البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : نهاية ابن سيرين    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )

رأي الوراق :

 alsaadi 
13 - مايو - 2006

 

سُئل أحدهم ممن كان قد افنى عمره فى البحث والتفكير والتأمل فى طبيعة الحياة واشكاليّاتها وما تثيره من أسئلة محيّرة ترهق عقل الحاذق وتُكلّ ذهن اللبيب المجرّب, عرك الايام وتعارك معها خصومة لا تنتهى الى وفاق الا وعكّرت صفوها آفة الاسئلة فى وقائع استعجمت حروفها, وكثرت ألغازها, فعزموا وجمعوا شركائهم وفأحالوها الى وقائع اُخرى لم تقع وما أنزل الله بها من سلطان, وأختلف القومُ بشانها بين أهل رأى أتعبهم النظر وطول السهر, وبين الحفّاظ من أهل التحقيق المشتغلين فى جمع الفروع وردّها الى الاصول للوصول الى محصول يقودُ للذة اليقين ويرفع الشك الذى أرهق المشتغل فى ميدان المعرفة: ماذا عرفت سألوه. أجاب: لم أعرف إلا الشىء اليسير. أخبرنا إذا عن هذا الشىء اليسير. نعم أعرف ولكننى لم أفهم بعد!

 المفتى ابن سيرين: يا من أرهقم البحث عن لغز الوزير (أبو سبعة وسبعين) هذا أحد أبناء حقبة عمرها أشهر فقط. نعم هذه حقبة نادرة للغاية. إنها أقصر حقبة فى تاريخ الايام وتعاقب الازمان فى بلد كل شىء فيه مُعطّل,الزمن يسير فيه بالمقلوب يُقصّر من يشاء ويطوّل أعمار من يشاء وهو بكل شىء فقير. هذا الوزير من أهل الله العاشقين (الحق) وكان من أهل الجهاد والوقوف فى وجه الظلم والظالمين. قارع العدوان بكل صلابة وعزيمة. لم يكن أبدا مع نظام سابق أو لاحق لأنه ضد النظام دائما! وقف عند باب الحق يناجيه: أيها الحق الذى عشقتُ نور بهائك إفتح لى أبواب عطائك. المسكين عند بابك. يواصل ابن سيرين الحكاية: ظنّهُ بعض السدنة مخبولا, وشكّ البعضُ الآخر فى هويّتهِ لانه كان يردّد هذه العبارة وهو فى حالة من السكر والنشوة,: بابك, بابك. حسبوه الخرّمى, فطردوه من حضرة القّدس! صمم على الانتحار, لكن ولدهُ وكان قد قارب السابعة والسبعين من العمر, كان يجيد السباحة فى البحر كما فى النهر, فأنقذه وكان على شفا لحظة من الغرق. يبدو أن تجربة الوالد الفاشلة فى البحر قد إستهوت الولدَ فى البرِّ, فمات منتحرا فى إحدى أودية مكة, بعد يأسه من شهود الحق! نعم هذه أُسرة تعوّدة الشهادة فى الحق وفى سبيل الحق, يستمرُّ ابن سيرين فى رواية الحكاية: كان الحفيد هو ما تبقى لهذه الاسرة الشهيدة. قرّر أن لا يذهب (فطيس) كأسلافه, يجب الدخول فى المجلس الجديد. علينا التّعلم من اسلافنا, لا يصح الوقوع فى الخطأ الذى سقط فيه الاسلاف. لابدّ من الدخول فى المجلس. يتناول ابن سيرين حبة من الاسبرين مع قليل من ماء سؤر البزّون الذى كان يجلس الى جانبه رافعا ذيله إحتجاجا على هتك ستور المحارم والنبش فى قبور الاولياء. ابن سيرين لا يلتفت, ويواصل الرواية: المجلس قرر جعلُكَ الوزير المفوض من قِبل الدولة لاعادة الهيبة اليها. نعرفُ أن عزيمتك قويّة وإصرارك على مواصلة الحياة ولو بذلّة, أكبر. الله أَكبر والعزة للمؤمنين. أياك ثم إياك أن تشترى سلاحا من أعداء الله وأعداء الانسانية. أذا حَكَمت الظروف, فعليك بدولة الخروف الحمر وصاحب السيف المعقوف. والجار أحق بالشفعة, فلا بأسَ بمشاورة أهل(بكين) المحتلّين لدولة الصين. ولكن ليكن الله تعالى نصب عينيك, اذا احببت أن تدخل حوريّة الجنة كضرّة على حوريّة الطين وصعب العدل بينها فلا بأس بملء فمها ببعض الملايين التى جمعتها كهبة أودين من دول الكفر والمارقين.

زوجة ابن سيرين تدفعُ بظهر زوجها بقوة الى الامام  - وراء كل مسكين إمرأة - (إنتَ مخبّل! شنو هذا الكلام, الله يساعد زهير)

ابن سيرين: نعم, نعم, زهير يقرأُ فى الطالع والنازل. لا شىء فى هذا العالم يخيفهُ قدر خوفه من ابن سبعين. لم يترك قاربا لم يركبه. صال وجال فى سوق الورّاقين ولم يدع ورقة إلاّ وقلّبها ظهرا لبطن. كم من الورّاقين ولدوا على يديه. لكن لا وفاء لمن عدم الحياء ولا آمان للورق الاصفر والارضة! . لم يحمل شيئا من صوف ابن سبعين, لكنه مع ذلك كان صوفيّا فى معبد النقاء والضياء يسبّحُ بحمد من لا تدنيه من الحضرة للشهود ولا تتركهُ لعالم منكود.

فجأة خرّ ابن سيرين ميّتا بين أيدى البزازين, وانطّوت بموته أسرار القصيدة.  

 

 

 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
والكابتن فادي    كن أول من يقيّم
 

وهذه أيضا ريشة طريفة للكابتن فادي بمناسبة الرسالة الخاصة التي بعثها لي مساء أمس، وافتتحها بقوله: (يبدو اننا نلعب شطرنج مع زهير) ووالله هذه القطعة موجودة في جناح جبريل (ص346):

تقضي السياسة أن نحدد iiأولا أدوارنـا  فـي لعبة iiالتيجان
لا أنت فرزانٌ ولا أنا بيدق هذا اختيار اللاعب iiالشيطان
إن  البيادق إن أعاقت iiنفسها دلـت  على شاه بلا iiسلطان

 

*زهير
17 - مايو - 2006
ومسك الختام للسعدي    كن أول من يقيّم
 

ومسك الختام لعقد الوئام، راويتنا في الأنام، منا عليه السلام، وكما يقال عندنا في الشام، سلام بجر =يجر= كلام، وكلام بجرّ بطيخ، وتجد هذه الريشة حرفيا (ص24)

سـواء أهـزتـك أم لـم iiتهز زك شكواي، أطلب تصغي إلي
أنـا وقـح، لست أطلب iiعدلا فـيـا  طالما العدل يبغي عليّ
سـماء وأرض وريح iiغضاب وكـل عـلى قبضة من iiتراب
فـهل  لك في الخلق من فرحة وهـل  هـذه رحمة أم iiعذاب
أنـا  الـعـطـر خيمته وردةٌ تـقـاوم  ريـحـا iiبـبستانكا
وبـالـرغم من ضعف أسبابها إلـى الآن تـزهـو iiبـألوانكا
وبـالـرغم من أنني في iiالسماء وضـيـع، وأكثر من iiمزدرى
رضـيت ببؤسي الذي iiاخترتَه وأنـشـأتُ  مـملكة في iiالعرا
خـلا الروض ما فيه من أجمة فـتـاهت  عليه المها iiوالظباء
فـإن كـان صـيـادنا iiماهرا فـلـيـس  يصيد بهذا iiالعراء
فـآت  الشواهين عون iiالجناح لـتـنـزل مـنزلها في iiالقمم
وأمـنـية العمر هذي iiالجراح تـقـسـمـهـا بين كل iiالأمم

*زهير
17 - مايو - 2006
لا حرمنا الله من مسكك    كن أول من يقيّم
 

           والطور والزيتون والتيـنِ                  مسكك للعودةِ يدعـونى

           ذهبتُ كى أسرقَ من بعضهِ                 إذ لم أجدهُ فى الدكاكينِ!

           ولا لدى السلطان من جنسهِ                  وقفا حلالا للمساكيـنِ

           نبّهنى الواقـفُ فى بابـكم:                 نهاية الباب ابن سيرينِ!

alsaadi
17 - مايو - 2006
نتف أم هبر!    كن أول من يقيّم
 

          أتنتِفُ بالحمامِ المستبـاحِ                    وترقـصُ ما بها ألـمُ الجراحِ!

         وتأكلُ من طرىِّ اللحمِ سرا                   وتهدى الريشَ من طرفِ الجناحِ

         وتُرسلُ بالهدايا عبر خـطِّ                    ليذهـبَ عبـر أدراج الريـاحِ

          وما خبّـأتَـهُ عنّـا بليـل                   سيكشفُ أمـرهُ (ضوءُ) الصباحِ

alsaadi
17 - مايو - 2006
الاتجاه المعاكس    كن أول من يقيّم
 

ركبنا  البحر في iiفلك بـأعـيـنه  صنعناهُ
فأجرى الريح عاصفة وعكس  الريح iiأجراهُ

*زهير
17 - مايو - 2006
بلا حدود (من شعر إقبال)    كن أول من يقيّم
 
هذه هدية أيضا لأستاذنا السعدي، جمعت فيها من جناح جبريل طائفة من عذابات إقبال على البحر الكامل:
طـوفـت  في الآفاق أشرح iiقصتي مـتـقـلـبـا فـي العالمين iiشريدا
مـا فـيـهـمُ أحـد يـفـسر iiأنتي فـأنـا  انـتـهيتُ كما بدأت iiوحيدا
إن  كـنـت مـحـتـرما فإني أبلهٌ مـرٌّ  وأرفـض غـير نفسي شاهدا
غـضـبت  علي الأصدقاء iiجميعهم والـحـق لا يـبـقي صديقا iiواحدا
لـم أسـتـطـع أبـدا أسمّي iiسمّهم حـلـوى، وأعـرف أنـه iiقـتّـالُ
(دومـنـد)  عندي لا يسمى iiصخرة وعـلـيـه  مـن قلل الجبال iiجبال
قـالـت  لـي الـحمقى تبدد iiشملنا فـكـن ابـن عصرك أيها iiالمجنونُ
فـأجـبـتـهم إن كان غير iiمناسب فـمـن الـمـناسب حربنا iiالمكنونُ
الـبـعـض قد ترك الركاب لغيرها والـبـعـض يـكتم جرحه iiويعاني
لـو  أتـقـن الـحادي مقاما iiواحدا لـم يـرغـبـوا عـنـه لحاد iiثانِ
طـوران  مـن إيـران تأخذ iiثأرها وبـلاط  قـيـصر من دمائهما iiندي
ذهـب  الـدراويـش الذين iiعهدتهم لا  يـأبـهـون لـصـارم ومـهند
وبـقـيـت فـي حرم يتاجر iiشيخه بـوشـاح  فـاطمة ومصحف iiأحمد
إقـبـال  تـؤسـفـه الملائكة iiالتي عـابـت أمـام الله جـرأة صرختهْ
وقـحٌ  يـهـتـك لـلـطبيعة iiسرّه ويـجـمّـل الـدنـيا بلؤلؤ iiنظرتهْ
لا  يـنـتـمي للأرض وهو iiسليلها لا  الـشـام مـوطـنـه ولا قاشانُ
مـتـعـدد الأوصـاف، في iiقدراته مـلـكٌ  وفـي رغـبـاتـه iiإنسانُ
قـلـقٌ، ريـاح الـخلد تملأ iiصدره ويـعـوقـه  بـسـتـانُه iiالمتناهي
فـي ظـل مـذهبه الملائكة iiاهتدت لـطـريـق  آدم فـي رحـاب iiالله
لـم  يـهـدأ الـبـستان منذ iiدخلته فـانـظـر  لآثـاري مدى iiالبستانِ
نـفـسـي يـؤجج نار وردتك التي خـمـدت لـواعجها على الأغصان
لـمـا اشـتـكـى لله إسرافيل iiمن شـكـواي قـال بـحـرقـة وتنهد
هـذا  الـفـتى قبل الأوان يريد iiأن يـنـهـي الـوجود بشعره iiالمتمرد
فـأجـابـه صـوت: أليس أشد من هـذي  الـنـهاية ما ترى يا iiسيدي
إحـرام أهـل الـصين داخل iiسدها ورقـود  مـكـة فـي جوار iiمحمد
الـشـاعـر  الفرح الحزين معا iiأنا حـذر الـحـكـيـم أشوبه iiبجنونه
أوتـيـت مـلـكـهما بوجه iiمعذبي ورمـيـت بـالإثـنين حول iiعيونه
شـعـري  بـفارس والعراق iiمحير طـربـوا  لـه وتـحيروا iiلشجونه
الـكـافـر الـهـنـدي يذبح دونما سـيـف  ولا رمـح فـمن iiلجنونه
لـولا  الـرياء بذلت خالص زفرتي لـلـمـسـلم المطروح حول iiمنارهِ
كُـتـمـت مـخافة برهميٍّ لم iiيزل يـخـفـي  شـرارتـه بمعبد iiناره
فـإلـى مـتـى صمتي وحولي أمة يـلـهـو بـها السلطان iiوالدرويشُ
هـذا بـسـبـحـتـه وذاك iiبسيفه وكـلاهـمـا مـمـا تـكـد يعيشُ
مـولاي أيـن يـلـوذ مركبك iiالذي عـصـفـت بـطيبة نفسه iiالركبانُ
أيـروح  في طلب الشواطئ iiمخطئا والـبـحـر بـحرك أنت يا iiرحمنُ
صرخات وجدي في الصباح تلطخت بـدمـي ولـم أسـمـع لهن iiجوابا
ربـاه  أي جـريـمـة iiقـارفـتها لأكـون  مـن قـتلى الصباح iiعقابا
يـمـمـت  مـدرسة الأسود iiرأيتها تـبـكـي  أبـاطرة الزمان الذاهب
جـارت عـليها الحادثات iiفأصبحت مـرعـى  لـخـرفان ووكر ثعالب
آهٍ لأنـفـاس مـضـت iiوكـأنـها طـيـف ومـر بـذلـك iiالـبستان
وهـي الـتـي أذكـت لهيب جماله وهـي  الـتـي روّتـه iiبـالألحانِ
فـي  لـيـل دهـشته هناك iiووجده ظـلـمـات  تـاريـخ يكرر iiنفسه
هـل دهـشـة أخـرى ووجد iiآخر يـروي  حـقـيـقـته ويملأ iiكأسه
فـقـهـاؤنـا وقـفوا بصوت واحد دونـي ومـا حـاروا بـأي iiجواب
لا  مـثـل أفـلاطون بين iiحضوره وغـيـابـه  والـسـلب iiوالإيجاب
كـانـت رجـال الفكر تنبض iiجرأة وحـمـيـة  أوحـت بها iiالأعرافُ
نـفـسٌ  إذا الـقرآن ما انتفعت iiبه لا (الـكـشفُ) ينفعها ولا (الكشافُ)
مـا  بـال آلـهـة الطريق iiتظنني نـدا لـهـا وتـريـد قص iiجناحي
مـا  بـالـهـا تخشى على iiعتباتها مـن  أن أصـدع صخرها iiبنواحي
حـمـدا  لـمن رحم العباد iiفأسدلت أسـتـار  كـعـبتهم بوجه صياحي
وبـقـيـت  وحدي مرة أخرى iiوقد طافت  على الحرم الشريف iiجراحي
الـفـكـر حـر لا يُـرد iiجـماحه والـحـب  لا مـأوى لـه iiيـؤويه
ربـاه لـوحـتـك الـتي لم iiتكتمل جـارت  عـلـى السر الذي تطويه
كـهـان  خلقك في صفوف iiطغاتهم يـقـفـون  لـلـبسطاء iiبالمرصاد
مـحـن صـباح مساء لا معنى iiلها إلا  لـجـوء الـنـاس iiلـلإلـحاد
فـقـراؤهـم  من بؤسهم في iiسكرة والأغـنـيـاء  مـن الرفاه iiسكارى
عـبـد يـلـم مـن الشوارع iiخبزه جـوعـا  وعـبـد يـأكل iiالأقمارا
الـحـب يـجـعل حيث مد iiبساطه مـن طـغـمـة الـمتسولين iiملوكا
يـرثـون شـرفـة أبرويز بمكرهم فـتـظـن كـان كـمثلهم iiصعلوكا
لـم لـسـتَ مـهـتـمـا بهذا iiكله ولـو اهـتـمـمت جعلت منه iiيقينا
عـيـنـاك لامـعـتـان إلا iiأنـها دلـت  عـلـى عـدم اكتراثك iiفينا
أنـا  لا يـلائـمـنـي ربيع iiطافح بـالـزهـر  لم يدرك مدى iiأحزاني
ويـظـن مـن خـيلائه عن iiفرحة غـنـى  لـه العصفور في iiالبستان
قـرآنـك الـحـق المبين وإن iiيكن قـاسـى كـلام مـفـسريه iiوعانى
لـو يـرغبون برأيهم أن يجعلوا iiال قـرآن  بـازنـد الـمـجوس iiلكانا
الـبـحـث  يـلزمه مواهب iiباشق وفـؤاد  لـيـث لا يـخاف جروحا
مـن  غـيـر مـعرفة وغير قراءة يـجـد الـشـجـاع طريقه مفتوحا
جـرحـي  تـألـق كالبروق iiبليلهم لـيـروا حـقـيـقـة هذه الحسناء
ولـيـعـلـم  الـغرباء ليست iiفجة ثـمـرات  هذا السير في iiالصحراء
*زهير
17 - مايو - 2006
لستُ وغدا يا جاويد    كن أول من يقيّم
 

هذه رسالتي الأخيرة في هذا الملف، وأرجو من الأخوة الأعزاء أن يسمحوا لي بعدها بالانصراف إلى عملي الذي حدثتهم عنه، وهذه الرسالة أوجهها لصديقي العظيم (جاويد) نجل محمد إقبال، الذي خصني في فبراير من عام (1990م) بأثمن ما تملكه يده من تراث أبيه (مذكرات إقبال) مخطوطة في ثلاثة مجلدات، باللغة العربية، يقع الواحد منها في زهاء 500 صفحة. وتضم خلاصة تجارب إقبال، وكل مراسلاته في حقل الإصلاح، وطلب مني أن أطبعها (لأنه يخاف كما يقول أن تحرف أو تشوه) ولكن هذا الإرث الخالد، والذي تتفطر له القلوب، لا يزال محتجزا في المركز الذي كنت أعمل به، أقول ذلك للتاريخ، ولا أدري من النبيل الشهم الذي سيحرر هذه المذكرات، وأريد أن أختم هذه الرسالة بقصيدة (جاويد) في (جناح جبريل) (ص235):

أبـني  لحن الذات في iiأعماقنا بـاق، يـدل على خلود iiحياتهِ
أبني  ليل الشعب ليس iiيضيئه إلا  تـصـلـيـه بشعلة iiذاتهِ
أبـنـي  قولك: كان آدم iiجدنا مـلكا لهذي الأرض قول iiنبيهِ
فـيـه من الإيمان ألف iiحقيقة ومـن الـتـألق ألف نوع iiفيهِ
أبـني لن يصل الغراب iiلعشنا مهما استطالت في السماء iiقواهُ
هـذي الشواهين التي يلهو بها أبـنـاءُ سـيـده الـذي iiرباهُ
أبـني  صان الله وجهك iiعاليا ما في زمانك من يصون حياءهُ
إيـاك  أن يـأتي لقبري iiزائرٌ ويـقول لي: جاويد يبذل iiماءهُ
إقبال  ما رضي الترهب iiسيرةً لـنـقاء فكرته وخصب iiفؤادهِ
أبـني  ليس بُنيَّ إلا من iiروى بـوصـيتي هذي جميع iiبلاده

*زهير
17 - مايو - 2006
 1  2  3