البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : الدكتور محمد النويهى 0ثورة الفكر0    قيّم
التقييم :
( من قبل 23 أعضاء )

رأي الوراق :

 عبدالرؤوف النويهى 
30 - أبريل - 2006

          

          

                   مقدمة 000    لابد  منها

سيكون الحديث ممتدا  عن هذا الرجل الذى أثار الزوابع والعواصف الأدبية والهادم لصروح الدراسات التقليدية ، الثائر على الخمود والرتوب ، المناوئ لأساطين النقد الأدبى ، صاحب الدراسة الرائدة (ثقافة الناقد الأدبى ) ، وأول مطبق لعلوم النفس فى النقد الأدبى (نفسية أبى نواس ) ،و (شخصية بشار )  ، الداعى للتجديد فى الفكر (نحو ثورة فى الفكر الدينى ) ، المطالب بالاجتهاد فى الفقه الإسلامى .

وما كدت أشب عن الطوق ، حتى تبينت أنى قد اهتديت إلى الشىء الوحيد الذى يستحق أن أعيش من أجله، بل الشىء الذى أستطيع أن أعيش به ، ألا وهو العقل الحر ، والفكر الحر  وحديث والدى الدائم عن الدكتور / رشاد  ( اسم الشهرة للدكتور/ محمد النويهى ) والذى لايعرف إلا به فى قرية ميت حبيش البحرية التابعة حاليا لمركز طنطا ،محافظة الغربية ، جمهورية مصر العربية 0 هذا النابغة فى حفظ القرآن الكريم والتجويد وعلوم القرآن ، والشاعر الفذ، والعاشق للشعر العربى القديم ، والحافظ لدواوين الشعراء ، والقارئ للآداب العالمية والناقد لها 0

كان الدكتور / النويهى ، الحدث الأكبر والمغامرة الأخطر فى حياتى ، فعندما أتطلع إلى ماضيَّ الآن ، أتبين أن اسم الدكتور / رشاد ، قد حفر فى وجدانى وعقلى حفرا عميقة الغور ، بعيدة التاثير ، وكتابه ثقافة الناقد الأدبى ، من المقررات فى حياتنا العائلية ، سيما وهو يهاجم وبشراسة عباس محمود العقاد ، وينحو باللائمة على العبث المتفشى فى حياتنا ،والعمائم التى توهمت أنها تمتلك الحقيقة وحدها.  ويتمسك والدى يرحمه الله ، بكلمات الدكتور / رشاد ، ويطبق مناهجه التربوية علي وعلى أشقائى ، ويحتفظ بكتبه ودراساته ويقرؤها بحب وتقدير ، ويحرص كل الحرص، على ترديد بعض السطور من كتبه ،وقص الحكايات عن حياته ، وعرفت أن الدكتور / النويهى قد أخذ من بعض شخصيات القرية و أفراد العائلة نماذجا لموضوعاته ، وعرفنى والدى بهذه الشخصيات ، ولماذا أشار الدكتور / النويهى إليهم وذكرهم فى بعض كتبه ???

وليس هذا الحديث سوى ترجيع للماضي ، وما أنا إلا سارد لوقائع عشتها أو سمعت بها ، يختلط فيها الجد  بالهزل ، والحقيقة بالخيال ، وما أنا بالمتمسح بسيرته أو من الذين يصعدون على أكتاف الأفذاذ ، أو من الأقزام الذين يزهوون بقرابتهم لعملاق ، وإنما هى محاولة توضيح وتبيين للذى أهمله الدارسون ، وغمط حقه  المتفيهقون وأنصاف المثقفين ،،،،وطلب ودعوة الصديق الأعز / زهير ظاظا ، للحديث عن هذا _  العم المظلوم و العلم المجهول _

وثمة شخصية أخرى ،أخذت على عاتقها العبء الأكبر والأعظم أن تلبى الطلب و تتحمل التعب والمشقة والجهد الذى لم أستطع تحمله  _ وقد قلته فى حديث موجه للأخ الأعز / زهير (عبء ثقيل وأمانة أنوء بحملها )_   وتجميع كل ما كتب عن الدكتور / النويهى ، بصبر وأناة  وطول بال ، لأيام كثيرة وليال صعبة مريرة ، ومقابلة أفراد أسرته والتسجيل معهم ، والتفتيش عما غمض من حياته ، من مولده وحتى لقائه بربه ، والسفر ، مرات عديدة، إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومقابلة زملاء وتلاميذ الدكتور/ النويهى ، ومناقشتهم   عن أعماله ودراساته ، وعن حياته معهم طيلة تواجده بالجامعة، والانتقال إلى كلية دار العلوم بالقاهرة ومقابلة الأساتذة الذين  عاصروه، إنها السيدة الفاضلة الأستاذة / نوال يوسف ، التى أعدت ملفا ضخما ، ضخامة ملحوظة ، عن الدكتور/ النويهى ، وركزت ، وبالأخص ، عن فترة  و جوده   بالسودان  والتى دامت حوالى ثمان سنوات ، وتحصلت على كل المعارك التى أثارها طوال هذه السنوات ،،،،، أتمنى أن يتسع صدر الوراق لعرضها كاملة دون حذف أو تلخيص ، ولن يكون لى سوى شرف التقديم والتنسيق والتنظيم 000 ولها منى عظيم التحية والتقدير ، وأهمس أن هذه السيدة الكريمة هى زوجتى وكم لها _ علىَ _ من الأيادى البيضاء التى لا أوفيها حقها مدى العمر0000وأخيرا000فالشكر واجب لمن طلب ولمن لبى الطلب 00ولتغمر رحمة الله عز وجل ،روح المرحومين بإذنه تعالى ،   والدى     والدكتور / رشاد النويهى ، إنه سميع مجيب الدعاء 0

 

 2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الطبخة المسمومة    كن أول من يقيّم
 

   

التسميم االسيا سى ، أول مرض من أمراض الحياة السياسية ، يحا ول الملفقون نشره والسعى وبكل قوة وبأس ، طرحه فى الساحة والإلحاح عليه بل وتدبيج النظريات  النقدية والتنظيرية  !!!!!!!! إنها غسيل المخ الجماعى والإدراك الفردى نحو غاية محددة سلفا ، ألا وهى إعلاء قيم بديلة لقيم تاريخية فى الإدراك الجماعى ، وغرسها بديلا عنها ، بل وهدم كل ما يمت لها بصلة ، وإنشاء قيم تتوائم مع مقاصدهم الإستعمارية ، وتضخيمها بصورة ملحة وإهما ل القيم التاريخية المترسبة فى الوعى الجمعى أى أنها محاولة جادة وحثيثة فى تزييف الوعى  00000                                                                                وأقول وبثقة :إنه صراع وجود  لا صراع حد ود0

وكنت مدهوشا  _ وأثناء دراسة التاريخ المصرى القديم ، فى كلية الحقوق جامعة القاهرة والمحاضر الأستاذ الدكتور / محمود السقا ، أستاذ فلسفة القانون آنذاك 1972/1973وهو يؤكد لنا    (أن ا لأسكندر المقدونى وغزوه لمصر ، خشى كهنة على المعابد والحضارة المصرية من هدمها وهى التى  تشكل العقل الجمعى والضمير الفردى والوجود الحضارى ، فحاولوا أن يوهموه أنه أحد ألأرباب المقدسين ، وذهبوا به إلى صحراء سيوة 0000)))00

ولكن بعد هلاكه ، وفترة التزاوج السيا سى وما قامت به كليوباترا ُثم إنتحارها فى ظروف غامضة ، كان هدم المعابد المصرية الهم الأول والأخير ، ومحاولة نشر النموذج اليونانى ، إنها تدمير للما ضى العريق وقضاء مبرم على الوعى القومى وغرس قيم بديلة ومحو اللغة ونشر الثقافة البديلة ، وتخلص السبل المرادة فى التسميم السيا سى فى عدة مراحل ::                                                                                                        مرحلة أولى   :  التعامل مع أدوات حمل العدوى الفكرية     0                            مرحلة ثانية   : إختيار النخب/ الصفوة من أهل البلد /المثقفين والتعامل معهم ومد حبل الوصا ل والتشجيع على الحصول على المكاسب والمكانة وذلك لإضعاف الأسس والمرتكزات السياسية والفكرية والدينية وإختراق المفاصل المتحكمة فى الجسد السيا سى والعقل المثقف وحتى يتكلموا بلغته  (((العدو)) ويعددوا مناقبه وحسناته ومميزاته وتحسين وجهه القبيح ، وأن ما هو كائن خير آلا ف مما سيكون ، وأن المواجهة خسارة فا د حة والرضاء بالواقع،،،، محتوم ،،،،،، وما  لنا  قد رة على القتال !!!!!!!!وإزالة التوترات والأحقاد ومحاولة نشر السلام والتفاوض البناء مع العدو المغتصب 0

   مرحلة ثالثة : الهجوم المركز والمستمر على الجماهير  فلقد استوت الطبخة   المسمومة ، فلقد أصبح الجسد مترهلا متورما ، والمفاصل فقدت القدرة على التماسك ، وتفتييت الوحدة الوطنية هو الهدف المنشود ، وخلق العملاء والدعاية المباشرة، وفى الصميم ،والندوات والمؤتمرات ونشر الكتب بل بيعها برخص التراب بل توزيعها مجانا ، استغلال الأذناب الفكرية وإفشاء التحلل الجنسى وإثارة النعرات الطائفية والحروب الأهلية والهدم للمقدسات والسحق والمحق للوطنيين 00

ولا أنسى ما سطرته يراع الدكتور النويهى فى كتابه( الإتجاهات الشعرية فى السودان) سنة 1957   طبعة معهد الدراسات العربية العالية ، جامعة الدول العربية 0

{{  فرض هذا الإستعمار عليهم نفسه بقوة النار والحديد ن ولم ينجح  إلا بعد أن قتل منهم عشرات الألوف من الأبطال الذين استشهدوا ببسالة نادرة المثال أمام قوته العسكرية الطاغية ، تلك القوة التى استغل المستعمر علومه الحديثة الناضجة كى يتفنن فى اختراع آلات الدمار لم يقو البدو على صدها 0

 

ولا نظننا مخطئين حين نعتقد أن هذا العامل الوطنى هو جماع كل تلك الأسباب والدوافع ، ففيها التقت جميعا وتعاونت وتفاعلت فيهم ،حين حاقت بهم الهزيمة العسكرية ، بذلوا جهدهم فى الإحتفاظ بعزة نفوسهم ، ومدواة جروحهم المكلومة ، فلم يجدوا سوى التشبث بعروبتهم من ناحية ، والتمسك بدينهم الإسلامى من ناحية أخرى ، وعاونهم على ذلك أن كلا العروبة والإسلام هو فعلا عظيم الأثر فى تقوية العزة النفسية 0}}}

 

 

                                                                                                                 

*عبدالرؤوف النويهى
26 - مايو - 2006
كيف نبنى حضارة?    كن أول من يقيّم
 

اولا اشكر الاستاذ زهير ظاظا الذى اعاد الي الثقة ولولاه ما كنت عائده.لانى ايقنت لا محالة ان انال قسطى من _ النقد الهدام_فقررت الرحيل.

اما عن ابيات الشعر فهى للشاعر المصرى محمد عامر.

اما عن موضوعنافلا شك ان المبدعين العرب باعتبارهم اكثر شرائح المجتمع تعبيرا عن هذه اللحمه التى تربط بين ابناء الامة والوارثين لتقاليدهاالعريقه التى حفظت لهاوحدتها الثقافيةوالفكرية يتحملون وحدهم عبء ومسؤوليه ايقاظ الوعى القومى الموروث.

واذا كنا نواجه معركة الدفاع عن شخصيتنا وحضارتنا واصالتنا ضد الغزو الثقافى  فان هناك معركة اخرى مع انفسنا من اجل بناء الانسان العربى الذى نعده لمواجهة هذا القرن  " وهذا الانسان لايمكن بناؤه الا بفن وادب وابداع يعى ثقافات الغرب والشرق معا"

 غير ان هذا البناء ينبغى ان يكون مبنيا على اسس الانفتاح على العالم بما فيها" اسرائيل" دون الاحساس بالاحتقار او الضعف او الدونية اذ ليس الكشف عن الهوية مرادفا للانغلاق  كما ان توحيد الذات لاينفى الانفتاح والتفاعل مع الحضارات.

                            

سلوان محمود
31 - مايو - 2006
تحية وترحم على أستاذنا محمد !    كن أول من يقيّم
 
شكرًا أخي عبد الرؤوف  ،
 
ألا تذكر أول سؤال سألتك إياه بعد أن تعارفنا ؟
كان عن قرابتك لهذا الألمعي الفذ  ،
 فهو في مكانة مرموقة يشهد له بها الدارسون .....
ومكتبتي فيها جميع مؤلفاته التي أعرفها . وأذكر انني في لقائي بالشاعر المرحوم صلاح عبد الصبور سنة 1980 كنت قد أتيت على ذكره وعن افتقادنا للبدر -  في مجلس صلاح في الهيئة ، فأبدى ارتياحه ، وقد سر صلاح لأنني أعرف عنه الكثير ، وخاصة ما أورده حول الصدق في الأدب ، وعن الجزأين اللذين أعدهما عن الشعر الجاهلي ، وعن ثقاقة الناقد ، وعن موقفه من الشعر الجديد ، وسخريته ممن أراد أن يقال المضمون الجديد في ثوب قديم ، وعن موقفه من كتب تاريخ الأدب التي نتداولها ، وعن جرأته في تفنيد مسلمات ووو
إذن لا تظن أنه قد أُغفل ، فهو نسيج وحده في الأصالة والثقافة والتعمق في الشعر قديمه وحديثه ، وله محبوه وعارفو فضله
وجمال أسلوبه .
 
تحيــــــة فاروقيـــــــة
 
 
faruq
18 - نوفمبر - 2007
استفسار    كن أول من يقيّم
 
شكرا لك أستاذ على المعلومات التي قدمت لنا عن حياة محمد النويهي فهي فعلا معلومات قيمة لكن هل يمكن أن تقدم لنا المراجع التي اعتمدتها لمعرفة سيرة الدكتور النويهي حتى نستطيع الأخذ عنك بشكل أكثر علمية؟
عزيزة
25 - نوفمبر - 2007
النويهى ..والتحليل النفسى للأدب    كن أول من يقيّم
 

نفسية إبى نواس ......الدكتور النويهى أصدر الطبعة الأولى من كتابه (فى مايو 1953مكتبة النهضة العربية بالقاهرة ،وتناوله الدكتور /طه حسين بالنقد فى مقالته (إسراف)فى بتاريخ23مايو1953 فى جريدة الأهرام المصرية ، ولما كتب العقاد كتابه فى 1954أى بعد كتاب النويهى بشهور ،كتب طه حسين مقالته( بؤس أبى نواس )نشرت فى عددالجمعة من جريدة الجمهورية بتاريخ 19فبرلير 1954 مقارنا بين الدراستين ويقول فيها (أن النويهى أصدر كتابه فى الصيف الماضى أى 1953 ثم يضيف وهذا الأستاذ العقاد يصدر عن أبى نواس هذا الكتاب الأخير ).


كون العقاد حاول الإطاحة بسبق الدكتور النويهى فى تطبيقه لعلوم الطب النفسى ،لهجوم النويهى عليه هجوماً شرساً فى كتابه العمدة (ثقافة الناقد الأدبى ) وتحطيم كل مايزعمه العقاد فى دراسته عن(ابن الرومى .حياته من شعره)،فلم ينس العقاد ما أثبته النويهى من عدم منهجية العقاد فى دراسته عن ابن الرومى ،وحزت فى نفسه ،وعندما وجد الفرصة سانحة لم يتوان فى اصطيادها.
لكن التاريخ .يؤكد سبق الدكتور النويهى وتفرده.


*عبدالرؤوف النويهى
1 - سبتمبر - 2008
 2  3  4