أغنى     أغنية الحرية

 الأستاذة سلوان كلامك مختلط، وأنت   مطالبة بتوضيح ما ورد في تعليقك، وهو  قولك: ( " لهجة اللين" وهى لهجة قبائل  طيئ والازد وشنودة وهى لغة  عربية مندثرة  من الاختلافات النحوية   وتعنى اثبات ياء  الاضافةاو ياء المخاطبة  ساكنة او فتحها او حذفها فى بعض  الاحيان وقد وردت فى مواضع كثيرة فى  القران)

 أين قرأت هذا الكلام، وأين في القرآن  إثبات ياء المخاطبة وأين قرأت (إياكي  أعني) وما هي لهجة اللين ? هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها شيئا اسمه  (لهجة اللين). وكان الأولى بك يا سلوان أن ترسلي تعليقك هذا في مجلس اللغة العربية، وليس في ملف الحرية، وأنا بانتظار أن تعيدي نشره في موضوع جديد يحمل اسمك، في مجلس اللغة، حتى أحذفه من هنا، فأرسليه مرة ثانية ولكن مع توضيح ما سبق من التساؤلات. حتى نفهم قولك ونعمل بنصائحك إذا كانت صحيحة.

إنفجار وردة

مطر الربيع رداؤك الضحاك والباكى

والشمس نافذة تؤرجح مقلتيك

والنار أعصاب تسجل فوق نهديك :

وشم الغرابة ، والحنين الطفل ، والشوق

البدائى المخبأ تحته فوضى التخلق وامتداد الشك والأسفار 0

*    *   *

ها  أنت ذى وجه الطلوع ومنبع الأنهار

شجر الخرافات ?الحقيقة

واللغات ?الفعل

والليل المخضب  بالموسيقى ،والنهار 0

تأتين لى بيدين كوكبتين تنتزعاننى من كف أيامى الهزيلة - ،

من تواريخ الندامة ،

السائل السحرى ?صوتك ? يستضىء كأنه

وجه الإله يطل فى ليل السآ مة      0

ويذيبنى فى صحوة الأشياء  حتى أحكم التحديق

أركض فى دماء الريح والأمواج حيث جوادى المهتاج 00

ألكزه إلى المجهول فى دوامة التلقيح والأمشاج

*      *        *

فتمددى  بين الهضاب ، وحررى أعناق ?

كل النخل ،أجرى فى السماء

هزى عناقيد القمر :

يساقط النور المخضر والحروف المشبعة

حلمى ثقيل بالصور

وأود أن أشتم طعم الأرض فيك 0

حقيقة متتابعة

* *    *

أنت التى تتكشفين إلى ، تنتفضين أجمل  من ينابيع المياه

حطى على كل البيوت

وحلقى عند الصلاة

تبأورى فى ساحة البشر ، أرقصى فى كل ركن تخمد الأصوات فيه

أنت التى ما أشتهيه

أنت التى ما نشتهيه 0

قرأت هذه القصيدة مرارا وتكرارا ، وتبين لى جليا أن قراءاتى الأولى ، وفى سنى عمرى الأولى ( أيام الدراسة الجامعية 1973) ، كانت نتيجة اندفاع الشباب وتوهجه ، وقد انحصرت تقريبا فى فهمى للقصيدة ، أنها" نداء الحقيقة" التى يبتغيها الشاعر / على يوسف قنديل _،والذى بلغ من عمره آنذاك20عاما_ ويسعى نحوها ويرسمها بعبقرية نادرة0

وبتوالى أيام العمر والتراكم المعرفى والثقافى ، تبين أن ألفاظ القصيدة الفارقة  شكلا ومضمونا ، كانت شيئا آخر غير ما ذهب إليه تفسيرى الأول والذى حصدته ارتكانا لمعرفة وثقافة مخالفة لما ملكته بعد  ذلك0

واشتد يقينى بمعطيات الواقع الملموس وتطور الأحداث ، ولما آلت إليه أحوال الحياة من حوالينا ، وما تعرضنا له من فقد القيمة والجوهر ، ولما درج عليه الطبالون والزمارون وسدنة الزيف ، والمحاولة الشريرة لصناعة وعى مزيف مخدر لذاكرة الناس وتبرير الهزائم وتلفيق التاريخ0

كانت هزيمة يونيو 1967قد أطاحت بالثوابت واهتزت الأركان الركينة وتحطمت آلهة وسقطت عروش واغتصبت أرض ، وضاع الألوف من البشر ،  لحما قة واستهتار ثلة المتورمين المنتفخين كذبا وتضليلا 0

وقف الشاعر الفذ يفجر شحنة الذاكرة التاريخية الأصيلة المتأصلة فى طين الأرض وأعماق الناس(ها انت ذى وجه الطلوع ومنبع الأنهار )

بل أنت أيها الذاكرة شجر الخرافات والحقيقة ، أنت اللغة والفعل ، أنت الليل المخصب بالموسيقى والنهار 0

بل يريد أن يشتم طعم الأرض فى الذاكرة والحقائق المتتابعة عبر الحقب الممتدة منذ  بدء التاريخ وحتى لحظة السقوط والتردى 0

أيتها الشخصية المصرية العريقة والموغلة فى التاريخ لا تنسى من أنت ?

أيتها الذاكرة :   أنت التى تتكشفين

تنتفضين         أجمل من ينابع الجمال

حطى              على كل البيوت وحلقى عند الصلاة

تبأورى  _       كونى بؤرة التلاقى والإندماج  _

                                                                       فى ساحة البشر

ارقصى             فى كل ركن تخمد الأصوات فيه

أنت أيتها الذاكرة العريقة الموغلة والممتدة  فى أعماق  التاريخ،

ما أشتهيه أنا الشاعر وما نشتهيه نحن أبناء مصر 0

                    إيه 00يا تسنيم:

هاهى0  0   0  أسراب الفراشات الملونة

وثم غيمة ماطرة فى  كبد السماء

تبش أوتبتسم

يورق فيها النغم

                                                     فلنمض إليها معا 00معا 00معا

أنشر هنا حكم الأستاذ الأكرم منصور مهران منتصرا للأستاذة سلوان، فجزاه الله خيرا، وكنت قد استفتيته في مسألة (لهجة اللين) التي فاجأتنا بها الأستاذة سلوان، =وذلك في دوحة الشعر في موضوع بعنوان : أجز هذا البيت= وبقي على الأستاذة سلوان أن تضيف مشكورة بيان ما سألنا عنه (وفوق كل ذي علم عليم) وهذا نص تعليق الأستاذ منصور مهران كاملا:

أخي زهير - أمتع الله بك - تأملت ما نقلته عن الأستاذة  سلوان ، حول  ( لهجة اللين ) ، ووجدت أن ذلك ربما يكون هو ما عناه ابن جني في كتابه : ( سر صناعة الإعراب ) في الفصل الذي عقده لبيان مواضع زيادة الياء ، فقد قال : ( وتزاد الياء أيضا بعد كاف المؤنث إشباعا للكسرة في نحو : عليكِي ، و مِنكِي ، وضربتكي ، وروينا عن قطرب لحسان  - يعني ابن ثابت - : 

  اولا ااسف لعدم التواصل معكم  وذلك لانشغالى الدءوب لمناقشة رسالة الدكتوراة فى فرنسا.

  كذلك اشكر الاستاذ المذكور لديك لتوضيح "اللهجة المندثرة" واضيف الى استشهاداته قوله تعالى"فكلى واشربى وقرى عينا , فاما ترين من اليشر احد فقولى انى نظرت للرحمن صوما .............. الايه" 

 تامل هذه الكلمات الملونة تجدها زائدة بياء التانيث المضافه. مما لا يدعونا الى الشك انها لهجة من لهجات العربية.

 اما عن المثل " قول قراره.............. المثل"  فهو موجود فى الاثر . لا اتذكر باى كتاب ولكنه مشهور.

 والان بعد هذه الايضاحة  اتمنى ان يعاد التعليق بنسخته الاصلية

                           الباحثة  سلوان محمود الاستربازى

هكذا يا أستاذ منصور قطعت جهيزة قول كل خطيب، وأحسب أنك معي في ذلك، وهذا يذكرنا بقول شوقي في تقريع رياض باشا:

  فى لحظة غائرة ابحث عن اسمى وعن الموت الذى يجسد ما ذهبت اليه , وبدا لى انذاك ان ذلك الاسم ليس هو المعطى لى سلفا, وليس الصوت هو الحبسة التى تفرضها الاعراف والمواضعات المالوفة, وما كان فى يدى غير

" الكيبورد" , واعلم ان بين الحرف والحرف فجوة  تتسع لرحيل عمر فارحل.

 اعرف ان الفجوة بين ظاء ما اكتب وبقية الحروف , بغير قاع ,ربما تغيبنى ,وربما اغرق ,وقد كنت اتعلق بها وقد صارت قشة.

 وما من مرة كتبت فيها الا وشعرت بذلك الخوف يغمر عقلى وحواسى, يجذبنى اليه كالنداهة او كالوعد ويرعبنى منه, وكانه تهاويل وحوش خرافية

    فهى الكتابة. ترى ماذا سيخط القلم فى سماء الورق????

  اسفه               اسفه                    اسفه                      اسفه

سامحنا و سامحكِ الله ياأختاه ...

الفجر  حين انطوى    * هب الدجى فينا

وحشرجات الثرى    *   تذكى    مآتينا

العلم المسفوح       *      دوى ينادينا

من قبضة الإعصار  *   وطيف ماضينا

وزمجرات الثأر *          على روابينا

هذا شهيد الخليل  *      يمضى بوادينا

ينشد صرح المنى *        يذكى تلاقينا

يعيد درب الوغى *           مدويا فينا

ياأغنيات الدماء *    هل عدت تشجينا

فى الثورة الكبرى *       على أعادينا

أم من شذى حيفا *      أم من مغانينا

أم  من      ربى يافا *    تحيى ليالينا

فالقسطل المشبوب *   با لحقد يروينا

والكرمل المسلوب *      يندب أهلينا

لن نرضى بالكهوف *فى القيد تطوينا

ولن تدك الحتوف *     ذكرى أمانينا

قصيدة (منتصف الليل )من ديوان (الرعد لن يموت )

من النضال الفلسطينى الذى لن يهدأ ، ولن يلين ، ولن يتوقف  0000يظل النضال حيا فى قلوب الأجيال ، فمهما قالوا واشاعوا،،،، السلام الأعوج   ،،،، ومعه و كل ساعة يسقط شهيد من شهدائنا الأبرار فداءا للوطن المسلوب ، وخرافة التطبيع بين غاصب فاجر وبين أصحاب الأرض ، لن تكون وإن سقط الكثير ، الكثير 00فالأمانى الكبار شعلة وهاجة بين الضلوع ، والحق يولد من رحم النضال 0

عرفته عربيا أصيلا ، ومثقفا وشاعرا ، ومحدثا لبقا ، وروحا قوية ، ونفسا شامخة ، فلسطين الدم والروح ، المبتدىء والميعاد ، لم ينسها لحظة واحدة تتردد مع أنفاسه ، وروحه الهائمة الراكضة فى يافا وحيفا وعكا ، فى القدس الشريف والمسجد الأقصى وقبة الصخرة والكرمل والخليل واسدود وعسقلان وتل الربيع ووادى عربة ورام الله ، يذكرها اسما اسما ، يشدو بها ويترنم بأغانيها ويردد الفلكلور الفلسطينى بوله وخشوع وضراعة وتبتل ، حتى اللهجة الفلسطينية لم ينسها ، ما أكثر ما يتكلم بها معى ، يحرص عليها حرصه على الحياة ، وكم طالت مجالسنا معا ، أو مع الأصدقاء ، وهو يهتف من داخله ، روحى فى فلسطين الحبيبة ، تغيم الدموع بعينيه ، وتهتز روحه ، لابد من العودة وإن طال المدى وتعاقبت الفصول 000إنها فلسطين  00القلب 0والروح 000البداية والختام 000الموت والحياة 0000

جا لسته طويلا ، وطالت الجلسات ، ينشد أشعاره بصوته الرخيم ومخارجه القوية والعاصفة المدوية بروحه وعقله ، سجلت على أشرطة، أشعاره الثورية ، وبعض أحاديثه الثقافية التى تدور  بيننا ، تشاكسه بسمة ويداعبه يوسف وترحب به زوجتى ترحيبا منقطع النظير ، يحبه والدى رحمة الله عليه ، وأكاد أسمعه وهو يقول له: العودة إن شاء الله  ولا تنس أن تدعونا حتى نزور المسجد الأقصى 0000ويبتسم إبتسامة عريضة تشيع الدفء والطمأنينة والألفة ، وتقابله أمى  وتنادى علىَ : الأستاذ مروان  ، يارؤوف 000فأهبط من الطابق الثانى لمقابلته ، آخذه بأحضانى واشد عليه ، لقد غبت كثيرا ??أين كنت ?? وبعينين يلمع فيهما الفرح والشوق :   كنت فى فلسطين  ، أزور الأهل ، ليتك كنت معى ، إنها جميلة جدا  جدا 00

إنه الشاعر العربى الفلسطينى / مروان محمد برزق ، عا ش فترة طويلة بمدينة طنطا ،محافظة الغربية 0مصر 0 كان مسئولا  عن الطلاب  والطالبات الفلسطينين  بمدارس وجامعة طنطا وجامعة الأزهر الشريف ، كنت أردد وأقول له : رفاعة الفلسطينى 0000فيضحك ضحكة رائقة ، ويقول  : أين أنا   من رفاعة الطهطاوى ، أبو التنوير العربى 00

عرفته ، ودامت معرفتى به  وتوثقت ، إذا غاب سأل عنه أبى وأمى وإخوتى ، وتطلب منى زوجتى السؤال عنه والذهاب إلى مقر الطلبة الفلسطينين، يقع بشارع النادى (نادى طنطا الرياضى ) ، عمارة شاهقة ، ويحيط بها الشجر من كل جانب والورود والزهور ، كنت أرحب بتنفيذ هذا الطلب ، حتى استمتع بالمشى فى هذا الشا رع الرائع والجميل والممتلأ بالأشجار من كل نوع ،وهوائه النظيف وعبير زهوره الفواح 0