خاص بالأستاذ زهير كن أول من يقيّم
أنشر هنا رسالة خاصة كنت قد بعثت بها بالأمس للأستاذ زهير ورغب في أن أنشرها في هذا الملف . هي تأتي في مكانها لأنها مناسبة قصيدته الجميلة التي أتحفنا بها هذا الصباح .
أستاذي الكريم : مساء الخير
أرى بأنكم في ورشة عمل في الوراق وأن التحديثات جارية على قدم وساق . هنيئاً لكم ولنا هذا التطوير المهم والبناء .
لن أطيل ثرثرتي فأنا أرى بأنك مشغول لكني وجدت بأنه لا بد من عودة وعدت بها بالأمس لتوضيح بعض الالتباسات .
عندما أتيت إلى هذا الموقع جئت بتشجيع منك وإصرار لفت نظر الآخرين لما أقوله وأكتبه بغض النظر عن قيمته التي أشك بها أحياناً غير أن هذا شأن آخر . ثم وجدت في حضوري معكم شيئاً أدخل بعض البهجة إلى حياتي الرتيبة وأذكاها بشيء هو مزيج من التحفز والانبهار والفضول والرغبة في اكتشاف الذات . أنا فعلاً سعيدة بهذه المجموعة من الأصدقاء وأظن بأن هذه العلاقة التي نشأت بيننا بناءة لأنها تكسر الجمود من حولنا وتشعرنا ببعض الدفء الذي نحن بحاجة إليه، وأنت يا أستاذ زهير كنت في القلب من كل هذا، ولم يكن لهذه الصداقة الجميلة بأن تنشأ لو لم تكن راعيها ومحركها الأساسي .
لا أبحث عن أي شيء آخر وليس لي أي طموح أراهن عليه . حياتي أبسط مما تتخيل ولا أرغب بتغييرها ، بل ربما لو رأيتها في الواقع لوجدتها مخيبة في بساطتها . أنا لا أشبه في شيء هذه الصورة التي رسمتها عني في قصيدتك " عقد حزيران " لكني عانيت كثيراً من الغربة والتشتت العائلي، فنحن نعيش اليوم في ثلاث قارات ، أمي وإخوتي يعيشون في أميركا منذ حوالي الثلاثة والعشرين سنة وأنا أتيت إلى هنا لأدرس ثم تزوجت وبقيت هنا وزوجي إيراني لكنه يعيش في فرنسا أيضاً منذ ثلاثين سنة ولي منه : آريان وفرح وجواد . أريان اليوم في العشرين . أنا إذاً أم آريان لو شئت أن تسميني هكذا .
ما أردت قوله هو أنني أشعر بالحرج أحياناً لما تقوله . ورغم رغبتي الجارفة بزحزحة بعض الجمود والتصخر في نظرة الجمهور الواسع القارىء للعربية ، للمرأة ، للحياة ، للدين ، للعلاقات ، لما غامرت بما غامرت به من ( سمعة ) أحرص عليها لأنها لا تخصني وحدي بل تخص أيضاً أهل بيتي ، وهي بنظري ثمينة جداً.
لم أحب منك "عقد حزيران " رغم قوتها الشعرية لكني شعرت بأنها تسيء لي فهي ليست صورتي ، يرافقها استخدامك للصورة في موقع الشخصيات شعرت كأنني في سوق النخاسة وسيأتي كل واحد ليعطي رأيه بي . لا أريد للناس أن يقيموني يا أستاذ زهير ولا حتى بالمديح وأنا لا آكل وأشرب من الكلام المعسول ( هذا ليس تكبراً ولكني لست ملكة جمال لأعرض نفسي وقد تجاوزت السن القانونية لهذا بكثير ، وأنا لست مثلك ، أنا امرأة ونحن شرقيون حتى النخاع بجمهورنا الواسع ، ولا أتكلم هنا عن الاستثناءت من المتنورين والأصدقاء الصادقين امثال الأستاذ النويهي وعبد الحفيظ وبنلفقيه ..... ، فلماذا تضعني تحت رحمة الجمهور? ) لو نجحت في أن أحظى باحترامهم ، سأكون قد قدمت خدمة للكثير من النساء والصبايا اللواتي لا يتجرأن على الدخول إلى ساحة الحوار الثقافي وإعطاء رأيهن ، وستكون خدمة للموقع لكي يظهر بشكل أكثر تحرراً وانفتاحاً ، هذه غايتي .
لا أدري إذا كنت قد نجحت في توصيل وجهة نظري لكني لا أقصدك بأي سوء بل عكس ذلك ، ثق وتأكد بأنني لو كنت اليوم أو في أي يوم بموقع من يستطيع تقديم الخدمة لك ، فلن أتأخر عنها مطلقاً لأنني لست من الذين يشربون من البئر ليرموا فيها حجرا . وأنا لا ألقي الكلام جزافاً يا أستاذ زهير ولست هوائية ولا متقلبة المزاج وصار من الصعب أن يبلبلني شيء . بإمكانك أن تعتبرني لك سنداً وظهيراً رغم إمكانياتي المتواضعة ، لكني سأقدم نفسي على طريقتي والطريقة التي أظن أنها مناسبة وتتلائم مع شخصيتي وإلا وقعت بالتناقض .
كان لا بد من كسر بعض البيضات لصنع العجة وها نحن قد كسرناها . أنا ألومك فقط في كونك تسرح في خيالك إلى شطآن بعيدة وتنسى في هذا اعتبارات كثيرة وأن حبك لشعرك يفوق أي حب آخر حتى ربما حب زهير لنفسه . في هذه لن ألومك لأنك لن تستطيع بأن تكون بالمستوى الشعري الذي أنت عليه لو لم يكن للشعر الأولوية في حياتك .
أحترم الناس بالمواقف وليس بالكلام ولو عدت بذاكرتك لوجدت بأنني قد عبرت في كل مرة وجدتها مناسبة عن عميق تقديري واحترامي لك ولا أزال . أبحث لنا عن صداقة فيها بعض الأمان ، في هذه تجدني بغاية الطموح ، لكن أشياء ثمينة كهذه لن تأتي بسهولة ولا بد من شد وجذب لترسيم الحدود . فلا تضيع علينا فرصة كهذه .
تحياتي وسلامي وفعلاً حنان قمر مصور حماها الله وأدامك لها ، أفكر أن أخطبها لجواد فما رأيك ?
إلى اللقاء
|