البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : الحرية    قيّم
التقييم :
( من قبل 21 أعضاء )
 عبدالرؤوف النويهى 
15 - أبريل - 2006

 

   

الحرية                                                                                                                           

  المعشوقة الخالدة على مر العصور والدهور ، وتزهق الأرواح فداءا لها ،

 كنت ومازلت مقدما روحى ونفسى  ،وفى معبدها النورانى ، قربانا وتضحية ،

وللحرية أغنى ، ولشهداء الحرية عبر العصور  والدهور أغنى ،

ولما حض عليه أخى العزيز / وحيد ، بفتح ملف الحرية ، وللرجاء الصادق من أخى الأعز / زهير ، وكلمته ( فلا أرى مثل الحرية فضيلة ترسف فى أغلال الإستعباد ، مسحوقة ممحوقة مهانة ،مبصوقا عليها ،مد اسا على وجهها ))، وانضمام أخى الجميل / السعدى ،فى قبولى للدعوة والمساهمة فى ملف الحرية ،وللأحرار فى كل مكان من المعمورة ، ولإختى الجليلة / ضياء ، وأخى الفاضل / يحيى ،ومحمد فادى ، وعبدالحفيظ ، والعياشى 

ولأصدقائى جميعا   ، وعلى بركة الله ، وفى سبيل الحرية                       

         أغنى     أغنية الحرية

 6  7  8  9  10 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
غنّى لى اشوى اشوى    كن أول من يقيّم
 

حسنأ فعل أُستاذنا الاخ زهير حين أعفانى من نشر قصيدة كنتُ كتبتُها بعد قراءتى للقصيدة التى أراد بها الوداع. فلمّا رفعها لم أجد محلا لها. هذا الشاعر الأنسان الرائع بحسّاسيته وعذوبته وإبداعه الذى يطرقُ أبواب الأفكار فتنفتح له الجوانحُ قبل الأذرع.

سافرتُ الى إيران قبل سنوات خلت. لم أترك شارعا ولا زقاقا ولا بازارا فى طهران الاّ مشيتُ فيه وتركتُ أثر أقدامى على بلاطه غير الملكى لا لكى يتبركوا به لانها آثار غابرة غير قادرة على الحركة ولا قابلة لمنح البركة. حفظتُ أسماء المحلات التجارية والبنوك من بنك (ملّت) الى بنت عمه (صادرات) التى يبدو أنها تزوجت به لإنجاب بنوك شرعية للتخلص من مشكلة الشيكات بلا رصيد التى جرّت ورائها مصائب فى إيران.

ذهبتُ الى إصفهان ثم الى مشهد فارتابت بى المخابرات الإيرانية فى وقت كانت إيران تمر بازمة داخليّة والخلاف مع العراق على أشده. وكنتُ قد تأخرتُ عن الفترة الممنوحة لى حسب تاريخ الفيزة. كان يجب علىّ مراجعة الجوازات لتجديد الفيزة لكنّى لم أفعل لأسباب ليست أمنية ولا سياسية كما ظنّوا. إستدعونى, ضابط يصعد وآخر ينزل تركتهم يعجنون الطحين. وبعد ساعة ونصف من التحقيق قالوا لى: بإمكانك البقاء إسبوعين آخرين ثم المغادرة. كانت فرصة كى أتسكّع فى بعض الأماكن التى لم تكن قدماى قد عرفتها بعد ولكى أُشاهد أكثر لعلّى أفهم شيئا مما لم أفهمه ومازلتُ أجهل أكثرهُ فى دنيا الله الواسعة. 

عزيزى زهير:

     كيف ارتضيتَ بان تودّعها                فى كل ركن باتَ موضعها

    فى كل حرف كنتَ تكتبـهُ                هى تستجيبُ وأنتَ تتبعـها

ضياء خانم:

سلام هَمْسَرتْ را بِرِسان (1) 

__________

(1) تعني هذه الجملة بالفارسية: بلغي سلامنا لزوجك. وقد أخطأ السعدي، فكتبها (راب رسان) ... زهير

alsaadi
5 - يونيو - 2006
تصاحيف السعدي    كن أول من يقيّم
 

صححنا تصحيفك أيها السعدي، وبينا سبب عدم دعوتك للخطبة في قصيدتها، وأذيلها هنا بضرورة أخذ الحذر من تصاحيف السعدي، على أن في بعضها من الفكاهة ما يرشحها لدخول معجم الصفدي المنشور في الوراق فأقول:

تصاحيفُ  الفتى السعديّ iiكثرٌ وعـذرُ  شـيـوعها iiنظارتاهُ
أصـحّحُ  ما يصحّف كل يوم ولـيـس يـخيفني أحد سواه
ولو هو فات ما صححتُ يوما لـخـرّب كـل إيـوان iiبناه
وضـاعت في خطيئته iiضياءٌ ومـا  نـفعت تذل لها iiالجباه
ولا  نـظـارتاه ولا iiحصاها ولـسـت أقـولـه فلقد iiدراه

*زهير
5 - يونيو - 2006
الزمن المضاد للشعر    كن أول من يقيّم
 

من بين كل الرؤوس وجدتك, ومن بين كل النواحى نظرت لك.

 معلمى واستاذى الكبير / النويهى

 بكل ما تمتلك حواسى اشكرك , وبكل ما تشتهى نفسى اقدم اليك بايدى شاكرة ممتنه .

 لا اريد ان اخوض فى سرد حياتى الخاصة ولكننى امراة كاى امراة عانت من قهر الاستبداد , ومن ظلم الاستعباد,

حينما كتبت "احلام المواطن س" فى اوائل التسعينيات, حينها كنت ابلغ الخامسة عشر من عمرى ولم يكن هناك بجانبى سوى ابى كان يشجعنى. اما الان وقد اصبحت اما لا اجد الا احباطا من الجميع, فقررت الكتابة لنفسى لاشبع  رغبتى فقط..

 لا اريد ان اقحمك فى مشكلاتى ولكنى ارى ان الزمن غير الزمن وان وفرتى الادبيه اصبحت عالة على حياتى حينما اقرا للشعراء الجدد من شعراء الحداثه.

فقد مات فيهم عنترة مذ لم يجد سيوفا تقطرة بجزيرة العرب

ومات فيهم امرؤا القيس مذ لم يجد ان البكاء على ليلى يفيد فى عالم الميكياجات والاثواب المثيرة

ومات فيهم ابى نواس مذ ان شرب اخر زجاجة من خمره

مات كل هؤلاء حين دخلت سيارات الفيريرا و bmw  الى خيمة كل عربى

ومات كل هؤلاء ايضا عندما اصبح حبرنا الوحيد هو النفط

 فهذا هو الزمن المضاد للشعر

                                  تسنيم محمد المصرى

                               كاتبه وقاصه من القطر المصرى

تسنيم محمد المصرى
6 - يونيو - 2006
هذا زمن الشعر 0000000 يا تنسيم 0    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 

   

        

(   أريد  أن أكون حرة ومرسلة

تلك علة أن الأساليب الراقية لا تعنى لى شيئا 0

وأنا أشمر عن ساعدى ،

إن عجينة الشعر تختمر 000)

الشاعرة الرائعة "إديث سودرجران " من فنلندا ، ولدت 1892ورحلت 1923تاركة آثارا شعرية تمتاز بالروعة والعمق ، أعلنت فى أشعارها التحدى والجرأة ، وأخذت من فلسفة القوة لفريديك نيتشه ، منهاجا ونبراسا ولم تنحن ولم تستسلم حتى الرمق الأخير 0

{    كل ما أملك هو فانوسى المضىء ،

جرأتى الحمراء

جرأتى الدامية  تفتش عن المغامرات

فى أصقاع المعنى

لا أملك شيئا سوى قيثارتى تحت إبطى

والصوت الغليظ لأوتارى ؛

قيثارتى المشدودة الأوتار تصدح للإنسان والوحش

على الطريق الرحب

 

إننى لا أملك شيئا سوى تاجى الشا مخ ،

المترفعة 0

تأخذ كبريائى القيثارة تحت ذراعها

وتنحنى انحناءة الوداع }

 

كانت الحماسة الطاغية المندفعة نحو الإصلاح والثورة والحرية _هواء فنلندا الخانق والبت والقهر والهوان والضياع وفقد الأمل فى غد مشرق _ وقدمت أشعارها فى مذبح الوردة 0

{ بسيط هو صيف الجبال ،

المرج مزهر ،

والمزرعة العتيقة مفترة الثغر

وغمغمات الجدول الخافتة تحكى عن السعادة المتاحة }

إن بساطة أشعارها ووضاءة ألفاظها وسهولة كلماتها ،جميعهم جعلنى قارئا لأشعارها ،أشعر أنها تتكلم عن نفسى ،عن إحباطاتى ،عن هواجسى ،عن أحلامى ،عن ثوراتى وأمنياتى ،عن الليل السرمدى القابع بداخلى ،عن أحزانى التى لاتغسلها أمواه الأرض

000000000000

{ النجوم  عنيدة ?

كلنا يعلم ذلك

ولكننى أريد أن أقتنص حظى من فوق كل موجة زرقاء

ومن تحت كل صخرة رمادية 0

فإذ لم تأت السعادة  أبدا ?ماذا تكون الحياة ?

زنبقة صغيرة تذوى فى الرمل

وإذا أخفق توجسها ? تتكسر الأمواج على الشاطىء

والشمس تغرب

لماذا كانت الذبابة تفتش عن شىء ما فى نسيج العنكبوت ،

وماذا صنعت فراشة الماء بيومها الوحيد المقدر لها?

ليس من جواب آخر سوى جناحين مطويين بلا حياة

فوق صدر منكمش 0وتبقى حلاوة النضال من بعد للجميع

وتتفتح الزهور كل يوم من قلب الجحيم 0}

وأهمس أن الأمل باق  ، وأن الشعر باق ما بقى الإنسان   الإنسان 0

وهاهى إديث الرائعة ، ذات القلب الأبيض والإرادة الشامخة ، تقول :

{  أختى ، ياجميلتى ، لاتذهبى بين الجبال ؛ إنها قد خدعتنى ،

ليس فيها ما يشفى غليلى 0

ولأجل التذكار قطعت غصنا  من شجرة الصنوبر

كان يظلل الطريق كأنه ريشة

وحاولت أن أعود إلى البحر على آثار خطواتى القديمة 0

كان البحر  قد ألقى ألفا من الدمى المحطمة فوق الرمل 0

وعبثا كنت أبحث عن حلية قد تجلو جمالى 0

تعالى ، اجلسى بجانبى ، سأحكى لك عن أحزانى ،

سوف تفشى كلانا أسرارا 0

عليك أن  تكشفى لى عن جمالك  وطريقتك  فى الالتفات ،

وسأمنحك صمتى وعادتى  فى الاستماع 0}

 

 

*عبدالرؤوف النويهى
6 - يونيو - 2006
اليك همومى    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 

 بشيئ من الارتباك أتحدث لك, ربما لاننى لم احترف الكتابة عن نفسى.

لم آتك محملة بالقصائد, وانما اتيتك بهمومى وبهموم نساء من جيلى . نساء يحاولن ان يكن كاتبات وشاعرات فى ظروف لا علاقة لها بالابداع.

انا قادمة توا من المطبخ, نزعت الجلى ومنديل المطبخ وفتحت صفحة التعليق هذه...................      .

آه عشرات السنوات خسرنى فيها الادب ولم يربحنى المطبخ_حسب اعتقاد زوجى_ فلا تتمغلط علي رجاء.  فقد قلم الصمت اظافرى ولم اعد قادرة على رفع صوتى الا على اطفالى, ولم اعد اناقش غير الباعة والاطباء ومعلمى المدارس. فماذا تقول فى ذلك???????????!!!!!!!!!!!                              

 حلمت ان الدود فى التراب 

ما عاد ينهش الجثث

 لان دودا غيره

اضاع فيها عمره سدى.......وتاب                     

                                         تسنيم محمد المصرى 

                                   كاتبة وقاصة من القطر المصرى                                                                             

تسنيم محمد المصرى
7 - يونيو - 2006
مساء صباح التسنيم    كن أول من يقيّم
 

 نعم.. ما اتعس الشعراء اليوم جاؤوا متاخرين بعصر عن الشعر..خلف زجاجة الكوكا يقرضون"ساندويتش" وشيئا من الشعر ويحلمون بالمتنبى وابى نواس وبقصائد لم ينظموها . وبذلك _ارى _ ان هذه" اشكالية العصر الادبى باكمله."

 اما عنك اخت تسنيم .فقد وقفت امام شاعرة وليس كاتبة . مبدعة وليس قاصة .عنها احسست انى انظر فى قلب امراة  لا فى شعرها , ولا عجب من ان يكون جل هذا الابداع التناظمى ينبع من امراة دون الرجل

 ففى اعماق كل امراة بحيرة راكدة, ولكن كم من امراة تجرات حقا على تغيير هذا المنظر الذى يبدو من الخارج هادئا ومسالما. اللائى فعلن ذلك وحدهن المبدعات .

 واذا كنتي اليوم بيننا فلأنكي احدى هؤلاء النساء المحظوظات فقط. وانه   كان يكفى للقدر ان يضع فى طريقكي ابا اخر غير أبوكي وزوجا اخر غير زوجك لا تنتهى فى دهاليز الصمت نحو غيرك

 _اقول_ ان هذا ليس اقلالا من شان كاتبات وشاعرات عربيات قادرات. وانما انصاف فقط لعشرات النساء والفتيات المبدعات فى الخفاء .اولئك اللائى لن ترى كتاباتهن  النور ولن يقفن يوما على منصة  وسيمتن فى ثياب دودة قز.

                         الباحثة سلوان محمود الاستربازى

 

سلوان محمود
7 - يونيو - 2006
هذا زمن الشعر _يا تسنيم _ نشيد الفرحة    كن أول من يقيّم
 

   

          

{  لست إمرأة ، إننى جنس محايد 0

  أنا طفلة وجارية وعزم لايلين ،

  أنا مسار الشمس القرمزية الضاحك،

 أنا شبكة صيد لكل الأسماك الشرهة ،

 أنا تاج الشرف لكل النساء ،

 أنا خطوة فى طريق النجاة والهلاك ،

 أنا قفزة فى الحرية والذات 00

أنا وسوسة الدم فى أذن الرجل ،

  أنا حمى الروح والشبق  وإنكار الجسد ، 

  أنا علامة الدخول إلى الفراديس الجديدة 0

 أنا شعلة منقبة جريئة ،

 أنا ماء عميق ، ولكنى شجاعة الخطى ،

 أنا ماء ونار  امتزجا بأمانة وفق شروط حرة 00}

لم تكن الشاعرة الرائعة   إديث  سود رجران    إلا شاعرة متميزة ، تختار المواضيع التى تمس شغاف قلبها ، وكانت إمرأة لكنها وبحق من جنس آخر ، وما أعظمها وهى تقول وبأعلى صوتها ( أنا تاج الشرف لكل النساء ) ، ما أروعها وما أصدقها وهى تصف نفسها وبعفوية تحسد عليها ،

 ( أنا قفزة فى الحرية والذات  ) 0

 الحرية  الحرية الحرية  تأتينا من أعماق الإنسان ، نسعى ولانمل ، نطلبها مطلبنا للحياة ، وهاهى إديث قفزة فى الحرية والذات 0

 

{ فرحانة أنا 0

 شمس الصباح الجريئة ، تشرق فى وجهى ، تتلمس جبينى 0

 لا ، يمكنك أن تسمع فورا رد قلبى التياه 0

قلبى يصير أكثر تيها مع كل دورة شمس 0

 وكأنى أمسك قرص الشمس فى يدى

 لأعصره 0

كأنى لست إلا نزيلة على الأرض عابرة

 أوقظها بالعتاب ،

 آه  ، أنت أكثر تيها بالقلوب ، تمدين ذراعيك نحو الشمس ،

  فاركعى ، ودعى صدرك لتفعمه الشمس ، الشمس 0}

 

هذه القصيدة المفرحة والفرحة ، آفاق شاسعة حلقت فيها الشاعرة على أجنحة الفرحة ، أنا فرحانة ، فرحانة أنا ، أعلو وأعلو  وأمسك قرص الشمس بيدى لأعصره ، صورة المستحيل الذى يتحقق ،هذه القوة الهائلة بداخل الإنسان، الكبرياء والشموخ والتعالى على الأحزان وأمور المعاش المملة المكرورة ،

وتنثال على ذهنى وفى هذه اللحظة القصيدة الرائعة والخالدة ، نشيد الفرحة للشاعر الأشهر فريدريش   شيللر الألمانى وهوينادى الفرحة ويقول :

 

   {أيتها الفرحة ، ياشرارة الآلهة الجميلة ،

 يابنت جنة المأوى

 إننا ندخل بالنار نشوى ،

 بيتك الحرام ، ياأيتها السماوية 0

وفنون سحرك تربط من جديد

 ما قصمته بيد العنف التقاليد ،

 فيتآخى البشر  جميعهم

حيث يمتد جناحك الرقيق من فوقهم 0)

 

 

 

*عبدالرؤوف النويهى
7 - يونيو - 2006
ضياء خانم والعجة بالبطاطا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 

سأروي لكم اليوم حكاية أول من دعاني بضياء خانم وكان له الأسبقية ( الزمنية فقط ) على الأستاذ زهير بأكثر من عشرين سنة . غير أنني أريد أن أعتذر قبل البداية للأستاذ النويهي على اقتحام ملفه بهذه الحكايات الخارجة ربما على الموضوع ، وأعده بأنني سأفتح قريباً جداً ملفاً خاصاً بهذه الحكايا لأنافس بها ملفه عن حكايا التراث ، ولقد أعذر من أنذر ..... والله يا أستاذ عبد الرؤوف هذا الشعر الذي تنقله إلينا  رائع فهل أنت مترجمه ?

وقبل أن أبدأ أيضاً ، علي أن أوصل جواب السلام للآغا السعدي : خيلي ممنون متشكر آغا

وأيضاً أريد ان أوصل جواب جواد الذي أخذ موضوع الخطوبة بمنتهى الجدية  ونهرني عندما عرضت عليه صورة حنان وقال لي : " انت مريضة في رأسك ماما ? " ( وهي الترجمة الحرفية لما قاله بالفرنسية ) هذه طفلة صغيرة ( جواد عمره 12 سنة ) وهذا ليس معناه بأنني سأتراجع ولكن سأنتظر حتى تكبر قليلاً .

الآغا " صادقي " والعجة بالبطاطا

كان ذلك في بداية حياتنا ، وكنا نسكن في تلك الأثناء غرفتين متواضعتين في الطابق الرابع من إحدى البنايات القديمة التي لا يوجد فيها مصاعد . وكان قد أتى ليشاركنا فيها ابن أخت زوجي البالغ من العمر بوقتها أربعة عشر عاماً ، أرسلوه إلينا هرباً من التجنيد العسكري أيام الحرب العراقية الإيرانية .

أما الآغا " صادقي " فلقد كان متعهداً ثرياً قد جاوز الستين من عمره ، وهو من أصدقاء والد زوجي المتوفى ، وكان يأتي إلى باريس لأعماله الخاصة بشراء المعدات ، فيحجز في أحسن فندق ، ويأتي ليتعشى عندنا ذات مساء . وفي نهاية السهرة يقول له زوجي من باب المجاملة :

ـ لم لا تنام عندنا اليوم آغا ?

فيتمنع ولكن لبرهة وجيزة ، ثم يسارع بالقبول قبل أن تسحب منه الدعوة ويتسنى لنا التملص منها . ثم يبقى ويبقى ، أحياناً كل الأسبوع .

ولأنه كان يكره الإقامة بالفندق ، ولأنه كان يشعر بأنه يقتحم علي حياتي بدون أدنى تحفظ ،  ودون أن يمنعه ذلك من المعاودة في كل مرة ، فلقد كان يبالغ في مديحي وتفخيمي وخصوصاً عندما يعبر عن شكره العميق لي بقوله :

ـ " ضياء خانم " مرسي بوكوم ( الميم الزائدة من عنده وليست من عندي ) .

وذات صباح ، بعد أن شرب الشاي ، وفكر ملياً بما سوف يقوله ، التفت متوجهاً إلى بالحديث بنبرة وتصميم استنتجت منها بأن ما سيقوله هو خلاصة ما تمخضت عنه أفكاره الليلة الفائتة :

ـ ضياء خانم ! اليوم أنا من سيعد الغداء ! قال .....

...... ثم سكت قليلاً ليسمح لنا باستيعاب الصدمة ، وأردف :

ـ سأحضر لكم أكلة إيرانية خاصة جداً لم تذوقي مثلها في حياتك ! اليوم لن تتحركي عن مقعدك ، ضياء خانم ، فأنا من سيعمل كل شيء !

كان يتكلم وهو يجلس فوق الكنبة كالطاووس ، وتحت رجليه ، على السجادة ، كان يجلس آراش الذي هو ابن أخت زوجي والذي لم أكن قد رأيته حتى حينها بهذه الدماثة وهذه الطاعة مع أحد من الناس . والذي ، وفي لحظة هذا التصريح الخطير ، التفت ليحدق في وجهه مستغرباً ، وليتأكد بأن ما رآه وسمعه علماً وليس حلماً . إلا أن الآغا صادقي حدجه بنظرة طأطأ لها رأسه العنيدة للحال .

ثم نظر إلى ساعته ، واستنتج بأنها كانت قد بلغت الحادية عشرة صباحاً ، فقرر بأن وقت الجد قد حان ورمق آراش بنظرة من عينيه النفاذتين ونهره قائلاً :

ـ إذهب إلى الدكان واشتر البطاطس !

آراش ينتفض ويهب واقفاً كالرمح ، ليهرع إلى الدكان بسرعة البرق مع أنني لم أكن قد نجحت حتى ساعتها بجعله يشتري لي رغيفاً واحداً من الخبز من المخبز الذي تحت البيت ، إلا أنه ذهب لإحضار البطاطا بدون نقاش وبدون تردد ، ولما عاد من مهمته ، نهره مجدداً وأمره بأن يضعها على صينية ويأتي بها إلى هنا ومن ثم بأن يحضر له طنجرة فيها ماء .

ـ إبدأ بتقشير البطاطا ، قال له ، ريثما أعمل لنفسي غليون .

آراش يبدأ بتقشير البطاطا وهو يدخن ، وأنا أعمل بتوضيب أوراق على مكتبي الذي يقع في هذه الغرفة التي أتقاسمها معهم . أكاد أختنق من دخان الغليون ، فأتوجه إلى باب الشرفة لأفتحه . إلا أن الآغا صادقي سيعود ليغلقه بعد خمسة دقائق قائلاً بصوت معسول :

ـ ضياء خانم ، سردة ! خيلي سردة ....( يعني بأن الدنيا برد ) .

وكان أراش قد انتهى من تقشير البطاطا ، فأرسله ليشتري البيض ، ثم لأراه بعدها ، وعلى وجهه سيماء من اتخذ قراراً لا رجعة فيه ، يهبط إلى السجادة ويتربع عليها ، ثم يقرب الطنجرة التي كانت تسبح فيها حبات البطاطس المقشرة ، فيتناول واحدة منها ، ويبدأ بتقطيعها إلى مربعات صغيرة كان يحرص على أن تكون متساوية الحجم ......... كانت تلك المربعات تتساقط من بين يديه وتهوي إلى الماء ، فيتناثر من حول الوعاء مكوناً بحيرة من الرذاذ المتساقط على السجادة الوحيدة التي أمتلكها . ومع كل قبضة من البطاطا المتهاوية في الطنجرة كأنها الغطاسون في حمامات السباحة ، كان قلبي ينخلع أسفاً وندماً على سجادتي اليتيمة ، وكانت نظراتي تراقب كل حركة ، فتفضح عيوني مكنونات صدري ........ ولما كان الأغا لماحاً ، لكن دون أن تستبد به أدنى شفقة بعواطفي الملتاعة ، بل كان يسخر منها لا بد بينه وبين نفسه ، فلقد صار ينظر إلى بشيء من الخبث وبما يشبه التهكم ، محاولاً أن يخفيهما بابتسامة جميلة ، وقائلاً بصوت ظريف وهو يشير إلى موقع الجريمة :

ـ كوكو سبزميني ( يعني عجة بالبطاطا ) ، ضياء خانم . خيلي خوش مزة ( يعني بأنها لذيذة جداً ) ضياء خانم .

نعم ، كانت عجتة لذيذة جداً ، ولم أذق مثلها في حياتي .

 

*ضياء
7 - يونيو - 2006
آغا صادق    كن أول من يقيّم
 
الآغا السعدي يا ضياء خانم اسمه الأول (صادق) أليس هذا من عجائب الصدف، ثم أليس هذه الصدفة تستحق أن أخلدها بقطعة يدخل بهما آغا صادقي التاريخ من بابنا، وعساه أيضا يبعث لنا بصحن كوكو سبزميني.
أزف حـنـان تحمل في iiيديها هـديـتـهـا  لخاطبها iiقماطا
وشـعرا  من ركائب ضابحات تـسـابـق في أعنتها iiالسياطا
وذلـك  مـا أورث لا iiكـباشا ومـركـبها إذا رأت iiالصراطا
سأفرش في زفاف جواد شعري سـجـاجـيدا وتاريخي بساطا
وأذبـح  عـشـر ناقات iiكرام وأطرح  من شراباتي iiسماطا
وآغـا  صادق السعديّ iiيشوي وآغـا صـادقـي يقلي بطاطا
يطير  جواد خيلا من iiضياء وقـفت  عليه ديواني رباطا
وما هي بالتي كتبت حروفي ولكن  خير من وضع iiالنقاطا
*زهير
7 - يونيو - 2006
وعادت النجوم بعد انكدار    كن أول من يقيّم
 

قلتُ والله هذا أمر دُمّر! بليل. ما الذى كدّر نجومنا هكذا. سماءنا صافية والحمد لله. فمن حسد النجوم فأصابها بالعور. حمدا لله عادت النجوم مبصرة وعادت الخانم الينا تتفقد أحوالنا.

أنا ياضياء خانم طبّاخ ماهر وخبّاز ماهر أيضا تعلّمتُ ذلك أثناء وجود أمى رحمة الله عليها فى المستشفى( كم رأيتُ من موتى وكم حملت حتى صار يخافنى الموتُ لرفقتى ضحاياه وضَحِكى عليه مرات ومرّات لا أعرفُ إن كان يخافنى أم تركنى شاهد إثبات يُخيف به آخرين. حتى الموت صار سياسيّا. مهنة واحدة فقط لم أشتغل بها هى تغسيل الموتى. نصيبك هكذا يا ضياء خانم من صادقى ثرى الى صادق مفلس لا يحمل معه الاّ خبر الموتى ورائحة المشيّعين) ثم شاءت الاقدار وحكم الواحد القهّار أن أكون فى مكان تجتمع فيه كل الملل والنحل وأطياف الأقواس القزحيّة. رأيتُ فيه ما لوتخلدتُ بعدها لم ازدتُ علما بالحياة سوى قبرا. تعلّمتُ كل شىء الاّ ما يُغضب الله على الاقل فيما أظن وأعتقد. فصرتُ طباخهم الأفضل ولله الفضل على ما أنعم. 

عزيزى زهير لطف كردى

           يغمرنى جودكَ ألطافـا                متى نُعيدُ الفضلَ أضعافا

          حنانُ شدّتنى الى رمشها                تسـوقُ للظـاعن أطيافا

          لاشيـة عندى بنظارتى                 لكنهـا تأكـلُ إسرافـا

          فخلّفتنى أعضما تشتكى                وتنشُـدُ الحكمـةَ عرّافـا

         صحّفتُ عجلى ثم صرّفتُهُ               ولم أكن فى السوق ِ صرّافا

        هذى تصاحيفى ومن فضلها              قد أصبح الصادق (صحّافـا)

أما لفط! كردى فلها حكاية أُخرى.

alsaadi
7 - يونيو - 2006
 6  7  8  9  10