البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : الدكتور محمد النويهى 0ثورة الفكر0    قيّم
التقييم :
( من قبل 23 أعضاء )

رأي الوراق :

 عبدالرؤوف النويهى 
30 - أبريل - 2006

          

          

                   مقدمة 000    لابد  منها

سيكون الحديث ممتدا  عن هذا الرجل الذى أثار الزوابع والعواصف الأدبية والهادم لصروح الدراسات التقليدية ، الثائر على الخمود والرتوب ، المناوئ لأساطين النقد الأدبى ، صاحب الدراسة الرائدة (ثقافة الناقد الأدبى ) ، وأول مطبق لعلوم النفس فى النقد الأدبى (نفسية أبى نواس ) ،و (شخصية بشار )  ، الداعى للتجديد فى الفكر (نحو ثورة فى الفكر الدينى ) ، المطالب بالاجتهاد فى الفقه الإسلامى .

وما كدت أشب عن الطوق ، حتى تبينت أنى قد اهتديت إلى الشىء الوحيد الذى يستحق أن أعيش من أجله، بل الشىء الذى أستطيع أن أعيش به ، ألا وهو العقل الحر ، والفكر الحر  وحديث والدى الدائم عن الدكتور / رشاد  ( اسم الشهرة للدكتور/ محمد النويهى ) والذى لايعرف إلا به فى قرية ميت حبيش البحرية التابعة حاليا لمركز طنطا ،محافظة الغربية ، جمهورية مصر العربية 0 هذا النابغة فى حفظ القرآن الكريم والتجويد وعلوم القرآن ، والشاعر الفذ، والعاشق للشعر العربى القديم ، والحافظ لدواوين الشعراء ، والقارئ للآداب العالمية والناقد لها 0

كان الدكتور / النويهى ، الحدث الأكبر والمغامرة الأخطر فى حياتى ، فعندما أتطلع إلى ماضيَّ الآن ، أتبين أن اسم الدكتور / رشاد ، قد حفر فى وجدانى وعقلى حفرا عميقة الغور ، بعيدة التاثير ، وكتابه ثقافة الناقد الأدبى ، من المقررات فى حياتنا العائلية ، سيما وهو يهاجم وبشراسة عباس محمود العقاد ، وينحو باللائمة على العبث المتفشى فى حياتنا ،والعمائم التى توهمت أنها تمتلك الحقيقة وحدها.  ويتمسك والدى يرحمه الله ، بكلمات الدكتور / رشاد ، ويطبق مناهجه التربوية علي وعلى أشقائى ، ويحتفظ بكتبه ودراساته ويقرؤها بحب وتقدير ، ويحرص كل الحرص، على ترديد بعض السطور من كتبه ،وقص الحكايات عن حياته ، وعرفت أن الدكتور / النويهى قد أخذ من بعض شخصيات القرية و أفراد العائلة نماذجا لموضوعاته ، وعرفنى والدى بهذه الشخصيات ، ولماذا أشار الدكتور / النويهى إليهم وذكرهم فى بعض كتبه ???

وليس هذا الحديث سوى ترجيع للماضي ، وما أنا إلا سارد لوقائع عشتها أو سمعت بها ، يختلط فيها الجد  بالهزل ، والحقيقة بالخيال ، وما أنا بالمتمسح بسيرته أو من الذين يصعدون على أكتاف الأفذاذ ، أو من الأقزام الذين يزهوون بقرابتهم لعملاق ، وإنما هى محاولة توضيح وتبيين للذى أهمله الدارسون ، وغمط حقه  المتفيهقون وأنصاف المثقفين ،،،،وطلب ودعوة الصديق الأعز / زهير ظاظا ، للحديث عن هذا _  العم المظلوم و العلم المجهول _

وثمة شخصية أخرى ،أخذت على عاتقها العبء الأكبر والأعظم أن تلبى الطلب و تتحمل التعب والمشقة والجهد الذى لم أستطع تحمله  _ وقد قلته فى حديث موجه للأخ الأعز / زهير (عبء ثقيل وأمانة أنوء بحملها )_   وتجميع كل ما كتب عن الدكتور / النويهى ، بصبر وأناة  وطول بال ، لأيام كثيرة وليال صعبة مريرة ، ومقابلة أفراد أسرته والتسجيل معهم ، والتفتيش عما غمض من حياته ، من مولده وحتى لقائه بربه ، والسفر ، مرات عديدة، إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومقابلة زملاء وتلاميذ الدكتور/ النويهى ، ومناقشتهم   عن أعماله ودراساته ، وعن حياته معهم طيلة تواجده بالجامعة، والانتقال إلى كلية دار العلوم بالقاهرة ومقابلة الأساتذة الذين  عاصروه، إنها السيدة الفاضلة الأستاذة / نوال يوسف ، التى أعدت ملفا ضخما ، ضخامة ملحوظة ، عن الدكتور/ النويهى ، وركزت ، وبالأخص ، عن فترة  و جوده   بالسودان  والتى دامت حوالى ثمان سنوات ، وتحصلت على كل المعارك التى أثارها طوال هذه السنوات ،،،،، أتمنى أن يتسع صدر الوراق لعرضها كاملة دون حذف أو تلخيص ، ولن يكون لى سوى شرف التقديم والتنسيق والتنظيم 000 ولها منى عظيم التحية والتقدير ، وأهمس أن هذه السيدة الكريمة هى زوجتى وكم لها _ علىَ _ من الأيادى البيضاء التى لا أوفيها حقها مدى العمر0000وأخيرا000فالشكر واجب لمن طلب ولمن لبى الطلب 00ولتغمر رحمة الله عز وجل ،روح المرحومين بإذنه تعالى ،   والدى     والدكتور / رشاد النويهى ، إنه سميع مجيب الدعاء 0

 

 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
سيرة حياة (8) المقالات السودانية {3}    كن أول من يقيّم
 
   

أنا لا أحاول أن أقول إننا يجب أن لا نألم إذا سمعناهم يلحون فى إنتقادنا ، فشىء طبيعى أن يألم كل إنسان حين يذكر له نقصه ، ولكنى أريد أن أقول إنه يجب أن نتمالك غيظنا وسخطنا ، وألا نصيب هؤلاء المصلحين ، بالأذى القولى ووالمادى ، ثم لاندرك خطأنا ولانتبين حرصهم الصادق على ما فيه خيرنا إلا بعد موتهم ، فننصب لهم التماثيل الصماء ونقيم لهم حفلات الذكرى ونتحسر على ما قدمنا لهم من إساءة ، ولات حين ندم 0

فى الشهر الماضى ألقيت محاضرة بدار الثقافة ، أسميتها (الثقافة العربية بين المقلدين والمجددين) 0وضمنتها إحدى هذه الحقائق المؤلمة ، وهى أن ثقافتنا المعاصرة على غاية من الفقر 0وذكرت لهذا الثقافى الشديد سببين جوهريين 0أولهما أننا أهملنا تراثنا  من الثقافة العربية ، فلم نعد ندرسه ، ولم نعد نهتم به حقا ، إنما اكتفينا بالتشدق بهذا التراث ،والتغنى بما كان لأجدادنا من ثقافة ،  دون أن نعرف من هذه الثقافة شيئا 0والسبب الثانى أننا لم نطلع من ثقافة الغرب إلا على أحطها واتفهها ، وأشدها مياعة وهزالا ، ولم ندرس ما للغرب من ثقافة حقة متينة ، علمية وأدبية 0

أنا أعجب أشد العجب ، كيف يستطيع إنسان أن ينكر هذه الحقيقة ، أن  ينكر أننا جهلاء شديدو الجهل ، جهلاء بثقافة الغرب الصحيحة ، جهلاء بالثقافة العربية البديعة 0

كم منا درس الكندى ، والفارابى ، وابن سينا ، وابن رشد ??

كم منا درس البيرونى ، والرازى ، وابن خلدون ???

هؤلاء الذين يحتفل بهم المستشرقون احتفالا ، ويتقنون كتبهم إتقانا ، ويطبعونها طبعات هى آية فى العناية المدققة وفى الجهد السخى وفى الأمانة 0

كم منا حاول أن يقرأ ديوان زهير بن أبى سلمى ، أو ديوان عمر بن أبى ربيعة ، أو ديوان أبى نواس ، أو لزوميات أبى العلاء ، ولم يكتف بقطعهم المشهورة التى توجد فى الكتب المدرسية ??

بل ، كم منا ، نحن الذين ندعى أننا مسلمون ، اهتم بدراسة القرآن دراسة جدية ، فلم يكتف بتلاوته تلاوة لا تفهم فيها ، بل توقف عند معانى الألفاظ ، وأسباب النزول ، والملابسات التاريخية التى أحاطت بتعدد سوره وآياته ، والتى بدونها لا يمكن أن يفهم حق الفهم ???

فإذا كنا أهملنا تقافتنا القديمة إلى هذا الحد ، فكيف يحق لنا أن نتباهى بأجدادنا دون أ ن تكون لنا ثقافة حديثة إذا لم تبن على أساس من ثقافتنا القديمة ???

وكيف تكون هذه الثقافة الحديثة إذا اكتفينا من هذه الثقافة الغربية العظيمة بهذه السخافات الحقيرة التى يفردها بالترجمة أكثر مترجمينا ، وبهذه القصص الشهوانية التى ما هى من الأدب الصحيح فى شىء ،

*عبدالرؤوف النويهى
5 - مايو - 2006
سيرة حياة (9) المقالات السودانية { 4}    كن أول من يقيّم
 
 

إنما يراد بها إثارة أحط غرائزنا الجنسية ، وبهذه الصور العارية الخليعة التى تزدحم بها أكثر مجلاتنا ، وما هى من الفن الصحيح فى شىء ، إنما يقصد بها نفس الغرض 0فإذا قام أحدنا فنبهنا إلى هذا وذكرنا  بأننا استسلمنا إلى الجهل السحيق منذ ما يقرب من ألف سنة وحثنا على أن نهتم بتراثنا الثقافى اهتماما جادا ، وندرسه دراسة متفهمة ذكية ، وبأن ندرس من ثقافة الغرب أجودها وأصحها ، فكيف نرميه بأنه عدو لنا ، عدو لثقافتنا يهاجمها لينتقص منا ويحط من شأننا ???

كيف نغفل عن هذه الحقيقة :أنه لم يكن يريد حطتنا لتركنا فيما نحن فيه من حهل مخجل ، وأنه حين ينبهنا إلى نقصنا فيؤلمنا بذلك ، فهو يفضل أن يزعجنا إلى حد أن نتبرم به ,ان نكرهه ، عن أن يدعنا إلى الأبد نتمرغ فى حمأة جهلنا المخزى 00

لعل أحد قرأئى يسألنى :        قد أسلم لك بكل ذلك ولكن لم اخترت أن تلقى محاضرتك تلك بالإنجليزية  فتعطى الأجانب فرصة العلم بجهلنا ونقصنا ??جوابى على السؤال بسيط جدا ، وقد أشرت إليه فى تلك المحاضرة نفسها  هو أن نقصنا هذا معزو إلى حد كبير إلى هؤلاء الأجانب الذى حكمونا وتحكموا فينا أجيالا ، أو الذين يتعيشون علينا ويرتزقون منا ، وما إهتموا بإصلاح جهلنا أو إكتمال ثقافتنا ، اللهم إلا أقل إهتمام وأهزله00 فأنا كما ذكرت فى المحاضرة أريد أن ألفتهم إلى أن عليهم واجبا نحونا  أهم من حفظ الأمن وضبط الشئون المالية إلى آخر تلك الواجبات الإدراية 0أردت أن أقول لكل الجاليات الأجنبية بالخرطوم من بريطانيين ويونان وإيطاليين وأرمن إلى آخر مللهم وأجناسهم ، أن واجبكم نحو هذه البلاد لايقتصر على أن تحسنوا إدارتها او تنظموا تجارتها، بل واجبكم أن تعينوها على ترقية تعليمها ، والنهضة بثقافتها 0هل يحتاج أحد قرائى إلى أن أذكره أنه بدون التعليم الراقى والثقافة المتينة لايرجى لأى قطر نهضة حقيقية ، وإن هذه النهضة ، من جميع وجهاتهاالسياسية ، والأقتصادية ، والإجتماعية ، إن لم تقم على ثقافة أصيلة فهى نهضة زائفة قصيرة الأجل 0

كيف إذن يتهمنى متهم بأنى صنيعة الإنجليز ، وبأنهم  ما جلبونى إلا لأخدم أغراضهم ، واسب العرب وثقافتهم ، وأهاجم هذا الشعب???????? ?أما كان خير خدمة لهذه الأغراض أن تتركه فيما هو فيه من جهل ، وألا أحاول إستسارته وغستنهاضه ، حتى يتسنى لهم إلى الأبد أن يحكموه ، معتذرين بأنهم لا يجدون من أبنائه من عنده الثقافة الكافية لتولى شئونه ????
*عبدالرؤوف النويهى
5 - مايو - 2006
سيرة حياة (10 ) المقالات السودانية { 5}    كن أول من يقيّم
 

   

   

 

وبعد ، فيا أبناء السودان  اسمحوا لى أن أقول لكم على صفحات هذه الجريدة ما قلت لطلبتى فى كلية غرودون  حين تألم بعضهم من بعض ماقلت فى محاضراتى لهم :مهما خالفتم بعض الآراء التى أبديتها 0ومهما آلمتم  من صراحتى 0فأسالوا أنفسكم هذا السؤال :لما  أكلف نفسى كل هذا العناء ، واعرض نفسى إلى سخطكم ، ولما لا أكتفى بالتدريس الرسمى الآلى ، وفيه راحة جسمى وعقلى وضمان الصفاء بيننا ?? السبب فى ذلك ، أننى أريد ان أخدمكم حقا ، بكل ما يستطيعه جهدى الضعيف ، أريد أن أعينكم على ترقية تعليمكم ، واكمال ثقافتكم 0

أريد أن أشارك فى بناء هذا الأساس الذى بدونه لن تنالوا مجدا حقيقيا 0000ألا أن كل يوم أقضيه فى السودان ، أعلم أبناءه ، وأحارب جهلهم ، واقتلع خرافاتهم ، واطلق عقولهم من قيودها ، إنما هو تقصير لأمد السيادة الأجنبية فى هذا البلد ، إذ هو خطوة ، مهما تكن ضئيلة ، نحو جعل أبنائه رجالا يواجهون الحياة بجرأة وبأمانة ، ويستطيعون أن يتحملوا أثقال الحكم بشجاعة وبحكمة ، وأن ينهضوا بمرافق هذا البلد ، فيكون منهم الجامعيون ، والأدباء المثقفون ، ورجال العلم المبتكرون ، والأطباء والمهندسون والفنيون من كل نوع 0

هذا هوالسبب الذى من أجله تركت منصبى السلبق بجامعة لندن ، وجئت إلى بلدكم 0يازهرة شباب السودان ،،،،إنى ما جئت إلى بلادكم مرتزقا 0

ما جئت إليها وكل همى أن أؤدى تدريسى بطريقة آلية ، وأتسلم مرتبى الضخم ، فأقتصد فى البنك أغلبه ، وأعود إلى بلدى بعد بضع سنوات حاملا معى آلاف الجنيهات ، وأعيش عليها بقية أيامى عيشة رخية ، تاركا إياكم فيما وجدتكم فيه من الجهل والخطأ 0

هذا شىء لا أرضاه لنفسى 0 خير لى ألف مرة أن أترك كلية غوردون فأذهب فأفتح فى أم درمان   كتابا       أعلم    فيه أطفال هذا البلد التعس  الف    باء 0ذلك يكون خيرا من التدريس الآلى العقيم الذى لا يحرر عقلا ، ولا يشحذ ذهنا ، يكون خيرا لهذا البلد الذى اكتسب فيه قوتى ، وآخذ منه غذائى ، وأجمع فيه ثروتى 000000ألا تبت يدى ، وشل لسانى إن خطت يدى سطرا ، أو نطق لسانى بجملة ، ليس قصدى منهما إنهاض هذه الأمة ، وبناء الأساس الصحيح لعظمتها ، الصادقة ، مهما أزعج أبناءها ، وأغضبهم على ، وكرههم فى 0بل إنى لواثق إنهم لن يمضى عليهم طويل وقت قبل إن يتبينوا بذكائهم المشهود من هو الذى يخدمهم حقا 000000!!!!!!!!!

*عبدالرؤوف النويهى
5 - مايو - 2006
الوراق الراى والراى الاخر    كن أول من يقيّم
 

 سيد قطب
لكاتبنا هذا عمل نقدى على درجة كبيرة من الأهمية هوكتاب "النقد الأدبى ـ أصوله ومناهجه"، الذى اجتهد فيه ووُفِّق إلى مدى بعيد فى الحديث عن فنون الأدب والمناهج النقدية التى يمكن تناول هذه الفنون من خلالها، والذى عمل د. محمد النويهى على التقليل من شأنه فى كتابه: "ثقافة الناقد الأدبى" مدّعيا أن قطب، لعدم معرفته لغة أجنبية، يعجر عن الاضطلاع بالمهمة التى تصدى لها فى ذلك الكتاب، إذ كانه عليه، حسبما يقول، أن ينتظر حتى تتم دراسة الأدب العربى كله. وقد رددت على النويهى فى رسالة الدكتوراه المشار إليها قبل قليل بأن سيد قطب قد استطاع، رغم عدم معرفته لغة أجنبية فى ذلك الوقت، أن يحرز نجاحا كبيرا فى عرض أصول كل جنس أدبى، وبخاصة إذا وضعنا فى الاعتبار أنه لم يسبق أن تناول هذا الموضوع، فى حدود ما أعرف، أى كاتب عربى. ثم إن الفراغ من دراسة الأدب العربى يحتاج إلى وقت جد طويل، ومعنى هذا أنه لن يكون بمقدور قطب أو غيره أن يُقْدِم على الكتابة فى ذلك الموضوع إلا بعد أزمان. ثم لماذا أقدم النويهى على تأليف كتابه عن "ثقافة الناقد الأدبى"، وهو لم يحط بالنقد العالمى كله ولا حتى بالعربى منه فقط?

   ارجو التعليق على ما قدمت.

                                      انتهى.

حسين فؤاد
16 - مايو - 2006
سعادتى الغامرة    كن أول من يقيّم
 

  

     

الأخ الفاضل الأستاذ / حسين فؤاد

          بعد وافر الإحترام والتقدير

 من أجمل الأمور وأعمقها إدراكا أن يكون الإبداع حيا بعد مؤلفه ، ويطرح على بساط البحث ، وتبيان حسناته ومساوئه ، وقضه وقضيضه ، وجيده وتجاوزاته ، وسعادتى الغامرة ، إهتمامكم بما كتبه النويهى فى كتابه ثقافة الناقد الأدبى ، ولست هنا بصدد الدفاع عما كتبه أو ما كان يعتقده أو يعتنقه من أفكار أو فلسفات أو مناهج بحث ، وما أكثر ما تعرض له من نقد لكتبه ومقالاته ، كتابات ترفعه إلى عنان السماء وأخرى تخسف به الأرض وتتمنى زواله ومحوه من الوجود ، وفى كل الأحوال كان ا لنويهى يناضل وينادى بالرأى والرأى الآخر وبطالب بالحرية الفكرية والرأى الحر والعقل الحر ولما ينجم عنه من تقدم وتحضر ومدنية 0000وكتاب( ثقافة الناقد الأدبى) هو مؤلف يعالج به النويهى بعض النزعات الضارة ويصحح عددا من الأخطاء الشائعة فى دراسة الأدب العربى وتدريسه ، ويشرح السبب فى تدهور نقدنا المعاصر ، ويصف للنقاد الثقافة التى تلزمهم حتى يتقنوا عملهم ، ويريهم كيف يربطون فى دراستهم بين الأدب والحياة ، ويدعم قضيته بدراسة مفصلة لشخصية ابن الرومى وفنه الشعرى 0000بل سأحاول وبإيجاز شديد ،،تقديم عناوين أهم موضوعات  هذا الكتاب :كيف يدرس الأدب العربى لطلبة المدارس??لما يبغضهم هذا التدريس فى الأدب العربى وينفرهم منه ??كيف نصلح عيوب هذا المنهج ?ما الخطأ الأساسى فى نقدنا المعاصر ??ما الطريقة الصحيحة للإتنفاع بمقاييس الأدب الغربى ?خلاصة الحقائق العلمية المهمة التى يلزم الناقد معرفتها قبل أن يحسن فهم الأدب ثم نقده 0التكوين الجسمانى النفسانى للفرد 0تصارعهما أو تعاونهما مع الأحوال الإجتماعية فى بناء الشخصية الفردية 0مثال من شخصية ابن الرومى 0الأجناس البشرية والعبقرية الفنية 0عبقرية ابن الرومى ، ملاحظات على مواقف الشعراء العرب من الحياة ،والمرأة ،والطبيعة ،والنماذج البشرية ، تطور الشخصية فى الشعر العربى 0كبف يربط الناقد والمدرس بين الأدب وتجارب الحياة الإنسانية حتى يكون نقده أو تدريسه حيا ممتعا يتعمق منابع الأدب فى النفس البشرية ولايقتصر على الدراسة الآلية المملة 0مثال من فن ابن الرومى 0نقد مفصل لآراء العقاد والمازنى وطه حسين فى أدب ابن الرومى وفنه الشعرى 00وقد نشر هذا الكتاب بالقاهرة فى 402صفحة من القطع الكبير سنة 1949وكان  النويهى قد عاد من إنجلترا ، وقد سافر إليها فى سنة 1939ليقوم بتدريس الأدب العربى وحصل على درجة الدكتوراة فى الأدب العربى (الحيوان فى القصيدة العربية فى الأدب القديم ما عدا الجمل والحصان )من معهد الدراسات العربية والأفريقية سنة 1942 وظل يدرس بهذا المعهد حتى سنة 1947 ، وعودته لمصرالمحروسة ، وفى خلال هذا الفترة من 1939وحتى 1947كان يقدم الدراسات والأبحاث وتنشرفى المجلات الأدبية الرصينة ومجلات الأبحاث الجامعية بلندن 0 بعضه تم ترجمته للعربية0

تقول_ سيدى الفاضل_((00000والذى عمل التقليل من شأنه (كتاب  سيد قطب )فى كتابه ثقافة الناقد الأدبى مدعيا أن قطب لعدم معرفته لغة أجنبية يعجز عن الإضطلاع عن المهمة التى تصدى لها 000000وقد  رددت على النويهى فى رسالة الدكتوراة المشار إليها قبل قليل بأن سيد قطب قد استطاع رغم عدم معرفته لغة أجنبية فى ذلك الوقت أن يحرز نجاحا 00000ثم لماذ أقدم النويهى على تأليف كتابه عن ثقافة الناقد الأدبى وهم لم يحط بالنقد العالمى كله ولاحتى بالعربى منه فقط0))))0

 مماتقدم يتبن لك الأخ الفاضل أن النويهى عاش فى إنجلترا دارسا ومدرسا مدة تسع سنوات لم يكل ولم يمل أما رسالة الدكتوراة المشار ليها ، لاأدرى ماذا تقصد ?ربما تقصد ثقافة الناقد الأدبى 00ربما 0بل كان شعلة نشاط وهاج ودأب مستمر على التحصيل ، ونهما على العلم بلغته الأصلية وليس مترجما ، تشهد له أبحاثه ، وأعتقد أن  و جوده فى جامعة لندن آنذاك كان كافيا له للإطلاع على مناهج البحث والمدارس النقدية ،ألا تكفى تسعة سنين وهو يدرس ويَدرس فى آن واحد  أم يصير  خيرا منه من لم يطلع واكتفى على المتاح أمامه بالدراسة ???????

أما أنه لم يحط بالنقد  بالنقد العربى كله 000فهذه مسألة لاتحتاج لبيان ويكفى الإطلاع على كتب النقد والدراسات المنشورة آنذاك ،،،،،  وكتاب النويهى كان صرخة مدوية لإعادة النظر فى مسلمات كثيرة حاز أصحابها على لقب أصحاب القداسة وأصبحت كتبهم تحيط بها هالات التقديس والتمجيد، وصارت يتبرك بها ، وكانت الدراسة نقدا لكل من كتب فى النقد الأدبى ومن وجهة نظر النويهى ، باعتبار أن هذه الدراسات قد اعترتها الفوضى النقدية والمنهجية،،،،،، وأزعم أن النويهى كان سباقا فى عصره والسنوات التى تليه ، وقد صح مطلبه فى السعى نحو ثقافة الناقد الأدبى  ، وقد طالب اليوم وبعد مايقرب من نصف قرن (الغذامى )الناقد السعودى الشهير بالنقد الثقافى للعمل الأدبى 0

أما سيد قطب فهو على العين والراس، وهو ليس فوق النقد ولا النويهى  أيضا 000ولكن كيف يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون??????!!!!!!

*عبدالرؤوف النويهى
16 - مايو - 2006
فلسفة الابداع والهوية القومية    كن أول من يقيّم
 

اشكركم اولا على استضافتكم لى

 المطروح بالحاح هو ان نجد طريقنا الخاص الى خصوصيه هذه الندوة والتى تتمثل قى الوصول الى حوار بين مبدعين ينتسبون الى اشكال تعبيرية مختلفة.وهذا الملتقى يكتسب اهميته من كونه يتوخى معالجة اشكالية الانتاج الادبلى والفنى من الداخل اى انطلاقا من هموم الممارسة الابداعية واسئلتها النوعية.

 لكن يخيل الى ان العائق الذى يحول بيننا وبين ذلك يتمثل فى ان معظم المتدخلين يكتفون بتكرار  افكار ومواقف اعتادوا على ان يعبروا عنها فى كل لقاء بنوع من الوفاء ,وهذا ما يدعونى الى ان اقترح على المنتدى تخصيص جائزة لمثل هؤلاء الزملاء الذين يبذلون جهدا خاصا فى الحفاظ على"طوطولوجية" خطابهم بحرفية يحسدون عليها.

 ليس تهكما ولكن مثل هذا المسلك يعوق الحوار الذى يقتضى الاصغاء لاراء الاخرين واسئلتهم الجديدة التى تفرزها الساحة العربية بنوع من الجدية والاصرار على نحو ما صار عليه الاستاذ حسين فؤاد.

                              الباحثة سلوان الاستربازى

سلوان محمود
19 - مايو - 2006
أعلام العصر الحديث    كن أول من يقيّم
 

قبل قراءة هذه المقالات كنت أعد الدكتور النويهي واحدا من كبار أعلام الفكر والنقد والأدب في العصر الحديث ، وبعد قراءة هذه المقالات مازلت أعده كذلك ، وإذا وجد من يجهله فثمة من يجهل كبار العلماء والفقهاء .. فلا ينقص من قدر الدكتور النويهي وأمثاله أن في المجتمع من يجهلهم ، فمن يجهلهم هو المجهول .. وليس المرحوم النويهي بدعا في وقوع الظلم عليه والتقصير بحقه ، فقد سبقه بذلك الكثيرون ..

ولكن المصيبة هي المخالفة والنقد .. إن مخالفة هؤلاء ليست طعنا فيهم ، وإن نقدهم ليس تجريحا لهم ، إن الأمر مجرد إبداء رأي ، والمهم أن يكون ضمن أصول الأدب واللياقة والاحترام ، وضمن حدود النقد العلمي المدعم بالشواهد والأدلة الدامغة ، فإذا ثبت أن النويهي قد أخطأ وأصاب غيره فهذه ليست نهاية الدنيا ، ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ?. ومن ذا الذي لا يخطئ ?. حتى وإن كان الخطأ إثما ، فلولم نخطئ ونستغفر لاستبدل بنا الله قوما يخطئون فيستغفرون فيغفر لهم ..

إن نقد أي علم من هؤلاء لا ينزل من قدره ، فهم كالذهب لا تزيدهم النار إلا صفاء ..أنا مثلا لا أطيق طه حسين ، وأقول فيه الكثير ، وأشك في عمادته ، وفي شهادته ، وفي ... ، وما أظن كلامي يقلل من شأنه ، ولكن علي أن أقول ، ما دمت ضمن حدود أدب القول ..

هون عليك أخي النويهي ، فمن ذا الذي كتب عن محمود شاكر ، أو محب الدين الخطيب ، أو محمد سعيد العريان ، أو شكيب أرسلان ، أو الرافعي .. لقد عقمت الأمة في النصف الثاني من القرن العشرين ليس فقط عن إنجاب أعلام كأعلام النصف الأول .. ولكنها عقمت حتى عن إنجاب من يكتب عنهم ويعطيهم حقهم ..

أما السيد حسين فؤاد ، الذي يدافع عن سيد قطب ، فأقول له ، ما كنت أحجو من يدافع عن سيد أن يقبل التطبيع ..

*داوود
19 - مايو - 2006
محمد النويهى 00 للحق والتاريخ 00العدد42 مجلة الرافعى (ربع سنوية )سنة 1997 (1)    كن أول من يقيّم
 

    

  

                محمد النويهى 00   للحق والتاريخ

                          إعداد/نوال يوسف

فى سنة 1997 وكونى عضو مجلس إدارة مجلة الرافعى الأدبية والتى تصدر عن وزراة الشباب والرياضة ، مديرية الشباب والرياضة بمحافظة الغربية ، وقد اقترحت على مجلس الإد ا رة آنذاك وفى ذكرى مرور 80عاما على مولد الدكتور النويهى  ،،،الإحتفال بدراسة أعماله وإزاحة التراكم المريب والتعتيم المقصود على شخصه ووكتبه ودراساته ، واستجابت المجلة لإقتراحى بل وإقامة ندوة يستدعى كبار الأدباء وزملاؤه وتلاميذ ه ومنهم على سبيل الذكر الدكتور/ حسن حنفى والدكتور/ محمدخلف الله والأستاذ/ خليل عبدالكريم المحامى ، والدكتور/ نصرحامد أبوزيد والذى أبدى أهمية كبيرة لهذا الإحتفال وكرس كل جهده لإنجاح هذه الإحتفالية على الوجه الذى يليق بمكانة ا لنويهى بل وتقديم دراسة عن منهج النويهى النقدى ، وحملت الأستاذة/ نوال ،عبء هذه الإعداد وأعدت ملفا صدر فى عدد خاص عن المجلة ، ولم يكتب للإحتفال التنفيذ لظروف طارئة ، إذ  كانت الدعوى المقامة ضد الدكتور نصر  ، دعوى الردة والتفريق بينه وبين زوجته الدكتورة إبتهال ، قد اشتعلت وشغلت الجميع ، ولكن هذه العدد قد شمل كثيرا من جوانب حياة النويهى ، واستكمالا لما ينشر على صفحات جامعة الوراق وما نشر بملفه(الدكتور محمد النويهى وثورة الفكر ) سأقدم هذا العدد من مجلة الرافعى والتى صرت ومن عام   2003مستشار تحريرها والتى تضم نخبة من الكتاب والشعراء وأساتذة الجامعات بهيئة  تحريرها والتى تصدر بانتظام حتى تاريخه 0أقدم هذا العدد هدية للوراق ، مع الإلتزام بما سبق الوعد به بتقديم كل ما جمعته الأستاذة/ نوال ، من أعمال ودراسات   ومحاورات وما كتبته وفى ذكرى مرور ربع قرن على وفاته وتم نشره0

ليأذن لى القارىء الكريم أن أقطع سياق النشر ،،،،وأقدم هذاالعدد 0

    باقة ريحان على ضريحه المهجور        للأستاذ / سعد الدين  حسن

 الأحرص على دقة نتاجه ورفده بعلمه المفيد وبثقافته الموسوعية ،والأصبر على تحليل العمل الإبداعى ببصيرة نافذة نزاهة فكرية هى نزاهة العلماء الأجلاء 0والأشجع فى تصديه للتلفيقات والخزعبلات والترهات النقدية والفكرية فى عصره 0والأقدر على الدخول فى أعماق العمل الإبداعى _تخومه وشعابه ووهاده _ليكشف هويته ويهتك أسراره 0والأمضى فى قطع الشك باليقين وتبين الأبيض من الأسود والعاقل من المجنون،ومناوأة الجهل بالعلم والكذب بالصدق والفيض الطامى بالفيض المزهر 0والأعتد فى الدفاع عن الجمال والصدق والحق بذهنية العالم وقلب القاضى 0والأمهر فى إكتشاف  أسرار المبدع والإبداع فى رحلته المتشابكة المعقدة 0والأجراء فى التصدى للجهل والحيف والظلم والمضى فى توطيد الثقافة العميقة والعلم المفيد0والأحفل بما يجعل الروح الإنسانى يعبر عن نفسه بلا أية حواجز فيما يعبر عن الآخر بلا أية قيود0والأدأب على تطهير المقولة العربية من الترهة المجلوبة وهو عالم إعتاد ألا يحفل فى مواجهة العناء والمكابرة بأية لحية على أيما ذقن ، وبأية عمامة على أيما رأس ، فهو يجهل المصانعة والمجاملة والمواربة 00ذلكم العالم الجليل الدكتور محمد النويهى 00الناقد الأدبى الكبير والمحاضر النابه وأستاذ الأدب العربى الذى تخرج على يديه العديد من النابهين 0رحل هذا العالم الجليل فى 13/فبراير 1980تاركا لنا درره العشر 0عشر إقحوانات (الجمع إقحوانة وهو الزهر الذى ينبت على القبور ) تضىء  ضريحه المهجور فى قرية ميت حبيش البحرية القرية التى ولد فيها ونشأ بها وكانت مثواه الأخير 0عشرة كتب هى مجمل نتاجه القيم تركها لنا الراحل الكريم 0أثارت الجدل فى حينها ، وسرعان ما تم التعتيم على الرجل ، والسبب معروف لكل ذى عينين 0لا لكونه أكاديميا ينحصر نشاطه العلمى داخل رواق الجامعة ، بل كان ناقدا تطبيقيا على مستوى رفيع ، ولعل القارىء الكريم لا تبارح ذاكرته دراساته التطبيقية التى نشرت فى مجلة الآداب البيروتية منذ بداية صدورها فى أوائل الخمسنيات وحتى بداية الثمانينات 0ولعل القارىء يذكر أيضا كتاب النويهى  القيم (نحو ثورة فى الفكر الدينى )الذىنشر فى مجلة الآداب 1970،وأجازف بالقول إنه واحد من أهم كتبه إن لم يكن أهمها على الإطلاق ولعلى لا أجاوز الحقيقة فى ذلك 0وهو كتاب يدعو فيه النويهى إلى ثورة ثقافية عربية شاملة فى السياسة والفلسفة والدين واللغة والإجتماع والأدب والإقتصاد 0وهو فى هذا الكتاب كأنه يقول على لسان ابن الهيثم (ليس خطابى فى هذا الكتاب لجميع الناس ، بل خطابى لرجل منهم يوازى ألوف الرجال ،بل عشرات الألوف من الرجال ، إذا كان الحق ليس هو بأن يدركه الكثير من الناس ، لكن هو بأن يدركه الفهم الفاضل منهم )مذكرات شخصية _ابن الهيثم 430ه، وفى تحليلاته النقدية يستعين د0النويهى بالعلوم الإنسانية من تاريخ وفلسفة واجتماع وعلم نفس وأديان 00إلخ وبخاصة كتبه الثلاثة عن بشار وأبى نواس وابن الرومى ،أ ما دراساته وقراءاته الجديدة لتراثنا الشعرى الجاهلى والإسلامى فقد تجلت فيها ثقافته الموسوعية {مترسما خطى أستاذه الدكتور / طه حسين ومؤصلا لمنهج جديد فى دراسة الشعر لم يسبقه إليه ناقد آخر }0

على أية حال هذه بادرة ، وعلى الدرب ، والتزاما بعهد قطعناه على  أ نفسنا رسخته الرافعى على أن يكون د/النويهى ،فى لوح التكريم وهذا العدد البارق (باقة ريحان على ضريحه المهجور )، وبهذه البادرة انتجب التكريم حكمة الفيلسوف فى مغانى الفكر وثورة الشاعر فى مدارج القافية 0والتحية والعرفان لكل من ساهم بحرف و جهد فى هذا التكريم المتواضع0

*عبدالرؤوف النويهى
19 - مايو - 2006
هل تمثل إسرئيل ثقافة ما ?    كن أول من يقيّم
 

 

إلى الأستاذة الأخت سلوان :

يشرفنا انضمامك إلى هذه الندوة ويسعدنا مجهودك الهادف إلى تعزيز مكانتها ودورها بأفكار جديدة .

هناك توضيح لا بد منه وهو أن تواجدنا في هذه الساحة لا يعني بأننا نعمل وفق مشروع معين كما جاء في مداخلتك : وهذا الملتقى يكتسب أهميته من كونه يتوخى معالجة إشكالية الإنتاج الأدبى والفنى من الداخل، أى انطلاقا من هموم الممارسة الإبداعية وأسئلتها النوعية.

إن تواجدنا في هذه الساحة لا يعكس سوى رغبتنا في التعبير بحرية عما نظن أو نرى بأنه قيم وجميل من الأفكار ( أو الأشعار ) وأنه يستحق أن نشارك به الآخرين . هي رغبة في التواصل عبر هذه الوسيلة التي أتاحها لنا مجلس الوراق مشكوراً، وليس من السليم إعطاؤها أبعاداً لا تستحقها، لأن الحقيقة هي أننا أتينا من جهات ومشارب مختلفة بل ومتضاربة أحياناً، ومن السذاجة الاعتقاد بأننا نؤسس لأي مشروع كان . قولك إذاًالمطروح بإلحاح هو أن نجد طريقنا الخاص إلى خصوصية هذه الندوة، والتى تتمثل قى الوصول الى حوار بين مبدعين ينتسبون إلى أشكال تعبيرية مختلفة ، هو غير دقيق لأننا لا نمثل فقط أشكالاً تعبيرية مختلفة ، بل نحن مختلفون جوهرياً في التكوين ، والانتماء إلى أفكار وتيارات متناقضة أحياناً ، ولا يوجد ما يجمعنا هنا سوى هذه اللغة الجميلة ، والهم المشترك والذي نراه ونعبر عنه، كلٌّ من وجهة نظره .

أما :آراء الآخرين وأسئلتهم الجديدة التى تفرزها الساحة العربية بنوع من الجدية والإصرار على نحو ما صار عليه الاستاذ حسين فؤاد. وهو الموضوع الذي أتاح لنا فرصة التعرف بك ، على الأرجح ، فالمسألة بسيطة وهي أن هناك حداً أدنى من المستوى في الحوار المعقود بين طرفين ، وهذا الحد لم يكن قائماً ، من وجهة نظري الشخصية ، في مداخلات الأستاذ حسين فؤاد ، لأن مسألة التطبيع التي يتكلم عنها مسألة جارية على قدم وساق منذ عقود، وحققت نجاحات باهرة تفوق توقعات الذين يخططون لها ، ولقد طالت كل مستويات الحياة : الفنية والأدبية الثقافية حتماً ، ولكن أيضاً اللباس والأكل وأثاث البيت واللهجة والسلوك والعلاقات الأساسية : كعلاقات الزمالة والصداقة والعلاقة بين الأزواج وعلاقة الجيران ببعضهم ، وعلاقة الأبوين بأولادهم ............. فعن أي تطبيع منهم تتحدثون ? تريدون منا أن نكون شهداء زور عما جرى ويجري منذ عقود دون أن يكون ذلك قرارنا ودون أن يكون لنا دور فيه ? هذه المسألة تتجاوزنا من بعيد وليس الانضمام إليها إلا نوع من الاستغفال لعقولنا وتعبير عن جهلنا بما يحصل .

الغفلة كل الغفلة الاعتقاد بأن التطبيع يجري مع إسرائيل . وهل تمتلك إسرئيل ثقافة أصلاً لكي نتطبع معها ? إسرائيل مشروع سياسي قائم على الظلم والقهر لنا والمطلوب أن نتطبع مع هذا ?

التطبيع هو مع الغرب وإسرائيل في القلب منه ، وهذا حاصل كما قلنا ، فلا تأكلوا بعقلنا حلاوة ، أرجوكم ! 

الرأي الآخر الذي أحترمه هو ذلك الرأي الذي يحترم ذكائي ويحاورني انطلاقاً من كوني ذاتاً واعية تعرف ما لها وما عليها ودون الانجرار  وراء الشعارات المفبركة لنا سلفاً ، كعلب المحفوظات ، لنلتهمها دون علم بما يوجد في مكوناتها .

تحياتي واحترامي للجميع بغض النظر عن وجهة نظرهم .

 

 

*ضياء
20 - مايو - 2006
لمن تكون الجائزة ????!!!!!!!    كن أول من يقيّم
 

       

         

الأستاذة الفاضلة / سلوان محمود

        يوم مشرق بالسعادة والسرور   000وبعد

من شيم الكرام ، أن يكونوا أوفياء ، وليس عيبا ينال من المرء أن يكون وفيا ، وعندما سطرت_ سيدتى _ مداخلتك    صرت وفية لضميرك وفكرك  ورأيك 0ومن ثم نقابل هذا الوفاء بمثله أوبأحسن منه ، هكذا علمنا القرآن الكريم ( إذا حييتم بتحية )0

سيدتى الفاضلة 00000عندما كتبت عن الدكتور النويهى ، لم أكن وكما تقولين ((أن معظم المتدخلين يكتفون بتكرار أفكار إعتادوا أن يعبروا عنها فى كل لقاء بنوع من الوفاء ، وهذا ما يدعونى أن أقترح على المنتدى تخصيص جائزة لمثل هؤلاء الزملاء الذين يبذلون جهدا خاصا فى الحفاظ على طوطولوجية خطابهم بحرفية يحسدون عليها ) 00

الحق أقول: هذا رأيك ونصغى له ونتفهمه ونحاول فهمه فلعلنا نستفيد منه ولكونك باحثة ، فالمؤكد أن الإستفادة مضمونة 0

وكم كنت واعيا للفقرة الأولى من مداخلتك (((الوصول إلى حوار بين مبدعين ينتسبون إلى أشكال أدبية مختلفة ، وهذا الملتقى يكتسب أهمية من كونه يتوخى معالجة إشكالية الإنتاج الأدبى والفنى من الداخل أى إنطلاقا من هموم الممارسة الإبداعية وأسئلتها النوعية )))وهذا القول أرتكن عليه ويصبح لى منهجا ودربا أسير فيه مستقبلا ،فالحوار بين مبدعين يعرفون أهمية حوارهم والأسئلة النوعية التى تشغلهم ،كل هذا مقيد بالطبع بالمبدعين المدركين بالإبداع والمطلعين على ما يعالجونه من أدب ونقد وفلسفة  والذين لا يلقون بالقول جزافا ،لما لقولهم من أهمية كبيرة ولآرائهم من تسلسل منطقى وفائدة عظمى0

وإحتراما وتقديرا لما أبداه الأستاذ الفاضل/حسين فؤاد ،  وفى حدود المتاح من القول وردا على ما أثاره  وسعادتى الغامرة به ، شرحت الظروف والملابسات التى أدت إلى كتابة ثقافة الناقد الأدبى ،فالشعور بالإستخفاف لما كتبه النويهى قمين بالتعقيب عليه من الذى قرأ إبداعاته سواء كنته أوكان غيرى ، وليس هذا من باب الوفاء وإنما التصدى لإظهار الحقيقة وتبيان وجه الرأى فيه ، قادحا أو مادحا 00وأرجو الإطلاع على مداخلاتى المتواضعة0

والعذر لى مقدما ، لو أنك _ يا سيدتى _ أعدت النظر فى ثقافة الناقد الأدبى للنويهى والنقد الأدبى أصوله ومناهجه لسيد  قطب ،لتبين لك الفارق بين مدرستين ،ومنهجين ،وثقافتين00 وكان الأحرى بالمنتقد اللاذع التمهل والأناة وحسن العرض والتساؤل البناء 0 ،، وليس النيل من مكانة الأخرين هو حط من شأنهم ، بل يصير التساؤل والإستفهام عن من نالهم ?????

أتمنى منك _سيدتى _أن تعطينى الجائزة ،  فعلمى المتواضع جدا جدا،،،،،، يزعم لى أن الوراق لايعطى جوائزا ولكن يعطى صفحات للشعر والنقد والسياسة والقصة والرواية 0000وأيضا 000000 للأدب0

*عبدالرؤوف النويهى
20 - مايو - 2006
 1  2  3  4