البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : الدكتور محمد النويهى 0ثورة الفكر0    قيّم
التقييم :
( من قبل 23 أعضاء )

رأي الوراق :

 عبدالرؤوف النويهى 
30 - أبريل - 2006

          

          

                   مقدمة 000    لابد  منها

سيكون الحديث ممتدا  عن هذا الرجل الذى أثار الزوابع والعواصف الأدبية والهادم لصروح الدراسات التقليدية ، الثائر على الخمود والرتوب ، المناوئ لأساطين النقد الأدبى ، صاحب الدراسة الرائدة (ثقافة الناقد الأدبى ) ، وأول مطبق لعلوم النفس فى النقد الأدبى (نفسية أبى نواس ) ،و (شخصية بشار )  ، الداعى للتجديد فى الفكر (نحو ثورة فى الفكر الدينى ) ، المطالب بالاجتهاد فى الفقه الإسلامى .

وما كدت أشب عن الطوق ، حتى تبينت أنى قد اهتديت إلى الشىء الوحيد الذى يستحق أن أعيش من أجله، بل الشىء الذى أستطيع أن أعيش به ، ألا وهو العقل الحر ، والفكر الحر  وحديث والدى الدائم عن الدكتور / رشاد  ( اسم الشهرة للدكتور/ محمد النويهى ) والذى لايعرف إلا به فى قرية ميت حبيش البحرية التابعة حاليا لمركز طنطا ،محافظة الغربية ، جمهورية مصر العربية 0 هذا النابغة فى حفظ القرآن الكريم والتجويد وعلوم القرآن ، والشاعر الفذ، والعاشق للشعر العربى القديم ، والحافظ لدواوين الشعراء ، والقارئ للآداب العالمية والناقد لها 0

كان الدكتور / النويهى ، الحدث الأكبر والمغامرة الأخطر فى حياتى ، فعندما أتطلع إلى ماضيَّ الآن ، أتبين أن اسم الدكتور / رشاد ، قد حفر فى وجدانى وعقلى حفرا عميقة الغور ، بعيدة التاثير ، وكتابه ثقافة الناقد الأدبى ، من المقررات فى حياتنا العائلية ، سيما وهو يهاجم وبشراسة عباس محمود العقاد ، وينحو باللائمة على العبث المتفشى فى حياتنا ،والعمائم التى توهمت أنها تمتلك الحقيقة وحدها.  ويتمسك والدى يرحمه الله ، بكلمات الدكتور / رشاد ، ويطبق مناهجه التربوية علي وعلى أشقائى ، ويحتفظ بكتبه ودراساته ويقرؤها بحب وتقدير ، ويحرص كل الحرص، على ترديد بعض السطور من كتبه ،وقص الحكايات عن حياته ، وعرفت أن الدكتور / النويهى قد أخذ من بعض شخصيات القرية و أفراد العائلة نماذجا لموضوعاته ، وعرفنى والدى بهذه الشخصيات ، ولماذا أشار الدكتور / النويهى إليهم وذكرهم فى بعض كتبه ???

وليس هذا الحديث سوى ترجيع للماضي ، وما أنا إلا سارد لوقائع عشتها أو سمعت بها ، يختلط فيها الجد  بالهزل ، والحقيقة بالخيال ، وما أنا بالمتمسح بسيرته أو من الذين يصعدون على أكتاف الأفذاذ ، أو من الأقزام الذين يزهوون بقرابتهم لعملاق ، وإنما هى محاولة توضيح وتبيين للذى أهمله الدارسون ، وغمط حقه  المتفيهقون وأنصاف المثقفين ،،،،وطلب ودعوة الصديق الأعز / زهير ظاظا ، للحديث عن هذا _  العم المظلوم و العلم المجهول _

وثمة شخصية أخرى ،أخذت على عاتقها العبء الأكبر والأعظم أن تلبى الطلب و تتحمل التعب والمشقة والجهد الذى لم أستطع تحمله  _ وقد قلته فى حديث موجه للأخ الأعز / زهير (عبء ثقيل وأمانة أنوء بحملها )_   وتجميع كل ما كتب عن الدكتور / النويهى ، بصبر وأناة  وطول بال ، لأيام كثيرة وليال صعبة مريرة ، ومقابلة أفراد أسرته والتسجيل معهم ، والتفتيش عما غمض من حياته ، من مولده وحتى لقائه بربه ، والسفر ، مرات عديدة، إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومقابلة زملاء وتلاميذ الدكتور/ النويهى ، ومناقشتهم   عن أعماله ودراساته ، وعن حياته معهم طيلة تواجده بالجامعة، والانتقال إلى كلية دار العلوم بالقاهرة ومقابلة الأساتذة الذين  عاصروه، إنها السيدة الفاضلة الأستاذة / نوال يوسف ، التى أعدت ملفا ضخما ، ضخامة ملحوظة ، عن الدكتور/ النويهى ، وركزت ، وبالأخص ، عن فترة  و جوده   بالسودان  والتى دامت حوالى ثمان سنوات ، وتحصلت على كل المعارك التى أثارها طوال هذه السنوات ،،،،، أتمنى أن يتسع صدر الوراق لعرضها كاملة دون حذف أو تلخيص ، ولن يكون لى سوى شرف التقديم والتنسيق والتنظيم 000 ولها منى عظيم التحية والتقدير ، وأهمس أن هذه السيدة الكريمة هى زوجتى وكم لها _ علىَ _ من الأيادى البيضاء التى لا أوفيها حقها مدى العمر0000وأخيرا000فالشكر واجب لمن طلب ولمن لبى الطلب 00ولتغمر رحمة الله عز وجل ،روح المرحومين بإذنه تعالى ،   والدى     والدكتور / رشاد النويهى ، إنه سميع مجيب الدعاء 0

 

 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
نويهية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

عـرفنا  iiالسببْ فـزال iiالـعجبْ
ومـن ذا iiالـذي يـبـيع  iiالعنب
فـيـا  iiشـيخنا بـحـفظ  اللقب
أجـب iiصـادقا أجـبتَ  iiالطلب
وقــدّم  لـنـا نوالَ iiاللهب
ومـن iiمـنـكما يـلـمُّ  iiالحطب
لـدى مـشـعلٍ مـنـارِ  الحقب
ولِـمْ لَـمْ تـكن مـع iiالـمنتخب
هـوى  iiصرحه وبـان  iiالخشب
وسـعدي iiاختفى ويـحيى  iiهرب
وأسـتـاذتـي ضـيـاء iiالأدب
أصـابـت iiبـه بـمـا لم iiأصَب
وبـلـبـلـتها لـفـوق iiالركب
فـدا iiوجـهـها مـلف  iiالغضب
رمـيـنـا iiبـه وخـفنا  iiالعطب
فـداهـا iiالـذي إلـيـكـم iiكتب
ولـو أبـصرت هـواه  iiانـقلب
غــدا  رأسـه مـكـان  iiالذنب
وقـالـوا  الفتى غوى واضطرب
ولـسـت  الذي يـحـب الشغب
أريـد  الـعـلا وتـأبـى النوَب
ومــن زارنـا رأى عـن iiكثب
جـراح iiالـصبا ودفق الكرب
عـلـى  iiوجهه وأقـسى  iiالنُدَب
وأحـلى  iiالهوى وأغـلى iiالطرب
وشـعري  iiالذي يـهـز  iiالعرب
عـتـبـنا  iiوما شـفـينا iiالعتب
وسـقـنـا  iiلكم قـصيد iiالخطب
نــويـهـيـةً كـثوب iiالقصب
فـهـات  iiالمنى وهـاك  iiالذهب
مَـنِ  الـعمُّ iiمَن وفـيـم iiاحتجب
تـتـبـعـتـُهُ فـقـالوا iiسرب
وفـي  iiكـفـهم بـريـقُ iiالسلب
فـقـولـوا iiلهم أجـل: iiمغتصب
وطـورا iiونـى وطـورا غـلب
وهـيـهات  iiأن يـضيع iiالحسب

كان مجرد صدفة أن تكون هذه القصيدة من مشطور المتقارب، لينشطر قاربنا بين عبد الرؤوف وحرمه المصون. وهذا الوزن (فعولن فعو) من نوادر الأوزان، وقد غنته أم كلثوم في فيلم (سلامة) في أغنية راعية الغنم، والتي مطلعها:

أبوس  iiالقدم وأبدي  الندم
على غلطتي بـحق iiالغنم
 

*زهير
30 - أبريل - 2006
عودة    كن أول من يقيّم
 

    قد جاء شعرى بك فيّاضا              و صارَ قلبى فيكَ نبّاضـا

    من نامت الضادُ على ثغرهِ              بـلبـلَ أشياخا وحُفّاظـا!

     ساعدكَ الله على حملـهِ                وزنتَ ألفا أنتَ يـا ظاظا

     رمادكَ الخمرىُّ أطفأتَهُ?!                فنطََّ من جمركَ ومّاضـا!

     لا باركَ اللهُ بميعـادنـا                إن كانَ شوقى لكَ قد غاضا

    لولا (ضياءُ) الشرقِ ما بيننا                لانقلبَ الجوهرُ أعراضـا!

    ليسَ إختفائى عنكَ من شيمتى             لكـنَّ للعـاذلِ أغراضـا! 

    خلّعت أسنانَ عذولِ الهوى                فعـادَ باللذعـةِ عضّاضـا!

    قد كنتُ أرجو منهُ يا حسرتى             بيضةَ هذا العامِ, ما باضـا!

    وباضَ ديكُ الناسِ فى حلمه             واختارَ ديكى البيضَ مرحاضا!

    فى عُرفهِ الاسـود زقّورة                تفيـضُ بالحكمةِ أحماضـا!

    قلبى على مخـدعِ أسرارهِ                يأبى على الصحوةِ إغماضا

    جئتُكَ كلا, كيفَ وزّعتنى                 على بحورِ الشعرِ أبعاضـا?!

_____________

شكرا يا أيها السعدي، وقد أثرت أن أرد عليك في ملف البنت التي تبلبلت. (زهير)

alsaadi
30 - أبريل - 2006
سيرة حياة 0000(1)    كن أول من يقيّم
 

       

   

                      سيرة   حياة

محمد محمدالدسوقى النويهى،  الملقب  بمحمد رشاد النويهى، ولد فى 20/4/1917 بقرية ميت حبيش البحرية مركزطنطا  ، وكان والده من أوائل المتعلمين بالقرية ، وعين بالقضاء الوطنى بوظيفة مساعد قاض ويطلق علها حاليا أمين سر المحكمة 0         

تلقى تعليمه بمدرسة طنطا  الإبتدائية الأميرية ،  وأثناء دراسته فيها، ألقى الشعر الحماسى ونقله عنه أصدقاؤه  وتفوق فى اللغه العربية واللغه الانجليزية، وفى سن 14 اتجه لكتابة الأدب الروائى،  وكان أول وآخر  رواية كتبها حيث لم تنل استحسان والده0

 تخرج من مدرسة طنطا الثانوية شعبة أدبى عام 1935 وكان أمله أن يكون ناقدا أدبيا 0

انتقل من طنطا للقاهرة ليلتحق بكلية الآداب0  جامعة فاروق الأول(  القاهرة حاليا )قسم اللغة العربية ،وأقام خلال درا سته فيها  بأحد الأحياء الشعبية ، حيث كان يساعد نفسه بإعطاء الدروس الخصوصية فى العربية والإنجليزية 0

وقد أبدى  تفردا بين زملائه وزميلاته بالدراسة بالجامعة،وارتبط ارتباطا قويا بأستاذه الدكتور/ طه حسين، صاحب التأثير  الأول والكبير فى حياته والذى عَده من أفضل  تلاميذه فى ذلك الوقت وقدر مواهبه  الأدبية ونبوغه وتفوقه 0

أعجب طه حسين ببحث قدمه له النويهى عام 1938 عن قصة الصيد  فى الشعر الجاهلى ثم استمع فى نفس العام لبحث آخر  قدمه له عن ميمية   علقمة وقد كشف فى هذا البحث عن الإنسجام الصوتى الدقيق بين الجمل الشعرية ومحتواها الفكرى والعاطفى00

فى العام الدراسى التالى قدم النويهى لطه حسين، ثالث أ بحاثه عن سينية البحترى ادعى فيه أ ن حرف السين يلائم بجرسه الخاص فى المواضع التى ورد فيها فى القصيدة  جو الحزن والذكرى الآسية00

فى عام 1939 حصل النويهى على الليسانس، وقبل تخرجه رشحه أستاذه  طه حسين ليشغل منصب محاضر فى اللغه العربيه بمعهد الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن  ، وقد بذل الدكتور/ طه حسين جهدا كبيرا لتذليل العقبات التى أقامتها دون سفره  ، نشوب الحرب العالمية الثانية00

فى أكتوبر 1939سافر النويهى إلى إنجلترا أول أعوام الحرب العالمية الثانية، ليبدأ معايشة الثقافة الأجنبية المختلفة عن ثقافة بلاده ، وظل أثناء إقامته بإنجلترا ، يراسل أستاذه طه حسين ليستمد منه التوجيه والإرشاد والنصح  وليطلعه على مستجدات حياته ودراساته 0

فى عام 1942 حصل على الدكتوراة من معهد الدراسات الشرقية والإفريقية بلندن ، عن الحيوان فى الشعر العربى القديم ما عدا الجمل والحصان ، وأشرف عليها كل من :

 

Dr/j.heyworthe        ..      professor A.S.Tritton

وفى عام 1944تزوج من روث هيللر ، الإنجليزية ، وأنجب منها( عزيزة) المولودة 1947،و(على )المولود1949، وواصل التدريس بجامعة لندن ، حتى وصل للدرجة العلمية أستاذ كرسى الآداب العربية والمحاضر الأول بمعهد الدراسات الشرقية والأفريقية 0

ولم يستمر بالتدريس ، فعاد إلى الوطن مصر المحروسة عام 1947، وعرضت عليه جامعة فاروق الأول ، أن يكون من أعضاء هيئة التدريس بها بدرجة أستاذ مساعد ، ولكنه بتمرده وعناده ، أبى ولم يستمر بالقاهرة ، وسافر متوجها إلى السودان ، ونزل بالخرطوم ، وعين بكلية غوردون الخرطوم حاليا ) وأنشأ بها قسما للغة العربية ، وظل يدرس بها لمدة تسع سنوات 00

*عبدالرؤوف النويهى
1 - مايو - 2006
تهدينا لؤلؤا ونهديك حصى!    كن أول من يقيّم
 
شكر وتقدير بحجم هذا الملف لاستاذنا النويهى وهو يُعيدُ إلينا عبق تاريخ طالما تعطّرنا بشذاه. رحم الله الاديب والشاعر والمفكر محمد النويهى. النويهى الذى ترك أثرا عميقا فى جيله وأجيال أُخرى جاءت بعده, تربّت على يديه وتعلمت فى مدرسته, فكرا وأدبا وفنّا وفلسفة وأُسلوب حياة. عذرا أُستاذ عبد الؤوف اذا كنتُ قد القيتُ بعض الحصى فى طريق هذا الملف المكتنز بالجواهر واللآلىء الثمينة. لكن ماذا أقول لزهير- عافاهُ الله من كل داء ومن شرّ النفّاثين لا النّقّاثات فى العقد! ما سوى الشعر!- لا يُريح ولا يستريح. وأنا أكتبُ هذه السطور إعترضت فى فمى بعض الحصى الصغيرة لكننى أسرعتُ بإبتلاعها! مع أن معدتى - لا سيما هذه الايام - لاتحتمل هضم الماء!
alsaadi
1 - مايو - 2006
سيرة حياة 0000(2)    كن أول من يقيّم
 

   

   

                                                     سيرة   حياة

ودامت فترة وجوده بالسودان ، وهى أخصب سني حياته العلمية والعملية والتى أثمرت عن معظم مؤلفاته الفارقة فى الدراسات النقدية والأدبية ، من سنة 1947، وفى خلالها ترأس قسم اللغة العربية وأسس فريقا للتدريس ، كما عمل محكما بين الأحزاب الإنجليزية والمصرية والسودانية فى جامعة الخرطوم التى كانت سابقا كلية غوردون 0

وفى سنة 1956تقدم باقتراحات لإجراء إصلاحات أكاديمية شاملة ، لم تلق قبولا ، ولذلك تقدم باستقالته ، وغادر السودان فى 1956

ظل بمصر ، وكتب عدة مقالات ثورية ونقدية لجريدة الجمهورية وهى لسان حال ثورة يوليو 1952، تحت عنوان ( المفكرون والثورة ) ونظرا لاشتعال حرب السويس 1956والمشهورة بالعدوان الثلاثى ، ولم يكتب لها الظهور 0

ولارتباطه بمصر الأم والوطن ورغم زيجته الأولى وإنجابه ، ووفاة عزيزة مبكرا ورغبته فى العزوة والأسرة الكبيرة و لم يكن متفقا مع طباع زوجته الإنجليزية بتحديد النسل  ، لاختلاف الثقافات والميول والمشارب ، اقترن بابنة العائلة والقريبة له طبعا وسلوكا وثقافة السيدة / فريال النويهى فى سنة 1956 ورزق منها (ماجدة )1958ثم( عمر )1959ثم ( هشام )1961

وفى سنة 1957قام بالتدريس بمعهد الدراسات العربية العالية التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة ، وفى نفس الوقت بمركز الدراسات العربية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة 0

سافر النويهى إلى أمريكا كأستاذ زائر بجامعة هارفارد بقسم الأدب واللغات الشرقية بدءا من سنة 1967وحتى نهاية 1968، وأثناء وجوده ، عرض عليه الجامعة تعيينا دائما بها ، ولكنه رفض لعدم استعداده التنازل عن جنسيته المصرية 0ثم استقدمته جامعة بريستون الأمريكية كأستاذ زائر للأدب العربى عام 1972/1973

ولكن تمسك الجامعات الأمريكية بالدكتور النويهى وعدم التفريط به سيما وقد كان ملء العين والبصر ومطالبا بالحرية ومجددا وثائرا على الجمود والخمود والرتوب والساعى نحو ثورة شاملة فى المناهج الأدبية والنقدية والمحرض على النهوض والتنوير وإزالة أسباب التخلف والتراجع والكساد الفكرى والدينى 0

لم تتراجع الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن وجوده بهيئة التدريس وذللت له كافة العقبات والعراقيل التى تقف حياله ، لم يثنه ذلك الإلحاح عن التمسك بأفكاره ومبادئه ومعتقداته اليسارية ، إذ كان من الذين آمنوا بالاشتراكية منهجا للتغيير وسبيلا قويما للنهضة ودربا من دروب التقدم والتحضر والرفاهية ، وبعد مدوالات صعبة وطويلة وارتكانا لشروطه ، تولى رئاسة قسم الدراسات العربية بها ، كما رأس هيئة التدريس بدءا من سنة 1973

وامتدادا لتوقد ونشاط وخبرة الدكتور النويهى وأفكاره المستنيرة والتقدمية ، اختارته منظمة اليونسكو عام 1977مستشارا خاصا لمشروع حول ( القانون والمرأة وحجم الأسرة )0

وعانى فى آخريات حياته المرض الشديد والإحباطات الكثيرة وما تصدى له من جهالات واتهامات من السوقة والأوباش ومخانيث الكتاب ، وإصابته بمرض الضغط المرتفع والذى حد من نشاطاته ودراساته وإشرافه على الرسائل الجامعية ، وتعرضه لأكثر من مرة للجلطات والمعاناة الطويلة المريرة ، ولم تطل  فترة التعب ولم يستسلم الثائر ولم يخضع الجبين ولم يهن ولم يتراجع ، وتحامل على نفسه وهو فى أشد مرضه ولم يترك مقعد المعلم والمربى والباحث والمدرس ، فقد كان مدرسة التنوير والحرية والتقدم والحضارة ،أحب مصر حبا جما ، وفى قريته التى صاحبته فى حله وترحاله وفى قلبه وضميره ، وفى كتبه ودراساته ، أوصى أن يدفن بها وهو العاشق لترابها والمنافح  عن أصالته وحضارته، واستقبلته القرية بكل حب ووله وأكرمته وأشادت به ، يوم انتقلت روحه الطاهرة إلى بارئها وكان قبره مزارا للدكتور / رشاد ، هذا الإبن البار والأخ الوديع والعلم البارز ، وعم الحزن القرية وسرى الألم بالنفوس ، ودمعت العيون واهتزت الأفئدة ، رحمة ودعاءا وأن تشمله رحمة الله ورضوانه ، وعاشت القرية يوما حزينا يوم 13فبراير 1980، يوم توارى جسد النويهى ، ولكن يظل حيا ومزهرا بأدبه وإبداعاته وحبه وعشقه لوطنه مصر المحروسة وقريته المعشوقة ميت حبيش البحرية 00

*عبدالرؤوف النويهى
1 - مايو - 2006
سيرة حياة 0000(3) قا لوا عن النويهى    كن أول من يقيّم
 

  

  

د0النويهى  

 كيف نخلد ذكراه   ???

 

 

مضى شهران على رحيل أستاذ جليل قدم خدمات كثيرة للجامعة الأمريكية خلال اشتغاله بالتدريس بها لمدة 25سنة 0هو الدكتور محمد النويهى أستاذ الأدب العربى بالجامعة

والتقت القافلة بالدكتور حمدى السكوت أستاذ الأدب بالجامعة لتتعرف منه على إنجازات الجامعة لتخليد ذكرى د0النويهى 0

يقول د0السكوت : لقد بدأنا فعلا فى عمل   ، كتابا عن د0النويهى تعبيرا منا عن إمتنان الجامعة بالخدمات التى قدمها للجامعة طيلة 25سنة 0 

وعن هذا االكتاب ، يقول د0السكوت : أنه سيضم عدة أبحاث ومقالات مختلفة لأصدقاء وزملاء د0النويهى الذين يشعرون بواجب تخليد ذكراه وتكريمه 0ويضيف : أن هذه المقالات لا تدور حول د0النويهى نفسه ربما يكون هناك مقال واحد عن حياته وأعماله 0أما باقى المقالات فتتناول أبحاثا مختلفة فى الموضوعات التى كان يهتم بها خلال حياته مثل الأدب العربى القديم وبخاصة الشعر 0وبالإضافة إلى ذلك يضم الكتاب مقالات عن بعض المسائل التاريخية والإجتماعية المتعلقة بالأدب ومقارنات الأدباء ، وكان د0النويهى يهتم بها كلها فى سنواته الأخيرة 0

ويستطرد   0 0  0    د0 السكوت  أن الكتاب سيضم أبحاثا باللغة الإنجليزية والعربية لأصدقاء د0النويهى وكبار الأدباء من مصريين وعرب 0ومن أبرز الأصدقاء الذين أبدوا رغبتهم فى الإشتراك فى هذا العمل د0لويس عوض ، والشاعر صلاح عبد الصبور 0ويضيف د0 السكوت أنه سيشرف على القسم العربى بالكتاب وأن د0جرين سيهتم بالجانب الإنجليزى 0   وعن عدد المقالات ، يأمل د0السكوت أن تكون فى حدود 8 أو 10 وكلها مقالات دسمة ومشبعة 0وسيقوم قسم النشر بالجامعة بنشر الكتاب 0000وأخيرا وليس آخرا يقول د0 السكوت : أن هذا الكتاب سيحمل إسم د0النويهى وفى هذا تخليد لذكراه 00وينهى د0 السكوت حديثه بقوله "نأمل فى أن تتجمع جميع الأبحاث ويتم إصدار الكتاب قبل ميعاد ذكرى وفاته الأولى لأن صدوره فى موعده المحدد سيجعلنا نشعر أننا قمنا بما ينبغى لأستاذ جليل مثل د0 النويهى 0                                                                         

 

 

  مجلة القافلة تصدرها الجامعة الأمريكية بالقاهرة   0باللغتين العربية والإنجليزية     0الثلاثاء 28إبريل 1980    السنة الستون   العدد    19

 

*عبدالرؤوف النويهى
3 - مايو - 2006
سيرة حياة 0000(4) قا لوا عن النويهى    كن أول من يقيّم
 

   

الراحل الكريم

الناقد الأدبى الكبير الدكتور محمد النويهى

 

 

مرت وفاة الناقد الأدبى الكبير الدكتور محمد النويهى فى 13فبرلير 1980دون أن تثير لدى المثقفين ما هى جديرة به من اهتمام !!!!

   ولقد عرف الناقد الراحل فى الدوائر الأكاديمية فى مصر والخارج ، وفى الأوساط الأدبية ، بثقافته العميقة المتنوعة فى الأدب العربى والآداب الغربية ، وبإسهامه البارز فى مجال النقد النظرى والتطبيقى على إمتداد أكثر من ثلاثين عاما ، بدأها منذ أواخر الأربعنيات 0وقد شهدت له هذه الأوساط بذوق أدبى رفيع وملكة نقدية فذة لاتكون إلا  لناقد خلاق 00وقد تجلت ثقافته الواسعة فيما قدمه من قراءات جديدة لتراثنا الشعرى الجاهلى والإسلامى ، مترسما خطى أستاذه الدكتور  طه حسين ومؤصلا لمنهج جديد فى درا سة الشعر لم يسبقه ناقد آخر 0

   00وقد تميزت أعمال الناقد الراحل بقدرته على الإحاطة الشاملة بجوانب المادة التى يتعرض لدرا ستها ، وإستعانته بكل وسائل الشرح والتبسيط ، كا ستلهامه دلالات بعض الصيغ العامية  أو مواقف من الحياة اليومية العملية ، فى جلاء ما غمض من النص الأدبى أو الفكرة التى يطرحها للبحث 0وقد دفعه النجاح الكبير الذى لاقته محاضراته إلى نشرها فى عدد من الكتب يمثل نصف أعماله النقدية المنشورة التى تبلغ العشرة 0

ولعل تفوق المؤلف بوصفه محاضرا موهوبا قد أضر ، أحيانا ، بتماسك منهج كتبه وتركيز أسلوبه وذلك للخلاف بين طبيعة المحاضرة وما يقتضيه تأليف الكتاب من منهج خاص 0ومع ذلك فقد كان الراحل الكريم قادرا على تحقيق تلاحم كبير بين الفكرة والأداء ، فى أسلوب كثيرا ما بلغ درجة عالية من الكثافة والتركيز 0

والدكتور محمد محمد الدسوقى أحمد النويهى ولد فى عام 1917 فى قرية ميت حبيش البحرية ، القريبة من طنطا محافظة الغربية ، وحصل على ليسانس الآداب من قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة فى عام 1939، كما حصل على الدكتوراه من معهد الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن فى عام 1942، وكان موضوعها ( الحيوان فى الشعر العربى القديم ماعدا الإبل والخيل ) ، وقد شمل هذا البحث الشعر الجاهلى وشعر صدر الإسلام والشعر  الأموى 0

وعمل الدكتور النويهى محاضرا فى معهد الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن حتى عام 1946، كما رأس قسم اللغة العربية بجامعة الخرطوم من عام 1947، ولقد أفاد المعهد العالى للدراسات العربية بالجامعة العربية ، من خبرة الدكتور النويهى  فألقى مجموعة كبيرة من المحاضرات على طلبة المعهد فى خلال السنوات من 1956حتى عام 1967، وكذلك استضافه قسم الأدب واللغات الشرقية بجامعة هارفارد  أستاذا زائرا فى العام الدراسى 1967/1968، وقسم الدراسات الشرقية بجامعة برنستون فى عام 1972/1973

وكانت رئاسة الدكتور النويهى لقسم الدراسات العربية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة هى آخر المناصب الأكاديمية التى تولاها الراحل الكريم 0

 

إعتدال عثمان 00مجلة فصول  ،      المجلد الأول ، العدد الأول ، أكتوبر 1980 


 

*عبدالرؤوف النويهى
3 - مايو - 2006
سيرة حياة (5) قا لوا عن النويهى    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 

    

الدكتور محمد النويهى 0000وداعا !!!

غادر دنيانا _إلى رحاب الله _ فى الشهر الماضى 0الأستاذ الدكتور النويهى ، وقد كان مشهد رحيله إلى العالم الآخر من أقسى المشاهد على نفسى ، فقد ذهب فى صمت ، لم تذكره صحيفة ، ولم يكتب عنه خبر فى مجلة ، ولم ترثه إذاعة 0حتى نعى الأسرة وهو فى سطور قليلة أسهم هو الآخر فى إلقاء الستار على مشهد رحيله ، فذكر اسمه الثلاثى (الدكتور محمد رشاد النويهى )000

مع أن الدكتور النويهى _يرحمه الله _ ناقد ودارس مبدع ، ومن أخصب نقادنا وأغزرهم إنتاجا ، وأعمقهم تناولا لقضايا الأدب ، وأكثرهم تذوقا للشعر العربى قديمه وحديثه 0

وهو من القلائل الذين جمعوا _ فى أستاذية واقتدار ?بين تذوق الآداب الأوروبية والأدب العربى 0ولذلك كانت دراسته عن الشعر الجاهلى لونا من الإبداع الفنى لا نظير له ، ولا أزال أذكر من أسماء كتبه التى قرأتها :-

1-ثقافة الناقد الأدبى 0

2- شخصية بشار 0

3- نفسية أبى نواس 0

4-الإتجاهات الشعرية فى السودان 0

5- طبيعة الفن ومسؤلية الفنان 0

6-قضية الشعر الجديد0

7-الشعر الجاهلى : منهج فى دراسته وتقويمه 0

     وبعض هذه الكتب فى مجلدين يزيد كل مجلد عن 600صفحة 0وكلها تتسم بالجدة والنضارة  والعمق والذكاء ، وتتميز بالعرض المشع الجذاب ، والفهم الواعى المستنير 0وقد دخلت هذه الكتب وغيرها من كتبه ، فى نسيج حياتنا الأدبية والثقافية ومن العسير أن يبتلعها طوفان النسيان ، وهذا عزاؤنا ونحن نقول للدكتور النويهى :

         وداعا    أيها الراحل العظيم

                                         الدكتور عبد العزيز الدسوقى

                              مجلة الثقافة  0  السنة السابعة  0  العدد 78        مارس   1980

*عبدالرؤوف النويهى
3 - مايو - 2006
سيرة حياة (5) المقالات السودانية {1}    كن أول من يقيّم
 

    

هذه المقالات الرائدة والتى كتبها الدكتور النويهى  ، إبان تواجده بالسودان ، ومن اللحظة التى وطئت قدماه أرض السودان ، كان العاصفة التى تقلتع الثوابت وتهدم الأصنام وتعيد ترتيب الحياة كما ينبغى أن تكون

 ولم تجمع هذه المقالات والردود ، بدءا من 9/3/1947 تاريخ اول إحتكاك له بالمجتمع السودانى ، وعمله بكلية غوردون أستاذ اللغة العربية 00وحتى تقديمه الإستقالة ومقالته إلى اللقاءياشعب السودان  3/4/1956

هذه المقالات هى أهم منجزاته وآرائه وزبدة أفكاره ، قد نختلف  وقد نتفق معها ، لكنها تبقى تراثا خالدا وأدبا رفيعا وفكرا ناضجا وثورة تقدمية ودفعة حضارية وإعلاء شأن العقل والسعى لإقامة مجتمع إنسانى متحضر برجاله ونسائه ، واللحاق بركب التقدم والرفاهية والعلم والثقافة والحرية 0

هذه المقالات العزيزة علىَ والتى  تسرى فى روحى وعقلى ووجدانى   0                                        00هدية مباركة أقدمها وبكل  حب وتقدير لأخى الأعز الأستاذ / زهير ظاظا ، عربون صداقة ومودة تدوم ، فهو الذى حرضنى على إزالة النسيان عن الدكتور النويهى ، وهو الذى جعل السيدة الفاضلة الأستاذ ة / نوال يوسف (حرمى المصون )تخوض غمار الصعاب والمستحيل وتفتش فى ذاكرة الماضى وتنقب فى الأضابير وتزيل التعتيم المتعمد والمقصود عن تراثه المتناثر فى الصحف والمجلات ،وعودة الروح فيه من جديد 0

وللوراق الجامعة المتألقة والمنارة الثقافية الرائدة فى العالم والناطقين بالضاد 000 أهديها      ذخيرة ثقافية وتراثا حضاريا  ، كنت آمل أن  يكون  صاحبه حيا ، حتى يرى إحتفاء جامعة الوراق به، وما يسطره طلاب علمه وفكره من إشادة وتبجيل 00وليصبح هذا الملف أمانة لدى الوراق ، ولندعو لأصحابه بالرحمة والمثوبة وليحفظ الله عز وجل للوراق   ، تألقها وامتيازها  ، ويثيب  مؤسسها  والعاملين فيها أعظم الثواب 0

*عبدالرؤوف النويهى
3 - مايو - 2006
سيرة حياة (7) المقالات السودانية {2}    كن أول من يقيّم
 

 

     مصرى 0000ولكن

 الخرطوم ?لمراسل المسامرات الخاص:

إختارت كلية غوردون أحد الأساتذة المصريين الذين كانوا يدرسون اللغة العربية فى الجامعات البريطانية لتدريس هذة اللغة بالكلية 0وفى مساء 12فبراير الماضى ، حيث كانت مدرسة فاروق تحتفل بعيد ميلاد صاحب الجلالة الملك المعظم ، كان هذا الأستاذ يلقى محاضرة فى دار الثقافة بالخرطوم لا ليمجد هذا اليوم ولكن ليشتم كل ما هو عربى باللغة الإنجليزية الفصحى على جمع أغلبيته من البريطانيين 00000ثم ليمس الناحية السياسية برفق معززا آراء الإنجليز 0

قال : إن العقلية العربية منحطة ولا يمكن أن ترتفع من هذا الحضيض إلا إذا رويت وشبعت من الثقافات الأوروبية وخاصة الإنجليزية 0وإن خير شاعرين فى العصر الإسلامى هما أبو نواس وإبن الرومى وهذان كانا يجرى فيهما دم أجنبى غير الدم العربى 0وإن الشعوب العربية الحديثة كالعراق والسودان ومصر تختلف عن بعضها عن بعض ويجب أن يكون لكل شعب ذاتيته وثقافته الخاصة ، إلى آخر هذا الهراء الذى يعمد الإستعمار على بثه فى رؤوس الطلاب عن طريق أستاذ مصرى !!!!!!!1وقد قابل بعض السودانيين هذه المحاضرة بثورة فناقشوا المحاضر مناقشة حادة وشددوا عليه النكير 0ولم يكد الخبر يسرى فى العاصمة السودانية حتى قابله عامة الناس بالأسف 000وقابله المصريون خاصة بالخجل 000

9/3/1947

        ولكن الدكتور النويهى ما إن يقرأ هذه الكلمات المغرضة 00إلا ويسارع بنشر مقا لة بعنوان :

                   لماذا جئت إلى السودان    وتنشر فى جريدة  الرأى العام الأكثر إنتشارا بتاريخ 17/3/1947

                 { هناك حقائق كثيرة لانحب نحن الناطقين بالعربية أن نلتفت إليها ، لأنها حقائق كريهة أليمة ، فنحن ننزعج إذ حاول واحد منا أن يذكرنا بها ، ونتبرم بهذا المذكر بل نكرهه أشد كرهه ، ولكن لاترجى لنا نهضة ولا رقى إلا إذا كان من بيننا جماعة لايعبأون بما يثيره فينا من إنزعاج أو كره ، ولايفتأون ينبهوننا إلى هذه النقائص فينا حتى نبدأ فى إصلاحها ، وما أجدرنا أن نتذكر حين يؤلمنا هؤلاء وحين نضيق بهم ذرعا أنهم هم الذين يحبوننا حقا ، وهم الذبن يودون  حقا إعادتنا إلى سابق مجدنا                                                                                                                                                                                                                             

*عبدالرؤوف النويهى
3 - مايو - 2006
 1  2  3