدة النبوءة / القصيدة الصاعقة / القصيدة الإنذار
 
من أروع القصائد التى علقت بذهنى وأرددها بينى وبين نفسى كلما ادلهمت الأمور وتأزمت وأقول كنا نحن الأعداء ، كنا غزاة مدينتنا 0
 
الشاعر العربى الكبير / محمد إبراهيم أبوسنة ، ولد فى  قرية الردى مركز الصف محافظة الجيزة ، مصر فى 15 مارس 1937وعطاؤه الشعرى والنثرى يؤكد هيمنته ونضجه الفنى باقتدار وحرفية يحسد عليها ، يمتلأ بالحلم الأخضر ولم تنل منه السنون ولا تقلبات الأيام ، شعلة متقدة تنضح شعرا ونضجا ، الوتر المشدود بين القرية والمدينة ،يغنى للحب والحرية ولمجد الإنسان ، يرفض الذل وقهر الإنسان لأخيه الإنسان ، وفى مقاومة قوة القهر والسحق والقمع تنهض قوة الصبر وجسارة الحلم وجبروت الإنتظار ، يولد الرفض الأبى والتمرد النبيل 0
 
فى مناخ التسلطية والقمعية ، يحمل الشاعر مصباحه ويسير عبر الدروب ، متحديا الخوف ، مدثرا برؤاه ، ساعيا نحو الشروق ، عازفا نغماته الرافضة للصمت والخوف والجبن والقمع ، مؤكدا وبعزيمة الأبطال أن أى إنتهاك للحرية هو إنتهاك لحريته ، ولابد من سحق الليل والنضال لإستيلاد النور والحرية مهما كانت التضحيات0
 
عبدالناصر وصحبه ومصر والقومية العربية وثورات التحرير فى العالم
عبدالناصر الذى ملأ الدنيا وشغل الناس ، وصار الحاكم بأمره ، إنجازاته التى طالت الغالبية العظمى من الفقراء والمعدمين ، وصوته الذى يهز الناطقين بالضاد ، شرقا وغربا 0
عبدالناصر وحرب اليمن والوحدة االمصرية السورية ، والإصلاحات الداخلية المشهودة ، لكن التسلط والقمع والقتل واستباحة الأعراض وقصف الأقلام وتشتيت المفكرين والرقابة الصارمة على نشر الأفكار والمطبوعات ، وغرق الكتابات فى الغموض والرمزية والإنسحاب إلى الماضى والتنقيب فى التراث ، والإكثار من نشر التافه من المواضيع الهشة والبلهاء والعمل على تتفيه حياة المواطن وصيرورتها بلا جدوى ولامعنى ، هى الأمل والمأمول 0
 
صلاح نصر والأمن الداخلى ومراقبة الشعب ، صوتا وهمسا وحركة وتفكيرا ، وإهدار حرية المواطن حماية للثورة ، وسحقه ومحقه وقمعه والتنكيل به ومطاردته شر مطردة ، كان سقوطا مدويا لثورة عبدالناصر ورجاله الذين أهانوا الشعب وحطموا إرادته وقمعوا حريته وكمموا الأفواه وقطعوا الألسنة لكل من رفع رأسه بالشكوى والتذمر ،بل التصفية الجسدية لكل مناضل شريف وطنى  والتخلص منه وبمباركة من السلطة الحاكمة ،والمعتقلات مفتوحة الأبواب والتعذيب على أرقى مستوى 0
 
شاهد الشاعر أبوسنة بعين رأسه وقرأبثاقب فكره ،وعاش بروحه متألما زاعقا ، صارخا ومنددا :
إنكم تقتلون الزهور ،
إنكم تسحقون الأرواح 000
 
الشاعر يرى مالايراه الآخرون ،إنكم تقتلون الجياد ،إنكم تذبحون الفرسان ،إنكم تقدمون البلاد للأعداء فريسة سهلة  ،إنكم تنهزمون قبل القتال 0
 
رأى الشاعر الهزيمة المدوية هزيمة يونيو 1967 ،ورأى الغزاة وهم يستبيحون المعابد ويحطمون الحياة ، كان الشاعر النبوءة 0
 
بعد سنة وضعة شهور من نشر هذه القصيدة العملاقة ، كانت هزيمة مدوية ، كانت هزيمة مريعة ، كانت هزيمة بشعة ، حصدت الآلاف من شباب مصر واحتلت سيناء أبشع احتلال 0
وكانت الضربة القاصمة التى أخذت بيد عبدالناصر إلى القبر 0
وكنا غزاة مدينتنا
وكنا نحن الأعداء
 
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
17 - أغسطس - 2006
 11  12  13  14  15